![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#37 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() فأجمعوا علي أنَّه مستحقٌ الموت " فَأَجَابُوا: إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ " ( مت26/66 ). وبعد هذا الحكم بصقوا علي وجهه ولطموه وسخروا منه وإستهزأوا به وجلدوه وجدفوا عليه ( مت26/67لو 22/63-65 ).
وبعد أنْ حكموا عليه بالموت تشاوروا في كيفيّة تنفيذه ثمّ قرّروا تقديمه إلي الوالي الروماني بيلاطس لينفّذ هذا الحكم فيه لأنَّ السلطات الرومانيّة كانت قد سحبت من المجالس اليهوديّة هذا الحق (4) . ثانياً : محاكمته أمام الوالي الروماني: (5) ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ (4) كان الولاة الرومان قد جردوا المحاكم اليهودية من سلطة الحكم على أحد بالموت الذي كان من حق الوالي الروماني وحده وهذا ما عبروا عنه بقولهم لبيلاطس " لا يجوز لنا أن نقتل أحد " ( يو18/31 ) . (5) قال البعض زاعـماً " من المستحيل أن يكون بيلاطس قد خضع لمطالب اليهود بصلب المسيح وهو الذي كان يقمعهم بشدة وينزل بهم أحكام الإعدام دون محاكمة وكان يبطش بهم دون سبب لدرجة أن السلطات في روما استدعته لتحذيره من الاستمرار في سياسته التعسفية تلك " !! ونقول لهؤلاء أن اليهود وقفوا أمام بيلاطس يتهمون المسيح بثلاثة تهم خطيرة سياسيا ، وهي أنه ضد الإمبراطور الروماني قيصر ، كما أنه يريد أن ينصب نفسه ملكاً ويمنع أن تعطى الجزية لقيصر ، وبالتالي لو تساهل معه يكون هو ، بيلاطس نفسه بحسب هذه التهمة ، مشتركا معه في هذه الثورة ضد قيصر ومناهضا وضدا لقيصر . ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي يضطر فيها بيلاطس أن يرضخ لليهود بالرغم من قسوته وصرامته معهم فيذكر لنا المؤرخ والكاتب اليهودي يوسيفوس معاصر تلاميذ المسيح (36-100م) الأتي " نقل بيلاطس حاكم اليهودية الجيش من قيصرية إلى أورشليم ليقضي فترة إقامته الشتوية هناك ولكي يبطل الشرائع اليهودية . ولذلك أورد صور قيصر التي كانت تستعمل كشعارات وأدخلها المدينة حيث تمنعنا شريعتنا من عمل أية صورة . وكان الولاة السابقون لا يدخلون المدينة بمثل هذه الشعارات . وكان بيلاطس هو أول من أحضر هذه الصور إلى أورشليم وأقامها هناك . وقد حدث هذا بالفعل دون علم الجماهير لأنه تم أثناء الليل . ولكن ما أن علموا به حتى أتوا إلى قيصرية في جماعات كبيرة وظلوا عدة أيام يلتمسون من بيلاطس أن يزيل هذه الصور . وعندما رفض مطالبهم التي تعني الإساءة إلى قيصر لم ينصرفوا واستمروا في مطالبتهم . وفي اليوم السادس أمر جنوده بتجهيز أسلحتهم بينما جاء هو وجلس على كرسي القضاء الذي كان مجهزاً خارج المدينة بحيث لا يظهر الجيش الذي كان مستعداً للأطباق عليهم . وعندما عرض اليهود مطالبهم مرة أخرى أعطى الإشارة للجنود ليحيطوا بهم وهدد بألا تقل عقوبتهم عن الموت إذا لم يتوقفوا عن مضايقتهم ويعودوا إلى منازلهم . ولكنهم ألقوا بأنفسهم على الأرض وعرضوا رقابهم للموت . وقالوا أنهم يرحبون بالموت أفضل من التعدي على شرائعهم . وقد تأثر بيلاطس بتصميمهم على عدم المساس بشرائهم وأمر في الحال بإعادة الصور من أورشليم إلى قيصرية . وهكذا أنهزم بيلاطس في أول صدام بينه وبين اليهود " (محاكمة يسوع للفقيه الإنجليزي فرانك ج باول ، ترجمة إبراهيم سلامة ص136و137) . ــــــــــ ذهب أعضاء مجلس السنهدرين ومعهم جمهور غفير إلى بيلاطس البنطي " ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ 000 خَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هَذَا الإِنْسَانِ؟» " ( يو18/28-29 ) . - 127 – فقالوا له " لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرٍّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ!» فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَداً». " ( يو18/30-31 )، ويُعلق القديس يوحنا الإنجيلي علي هذه العبارة الأخيرة بالوحي قائلاً " لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُوتَ. " ( يو18/32 )، أي أنَّه يجب أنْ يموت صلبًا لأنَّه لو كان الرومان سمحوا لليهود بقتل أحد لكانوا قد قتلوا السيد المسيح رجمًا بالحجارة كما فعلوا بالقديس إستيفانوس الذي رجموه في غيبة الوالي الروماني ( أع7/58 ). وكانت عريضة الاتهام المقدمة ضده تتضمن الاتهامات الثلاثة الآتية : 1 - أنَّه يُفسد الأمّة. 2 - يمنع أنْ تُعطي الجزية لقيصر. 3 - يجعل نفسه ملكًا، " وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ:إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ " ( لو23/2 ). وواضح هنا أنَّهم غيَّروا الاتهام الموجّه ضده من التجديف الذي يُدينه حسب الناموس إلي الخيانة للحكم الروماني والتي عقوبتها الموت حسب القانون الروماني، فقد كان هدفهم القضاء عليه بأيَّة وسيلة، لفّقوا له هذه التُهم والتي هم أوَّل من يعرف إنَّها كاذبة فقد شهدوا هم أنفسهم بوداعته وعظمته وسموّ تعاليمه " لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هَكَذَا مِثْلَ هَذَا الإِنْسَانِ " ( يو7/46 )، وعندما سألوه قائلين " أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟ نُعْطِي أَمْ لاَ نُعْطِي؟ " قال لهم " أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ " ( مر12/14و27 )، وعندما حاولوا أن " يَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ. " ( يو6/15 ). ــــــــــ
فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
- انجيل مرقس 12:32 موقع مسيحيات فقط http://www.answer-me-muslims.com/ |
![]() |
#38 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() رافضًا أنْ يكون ملكًا أرضيًا فقد كان هو ملكًا سماويًا " مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. " ( يو18/36 ).
وقف الرب يسوع المسيح صامتًا كما فعل أمام السنهدرين لكذب الاتهامات وإصرار اليهود علي قتله كما كان قد أعلن من قبل مرات عديدة أنَّه لابد أنْ يُصلب ويموت ويقوم في اليوم الثالث. ولمّا أراد بيلاطس أنْ يتحقّق من الاتهام الموجّه إليه القائل أنَّه " مسيح ملك " دخل إلي دار الولاية " دَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا».فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ إِنِّي مَلِكٌ. لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي». " ( يو18/33-37 ). هذا الحوار أكد لبيلاطس أكثر براءة السيد وجعله يشعر أنَّه يقف أمام أكثر من مجرّد إنسان، ومن ثمّ قال " مَا هُوَ الْحَقُّ؟ " ( يو18/38 ). ثمّ خرج ليُعلن براءته أمام الجموع " أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. " ( يو18/38 ). ولكن هذا لم يرضيِ اليهود. " فَكَانُوا يُشَدِّدُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ يُهَيِّجُ الشَّعْبَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئاً مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى هُنَا» " ( لو 23/5 )، " وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟» فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدّاً. " ( مت27/12-14 ). وكانت عبارة " مِنَ الْجَلِيلِ " بمثابة طوق نجاة لبيلاطس الذي ظنَّ أنَّه سيتخلّص من هذه القضيّة ويُريح ضميره، فسأل " هَلِ الرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ؟ " و " وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ. " ( لو23/6-7 ). كان هيرودس قد سمع عن الرب يسوع المسيح وعن أعماله بعد قتله ليوحنا المعمدان وكان يتساءل عنه " وَكَانَ يَطْلُبُ أَنْ يَرَاهُ. " ( لو9/9 )، ولمّا وقف أمامه " فَرِحَ جِدّاً لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً وَتَرَجَّى أَنْ يَرَاهُ يَصْنَعُ آيَةً. ــــــــــ وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ "، ولكن السيد" لَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. "( لو23/8-9 ). - 129 – أولاً : لأنَّ هيرودس هذا هو هيرودس أنتيباس قاتل يوحنا المعمدان وكان يعيش مع هيروديا في علاقة تحرمّها الشريعة وقد وبّخه يوحنا المعمدان بسببها علانية فقبض عليه وأودعه السجن ثم قطع رأسه ( مت 14/3-12 ) والذي سبق أنْ وصفه السيد المسيح بالثعلب ( لو 13/31-33 وأنظر ص11 ). وثانياً : لأنَّه تعامل مع المسيح كمشعوذ، فأراد أنْ يرى آية تُصنع منه وأنْ يستمع لأقواله لا لكي يؤمن بل ليتفرج كما يتفرج علي المشعوذين في البلاط، كان مدفوعًا لذلك بفضوله ولكن المسيح أرفع من ذلك وأعظم. وفي نفس الوقت " وَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ وَأَلْبَسَهُ لِبَاساً لاَمِعاً وَرَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. " ( لو23/10-11 ). لم يعامله هيرودس كمجرم بل كمتهوّس دينيّ يستحق الاحتقار والإزدراء. " فَدَعَا بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالْعُظَمَاءَ وَالشَّعْبَ. وَقَالَ لَهُمْ: «قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هَذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هَذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَلاَ هِيرُودُسُ أَيْضاً لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ. فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ». " ( لو23/13-16 ). وكانت لهم عادة أنّ يُطلق لهم الوالي أسيرًا واحدًا يطلبوا أنْ يطلقه لهم في الفصح ( مت27/15،مر15/6؛ لو23/17 )، وكان هناك اسيرًا مشهورًا يُدعي باراباس أُمسك في فتنة حدث فيها قتل فطالبوا بيلاطس أنْ " أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِماً يَفْعَلُ لَهُمْ " ( مر15/8 ) ، فخيّرهم بيلاطس بين باراباس ويسوع " مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. " ( مت27/17-18 ). ولكن حدث شئ عجيب أذهل بيلاطس وجعله يتأكّد أكثر وأكثر من براءة المسيح وعظمته وسموّه " وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: ــــــــــ «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ» " ( مت27/19 )، فازداد إصرارا على أن يطلقه ولكن الجموع صرخت طالبة باراباس بتحريض من رؤساء الكهنة والشيوخ ، فقال لهم بيلاطس " وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟ . أني لم أجد علة للموت . فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ " ( لو23/22 ). فكانوا يلجون بأصوات عظيمة طالبين أنْ يُصلب. " فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ».فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا». " ( مت27/24-25 ) وأطلق باراباس . - 130 – جلد بيلاطس السيد وألبسه العسكر إكليلاً من الشوك وألبسوه ثوب أرجوان ووضعوه قصبة في يمينه وكانوا يسخرون ويستهزئون به وبصقوا علي وجهه ولطموه علي خده وضربوه علي رأسه وكانوا يسجدون له قائلين السلام يا ملك اليهود وأخرجه إليهم بيلاطس " وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً». " ظاناً أنَّهم سيكتفون بذلك ولكنّهم صرخوا قائلين " «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً». أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَنَا نَامُوسٌ وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللَّهِ». فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هَذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفاً " . كان بيلاطس متيقنًا من براءة المسيح وكان يرى فيه أكثر من مجرّد إنسان ولما سمع أنَّه " ابْنَ اللَّهِ " ازْدَادَ خَوْفاً " فَدَخَلَ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَاباً. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَاناً أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَاناً أَنْ أُطْلِقَكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: « لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذَلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ». " ، هذا زاد بيلاطس إصرارًا أنْ يُطلقه ولكن اليهود وضعوه في مكان لا يستطيع الهروب منه " لَكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكاً يُقَاوِمُ قَيْصَرَ» . ومعنى هذا انه لو أطلقه بيلاطس يكون متهماً بالخيانة العظمى لقيصر وعقوبتها الموت ومع هذا حاول محاولة أخيرة فأخرج يسوع إليهم قائلاً " هُوَذَا مَلِكُكُمْ " ، فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ!» ــــــــــ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ». فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. " ( يو 19/1-16 ) . - 131 – مما سبق يتّضح لنا أنَّ الشخص الذي حُوكم أمام السنهدرين وأمام بيلاطس لم يكن سوي المسيح فقد أعلن أنَّه المسيح ابن الله الحي وتكلّم عن ملكوته الأبديّ وأشار إلي ما جاء عنه في نبؤه دانيال النبي كما صمت في المواقف التي لا يصمت فيها أي بشر وتكلّم حين دعت الضرورة لإعلان ذاته ومجده وملكوته أمام أعضاء مجلس السنهدرين وأعلن أيضًا عن ملكوته السماوي أمام بيلاطس وأنَّه جاء ليشهد للحق وقال لبيلاطس أنَّه ليس له سلطان عليه وأعلن خطيئة الذين أسلموه إلي بيلاطس، كما شهد بيلاطس لبرّه وسموّه وعظمته وتألمت زوجة بيلاطس في حلم من أجله وشهدت لبرّه بالوحي الإلهي. كان متهمًا في عيون اليهود ولكنه سبّب الخوف والرعب ووقعت رهبته وخشيته علي الذين حاكموه، فهل يمكن أنْ يكون سوي المسيح ؟؟؟!!! ـــــــــــــــــــــــ |
![]() |
#39 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() الصليب والمصلوب
