أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20/09/2004   #1
شب و شيخ الشباب Abo rafik
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ Abo rafik
Abo rafik is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
uae-abo dhabi
مشاركات:
483

افتراضي سيأتي بمجد عظيم..


في عام 1909قدمc.ischofield وهو بروتستانتي محافظ الترجمة المسماة king james للكتاب المقدس مضمناً إياها حاشية تؤكّد على دور إسرائيل في صياغة تاريخ العالم في الحاضر والمستقبل , وقد كتبت Grace Halsell (1)عنهُ تقول : " يقول سكوفيلد أنَّ المسيح ليس بإمكانه العودة إلى الأرض إلى أن تحدث حوادث محددة : يجب أن يرجع اليهود إلى فلسطين وأن يستردّوا السيطرة على القدس ويُعيدوا بناءَ الهيكل, وعِندئذٍ يجب علينا جميعاً أن ندعم المعركةً الكبرى والأخيرة المُسمّاة أرمجدون Armageddon . تتفاوت التقديرات ولكن معظم الباحثين في لاهوت أرمجدون يؤمنون أنه بنتيجة هذا التفسير الحديث نسبياً للكتاب المقدس فإنَّ ما بين 10 – 40 مليون أمريكي يعتقدون أنَّ فلسطين هي الأرض التي اختارها الله لليهود " . عِلماً أن ترجمة سكوفيلد للكتاب المقدس هي الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة .
وفي العام 1996 انعقدَ المؤتمر المسيحي – الصُّهيوني الثالث برعاية السّفارة المسيحية الدولية (ICEJ ) ( التي تأسست في 20 أيلول 1980 ) في مدينة القدس المحتلة ما بين 25 – 29 شباط, حيث أقرَّ المُجتمعون وبالإجماع بياناً يؤكد أنَّ يسوعَ هو المسيح وسوف يعودُ إلى القدس , وأنَّ الله أعطى أرضَ إسرائيل للشعب اليهودي وهذا يتضمن غزّة ومرتفعات الجولان ويهودا والسامرة ( الضفة الغربية ) , وإنّ القدس يجب أن تبقى غير مُقسَّمة وليس للفلسطينيين حقُّ الإقامة فيها , وسيُظهر الله للمُسلمين في النهاية " حقيقة إيمان إبراهيم " بأنَّه ليس الإسلام .
إنّنا في الحقيقة أمام جماعاتٍ على درجةٍ عالية من التنظيم والتنسيق , تتمركز في الولايات المتحدة بشكلٍ أساسي , وتمتلكُ عدداً هامّاً من شبكاتِ التلفزة التبشيرية تدخل بيوت الملايين (منها ما يصل الشرق الأوسط كالمحطة التي كانت تدعمُها إسرائيل في الجنوب اللبناني ) , يفوق أتباعهم 45 مليوناً في الولايات المتحدة فقط ومن بينهم كبار رجالات الكونغرس والبيت الأبيض . وهم يُعرِّفون أنفُسَهم بأنّهم " حركةٌ بين المسيحيين تدعم حقَّ اليهود في العودة إلى أرض الميعاد " مُدَّعيةً أنَّ الله ذكر دور الأُمم في عودة شعبه ( أش 14 : 1 – 2 و 49 : 22 ) .

