أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01/01/2006   #37
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وزوّد المسيح السبعين بمثل النصائح والإعلانات التي قدّمها للاثني عشر قبلهم، إلا أنه أضاف عليها وصيته أن لا يسلّموا على أحد في الطريق، لأن الوقت قصير، بالكاد يكفي للتعليم والشفاء. ومن عاداتنا الشرقية أننا نكثر السلامات التي تضيِّع الوقت. وأوصاهم أيضاً أن يأكلوا ما يُقدَّم لهم دون سؤال أو اعتراض، وأن يهملوا الطقوس اليهودية في أمر المأكولات، لئلا تقف حاجزاً بينهم وبين الذين يقبلونهم في بيوتهم، وأردف هذا بقوله: »لأن الفاعل مستحق أجرته«.
»فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: »يَا رَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ«. فَقَالَ لَهُمْ: »رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطاً مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ. هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَاناً لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُّوِ، وَلَا يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ. وَلكِنْ لَا تَفْرَحُوا بِهذَا أَنَّ الْأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ« (لوقا 10:17-20).
نرجح أن السبعين مبشراً رجعوا تدريجياً، لكنهم رجعوا جميعاً بنغمة الفرح مع شيء من التعجُّب. يظهر أن السلطان الذي منحه المسيح لهم لم يتناول إخراج الشياطين، فلما شرعوا بإخراج الشياطين أيضاً ونجحوا فاض ابتهاجهم، حتى كان خبر هذا النجاح يشغل المحل الأول في تقاريرهم لمرسِلهم. قالوا: »يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك«. فلماذا اسم المسيح وليس اسم اللّه؟ وأي فعلٍ لمجرد الاسم، ما لم يكن المسيح معهم روحياً، رغم غيابه عنهم جسدياً؟
في جواب المسيح عليهم نبّههم إلى أن نجاحهم راجع إلى العمل الإِلهي في طرد إبليس من السماء التي سقط منها بسبب كبريائه. كأنه يقول لهم: أنتم رأيتُم فشل بعض الجنود، ولكني رأيت فشل رئيسهم وسقوطه. رأى المسيح بروح النبوَّة سقوط الشيطان التام في المستقبل، فسيأخذ المسيحُ إبليس أسيراً، ذلك الذي طالما أسر البشر لإرادته. لطالما قيَّد إبليسُ البشر بقيودِ الطبيعة المفسدة والعادات الذميمة. من لقبه »رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ« (يوحنا 16:11) تظهر مملكته.. ومن لقبه »سُلْطَانِ الْهَوَاءِ« (أفسس 2:2) يظهر مسكنه.. ومن لقبه »سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ« (كولوسي 1:14) يظهر نوع أعماله.. ومن لقبه »الَّذِي يَعْمَلُ الْآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ« (أفسس 2:2) يظهر مَنْ هُمْ رعاياه

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #38
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


كان المسيح قد قال: »كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم«. أفلا يعلمون أن نجاحهم في إخراج الشياطين محفوف بخطر الكبرياء، لأنه في الظاهر نتيجة عملهم، بينما النجاح الحقيقي الذي هو كتابة اسمائهم في السماوات هو عمل اللّه وهبة من نعمته المجانية؟ هنيئاً لهؤلاء الذين حقق المسيح لهم أن أسماءهم مكتوبة في السماء. لكن هل لمجرد إنسان بشري حق أن يصرح لأناس مخصوصين أن أسماءهم مكتوبة في السماوات؟ ألا يوضح لنا هذا أن المسيح هو ابن الإنسان وابن اللّه معاً؟
فرح المسيح بخدمة أتباعه
»وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: »أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الْآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، لِأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلْأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الْآبُ، لِأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ«. وَالْتَفَتَ إِلَى تَلَامِيذِهِ وَقَالَ: »كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الِابْنُ إِلَّا الْآبُ، وَلَا مَنْ هُوَ الْآبُ إِلَّا الِابْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الِابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ«. وَالْتَفَتَ إِلَى تَلَامِيذِهِ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالَ: »طُوبَى لِلْعُيُونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ، لِأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ وَمُلُوكاً أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ يَنْظُرُوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا« (لوقا 10:21-24).