1- لمحة تاريخية : كلمة الصليب في اليونانيّة ستاوروس (stauros) وهو آلة إعدام وتعذيب قاسية جدًا وتطبّق علي مقترفي الآثام الخطيرة، وقد إستخدمها الفينيقيّون، كما يذكر المؤرّخ اليونانيّ هيرودوت (1) ، ويري كثيرون أنَّ الفُرس هم أوَّل من إخترعها وطبّقها في القرنَين السادس والخامس قبل الميلاد (2) ، واستُخدمت في مصر في القرن الخامس قبل الميلاد (3) ، واستخدمها بعد ذلك الإسكندر الأكبر وأهل قرطاجنة بشمال أفريقيا وأخذها عنهم الرومان واستخدموها بكثرة. ولأنَّ هذه العقوبة كانت قاسية جدًا ورهيبة فلم تُطبَّق قطّ علي الأحرار سواء الإغريق أو الرومان وإنما طُبِّقَت علي العبيد والثوّار غير الرومانيّين، ونظرًا لأنَّها أقسي العقوبات وأكثرها ردعًا وإرهابًا فقد طُبِّقَتْ بكثرة علي الثوّار المطالبين باستقلال بلادهم عن الدولة الرومانيّة، ويذكر المؤرّخ اليهودي يوسيفوس المعاصر لتلاميذ المسيح (36-100م) أنَّها طُبِّقَتْ مرّات كثيرة جدًا علي ثوّار اليهوديّة (4) . وكان هناك ثلاثة أنواع من الصلبان، نوع علي شكل حرف T (Crux Commissa) وآخر علي شكل حرف X والمسمّي بصليب القديس إندراوس (Crux decussata) والثالث يتكوّن من عارضتَين متقاطعتَين + (Thecrux immissa) وهذا النوع هو الذي صُلِبَ عليه السيّد المسيح وهذا ما يؤكّده لنا موقع العنوان الذي سُمِّر علي الصليب أعلي رأس السيّد المسيح ( يو19/19 )، وهذا ما يؤكّده التقليد أيضًا بصورةٍ قاطعةٍ (5) . ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ (1) Herodotus 3: 125 (2) Ibid 4:43 (3) Ibid 3:159 & Thucydides 1:110 (4) Josephas Ant. 2:261, 266. 267: 17:295; 20:102. 161; Wars 5:449-451 (5) See Arenaeus Ag. 2:24, 4. ــــــــــ 2 - الجلد وطريق الصليب : - 133 – بعد الحكم بإدانة متهم والحكم عليه بالإعدام صلبًاً كان لابد أنء يُجْلَد حسب عادة الرومان حتي يسيل الدم من معظم أجزاء جسده، وعملية الجلد هذه كانت تُسْرِع بالموت وتُقلّل من سكراته. وكان عليه بعد ذلك أنْ يحمل خشبة الصليب الأفقيّة التي ستُسَمَّر عليها يداه إلي مكان الصلب وهو عادة خارج المدينة كما كان عليه أنْ يمرّ بأكبر عدد ممكن من شوارع المدينة وحواريها وطرقها الأكثر ازدحامًا ليراه أكبر عدد ممكن من الناس، كما كان يُصْلَب عادةً في مكان مرتفع وعام ليراه العامة من مسافات كافية، حتي يكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه مخالفة القانون الروماني أو الثورة علي الإمبراطوريّة المستعمرة، وكان يتقدّم أمامه أحد الضبّاط أو الجنود يحمل لوحة مكتوب عليها التهمة الموجّهَة ضدَّه والتي تُلصَق بعد الصلب علي الصليب ليراها الجميع، وعندما كان يصل إلي ساحة الإعدام يُجَرَّد المصلوب من ملابسه وتُقَسَّم علي الجنود القائمين بعملية الصلب وتُسْتَر عَوْرَتُه فقط بقطعة من القماش ثم يوضع علي الأرض وتُسَمِّر يديه بقسوة وفظاعة بالمسامير الكبيرة والسميكة أو تُربَط بالحبال في العارضة الأفقيّة، التي كان يحملها، ثم تُرْفَع العارضة والمصلوب لتُثَبِّت بالخشبة القائمة والتي كانت مثبتة في الأرض وفي منتصفها كتلة خشبية بارزة صغيرة تُسَمَّي السرج ليستقر عليها ردفَي المصلوب ولتحفظ وزن الجسم حتى لا تُمزِّق المسامير يديه، وتُثَبِّتْ قدمَيه بمسمارٍ ضخم من خلال مشطي القدم معًا أو تُسَمِّر كل قدمٍ منفصلة (6) . ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ (6) أكتشف سنه 1968م في جيف آت ها – مفتار بأورشليم بقايا عظام من القرن الأول الميلادي في معظمه (كان تجمع فيه عظام الموتى) تعطينا تفصيلات عن طرق الصلب زمن المسيح، تضم عظمتين لعقب قدم شخص صلب في القرن الأول ما يزالا مثبتين معاً بمسمار حديد وأخد بطول 14سم. the International St. B. Ency. VOL. 1, P, 829 . ــــــــــ وبعد أنْ يُعَلَّق المصلوب علي الصليب كان يُعاني آلامًا رهيبةً قاسيةً من آثار المسامير والجروح التي تأخذ في التورم والتلف إلي جانب التعرّض للحشرات المختلفة والطيور الجارحة والحيوانات المتوحّشة وغيرها، وكذلك من التعرّض للطقس الذي يكون أحيانًا شديد الحرارة وأحيانًا أخري شديد البرودة، ويُترَك وحيدًا غير قادر علي أي شئ بالمرة بما في ذلك خدمة الوظائف الجسديّة، ومما يُزيد من آلامه التعرّض للإهانة والسخرية من الذين كانوا يشاهدون عملية الصلب. وكانت الآلام الجسديّة والنفسيّة والعقليّة التي يتضمنّها هذا الموت الرهيب البطيء لا يمكن تخيّلها ولا تُوصف والتي قد يُصاب المصلوب من جرّائها بالجنون أو الصرع أو التشنّج. ويستمر المصلوب في هذا العذاب القاسي الرهيب والذي كان يعانيه ويستمر فيه علي الصليب مدّة من 36 ساعة إلي أربعة أيّام وقد إستمر بعض المصلوبين أسبوعًا. وماتوا مثل المجانين. وكانت عملية الجلد التي تتم قبل الصلب ودرجة كثافتها إلي جانب قوّة بنية الجسم والطريقة التي يُصْلَب بها المصلوب سواء كانت بتسمير يديه ورجليه أو بربطهم بالحبال هي التي تحدّد طول المدة التي يقضيها المصلوب علي الصليب. وبعد موته كان يُتْرَك جسده ليتعفَّن علي الصليب إنْ لم يُطالب أحد بدفنه. - 134 – 3 - الصلب والناموس اليهودي : لم تُوجَد عقوبة الصلب في الناموس وإنما طبّقها عليهم الرومان بكثرة، حتي أصبحت معتادة عندهم. وكان الناموس ينصّ علي قتل المجدّفين رجمًا بالحجارة ثم يُعَلَّقون بعد ذلك علي شجرة كعقوبة إضافيّة دلالة علي أنَّهم كانوا مجدِّفين علي الله ومتّهمين من قِبَلَه. وكان لابد أنْ تُدْفَن الجثة في نفس اليوم حتي لا تُدَنِّس الأرض لأنَّ المُعَلَّق كان يُعْتَبَر ملعونًا، " وَإِذَا كَانَ عَلى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا المَوْتُ فَقُتِل وَعَلقْتَهُ عَلى خَشَبَةٍ فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلى الخَشَبَةِ بَل تَدْفِنُهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لأَنَّ المُعَلقَ مَلعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلا تُنَجِّسْ أَرْضَكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً» ." ( تث21/22-23 ) . ــــــــــ 4 - في الطريق إلى الجلجثة (الجمجمة) : - 135 – بعد الحكم علي الرب يسوع المسيح بالصلب وجلده خرج من دار الولاية حاملاً صليبه الذي سيُصْلَب عليه وسار به في شوارع أورشليم وطرقها الأكثر ازدحامًا وسط حرّاسه من أربعة جنود وقائد مائة ومحاطًا بجماهير غفيرة لا حصر لها، ونظرًا لأنَّه كان قد قضى أسبوعًا مثيرًا في أورشليم إنتهي بمعاناته في البستان وهروب تلاميذه عند القبض عليه وظلَّ يُحاكم طوال الليل من الساعة الواحدة ليلاً وحتى التاسعة صباحًا ( بتوقيتنا الحالي ) أمام رؤساء الكهنة والسنهدرين وأمام بيلاطس البنطي وهيرودس وقد عاني أثناء هذه المحاكمات كل صنوف الإهانة والسخرية من سبٍّ ولطمٍ وركلٍ وضربٍ وبصقٍ علي وجهه وجلدٍ، وكان ظهره متورِّمًا ومتهرئًا وممزقًا من شدّة وقسوة سياط الجلادين المركب بها قطع من الرصاص أو العظم انغرست في لحمه بقسوة وعنف إلي جانب آلام إكليل الشوك الذي انغرست أشواكه في رأسه فسببت له آلاماً شديدة وصارت تنزف بغزارة، وكما كان جسده ينزف كان قلبه يُدْمِى بسبب ما لاقاه من نكران وجحود، فنال منه التعب والإجهاد الشديد ولم يقوَ علي حمل الصليب فسقط به علي الأرض عدَّة مرات، كما يؤكِّد التقليد، فسَخَّر الجند الرومان أحد المارة، وهو سمعان القيراوني، ليحمل معه الصليب " وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَاناً قَيْرَوَانِيّاً اسْمُهُ سِمْعَانُ فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ. " ( مت27/32 ) ، " أَمْسَكُوا سِمْعَانَ رَجُلاً قَيْرَوَانِيّاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ. " ( لو23/26 ) . كان سمعان هذا من مدينة القيروان بشمال أفريقيا والتي كان بها مستعمرة تضمّ عددًا كبيرًا من اليهود وقد جاء ليحضر الفصح في أورشليم ولزيارة الهيكل ولما سخَّره الجنود الرومان ليحمل الصليب خلف السيّد لم يكن يجرؤ أنْ يرفض طلبهم هذا فحمل الصليب مُسَخَّرًا ولكن شئ عجيب قد حدث، لا ندركه، جعل سمعان يري ما لم يره الجند ويجد في شخص السيد المسيح المتجِّه إلي ساحة الإعدام ما ــــــــــ |
![]() |
#40 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() جعله يُؤمن به ويُصبح هو وأولاده وزوجته من أتباعه بل ومن المتقدّمين في الكنيسة، والمعروفين في كنيسة رومية بالذات، فيقول عنه القدّيس مرقس في إنجيله الذي دوّنَه في رومية " سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ " ( مر15/21 )، ويكتب القدّيس بولس في رسالته إلى رومية مسلمًا علي روفس هذا ابن سمعان وعلي أمّه زوجة سمعان التي يعتبرها أمّه، " سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. " ( رو16/13 ). فقد استطاع السيّد. المحكوم عليه بالإعدام صلبًا، وهو حامل صليب العار والهوان أنْ يحوِّل سمعان هذا إلي أحد اتباعه المؤمنين به. فهل يمكن أنْ يكون آخر غير المسيح ؟؟!! كلا. لأنَّه لا يستطيع أنْ يفعل ذلك سوي المسيح وحده.
وفي الطريق إلي الجلجثة، " وَتَبِعَهُ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ وَالنِّسَاءِ اللَّوَاتِي كُنَّ يَلْطِمْنَ أَيْضاً وَيَنُحْنَ عَلَيْهِ. " ( لو23/27 )، وكان ضمن هؤلاء كثيرون من الذين اِتّبعوه عندما دخل أورشليم ظافرًا منتصرًا وكثيرون من أتباعه غير المعروفين لرؤساء الكهنة وبعض اتباعه الذين كانوا يتابعونه من بعيد، كما فعل بطرس وقت المحاكمة ( لو22/54 )، وكثيرات من النسوة اللواتي كن ينحن عليه، وبرغم ما كان يقاسيه من آلام جعلته يسقط تحت حمل الصليب إلا أنَّه أشفق عليهن وعلي المصير القادم علي أورشليم واتجه إليهن، محذرًا من الدينونة الآتية عليها بسبب رفضها للمسيح وتسليمها له ليموت ميته العار والهوان ، وقال " يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ لأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ. حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا وَلِلآكَامِ: غَطِّينَا. لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هَذَا فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟». " ( لو23/28-31 ). وهو هنا يشفق ويتنبّأ ويحذِّر برغم الآلام الرهيبة التي كان يُعانيها والموت الرهيب الذي كان ذاهبًا إليه، فقد أشفق عليهُنَّ من المصير الأتي علي المدينة ومن ــــــــــ فيها وتنبَّأ بالحصار والدمار والمصير المظلم الذي ستواجهه والويلات التي سيعانيها سكانها لدرجة أنَّ النساء اللواتي لم يحبلن ولم ينجبن يكنَّ محظوظات في تلك الأيام التي ستكون فيها قسوة الحصار والويلات التي يُعانيها الشعب بسببه وقسوة الرومان العظيمة حتي أنَّ الناس سيبحثون عن الموت من الجوع والعطش واليأس الذي يوصل بعضهم إلي درجة يأكلون فيها لحوم البشر بعد أن يكونوا قد أكلوا جميع الحيوانات الطاهرة والنجسة. ويُوضِّح ذلك بما لاقاه هو نفسه علي أيدي صالبيه، فإنْ كانوا قد عاملوه بهذه القسوة وهم يعلمون أنَّه برئ فكيف سيتعاملون مع العصاة والمتمردين والثوار في زمن ذلك الحصار والدمار الذي تنبَّأ به، كما يتضمَّن قوله أيضًا أنَّه إذا كان بنو إسرائيل قد فعلوا ذلك بملكهم الإلهي الذي استقبلوه بالمزامير وسعف النخل فكم وكم ستكون دينونة الله عليهم وهم الأشرار العصاة. - 137 – وقد تمَّ ما تنبَّأ به السيّد المسيح حرفيًا سنه 70م فقد حاصر الرومان المدينة ودمّروها وأحرقوا الهيكل وهلك في أورشليم أكثر من مليون يهودي في أيام قليلة. والسؤال الآن : هل يمكن أنْ يكون هذا الشخص، الذي حوَّل سمعان المُسَخَّر لحمل صليبه إلي أحد المؤمنين به والذي أشفق علي الباكيات عليه وعلي مصير أورشليم والذي تنبَّأ عن ما سيحدث لهذا الشعب وهذه المدينة في المستقبل القريب، وهو في هذا الموقف الرهيب، إنسانًا آخر غير المسيح ؟؟!! والإجابة : كلا، لا يمكن أنْ يكون هذا سوي المسيح " رب المجد " الذي يقدر علي كل شئ في أي وقت وتحت أي ظرف، خاصة وأنَّه وضع نفسه تحت هذه الظروف بإرادته. 5 - على الصليب بين لصين : ثم وصلوا بالسيّد إلى " مَوْضِعِ «جُلْجُثَةَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ «جُمْجُمَةٍ». " ( مر15/22 ) وجردوه من ملابسه وقسمها الجنود الأربعة على أنفسهم ثم القوا قرعة على القميص " أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ. ــــــــــ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ نَشُقُّهُ بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ». " ( يو19/23-24 )، ولم يبقَ له سوي مئزر - ساتر عورة - كما يقول التقليد. - 138 – ثم قدموا له " أَعْطَوْهُ خَلاًّ مَمْزُوجاً بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. . " وذلك لتخفيف آلامه (7) ولكنه " وَلَمَّا ذَاقَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ " ( مت27/34 )، لأنَّه لم يردْ تخفيف آلامه بل فضَّل أنْ يشرب الكأس حتي الثمالة ثم ألقوه علي خشبة الصليب بقسوة وفظاظة وعنف ودقُّوا المسامير الطويلة والغليظة في يديه ورجليه مُعَلَّقين إيَّاه علي الصليب أو كما يقول القدّيس بولس الرسول " مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ " ( كو2/14 ). " وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. " ( مر15/27 )، " وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ. " ( يو19/18 ) وذلك للتشهير به وزيادة في تحقيره وكان صليبه مرتفعًا عنهما زيادة في السخرية. وكان الجميع يعيِّرونه وكذلك أيضًا اللصان المصلوبان معه ( مر15/29-32؛ مت27/39-44 ). ولكنه هو كان يفكر بصورةٍ أخري وبأسلوبٍ آخر يتّفق مع جلاله وعظمته وشخصيّته الإلهيّة: 1 - فبينما كان الجنود يدقُّون المسامير في يدَيه ورجلَيه بقسوةٍ وعنفٍ صلي لهم وقال " يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ " ( لو23/34 ) ، ولو كان المصلوب شخصًا آخر غير المسيح لصرخ بجنون وسبَّ ولَعَنَ وجدَّف ولكنَّه كان يعلم أنَّهم يفعلون به ذلك وهم يجهلون حقيقته " لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. " ( 1كو2/8 )، كما أنَّه وهو في هذه الظروف الرهيبة طبَّق كما سبق أنْ نادى به " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " ( مت5/44 ). ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ |
![]() |
#41 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() ) كانت بعض سيدات أورشليم الرحيمات يحضرون هذا المشروب ليعمل كمخدر ومخفف لآلام بعض المصلوبين عملاً بقول سليمان الحكيم "أعطوا مسكراً لهالك وخمراً لمرى النفس" أم 6:31.