U ضلالات وسموم :
يؤمنُ هؤلاء بنظرية Armageddon ويبشِّرون بها انطلاقاً من نصٍّ وردَ في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي , تلميذ السيد المسيح وأخو يعقوب بن زبدي , في ( رؤ 16 : 12 - 16 ) " ثمّ سكبَ الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنَشف ماؤه لكي يُعدّ طريق الملوك الذين من مشرق الشمس .... فجَمعهم إلى الموضع الذي يُدعى بالعبرانيّة هَرمجدون " . ويشرح المبشِّر الأمريكي Billy Graham ذلك فيقول: " يتحدّث الكتاب المقدس عن حربٍ عظيمة مُقبلة لم يرَ العالم لها مثيلاً وتُشارك فيها كلُّ أمم العالم ، يكون مسرحها الأساسي قي الشرق الأوسط حيث تتجمّع جيوش العالم في جبل مجدو، و تُسمى معركة هرمجدون ؛ في خِضمِّ هذه المعركة المُدمِّرة سيعودُ يسوع المسيح بمجدٍ وقوّة إلى الأرض ليحكم أممَ العالم ويُقيم مملكته المجيدة . ويشرح الكتاب المقدس هذه الحرب في الفصل السادس عشر من سفر الرؤيا.... وستتركز جيوش العالم على بُقعة تُسمى هرمجدون ( جبل مجدو ) . انتشار هذا القتال مُشارٌ له في الفصل التاسع من الرؤيا حيث يوصف الجيش الذي سيعبر الفرات كما يصف شدة واتساع تلك الحرب .... إننا مُدركين لِتخبُّط هذا العالم تحضيراً للمعركة الكبرى التي ستحدث بالتأكيد في السنوات القادمة " . وللوهلة الأولى يُخيَّل للقاريء أنه يشرح ما ورد في سفر الرؤيا , لكن أصحاب هذه النظرية يُبشرون بشيءٍ آخر ؛ إنهم يعتقدون بضرورة اجتماع اليهود على أرض الميعاد فلسطين كما ورد في الكتاب المقدس , وأنَّ على المسيحيين المُخلِصين تأييدُ ودعمُ هذا العمل الذي يمثّل إرادة الله تحقيقاً لمشيئته وتمهيداً للعودة الثانية للمسيح إلى الأرض , بل وأكثر من ذلك حيث يرونَ كلَّ ما تعمله إسرائيل هو بمباركة وتدبيرٍ إلهيين . ويدعمون أباطيلهم بما ورد في سفر حزقيال ( حز 38 : 14 حتى 39 : 16 ) في قراءة يهودية صرفة له .

V المنظمات والهيئات المُتصهينة في العالم :
أهمُّ الهيئات التي تمثل هؤلاء والمعروفة في العالم نذكر : السفارة المسيحية الدولية في القدس المحتلة ICEJ , المؤمنون بإسرائيل من الكنيسة الأنغليكانية في إسرائيل ( ITAC ) , أصدقاء إسرائيل المسيحيين ( CFI ) , أصدقاء إسرائيل المُصلّين ( PFI ), جسور من أجل السلام BFP , الجماعة المسيحانية الأميركية AMF , الإتحاد اليهودي المسيحاني في أميركا MJAA, يهود لأجل يسوع JFJ , أخوية مريم الإنجيلية ESM , المجلس المسيحي واليهودي CCJ . وبين أهم زعمائهم المعاصرين نذكر في الوليات المتحدة :
Falwell , ( 3) Pat Robertson, Mike Evans Jerry,(2) Hal Lindsey John Walvoord,
, Charles Dyer, وفي بريطانيا : Derek Prince, David Pawson, Lance Lambert, Walter Riggans وفي ألمانيا Basilea Schlink.

