![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#109 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (29) عندما أسمعُ الرجال.. يتحدّثون عنكِ بحماسة وأسمع النساء.. يتحدّثن عنكِ بعصبيَّة.. أعرفُ.. كم أنتِ جميلة.. (30) كنتُ أعرفُ دائماً.. أنّكِ فُلّة.. ولكنّني عندما رأيتُكِ بثياب البحر. أدركتُ .. أنّك شجرةُ فُلّْ.. (31) صداقةُ يَدَيْنَا.. أقوى من صداقتي معك.. وأصفى .. وأعمقْ.. فحين كنَّا نختصمُ .. ونغضبْ.. ونرفعُ قبضاتنا في الهواءْ.. كانت يدانا تلتصقان.. وتتعانقان.. وتتغامزان.. على غبائنا... (32) طالت أظافرُ حبّنا كثيراً.. علينا.. أن نقصَّ له أظافرَهْ وإلا ذبحكِ.. وذبحني.. (33) كلّما قبَلتُكِ.. بعد طول افتراق.. أشعر أنني.. أضعُ رسالةَ حبٍّ مستعجلة في علبة بريد حمراء.. (34) رسائلي إليكِ.. ليستْ مقاعد من القطيفة تستريحين عليها.. إنّني لا أكتب إليكِ .. كي تستريحي إنني أكتب إليكِ.. كي تحتضري معي.. وتموتي معي.. (35) يندفع حبِّي نحوكِ.. كحصانٍ أبيض.. يرفضُ سرجَه وفارسَه لو كنتِ يا سيّدتي تعرفينَ أشواقَ الخيول لملأتِ فمي.. لوزاً .. وكرزاً.. وفستقاً أخضر.. (36) عندما تذهبين إلى الجَبَل تصبحُ بيروت قارةً غيرَ مسكونة.. تصبحُ أرملة.. أنا ضدَّ الاصطياف كلّه ضد كلّ ما يأخذك بعيداً عن صدري.. (37) كلُّ رجل سيُقبِّلُكِ بعدي.. سيكتشف فوق فمك عريشةً صغيرةً من العنب زرعتُها أنا... (3 ![]() إبتعدي قليلاً عن حدقتيْ عينيّ حتى أُميِّزَ بين الألوان إنهضي عن أصابعي الخمسة حتى أعرف حجمَ الكون.. وأقتنع.. أن الأرض كُرويَّة.. (39) كان المطرُ ينزل علينا معاً.. فتنمو ألوفُ الحشائش على معطفينا. بعد رحيلك.. صار المطر يسقط عليَّ وحدي.. فلا ينبت شيء.. على معطفي.. (40) أتكوَّم.. على رمال نهديكِ.. مُتْعبَاً كطفلٍ لم ينم منذ يوم ولادته (41) آهِ.. لو تتحرّرينَ يوماً.. من غريزة الأرانب.. وتعرفين.. أنني لستُ صيّادَكِ لكنني حبيبُكِ.. (42) خطر لي ذاتَ يوم.. أن أخطفكِ على طريقة الشراكسة.. وأتزوّجَكِ.. تحت طَلَقات الرصاصْ.. والتماع الخناجرْ.. لكنّكِ قتلت حصاني وهو يَلحس الشمعَ عن أصابع قدميك وقتلتِ معه.. أجملَ لحظة شعر.. في حياتك. (43) عندما تزورينني.. بثوبٍ جديدْ.. أشعر بما يشعر به البستانيّ حين تُزهر لديه شجرة.. (44) عيناكِ.. حفلةُ ألعاب ناريّة أتفرّج عليها مرةً .. كلَّ سنة. وأظلّ طَوَالَ العام.. أُطفيء الحرائق المشتعلة.. في جلدي.. وفي ثيابي.. (45) أريد أن أركب معكِ ولو لمرةٍ واحدة.. قطارَ الجنون.. قطاراً ينسى أرصفتَه، وقضبانَهُ ، وأسماءَ مسافريه.. أريد أن تلبسي.. ولو لمرة واحدة... معطفَ المطر.. وتقابليني في محطّة الجنون.. (46) شكراً .. على الدفاتر الملوّنة التي أهديتها إليّ. لا شيء يفتح شهيتي في الدنيا أكثر من ورق الدفاتر الملوّنة أنا كالثور الإسباني.. يطيب لي أن أموت.. على أية ورقة ملوّنة ترتعش أمامي.. فهل كنتِ تعرفين يوم أهديتني دفاترك نَزَواتي الإسبانية؟ (47) كلّما سافرتِ.. طالبني عطرُكِ بكِ كما يطالب الطفل بعودة أمّه.. تصوّري.. حتّى العطور.. حتّى العطورْْ.. تعرفُ الغربةَ.. وتعرف النفيْ.. (4 ![]() هل فكّرتِ يوماً .. إلى أينْ؟ المراكبُ تعرف إلى أينْ.. والأسماكُ تعرف إلى أينْ.. وأسرابُ السنونو تعرف إلى أينْ.. إلا نحن.. نحن نتخبَّط في الماء ولا نغرفْ.. ونلبس ثيابَ السفر ولا نسافرْ ونكتب المكاتيبَ ، ولا نرسلها.. ونحجز تذكرتينْ.. على كلّ الطائرات المسافرة.. ونبقى في المطار. أنتِ ، وأنا ، أجبنُ مسافريْنْ عرفَهما العصرْ.. (49) مزّقتُ ، يومَ عرفتُكِ ، كلَّ خرائطي .. ونُبُوءاتي. وصرتُ كالخيول العربية أشمُّ رائحةَ أَمطاركِ ، قبل أن تبلّلني وأسمعُ إيقاعَ صوتك قبل أن تتكلَّمي.. وأفكُّ ضفائرَك .. بيدي قبل أن تضفريها.. (50) إغلقي جميعَ كُتُبي واقرأي خطوطَ يدي أو خطوطَ وجهي.. إنني أتطلّع إليك بانبهار طفل أمامَ شجرةِ عيد الميلادْ..