ــــــــــ 2 - وأثناء تجديف أحد اللصين عليه أشرق نوراً في قلب الآخر ، اللص اليمين كما يذكر التقليد، وأدرك حقيقة المسيح والذي يبدو أنَّه شاهد وسمع أقواله أو علي الأقل سمع عن أعماله وأقواله قبل القبض عليه كما أنَّه شاهده علي الصليب في سموّ وجلال وعظمة غير معهودين في المصلوبين العاديين فأدرك أنَّه أكثر من مجرَّد إنسان بل وأدرك أنَّه المسيح الآتي إلي العالم والذي له السلطان والملكوت، كما تنبأ دانيال النبي (دا 7/13-14)، فوبخ زميله قائلاً " أوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ». ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». " ( لو23/40-42 )، عرف السيّد صدق كلمات اللص وقبل توبته ووعده بأنَّه سيكون معه في الفردوس " فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ». " ( لو23/43 ) أي في مقرِّ أرواح الأبرار والقديسين، وهنا بدأ يتحقق قول المسيح " وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ " ( يو12/32 ). - 139 – 3 - وكان يقف بالقرب من الصليب المعلَّق عليه كثيرات من النساء اللواتي صعدن معه من الجليل منهن أُمه مريم العذراء وأخت أمه مريم زوجة كلوبا وسالومي ومريم المجدلية ( مر15/40-41 )، وكان يقف هناك أيضًا يوحنا الحبيب ابن زبدي، التلميذ الذي كان معروفًا عند رئيس الكهنة ( يو18/15 ). وكانت العذراء في تلك اللحظة تعاني مما سبق وتنبَّأ به سمعان الشيخ عندما ذهبت به إلى الهيكل لتقدم له ذبيحة كما حسب الناموس ، قائلاً " وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ " ( لو2/22-35 )، فأشفق السيّد علي أمّه (برغم ما كان يعانيه من آلام) من الحزن والوحدة ومما قد يحدث لها من اليهود فسلّمها لتلميذه الحبيب يوحنا " فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ. " ( يو19/26-27 ). 4 - ثم عمَّت الظُلمة الأرض كلها من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة ( مت27/45 ) ، أي من الساعة الثانية عشرة إلي الثالثة ظهرًا بتوقيتنا الحالي. ــــــــــ اختفت الشمس في عزّ الظهر ورفضت أنْ تُشرق علي الأرض التي يتألّم عليها سيّد الكون وعبَّرت الطبيعة عن حزنها لآلام الفادي كما سبق أنْ عبَّرت عن فرحها بميلاده فأشرق نجمًا من المشرق وأضاء السماء ( مت2/2و10 ) ابتهاجًا بذلك الميلاد. وفي أثناء ساعات الظلمة الثلاث هذه إجتاز الآلام النفسيّة والروحيّة وإحتجب وجه الآب عنه كنائب وبديل عن الخطاة. فقد كان في هذه الساعات كما قال يوحنا المعمدان " حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. " ( يو1/29 )، وكما تنبَّأ إشعياء النبي " مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. " ( إش53/5 )، برغم أنَّه البار الذي لم يعرف خطية، إجتاز المرحلة التي كان يجب أنْ يدخلها الخطاة، مرحلة الآلام الروحيّة واحتجاب وجه الآب ومن ثمَّ صرخ مصليًا إلي الآب كنائب عن البشرية " إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ " ( مت27/46 )، فقد بذل نفسه كما قال " فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ " ( مت20/28 ). - 140 – 5 - وبعد أن قضى على الصليب ست ساعات ذاق فيها الآلام الرهيبة وعانى طوالها من سكرات الموت وفقد فيها معظم الدم والسوائل التي في جسده وتعرض خلالها إلى حرارة الظهيرة ، خاصة في الساعات الثلاث الأولى التي لم تغرب فيها الشمس ، فشعر بعطش شديد، خاصة من الحمى الشديدة التي انتابته ، وقال " أَنَا عَطْشَانُ " ، يقول الكتاب " بَعْدَ هَذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: «أَنَا عَطْشَانُ». وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاًّ فَمَلَأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ. " ( يو19/28-29 ). 6- وبعد أنْ أخذ الخلَّ رأي أنَّ كلّ شيء قد كَمُل إذ قد تمَّم كلّ ما جاء لأجله كما سبق وخاطب الآب قائلاً " الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. " ( يو17/4 ) ، وعلي الصليب كان عمل الفداء قد تمَّ ومن ثمَّ فقد نطق كلماته الأخيرة بصوتٍ عالٍ وبصرخةِ النصر " قَدْ أُكْمِلَ " ( يو19/30 ). ــــــــــ 7 - ثم أحني رأسه وصلي صلاته الأخيرة علي الصليب مستودعًا روحه بإرادته بين يدي الآب " وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ ." ( لو23/46 ). أسلم روحه الإنسانيّة بإرادته ورِضاه واِختياره كما سبق أنْ قال " لِهَذَا يُحِبُّنِي الآبُ لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي». " ( يو10/17-18 ). - 141 – 6 - العجائب والمعجزات التي رافقت عملية الصلب : حدثت عدَّة ظواهر عجيبة أثناء الصلب وبعد وفاة المسيح مباشرة، فقد اِختفت الشمس وعَمَّتْ الظُلمة علي الأرض مدَّة الثلاث ساعات الثانيّة لصلبه ولحظة موته " أَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ مِنْ وَسَطِهِ. " ( لو23/45 )، " وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. " ( مت27/51-53 ). أ - احتجاب الشمس: هذه الظاهرة التي حدثت أثناء صلبه وعند موته مباشرة تُعْلِن لنا عن غضب الطبيعة بل والكون علي شرِّ الإنسان الذي صَلَبَ البار، وكان ذلك معجزة بكل المقاييس تُبرهن علي أنَّ المصلوب لم يكن سوى "رب المجد " . ب - انشقاق حجاب الهيكل: وحجاب الهيكل هذا هو ستارة سميكة جدًا بسمك راحة اليد وبطول 60 قدم وبعرض 30 قدم وهو كما يقول التلمود والمؤرّخ الكنسي الذي من أصل يهودي أدرشيم ( ![]() ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ ( ![]() (9) The Jewish Wars B. 5:4, 5 . ــــــــــ وكان يفصل بين القُدْس الذي تقام فيه العبادة اليوميّة وقدس الأقداس، الذي يُوجد به تابوت العهد وكرسي الرحمة، والذي يُمثِّل الحضور الإلهي ولا يُفتح إلا مرَّةً واحدةً في السنة في يوم عيد الكفارة ولا يدخله إلا رئيس الكهنة هذه المرة الواحدة فقط ليُقَدِّم دم ذبيحة عيد الكفارة العظيم ( خر26/33؛لا16/14 ) التي تعني أنْ تقدم الخطاة إلي الله لا يكون إلا بدمّ الذبائح " وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! " ( عب 9/22 ). وقد استمرَّت هذه الذبيحة الدمويّة تُقدَّم من موسي إلي المسيح، ولكن عند موت المسيح إنشقَّ حجاب الهيكل من أعلي إلي أسفل بقوَّة إلهيّة دون تدخّل أي قوّة ماديّة أو بشريّة فقد إنشقَّ حجاب الهيكل قبل الزلزال مباشرة ولم يكن في إمكان أي قوَّة بشريَّة أو ماديَّة أنْ تشق هذه الستارة التي في سمك راحة اليد والمصنوعة من الكتان الثمين بأي وسيلة ماديّة، وإنما شقتهُ قوَّة إلهيَّة علويَّة علامة علي أنَّ عهد الذبائح قد إنتهي فقد أُزِيلَ الحاجز الذي كان يفصل بين الله والناس بدمِّ المسيح الذي قَدَّم ذاته نيابة عن الخطاة فوُجِدَ فداءً أبديًا. - 142 – ج - الزلزال وتفتت الصخور: وتلي انشقاق حجاب الهيكل تزلزل الأرض وتشقق الصخور، وهذا الزلزال الذي يفوق الطبيعة أعطى برهاناً واضحاً أنه تم بعمل الله ، وتشققت الصخور إعلاناً بأن الأرض ارتعبت في تلك اللحظة الرهيبة التي حدثت فيها هذه الجريمة المخزية للعالم . د - قيام أجساد بعض القديسين الراقدين: وقام بعض القدّيسين الراقدين من الموت لحظة موته وظهروا للكثيرين بعد قيامته، خاصَّة لتلاميذه، وكانت قيامتهم علامة إلهيَّة ومعجزة سمائيَّة رافقت موته علي الصليب وبرهنت علي أنَّه القادر علي إحياء الموتي حتي عندما فارقت روحه جسده، كما برهنت علي القيامة العامة وعلي أنَّهم كانوا أوَّل ثمار انتصاره علي الموت (10) . ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ (10) ) أولئك الموتى الذين عادوا إلى الحياة يرى البعض أنهم من قديسي العهد القديم (أنظر 2بط 4:3) ، ويرى البعض الآخر أنهم من الذين شاهدوا المسيح وآمنوا أنه المسيح الآتي إلى العالم وقد ماتوا قبل صلبه ، ولما قاموا من الموت ظهروا للكثيرين الذين كانوا يعرفونهم وهم أحياء . بينما يرى كثيرون من أباء الكنيسة ومن مفسري العصر الحديث أن أولئك الموتى هم الذين بشرهم المسيح عند نزوله إلى الهاوية بعد موته (1بط 19:3) واصطحبوه إلى المجد عندما صعد إلى السماء . ــــــــــ |
![]() |
#42 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() 7 - حقيقية وتاريخية هذه المعجزات والعجائب :
ولأنَّ هذه المعجزات والعجائب، أو الظواهر الإعجازيّة التي حدثت وقت صلبه وموته، غير عاديّة، وقد برهنت بصورة قاطعة علي أنَّ المصلوب لم يكن سوي رب المجد، المسيح، فقد زعم البعض عدم صحّتها، بحُجَّة أنَّها، كما يزعمون، غير مُدَوَّنّة في التاريخ العام، فقال أحدهم " هذه حادثة عظيمة لو صحَّت لدوَّنها التاريخ العامّ الذي لم يُشِرْ إلي المسيح بكلمة (حسب إدّعائه). ولو صحَّت أيضًا لآمن الرومان واليهود 000 ولكن (حسب زعمه) لم تردْ أخبار بإيمان أحد من اليهود علي أثر تلك البيِّنات الباهرات!! ". وهذا الإدعاء المبني علي الهوي وغير المدروس لا أساس له من الصحة ويتجاهل حقائق التاريخ المؤكدة . أولاً: لأنَّه عندما صُلب المسيح وحدثت هذه الظواهر الإعجازيَّة لم تكنْ بشارته ورسالته المسيحيّة قد خرجت خارج نطاق فلسطين وسوريا وكان في نظر أهل هذه البلاد مُجَرَّد " نبي اليهود " (11) أو " النبي الذي من ناصرة الجليل " (12) ، وبالتالي فلم يكن أحد قد سمع به كثيرًا خارج فلسطين أو سوريا. كما أنَّ عمليّة القبض عليه ومحاكمته وصلبه وموته لم تستغرق أكثر من 20 ساعة، من بعد عشاء الخميس إلي ما قبل غروب شمس يوم الجمعة، فقد تمَّ كلّ شئ بصورة مفاجئة وسريعة، وهذا لم يجعل أحدًا خارج أورشليم يعرف شيئًا عمَّا حدث إلا بعد ذلك بأيَّام فما بالنا بالعالم الوثنيّ خارج فلسطين. ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ (11) يقول الكتاب انه " كان عندهم مثل نبي " (مت5:14؛46:21) . (12) ) متى 11:21 ولم يطلب السيد من تلاميذه أن يذهبوا إلى العالم أجمع وإلى أقصى الأرض كلها إلا بعد قيامته (متى29:28؛ أع8:1). كما أن طلب منهم أن لا يبرحوا أورشليم إلا بعد أن يحل عليهم الروح القدس (لو 49:24). ــــــــــ ثانياً: وبالرغم من أنَّ كثيرين من كتَّاب التاريخ وعلماء الفلك المعاصرين سجَّلوا حدوث هذه الظواهر وقت حدوثها وفي نفس تاريخها المذكور في الإنجيل إلاَّ إننا لا نتوقَّع منهم أنْ ينسبوا سبب حدوثها لصلب المسيح وموته لأنَّهم لم يكونوا قد سمعوا عنه، وقتها، وإنما نتوقَّع، كما حدث بالفعل، أنْ ينسبوا سبب حدوثها لآلهتهم الوثنيّضة أو يعتبرونها ظواهر طبيعيَّة غير عاديَّة دون أنْ ينسبوا سبب حدوثها لأحد أو لشيء. وهذا ما حدث بالفعل، وعلى سبيل المثال فقد نقل لنا يوليوس الأفريقي Juluis Africanus (200-245م) شهادة اثنين من معاصري هذه الأحداث : - 144 – 1 - فليجون Phlegon والذي سجَّل أنَّه " في زمن طيباريوس قيصر، والقمر في تمامه، حدث كسوف تام للشمس من الساعة السادسة إلي الساعة التاسعة " (13) . 2 - تالوس Thallus الذي سجَّل في الكتاب الثالث من تاريخه الظلمة التي حدثت في ذلك اليوم. وإعتقد أنَّ ما حدث كان " كسوفًا للشمس "، وذلك دون أنْ يذكر سبب هذا الكسوف. ويُعلق يوليوس علي ذلك بقوله " أنَّ العبريّين يحتفلون بعيد الفصح يوم 14 للقمر وقد حدثت آلام المسيح في اليوم السابق للفصح، وكسوف الشمس يحدث فقط عندما يأتي القمر تحت الشمس، وهذا لا يمكن أنْ يحدث إلا في الفترة ما بين اليوم الأخير من الشهر القمري السابق واليوم الأول من الشهر القمري الجديد، وليس في أي وقت آخر " (14) . وهذه الحادثة كانت مُسجَّلة في سجَّلات الرومان الرسميَّة؛ إذ يقول القسّ ترتليان (140-220م) من قرطاج بشمال أفريقيا؛ أنَّه في نفس الساعة التي أسلم فيها المسيح روحه علي الصليب " اختفي ضوء النهار والشمس في أوج إشراقها 000 وأنتم أنفسكم (أيها الرومان) لديكم وصف لأعجوبة العالم (هذه) مُدوَّن في سجَّلاتكم " (15) . ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ (13) Antes N.F. Vol.6 p. 137. (14) Ibid p. 136. (15) Apology: 21. ــــــــــ كما أنَّ الذين دوََّنوا هذه الظواهر في حينها ونسبوها للآلهة أو اعتبروها ظواهر طبيعيَّة غير عاديّة وآمنوا بالمسيحيّة بعد ذلك وعرفوا أنَّ سبب حدوثها هو صلب المسيح وموته ظلَّت شهادتهم، هذه، محفوظة لنا ولكن في سجّلات المسيحيّة ومن هؤلاء القديس ديوناسيوس الأثيني الذي كان وثنيًا وكان عالمًا في الفلك وقد ذهب إلي مصر ليتبحّر في ذلك العلم وعندما كان في مدينة هيرابوليس يرصد النجوم في وقت صلب المسيح كسفت الشمس علي غير عادتها فإندهش لهذا الكسوف الغير عادي والغير متوقّع والذي دام لمدّة ثلاث ساعات فصرخ قائلاً " إمَّا أنَّ إله الطبيعة يتألَّم أو أنَّ العالم أوشك أنْ ينهدم " وعندما عاد إلي أثينا وسمع القديس بولس الرسول ( أع17/34 ) يتحدَّث عن صلب المسيح وموته وما رافق ذلك من معجزات وعجائب أدرك مغزي ما سبق أنْ شاهده وسجّضله وآمن بالمسيحيَّة وسجَّل لنا هذه الشهادة في رسالته السابعة وصار أوَّل أسقف لأثينا. - 145 – ثالثاً: وسُجّلت هذه الظواهر الإعجازية، أيضًا، في الكتب المسيحيّة غير القانونيّة وفي كتب التاريخ اليهودية وفي التلمود اليهودي؛ فقد جاء في الكتاب الأبوكريفي (المزيف - المنحول - غير القانوني) والمسمى بـ " الإنجيل بحسب العبرانيين " والذي إقتبس منه القديس جيروم (16) سكرتير بابا روما في نهاية القرن الرابع الميلادي، وكذلك في الكتاب الأبوكريفي المسمى بـ "إنجيل الناصريين " والذي إقتبس منه هيمو الأكسيري سنة 850 م أنَّ العتبة العليا ذات الحجم الضخم ورائعة النقوش والمثبت بها حجاب الهيكل قد انشطرت في اللحظة التي مات فيها المسيح وتحوّلت إلي قطع متناثرة " أنَّه في الوقت الذي مات فيه المسيح إنشطرت عتبة الهيكل العليا ذات الحجم الضخم " (17) . وهذا نفس ما ذكره المؤرخ اليهودي يوسيفوس (1 ![]() ـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ (16) The Pulpit com. Vol. 15 p. 594. (17) N. T. Apoc. Vol. 1p. 150. (1 ![]() ــــــــــ |
![]() |
#43 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() وجاء في التلمود اليهودي ما نصَّه " قبل خراب الهيكل بأربعين سنة انفتحت أبواب الهيكل من تلقاء ذاتها، حتى وبَّخ الحبر يوحنان بن زكاي قائلاً: أيها الهيكل 00 أيها الهيكل 00 لماذا تضطرب منزعجًا؟ أنا أعلم نهايتك وشيكة الحدوث. لقد تنبأ عنك زكريا بن عدو ( زك11/1 ) حين قال:" اِفْتَحْ أَبْوَابَكَ يَا لُبْنَانُ فَتَأْكُلَ النَّارُ أَرْزَكَ. " (20) . وذكر المؤرّخ والكاهن اليهوديّ يوسيفوس معاصر تلاميذ المسيح (36-100م) والذي عاصر وعاش بنفسه أحداث خراب أورشليم ودمار الهيكل أنَّه حدثت علامات كثيرة في عيد الفصح تُنْذر وتُنْبِئ بخراب الهيكل القادم، فيذكر أنَّ نجمًا ظهر كسيف ووقف فوق أورشليم واستمر النجم المذنب عام كامل، ثم يتحدَّث عن نور أشرق في الساعة التاسعة من الليل حول المذبح والهيكل وإستمر ساطعًا كضوء النهار لمدة نصف ساعة وإعتبره البسطاء فأل حسن، ولكن الخبراء رأوا فيه نذيرًا بما هو قادم ويذكر أنَّه أثناء نفس العيد وُلدت بقرة، قُدمت للذبيحة، حملاً في وسط الهيكل وأنَّ البوابة الشرقية للرواق الداخلي والتي كانت مصنوعة من نحاس سميك وضخمة جدًا لدرجة أنَّها كانت تحتاج إلي عشرين رجلاً لتحريكها كل ليلة وكانت تُغلق بالمتاريس والقضبان الحديديّة وكان لها أذرع حديدية تغوص بعمق العتبة الصخرية الصلدة، هذه البوابة الضخمة شاهدها الحراس وهي تنفتح ذاتها فأسرعوا وأبلغوا القائد وتمكَّنوا من إغلاقها بجهدٍ شاقٍ وظنَّ غير الخبراء أنَّ هذا فأل حسن وأنَّ الله فتح لهم أبواب السعادة ولكن الحكماء أدركوا أنَّ أمن الهيكل قد إنكسر من ذاته وأنَّ ذلك مقدِّمة لخراب الهيكل القادم (21) .
وما جاء في التلمود وما ذكره يوسيفوس إلى جانب ما ذكر في الأناجيل ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ (19) Jos. The Jewish W. B6 :5,299. (20) المسيح في يوسيفوس ص49. (21) Jos. The Jewish W. B6 :5, 288-295. ــــــــــ الأبوكريفية يتطابق تماماً مع ما جاء في الإنجيل ولا يتعارض معه ويؤكِّد حقيقية وتاريخية حدوث هذه العجائب والمعجزات . - 147 – تقرير بيلاطس البنطي إلي الإمبراطور طيباريوس قيصر: أرسل بيلاطس البنطي الوالي تقريرًا إلي الإمبراطور الروماني المعاصر طيباريوس قيصر شرح فيه بإيجاز شديد ما فعله المسيح من أعمال ومعجزات وما حدث في أثناء محاكمته وصلبه وموته وقيامته وقد ذكر هذا التقرير ترتليان (145-220م) (22) ، كما ذكره أيضًا المؤرخ الكنسي يوسابيوس (264-340م) والذي قال عنه " ولما ذاع في الخارج خبر قيامة مخلصنا العجيبة وصعوده ، فإنَّه جريًا علي العادة القديمة التي سرت بين حكام المقاطعات نحو إرسال تقرير للإمبراطور عن كل الحوادث الجديدة التي تحدث فيها لكي لا يخفي عليه شئ – جريًا علي هذه العادة بعث بيلاطس البنطي إلي طيباريوس بالأنباء التي ذاعت في الخارج في كل أرجاء فلسطين المتعلقة بقيامة مخلصنا يسوع المسيح من الأموات. وقد أعطي وصفًا أيضًا عن عجائب أخري عرفها منه، وكيف اعتقد الكثيرون نتيجة قيامته من الأموات أنَّه إله " (23) . وهذا نصَّ ما جاء في رسالة بيلاطس كما جاء في مجموعة آباء ما قبل نيقية (24) عما حدث وقت صلبه. " وعندما صُلب كانت هناك ظلمة علي الأرض تمامًا واختفت الشمس تمامًا وبدت السماء مظلمة علي الرغم من أنَّ ذلك كان بالنهار، وظهرت النجوم وكان ضوؤها معتمًا في آنٍ واحدٍ، وكما أعتقد فإنَّ عظمتكم لا تجهلون ذلك، لأنَّه أضيئت مصابيح في العالم كله من الساعة السادسة (12ظهراً) حتى المساء وبدا القمر مثل الدم ولم يضئ طوال الليل برغم أنَّ البدر كان في تمامه . وناح أوريون Orion والنجوم أيضًا علي اليهود للشرِّ الذي فعلوه ". ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ (22) Apol. 1:21 . (23) يوسابيوس ك 2ف 1:2،2 . (24) Ante N.F. vol. 8p. 4632. ــــــــــ رابعاً: واليهود، من رؤساء كهنة وفريسيين وكتبة وغيرهم، الذين شاهدوا هذه الظواهر الإعجازيّة، وخاصّة ما حدث في الهيكل، آمنوا بالمسيحيّة بعد قيامة المسيح وبعد حلول الروح القدس يوم الخمسين وانضموا إليها بالآلاف وكانوا هم أوَّل من حملوا لواءها إلي العالم أجمع. وهذا ما دُوِّن لنا في سفر أعمال الرسل وفي تاريخ الكنيسة في القرون الأولي. ويُعلِّق هيلد Held علي هذه الحقائق الإنجيلية وما حدث في الهيكل بقوله أنَّ هذا النذير ذا المغزي كان بلا شك التفسير لحقيقة أنَّ عدد كبير من الكهنة تحوّلوا إلي المسيحيّة في الأزمنة الرسوليّة الأولي. - 148 – أما من جهة قيامة كثير من أجساد القديسين الراقدين لحظة موته وظهورهم لكثيرين بعد قيامته فقد سجل لنا القديس أغناطيوس تلميذ بطرس الرسول الذي أستشهد سنة 107م أنَّ المسيح أقام أنبياء من الموت عند مجيئه إلى العالم " أنَّ أنبياء كتلاميذه بالروح كانوا ينتظرونه كمعلم ولأنَّه رجاؤهم فقد أقامهم عند مجيئه " (25) . كما سجَّل بابياس الذي عاش في بداية القرن الثاني الميلادي (70-155م) وكما نقل لنا عنه المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري أنَّه سمع " قصة عجيبة من بنات فيلبس (الرسول) . لأنّه يقول أنَّ واحدًا قام من الأموات في عصره (عصر فيلبس) " (26) . 8 – إيمان قائد المئة وبقية الجنود الرومان الذين كانوا يحرسون الصليب : وكما آمن الآلاف من اليهود وانضموا إلي المسيحيّة بسبب ما حدث من قوات وعجائب وقت صلب المسيح وموته، هكذا أيضًا آمن الكثيرون من الرومان بسبب حدوث هذه المعجزات والعجائب، يقول الكتاب " وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوُا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ خَافُوا جِدّاً وَقَالُوا: «حَقّاً كَانَ هَذَا ابْنَ اللَّهِ». " ( مت27/54 )، ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ (25) Magnesians ch.9. (26) يوسابيوس ك 3ف 9:39 ــــــــــ لقد أدرك قائد المئة والجنود أنَّ ما حدث علي الصليب وأثناء عملية الصلب وما حدث عن موت السيّد المسيح يدلّ علي أنَّ المصلوب لم يكنْ مُجَرَّد إنسان عاديّ، بلّ أكثر من ذلك وأعظم، فقد سمعوا بآذانهم كلمات المسيح علي الصليب وشاهدوا بعيونهم ما حدث ومن ثم فهموا ما قاله رؤساء الكهنة وهم يسخرون منه " إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ! " ( مت27/40 )، وربما كانوا أيضًا قد سمعوا قولهم لبيلاطس " يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللَّهِ " ( يو19/7 )، فآمنوا أنَّـه حقًا كـان " ابْنَ اللَّهِ ". - 149 – 9 – أقوال المصلوب وتصرفاته هل يمكن أن تكون لغير المسيح ؟ بعد أنْ استعرضنا عمليّة الصلب من جميع جوانبها نأتي إلي هذا السؤال الهام: هل يمكن أنْ تحدث تلك الظواهر الإعجازيّة لو كان المصلوب إنسان آخر غير المسيح؟ وهل يمكن أنْ يتصرف هذا الآخر نفس التصرّفات وتخرج منه نفس الأقوال التي صدرت من فم المصلوب؟ والإجابة بالقطع كلا، فلا يمكن أنْ تغيب الشمس في عزّ الظهيرة ولا أنْ تتزلّزل الأرض ولا أنْ تنشق الصخور ولا أنْ ينشقّ حجاب الهيكل لموت أيّ إنسان مهما كان، إلاَّ لموت المسيح فقط، فهو البار وربّ المجد. ولا يمكن أنْ تخرج الكلمات التي خرجت من فمه الطاهر من فم مصلوب آخر، فقد كان ينتاب المصلوبين نوبات من الهلع والجنون والصرع والتشنج وكان يخرج من أفواههم، نتيجة لذلك، سبّ وتجديف وصراخ، وهذا ما فعله اللصَّان اللذان صُلِبَا معه والتي وصلت بهما درجة الهلع واليأس إلي التجديف علي المسيح ذاته حتي أدرك اللصّ اليمين، في لحظات نورانيّة خطأه وتاب، بينما كان المسيح برغم كثرة الآلام وسكرات الموت هو الحمل الوديع محبّ البشر، فقد غفر لصالبيه وشفع فيهم لدي الآب، وقَبِلَ توبة اللصّ التائب ووعده بالفردوس في نفس اليوم، وترفَّق بأمِّه العذراء وسلَّمها لتلميذه الحبيب، وفي ساعات الظلمة صرخ معلنًا احتجاب وجه ــــــــــ الآب عنه بسبب اجتيازه الآلام الروحيّة كنائب عن البشريّة، وفي النهاية أعلن أنَّ كلّ ما جاء لأجله قد أُكمل، وعندما أسلم روحه البشريّة بإرادته استودعها في يَدَيّ الآب. - 150 – والغريب أنَّ المعارضين لصلب المسيح أدركوا ذلك ولم يعترضوا علي أي تصرّف أو قول صدر من المسيح أو نسبوه لغيره ولكن أحدهم زعم " أنَّ التلاميذ كانوا واقفين من بعيد ولم يقترب أحد منهم إلي المصلوب ولم يتحدّث إليه "، وإعتبر أنَّ ما ذُكر في الإنجيل هو من روايات التلاميذ أنفسهم !! ونقول لهذا وأمثاله هل يقبل عقل إنسان مؤمن بوحي الله والكتب الموحي بها أنَّ التلاميذ الحواريّين الذين قيل عنهم " وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي (المسيح) قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ " ( المائدة: 111 ) . وأنَّهم " أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ " ( آل عمران: 52 )، وأنصار المسيح ، وأنَّهم قالوا " رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ (المسيح) فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ " ( آل عمران: 53 ) . والذين قال لهم المسيح " وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ " ( أع1/8 )، هل يمكن أنْ يكونوا ملفّقي روايات ؟!! بالطبع كلا وحاشا. كما أنَّ كثيرين من أتباع المسيح كانوا قريبين من الصليب بدرجة كافية ليروا كل شئ ويسمعوا كل ما قاله وعلي رأس هؤلاء مريم العذراء التي خاطبها مباشرة وعندما سلَّمها لتلميذه يوحنا وتلميذه الحبيب ابن زبدي الذي تسلَّم منه مباشرة أُمه العذراء والذي تابع محاكمة المسيح وصلبه عن قرب ودون خوف لأنه كان معروفاً عند رئيس الكهنة ( يو15/18 )، وكان هناك أيضًا العشرات من تلاميذ المسيح غير المعروفين (27) والذين قصُّوا لبقيَّة التلاميذ ما حدث أثناء عمليّة الصلب. وكذلك العشرات من رؤساء الكهنة الذين آمنوا ولكن خفية بسبب الخوف من الطرد من المجمع اليهودي ( يو12/42 )، ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ (27) يذكر القديس بولس الرسول أن السيد المسيح بعد قيامته ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ (1كو 6:15) وبالطبع كان العشرات من هؤلاء عند الصليب وقريبين منه جداً دون خوف لأنهم كانوا غير معروفين لرؤساء الكهنة'. ــــــــــ |
![]() |
#44 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() ولكنهم علي أيَّة حال كانوا تلاميذه وانضموا إلي المسيحيّة بعد قيامته، هؤلاء كانوا واقفين دون خوف وشاهدوا كل شئ وسمعوا كل ما قيل بكل دقة وقصُّوه علي بقيّة التلاميذ. وهذه الحقائق تؤكِّد بصورة جازمة أنَّ المصلوب لم يكن سوي شخص السيد المسيح. كما أنَّ كثيرين من الجماهير التي كانت محتشدة حول الصليب وشاهدوا ما حدث وسمعوا ما قاله السيد ندموا لأنهم وافقوا رؤساء الكهنة على صلبه " وَكُلُّ الْجُمُوعِ الَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِهَذَا الْمَنْظَرِ لَمَّا أَبْصَرُوا مَا كَانَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ. " ( لو23/48 ) ، حزنًا وندمًا وأسفًا.
