![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#19 |
مشرف متقاعد
|
![]() دمت اخي عاشق
دام محمود درويش دامت فلسطين ![]() ![]() ![]() مشكور لهذه الكتابات
MLUM
|
![]() |
![]() |
#20 | ||||||
مشرف متقاعد
|
![]() محمود درويش انسان فوق العادة..أو "سوبر انسان " اذا حبيتو... اسمو من رموز الكرامة الفلسطينية ( القليل الباقي من الكرامة العربية فلسطيني الجنسية...مشكور كتير رفيق
عاشت فلسطين حرة...
أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|
||||||
![]() |
![]() |
#21 | |
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
وشكرا"
..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
|
|
![]() |
![]() |
#22 | |
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
|
|
![]() |
![]() |
#23 |
مشرف متقاعد
|
![]() بربك في متل محمود درويش دخيل ربك وربو ..
|
![]() |
![]() |
#24 |
مشرف متقاعد
|
![]() محمود درويش الله الله
![]()
قالولي ليش رافع راسك و عينك قوية .. التلهم العفو كلنا ناس بس أنا من الأراضي السورية ...
|
![]() |
![]() |
#25 | |
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
|
|
![]() |
![]() |
#26 |
مشرف متقاعد
|
![]() سماء منخفضة
هُنَالِكَ حُبٌّ يسيرُ على قَدَمَيْهِ الحَرِيرِيَّتَيْن سعيدًا بغُرْبَتِهِ في الشوارع، حُبٌّ صغيرٌ فقيرٌ يُبَلِّلُهُ مَطَرٌ عابرٌ فيفيض على العابرين: ( هدايايَ أكبرُ منّي كُلُوا حِنْطَتي واشربوا خَمْرَتي فسمائي على كتفيَّ وأَرضي لَكُمْ )... هَلْ شمَمْتِ دَمَ الياسمينِ المُشَاعَ وفكَّرْتِ بي وانتظرتِ معي طائرًا أَخضرَ الذَيْلِ لا اسْمَ لَهُ? هُنَالِكَ حُبٌّ فقيرٌ يُحدِّقُ في النهرِ مُسْتَسْلِمًا للتداعي: إلى أَين تَرْكُضُ يا فَرَسَ الماءِ? عما قليل سيمتصُّكَ البحرُ فامش الهوينى إلى مَوْتكَ الاِختياريِّ، يا فَرَسَ الماء! هل كنتِ لي ضَفَّتَينْ وكان المكانُ كما ينبغي أن يكون خفيفًا خفيفًا على ذكرياتِكِ ? أَيَّ الأغاني تُحِبِّينَ ? أيَّ الأغاني? أَتلك التي تتحدَّثُ عن عَطَشِ الحُبِّ، أَمْ عن زمانٍ مضى ? هنالك حُبّ فقير، ومن طَرَفٍ واحدٍ هادئٌ هادئٌ لا يُكَسِّرُ بِلَّوْرَ أَيَّامِكِ المُـنْتَقَاةِ ولا يُوقدُ النارَ في قَمَرٍ باردٍ في سريرِكِ، لا تشعرينَ بهِ حينَ تبكينَ من هاجسٍ، رُبَّما بدلاً منه، لا تعرفين بماذا تُحِسِّين حين تَضُمِّينَ نَفسَكِ بين ذراعيكِ! أَيَّ الليالي تريدين ? أيَّ الليالي ? وما لوْنُ تِلْكَ العيونِ التي تحلُمينَ بها عندما تحلُمين? هُنَالِكَ حُبٌّ فقيرٌ، ومن طرفين يُقَلِّلُ من عَدَد اليائسين ويرفَعُ عَرْشَ الحَمَام على الجانبين. عليكِ، إذًا، أَن تَقُودي بنفسِكِ هذا الربيعَ السريعَ إلى مَنْ تُحبّينَ أَيَّ زمانٍ تريدين ? أَيَّ زمان ? لأُصبحَ شاعِرَهُ، هكذا هكذا: كُلَّما مَضَتِ امرأةٌ في المساء إلى سرِّها وَجَدَتْ شاعرًا