V قراءة تاريخية :
منذ القرون الأولى للمسيحية هناك جماعات تترقّب العودة الثانية للمسيح وتعتبرها وشيكة الحدوث؛كان هذا التيار يدعى بالألفيّة Millenarianism ( المُؤمنون حرفياً بعودة المسيح الثانية ليحكم الأرض مدَّة ألف عام) , وقد امتدَّ في العالم المسيحي واتخذ موقفاً معادياً للكنيسة , إلا أنه حتى القرن السابع عشر لم يتخذ هذا التيار أي طابع يدعو لعودة يهودية إلى أرض فلسطين. في العام 1560 م شجع النائب البريطاني Henry Finch بعض اليهود على المطالبة بحقِّهم بالعودة إلى أرض الميعاد مُستنداً بشكلٍ أساسي لما ورد في ( أشعياء 43 : 5 – 7 ) ليصبح رائد حركة المُتصهينين المعاصرة . وعمد البعض من المسيحيين أيضاً إلى تفسير بعض النصوص التوراتية بأنها مقاصد الله بلمّ شمل شعبه إسرائيل من البلدان التي تشتت إليها إلى أرضهم ( فلسطين ), كما في ( إرميا 31 : 10 – 12 , أشعياء 60 ... إلخ ) . لكن تجدر الإشارة إلى أن الدّوافع الدينية لم تكن دائماً وراء فكرة ترحيل اليهود خارج أوربا , حيث كانت الكراهية لهم وتهجيرهم من روسيا دافع هام للكثيرين للتفكير بإنشاء وطن يجمعهم . ويحضرني هنا نص رسالة وجهها وزير الخارجية البريطاني اللورد Palmerston إلى السفير البريطاني في القسطنطينية عام 1840 يقول فيها : " إنَّ من الأهمية للسلطان أن يُشجِّع اليهود على أن يعودوا إلى فلسطين ويستوطِنوا فيها بسبب الثروات التي سيحملونها معهم والتي ستزيد من مصادر السلطنة , وإنَّ الشعب اليهودي إذا ما عاد بمرسوم وحماية من السلطان فسيكون ذلك كابحاً لأيِّ شرٍّ مُستقبلي يُحاك في مصر أو جيرانها . وأتمنّى لو يقوم سعادتكم وبقوّة بِنُصح الحكومة التركية أن تقدِّم كلَّ التّشجيع لعودة يهود أوربا إلى فلسطين " . و بين القرنين السادس عشر والثامن عشر كانت ترتفع أصواتٌ من هنا وهناك في أوروبا تُشير إلى أنَّ مقاصِد الله هي في عودةِ شعبه إلى وطنهم وتدعو القادة المسيحيين إلى خدمة إرادته حتى يعود المسيح إلى الأرض كما وعد , من هؤلاء Holeger Paulli الدانمركي و Joseph Heir . وفي أواخر القرن التاسع عشر حظيَ الصحفي اليهودي Theodore Herzl راعي المؤتمر الصهيوني الأوّل في سويسرا عام 1897 بدعمٍ هامّ من صديقه الحميم القِسّ الإنجليزي الأصل William Hechler المُقَرَّب من الحكومة البريطانية إذ كتب هذا إلى قيصر ألمانيا Wilhelm II يطلب إليه تقديم الدّعم لهجرة اليهود واستيطانهم في فلسطين وقال القسّ : " إنّني مُقتنعٌ أنَّ استيطان الأراضي المُقدسة ( يقصد من قِبَلِ اليهود ) سيجلُب البركات لكلِّ العالم " . وقد أحسنَ اليهود الأوربيّون استغلال ظروف الحرب العالمية الأولى وانتزعوا وعد بلفور, حيث كان Balfour وبعضٌ من القيادة العسكرية ومنهم الجنرال Allenby الذي انتزع القدس من العثمانيين من أبرز المتصهينين في بريطانيا .
أمّا في الولايات المتحدة فقد كان لوصول المُبشِّرين إليها وبينهم عددٌ كبير من المتصهينين بحثاً عن حرية دينية في عالمٍ جديد بعيداً عن نُفوذ الكنيسة البابوية دورٌ كبير في نُموّ وازدهار تلك الجماعات, وخاصةً بعد أن تطلَّعت إسرائيل إلى الدعم الأمريكي كانت تلك الحركات تُناصر المطالب الإسرائيلية ورأى فيها اليهود خيَر سندٍ فزادت من نفوذها وتغلغلها حتى باتت كالسرطان المنتشر في جسم المجتمع الأمريكي والمُهدِّد بالإنتشار خارجه .