10 - دفن جسد المسيح وشهادة يوسف الرامي ونيقوديموس : أ - التأكد من موته وطعن جنبه بحربة : حسب عادة الرومان كان يجب أنْ يظلّ المصلوبين علي الصليب حتي يموتوا ويتعفّنوا أو يدفنهم أحد. ولكن حسب الناموس اليهودي كان يجب أنْ لا تبيت جثث المصلوبين علي الصليب، ونظرًا لأنَّ عمليّة الصلب تمّت يوم الجمعة وكان يوم استعداد واليوم التالي هو يوم السبت المقدّس عند اليهود وكان هذا السبت بالذات هو بداية عيد الفصح العظيم والذي كان يوم الجمعة استعدادًا له لذا كان يجب أنْ يموت المصلوبين ويُدفنوا قبل غروب شمس يوم الجمعة؛ " وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ إِذْ كَانَ الاِسْتِعْدَادُ - أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ - " ( مر15/42 ). وكانت عمليّة كسر سيقان المصلوبين عمليّة قانونيّة في القانون الروماني تسمى " بضربة الرحمة"، وكذلك كان الطعن بالحربة، وكانت هذه العمليّة تتمّ بضرب الساقين بمطرقة خشبيّة ثقيلة، وبرغم فظاعة هذه الضربة كانوا يرون أنَّها تُعجّل بموت المصلوبين وتُنهي عذابهم علي الصليب " فَأَتَى الْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ الْمَصْلُوبَيْنِ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. " ( يو19/32-33 )، لقد مات المسيح في زمن قياسي ولم يبقَ علي الصليب إلا ستّ ساعات فقط فلمَّا أتي العسكر إليه ليكسروا ساقيه ليعجلوا بموته وجدوه قد مات ، نعم مات هكذا سريعًا لسببين ــــــــــ الأول هو أنَّه قَبِلَ الموت بإرادته واَسْلَم روحه للآب بإرادته كما سبق أن أكد " لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. " ( يو10/18 ) ، والثاني راجع لما عاناه طوال حوالي 20 ساعة متواصلة من آلام نفسيّة وجسديّة، خاصّة وأنَّه قُبض عليه وحُوكم ليلاً وأُهين إلي جانب ما لاقاه من ضربٍ ولطمٍ ولكمٍ والذي انتهي بجلده جلدات وحشيّة قطعت لحمه في معظم أجزاء جسده إضافة إلي إكليل الشوك الذي إنغرست أشواكه في رأسه. وبرغم أنَّ الجنود تأكدوا تمامًا من موته بخبرتهم إلاَّ أنَّ واحد منهم أراد أنْ يكون مطمئن تمامًا إلي موته، خاصَّة وأنَّ الأمر بالتعجيل بموت المصلوبين كان صادرًا من الوالي الروماني، كما أنَّ المصلوب ذاته كان ذا أهميّة قصوي لكل من اليهود والوالي، لذا طعن جنبه بحربة اخترقت القلب ومزقته تمامًا " لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ. " ( يو19/34 )، كان الجندي مدربًا علي هذه الطعنة. والتي يقول العلماء أنَّها كانت تُطعن من اليمين إلي اليسار لكي تخترق القلب وتمزّقه، وعلي إثر هذه الضربة التي اخترقت القلب ومزقته " خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ. " من جنبه بالرغم من أنَّه كان قد مات، وهذه علامة أخري تؤكِّد لنا أنَّه بالرغم من أنَّ الجسد كان ميتًا إلاَّ أنَّه لم ير فسادًا ؛ يقول العلامة أوريجانوس (185-254م) : " في الأجساد الميتة الأخري يتجمد الدم ولا يخرج منه ماء نقي. ولكننا نجد العجب في حالة الجسد الميت ليسوع فإنَّه حتي بعد الموت كان في الجسد دم وماء، خرجا من جنبه " (2- 152 – ![]() " نحن نؤمن أنَّه من اللحظة التي مات فيها المسيح بدأ جسد الرب يأخذ استعداده بالتغيرات التي انتهت بإستعلان القيامة. وأنَّ خروج دم وماء من جنبه يلزم أنْ يُعتبر كعلامة حياة من موت " (29) . ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ (2 ![]() (29) شرح إنجيل القديس يوحنا، الأب متى المسكين جـ 1226:2 ــــــــــ والعجيب أنَّ ما طلبه رؤساء اليهود هنا صار شهادة عليهم وعلي من يزعمون الآن أنَّ المسيح لم يمتْ علي الصليب، لأنَّه بإصرارهم علي إنهاء حياة المصلوبين بكسر سيقانهم كذلك طعن الجندي المدرب جيدًا لجنب المسيح بحربة مدببة اخترقت القلب ومزّقته فقد حرموا من موقف كان يمكن أنْ يستغلوه ويزعموا، بعد قيامته، مع القائلين الآن، أنَّ المسيح لم يمتْ علي الصليب وإنما كان قد أغمي عليه فقط ثم فاق من غيبوبته في القبر، ولكن بعدما حدث وتأكَّد بصورة قاطعة لا لبس فيها أنَّ المسيح قد مات حقًا علي الصليب فقد حرم كلاهما من هذه الفرصة التي تناسب خبثهم المعهود وأفكارهم الضالة، حيث إنَّهما، كليهما، يقولون ما لا يؤمنون به لمجرد التشكيك. - 153 – ب – الدفن : بعد ذلك جاء يوسف الرامي وطلب من بيلاطس الإذن بدفن جسد المسيح، وهذا الرجل كان غنيًا ومشيرُا وشريفًا وصالحًا بارًا وعضوًا في السنهدرين، كما كان أيضًا منتظرًا لملكوت السموات وتلميذًا خفيًّا للسيّد المسيح ومن ثمَّ فلم يكن موافقًا علي القبض علي المسيح ومحاكمته وصلبه، يقول الكتاب : " وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ - وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. " ( مت27/57 )، " جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ مُشِيرٌ شَرِيفٌ وَكَانَ هُوَ أَيْضاً مُنْتَظِراً مَلَكُوتَ اللَّهِ " ( مر15/43 )، " وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ مُشِيراً وَرَجُلاً صَالِحاً بَارّاً - هَذَا لَمْ يَكُنْ مُوافِقاً لِرَأْيِهِمْ وَعَمَلِهِمْ وَهُوَ مِنَ الرَّامَةِ مَدِينَةٍ لِلْيَهُودِ. وَكَانَ هُوَ أَيْضاً يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ اللهِ. " ( لو23/50-51 )، " ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ وَلَكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ " ( يو19/38 ) . هذا الرجل الذي كان تلميذًا للسيد المسيح ولكن لم يعلنْ الحقيقة مثله مثل المئات من رؤساء اليهود، فقد " آمَنَ بِهِ (المسيح) ذَلِكَ كَثِيرُونَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَيْضاً غَيْرَ أَنَّهُمْ لِسَبَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ لِئَلا يَصِيرُوا خَارِجَ الْمَجْمَعِ " ( يو12/42 )، هذا الرجل تجاسر عند موته " فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. " ( مر15/43 ). ــــــــــ كان لابد أنْ يحصل علي إذن الوالي التي كانت الأمور في يده فدخل علي بيلاطس الوالي الروماني، بحكم موقعه كأحد رؤساء اليهود وكأحد أثريائهم " وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ " ، إذ أنَّه بعدما شاهد بنفسه ما حدث من عجائب ومعجزات حدثت عند صلب المسيح وموته زال عنه كل خوف وعمل ما لم يستطيع تلاميذ المسيح عمله غير عابيء بما سيُقال عنه أو يُتخذ ضده، فقد كان الله قد أعدَّه لهذه المهمّة لأنَّه لو لم يفعل ذلك لكان اليهود قد دفنوا السيد في إحدي المقبرتَين العامّتَين وكان طلب يوسف الرامي هذا سبب تعجّب واندهاش من الوالي فلما تأكد من قائد المئة أنَّه مات هكذا سريعًا وعلي غير المعتاد أمر " فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. " ( مت27/58 )، " فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعاً. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟» وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ الْمِئَةِ وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ. " ( مر 15/44-45 ) دون تردّد. - 154 – " وَجَاءَ أَيْضاً نِيقُودِيمُوسُ الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرٍّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَناً. " ( يو19/39 )، وكان نيقوديموس هذا " مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ 000 رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. " ( يو3/1 )، وكان من المؤمنين بيسوع المسيح وسبق له أنْ قابله ليلاً " هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ». " ( يو3/2 )، وإستفسر منه عن أمورٍ روحيّة، كما سبق له أنْ دافع عنه في مجلس السنهدرين الذي كان عضوًا فيه عندما أدانوا السيد دون أنْ يستمعوا له فقال لهم، " وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَاناً لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلاً وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟ " ( يو7/50-51 )، ولكنّه صمت أمام إرهابهم. هذا الرجل ظهر علي مسرح الأحداث دون خوف أو تردّد وقام بعملية تحنيط الجسد ودهنه بالأطياب، فقد توزّعت الأدوار بينه وبين يوسف الرامي الذي حصل علي إذن الوالي بدفن الجسد وإشترى كفنًا من الكتان الفاخر وأنزل الجسد عن الصليب ( مر15/46 ) بينما ذهب هو إلي المدينة وإشترى كميّة كبيرة من الأطياب غالية الثمن جدًا " مَزِيجَ مُرٍّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَناً. فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا. " ( يو19/39-40 ) . ــــــــــ - 155 – |
![]() |
#45 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() كانت عادة اليهود أن~ يدهنوا موتاهم بالأطياب والحنوط عند تكفينهم وذلك لحفظ الجسد سليمًا لفترة ولكن ليس كالمصريين القدماء الذين أخذوا عنهم هذه العادة بل لمجرّد تكريم الجسد ومن ثم فلم ينزعوا من الجسم المخ والأحشاء والأجزاء القابلة للفساد بل كانوا يدهنون الجسد من الخارج فقط.
وقد إستخدم نيقوديموس في دهان جسد المسيح بالأطياب كمية كبيرة من " المر " والذي له مفعول طبي مطهر، وكان يُستخدم كأحد مواد التحنيط الأساسيّة عند قدماء المصريين (30) ، و" العود " وكان غالي الثمن جدًا وله رائحة نفّاذة تظلّ عالقة بالجسد لسنوات عديدة، "نحو مئة منًا " أي حوالي 36 كيلو . وبعد دهن الجسد بالأطياب ولفُّه بالكتّان والأربطة وضعاه في قبر يوسف الرامي الجديد والمنحوت في الصخر والذي لم يدفن فيه أحد من قبل ( مت27/60؛ ولو 23/53 ). وهذا القبر كان في نفس موقع الصليب مما جعله مناسبًا ليتمّ دفن جسد المسيح فيه قبل غروب الشمس وبداية سبت الفصح العظيم " وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ. فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ لأَنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيباً. " ( يو19/41-42 ). ثم وضع حجرًا ضخمًا علي القبر ( مت27/60 ) لمنع أيّ خطر قد يتعرّض له الجسد المقدّس سواء من إنسان أو من حيوان. ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ (30) كانت عملية تحنيط جثة الميت عند قدماء المصريين تتم بسحب المخ من الجمجمة بإدخال آلة حديدية من فتحتي الأنف ثم بتنظيف الجمجمة وغسلها بالعقاقير، وكذلك إخراج محتويات البطن من خلال فتحة تُعمل بطول الخاصرة وغسلها بالعرقي (خمر النخيل) ثم بسكب العطور المسحوقة، وبعد ذلك يملأ تجويف البطن بالمر مع السنا Cassia ومختلف الأطياب، عدا البخور، وتغلق الفتحة وتنقع الجثة في النطرون مدة سبعين يوماً، وبعدها تغسل وتلف وتربط بالكتان الفاخر الذي يثبتونه في الجثة باللبان، الذي يستخدمه المصريين عامة بدلاً من الصمغ العربي، وتوضع الجثة في تابوت خشبي على شكلها ثم يوضع التابوت قائماً أمام حائط المقبرة. ( Herodotus B. 2:86 ) . ــــــــــ وكان هناك بعض النساء اللواتي كنّ يتابعنّ دفن الجسد المقدس " وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ وَنَظَرْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ. فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطاً وَأَطْيَاباً (إضافية) وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ " ( لو23/55-56 ). - 156 – 12 - ختم القبر ووضع حراسة مشددة عليه : عاد رؤساء اليهود من كهنة وفرّيسيين إلي منازلهم سعداء ليستعدّوا للفصح بعد أنْ ظنُّوا أنَّهم قضوا علي المسيح، خاصّة وأنَّهم تأكَّدوا من صلبه وموته ودفنه، ولكن كان بداخلهم شعور غير مريح من أنَّه قد يظهر ثانية كما قال، فقد تذكّروا ما سبق أنْ أعلنه وردّده مرّات كثيرة من أنَّه سيقوم من الموت في اليوم الثالث. فقرّروا أنْ يطلبوا من الوالي الروماني بيلاطس البنطي أنْ يختم القبر ويضع حراسة عليه " وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاِسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ لِئَلا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!» فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ». فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ. " ( مت27/62-66 ). وهكذا وضعوا حراسة مشددة علي القبر وختموا الحجر بالشمع حتي لا يمكن أنْ يتحرّك من مكانه بدون كسر هذه الأختام، وقد تصوّروا أنَّهم بذلك قد منعوا تحقيق نبواته وقيامته في اليوم الثالث دون أنْ يدروا أنَّ ما فعلوه كان برهانًا علي حقيقة موته واستحالة خروج جسده من القبر سواء بالسرقة أو التواطؤ لأنَّ الجنود الرومان حرسوا القبر بأوامر مشدّدة من السنهدرين وتحت قيادته مع موافقة الوالي وسلطانه، وهؤلاء جميعًا أعطوا البرهان الأوَّل لحقيقة قيامته من الموت فقد حرسوا جسده بكل عناية ولما قام من الموت كان من المستحيل عليهم جميعًا أنْ يمنعوا خروجه من القبر وهو الذي انتصر علي الموت والهاوية. ــــــــــ 13 - انتحار يهوذا : - 157 – بعد أن برهنَّا تفصيليًا علي صحَّة موت المسيح علي الصليب يتبقّي لنا أنْ نُعَلِّق علي الزعم القائل بأنَّ الذي صُلِبَ هو يهوذا وليس المسيح، يقول لنا الكتاب " حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. " ( مت27/3-8 ). فقد إنتحر يهوذا ندمًا وحزنًا بأنْ خنق نفسه، ويقول الكتاب أيضًا أنَّه سقط وانسكبت أحشاؤه " إِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. " ، وكان جميع سكان أورشليم يعرفون هذه الحقيقة " وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ " ، كما أن الحقل الذي تم شراؤه بالثلاثين من الفضة كان معروفاً أيضا لجميع سكان أورشليم " حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ). " ( أع 1/18-19 ). كان صلب المسيح وموته علي الصليب معروفًا لجميع سكان أورشليم كما كان انتحار يهوذا أيضًا وانسكاب أحشائه وشراء حقل الدم الذي جُعل مقبرة للغرباء بالثمن الذي باع به المسيح معروفًا لجميع سكان أورشليم وكلا الحادثتَين تمَّا في مكانَين مختلفَين وبعلم ومعرفة جميع سكان أورشليم، وهذا في حدّ ذاته يردّ علي كلّ إدّعاء ويُبْطِل الأقوال المبنيّة علي الخيال والأوهام والبعيدة تمامًا عن الحقيقة والواقع. ــــــــــــــــــــ |