في حياة المسيح كلها لم نقرأ أنه تهلل إلا في هذا الوقت، مع أننا نقرأ ثلاث مرات أنه بكى، وعدة مرات أنه انزعج أو اضطرب بالروح أو حزن.. تهلل لأنه رأى في غلبة تلاميذه على العدو، واستفادة الناس منهم، أعظم نجاح حصل إلى الآن في عمله. وفي تهلُّله اتجهت روحه طبيعياً، ليس نحو الناس، بل نحو الآب السماوي، فحمده بعبارات استعملها سابقاً. ثم قال لهم على انفراد: »إن أنبياء كثيرين وملوكاً أرادوا أن ينظروا ما أنتم تنظرون ولم ينظروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #39
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لا نغفل الفائدة العظيمة التي حصلت لهؤلاء السبعين ولنا نحن أيضاً بواسطة إرساليتهم هذه. فعندما كلّف السبعين بالعمل الذي خصَّ به التلاميذ الاثني عشر سابقاً، علَّمنا أن التبشير ليس محصوراً في رجال الدين القانونيين، بل أن على كل مؤمن أن يكون مبشراً، وأن يخصص قسماً من أوقاته وأمواله للتبشير بالإِنجيل. متى أدرك المسيحيون هذه الحقيقة، وعملوا بموجبها، يفعلون المعجزات الروحية. وقد قال عنها المسيح لتلاميذه: »مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالْأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لِأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي« (يوحنا 14:12) والحمد للّه أن الشواهد على صدق هذا القول واضحة في تاريخ الكنيسة قديماً في زمان الرسل والآباء، وحديثاً في تاريخ انتشار الإِنجيل في بلدان كثيرة
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #40
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي من هو قريبي؟


وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: »يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لِأَرِثَ الْحَيَاةَ الْأَبَدِيَّةَ؟« فَقَالَ لَهُ: »مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟« فَأَجَابَ: »تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ«. فَقَالَ لَهُ: »بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا«. وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، سَأَلَ يَسُوعَ: »وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟« فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: »إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَكَذلِكَ لَاوِيٌّ أَيْضاً، إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَلكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ، فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً، وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ، وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ. فَأَيُّ هؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟« فَقَالَ: »الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ«. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: »اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هكَذَا« (لوقا 10:25-37).
بعد رجوع السبعين جاء أحد علماء الشريعة لكي يجرب المسيح فسأله: »يا معلم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟«.
لو كان سؤاله عدائياً لوبَّخه المسيح توبيخاً صارماً، لكنه كان سؤال مماحكة بسيطة، فأخذ جواباً يلائمه، هو ردُّ السؤال إلى السائل، ليجيب هو عليه، مما هو مكتوب في الشريعة. كان جواب هذا الكاتب ممتازاً كسؤاله. فقال: »تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل أفكارك، وقريبك مثل نفسك«. فقال له المسيح: »بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا«. قد أدرك هذا الرجل الشريعة الإِلهية إدراكاً كافياً، لكنه علم جيداً أنه لا يستطيع تماماً أن يحب اللّه وقريبه لهذه الدرجة. وأنه على هذه القاعدة ليس له ولا بغيره حق في الحياة الأبدية. إذاً فالمعرفة وحدها لا تريح الضمير بل تزعجه، ولا تزيل الدينونة بل تزيدها، وحفظ الناموس لا يخوِّل الخلاص ما لم يُحفظ تماماً.
لذلك يطلب اللّه من كل خاطئ أن يعرف ليس الشريعة فقط بل نفسه أيضاً وتقصيرها وعجزها. وكان عالِم الشريعة هذا ناقصاً في معرفة نفسه، فقصد أن يبرّر نفسه وهو ليس باراً. لم يقدر أن يسأل من هو اللّه لأحبه، فسأل: من هو قريبي لأعرف إنْ كنتُ أحبه كنفسي، فأرث الحياة الأبدية؟ وأجاب المسيح مرة أخرى بسؤال، ليجعل السائل نفسه يجيب على ما سأل. ولكي يمهد المسيح لتقديم السؤال الثاني روى مثلاً نعرفه باسم »مثل السامري الصالح
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #41
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


روى المسيح لعالم الشريعة قصة مسافر يهودي كان ذاهباً من أورشليم إلى أريحا ووقع بين أيدي اللصوص، فسلبوه كل شيء حتى ثيابه، وأشبعوه ضرباً وجرحاً حتى لم يعد يقدر أن يصرخ أو يستجير، وتركوه بين حي وميت. وحدث أن كاهناً نزل في تلك الطريق فرآه.
حسب اصطلاح الناس، وحسب فكر هذا الكاهن، كانت مقابلة هذا الجريح تبدو صدفة، مع أنها من تدابير العناية الإِلهية، شفقة على هذا التعيس. وبصدفة كهذه، يمتحن اللّه كل واحد منّا: هل نلبي الدعوة الإِلهية الخفية التي تنتدبنا لأعمال الرحمة والخير؟
لما رأى الكاهن هذا المسكين »جاز مقابله«. ولا بد أنه حاول أن يبرر نفسه بأعذار واهية، لكنه غير معذور في ما فعل. فالمصاب أخوه في الجنسية اليهودية، وهو مكلَّف رسمياً بإغاثة هذا المسكين، لأنه أحد رؤساء الدين، ومسئوليته خدمة الشعب في كل ما يمكن. وقد أُفرز ليكون قدوة للشعب في أعماله. لذلك كان هروبه من المسئولية تقصيراً كبيراً.
بعد الكاهن مرَّ زميل له، وهو لاويّ - أي في المنزلة الثانية من رجال الدين. نراه أفضل من الأول، لأنه إذْ صار عند المكان »جاء ونظر«. تحرك فيه بعض الحنان، لكنه لم يترجم شعوره إلى عمل، إذْ هو أيضاً »جاز مقابله«.
