![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#73 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() تذييل : فى حب نجيب محفوظ..... اشعار
![]()
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ لتكتمل النشوة الصاعدة |
![]() |
![]() |
#74 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() نجيب .. محفوظ أحمد سويلم (1) ممتشقا فوق الهرم الأكبر مازال.. يمسك في يمناه القلم وفي يسراه مفتاح النيل الأعظم مازال وأراه ليل نهار.. نجما مشتعلاً بجراح الوطن ونبعا يروي كل المهج العطشي وحماما يحتضن البسطاء ويحمل أغصان الزيتون ويغرسها فوق جبال الحلم.. الرحلة تبدأ من نبض الكلمة ثم أراها تمتد.. وتمتد وتسكنها الرجفة تسكنها الريح ويسكنها مطر الصيف تشق طريقا لم يطرقه أحد من قبل مازال الموج هناك يفتح للحلم ذراعيه يعد زوارقه الألف.. يجرب أشرعة الإبحار ويبدأ رحلته العاصفة إلي كل مدائنه المسكونة بالشوق.. مازال علي الشاطئ يقف البسطاء البناءون الحمالون الحذاءون النحاسون الحفارون السكاكون.. كل منهم يمسك في يده عدته ينتظر الموكب حين يجيء يودعه.. ويغني أغنية العشق الأبدي.. (2) وجه.. حين أحدق فيه تسكن بين ملامحه فطرة هذا الزمن.. بكارته خيط يسري في كل صحاري الأرض ويلونها.. لحظة حلم وئدت في البدء يسكن بين ملامحه هاجس خطو ممتد صحوة قلب دق عليه الزمن بقبضته الفولاذية رعشة قلم تتفجر حمما أوثمرا أو مطرا عطريا.. يسكن بين ملامحه وطن يشكو وجعا في القلب ووجعا في الرأس ووجعا في العين.. (3) وأراه بعصاه السحرية لوّن مقل الوطن بلون الزرع الأخضر كم هو مسكون بالدهشة هذا الوجه النوراني كم هو مهموم بطلاسم هذا العشق السري كم هو مغسول بالفرح وبالحزن بوهج الحكمة والصبر أعرفه هذا الوجه الممزوج بطمي النيل وعرق البسطاء ونخل الشطآن (3) قلم.. بين يديه.. الجمر يمد جسور الكلمات فأري أرصفة الجوع وصحراء الفقر وأوسمة المقهورين قلم يهمس للقلب المنتظر علي ميناء الشوق وينصهر أمام عيون العشاق ويشقي بشقاء المهمومين.. قلم صار أنينا لضحايا الخوف وصار حنينا للشمس.. وصار رنينا للصمت.. وأراه نبعا للحرف الصارخ والميلاد.. الآتي والموت الرافض هذا القبر الضيق قلم مشتعل بالجمر ومرتحل بالموج ومحمول بالريح يركض في رحلته.. لا يتوقف (4) قالوا: ودَّعنا.! قلنا: حتي نلقاه .. كما عوّدنا قالوا: لن يأتي ثانية.. قلنا : هو طقس حضور لا يغشاه غياب.. قالوا: قُطع الوصل النابض معه قلنا: العالم نبض ينبع من قلبه.. قالوا: ما بالكم الآن.. جُننتم؟ قلنا: أسمي مافي الحب جنونه.. قالوا: طُويت صفحته. قلنا: لو طُوي العالم.. تطوي معه صفحته. قالوا: مُزج الجسد بطمي النيل قلنا: هذا ما ظل سنينا يحلم به.. قالوا: ما عاد الومض يشقُّ ستارَ الليل قلنا: ألقُ الحب.. أخلدُ من ومض الليل.. قالوا: لا طائل منكم.. وانصرفوا لكنا سيظل بنا هذا العطشُ المحمومُ إلي حلم لقاء! |
![]() |
![]() |