V كيف يتحدثون إلى العالم المسيحي ؟
هذا ملخص لرسالة إذاعية مقتبسة من "Stan Goodenough's "BIBLE BRIEFING ونشرتها السفارة المسيحية الدولية ( 4 ) في القدس المحتلة عام 1997 ( هم يتحدثون عن أنفسهم – مُترجَم ومُختصَر ) :
] أخيراً صار لليهود وطن خاصّ بهم بمأمنٍ من anti-Semitism ( أعداء السامية ) للمرة الأولى منذ ألفي سنة , وعودة ولادة إسرائيل هي رسالة من الله للبشرية أجمع تُترجِمها نبوءة حزقيال " لأنه هكذا قال السيد الرب هاأنذا أسأل عن غنمي وأفتقِدُها ... وأُخلِّصها من جميع الأماكن التي تشتت إليها في يوم الغيم والضباب وأُخرجُها من الشعوب وأجمعها من الأراضي وآتي بها إلى أرضها وأرعاها... " (حز 34 : 11 – 15 ) , و قال إرميا " هاأنذا أجمعُهم من كل الأراضي التي طردتُهم إليها بغضبي وغيظي وبسخطٍ عظيم وأردّهُم إلى هذا الموضع وأُسكنهم آمنين " ( إر 32 : 37 ) . إلا أنّ مُعظم العالم يُنكر على اليهود حقّهم في أرضهم , أرض الملاريا والصحراء الخاوية؛ بينما هُم يبتلعون أكاذيب ياسرعرفات أمامَ الأمم المتحدة عام 1974 عندما قال " بدأ الغزو اليهودي عام 1881 وكانت فلسطين آنذاك بُقعةً خضراء مأهولة بشكلٍ رئيس بالسّكان العرب " . إنّ شهود عيانٍ من مئات الزوار لتلك الأرض خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أكّدوا كيف أنّ الله حَفظ وَعده وبقيت تلك الأرض خاوية طوال فترة تشتّت اليهود كما ورد في زكريا " وأعصفهم إلى كل الأمم الذين لم يعرفوهم فخربت الأرض وراءهم لا ذاهبٌ ولا آيب فجعلوا الأرض البهجة خراباً " ( زك 7 : 14 ) .
لقد قام اليهود المُضطهَدين الآتين من أوروبا وخاصة روسيا بتجفيف مستنقعات الملاريا وجعلوا الأرض تزهر . و سنة بعد سنة ولمئات وآلاف السنين يطيع اليهود أوامر الله مُتذكرين عبور البحر الأحمر شاكرين الله الذي أنقذهم من عبودية المصريين . لايهُمّ على أيّ مكانٍ هُم من أرض الموعد أو تحت أي ظروف يعيشون , بل يشكرون الله الذي أنقذهم وردّهم إلى أرض الميعاد كما يقول الكتاب " ها أيام تأتي يقول الرب ولا يُقال بعدُ حيٌّ هو الرب الذي أصعد بني إسرائيل من أرض مصر بل حيٌّ هو الرب الذي أصعد بني إسرائيل من أرض الشمال ومن جميع الأراضي التي طردهم إليها فأرجعهم إلى أرضهم التي أعطيتُ آباءَهم إيّاها " ( إر 16 : 14 – 15 ) . إنّ عودة اليهود إلى فلسطين قد نَفَضَت غبار القرون الطويلة الذي كانَ يُعمي أبصارَ المسيحيين , وجَعلهم يُدركون حقيقة أنَّ أُمّة إسرائيل لا تزال تحتلّ مكاناً أساسياً مُتميّزاً في التدبير الإلهي للجنسِ البشري , بينما لا يزال أعداء السامية ومنهم الكثير من المسيحيين يُفبركون الحقائق ويعتقدون أنَّ اليهود يعودون إلى فلسطين لكي يُواجهوا المزيد من غضب الله وقَصاصِه , أما الكتاب المقدس فلا يقول هذا ؛ بل هو واضح : التشتت كان لعنة , والعودة هي بركة " يا الله أرجعنا وأِنِر بوجهك فنَخلُص " ( مز 80 ) , وكلُّ الأنبياء تنبَّؤوا بعودة الشعب اليهودي وبِسُكناه آمناً ولا شيء سيُخيفه . إنّ المسيحيين الذين يعتقدون بأنّ الحرب المُقبلة على الشرق الأوسط ستُركِع إسرائيل لا يربُطهم بالله صِلة , فاجتماع يهودِ العالم اليوم هوَ إحياء أمّة لله , وبينما الأمم الأخرى تنحلُّ زائلةً فإنّ إسرائيل تتألق وتكبر ؛ لا يعود أحدٌ يقول " أين إلهُهم ؟ " بل الكلّ يصرخ " هناك في إسرائيل يوجد الله ". هذه العودة لليهود من أربع زوايا الأرض تساعدها منظمات مسيحية كثيرة ومِنها سفارتنا المسيحية الدولية في أورشليم التي أحد برامجها مساعدة اليهود في العودة إلى وطنهم [ .