لا يجهل الكاهن واللاوي الوصية المكررة في الشريعة والتي توجب مساعدة الأخ في ساعة الضيق. فكيف الأمر الآن وخادما دينٍ قد رأيا أخاهما في أسوأ حال، ولم يمدَّا له يد المساعدة؟ هل اعتذرا بأنهما قد عملا واجباتهما للّه وللناس، لأنهما أتمَّا كل الفروض الدينية؟ أو هل حسبا أن هذا الإنسان قارب الموت ولا فائدة من خدمته، بل إنْ مات بين أيديهما يتنجّسان، فيتعطّلان مؤقتاً عن ممارسة الفرائض الدينية؟ كان يجب عليهما أن يذكرا القول الإلهي: »إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً« (هوشع 6:6). هل اعتذرا بمخاطر الطريق التي أثبتها ما حدث للرجل الجريح، فحسبا الابتعاد ضروريا لأجل سلامتيهما؟ أو هل اعتذر الكاهن بأن اللاوي وراءه فترك له هذه الخدمة، واكتفى اللاوي بأن الكاهن الذي سبقه أرفع مقاماً منه في الدين وملزوم أكثر منه، حتى ما لا يُطالَب به الكاهن لا يُطالَب به اللاوي. هل بين أعذارٍ كهذه ما تقبله الشهامة أو ما يقبله اللّه؟
لقد أدان المسيح الكاهن واللاوي، ونجد في هذا برهاناً قوياً على أن الإنسان لا يُدان فقط على ما يفعله من الشر، بل أيضاً على ما يهمله من الخير. فمع أنه لم يُذكَر للكاهن واللاوي سيئة فعلاها، يلومهما الرأي العام، بسبب ما لم يفعلاه لما تغاضيا عن مصيبة أخيهما
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #42
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


نلتفت الآن من صورة الكاهن واللاوي المحزنة، إلى صورة مبهجة تفاجئنا هي صورة مسافر ثالث غريب الجنس، سامري، يعتبرونه عدواً طبيعياً لليهودي الواقع بين اللصوص. لو كان الجريح في صحته وسلامته لكان يبصق على هذا السامري ويشتمه ويتنجس منه، لأنه أبعد الناس عنه. ولعل هذا السامري عرف أن أخوي هذا الجريح قد مرَّا به ولم يريا لزوماً للالتفات إليه. لكن على رغم هذا كله أطاع الأمر الإِلهي بمحبة القريب والتي أوردتها الأسفار الخمسة لموسى التي يعترف بها السامريون (لاويين 19:15) فصحَّ مرة أخرى قول المسيح في الآخِرين الذين يصيرون أولين، والأولين الذين يصيرون أخِرين.
نزل هذا السامري عن دابته، ومال إلى الجريح وفحصه، ثم صبَّ على جروحه خمراً وزيتاً، وضمّدها. ثم أركبه على دابته ومشى ماسكاً به في هذه الطريق الوعرة إلى أن أوصله إلى الفندق. وهناك لم يستعْفِ من المسئولية والتعب والخسارة، فدفع نفقة إعالة الجريح مالاً يعادل أجرة الفاعل مدة يومين، ووعد أن يسدّد فيما بعد ما ينفقه صاحب الفندق عليه فوق ذلك، إلى أن يُشفى ويواصل سفره.
لما أكمل المسيح هذه القصة سأل عالِم الشريعة: أي الثلاثة الذين مرُّوا بهذا الجريح تصرَّف كقريب يحب قريبه كنفسه. وكانت الإجابة الواجبة هي: »السامري«. لكن التعصُّب لم يدعه ينطق باللفظ الصريح أن سامرياً أفضل من كاهن يهودي، فاكتفى بالتلميح وأجاب: »الذي صنع معه الرحمة«. اكتفى المسيح بهذا الجواب وقال: »إذهب أنت أيضاً واصنع هكذا«. أي: كُنْ أنت قريباً لكل من يحتاج مساعدة منك تستطيعها، ولو كان عدوك.
ذكر المسيح هذا السامري، لا ليكرم السامريين، ولا ليهين الكهنة واللاويين لكن ليعلّم أن الغريب عن الدين الذي يطيع شريعة المحبة خير من خادم الدين الذي يخالفها. سأل عالم الشريعة: »من يستحق أن يُعامَل كقريب؟« وكان الأوجب أن يسأل: »قريب من أنا؟ وهل تصرفي مع الناس هو تصرُّف قريبٍ يحبُّهم كنفسه؟«. القريب هو الذي تلتقي طريقي بطريقه، والذي يمكن أن تصل إليه يدي، فمهما ابتعد قلبه عني وعاداني، لا يزال قريبي، ويطلب اللّه مني أن أحبه كنفسي، وأعامله معاملة تدلُّ على أن هذه المحبة حقيقية.
جدَّد المسيح في هذه القصة تعليمه الرئيسي بأن الدين لا يقوم بحفظ الفروض الخارجية والطقوس المذهبية، إذْ أن الشخصين اللذين أكملا هذه الفروض الحقَّة المعيَّنة من الله، وأكملاها في الهيكل المقدس، خالفا أساس الدين المتعلقِّ بمحبة القريب. ومن يخالف وصية محبة القريب لا يمكن أن يكون محباً حقيقياً للّه. إذاً فالكاهن واللاوي لم يحفظا شيئاً من جوهر الدين، بينما قبل اللّه السامري الذي لم يتمم فروض الدين الخارجية، وكان أجنبياً عن شعب اللّه المختار، ولكنه أظهر محبته للّه بمحبته لقريبه
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #43
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


هدم المسيح بهذه القصة جداراً من الجدران الفاصلة بين المذاهب، وأوضح أن الجوهر في الدين لا يختص بالمذهب بل بالمحبة. يجب أن تربط المذاهب المختلفة رابطة روحية تثبت وحدة الإيمان رغم اختلاف التفسير. وأن لا يخلّ هذا الاختلاف بالمحبة الأخوية. إن الحق الجوهري واحد، والصالح واحد، والاهتداء إلى اللّه هو المقصود في كل فروع الدين.
مريم ومرثا تستقبلان المسيح
»وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً، فَقَبِلَتْهُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا مَرْثَا فِي بَيْتِهَا. وَكَانَتْ لِهذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ، الَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلَامَهُ. وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ، فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: »يَا رَبُّ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!« فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: »مَرْثَا مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لِأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا« (لوقا 10:38-42).
واصل المسيح وتلاميذه سفرهم نحو أورشليم، إلى أن بلغوا بيت عنيا، التي تبعد عن المدينة نحو ثلاثة أرباع ساعة سيراً على الأقدام. وبيت عنيا ذات رائحة ذكية في التاريخ، بسبب عائلة تقية سكنتها، منحها المسيح صداقة شخصية ممتازة، قابلتها بتقديم مكان مريح للمسيح وتلاميذه، يأوون إليه مسرورين كلما شاءوا. وعندما دخل المسيح هذا البيت مع تلاميذه وغيرهم من مرافقيه اجتمع قوم من أهل القرية فأخذ يعلّمهم كعادته. عند ذلك ظهر الفرق بين الأختين المتساويتين في الاهتمام الحبي بإكرام هذا الضيف الشهير وطلب رضاه، فمرثا الأكبر سناً، ومدبرة البيت، اهتمت بالخدمة الجسدية وارتبكت في تجهيز طعام كثير. ولا عجب، لأن عدد الضيوف الذين باغتوها، ومقام معلمهم النبي العظيم صانع المعجزات يستحقان هذا الارتباك.
أما مريم فقد قادتها بصيرتها إلى أن المسيح ليس كغيره من كبار القوم، يفرح بمظاهر الضيافة الكريمة، أو يسأل كثيراً عما قد يُقدَّم له من طعام، بل شعرت أن معظم سروره ينتج عن إصغاء الناس إلى تعاليمه. فقد قال: »طوبى للجياع والعطاش إلى البر« (متى 5:6). فجلست عند قدميه تسمع كلامه. وبهذا مثلت تمثيلاً جميلاً القليلين الذين ليست الدنيا عندهم إلا تابعة للدّين وخاضعة له. ليس أنهم يقصدون ترك الدنيا وشرورها، بل يضعون الدين قبلها. هؤلاء هم الذين أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة، لأن اللّه قد اختارهم للحياة الأبدية، وعلى جبينهم علامة اختياره لهم.
كان خطأ مرثا في هذا الوقت هو تقديم الحسن الدنيوي على الأحسن الديني. وكثيراً ما يمنع الحسن الوصول إلى الأحسن. ولأن الخطأ لا يولّد إلا الخطأ تذمرت في قلبها على أختها، وحسدتها لجلوسها عند قدمي المسيح. ثم أنتج تذمُّرها تذمراً على المعلم ذاته. كان الأولَى بها أن تفرح لحصول أختها على هذه الفرصة الثمينة للاستفادة، أو على الأقل أن تقول لها: اعملي معي أولاً يا أختي، ثم نجلس سوية عند قدمي المعلم. لكنها وقفت وقالت: »يا رب، أما تبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي؟ فقُلْ لها أن تعينني
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #44
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


كان المسيح يعلم جيداً ضرورة الماديات، وكان يخدم ماديات الناس كثيراً مع روحياتهم. لكنه لم يغفل أن يشرح أنها إنْ كانت تقصد إرضاءه، فهو يسرُّ بمن يحب أن يسمع تعليمه أكثر ممن يقدم له خدمة جسدية.
فقال لها: »مرثا مرثا، أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة«. كأنه يقول لها إن انهماكها في الأمور العالمية يحرمها الهدوء والسلام والسرور الناتجة عن طلب ملكوت اللّه، أي الخير الروحي، أولاً. ليس ضرورياً للإِنسان إلا أمر واحد وهو النصيب الصالح الذي اختارته مريم، وهو الذي سيبقى معها دائماً
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #45
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي المسيح يفتح عيني مولود أعمى


وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَاناً أَعْمَى مُنْذُ وِلَادَتِهِ، فَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ قَائِلِينَ: »يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟« أَجَابَ يَسُوعُ: »لَا هذَا أَخْطَأَ وَلَا أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللّهِ فِيهِ. يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ«. قَالَ هذَا وَتَفَلَ عَلَى الْأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِيناً وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الْأَعْمَى. وَقَالَ لَهُ: »اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ«. الَّذِي تَفْسِيرُهُ مُرْسَلٌ. فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً« (يوحنا 9:1-7).