#75 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() ثرثرة فوق البحر المتوسط إلي نجيب محفوظ أحمد فضل شبلول الجرائد لم تصل والمحلات لم تفتح أبوابها بعد والصباحات لم تجئ والبحر.. غارق في ظلمة لا تنتهي وأنا.. أعبر الكورنيش في يدي كتاب معي.. هاتفي المحمول الذي أصيب بالخرس منذ رحيل المعلم الفنان في لقائنا.. لم يشرب من قهوته.. سوي وجهها وضع الفنجان أمامي لم أرتشف بقاياه قلبَ الفنجان وقال بصوت أبوي: اقرأ فأخذت أثرثر فوق البحر وأعدو.. وراء السمان المتكاثر في الآفاق كان خريفي.. يتخفي خلف أغسطس فهل كان معلمنا يتخفي خلف النظارة مثلي..؟ لا أحد الآن يغني.. ماتت أناشيد الحرافيش ومات الجبلاوي تأتيني أصداء السيرة فأصلي عليهم في «ميرامار» أسفل تمثال «سعد زغلول» üüü الجرائد لم تصل ومحطة الرمل تقف أمام سينما «الهمبرا» في انتظار «الكرنك» لكني أشاهد لصًا وكلابًا يجرون أمام العرش لم يكن اللص هو الأستاذ بل.. أنا üüü أنا سعيد مهران أحببت زُهرة وجئتُ إلي «قشتمر» لكي أخطبها فعلمت بأن الأستاذ يعيش في الحقيقة وفي ليالي ألف ليلة üüü أنا عيسي الدباغ أنا محتشمي زايد علوان كنت البداية والنهاية والقاهرة الجديدة وأنا اللص الجديد الآن فر الكلاب من الحديقة بعد أن نهشوا الحقيقة üüü الجرائد لم تصل والمحلات تفكر في فتح أبوابها وأحمد عاكف يسألني عن كتاب جديد لم يصدر بعد üüü رششتُ الماء.. أمام سينما «مترو» وجلست علي مقهي «بترو» أنتظر السيد أحمد عبدالجواد لأقول له: «ملعون أبو الدنيا» اهتز السيد في ضحكته أخبرني ـ همسا ـ أن أمينة حامل فضحكت وقلت: إنها أحلام فترة النقاهة يصفعني سي السيد أشكوه إلي الأستاذ كان الاستاذ يحدّق في أفراح «أفراح القبة» ويصلي في الحسين وينام في «قصر الشوق» أو العجوزة üüü أنا الشحاذ جئت لكي أشحذ منك «السراب» فرأيت نفسي في « المرايا » مثل أحمد رمزي في «العوامة» مع أني كافحت في «طيبة» وطردت الهكسوس والغلمان وبنيت الأهرام تُطل علي كورنيش الروح فيعلو صوت الباعة في الخان والزقاق و«بحبك ياأبيض» üüü هطعت إلي الإسكندرية «الإسكندرية أخيرا قطر الندي نفثة السحابة البيضاء مهبط الشعاع المغسول بماء السماء وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع» üüü أيها البحر ها هي الشمس تسطع.. فوق مياهك الحبلي بالأمطار ها هو سبتمبر قد هل علينا بعد رحيل الأستاذ فاجمع أوراقك يا بحر وانتظر.. هطول المطر القادم. |
![]() |
![]() |
#76 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() أغنية الشمس محمد أحمد حمد شمس من الكلمات الخضْر لا اللهبِ من كل هُدْبٍ كحيلٍ كل سنبلةٍ مضفورةٌ من عروق القلب والعصب من سُرة في سماء الشرق قد سطعت وامتد ّمطلعها لكنها في سماء الغرب لم تغبِ توهجت في فصول الكون وانبثقت في كل صدر قناديلا من الطرب نمت كروم المعاني من توهجها عنقود ضوء وعنقودًا من العنب في الشرق والغرب يعطي الحب جائزة لحسنها في امتنان غير ذي أرَب والضوء من كل نار جاء منطفئٌ إلا ضياء حروف ثرّة خُلقتْ من ياسمين الهوي والسحر والتعب