![]() |
#46 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() <H1>صلب المسيح حقيقة مؤكدة
مسيحياً وتاريخياً ووثائقياً إنَّ حقيقة صلب المسيح كحادثة تاريخيّة بمغزاها التاريخيّ والعقيديّ واللاهوتيّ تشكل ثلث الإنجيل بأوجهه الأربعة وبقيّة أسفار العهد الجديد، بل وتكرّرت كلمة صليب عن المسيح ومرادفاتها؛ الصليب وصلب ويصلب وصلبوا وصلبوه ومصلوب والمصلوب أكثر من ثمانين مرّة، وكانت عقيدة صلب المسيح وفدائه للبشريّة هي محور وجوهر وقلب الإنجيل المُبَشَّر به للعالم كله. كما شهد لها، إلي جانب التاريخ المسيحيّ، التاريخ اليهوديّ والرومانيّ واليونانيّ والسوريّ ، ولدينا الوثائق التاريخيّة التي سجّلت ذلك. يتكلّم أصحاب نظريّة الشبه ونُقّاد الكتاب المقدّس بصفة عامة عن الكتاب المقدّس وعقائده وكأنَّها خرجت من زاوية مغمورة في مكان مغمور وفي زمن شبه مجهول !!!!! ويتجاهلون حقيقة أنَّ أحداث الإنجيل تمَّت وسط عشرات الآلاف بل وملايين البشر، وأنَّ الجماهير الغفيرة كانت تحيط بالمسيح دائمًا " حَتَّى كَانَ بَعْضُهُمْ يَدُوسُ بَعْضاً " ( لو12/1 )، كما يقول القديس لوقا، كما أنَّ أحداث صلب المسيح لم تتمَّ سرًا ولا في زاوية، بل تمَّت في أورشليم وفي عيد الفصح اليهودي الذي كان يحضره، بحسب تقدير المؤرّخ والكاهن اليهوديّ يوسيفوس، حوالي 2 مليون ونصف يهودي من جميع بلاد الإمبراطوريّة الرومانيّة. ومن ثمَّ كان الناس، سواء في فلسطين أو سوريا، منذ الأيام الأولي لكرازة الرسل يعرفون هذه الأحداث جيدًا. لذا فعندما وقف القديس بولس الرسول يُحاكم أمام الملك هيرودس أغريباس قال له " لأَنَّهُ مِنْ جِهَةِ هَذِهِ الأُمُورِ عَالِمٌ الْمَلِكُ الَّذِي أُكَلِّمُهُ جِهَاراً إِذْ أَنَا لَسْتُ أُصَدِّقُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لأَنَّ هَذَا لَمْ يُفْعَلْ فِي زَاوِيَةٍ. " ( أع26/26 ) . ــــــــــ 1 - صلب المسيح وقيامته هما قلب الإيمان المسيحي وجوهر رسالة المسيحية : - 159 – يقول الكتاب المقدس في أوَّل قانون إيمان مكتوب في الكنيسة صدر يوم الخمسين لقيامة السيد المسيح ودونَّه القدّيس بولس الرسول بالروح القدس في رسالته الأولي إلي كورنثوس والتي يُجمع العلماء والنقّاد علي أنَّها كُتبتْ حوالي سنة 55م أي بعد خمسة وعشرين سنة من القيامة والتي تشهد علي إيمان الكنيسة في فجرها الباكر حيث تسلّم القدّيس بولس نفسه هذا الإيمان في السنة الثالثة للقيامة " وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ وَقَبِلْتُمُوهُ وَتَقُومُونَ فِيهِ وَبِهِ أَيْضاً تَخْلُصُونَ إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثاً! فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ للإثْنَيْ عَشَرَ. وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. وَآخِرَ الْكُلِّ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا. " ( 1كو15/1-8 ) . فالصلب والقيامة هما أساس الإيمان المسيحيّ وجوهر رسالة المسيحيّة ودعوتها لأنّها قامت علي هذا الأساس. وقد سجَّل لنا العهد الجديد في كلِّ أسفارِه وكذلك التقليد وكتابات آباء الكنيسة في القرون الثلاثة الأولي وقوانين الآباء الرسل أحداث وتفاصيل الصلب والقيامة ومغزاها بالنسبة للإيمان المسيحي، بل وكانت أوَّل عظة بعد حلول الروح القدس هي عن الصلب والقيامة، بل وكان أوَّل ما كُتِبَ في الإنجيل بأوجهه الأربعة، بإجماع العلماء، هي أحداث الصلب والقيامة، ويتلخّص هذا الإيمان فيما جاء في قانون مجمع نيقية المُنعقد سنة 325م " وصُلِبَ عَنَّا عَلَي عَهْدِ بيلاطس البنطي، وتألَّم وقُبِرَ، وقَامَ من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلي السموات " . ــــــــــ 2 - موقف التلاميذ والرسل قبل القيامة وبعدها : - 160 – قدَّم مُعظم التلاميذ والرسل حياتهم ثمنًا لدعوتهم في المسكونة كلّها بأنَّ المسيح صُلِبَ ومات وقام من الموت وصعد إلي السماء، وذهبوا إلي السماء شهودًا وشهداء، ولكن هؤلاء التلاميذ والرسل لم يكونوا قبل القيامة بهذا الحماس وهذه القوَّة، كما لم يكونوا علي حافة الإيمان وينتظرون من يُحَرِّكهم حتي يقوموا بدعوتهم وإنما العكس تمامًا، فقد كانوا مُتَشَكِّكين ويائسين وخائفين وفاقدي الأمل وضعفاء وقد تركوا السيّد عند القبض عليه " كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا. " ( مت26/56 ). ولم يدخل معه المحكمة إلاَّ يوحنا لأنَّه " كَانَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ " ( يو18/15 )، أمَّا بطرس فقد تبعه عن بُعد وأنكره عندما إنكشف أمره. وعند صلبه وموته ودفنه لم يظهر أحد منهم علانية سوي يوحنَّا والنساء ( يو18/25 )، وكانوا في حزن شديدٍ وغمٍ واكتئابٍ وقد فقدوا الرجاء في قيامته برغم أنَّه كرَّر أمامهم، ولهم خاصَّةً، مرَّات عديدة أنَّه سيقوم من الموت في اليوم الثالث وأغلقوا علي أنفسهم الأبواب خوفًا من اليهود لئلا يفعلوا بهم نفس ما فعلوه بسيِّدهم وتشتَّت البعض وعاد البعض إلي قراهم وتحقَّق فيهم ما سبق وأنبأهم به السيِّد " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ. اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ وَلَكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ. فَأَنْتُمْ كَذَلِكَ عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ. " ( يو16/20-22 )، كما وعدهم. وكان السيد أيضًا قد سبق ووعدهم أنَّه بعد قيامته سيظهر لهم وحدهم " بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ 000 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ. " ( يو14/19 ). وبعد أنْ قام السيِّد وظهر لهم وحدهم حسب وعده الصادق لهم وتوالى ظهوره لهم ــــــــــ مرات عديدة تحوَّلوا إلي النقيض تمامًا، فتحوَّل حزنهم إلي فرح، ونسوا بعد القيامة الشدَّة التي عاشوها قبلها وامتلأوا بالفرح الذي لم يُنْزَع منهم إلي الأبد. وبعد حلول الروح القدس عليهم، حسب وعد معلمهم لهم (1) ، يوم الخمسين عندما حلَّ الروح القدس عليهم وتحوَّلوا إلي شجعان أقوياء ووقفوا أمام العالم كلَّه وليس في أيديهم سوي الإنجيل وانتصروا علي هذا العالم بقواته الروحيّة الشريرة والماديّة، فقد حوَّل مجد القيامة وقوتها هؤلاء الحزاني الضعفاء إلي أعظم منتصرين وقادهم السيد " مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ " ( 2كو 2/14 )، وشحنهم الروح القدس بطاقة روحيّة وكان معهم في كل مكان وزمان كما زوَّدهم السيِّد بالآيات والمعجزات التي برهنت علي صحَّة إيمانهم. - 161 – 3 - مواجهة الرسل للعالم بحقيقة الصلب والقيامة : وقف القدّيس بطرس الرسول مع التلاميذ والرسل جميعًا، بعد أنْ حلَّ عليهم الروح القدس في يوم الخمسين ونادوا في قلب أورشليم، التي صُلِبَ فيها المسيح منذ سبعة أسابيع فقط، أمام الآلاف الغفيرة من اليهود وقال: " أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ000 اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ000 لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً.000 فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً. فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ. " ( أع 2/14-32 ). ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ (1) ( يو16:14، 17، 26، 15، 16، 7؛ لو 49:24؛ أع 4:1، 1:2-4) . ــــــــــ </H1> |
![]() |
#47 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() وفي نفس الأسبوع صعد القدّيسان بطرس ويوحنا إلي الهيكل عند صلاة الساعة التاسعة (الثالثة ظهراً) وشفيا الأعرج من بطن أمه فإندهش الناس لذلك فقال لهم القديس بطرس: " إِلَهَ آبَائِنَا مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلاَطُسَ وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاَقِهِ. وَلَكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ. وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ. " ( أع 3/13-15 ).
ولما قُبض عليهما وحوكما أمام رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ " حِينَئِذٍ امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَقَالَ لَهُمْ: «يَا رُؤَسَاءَ الشَّعْبِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ 000 لْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِذَاكَ وَقَفَ هَذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحاً. " ( أع 4/8 و 10 ) . وبعد سجن بطرس الرسول وإخراج الملاك له من السحن وقف الرسل ثانية أمام رؤساء الكهنة وقالوا لهم " قَدْ مَلأْتُمْ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ هَذَا الإِنْسَانِ " فقال لهم الرسل " لَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هَذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ 000 وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضاً " ( أع 5/28 و 30-32 ) . وكذلك وقف القديس إستفانوس وهو يُحاكم أمام السنهدرين وقال لهم " أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ " ( أع 7/52 ). وكانت نتيجة هذه العظات وغيرها هي انضمام آلاف اليهود بما فيهم كهنه ورؤساء كهنة وغيرهم من رجال الدين إلي المسيحيّة، ثم حدوث اضطهاد عظيم علي الكنيسة في أورشليم وتشتَّت المؤمنون، عدا الرسل، إلي خارجها. وفي كل الحالات لم يجرؤ اليهود علي مواجهة الرسل بأي شئ يمكن أنْ يُناقض إيمانهم سوي القتل والاضطهاد، الذي صار بركة للكنيسة. كما أنَّ إيمان الآلاف منهم ــــــــــ بالمسيح بحقيقة قيامته نتيجة لكرازة الرسل والآيات التي أجراها الله علي أيديهم ( أع 5/12 )، لهو أكبر دليل علي صحَّة كلّ حرف تكلّموا به . - 163 – وعندما بشَّر القدِّيس بطرس الرسول أوَّل جماعة من الأمم في قيصريّة بفلسطين وعلي رأسهم القائد الروماني كرنيليوس، قال لهم " أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئاً مِنَ الْجَلِيلِ بَعْدَ الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا. 000 الَّذِي أَيْضاً قَتَلُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هَذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِراً لَيْسَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. " ( أع10/37-41 ). فقد بشَّر الرسل أناس من اليهود والأمم يعرفون كل ما جري وحدث للرب يسوع المسيح من صلب وموت ودفن، أمَّا القيامة وظهوراتها فقد خصَّ الله بها الشهود الذين سبق فإختارهم والذين سبق فوعدهم " بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. " ( يو14/19 ). وكان علي هؤلاء الشهود أنْ يشهدوا بما سمعوا ورأوا للعالم أجمع " وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ " ( أع1/8 ). وفي مواقفهم لم يجرؤ أحد أنْ يُناقض أو يكذِّب حرف مما قالوه لأنَّه كان معلومًا عند الجميع. وبعد تحوُّل القدِّيس بولس إلي المسيحيّة وقف في مجمع اليهود في أنطاكية بيسيديّة وقال لهم " أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ بَنِي جِنْسِ إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ بَيْنَكُمْ يَتَّقُونَ اللهَ إِلَيْكُمْ أُرْسِلَتْ كَلِمَةُ هَذَا الْخَلاَصِ. لأَنَّ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا هَذَا. وَأَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ الَّتِي تُقْرَأُ كُلَّ سَبْتٍ تَمَّمُوهَا إِذْ حَكَمُوا عَلَيْهِ. وَمَعْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا عِلَّةً وَاحِدَةً لِلْمَوْتِ طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يُقْتَلَ. وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ أَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ. وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَظَهَرَ أَيَّاماً كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ هُمْ شُهُودُهُ عِنْدَ الشَّعْبِ. " ( أع 13/26-31 ). ــــــــــ وقال للملك هيرودس أغريباس ومجمع الحاضرين معه " أَنَا لاَ أَقُولُ شَيْئاً غَيْرَ مَا تَكَلَّمَ الأَنْبِيَاءُ وَمُوسَى أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ: إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ " ( أع26/22-23 ). - 164 – وهكذا واجه تلاميذ المسيح ورسله اليهود بحقيقة قيامه المسيح الذي صلبوه، كما واجهوهم باللوم لصلبهم له برغم أنَّ ذلك تمَّ بإرادة الله ومشورته الأزليّة وعلمه السابق ، كما واجهوا العالم الوثني وقدموا له المسيح المصلوب برغم عثره الصليب بالنسبة له " نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً " ( 1كو1/23 )، وواجهوا الجميع بالقيامة، قيامة الرب من الأموات، ولم يكن للعالم دليل ضدَّهم فاليهود يعترفون بأنَّهم صلبوا المسيح واليونانيون والرومان ينظرون إليه باعتباره الذي صلبه اليهود ، أمَّا القيامة فلم يستطع العالم إنكار حقيقتها خاصَّة وأنَّ الذين نادوا بها أيَّدَهم الله بالبراهين والآيات والعجائب والمعجزات التي أثبتت صحَّة دعواهم وكرازاتهم ولم يكن أمام العالم سوي قبول هذه الحقائق والإيمان بالمسيحيّة أو اضطهاد رسل المسيح حتي الدمّ. 4 – التلاميذ شهود إثبات الصلب وخلفاؤهم والسند المتصل لهم : تسلَّم التلاميذ ورسله الرسالة من الرب يسوع المسيح، وكان لهؤلاء التلاميذ والرسل خلفاء وتلاميذ أسمتهم الكنيسة بالآباء الرسوليِّين، ومن هؤلاء من كان تلميذًا للقدِّيس بطرس مثل أغناطيوس أسقف إنطاكية، وبوليكاربوس أسقف سميرنا بآسيا الصغرى والذي كان تلميذًا للقديس يوحنّا الرسول تلميذ المسيح، وإكليمندس الروماني تلميذ القدِّيس بولس وغيرهم. هؤلاء استلموا منهم الإنجيل الشفوي قبل أنْ يُكْتَب، مع بقيَّة المؤمنين، ثمَّ الإنجيل المكتوب، ثمَّ سلَّموه بدورهم لخلفائهم هم أيضًا، مع بقيَّة الجماعة والكنيسة المسيحيّة. كانت هناك دائمًا سلسلة متواصلة من الشهود. فمثلاً كان القدِّيس يوحنا تلميذًا للمسيح وكان من ضمن تلاميذ يوحنّا القدِّيس بوليكاربوس ومن تلاميذ القديس ــــــــــ |