مرَّ المسيح في مدينة أورشليم برجل وُلد أعمى، فسأله تلاميذه: »من أخطأ، هذا أم أبواه، حتى وُلد أعمى؟«. أجابهم المسيح بما معناه أن هذه المصيبة العظيمة لم تأتِ هذا الرجل نتيجة خطيئة ارتكبها هو أو والداه، إنما سمحت العناية الإِلهية بهذه الضربة لتظهر أعمال اللّه في المُصاب.
ما أعظم الفرق بين هذا الكلام المعزي من المسيح، وكلام التأنيب الموجِب لليأس الذي كان يسمعه ذلك الأعمى كل حياته من الجميع عن أسباب مصيبته. ها هو يسمع لأول مرة أن مصيبته هذه لا تدل على أنه مغضوب عليه من اللّه ومرفوض، بل بالعكس، أن للّه في مصيبته مقاصد صالحة، فنقله هذا الكلام من عالم اليأس إلى عالم الرجاء. سأل عن اسم من يكلِّمه، وعرف أن اسمه »يسوع«. يا لمصيبة عماه! إنه لا يستطيع أن يرى هذا الذي انتصر له. لو قدم له المسيح في هذه الساعة ليس الدنانير النحاسية التي تعوَّدها، بل الذهبية أيضاً، لما أحسن إليه بمقدار إحسانه بهذا الجواب، حتى لو تركه وشأنه حالاً
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #46
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لكن هذه اللفتة كانت بداية عمل المسيح الصالح معه. نبَّه المسيح سامعيه أولاً إلى قِصَر الفرصة الباقية له للعمل. قال: »ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل«. ثم أشار إلى وظيفته كالنور الحقيقي الآتي إلى العالم الذي ينير كل إنسان، وقال: »ما دمتُ في هذا العالم فأنا نور العالم«. أي أن الظلمة الجسدية والروحية التي أعثرت هذا الضرير هي ضدي وأنا ضدها، فسأزيلها. ثم فعل المسيح ما قاله. تفل على الأرض وصنع طيناً، وطلى بالطين عيني الأعمى، وأمره أن يذهب ويغتسل في بركة سلوام، فمضى واغتسل وأتى بصيراً.
ظهرت القوة الإلهية في هذا العمل بواسطة الفرق العظيم بين طريقة الشفاء ونتيجته. إن الطين يُعمي العين السليمة، لكن الطلي بالطين كان مهماً لأجل تحقيق العلاقة بين الفاعل وفعله، ولأجل إحياء الإيمان في قلب هذا الأعمى. كان مهماً أيضاً إيضاح ضرورة الطاعة التي هي ثمر الإيمان. فعلى الأعمى أن يطيع وإلا فلا يستفيد من عمل المسيح. ليست النتيجة العجيبة التي حدثت ثمر عمل الأعمى، لكنها توقفت على ذلك الفعل. ولو لم يؤمن لما أطاع. لو لم يطع بعد إيمانه لما جاز أن يُقال إنه آمن. جاءه الشفاء لأنه آمن إيماناً يثمر بالطاعة. وهذه على الدوام قاعدة الخلاص والإيمان والأعمال. من يؤمن يخلص، ومن يؤمن لا بد له أن يعمل. فإن لم يعمل حسب الفرصة المُعطاه له يحكم أنه لم يؤمن، فيهلك، ليس لأنه لم يعمل بل لأنه لم يؤمن إيماناً صحيحاً.
نرى هذا الأعمى يسير بين الجمهور، بعد أن طلى المسيح عينيه بالطين، وقَبْل أن يغسلهما في بركة سلوام، ووجهه ملطخ بالطين، وسيْره جديٌّ فوق العادة، مما ينبّه الناظرين ويثير عليه الاستهزاء. لكن الاستهزاء لم يُثْنه عن طاعته، ولا نصائح العقلاء له أن لا ينقاد لكلام المسيح المكروه من قادة الدين، وان لا يعرض نفسه لغيظ الرؤساء، لأنه يعمل في السبت ضداً لتعاليمهم. كل هذه لم تطفئ فتيلة إيمانه المدخنة، ولم تردَّه عن الذهاب إلى حيث أمره المسيح. ولما نال البصر عاد إلى المكان الذي فارق فيه المسيح ليمتّع بصره الجديد برؤية الذي أنعم عليه بهذه الهبة التي لا تُثمَّن، وليقدم له الشكر اللائق والواجب، ويستمد منه إرشادات جديدة دينية. لكنه لم يجد المسيح هناك، ولم يجد من يهديه إليه
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #47
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


هذه المعجزة رمز مناسب جداً للخلاص. لأنها منحت هذا المولود أعمى ما لم يكن له سابقاً. كانت مصيبة هذا الرجل الكبرى أنه مولود أعمى بالمعنى الروحي أيضاً، لأنه وُلد في الإِثم والخطيئة كما ذكَّره الرؤساء، فمنحه المسيح مع البصر الجديد الجسدي، ما هو أهم بما لا يُقاس، وهو بصر جديد روحي.
»فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا: »أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟« آخَرُونَ قَالُوا: »هذَا هُوَ«. وَآخَرُونَ: »إِنَّهُ يُشْبِهُهُ«. وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: »إِنِّي أَنَا هُوَ«. فَقَالُوا لَهُ: »كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟« أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: »إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ، وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ«. فَقَالُوا لَهُ: »أَيْنَ ذَاكَ؟« قَالَ: »لَا أَعْلَمُ« (يوحنا 9:8-12).