انسان بلا حدود
بين الرغبات الأبدية الجارفة...و الأقدار المعاكسة...كان قدري وكان الحب يأتي،متسللا إلي،من باب نصف مفتوح،وقلب نصف مغلق أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء أخر |
![]() |
![]() |
#110 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (51) فكّرتُ أمس.. بحبّي لكِ.. وأحببتُ التفكيرَ بتفكيري.. تذكّرتُ فجأةً.. قَطَراتِ العَسَل على شفتيكِ فلحستُ السُكَّرَ عن جدران ذاكرتي.. (52) أرجوكِ أن تحترمي صمتي.. إنَّ أقوى أسلحتي هو الصمتْ. هل شعرتِ ببلاغتي عندما أسكت؟ هل شعرتِ بروعة الأشياء التي أقولها؟ عندما لا أقولُ شيئاً.. (53) عندما ركبتِ معي.. (تِلفرِيك) جونيه.. وانزلقتْ المركبةُ بنا على رؤوس الشجرْ.. وأكواز الصنوبرْ.. وصواري السفن.. شعرتُ أنّني ورثتُ العرشَ فجأة.. وخطر لي أن أتزوّجك في هذه الغرفة الزجاجيّة المتدحرجة على الغيم.. كفندقٍ صغير وأن يكون شاهدَ عُرْسِنا الوحيدْ هو الله.. (54) علاّقةُ المفاتيح الذهبيّة التي أهديتنيها.. لا تفتحُ باباً واحداً من أبوابك الحجريّة وإنما تفتحُ.. أبوابَ جُروحي.. (55) لماذا تطلبينَ منّي أن أكتبَ إليكِ؟ لماذا تطلبين منّي أن أتعرّى أمامكِ كرجل بدائيّ؟ الكتابةُ هي العملُ الوحيدُ الذي يعرّيني. عندما أتكلّم.. فإنني أحتفظ ببعض الثياب أما عندما أكتب.. فإنني أصير حرّاً ، وخفيفاً كعصفور خرافيٍّ لا وزن له.. عندما أكتب.. أنفصل عن التاريخ.. وعن جاذبيَّة الأرض.. وأدورُ ككوكبٍ.. في فضاء عينيك.. (56) المتعاملُ معكِ.. كالمتعامل مع طيّارة وَرَقْ.. كالمتعامل.. مع الريح، والصُدْفة، ودُوار البحر. لم أشعر معكِ في يوم من الأيام بأنني أقف على شيء ثابت.. وإنما كنتُ أتدحرجُ.. من غيمة.. إلى غيمة كالأطفال المرسومين على سقوف الكنائس. (57) إنزعي الخنجرَ المدفونَ في خاصرتي واتركيني أعيش.. إنزعي رائحتَك من مسامات جلدي واتركيني أعيش.. إمنحيني الفرصة.. لأتعرّف على امرأة جديدة تشطب اسمَكِ من مفكّرتي وتقطعُ خُصُلاتِ شعرك الملتفّة حول عنقي.. إمنحيني الفرصة.. لأبحث عن طُرُقٍ لم أمشِ عليها معكِ ومقاعد لم أجلس عليها معكِ.. ومقاهٍ لا تعرفكِ كراسيها.. وأمكنةٍ .. لا تذكركِ ذاكرتُها. إمنحيني الفرصة.. لأبحث عن عناوين النساء اللواتي تركتٌهنّ من أجلك.. وقتلتُهنّ من أجلك فأنا أريد أن أعيش.. (5 ![]() كلّما ضربَ المطرُ شبابيكي.. أتلمّس مكانكِ الخالي.. كلّما لَحَسَ الضبابُ زجاجَ سياّراتي وحاصرني الصقيع.. وتجمّعت العصافير لتنتشل سيّارتي المدفونة في الثلج أَتذكّر حرارةَ يديكِ الصغيرتين.. والسجائر التي كنا نقتسمها كالجنود في خنادقهم.. نصفٌ لكِ .. ونصفٌ لي.. كلما علكت الرياحُ ستائرَ غرفتي وعلكتْني.. أتذكر حبَّكِ الشتائي.. وأتوسّل إلى الأمطار أن تُمطِرَ في بلادٍ أخرى وأتوسّلُ إلى الثلج أن يتساقطَ في مُدُنٍ أخرى وأتوسّل إلى الله أن يلغي الشتاء من مفكّرته لأنني لا أعرف.. كيف سأقابل الشتاء بعدك.. (59) الطائرة ترتفع أكثرَ .. وأكثرْ.. وأنا أحبّكِ أكثرَ .. وأكثرْ.. إنني أعاني تجربةً جديدة تجربةَ حبّ امرأة على ارتفاع ثلاثين ألف قدم. بدأتُ الآن أفهم الصوفيّة وأشواقَ المتصوّفين.. * من الطائرة.. يرى الإنسانُ عواطفه بشكل مختلف يتحرّر الحبُّ من غُبار الأرض من جاذبيتها.. من قوانينها.. يصبح الحبُّ كرةً من القطن، معدومةَ الوزن. الطائرة تنزلق على سجّادة من الغيم المنَّتف. وعيناك تركضان خلفها.. كعصفوريْْنِ فضوليّينْ.. يلاحقان .. فراشة. * أحمق أنا.. حين ظننتُ أنّي مسافرٌ وحدي.. ففي كلِّ مطار نزلتُ فيه.. عثروا عليكِ.. في حقيبة يدي.. (60) قبلَ أن أدخلَ مدائنَ فمك كانت شفتاكِ زهرتيْ حَجَرْ وقدحي نبيذٍ .. بلا نبيذْ وجزيرتين متجمّدتين في بحار الشمالْ.. ويوم وصلتُ إلى مدينة فمك.. خرجت المدينة كلُّها.. لترشَّني بماء الورد وتفرشَ تحت موكبي السّجادَ الأحمرْ وتبايعني خليفةً عليها.. |
![]() |
![]() |
#111 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() اكتر من رائع امين ميرسى الك
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس فتحسس رأسك فتحسس رأسك! اذا كان احد قد اعترض طريقنا فمن المحتمل ان نكون نحن قد اعترضنا طريق شخص ما. فأنا التى اخترت منذ البداية ان اخسر العالم كله على أمل ان اربح نفسى. |
||||||
![]() |
![]() |
#112 | |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
ولو يا مارو ما الموضوع موضوعك وبيشرفني أني ضيف مشاركات متواضعه عليه تحياتي ![]() ![]() |
|
![]() |
![]() |
#113 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (61)