![]() |
#48 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() بوليكاربوس القدِّيس إريناؤس أسقف ليون بفرنسا، وبالتالي ما يقوله الواحد هو ما نقله عن الآخر، فقد نقل بوليكاربوس عن يوحنّا ونقل إريناؤس عن بوليكاربوس وبالتي ما كتبه إريناؤس هو شهادة القدِّيس يوحنا المنقولة عبر بوليكاربوس، وهكذا . وهؤلاء سلَّموه بدورهم لمن بعدهم حتي جاءت المجامع الكنسيّة سواء المحليّة والتالي بدأت في نهاية القرن الثاني الميلادي، أو المسكونيّة التي بدأت بمجمع نيقية سنة 325م. وقد واجه هؤلاء العالم كله بحقيقة الصلب والقيامة، وكان العالم جميعه ينظر إليهم كأتباع المصلوب الذي صلبه اليهود ولكنهم واجهوه بحقيقة قيامته وانتصاره علي الموت وصعوده إلي السماء وجلوسه عن يمين العظمة في السماء. وهذه بعض فقرات مما كتبوه :
(1) اكليمندس الروماني (30 – 100م) : تلميذ الرسل وأسقف روما : يقول في رسالته : " لنركز أنظارنا علي دم المسيح متحقّقين كم هو ثمين لدي أبيه، إذ سفكه لأجل خلاصنا، وقدَّم نعمة التوبة للعالم كله" . " لنُكرم الرب يسوع المسيح الذي قدَّم دمه لأجلنا " . " وقد صار الرب يسوع المسيح باكورة القائمين من الموت " . " وبعدما تسلم الرسل أوامرهم واقتنعوا بقيامه ربنا يسوع المسيح تمامًا، وتأكَّدوا من كلمة الله، ذهبوا في ثقة الروح القدس للكرازة ". (2) أغناطيوس الأنطاكي ( 30 – 107م) تلميذ بطرس الرسول وأسقف كنيسة إنطاكية : يقول في رسالته إلي أفسس " إنَّ روحي هي ضحيّة الصليب، والصليب هو عثرة لغير المؤمنين، أمَّا لنا نحن فهو خلاص وحياة أبديّة" (أف 1:1 ![]() ويقول في رسالته إلي ترالس " يسوع المسيح 000 تألم حقاً علي عهد بيلاطس البنطي، وصُلب حقًا ومات حقًا أمام السمائيّين والأرضيّين ومن تحت الأرض قام حقًا من الأموات " (9: 1و2). وقال في رسالته إلي سميرنا " أنا أؤمن أنَّه بعد القيامة كان ما يزال له جسد، وأؤمن أنَّه هكذا الآن، ومثال ذلك، عندما جاء للذين كانوا مع بطرس قال لهم " ــــــــــ جسّونى وانظروا أني لست روحًا بدون جسد " وفي الحال لمسوه وآمنوا أنَّه كان روحًا وجسدًا 000 وبعد قيامته أكل وشرب معهم 000 " (ف2) . - 166 – (3) بوليكاربوس (65-155م) تلميذ القديس يوحنا الرسول: يقول في رسالته إلى فيلبى: "يسوع المسيح سيدنا الذي تحمَّل الموت من أجلنا وأقامه الله حالاً رباطات الجحيم " (2:1). "آمنوا بمن أقام سيدنا يسوع المسيح من بين الأموات وأعطاه مجدًا " (1:2). " فلنلتصق دائمًا برجائنا وعريس عدالتنا يسوع المسيح الذي حمل خطايانا في جسده على الخشبة (الصليب)" (1:7) . (4) رسالة برنابا المكتوبة سنة 100م وقد جاء فيها : " أنَّ السيد قد إحتمل تسليم جسده إلي الفساد. كان المقصود هو تنقيتنا وغفران خطايانا الذي تمَّ بنضح دمه " (1:5). " يا أخوتي إذا كان السيد قد إحتمل أنْ يتألَّم من أجل نفوسنا وهو ربّ المسكونة 000 فكيف قبل أنْ يتألَّم علي أيدي الناس؟ ولكي يُعطّل الموت ويُبَرْهِن علي القيامة من الأموات ظهر بالجسد وإحتمل الآلام " (5:5). " إنَّه هو الذي أراد أنْ يتألَّم هكذا، وكان عليه أنْ يتألَّم علي الصليب " (12:5). وأيضًا " قد تألَّم ليُحْيينا بجراحه، فلنؤمن أنَّ ابن الله لم يتألَّم إلاَّ لأجلنا وقد سُقِيَ الخلّ والمرارة عندما صُلِبَ " (7: 2و3). " لذلك نُعَيِّد اليوم الثامن بفرح. اليوم الذي قام فيه المسيح من الأموات وظهر وصعد إلي السماء " (9:15). (5) يوستينوس الشهيد (100-165م) : يقول في حواره مع تريفو اليهودي " لأنَّه حقًا بقي المسيح علي الشجرة (الصليب) حتي المساء تقريبًا ودفنوه في المساء وفي اليوم الثالث قام ثانيه " (2) . وقال في كتابه علي القيامة " لماذا قام (المسيح) في الجسد الذي تألَّم به إلاَّ لكي يُبَينِّ قيامة الجسد؟ وتأكيدًا لهذا، فعندما لم يعرف تلاميذه إنْ كان قد قام بالجسد ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ (2) Dialogue. Ch. 97. ــــــــــ حقًا وكانوا ينظرون إليه بشكٍّ قال لهم : " أليس لكم إيمان حتي الآن، أنظروا أنَّى أنا، وسمح لهم أنْ يجسُّوه ويروا آثار المسامير في يَدَيْه، وعندما اقتنعوا تمامًا أنَّه هو نفسه وفي الجسد سألوه أنْ يأكل معهم كي ما يكونوا أكثر يقينًا، أنَّه قام في جسده الحقيقيّ ؟ فأكل شهد عسل وسمكًا " (3) . - 167 – (6) ايريناؤس (120 – 220) أسقف ليون بفرنسا : هذا القديس كتب فصولاً طويلة شرح فيها آلام السيد المسيح وصلبه وموته ودفنه وقيامته نكتفي منها بهذه الفقرة : " وكما قام المسيح بجوهر الجسد وكشف لتلاميذه آثار المسامير والفتحة في جنبه 000 فقد قام بقوته هو" (4) . 4 - التقليد المسيحي وحقيقة الصلب والقيامة : التقليد المسيحي هو تعليم رسل السيد المسيح الذي تسلموه من السيد نفسه وسلموه لخلفائهم وتلاميذهم، وقد مارسوه عمليًا من خلال شعائرهم وصلواتهم وأصومهم واحتفالاتهم " تَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ. " ( 1كو 11/2 )، " فَاثْبُتُوا إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا. " ( 2 تس 2/15 )، " فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، شَاهِداً اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ؟ " ( عب 2/3-4 ). (1) القداس الإلهي : والذي يتركَّز جوهره حول موت المسيح مصلوبًا ودفنه وقيامته من الأموات وصعوده. وقد مُورست صلوات القدَّاس منذ فجر الكنيسة علي أيدي الرسل، حيث بدأ بعد حلول الروح القدس مباشرة " وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ. " ( أع2/42 ). ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ |
![]() |
#49 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (3) On Resurrection. Ch. 9.
(4) Against Her. B. 5:7. ــــــــــ يقول القديس بولس الرسول لأهل كورنثوس " كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ " ( 1كو10/16 )، " لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ فَكَسَّرَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». كَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَمَا تَعَشَّوْا قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هَذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ. " ( 1كو11/23-26 ). - 168 – ومن أقدم القداسات التي استخدمتها الكنيسة، قداس القديس يعقوب، قداس كنيسة أورشليم، وقداس القديس مرقس، قداس كنيسة الإسكندرية واللذان استخدمهما الرسولان قبل استشهادهما في القرن الأول الميلادي . أ - قداس القديس يعقوب، وتوجد منه أجزاء من مخطوطة ترجع للقرن الثالث جاء فيه "وعند تقديم حياته بإرادته للموت علي الصليب 000 أخذ خبزًا علي يديه 000 وقال خذوا كلوا، هذا هو جسدي المكسور لأجلكم يُعْطَي لمغفرة الخطايا 000 وهكذا أيضًا بعد العشاء أخذ الكأس 000 وقال لنا إشربوا منها كلَّكم، هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، المسفوك لأجلكم ولأجل كثيرين يُعْطَى لمغفرة الخطايا 000 هذا اصنعوه لذكري، لأنَّ كلّ مرّة تأكلون هذا الخبز وتشربون هذه الكأس تُبَشّرون بموت الرب وتعترفون بقيامته إلي أنْ يجئ 000 تذكَّروا، إذاً، آلام تقديم حياته وصليبه المنقذ وموته ودفنه وقيامته من الموت في اليوم الثالث وصعوده إلي السموات " (5) . ب - قداس القديس مرقس ، والذي تفرَّع منه قدّاسات القدِّيس باسيليوس والقدِّيس كيرلس والقدِّيس إغريغوريوس، وقدَّاس كلّ الرسل أو القدَّاس الأثيوبي، وهذا القدَّاس، قدَّاس القديس مرقس تطوَّر عنه قدَّاس القدِّيس كيرلس، ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ (5) Ante Nicene Fathers Vol, 1 . ــــــــــ وجاء في هذه القداس " لأنَّ كلّ مرّة تأكلون من هذا الخبز وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وصعودي إلي أنْ أجيء 000 أيُّها السيِّد والرب القدير ملك السماء، عندما نُبَشِّر بموت اِبنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ونعترف بقيامته المباركة من الموت في اليوم الثالث " (6) . - 169 – (2) يوم الأحد : قدَّسَت الكنيسة منذ فجرها يوم الأحد تذكارًا لقيامة السيِّد المسيح فيه من الموت، وكانت تدعوه اليوم الأوَّل من الأسبوع " وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ (الأحد) إِذْ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزاً " ( أع 20/7 )، ويوم الرب " كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ " ( رؤ1/4 )، وجاء في رسالة برنابا (9:15) " لذلك نُعيِّد اليوم الثامن بفرح. اليوم الذي قام فيه المسيح من الأموات"، ويقول القديس يوستينوس الشهيد في بداية القرن الثاني " وفي اليوم المسمي يوم الشمس (الأحد) يجتمع معًا كل الذين يعيشون في المدن والريف وتُقرأ مذكَّرات الرسل (الأناجيل) أو كتابات الأنبياء 000 الأحد هو اليوم الذي نجتمع فيه جميعًا لأنَّه اليوم الأوَّل الذي غيَّر الله فيه الظلمة والمادّة وعمل العالم وفي نفس اليوم قام يسوع المسيح مخلّصنا من الموت لأنَّه صُلب في اليوم الذي قبل السبت وفي اليوم الذي بعد السبت، الذي هو يوم الأحد ظهر لرسله وتلاميذه وعلَّمهم هذه الأمور التي سلّمناها لكم أيضًا لفائدتكم " (7) . (3) عيد القيامة : كانت القيامة هي محور التعليم المسيحي وجوهره وقد احتفلت الكنيسة بعيد القيامة مُنذ بدايتها ويذكر العلامة أوريجانس في نهاية القرن الثاني في رده علي كلسس كيف أنَّ الكنيسة تحتفل بأيام مُعيّنة وهى الأحد من كل أسبوع ويُسمّيه " يوم الربّ " والاستعداد والفصح الذي هو عيد القيامة ويقول أنَّ المسيحي الكامل " لا يتوقف أبدًا عن حفظ عيد البصخة (الفصح) لأن The Pascha الفصح، ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ (6) Ante Nicene Fathers Vol, 1. (7) First Apology Ch. 67. ــــــــــ تعنى العبور، وهذا العبور هو قيامتنا مع المسيح، قمنا مع المسيح " و " ورفعنا وأجلسنا معه في السمائيات " (- 170 – ![]() (4) صوم الأربعاء والجمعة : صامت الكنيسة منذ أيامها الأولي الأربعاء والجمعة لأنَّ الأربعاء تمًّت فيه المؤامرة علي السيد المسيح عندما وعد يهوذا رؤساء الكهنة أنْ يسلمه لهم مقابل ثلاثين من الفضة ( مت26/14-15 )، ويوم الجمعة لأنَّه اليوم الذي صُلب فيه السيِّد المسيح ومات ودُفن. وقد جاء في الدسقولية المكتوبة قبل سنة 100م : " أما أنتم فصوموا الأربعاء والجمعة " (الدسقولية ف ![]() وجاء في كتاب قوانين الرسل القديسين والذي يرجع لعصر الرسل وكُتب قبل القرن الثالث؛ " أمرنا (الرب) أنْ نصوم في اليوم الرابع (الأربعاء) والسادس (الجمعة) من الأسبوع، الرابع بسبب خيانته فيه والأخير بسبب آلامه " (9) ، " صوموا 000 في اليوم الرابع من الأسبوع ويوم الاستعداد (الجمعة) لأنَّه في اليوم الرابع إنقضي الحكم ضدّ الرب، فقد وعد يهوذا بخيانته الرب لأجل المال، وفي يوم الاستعداد لأنَّه في ذلك اليوم عاني الربّ موت الصليب في عهد بيلاطس البنطي " (10) . (5) علامة الصليب : كان الصليب قبل صلب المسيح عليه علامة خزي وعار وبعد قيامته صارت علامة مجد وفخر " نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ. " ( 1كو1/23-24 )، " وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. " ( غل6/14 )، ومن ثمَّ صارت علامة الصليب مصدر فخر لجميع المؤمنين، وكانوا يرسمونه علي منازلهم ومقابرهم وكنائسهم، ويري البعض في قوله: " أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوباً! " ( غل 3/1 )، رسم للصليب. ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــتــ ــــــــــــــ (![]() (9) Constitution of the H. Ap. B 5:3. (10) Ibid 7:2. ــــــــــ وكان المؤمنون يطردون الأرواح النجسة برسم علامة الصليب، وقد جاء في مخطوطة ترجع للقرن الأوَّل إكتشفها علماء الآثار وتوجد الآن في المكتبة الأهليّة بقاعة الرسامات بباريس. ما نصَّه: "ياصليب طهرني. أطردك أيها الشيطان. بحيث لا تبرح مقرك أبدًا. أفعل ذلك باسم سيدي الحي (أي المسيح) " (11) . - 171 – 5 - المجامع المسكونية : كان المسيحيّون منذ البدء عندما يختلفون في أمر عقيدة ما يجتمعون في مجامع مكانيّة، أي في دولة واحدة، عندما يكون هذا الأمر موجود في هذه الدولة فقط، ويجتمعون في مجامع مسكونيذة، أي عالميّة، تضمّ ممثلين عن المسيحيّين من رجال الدين في كلّ بلاد العالم المسيحيّ، لكي يناقشوا هذه العقيدة، وكان علي رأس هذه المجامع المسكونيّة مجمع نيقية سنة 325م، ومجمع القسطنطينيّة سنة 381م، ومجمع أفسس سنة 431م، ومجمع خلقيدونيّة سنة 451م، والتي ناقشت مواضيع خاصَّة بشخص المسيح من جهة لاهوته وتجسّده. ولكن موضوع صلب المسيح فلم يختلف عليه أحد ولم يُناقش في أي مجمع، سواء كان مكانيًا أو مسكونيًا، وكان أمرًا متفقًا عليه ولا خلاف حوله، بل وقد وضع مجمع نيقية خلاصة الإيمان المسيحي في هذا الأمر وهو قوله " تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس ، وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي ، تألم وقبر وقام من بين الأموات في اليوم الثالث وصعد إلى السموات وجلس عن يمين أبيه " . وهذه الصيغة كانت مقبولة في كل المجامع المكانيّة والمسكونيّة، بل ويردّدها المسيحيّون في كلّ مكان في العالم مهما كانت طوائفهم. ولم تكن هذه الصيغة هي الأولي في تاريخ الكنيسة فقد سبقها عدّة صيغ، تسمّي بصيغ المعموديّة، كان يقولها الشخص الذي ينضمّ إلي المسيحيّة عند عماده، وفيما يلي بعض نماذج لها : ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ |
![]() |
#50 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() (11) مجلة الهلال العدد العاشر السنة العاشرة .