نال المولود أعمى شفاءه في يوم سبت - وهو يوم راحة عند اليهود. وعندما رأى المتعصبون الرجل ماشياً في السبت يطلب الشفاء حنقوا عليه، وأرادوا أن يعاقبوه لأنه خالف شريعة السبت المقدسة. ولم يجسر أحد أن يدافع عمَّا فعله المسيح، ولا عمَّا جرى مع الأعمى، لأن الرؤساء كانوا قد أعلنوا جهاراً أنه إن اعترف أحدٌ بأنه المسيح يُحرَم من امتيازاته الدينية والمدنيّة، ويطردونه من ممارسة العبادة.
لما فشل الأعمى الذي أبصر أن يرى شافيه، رجع إلى بيته ليرى والديه وجيرانه لأول مرة في حياته التي لم تقلّ عن الثلاثين سنة.
ما أعظم التغيير الذي حصل في منظر هذا الرجل بسبب ما جرى له. فقد انفتحت عيناه، وضاء وجهه بالفرح، وتغيّرت لهجته، فلم يعرفه الذين كانوا يعرفونه بعض المعرفة السطحية فقط. لهذا السبب اختلف الرأي بخصوصه. اعتقد البعض أن شفاءه وَهْمٌ وخداع، وأن هذا البصير ليس هو ذاك الضرير بل شخص آخر يشبهه. أما هو فقال: »إني أنا هو«. ولما سألوه عما جرى له، ومن شفاه، أجابهم بالواقع. لكن لما سألوه عن شافيه أين هو؟ قال: »لا أعلم«. وهو يتمنى لو استطاع أن يهتدي إلى مكان المسيح ليهديهم إليه
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #48
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى. وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ، فَقَالَ لَهُمْ: »وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ، فَأَنَا أُبْصِرُ«. فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: »هذَا الْإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللّهِ، لِأَنَّهُ لَا يَحْفَظُ السَّبْتَ«. آخَرُونَ قَالُوا: »كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هذِهِ الْآيَاتِ؟« وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. قَالُوا أَيْضاً لِلْأَعْمَى: »مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟« فَقَالَ: »إِنَّهُ نَبِيٌّ«. فَلَمْ يُصَدِّقِ الْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ حَتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ الَّذِي أَبْصَرَ. فَسَأَلُوهُمَا قَائِلِينَ: »أَهذَا ابْنُكُمَا الَّذِي تَقُولَانِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الْآنَ؟« أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ وَقَالَا: »نَعْلَمُ أَنَّ هذَا ابْنُنَا وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى، وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الْآنَ فَلَا نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلَا نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ السِّنِّ. اسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ«. قَالَ أَبَوَاهُ هذَا لِأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ، لِأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ. لِذلِكَ قَالَ أَبَوَاهُ: »إِنَّهُ كَامِلُ السِّنِّ، اسْأَلُوهُ« (يوحنا 9:13-23).
لم يهتدِ المتعصبون إلى الذي سبَّب هذه المخالفة، فجرُّوا الأعمى الذي أبصر إلى مجلسهم ليحاكموه. ولما طلب أعضاء المجلس أن يسمعوا القصة من فمه رأساً قصَّها عليهم. ولما علموا أن المسيح الذي يبغضونه وينوون قتله فعل هذه المعجزة حاروا في أمرهم. إنْ هم حكموا على المسيح بمخالفة السبت يثبتون المعجزة ويشِيعُون خبرها، فيزيد تمسُّك الشعب بالمسيح. ولأنه وقت العيد العظيم لا يُستبعَد أن الشعب يثير حركة سياسية، وينادي بالمسيح ملكاً. وإنْ هم أنكروا حقيقة المعجزة، يخسرون الحُجَّة التي فرحوا لها للحكم عليه بأنه دنَّس السبت. لذلك ترددوا وناقضوا ذواتهم لأنهم أثبتوا المعجزة أولاً، وافتكروا الآن أن يلاشوا تأثيرها بقولهم إن فِعْلها في يوم السبت برهان أن الفاعل ليس من اللّه، بل قد فعلها بقوة الشياطين!
لكن قوماً في المجلس اعترضوا بقولهم: »كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه المعجزة؟« فحصل انقسام في المجلس، وغيَّروا خطَّتهم وعمدوا إلى حيلة ضد الأولى، إذْ حاولوا إنكار المعجزة لعلهم ينجحون في اتهام المسيح بالاحتيال، وطلبوا أن يجبروا الرجل وأبويه على إنكار المعجزة. ولكنه قال: »أعلم شيئاً واحداً: أني كنتُ أعمى والآن أبصر«. هذا القول هو شعار كل من اختبر الخلاص بالمسيح، بواسطة الإيمان الحي به، لأنه يقدم الشهادة عينها
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #49
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


فَدَعَوْا ثَانِيَةً الْإِنْسَانَ الَّذِي كَانَ أَعْمَى، وَقَالُوا لَهُ: »أَعْطِ مَجْداً لِلّهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الْإِنْسَانَ خَاطِئٌ«. فَأَجَابَ: »أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالْآنَ أُبْصِرُ«. فَقَالُوا لَهُ أَيْضاً: »مَاذَا صَنَعَ بِكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟« أَجَابَهُمْ: »قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا. لِمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا أَيْضاً؟ أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلَامِيذَ؟« فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: »أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلَامِيذُ مُوسَى. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللّهُ، وَأَمَّا هذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ«. أَجَابَ الرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ: »إِنَّ فِي هذَا عَجَباً! إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ. وَنَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ لَا يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللّهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ فَلِهذَا يَسْمَعُ. مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَداً فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى. لَوْ لَمْ يَكُنْ هذَا مِنَ اللّهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً«. أَجَابُوا قَالُوا لَهُ: »فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!« فَأَخْرَجُوهُ خَارِجاً« (يوحنا 9:24-34).