قُضيَ الأمرُ.. وأصبحتِ حبيبتي قُضيَ الأمر.. ودخلتِ في طيّات لحمي.. كالظفر الطويلْ.. كالزِرِّ في العُرْوَة.. كالحَلَق في أُذُن امرأةٍ إسبانية.. * لن تستطيعي بعد اليوم.. أن تحتجّي.. بأنّي مَلِكٌ غيرُ ديمُقراطي فأنا في شؤون الحُبِّ.. أصنعُ دساتيري وأحكم وحدي. هل تستشير الورقةُ الشجرةَ قبل أن تطلع؟ هل يستشير الجنينُ أمَّه قبل أن ينزل؟ هل يستشير النهدُ الغلالة.. قبل أن يتكوَّر؟ * كوني إذَنْ حبيبتي واسكتي.. ولا تناقشيني في شرعيّة حبّي لكِ لأن حبّي لكِ شريعةٌ أنا أكتُبها.. وأنا أنفّذها.. أما أنتِ.. فمهمّتك أن تنامي كزهرة مارغريت بين ذراعيّ وتتركيني أحكمُ.. مهمّتك يا حبيبتي أنْ تظلي حبيبتي.. (62) أنتِ امرأةٌ مستريحة.. مستريحةٌ ككلّ المقاعد التي لا طموح لها.. وككلّ الجرائد المتروكة في الحدائق العامة. الحبّ لديك.. حصانٌ لا يتقدّم.. ولا يتقهقر ساعي بريد .. يجيء أو لا يجيء أيّامك كلُها.. مرسومةٌ في خطوط فناجين القهوة.. ووَرَق اللعِبْ.. ووَدَع المنجّماتْ.. مستريحةٌ أنتِ.. كأرجُلِ الطاولة.. نهدُكِ الأيمنُ، لا يعرف شيئاً ، عن نهدك الأيسرْ وشفتُك العليا.. لا تدري، بشفتك السفلى.. * أردتُ أن أنقل الثورة.. إلى مرتفعات نهديك.. ففشلتْ. أردتُ أن أعلّمكِ الغضبَ، والكفرَ ، والحرّية ففشلتْ.. الغضبُ لا يعرفه إلا الغاضبون والكفرُ لا يعرفه إلا الكافرون.. والحرية سيفٌ.. لا يقطع إلا في يد الأحرار أما أنتِ.. فمستريحةٌ إلى درجة الفجيعة تراهنينَ على الخيول الراكضة ولا تمتطينها.. وتلعبين بالرجال.. ولا تحترمين قواعدَ اللُّعْبَة.. أنتِ لا تعرفينَ قشعريرةَ المغامرة والصدام مع المجهول ، واللامنتظَرْ أنتِ تنتظرينَ المنتظَرْ.. كما ينتظر الكتابُ من يقرؤه.. والمقعدُ من يجلس عليه.. والإصبعُ خاتمَ الخطبة.. تنتظرين رجلاً.. يُقشِّر لكِ اللوزَ والفستق ويسقيكِ لبَنَ العصافيرْ ويعطيكِ مفاتيحَ مدينةٍ لم تحاربي من أجلها.. ولا تستحقّين شرفَ الدخول إليها.. (63) يخطُرُ لي أحياناً.. أن أجلدكِ في إحدى الساحات العامة.. حتى تنشر الجرائد.. صورتي وصورتك في صفحاتها الأولى وحتى يعرفَ الذين لا يعرفونْ.. أنّكِ حبيبتي. * لقد ضجرتُ .. من ممارسة الحبّ خلف الكواليس ومن تمثيل دور العشَّاق الكلاسيكيين.. أريد أن أعتلي خشبةَ المسرحْ.. وأمزّق السيناريو.. وأعلن أمام الجمهور.. أنني عاشق على مستوى العصرْ وأنكِ حبيبتي رغمَ أنفِ العصرْ.. * أريدُ.. أن تعترف الصحافةُ بي كواحدٍ .. من أكبر فوضوييّ التاريخ فهذه هي فرصتي الوحيدة.. لأظهرَ معكِ في صورةٍ واحدة وليعرفَ الذين يقرأون صفحةَ الجرائم العاطفية أنّك حبيبتي.. (64) لا أستطيع أن أخرج من حدود بشريتي وأعاملكِ على طريقة المجاذيب.. والأولياءْ.. إنني أهين أنوثتَكِ إذا استبقيتُكِ عندي كزهرةٍ من الورق.. * ماذا تقول أنوثتك عني؟ إذا عاملتكِ.. كحقل لا يرغب أحدٌ في امتلاكه.. أو كأرضٍ محايدة.. لا يدخلها المحاربون.. ماذا يقول نهداكِ عني؟ إذا تركتهما يثرثران خلف ظهري.. ونمتْ.. ماذا تقول شفتاكِ عني.. إذا تركتُهما تأكلان بعضهما.. وذهبتْ.. * ليس بوسعي أن أنظرَ إليكِ كما تنظر الأبقار الكسلى.. إلى خطوط سكّة الحديدْ.. ليس بوسعي أن أظلّ واقفاً تحت جُنون مطرك الاستوائيّ.. بلا مظلّة.. (65) عندما تكونينَ برفقتي أحبُّ أن أتجاوز جميعَ إشارات المرور الحمراءْ أُحسُّ بشهوة طفولية لارتكاب ملايين المخالفات.. وملايين الحماقات.. * عندما تكون يدُكِ مطمورةً في يدي أُحبُّ أن أكسر جميعَ ألواح الزجاج التي ركّبوها حول الحُبّ.. وجميعَ البلاغات الرسمية التي أصدرتها الحكومة لمصادرة الحُبّ.. وأشعرُ، بنشوةٍ لا حدود لها حين تصطدم نثاراتُ الزجاج المكسور.. بعجلات سيّارتي.. |
![]() |
![]() |
#114 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (66) أنتِ لا تستحقّين البحرَ أيتها البيروتيّة.. ولا تستحقّين بيروتْْ فمنذ عرفتك.. وأنتِ تقتربين من البحر.. كراهبة خائفة من الخطيئة.. تريدُ ماءً بلا بَلَل وبحراً بلا غَرَق.. وعبثاً .. حاولتُ أن أقنعك أن تخلعي نظَّارتكِ السوداءْ.. وجواربَكِ السميكة وساعةَ يدِك.. وتنزلقي في الماء كسمكة جميلة.. ولكنّني فشلت. وعبثاً حاولتُ أن أشرح لكِ أن الدُوَارَ جزءٌ من البحر وأن العشقَ فيه شيء من الموت وأن الحُبَّ والبحر.. لا يقبلان أنصافَ الحلولْ.. ولكنني يئستُ من تحويلك إلى سمكة مغامرة.. فقد كانت كلُّ شروشك بريّة وكلُّ أفكارك بريّة.. لذلك أبكي عليكِ يا صديقتي وتبكي معي بيروت.. (67) كان عندي قبلّكِ .. قبيلةٌ من النساءْ أنتقي منها ما أريدْ.. وأعتق ما أريدْ.. كانت خيمتي.. بستاناً من الكُحْل والأساورْ وضميري مقبرةً للأثداء المطعونة كنتُ أتصرّف بنذالة ثريّ شرقي.. وأمارسُ الحبَّ.. بعقلية رئيس عصابة.. وحين ضربني حبُّكِ.. على غير انتظارْ شبَّت النيرانُ في خيمتي وسقطتْ جميعُ أظافري وأطلقتُ سراحَ محظيّاتي واكتشفتُ وجهَ الله.. (6 ![]() مرّتْ شهورٌ.. وأنا لا أعرف رقم هاتفكْْ أنتِ تفرضين حصاراً.. حتى على رقم هاتفكْ.. تمنعين الكلامَ أن يتكلّمْ.. ترفضين صداقةَ صوتي.. وزيارةَ كلماتي لكِ.. * إذا كنتُ لا أستطيع أن أزورَكِ فاسمحي لصوتي.. أن يدخلَ غرفةَ جلوسك وينامَ على السجّادة الفارسيّة.. أنا ممنوع.. من دخول مملكتك الصغيرة.. فلا أعرف في أيِّ ركن تجلسينْ وأيَّ المجلات تقرأينْ.. لا أعرف لونَ غطاء سريرك.. ولا لونَ ستائرك.. لا أعرف شيئاً عن عالمك الخرافيّّ ولكنَّني أخترعه.. أضع الأبيضَ .. على الأحمرْ والأزرقَ .. على الأصفرْ حتى أصبحَ عندي ثروةٌ من اللوحاتْ لا يمتلك مثلَها متحفُ اللوفر.. ولكنْْ.. إلى متى أظلّ أخترعك كما يخترع الصوفيُّ ربَّهْ.. إلى متى؟ أظلُّ أصنعكِ من خلاصة الأزهارْ كما يفعل بائع العطور.. إلى متى أظلّ أجمعكِ.. قطعةً .. قطعة من حقول التوليب في هولندا.. وكروم العنب في فرنسا وهفيفِ المراوح في إسبانيا.. (69) حين رقصتِ معي.. في تلك الليلة.. حدث شيء غريبْ. شعرتُ .. أن نجمةً متوهّجة تركت غرفتها في السماء والتجأت إلى صدري.. شعرتُ ، كما لو أنّ غابةً كاملة تنبتُ تحت ثيابي.. شعرتُ.. كما لو أن طفلةً في عامها الثالث تقرأ .. وتكتب فُروضَها المدرسيّه على قماش قميصي.. * ليس من عادتي أن أرقص.. ولكنني .. في تلك الليلة لم أكن أرقص فحسب.. ولكنني .. كنتُ الرقصْ.. (70) عاد المطرُ ، يا حبيبةَ المطرْ.. كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلَهْ وكالمجنون ، أتركه يبلّل وجهي.. وثيابي.. ويحوّلني إلى إسفنجة بحريّة.. * المطر.. يعني عودةَ الضباب ، والقراميد المبلّلة والمواعيد المبلّلة.. يعني عودتَكِ .. وعودةَ الشعر. أيلول .. يعني عودة يديْنا إلى الالتصاقْ فطوال أشهر الصيف.. كانت يدُكِ مسافرة.. أيلول.. يعني عودةَ فمك، وشَعْرك ومعاطفك، وقفّازاتك وعطركِ الهنديّ الذي يخترقني كالسيفْ. * المطر.. يتساقط كأغنية متوحّشة ومَطَركِ.. يتساقط في داخلي كقرع الطبول الإفريقية يتساقط .. كسهام الهنود الحُمْرْ.. حبّي لكِ على صوت المطرْ.. يأخذ شكلاً آخر.. يصير سنجاباً.. يصير مهراً عربياً.. يصير بَجَعةً تسبح في ضوء القمرْ.. كلما اشتدَّ صوتُ المطرْ.. وصارت السماء ستارةً من القطيفة الرمادية.. أخرجُ كخَرُوفٍ إلى المراعي أبحث عن الحشائش الطازجة وعن رائحتك.. التي هاجرتْ مع الصيف.. |
![]() |
![]() |
#115 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]()
|
![]() |
![]() |
#116 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (81) |
![]() |
![]() |
#117 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (86) |
![]() |
![]() |
#118 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() عن جد كتير حلو يا امين
انا مستنياك تكملهم عشان مش عايزة الاخبط فى النص واحط قصائد تانية تحياتى الك |
||||||
![]() |
![]() |
#119 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (8 ![]() لماذا تخابرينَ .. يا سيّدتي؟ لماذا تعتدينَ عليَّ بهذه الطريقة المتحضِّرة؟ ما دام زمنُ الحنان . قد ماتْ. وموسم البَيْلَسَان قد ماتْ. لماذا .. تكلّفين صوتكِ.. أن يغتالني مرةً أخرى؟ إنّني رجلٌ ميّت. والميّت لا يموت مرّتينْ. صوتُكِ له أظافرْ.. ولحمي، مطرّز كالشرشف الدمشقيّ، بالطَعَناتْ.. ممدوداً بيني وبينكِ .. حبلاً من الياسمينْ وأصبح الآن حبلَ مشنقة.. كان هاتفكِ.. فراشَ حريرٍ أستلقي عليه.. صار صليباً من الشوك أنزف فوقه.. كنتُ أفرح بصوتك.. عندما يخرجُ من سمّاعة الهاتف.. كعصفور أخضرْ.. أشربُ قهوتي معهْ.. وأدخّن معهْ.. وأطير إلى كلّ الآفاق.. معهْ.. كان ينبوعاً، ومِظلّة، ومروحة.. يحمل لي الفرحَ، ورائحةَ البراري.. صار كنواقيس يوم الجمعة الحزينة يغسلني بأمطار الفجيعة.. * أوقفي هذه المذبحة يا سيّدتي فشراييني كلُّها مقطوعة.. وأعصابي كلُّها مقطوعة.. ربّما .. لا يزال صوتُكِ بنفسجياً كما كان من قبل.. ولكنني _ مع الأسف _ لا أراه .. لا أراه.. لأنني مصاب بعمى الألوانْ.. (89) هل وصلنا بحبّنا إلى نقطة اللارجوعْ؟ الرجوع لا يدخل في نطاق همومي. الذهاب معكِ.. ونحوكِ.. وإليكِ.. هو أساسُ تفكيري. الذهاب الذي لا يرجع وليس لديه تذكرةُ عودة. * إنني أُحبّكِ.. ولا أطلب منكِ وثيقةَ تأمين ضدَّ الموت عشقاً. بل سأطلب منكِ _ على العكس_ أن تساعديني على الموت حرقاً على الطريقة البوذيّة.. امرأةً مثلك.. تتشقّق قشرةُ الكون وتصبح الأرضُ علبة كبريت في يد طفل.. * مجنونةٌ أنتِ .. إذا فكّرتِ أنني أبحث لديكِ عن الطمأنينة.. أو أنني أفكّر في العودة إلى البرّ مرةً أخرى. فأنا نسيتُ تاريخي البريَّ كلَّهْ نسيت الشوارعَ ، والأرصفةَ ، وأشجارَ السَروْ. وكلَّ الأشياء التي لا تستطيع تغييرَ عناوينها.. إنني أُحبّكِ.. ولا أريدُ أقراصاً منوّمة لأشواقي.. فأنا أكون في أحسن حالاتي عندما تهاجمني نوباتُ الهذيانْ.. فأنسى تاريخَ وجهي.. وأنسى مساحةَ جسدي وأتلاشى.. تحت شمس نهديْكِ كما تتلاشى مدينةٌ من الشمعْ.. أنني أبحث لديكِ عن الطمأنينة.. أو أنني أفكّر في العودة إلى البرّ مرةً أخرى. فأنا نسيتُ تاريخي البريَّ كلَّهْ نسيت الشوارعَ ، والأرصفةَ ، وأشجارَ السَروْ. وكلَّ الأشياء التي لا تستطيع تغييرَ عناوينها.. إنني أُحبّكِ.. ولا أريدُ أقراصاً منوّمة لأشواقي.. ولا حبوباً لمقاومة الدُوارْ إنّني بخير هكذا.. إنّني بخير هكذا.. فأنا أكون في أحسن حالاتي عندما تهاجمني نوباتُ الهذيانْ.. فأنسى تاريخَ وجهي.. وأنسى مساحةَ جسدي وأتلاشى.. تحت شمس نهديْكِ كما تتلاشى مدينةٌ من الشمعْ.. أنني أبحث لديكِ عن الطمأنينة.. أو أنني أفكّر في العودة إلى البرّ مرةً أخرى. فأنا نسيتُ تاريخي البريَّ كلَّهْ نسيت الشوارعَ ، والأرصفةَ ، وأشجارَ السَروْ. وكلَّ الأشياء التي لا تستطيع تغييرَ عناوينها.. إنني أُحبّكِ.. ولا أريدُ أقراصاً منوّمة لأشواقي.. ولا حبوباً لمقاومة الدُوارْ إنّني بخير هكذا.. إنّني بخير هكذا.. فأنا أكون في أحسن حالاتي عندما تهاجمني نوباتُ الهذيانْ.. فأنسى تاريخَ وجهي.. وأنسى مساحةَ جسدي وأتلاشى.. تحت شمس نهديْكِ كما تتلاشى مدينةٌ من الشمعْ.. |
![]() |
![]() |
#120 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (90) رسالتُكِ ، في صندوق بريدي ، فُلَّةٌ بيضاء حمامةٌ أَليفة.. تنتظرني لتنامَ في جوف يدي فشكراً لكِ يا سخيَّةَ اليدينْ.. شكراً على موسم الفُلّْ.. * تسألين: ماذا فعلتُ في غيابك؟ غيابُكِ لم يحدثْ. ورحلتُكِ لم تتم. ظللتِ أنت وحقائبك قاعدةً على رصيف فكري ظلَّ جوازُ سفرك معي وتذكرةُ الطائرة في جيبي.. * ممنوعةٌ أنتِ من السَفَرْ.. إلا داخلَ الحدود الإقليمية لقلبي.. ممنوعةٌ أنتِ من السفرْ.. خارجَ خريطة عواطفي واهتمامي بك.. أنتِ طفلةٌ لا تعرف أن تسافر وحدَها.. أن تمشي على أرصفة مُدُن الحبّ.. وحدَها.. أن تنزل في فنادق الأحلام.. وحدَها. تسافرينَ معي.. أو لا تسافرينْ.. تتناولينَ إفطارَ الصباح معي.. وتتكئين في الشوارع المزدحمة على كَتِفي. أو تظلّين جائعة.. وضائعة.. رسالتُك في صندوق بريدي جزيرةُ ياقوتْ.. وتسألين عن بيروتْ.. شوارعُ بيروت، ساحاتُها، مقاهيها، مطاعمُها، مرفأها.. بواخرها.. كلُّها تصبُّ في عينيْكِ ويوم تغمضين عينيكِ.. تختفي بيروتْ. لم أكن أتصوّر من قبل.. أن امرأةً تقدر أن تعمِّرَ مدينة.. أن تخترعَ مدينة.. أن تعطي مدينةً ما.. شمسَها ، وبحرها ، وحضارتَها.. لماذا أتحدّث عن المدن والأوطانْ؟ أنتِ وطني.. وجهُكِ وطني.. صوتُكِ وطني.. تجويف يدك الصغيرة وطني.. وفي هذا الوطن ولدتُ.. وفي هذا الوطن.. أريدُ أن أموت... * رسالتُكِ في صندوق بريدي شمسٌ إفريقيَّة.. وأنا أُحبّكِ على مستوى الهمجيّة أُحبّك.. على مستوى النار والزلازل أُحبّكِ.. على مستوى الحمّى والجنون.. أُحبّكِ فلا تسافري مرةً أخرى.. لأنّ الله _ منذ رحلتِ _ دخل في نوبة بكاء عصبية.. وأضربَ عن الطعام.. رسالتُكِ في صندوق بريدي.. ديكٌ مذبوحْ.. ذبحَ نفسَه.. وذبحني.. أحبّ أن يكون حبي لكِ على مستوى الذبحْ على مستوى النزيف والإستشهادْ.. أُحبّ أن أمشي معكِ دائماً على حَدِّ الخنجرْ.. وأن أتدحرجَ معكِ عشرةَ آلاف سنة قبل أن نتهشَّم معاً على سطح الأرض. تقرأين تعاليمَ ماو.. وكلَّ كُتُب الثورة الثقافية.. وتمشينَ في المسيرات الطويلة ترفعين لافتات الحريّة وتطالبين أن يحكم الطلاب العالم وأن يكسروا جدرانَ العالم القديم.. وحين يهاجمك الحبّ.. كوحش أزرق الأنيابْ.. ترتعشين أمامه كفأرة مذعورة.. وترمين صورة ماو على الأرض وترمين معها، كلَّ لافتات الحرية التي رفعتِها .. أنت وزميلاتك.. وتلتجئين باكيةً.. إلى صدر جدّتك وتتزوَّجين.. على طريقة جدّتك.. |
![]() |
![]() |
#121 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (91)
تلبسين ملابسَ الهيبيّينْ.. وتعلّقين على شعرك الزهورْ وفي رقبتك الأجراسْ.. وتمشينَ في المسيرات الطويلة ترفعين لافتات الحريّة وتطالبين أن يحكم الطلاب العالم وأن يكسروا جدرانَ العالم القديم.. وحين يهاجمك الحبّ.. كوحش أزرق الأنيابْ.. ترتعشين أمامه كفأرة مذعورة.. وترمين صورة ماو على الأرض وترمين معها، كلَّ لافتات الحرية التي رفعتِها .. أنت وزميلاتك.. وتلتجئين باكيةً.. إلى صدر جدّتك وتتزوَّجين.. على طريقة جدّتك.. (92) أشعر بالحاجة إلى النطق باسمك هذا اليوم.. لم أزرعه شمساً في رأس الورقة.. لم أتدفّأ به.. واليوم، وتشرين يهاجمني ويحاصر نوافذي، أشعر بحاجة إلى النطق به. بحاجة إلى أن أوقد ناراً صغيرة.. بحاجة إلى غطاء.. ومعطف.. وإليك.. يا غطائي المنسوج من زهر البرتقال، وطرابين الزعتر البريّ.. لم أعد قادراً على حبس اسمكِ في حلقي. لم أعد قادراً على حبسك في داخلي مدةً أطول. ماذا تفعل الوردةُ بعطرها؟ أين تذهب الحقول بسنابلها، والطاووس بذيله، والقنديل بزيته؟ أين أذهب بكِ؟ أين أُخفيكِ؟ والناس يرونك في إشارات يدي، في نبرة صوتي في إيقاع خطواتي.. من رائحة ثيابي يعرف الناس أنكِ حبيبتي، من رائحة جلدي يعرف الناس أنكِ كنتِ معي، من خَدَر ذراعي يعرف الناس أنكِ كنتِ نائمة عليها.. لن أستطيع إخفاءك بعد اليوم.. فمن أناقة خطي يعرف الناس أنني أكتب إليكِ.. من فرحة خطاي يعرفون أنني ذاهبٌ إلى موعدك.. من كثافة العشب على فمي يعرفون أني قبّلتكِ.. لا يمكننا.. لا يمكننا .. أن نستمر في ارتداء الملابس التنكريَّة.. بعد الآن.. فالدروبُ التي مشينا عليها لا يمكن أن تسكت.. والعصافيرُ المبلّلة التي وقفت على أكتافنا سوف تخبر العصافيرَ الأخرى.. كيف تريدينني أن أمحو أخبارنا من ذاكرة العصافير.. كيف يمكنني أن أُقنع العصافير.. أن لا تنشر مذكّراتها؟ |
![]() |
![]() |
#122 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (93)
هذه رسالة غير عاديّة، عن يوم غير عاديّ. قليلة جداً هي الأيّام غير العاديّة في حياة الإنسان. الأيّام التي يخرج بها من قفص بشريّته .. ليصبح عصفوراً. يوم.. أو نصف يوم.. ربّما.. في حياة الانسان كلّها، يخرج فيه من السيلول الضيق، ليمارس حرّيته، ليقول ما يشاء.. ويحرّك يديه كما يشاء، ويحبّ من يشاء في الوقت الذي يشاء.. فإذا كتبتُ لكِ عن هذا اليوم غير العاديّ، فلأنني أشعر أنني تحرّرت في هذا اليوم من دَبَقي ومن صمغي.. وخرجتُ من صندوق النفاق الإجتماعي، ومن مغارة التاريخ، لأمارس حريتي كما يمارسها أيّ عصفور شارد في البريّة. * البحر كتابٌ أزرقُ الغلاف.. أزرقُ الصفحات.. وأنتِ بثوب الإستحمام، تقرأين تحت الشمس. الحشرات الصغيرة تزحف على جسدك الزنبقيّ لتشرب الضوء.. ظَهْرُكِ مكشوف.. وقدماكِ تلعبان بحرية وطفولة على العشب النابت أمام باب بيتنا البحريّ.. وأخيراً.. أصبح لنا بابٌ .. ومفتاحٌ.. ومنزلٌ بحريّ نلتجيء إليه.. ربّما لا تدركين معنى أن يكون للإنسان بيت، ومفتاح، وامرأة يحبّها.. ربّما لا تدركين أنني تلميذٌ هاربٌ من جميع مدارس الحبّ ومعلّميها.. هارب من ممارسة الحبّ بالإكراه، وممارسة الشوق بالإكراه، وممارسة الجنس بالإكراه.. وللمرة الأولى منذ عشرين سنة، أدخل معك منزلنا البحريّ فلا أشعر أن له سقفاً .. وجدراناً.. للمرة الأولى أدفن وجهي في صدر امرأةٍ أُحبُّها.. وأتمنى أن لا أستيقظ.. للمرة الأولى أقيم حواراً طويلاً مع جسد امرأةٍ أُحبّها.. ولا أفكر في الحصول على إجازة.. للمرة الأولى منذ عصور، أفكّر بتجديد إقامتي معك.. وحين يفكر رجل في تمديد إقامته مع امرأة .. فهذا يعني أنه دخل مرحلة الشعر.. أو مرحلة الهيستريا.. * البحر شريطٌ من الحرير الأزرق على رأس تلميذة.. ونهداكِ يقفزان من الماء.. كسمكتين متوحّشتين.. وأنا أنكش في الرمل الساخن بحثاً عن لؤلؤة تشبه استدارة نهدَيْكِ.. نخلتُ كلَّ ذرّات الرمل، وفتحتُ مئات الأصداف، ولم أعثر على لؤلؤة بملاستهما.. إنتهى رملُ البحر كلُّه.. وانتهت قواقعي كلُّها.. ورجعتُ إلى صدرك نادماً ومعتذراً.. كطالبٍ راسبٍ في امتحاناته.. نتخبّط في الماء.. كطائرين بحرييّن لا وطن لهما. قطراتُ الماء تكرج على الجسدين المتشابكينْ.. تتدحرج.. تشهق.. تغنّي.. ترقص.. تصرخ.. لا تعرف أيَّ الجسدَيْن تبلِّل.. قطراتُ الماء دوَّختها جغرافيةُ الجسدينْ المتداخلين.. لم تعد تعرف أين تسقط.. على أيّ أرض تتزحلق.. ضاعت جنسيّةُ الرخام. لم يعد للعنق اسم.. ولا للذراع اسم.. ولا للخصر اسم.. ضاعت أسماء الأسماء. الرخام كلّه معجون ببعضه.. براري الثلج كلها تشتعل.. وأنا.. وأنتِ.. مزروعان في زرقة الماء.. كسيفيْنِ من الذَهَب.. * الحبُّ يجرفنا كصَدَفتيْن صغيرتيْن.. وأنا أتمسّك بشعرك بشراسة إنسان يغرق.. لم يكن بإمكاني أن أكون أكثر تحضّراً، فحين تلتصقين بي كسمكة زرقاء.. أكونُ سخيفاً وغبيّاً إذا لم أجرّك معي إلى الهاوية.. لنستقرّ في قعر البحر سفينتيْن لا يعرف أحدٌ مكانَهما... * إنتهى يومُنا البحريّ.. ذهبتِ أنتِ . وظلّتْ رغوةُ البحر تزحف على جسدي.. ظلّت الشمس جرحاً من الياقوت على جبيني. حاولتُ أن أستعيدَكِ ، وأستعيدَ البحر.. نجحتُ في استرداد البحر.. ولم أنجح في استردادك.. فما يأخذه البحر لا يردّه. حاولتُ أن أركِّبَ يومنا البحريّ تركيباً ذهنيّاً.. وألصق عشرات التفاصيل الصغيرة ببعضها.. كقطع الفسيفساء. تذكّرتُ كلَّ شيء. قبَّعتكِ البيضاء، ونظّارة الشمس، وكتابك الفرنسيّ المطمور بالرمل.. حتى النملة الخضراء، التي كانت تتسلّق على ركبتك الشمعيّة.. لم أنْسَها.. حتى قطرات العَرَق التي كانت تتزحلق كحبّات اللؤلؤ.. على رقبتك لم أنسَها.. حتى قَدَمُكِ الحافية التي كانت تتقلّب على الرمل، كعصفورة عطشى.. لم أنْسَها.. * إنتهى يومُنا البحريّ.. لا زال ثوبُ استحمامك البرتقاليّ، مشتعلاً كشجرة الكرز في مخيّلتي.. لا زال الماء المتساقط من شعرك.. يبلّل دفاتري.. كلُّ سطر أكتبه .. يغرق في الماء. كلُّ قصيدة أكتبها.. تغرق في الماء.. واتركي الشمس.. تُشرق ثانيةً، على جَسَدي * إنتهى يومُنا البحريّ.. وكتبَ البحرُ في دفتر مذكّراته: "كانا رجلاً وامرأة.. وكنتُ بحراً حقيقياً.." |