V هل نحن عميان ؟؟
إن المشكلة مع هذه الجماعات أنها تقذفك بوابل من الآيات المُقتَطَعة بعنايةٍ فائقة من العهدين القديم والجديد وتقول لك هكذا يقول الكتاب المقدس ؟! ويستعمل مُبشروها شتّى وسائل التأثير النفسي المُمكنة . وإذا ما تسنّى لك مشاهدة بعض محطاتهم التلفزيونية تشاهد شخصاّ يبكي ويضحك, يبتسم ويكشر , ويصرخ ويوبخ ويلاطف سامعيه, ويقفِز ويركض أمامهم في محاولاتٍ لإقناعهم إلى أنّ ما يتفوَّه به هو أصل الحقيقة .
نعم إنّ الكتاب المقدس واضح لكنّه بالغ العُمق وليسَ بهذه السطحيّة حتى يُقولبَهُ كلّ مَن يشتهي على شاكِلةِ عقله المُلتوي . إنّه مشيئة الله وكلامه لخلائقه , وليس أحدٌ يعرف كِنههُ غير روحهِ القدوس الذي أوحى به " إنّ كلّ نُبوّة الكتاب ليست من تفسيرٍ خاص لأنه لم تأت نُبوّة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناسُ الله القديسون مَسُوقين من الروح القدس " ( 2 بط 1 : 20 – 21 ) . والروح القدس أُعطيَ بالمسيح إلى الكنيسة وهو يعمل فيها ويقودها , فللكنيسة إذاً ( الجماعة المؤمنة ) وحدها أن تفهم الكتاب وتُفسِّره .
ان العبرانيين ليسوا الشعب المقدس لله ... جاءَهم الرب يسوع ودعاهم للإيمان به فرفضوا وصلبوه وجعلوا دمه على ذُريتهم ( مت 27 : 25 ) . وهم الذين حكموا على أنفسهم بالإقتطاع من كرمة الرب عندما سألهم ماذا يفعل صاحب الكرم بالكرامين الأردياء الذين قتلوا عبيده وابنه , فأجابوه " أولئكَ الأردياء يُهلِكهم هلاكاً رديئاً ويُسلّم الكرم إلى كرّامين آخرين يُعطونه الأثمار في أوقاتها " فقال لهم " ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمةٍ تعمل أثماره " ( مت 21: 33 – 46 ) . والأمة التي أُعطي لها هي الكنيسة حيث أبناؤها ( المؤمنين الحقيقيين ) هم أبناء الله الآب بيسوع المسيح " إلى خاصّته ( اليهود) جاء وخاصّتُه لم تَقبله وأما كلّ الذين قبلوه فأعطاهم سُلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه " . ( يو 1: 11و 12 ) . وهذا يكون إذا لم تنحرف الكنيسة وتسقط في أخطاء إسرائيل القديم من حقدٍ وعنصرية وكراهية للشعوب والإثنيات الأخرى . والكنيسة الرسولية كانت ولا تزال أمينة وفية لتعاليم سيدها الذي افتداها واقتناها بدمه الخاص وهي إسرائيل الجديد والشعب المختار لله بيسوع المسيح رسالتها خدمة ومحبة وسلام للبشر جميعا على كافة ألوانهم وأديانهم وقومياتهم , وقدرها أن تغسل أقدام المُعذَّبين وتمسح دموع الباكين في هذا العالم لسببٍ بسيط هو إيمانها المُطلق بأنّ كلّ إنسانٍ هو مخلوقٌ على صورة الله وأن المسيح ماتَ فداء للبشر جميعاً دون تمييز وليس لأجل فئة دون أخرى .
لا يمكن للكنيسة أن تترقّب دمار العالم انتظاراً لمجيء مُخلِّصها , أما كيف سيجيء فهذا شأنه وهو طلب إلينا ألاّ نسأل عن ذلك الوقت وتلك الساعة ( أع 1: 6 – 7 ومت 24: 36 ) , بل الأجدرُ بنا أن نسهر ونُصلّي مُتمِّمين مشيئته فمتى جاء نفرح بِلُقياه فرح العذارى العاقلات بلقاء العريس ( مت 25: 10 ) بدل الترهيب والوعيد بحروب وكوارث وضحايا أبرياء ...
لقد تنبّأ أنبياء العهد القديم بانهيار دولة إسرائيل عندما رأوا أنّ الشعب حادَ عن طريق الربّ وانجرف في ضلالات الأمم الوثنية ولم يبقَ أميناً لما اختِيرَ لأجله , فحدث السّبي وانتهت مملكتهم ؛ ثم خرج فيما بعد أنبياء آخرين في زمن السبي يُعزّون الشعب الذي أدركَ ضلالهُ وقصاص الله العادل بأنّ الرب أمينٌ لمواعيده وسيعود فيجمعُ شتات شعبه ويرُدّهم إلى أرضِهم كما كانوا بعدما أدّبهم ليعلموا أنه معهم بقدر ما هم أُمناء له ولوصاياه . ولما جاء المسيح الذي هو غاية العهد العتيق وتحقيق كل النبوءات أعلن تمام نُبوّات العهد