ــــــــــ • جاء في قانون إيمان الرسل (القرن الأول) : " تألّم في عهد بيلاطس البنطي، وصُلب (ومات) ودُفن ؛ (ونزل إلي الجحيم)، وفي اليوم الثالث قام من الأموات " - 172 – • وجاء في قانون إيمان القديس إيريناؤس بلاد الغال : فرنسا حاليًا، (عام 170م) : " الذي صار جسدًا (من العذراء) لأجل خلاصنا؛ وآلامه (في عهد بيلاطس البنطي)، وقيامته من الأموات " . • وجاء في قانون إيمان العلامة ترتليان : من شمال أفريقيا (200م) : " ثُبّت علي الصليب (في عهد بيلاطس البنطي)، مات ودُفن، قام في اليوم الثالث " . • وجاء في قانون العلامة أوريجانوس : من الإسكندرية (230م) : " تألَّم حقًا، ومات، قام من الأموات " . • وجاء في قانون إيمان لوقيانوس، أو لوسيان (مُعلم أريوس) : إنطاكية (300م) : " الذي تألَّم من أجلنا، وقام من أجلنا في اليوم الثالث " . • وجاء في قانون إيمان يوسابيوس : أسقف قيصرية (325م) : " الذي من أجل خلاصنا صار جسدًا بين البشر ؛ وتألَّم ، وقام في اليوم الثالث " . • بل وجاء في إقرار الإيمان الذي قدمه أريوس في مجمع نيقية: " نؤمن بإله واحد ، الآب القدير ؛ وبالرب يسوع المسيح ابنه ، المولود منه قبل كل الدهور ، الله الكلمة الذي به صنع كل شيء ، ما في السموات وما على الأرض . الذي من نزل وصار متجسدا ؛ وتألم ، وقام ثانية " (12). وهكذا كان المؤمنون بالمسيحيّة في كل أنحاء العالم مؤمنون بصلب المسيح ولم يشذّْ عن ذلك سوي مجموعة من الأفراد الذين خلطوا بين فكرهم الغنوسي الدوسيتي الوثني السابق وبين المسيحيّة وقد انتهت بدعتهم وهرطقتهم مع نهاية القرن الثاني ولم يبقَ منهم سوي مجرَّد أفراد يظهرون بين الحين والآخر ويردّدون نفس القول لنفس السبب !!!! ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ (12) Socrates Church History 1:26. ــــــــــ وحتي هؤلاء فقد آمنوا بصلب المسيح ودوّنوا في كتبهم التي أسموها أناجيل نفس تفصيلات أحداث الصلب كما وردت في الأناجيل القانونيّة، كما بيَّنا، مع إضافة عبارات تشير لفكرهم القائل بأنَّ المسيح لاهوت فقط وأنَّه ظهر كشبح وخيال لذا فقد كان صلبه بالنسبة لهم مجرد شبح وخيال !!!! - 173 – 6 – التاريخ العام لا يعرف إلا المسيح المصلوب : (1) التلمود اليهودي : ويُقرّ اليهود في تلمودهم بأنَّهم قتلوا المسيح وصلبوه فقد جاء في نسخته التي نُشرت في أمستردام عام 1943، ص 42 قوله " لقد صُلب يسوع قبل الفصح بيومٍ واحدٍ. وقبل تنفيذ الحكم فيه، ولمدة أربعين يومًا خرج منادٍ ينادي : إنَّ (يسوع) سيُقتل لأنَّه مارس السحر وأغري إسرائيل علي الارتداد، فعلي من يشاء الدفاع عنه لمصلحته والاستعطاف من أجله أنْ يتقدَّم. وإذ لم يتقدَّم (أحد) للدفاع من أجله في مساء (ليلة) الفصح. وهل يجرؤ أحد عن الدفاع عنه؟ ألم يكن مفسدًا ؟ وقد قيل في الأنبياء إنَّ شخصًا مثل هذا: " لا تَسْمَعْ لَهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ وَلا تَرِقَّ لَهُ وَلا تَسْتُرْهُ ، بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ " ( تث13/8-9 ) (13) . وقال يوحنا بن زكّا تلميذ هليل المعلم الشهير في كتابه سيرة يسوع الناصري " إنَّ الملك وحاخامات اليهود قد حكموا علي يسوع بالموت لأنَّه جدَّف حين إدّعي أنَّه ابن الله 000 وأنَّه الله". ثم قال بعد ذلك: " ولما كان المسيح في طريقه إلي الموت كان اليهود يصرخون أمامه: فلتهلك كل أعدائك يا رب " ( عوض سمعان " قضية الغفران " ص 108 ونقولا يعقوب غبريال " مباحث المجتهدين " ط 6 ص 76 ). وقال الحاخام اليهودي جوزيف كلاونز الذي عاش في القرن التاسع عشر في كتابه يسوع الناصري بعد فحص الإشارات إلي يسوع في التلمود معترفًا دون محاباة قائلا: ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ (13) Josh McDowell & Bill Wilson . He Walked Among Us p. 64. ــــــــــ " لم ينكر شيئاً في الأناجيل !! فقد جري تحريفها (في التلمود) فقط إلي مصدر لوم واستهزاء " (14) . - 174 – (2) تقرير بيلاطس البنطي : وهذا التقرير ذكره القديس يوستينوس الشهيد عام 150م في أثناء دفاعه الأوَّل حيث أكَّد أنَّ صلب المسيح يُثْبِتَه تقرير بيلاطس، كما يُلَمِّح في نفس الدفاع إلي طائفة من العجائب وأعمال الشفاء، ثم يقول : " إنَّه حقًا قد صنع هذه ويمُكنك التأكُّد منها من تقرير بيلاطس " وأشار ترتليان أيضًا إلي نفس هذا التقرير (15) . (3) التاريخ الروماني : ويشهد التاريخ الروماني لصحَّة الحادثة بحسب ما يذكر كورنيليوس تاسيتوس (55-125م) ، وهو مؤلّف رومانيّ عاصر ستّة أباطرة ولُقِّب بمؤرِّخ روما العظيم. وقال عنه ف. ف بروس F.F.Bruce أنَّه، تاسيتوس، كان، بحكم علاقته بالحكومة الرومانيّة، مُطلعًا علي تقارير حكَّام أقاليم الإمبراطوريّة وسجّلات الدولة الرسميّة. وقد أشار إلي المسيح في كتابيه " الحوليَّات والتواريخ " ثلاث مرَّات أهمَّها قوله في الحوليَّات الجزء الثالث " لكي يتخلص نيرون من التهمة ( أي حرق روما ) ألصق هذه الجريمة بطبقة مكروهة معروفة باسم المسيحيّين، ونكَّل بها أشدَّ تنكيل. فالمسيح الذي إشتَقَّ المسيحيّون منه اسمهم، كان قد تعرَّض لأقصي عقاب في عهد طيباريوس علي يد أحد ولاتنا المدعو بيلاطس البنطي. وقد راجت خرافة من أشدّ الخرافات إيذاء، وإنْ كانت قد شُكمت لفترة قصيرة، ولكنّها عادت فشاعت ليس فقط في اليهوديّة المصدر الأوَّل لكل شرّ، بل انتشرت أيضًا في روما التي أصبحت بؤرة لكل الأشياء الخبيثة والمخزية التي شرعت ترد إليها من جميع أقطار العالم " (16) . ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ (14) W.T. Bib. Is The Bible The Word of God? p . 65 . (15) The Verdict of History, p. 100 & He Walked Among Us p. 53, 54. (16) Tacitus, Annals, 15, 44 & The Verdict of History, p. 100 & He Walked Among Us p. 53, 54. ــــــــــ واضح أنَّ الخرافة أو الإشاعة التي ألمح إليها هي قيامة المسيح من الأموات. - 175 – (4) التاريخ اليوناني : وكذلك أيضًا شهادة التاريخ اليونانيّ حيث يقول لوسيان اليونانيّ: والذي كان أحد مؤرِّخُو اليونان البارزين في مطلع القرن الثاني الميلادي. وقد علَّق في مقال نقديّ ساخر علي المسيحيّين والمسيح. وإذ كان ينتمي إلي المذهب الأبيقوري فقد عجز عن استيعاب طبيعة الإيمان المسيحيّ واستعداد المسيحيّين للاستشهاد في سبيل عقيدتهم، وحَسَبَهم شعبًا مخدوعًا يتعلَّق بأوهام عالم ما بعد الموت بدلاً من التمتّع بمباهج العالم الحاضر وملذّاته وأبرز ما قاله " إنَّ المسيحيّين، كما تعلم، ما زالوا إلي هذا اليوم يعبدون رجلاً - وهو شخصية متميّزة، إسْتَنّ لهم طقوسهم الجديدة وصُلب من أجلها 000 ومنذ اللحظة التي اهتدوا فيها (إلى المسيحيّة) وأنكروا آلهة اليونان وعبدوا الحكيم المصلوب، استقرّ في عرفهم أنَّهم أخوة" (17) . (5) الرواقي مارا السوري (73 – 160) : كتب في رسالة له لابنه سيرابيون، كتبها من السجن، عن يسوع باعتباره ملك حكيم كسقراط وفيثاغورس قائلاً " أية فائدة جناها اليهود من قتل ملكهم الحكيم لم يمت هذا الملك الحكيم إلي الأبد لأنَّه عاش من خلال تعاليمه التي علَّم بها "، ولكن الله إنتقم له " بتدميرهم وتشتيتهم في كل مكان " (1 ![]() مع ملاحظة أنَّ هؤلاء، باستثناء اليهود وبيلاطس، قد كتبوا من منطلق معرفتهم عقيدة المسيحيّين في صلب المسيح عن طريق المسيحيّين أنفسهم، أي أنَّه كان هناك إجماع عند المسيحيّين، سواء في سوريا وما حولها واليونان وبقيّة الإمبراطوريّة الرومانيّة، علي صلب المسيح وهذا ما عرفه هؤلاء المؤرِّخون منهم. أمَّا تقرير بيلاطس فهو يَكْتُبُ كشاهد عيان وكذلك اليهود . ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ (17) Ibid, (1 ![]() |
![]() |
#51 | ||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() فسر التائه انسر هذه الاية العظيمة من القرآن الكريم تفسيرا روحيا فقد اشكل عليه الوضع كالعادة لاعتقاده انها نص انجيلي :
قال الله تعالى : ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) مريم 33 وقوله " والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا " إثبات منه لعبوديته لله عز وجل وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ويمات ويبعث كسائر الخلائق ولكن له السلامة في هذه الأحوال التي هي أشق ما يكون على العباد صلوات الله وسلامه عليه . وهنا يجب التعليق لكي يفهم من اوقف عقله عن الفهم ليفهم الانجيل ذو الطلاسم والشفرات : هذه الأية تدل ان المسيح عليه السلام لم يمت وهو عند الله حي ... كيف ؟ في آخر الاية قال عليه الصلاة والسلام سيدنا المسيح ( ويوم ابعث حيا ) اي يوم القيامة ..... ونحن نعلم والادمن المسيحيين يعلمون ان المسيح حي في السماء باختلاف التفسير بيننا وبينهم وانه سوف ينزل المسيح في آخر الزمان ليحكم الارض ،وأنه سوف يموت كما سوف نموت جميعا ) اذا قوله عليه السلام ( ويوم أموت ) يقصد بعد نزوله في آخر الزمان وليس يعني انه ميت الان وانما رفعه الله حيا .... وأكمل كلامه ( ويوم أبعث حيا ) كما سوف نبعث أحياءا يوم القيامة اي يوم البعث .
http://www.anssar.com/nadera1_files/fer%20on.jpg
|
||||
![]() |
#52 | |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
![]() |
|
![]() |
#53 | ||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() ايها التائه انسر مي مسلم
جميعنا نستطيع ان ننسخ ونلصق مئات الصفحات لموضوع واحد ، ولكن موضوعك هذا لا يستحق الاهتمام به كثيرا لان نسفه سهل جدا ومن خلال ما يلي : القراء الافاضل لقد قمت بتكبير الخط بسبب ضعف النظر عند انسر مي مسلم ، فاعتقد بعد الآن ليس له عذر بانه لم يعد يستطيع قراءة مداخلتي هذه . هذا الموضوع طرحه انسر مي مسلم للهروب من الرد على ما يلي ، وانني ساتابعه اينما ذهب حتى يعطينا دليل ما قاله بنفسه بان هناك اكتشافات تاريخية تؤكد محاكمة وصلب المسيح عليه السلام ، علما باننا نحن المسلمين لا ننكر الصلب كصلب ولكن المصلوب ليس هو سيدنا عيسى كما يدعي النصارى ويتفاخرون بذلك. نحن المسلمين لا ننكر وقوع الصلب ، ولكن المصلوب ليس هو سيدنا عيسى عليه السلام ( المسيح ) او ما تسمونه انتم النصارى ( اليسوع ). وما اطالبك به ليس من اقوالي او من اقوال المسلمين او الله تعالى ، فانا اطالبك بما قلته انت بنفسك ، فانت الذي قلت بان هناك اكتشافات تاريخية تذكر قصة محاكمة وتنفيذ الصلب بحق سيدنا عيسى عليه السلام ، وانا ساقولها لك وباستمرار بان سيدنا عيسى لم يصلب ، واطالبك امام الجميع بان تثبت لنا هذه الاكتشافات التي تتكلم عنها والتي تثبت ان المصلوب هو سيدنا عيسى او كما تسمونه ( اليسوع ). وانني اتحداك بان تاتينا بدليل واحد يثبت كلامك بان المصلوب هو سيدنا عيسى. ساتركك مع نفسك تفكر في الورطة التي اوقعت نفسك فيها. هههههههههههههههه تحياتي |
||||
![]() |
#54 | ||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
![]() ![]() |
||
|
|