سائرًا في هواجسها. كُلَّما غاص في نفسه شاعرٌ وَجَدَ امرأةً تتعرَّى أَمام قصيدتِهِ... أَيَّ منفىً تريدينَ? هل تذهبين معي، أَمْ تسيرين وَحْدَكِ في اسْمك منفًى يُكَلَّلُ منفًى بِلأْلاَئِهِ ? هُنالِكَ حُبٌّ يَمُرُّ بنا، دون أَن نَنْتَبِهْ، فلا هُوَ يَدْري ولا نحن نَدْري لماذا تُشرِّدُنا وردةٌ في جدارٍ قديم وتبكي فتاةٌ على مَوْقف الباص، تَقْضِمُ تُفَّاحَةً ثم تبكي وتضحَكُ: (لا شيءَ، لا شيءَ أكثر من نَحْلَةٍ عَبَرَتْ في دمي... هُنالِكَ حُبّ فقيرٌ، يُطيلُ التأمُّلَ في العابرين، ويختارُ أَصغَرَهُمْ قمرًا: أَنتَ في حاجةٍ لسماءٍ أَقلَّ ارتفاعًا، فكن صاحبي تَتَّسعْ لأَنانيَّةِ اثنين لا يعرفان لمن يُهْدِيانِ زُهُورَهُما... ربَّما كان يَقْصِدُني، رُبَّما كان يقصدُنا دون أَن نَنْتَبِهْ هُنَالِكَ حُبّ ... |
![]() |
![]() |
#27 |
مشرف متقاعد
|
![]() (هدنة مع المغول أمام غابة السنديان)
كائنات من السنْدِيان تُطيلُ الوقوفَ على التلّ.. قَدْ يصعَدُ العُشْبُ من خبزنا نحوها إِنْ تركنا المكانَ، وَقَدْ يهبط اللازوردُ السماويُّ منها إِلى الظلِّ فوق الحصونْ. مَنْ سيملأ فُخَّارنا بعدنا? مَنْ يُغيِّرُ أَعداءنا عندما يعرفونْ أَننا صاعدون إِلى التلِّ كي نمدَحَ الله.. في كائناتٍ من السنديانْ? كلُّ شيء يدلُّ على عَبَث الريح، لكننا لا نَهُبُّ هباءْ رُبَّما كان هذا النهارُ أَخَفَّ علينا من الأَمس، نحن الذينْ قد أَطالوا المكوثَ أَمام السماء، ولم يعبدوا غير ما فَقَدُوا من عبادتهمْ. رُبَّما كانت الأَرضُ أَوسعَ من وَصْفها. ربما كان هذا الطريقُ دخولاً مع الريح.. في غابة السنديانْ الضحايا تَمُرُّ من الجانبينْ، تقول كلامًا أَخيرًا وتسقط في عالَمٍ واحدٍ. سوف ينتصرُ النسْرُ والسنديانُ عليها، فلا بُدَّ مِنْ هُدْنَةٍ للشقائق في السهل كي تُخْفِيَ الميتين على الجانبين، وكيْ نَتَبَادَلَ بَعْضَ الشتائم قبل الوصول إِلى التلّ. لا بُدَّ مِنْ تَعَبٍ آدميّ يُحَوِّل تلك الخيولَ إِلى.. كائناتٍ من السنديانْ الصدى واحدٌ في البراري: صدى. والسماءُ على حجر غرْبَةٌ عَلَّقتْها الطيورُ على لا نهايات هذا الفضاء، وطارتْ.. والصدى واحدٌ في الحروب الطويلة: أُمٌّ، أَبٌ، وَلَدٌ صَدَّقوا أَنَّ خلف البحيرات خيلاً تعود إِليهم مُطَهَّمةً بالرجاء الأَخيرْ فأَعدُّوا لأحلامهم قهوةً تمنع النومَ.. في شَبَح السنديانْ كُلُّ حربٍ تُعَلِّمنا أَن نحبَّ الطبيعة أَكثرَ: بعد الحصارْ نَعْتَني بالزنابقِ أَكثرَ، نقطف قُطْنَ الحنان من اللَوْزِ في شهر آذارَ. نزرع غاردينيا في الرخام، ونَسْقي نباتاتِ جيراننا عندما يذهبون إِلى صَيْد غزلاننا. فمتى تَضَعُ الحربُ أَوزارها كي نفُكَّ خُصُورَ النساء على التلّ.. من عُقدة الرَّمز في السنديانْ? ليت أَعداءَنا يأخذون مقاعدنا في الأَساطير، كي يعلموا كم نُحبُّ الرصيفَ الذي يكرهون.. ويا ليتهم يأخذونْ ما لنا من نُحاس وبرْق.. لنأخذ منهم حرير