القديم به , وأسس الكنيسة الشعب المختار الجديد للرب على مباديء جديدة , بحيث تكون صورة منظورة للكنيسة السماوية اللامرئية , على رجاء أن تجتمعا يوم القيامة . و عليه لا يجوز أن تُحمَّل نبوءات العهد القديم ما لا تحتمله ولا أن تُفبرك وتُقولب لتُرضي أهدافاً سياسية وبشرية أو لتشبع نفوسَ حفنةٍ مريضة من مصّاصي الدماء والمهووسين بالحرب والمجدِ الباطل , الذين شاء القدر أن يكونوا في مراكزَ تمكِّنهم من اللعب بحياة كثير من الأبرياء ؛ فانطلقوا يشنون الحروب ويشعلون مناطق العالم بالدّمار والخراب لأهدافٍ أنانية ودنيئة غير ظاهرة تحت غطاء تحقيق مشيئة الله واستعجالاً لنزول المسيح, مدعومين بغطاء ديني من قبل بعض الضّالين والمُضَلِّلين الذين يعبثون بعقول كثيٍر من البسطاء ليدفعوا بهم إلى اعتناق ضلالاتهم وهرطقاتهم . نتساءل هنا ما الفرق بين حالات الإنتحار الجماعي التي حدثت وتحدث بين حين وآخر استعجالاً للوصول إلى العالم الآخر والسعادة المطلقة لدى بعضٍ من أتباع الضلالات والعبادات الشيطانية ؛ وبين تسويغ شنِّ الحروب والمذابح وتهجير شعبٍ من أرضه تعجيلاً بمجيء المسيح وتحقيق الملكوت الألفي كما يزعمون ؟؟! إنّ الإنجيلي يوحنا وكافة الرُّسل والأنبياء والمسيح أبرياء من مثل هؤلاء الذين يأتون في ثياب الحِملان وهم في ذواتهم يحملون السُّم والموت " احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان وفي داخلهم ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم " ( مت7: 15 ) .هؤلاء يصُحّ فيهم قوله له المجد " يأتي عليكم كلّ دمٍ زكيّ سُفِك على الأرض من دمِ هابيل الصّديق إلى دم زكريا بن برخيّا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح " ( مت23: 35 ) وإلى دم آخر طفلٍ أو شيخ أو امرأة يُسفك بلا ذنب على هذه الأرض في كل بقعة تلتهم أبناءها نيرانُ حروبهم .
الكنيسة الرسولية بعيدة كل البعد عن سفاسِفهم الدنيئة , وتعليمها واضح : ] العهد القديم كلمة الله إلى العالم أجمع من خلال شعب صغير اختاره ليوصل الرسالة , لم يُميِّزه عن غيرِه من الشعوب ولم يَختَرهُ لتميُّزه عنهُم بشيءٍ ؛ ولما فشلَ الشعب المُختار أن يوصل إرادة الله وأن يكون بركةً للأمم , أرسلَ الله في ملء الزّمان ابنه الوحيد ( كلمته ) مُتجسداً من عذراء طاهرة ليُعلن إرادتهُ على الملأ فآمنَ من آمن وأعرضَ من أعرض , وصارت الكنيسة هي الشعب المختار الجديد المُكلَّف بنقلِ إرادة الله للبشر وهي مِحورُ تدبيره لخلاص العالم أجمع في النهاية , فلم يبقَ للاختيار القديم من معنى . و العهد القديم يروي سيرة التدبير الإلهي منذ فجر الخليقة إلى الكنيسة , عندما نقرأ فيه يجب أن نتلمَّس وجه يسوع ونبحث عن تهيئةِ العالم لمجيئه المجيد فهو غاية العهد القديم وإتمام كل النبوءات. وتعلن الكنيسة في قانون إيمانها أنه سيعود بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات ولا فناء لملكوته . ولكنها لا تنتظر قدومه بطائرات حربية ولا على متن الدبابات ولا بالصواريخ النووية فوق أشلاء خليقته "ابن الإنسان لم يأت لُيهلك الناس بل ليُخلِّص " ( لو 9 : 56 ) , وليس كما يفعل مُصدِّروا الحرية والديمقراطية والعدالة للشعوب , بل بغتةً سيأتي بمجدٍ ملائكي عظيم " تحيط به مراتب الملائكة " [ . الكنيسة تفهم العهد القديم بنور يسوع المسيح ولا تنتظر مجيء يسوع المسيح الأخيربنور نبوءات العهد القديم , يجب التمييز في هذا وإلاّ عُدنا إلى حالة أشبهُ بفترة مجيئه الأول عندما كان كثرةٌ من اليهود ينتظرونه ملكاً يطرد الرومان ويقيم لهم ملكوتاً أرضياً زائفاً يُرضي أحلامهم الشهوانية بالسيطرة على الشعوب واستعبادها باسم الله .


