تطور انظمة الحكم في المدن الاغريقية

[COSTA]

كانت الارستقراطية في بداية حكمها مسيطرةعلى زمام الحكم متفانية في سبيل المواطنين وخدمتهم
لكن هذه الحالة لم تستمر عليها فيما بعد لان الدائرة التي كانت تحكم فيها جعلتها محدودة التفكير واخذ النبلاء يستغلون السلطة الموكلة اليهم في سبيل تسيير مصالحهم على حساب مصالح الافراد الاخرين
وكانت السلطة في عهد الملوك متصفة بانها دينية وقضائية وعسكرية
وانتقلت هذه السلطة من يد الملوك الى يد الحكام والنبلاء ( الارستقراطيين ) واستغلوها في سبيل مصلحتهم ومصلحة افراد طبقتهم
وكان الاعتقاد السائد لدى الاغريق ان استمرار وبقاء دولتهم مرهون بالواجبات الدينية تجاه الالهة وكانت هذه الواجبات و اسرارها بيد الملوك ثم انتقلت الى النبلاء
ان كل هذه الميزات التي كانت بيد النبلاء ( السلطات الدينية والقضائية والعسكرية و اسرار وطقوس الالهة ) زادت من تصلفهم وغرورهم وادت الى ضيق تفكيرهم حتى بلغوا درجة الاستحقار بباقي افراد الطبقات الاخرى
وبدأت مساوىء حكومة الارستقراطية تظهر عندما قام الانقلاب الاقتصادي في نهاية القرن السابع قبل الميلادو ذلك نتيجة اهتمام الاغريق بالتجارة وتعلقهم بالاستعمار فأدى الى ازدهار التجارة والصناعة عندهم
ونال افرادج طبقة الارستقراطيين حصة الاسد من الفوائد التي جنتها حكومتهم

[COSTA]

منذ بدء هذه المرحلة ( الانقلاب الاقتصادي ) لم تعد الثروة عند الاغريق تقدر بامتلاك الاراضي بل تعدت الى امتلاك الاموال المنقولة لكن بهذه الحالة لم يعد تملك الاموال وقفا على النبلاء بل امتلكه من اشتغل في التجارة والصناعة واستطاعوا ان يجمعوا ثروات طائلة ضاهت ثروات طبقة النبلاء
ومن هنا بدات تظهر طبقة جديدة من ملوك المال هددت طبقة النبلاء الذين صاروا ينظرون اليهم بأنهم حديثي النعمة او اغنياء جدد وعلى الرغم من احتقارهم لهم وقتور نفوذهم لجئوا الى طريقة جديدة لاستيعابهم وهي مصاهرتهم
وظهرت بنتيجة هذه المصاهرة طبقة جديدة وهي طبقة ارستقراطية مختلطة فيها القدامى والجدد ولم يمنع من قبول الجدد في المجالس الحكومية وفرض رايهم بالسياسة وتدخلهم
وبعد ذلك زادت اهمية هذه الطبقة الجديدة وصارت تحدد القيم الاجتماعية وتتدخل في القضاء والسلطة العسكرية
وبنتيجة هذا التطور الخطير غدت الثروة هي الشرط الاساسي للمطالبة بالسلطة السياسية فتحولت الارستقراطية القديمة الى بلوتارقية واهتمت بشؤونها الخاصة ورعايتها بشكل اكبر وبحرص اكثر

[COSTA]

وظرهت هذه الطبقة في المدن الاغريقية التي يدير فيها دفة الحكم عدد قليل من المواطنين واطلقوا عليها الاغريق اسم حكومة الاوليغاركية ومعناه حكومة الاقلية وليس الارستقراطية
وكان ابرز ما يميز نظام الحكم في هذه الحكومة ميزتان :

1- تركز السلطة في مجلس اقصرت عضويته على المتمتعين بعراقة الاصل او وفرة الثروة بحسب الطبقة الحاكمة
2- جعل التمتع بالحقوق السياسية وقفا على عدد محدود من الافراد في من تتوفر فيهم بعض الشروط الخاصة المتعلقة بعراقة الاصل او الثروة

[COSTA]

ان الازدهار الاقتصادي الذي ظهر في بلاد الاغريق ادي الى ظهور طبقة من الاغنياء واندمجوا في طبقة النبلاء القديمة وظهرت الى جانبهم طبقة اخرى من صغار التجار والصناع ( الطبقة الوسطى ) لم تجني الى ربحا قليلا
ولم تكن هذه الطبقة الوسطى كثيرة العدد بل اخذت بالتناقص نسبة الى ازدياد ثراء الطبقة الاولغاركية
وكانت الضرائب قد ثقلت عليهم ولم يعد يستطيعوا ان يتخلصوا من اعبائهم المالية
وهكذا فان النظام الجديد الذي ظهر ( الاولغاركية ) زاد من عدد افراد الطبقتين الاغنياء و صغار التجار
وبعد هذا زاد اعباء طبقة الافراد الدنيا وزادو بؤسا نسبة الى ارتفاع المعيشة ومنافسة البضائع المستوردة
واضطروا الى الاستدانة من الاغنياء وزاد عدد الدائنين واستغل الاغنياء الربا وجشعوا في فوائدهم
وبنتيجة هذه الحالة لم يستطع المستدين من دفع ما ترتب عليه ففقدوا املاكهم وحرياتهم