نقشْتَها فوق وجه العصر مزهرةً نقش المسلات في مزهوة الحقب يا مبدع الشمس من نثر أتيتَ به أحلي من الشعر طابت وهو لم يطبِ أبحرت في قلب مصر واستمعتَ إلي وعد الحنين ورعد الرفض والغضب وعدت بالسفن الملأي تحدثنا شخوصها عن كنوز القاع والرَّحبِ أحييتَ قاهرة التاريخ أبنيةً، شوارع تتداعي في أزقتها أعدت خلق بنيها أوجهًا ورؤي وفي المقاهي، وفي الخانات والقُبب حتي علي النيل، في عوامة خفيت أعلنت ثرثرة للجيل باكية كادت تضيع ـ مع الكتمان ـ في الصخب وفي «الحرافيش» صغت العدل ملحمة يسّرته في زمان الظلم للغلَب ِآثار مصر استطال الفخر في دمها إذ زدتها أثرًا لكن من الكتب شيدت للنثر ـ دون الشعر ـ مملكة وصرت فيها مليكًا عالي النسب والشاعرون تمادوا في مباذلهم وراح بعضهمو يهذي بشعر سقيم النثر مجتلب حصي، خطوطًا، وأقواسًا مغلقة محشوة بهشيم القش والحطب يمد كفًا إلي الآفاق تزحمها مواكب النجم والغيمات ساحرة والبرق في شفتيها شهقة العجب والضوء والظل والأقمار سارحة فلا تصيد سوي ميت من الشهب يُزري علي مصر أن ليست بشاعرة ومصر في الشعر نهر الكوثر العذب ويجمع العشبَ للتاريخ يحرقه ويكتب الشعر أكواما من العشب وحوله من ذباب الحقل شرذمةٌ يستمطرون غبارًا من دم السحب طال اغترابي، وطال الصمت في رئتي علي غثاء يصيب القلب بالوصب ما جئت أشكو، ولكن جئت أرفع في أعراس مجدك مجد الشعر في الأدب تحية من زهو الصدق أقطفها لقلعة الضوء أزجيها بلا كذب آثرت أشدو بها سكري مموْسقة شدو الرعاة بمزمار من القصب فالشعر من غير موسيقي تحركه نهر بغير غناء الموج والحبب فاهنأ بمجدك لا تعبأ بحاسده وأنت تُهدي جناح الشمس للعرب! |
![]() |
![]() |
#77 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() إلي نجيب محفوظ فوقية السحيمي لمَ الأقلام مزقها النحيب جموع المبدعين غدت حياري لماذا يا رفاقي أري كتابي ونوبلَ قد جفاها النوم لهفي لمَ الآداب سارت في خشوع عرفْتُ السر فالأستاذ يمشي لمَ الأحزان والأستاذ باق زقاق مدقه دوما مليء حرافيش نجوم ساطعات وحارته بها الأولاد تشدو وآداب تسامت خالدات سلوا الأدباء من يهدي خطاهم سلوا دار الخيالة من شجاها؟ يجسد ما يقول وباقتدار ألا انظر «سكريته» وسلها فجسم «أمينة» قد جف عودا «نعيمة» وردة في جوف قبر وعيناها كنهر النيل زرقا عزيزي لن أطيل عليك قولا نجيب أنت باق في خلود ألا في جنة الفردوس تهنا وأطفأ شمسها قاسي الغروب؟ وتبحث عنه في كل الدروب يريق الدمع يعتصر القلوب؟ بكل العشق تنتظر الحبيب ولف الكون مكتمل الشحوب؟ يودع صحبه نحو المغيب بقصر الشوق لم نره يغيب بكل عظيمة فهو الأديب وبدرهم المفوه والنجيب بنوبل في الحضور وفي المغيب تشيد بذكر محفوظ الحبيب وللظمآن نبعهم الرطيب تقول شجاني أستاذ أديب كأنك تشهد القول العجيب عن الأشخاص في ثقة تجيب وشعر الرأس من هم يشيب شباب غض لم يذق المشيب تضاهي شباب عائشة السليب فخير القول ما قال الأديب تضيء طريق شبان وشيب كنوزكمو ليرعاها الرقيب. |
![]() |
![]() ![]() |
|
|