![]() |
![]() |
#123 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (94)
ساعة الكرملين تدقُّ في موسكو.. منتصف الليل.. وأنا عائد إلى فندقي من مسرح البُلْشوي حيث شاهدت باليه (بحيرة البجع)، تحفة تشايكوفسكي المذهلة. خلال فترة العرض بحثتُ عن يدك أكثر من مرة.. عن يميني بحثت عنها.. وعن يساري بحثت عنها.. عندما أكون في حالة الفن، أو في حالة العشق.. أبحث عن يدك.. ألتجيء إليها، أكلّمها.. أضغط عليها.. أنزلق على لزوجتها.. أنام في جوفها.. ومن خلال أمطار الياسمين، خرجتِ أنتِ بَجَعةً بيضاء من بحيرة ذكرياتي. ورجعتُ إلى فندقي في آخر الليل.. لألملم زَغَبَ القطن المتناثر على ثيابي.. (95) الفودكا.. تمرُّ فوق لساني سيفاً من نار.. ومع كلّ قطرةٍ تمرين أنتِ. حاولتُ هذه الليلة أن أجامل.. حاولتُ أن أكون روسياً.. يبتلع عَشَرات الحرائق.. ولا يحترقْ لكنني فشلت.. لأنّني كنتُ أواجه ناريْنْ.. فتاةُ المطعم موسكوفيَّة. إسمُها ناتاشا.. وأُحبّ أن أسمّيكِ ، مثلها، ناتاشا.. وأحبّ أن تركضي معي وأحبّ أن تركضي معي كحمامةٍ، على ثلوج الساحة الحمراء.. كحمامةٍ، على ثلوج الساحة الحمراء.. * * القدحُ الصغيرُ يشتعلُ كالحمرة القدحُ الصغيرُ يشتعلُ كالحمرة ووجهكِ ، يعوم كالوردة، ووجهكِ ، يعوم كالوردة، على سطح السائل اللؤلؤيّ.. على سطح السائل اللؤلؤيّ.. يا ناتاشا.. يا حبيبتي يا ناتاشا.. يا حبيبتي يشربُ الرجالُ الخمرةَ ليهربوا من حبيباتهم. يشربُ الرجالُ الخمرةَ ليهربوا من حبيباتهم. أما أنا فأشربُها.. أما أنا فأشربُها.. لأهربَ إليك.. لأهربَ إليك.. وأحبّ أن تركضي معي كحمامةٍ، على ثلوج الساحة الحمراء.. * القدحُ الصغيرُ يشتعلُ كالحمرة ووجهكِ ، يعوم كالوردة، على سطح السائل اللؤلؤيّ.. يا ناتاشا.. يا حبيبتي يشربُ الرجالُ الخمرةَ ليهربوا من حبيباتهم. أما أنا فأشربُها.. لأهربَ إليك.. |
![]() |
![]() |
#124 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (96)
أكتب إليكِ من لينغراد. عاصمة القياصرة. درجة الحرارة صفر. وأنا ألبسك على جسدي كنزةً من الحنان.. واتدفَّأ بكِ كما تتدفَّأ كنيسةٌ بشموعها.. يُريحني أن ألبسَكِ على جسدي، فأنتِ حَطَبي وفحمي في هذه القارَّة المرتعشة المفاصل. قضيتُ اليوم كلَّه في متحف الهيرميتاج. كلُّ متاحف العالم تبدو أكواخاً فقيرة من القشّ أمام هذا المتحف الخرافة، حتى اللوفر العظيم يغطِّي وجهه بيديه مختجلاً إذا ذُكر اسمُ الهيرميتاج. ألفا غرفة تضمّ أروع وأثمن ما صنعته أصابع البشر، جمعها القياصرة قطعةً قطعةً من كلّ زاوية من زوايا الأرض. كلُّ مصوّري العالم ونحّاتيه يتنفّسون في غرف الهيرميتاج ويتحدّثون مع الزوّار.. الهيرميتاج هو فندق كلّ عباقرة العالم.. فيه ينامون.. وفيه يرسمون .. وينحتون... هنا وطن الفنّانين.. فلوحات رينوار، وماتيس، وفان غوخ ، وغويا، والغريكو، وروبنس، الموجودة هنا أعظم من آثارهم الموجودة في بلادهم الأصلية. زرتُ الجناح الخاص بالامبراطورة كاترينا الثانية. رأيت ملابسها، وجواهرها، وأمشاطها، وخواتمها، وأثواب نومها المطرّزة بالذهب، ومعاطفها المشغولة بالحجارة الثمينة. في لحظة من لحظات الحلم تصوَّرتك كاترين الثانية.. وأردتُ أن أُخرج جميع ما في الخزائن البللورية من عقود وأساور وأطرحها على قدميكِ.. يا قيصرةَ القياصرة.. في لحظة من لحظات الشرود، تصوّرت أن المتحف متحفك، والتيجان تيجانك، والوصيفات وصيفاتك.. وأنكِ تركبين العربة الملكيّة الموشّاة بالذهب وأحجار الياقوت والزمرّد.. وتنزلقين على ثلوج لينغراد. هل تسمعين صوتي، وأنا أهتف مع الرعايا المتناثرين على أرصفة لينغراد (حفظ الله الملكة). أنا واحدٌ من رعاياكِ يا قيصرة القياصرة. أنا مواطنٌ يُحبّكِ.. على سواحل بحر الشمال تلتفّ ذراعي حول خصرك بحركة تلقائية.. على كلّ البحار أنت متمدّدة.. وعلى سطوح كلّ المراكب أنت مستلقية.. سمك منتشر في شراييني كبقعة حبر على ثوب أبيض.. ونهدك يطيعني كما تطيع التفاحة جاذبية الأرض.. إنفصالي عنكِ خرافة.. فنحن نسقط إلى الأعلى، نتدحرج إلى ذروة الشمس، يمسح الواحدُ منا حدودَ الآخر.. يُلغيه.. حين تكونين معي. يكون واحدٌ منّا فقط، ينتهي واحدٌ منّا. يصير صوتكِ امتداداً لفمي، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك.. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني. إنفصالي عنكِ خرافة.. (9 ![]() فنحن نسقط إلى الأعلى، نتدحرج إلى ذروة الشمس، يمسح الواحدُ منا حدودَ الآخر.. يُلغيه.. لستُ نادماً على أعوامي الضائِعةِ معكِ.. لستُ نادماً على أعوامي الضائِعةِ معكِ.. حين تكونين معي. يكون واحدٌ منّا فقط، ينتهي واحدٌ منّا. يصير صوتكِ امتداداً لفمي، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك.. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني. حين تكونين معي. يكون واحدٌ منّا فقط، ينتهي واحدٌ منّا. يصير صوتكِ امتداداً لفمي، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك.. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني. فأنا لا أحترفُ الندامة. فأنا لا أحترفُ الندامة. ولستُ آسفاً .. لأنني لعبتُ على حصانٍ خاسرْ.. إن المقامرة على النساء.. كالمقامرة على الخيولْ.. غيرُ مضمونة النتائج.. ولا تصدُقُ فيها النُبُوءاتْ.. فكلُّ رجل ينتقي فَرَساً.. وكلُّ امرأة تنتقي جواداً.. ولا يربح في نهاية الشوط.. سوى النساءْ.. * إن تجاربي مع الخيل والنساء.. متشابهة.. أربحُ مرةً.. وأخسرُ مرّاتْ.. أنتصرُ مرةً.. وأُهزم مرّاتْ.. ورغم هذا أستمرُّ في اللعبة.. وأجدُ في ممارستها الكثير من الشعرْ.. فلا أجمل من السقوط المفاجئ.. تحت حوافر الخيلْ.. أو تحت حوافر الحُبّ.. |
![]() |
![]() |
#125 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (99) إطمئني يا سيّدتي! فما جئت لأشْتُمَكِ، أو لأشنقَكِ على حبال غَضَبي ولا جئتُ، لأراجع دفاتري القديمة معكِ فأنا رجلٌ .. لا يحتفظ بدفاتر حبّه القديمة.. ولا يعود إليها أبداً.. لكنني جئتُ لأشكرك.. على زهور الحزن التي زرعتها في داخلي فمنكِ تعلّمتُ أن أحبَّ الزهورَ السوداءْ.. وأشتريها.. وأوزّعها في زوايا غرفتي. * ليس في نيّتي، أن أفضح انتهازيّتكِ.. أو أكشف الأوراق المغشوشة التي كنتِ تلعبين بها.. خلال عامينْ.. لكنني جئتُ لأشكرك.. على مواسم الدمع.. وليالي الوجع الطويلة.. وعلى كلّ الأوراق الصفراء التي نثرتِها على أرض حياتي.. فلولاكِ، لم أكتشفْ لذّةَ الكتابة باللون الأصفرْ ولذّةَ التفكير.. باللون الأصفرْ.. ولذّةَ العشق باللون الأصفرْ.. (100) هذه هي رسالتي الأخيرة.. ولن يكون بعدها رسائلْ... هذه.. آخرُ غيمةٍ رماديةٍ تمطر عليكِ.. ولن تعرفي بعدها المطرْ.. هذا آخرُ النبيذ في إنائي.. وبعده.. لن يكون سُكْرٌ.. ولا نبيذْ.. هذه آخرُ رسائل الجنونْ.. وآخرُ رسائل الطفولة... ولن تعرفي بعدي، نقاءَ الطفولة، وطرافة الجنونْ.. لقد عشقتُكِ.. كطفلٍ هاربٍ من المدرسة.. يخبئ في جيوبه العصافير.. ويخبّئ القصائدْ.. كنتُ معكِ.. طفلَ الهلوسة، والشرود، والتناقضاتْ.. كنتُ طفلَ الشعر، والكتابة العصبيّة أما أنتِ.. فكنتِ امرأةً شرقيّةَ الشروشْ تنتظر قدَرَها.. في خطوط فناجين القهوة.. وملاءات الخاطباتْ.... ما أتعسكِ يا سيّدتي.. فلن تكوني في الكُتُب الزرقاء.. بعد اليوم ولن تكوني في ورق الرسائلْ، وبكاء الشموعْ.. وحقيبة موزع البريدْ.. لن تكوني في عرائس السُكَّرْ.. وطيّارات الورق الملوّنة.. لن تكوني في وَجَع القصائدْ.. فلقد نفيتِ نفسكِ خارجَ حدائق طفولتي.. وأصبحتِ نثراً.... ![]() ![]() ![]() نزار قباني مشكورين لحسن القراءة وعذراعلى الأطالة تحياتي ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#126 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() بعدالعاصفة أتحبني بعد الذي كانا إني أحبكِ رغم ماكانا ماضيكِ لا أنوي إثارته حسبي بأنكِ هاهنا الآنا تتبسمين . . وتمسكين يدي فيعود شكي فيكِ إيمـانا عن أمسِ لا تتكلمي أبدا وتألقي شعرا . .وأجفانا أخطائك الصغرى أمربها وأحول الأشواك ريحانا لولا المحبة في جوانحه ما أصبح الإنسان إنسانا عام مضى . . وبقيت غالية لا هنت أنت ولا الهوى هانا إني أحبك . .كيف يمكنني أن أشعل التاريخ نيرانا وبه معابدنا جرائدنــا أقداح قهوتنا زوايانـا طفلين كنا . . في تصرفنا وغرورنا وضلال دعوانا كلماتنا الرعناء مضحكة ما كان أغباهـاوأغبانا فلكم ذهبت وأنت غاضبة ولكم قسوت عليك أحيانا ولربما انقطعت رسائلنا و لربما انقطعت هدايانا مهما غلونا في عداوتنا فالحب أكبر من خطايانا عيناك نيسانان . . كيف أنا أغتال في عينيك نيسانا قدر علينا أن نكون معا يا حلوتي رغم الذي كانا إن الحديقة لا خيارلها إن أطلعت ورقا و أغصانا هذا الهوى ضوءبداخلنا ورفيقنا ورفيق نجوانا طفل نداريه ونعبده مهما بكى معناوأبكانا أحزاننا منه . .ونسأله لو زادنا دمعا . .وأحزانا هاتي يديك . . فأنت زنبقتي وحبيبتي رغم الذي كانا |
||||||
![]() |
![]() ![]() |
|
|