ولما وجَّه الرؤساء أسئلتهم للأعمى الذي أبصر قال: »قلت لكم ولم تسمعوا. لماذا تريدون أن تسمعوا أيضاً؟ ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟« فشتموه مفتخرين بأنهم تلاميذ موسى، بينما هو تلميذ هذا الجليلي المجهول الأصل. شتموه بحجة أنه ضلَّ وكفر في تسميته المسيح نبياً. ولامهم الأعمى الذي أبصر لأنهم - وهو معلمو الدين - يجهلون أصل شخص عمل ما يبرهن أنه من اللّه. وختم جوابه بكلام قوي أظهر ذكاءه وشجاعته وإيمانه. إذ قال إن كل تاريخهم منذ نشأة العالم لا يذكر شخصاً واحداً منح البصر لمولود أعمى. ثم قال: »نعلم أن اللّه لا يسمع للخطاة، ولكن إنْ كان أحد يتّقي اللّه ويفعل مشيئته فلهذا يسمع. لو لم يكن هذا من اللّه ما قدر أن يفعل شيئاً
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #50
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ويستند قوله هذا على بعض آيات الكتاب، فالخاطئ الوحيد الذي يسمع له اللّه هو الذي يقدم توبة حقيقية صادقة. فاستشاطوا غيظاً وقالوا له: »في الخطايا وُلدت أنت بجملتك وأنت تعلّمنا!«. ثم حكموا عليه بالحَرْم الأعظم وأخرجوه من المجمع.
»فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: »أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللّهِ؟« أَجَابَ: »مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لِأُومِنَ بِهِ؟« فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: »قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ«. فَقَالَ: »أُومِنُ يَا سَيِّدُ«. وَسَجَدَ لَهُ« (يوحنا 9:35-3.
وما أن خرج الرجل من المجمع مطروداً حتى لاقاه المسيح، فقال له: »أتؤمن بابن اللّه؟«. لم يعلن المسيح ذاته كابن اللّه للعلماء في الأمة، لكنه أعلن ذلك لهذا الفقير الميَّال إلى الإيمان، والذي ظهر جوهره لما أجاب: »من هو يا سيد لأومن به؟« فأناره المسيح بقوله: »قد رأيتَه، والذي يتكلم معك هو هو«.
ما أصعب هذا الجواب على مسامع يهودي متمسك بالتوحيد. كيف يكون هذا الرجل الذي أمامه ابن اللّه وكل ملامحه بشرية؟ فإنْ كان حقاً ابن اللّه فيجب أن يسجد له حالاً، وإلا فلا يجوز، بل يكون السجود له خطيئة عظيمة. لقد عرف أولاً واعترف أن المسيح نبي ولم يسجد له، وأما الآن فيسجد، لأنه صدَّق أنه ابن اللّه، وهذا يُجيز سجوداً له لا يُعطَى لنبي أو ملك أو ملاك
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #51
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


في هذه الساعة تمَّ شفاء هذا الرجل من عماه الروحي الذي وُلد فيه، فأبصر جلياً ورأى أمامه بعينه الجسديتين يسوع الناصري ابن مريم، وبعين الإِيمان رأى ابن اللّه الوحيد. أخذ هذا المسكين من رؤسائه الشتيمة والحرم، لكن المسيح عوَّض عليه أضعاف الأضعاف بالبركة والخلاص. أولئك أخرجوه من المجمع وأغلقوا في وجهه باب النظام الديني والحقوق المذهبية، لكن المسيح أدخله إلى ملكوت اللّه وفتح له باب السماء. وبسبب عماه اهتدى إلى الخلاص الأبدي، وربح صداقة هذا الخِلّ السماوي، ونال ذكراً شريفاً أبدياً في التاريخ. ثم أنه خدم المسيح بنشر صيته انتشاراً جديداً بشهادته الصادقة له، وخدم ذوي القلوب السليمة حوله بإعطائهم أسباباً كافية ليلجأوا إلى هذا المخلّص وينالوا به خلاصاً. أفلا يحقُّ لنا أن نتصَّوره بين القديسين في السماء يقدم شكراً وافراً على الدوام، لأنه وُلد أعمى
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #52
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي المسيح الراعي الصالح


فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: »قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ«. فَقَالَ: »أُومِنُ يَا سَيِّدُ«. وَسَجَدَ لَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ: » لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لَا يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ«. فَسَمِعَ هذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: »أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضاً عُمْيَانٌ؟« قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: »لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَاناً لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الْآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ«.
»اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الَّذِي لَا يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ إِلَى حَظِيرَةِ الْخِرَافِ، بَلْ يَطْلَعُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ، فَذَاكَ سَارِقٌ وَلِصٌّ. وَأَمَّا الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ فَهُوَ رَاعِي الْخِرَافِ. لِهذَا يَفْتَحُ الْبَّوَابُ، وَالْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا. وَمَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ يَذْهَبُ أَمَامَهَا، وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لِأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ. وَأَمَّا الْغَرِيبُ فَلَا تَتْبَعُهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لِأَنَّهَا لَا تَعْرِفُ صَوْتَ الْغُرَبَاءِ«. هذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ« (يوحنا 9:39-10:6).
فتح المسيح عيني الرجل الذي وُلد أعمى، ولكن شيوخ اليهود قاوموا المسيح. وهاجموا الأعمى الذي أبصر. وطردوه من مجمعهم، فكيف يكلمهم المسيح؟
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #53
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لقد أطلق عليهم لقب »سُرَّاق ولصوص« لأنهم لم يدخلوا على وظيفتهم الرعائية من الباب الوحيد الذي عيَّنه اللّه، الذي هو المسيح ذاته، بل طلعوا من موضع آخر. ولم يدخلوا بدعوة إلهية، ولا لأهلية فيهم، بل لنجاحهم في الوسائط السياسية. دخلوا من الثغرات في سور الحظيرة، فقد نالوا وظيفتهم الكهنوتية الرعوية بالإِرث أو المحاباة أو التمليق أو الرشوة أو الحيلة أو الاستبداد. فما الفائدة من تسلسلهم الهاروني ورسامتهم القانونية، وغير ذلك من الشروط الرسمية الخارجية، طالما هم تائهون عن الباب؟ والمسيح ذاته هو الباب. وإلى اليوم لا دخول للخدمة الرعائية إلا من هذا الباب.
المسيح هو الباب
»فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: »الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ. أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. اَلسَّارِقُ لَا يَأْتِي إِلَّا لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ« (يوحنا 10:7-10).
قال أحد اللاهوتيين: »إن الراعي الحقيقي بين البشر هو الذي يتقلّد هذه الوظيفة حباً للمسيح، ويقصد تمجيد المسيح، ويعمل عمله بقوة المسيح، ويعلّم تعليم المسيح، ويسلك في خطوات المسيح، ويسعى ليأتي بالنفوس إلى المسيح«. ولا يصحُّ الخروج أيضاً إلا من هذا الباب. والذي قال: »الحق الحق أقول لكم إني أنا باب الخراف. إنْ دخل بي أحدٌ فيخلص، ويدخل ويخرج، ويجد مرعى«. فالباب للرعاة هو الباب أيضاً للرعية، أي لأفراد المؤمنين.
فسَّر البعض أن الباب المذكور في هذا المثل هو الروح القدس. يعني أن وصول الراعي إلى قلوب رعيته، بقوة روحية لخلاصهم وبنيانهم، لا يكون إلا بفعل هذا الروح. كما أن تأثير المسيح في تبشيره كان يُعزَى إلى هذا الروح.
  رد مع اقتباس
قديم 01/01/2006   #54
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي المسيح هو الراعي الصالح


أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ« (يوحنا 10:11).
ثم وصف المسيح نفسه بأنه الراعي الصالح، لهذا يصلي صاحب المزامير: »يَا رَاعِيَ إِسْرَائِيلَ اصْغَ، يَا قَائِدَ يُوسُفَ كَالضَّأْنِ« (مزمور 80:1) ويقول النبي إشعياء: »هُوَذَا السَّيِّدُ... كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلَانَ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ« (إشعياء 40:11) ثم أن أحلى المزامير كلها مزمور الراعي (مزمور 23) يقول مطلعه: »الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء«.
ليست مهنة الراعي مهنة فخر ودلال، بل هي محفوفة بالمتاعب والمخاطر في الوعور بين الوحوش الضارية. والمسيح كالراعي الصالح تحمَّل أعظم المتاعب والمخاطر، ثم بذل حياته ليخلَّص خرافه الخاصة. بينما الذين سمّاهم »سُرَّاقاً ولصوصاً« لا يأتون إلا ليسرقوا ويذبحوا ويهلكوا. والذين سمّاهم »أَجْرى« لا يدافعون عن الخراف في ساحات الخطر، بل يهربون ويتركون القطيع يتشتت ويُفترس »لأنهم لا يبالون بالخراف«.
أما المسيح فهو الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن الخراف. فلكي تَسْلم الخراف من مخالب إبليس ذاق المسيح موتاً لا يستحقه، وأحيا الموتى بموته الذي برهن القيمة العظيمة التي يقدّر بها خرافه جملة وأفراداً. وهو يعرف كل فرد من قطيعه معرفة تامة، تتناول أسماءهم وجميع أسرارهم وخفياتهم. ومعرفته الدقيقة واهتمامه التام بكل فرد من رعيته التي لا تُحصى ليست بأقل الآن مما كانت عليه لما أسلم نفسه على الصليب.
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:35 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.16559 seconds with 12 queries