V أخيراً :
في هذه المرحلة العصيبة ندرك أننا نقترب أكثر فأكثر من آخر الزمان , عزاؤنا كلمات المسيح ورسله التي سبقت فأنبأت بهذه الأيام . لم ولن تشعل الكنيسة حروبا ليأتي ربها ولن تتسبّب بمقتل أحد استعجالاً لقدومه ؛ بل تملأ مصابيحها زيتاً وتترقّب الآتي من البعيد وهو القريب جداً , لأنه مُقيمُ فيها بحالٍ غير منظورة وهي ملكوته . يؤلمنا كم نحنُ بحاجة إلى محطة تلفزيونية فضائية كنسيّة مُتخصِّصة لفضح الهرطقات التي تلتهمنا بمساعدة أرقى أنواع التكنولوجيا ونحن لاحول لنا ولا قوة . وختاما ؛ تحذيرات تأتي بلسما في نهاية الحديث الذي حاولت اختصاره لكن الموضوع طويل وشائك :
" سيقوم أنبياء ومُسحاء كذبة ويُعطون آياتٍ عظيمة وعجائب حتى يُضلوا ولو أمكن المُختارين أيضاًً " ( مت 24: 24 )
" أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم " ( 1 يو 4 : 1 ) .
" ولكن كان أيضا في الشعب أنبياء كذبة كما سيكون فيكم أيضاً معلمون كذبة الذين يدسّون بدعَ هلاكٍ وإذ هُم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً وسيتبع كثيرون تهلُكاتهم الذين بِسببهم يُجدَّف على طريق الحق وهم في الطمع يتّجرون بكم بأقوال مُصنَّعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس ... أما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة طبيعية مولودة للصيد وللهلاك يفترون على ما يجهلون فسيهلكون في فسادهم آخذين أجرة الإثم الذين يحسبون تنعُّمِ يوم . لِذّة أدناسٌ وعيوب يتنعمون في غرورهم صانعين ولائم معكم . لهم عيونٌ مملوءة فُسقا لا تكفّ عن الخطيئة خادعون النفوس غير الثابتة . لهم قلبٌ مُتدرِّب في الطمع أولاد اللعنة ... هؤلاء هم آبارٌ بلا ماء غيوم يسوقها النوء . الذين قد حُفظ لهم قتام الظلام إلى الأبد ... كان خيراً لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم وقد أصابهم ما في المثل الصادق كلب عاد إلى قيئه وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة " ( 2 بط 2 : 1 - 22 ) .
وفي كلام القديس بطرس هامة الرسل خير رد للكنيسة على أمثال هؤلاء , وليتنا نعي أنه ليس كل من رفع صليب الرب يرفعه مبشرا ًبالمحبة والفداء . فهناك من رفعه ويرفعه ليقتل البشر باسمه ويحتل الأراضي مُبرِّرا أعمال الشيطان في العالم , أما نحن, كنيسته ؛ فنحمله وراء الفادي ليصل سلامه قلوب الناس جميعا ببذل الذات , حُبّاً بالذي أحبَّ حتى موت الصليب , له كلُّ مجدٍ وإكرام إلى دهر الداهرين , آمين .
المراجع :
1 - CHRISTIAN ZIONISM : www. Christianactionforisrael.org
2 - CHRISTIAN SUPPORT FOR THE STATE OF ISRAEL : www. Religioustplerance.org
3 - CHRISTIAN ZIONISM :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


نحن سائرون ...ومصابيحنا مشتعلة ننتظر عودتك ...ايها الرب يسوع...

نحوك عيني ...فامنحني القوة .... واعطني الايمان...
  رد مع اقتباس
قديم 20/09/2004   #2
صبيّة و ست الصبايا عبير
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عبير
عبير is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
سوريا
مشاركات:
705

افتراضي


شكرا وهلا فيك بالموقع

دخلك يا يسوع وطنا موجوع
يا نبع المحبة وحدك ساكن قلبي
  رد مع اقتباس
قديم 21/09/2004   #3
شب و شيخ الشباب Abo rafik
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ Abo rafik
Abo rafik is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
uae-abo dhabi
مشاركات:
483

افتراضي


الشكر الكبير لموقع الاخوية والقيمين عليه..وانا بيشرفني كون معكم بالموقع...شكرا"جدا" جزيلا"
  رد مع اقتباس
قديم 25/10/2004   #4
صبيّة و ست الصبايا Espaniol
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Espaniol
Espaniol is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
FROM HEART OF FLAMINGO
مشاركات:
1,166

افتراضي


نحن سائرون ...ومصابيحنا مشتعلة ننتظر عودتك ...ايها الرب يسوع...


اقتباس:
آمين تعال
  رد مع اقتباس
قديم 25/10/2004   #5
صبيّة و ست الصبايا Espaniol
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Espaniol
Espaniol is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
FROM HEART OF FLAMINGO
مشاركات:
1,166

افتراضي


اقتباس:
نحن سائرون ...ومصابيحنا مشتعلة ننتظر عودتك ...ايها الرب يسوع...
آمين تعال ايها الرب يسوع
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 20:39 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.13830 seconds with 14 queries