الضجرْ ليت أَعداءنا يقرأون رسائلنا مرتين، ثلاثًا.. ليعتذروا للفراشة عن لعبة النار.. في غابة السنديانْ كم أَردنا السلامَ لسيِّدنا في الأَعالي.. لسيدنا في الكُتُبْ كم أَردنا السلامَ لغازلة الصُوف.. للطفل قرب المغارةْ لِهُواة الحياة.. لأَولاد أَعدائنا في مخابئهمْ.. للمَغُولْ عندما يذهبون إِلى ليل زوجاتهم، عندما يرحلونْ عن براعم أَزهارنا الآن.. عَنَّا، وعن وَرق السنديانْ الحروب تُعَلِّمنا أَن نذوق الهواء وأَن نمدح الماء. كَمْ ليلةً سوف نفرح بالحُمُّص الصلْب والكستنا في جيوب معاطفنا? أَمْ سننسى مهارتنا في امتصاص الرذاذ? ونسأَل: هَلْ كان في وُسْع مَنْ مات أَلاَّ يموت ليبدأ سيرتَهُ من هنا? رُبَّما.. رُبَّما نستطيع مديح النبيذ ونرفعُ نخْبًا لأَرملة السنديانْ كُلُّ قَلْبٍ هنا لا يردُّ على الناي يسقط في شَرَك العنكبوت. تمهَّلْ تمهَّلْ لتسمع رَجْعَ الصدى فوق خيل العَدُوّ، فإِنَّ المغُول يُحبُّون خمرتنا ويريدون أَن يَرْتَدوا جلد زوجاتنا في الليالي، وأَنْ يأخذوا شعراء القبيلة أَسرى، وأَنْ يقطعُوا شَجَرَ السنديانْ المغُول يريدوننا أَن نكون كما يبتغون لنا أن نكونْ حفنةً من هبوب الغبار على الصين أَو فارسٍ، ويريدوننا أَن نُحبَّ أَغانِيَهُمْ كُلَّها كي يَحُلَّ السلامُ الذي يطلبونْ.. سوف نحفظ أَمثالهم.. سوف نغفر أَفعالَهُم عندما يذهبونْ مَعَ هذا المساء إِلى ريح أَجدادهمْ خلفَ أُغنيةِ السنديانْ لمْ يجيئوا لينتصروا، فالخرافةُ ليست خرافتَهُمْ. إِنهم يهبطونْ من رحيل الخيول إِلى غرب آسيا المريضِ، ولا يعرفونْ أَنَّ في وسعنا أَن نقاوم غازان - أَرغون أَلفَ سَنَةْ بَيْدَ أَن الخرافةَ ليست خرافتَهُ. سوف يدخل عَمَّا قليلْ دينَ قتلاهُ كي يتعلَّم منهم كلامَ قُرَيش.. ومعجزةَ السنديانْ الصّدَى واحدٌ في الليالي. على قمّة الليل نُحْصي النجومَ على صدر سَيِّدنا، عُمْرَ أَولادنا - كبروا سَنَةً بعدنا - غَنَمَ الأَهل تحت الضباب، وأَعدادَ قتلى المغول، وأَعدادَنا والصدى واحدٌ في الليالي: سنرجع يومًا، فلا بُدَّ من شاعرٍ فارسيٍّ لهذا الحنين.. إِلى لُغَةِ السنديانْ الحُروبُ تعلِّمنا أَن نحبَّ التفاصيل: شكْل مفاتيحِ أَبوابنا، أن نُمَشِّطَ حنطتنا بالرموش، ونمشي خِفَافًا على أرضنا، أَن نقدِّسَ ساعاتِ قبل الغروب على شجر الزَّنْزَلَخْت.. والحروبُ تُعَلِّمُنا أَن نرى صورة الله في كل شيء، وأَنْ نَتَحَمَّل عبء الأَساطير كي نُخْرِجَ الوحشَ.. من قصَّة السنديانْ كم سنضحك من سُوس خُبْز الحروب ومن دُودِ ماء الحروب، إِذا ما انتصرنا نُعَلِّقُ أَعلامنا السودَ فوق حبال الغسيلْ ثم نَصْنَع منها جواربَ.. أَما النشيدُ، فلا بُدَّ من رَفْعِهِ في جنازات أَبطالنا الخالدين.. وأَما السبايا، فلا بُدَّ من عَتْقهنَّ، ولا بُدَّ من مَطَرٍ فَوق ذاكرة السنديانْ خَلْفَ هذا المساء نرى ما تبقَّى من الليل، عما قليلْ يشرب القَمَرُ الحُرُّ شايَ المُحَارب تحت الشجَرْ قَمَرٌ واحدٌ للجميع على الخندقين لَهُمْ ولنا، هَلْ لَهُمْ خلف تلك الجبال بيوتٌ من الطين، شايٌ، ونايٌ? وهَلْ عندهُمْ حَبَقٌ مثلنا يُرجع الذاهبين من الموت... في غابة السنديانْ? .. وأَخيرًا، صعدْنا إِلى التَلِّ. ها نحن نرتفع الآن فوق جذوع الحكاية.. ينبت عُشْبٌ جديد على دمنا وعلى دمهِمْ. سوف نحشو بنادقنا بالرياحين، سوف نُطَوِّق أَعناقَ ذاك الحمام بأَوسمة العائدين.. ولكننا لم نجد أَحدًا يقبل السِّـلْم.. لا نحن نحن ولا غيرنا غيرنا البنَادِقُ مكسورة.. والحمامُ يطير بعيدًا بعيدًا لم نجد أَحدًا ههُنا.. لم نجد أَحدًا.. لم نجد غابة السنديانْ! |
![]() |
![]() |
#28 |
مشرف متقاعد
|
![]() القصيدة التالية لا توجد في اي ديوان من دواوين محمود درويش، كتبها في رثاء المفكر الفلسطيني الكبير والرائع: إدوارد سعيد (رحمه الله)...
نيويورك، نوفمبر، الشارع الخامس الشمس صحن من المعدن المتطاير فوضى لغات زحام على مهرجان القيامة هاوية كهربائية بعلو السماء قصائد ويتمان تمثال حرية لا مبال بزوّاره جامعات مسارح قداس جاز متاحف للغد لا وقتَ في الوقت قلت لنفسي الغريبة: هل هذه بابل، أم سدوم؟ هناك التقيت بإدوارد قبل ثلاثين عاما وكان الزمان أقلَّ جموحا من الآن قال كلانا: إذا كان ماضيك تجربة فاجعل الغد معنىً ورؤيا لنذهب إلى غدنا واثقين بصدق الخيال ومعجزة العشب لا أتذكر أنّا ذهبنا إلى السينما في المساء ولكنْ سمعت هنودا قدامى ينادونني لا تثق بالحصان ولا بالحداثة لا ضحية تسأل جلادها: هل أنا أنتَ لو كان سيفي أكبرَ من وردتي هل تسأل إن كنت أفعل مثلك سؤال كهذا يثير فضول الروائي في مكتب من زجاج يطل على زنبق في الحديقة حيث تكون يد الفرضية بيضاء مثل ضمير الروائي حين يصفّي الحساب مع نزعة البشرية لا غدَ في الأمس فلتتقدمْ إذا قد يكون التقدم جسر الرجوع إلى البربرية نيويورك إدوارد يصحو على جرس الفجر يعزف لحنا لموتسارت يركض في ملعب التنس الجامعي يفكر في رحلة الفكر عبر الحدود وفوق الحواجز يقرأ نيويورك تايمز يكتب تعليقه المتوتر يلعن مستشرقا يرسل الجنرال إلى نقطة الضعف في قلب شرقية يستحمّ ويختار بذلته بأناقة ديك ويشرب قهوته بالحليب ويصرخ في الفجر: لا تتلكأ على الريح يمشي وفي الريح يعرف من هو لا سقف للريح لا بيت للريح والريح بوصلة لشمال الغريب يقول: أنا من هناك أنا من هنا ولست هناك ولست هنا ليَ اسمان يلتقيان ويفترقان ولي لغتان نسيت بأيهما كنت أحلم لي لغة إنجليزية للكتابة طيّعة المفردات ولي لغة من حوار السماء مع القدس فضية النبر لكنها لا تطيع مخيلتي والهوية قلت قال دفاع عن الذات إن الهوية بنت الولادة لكنها في النهاية إبداع صاحبها لا وراثة ماض أنا المتعدد في داخلي خارجي المتجدد لكنني أنتمي لسؤال الضحية لو لم أكن من هناك لدربت قلبي على أن يربي غزال الكناية فاحمل بلادك أنّى ذهبت وكن نرجسيَ السلوك لكي يعرفوك إذا لزم الأمر منفى هو العالم الخارجي ومنفى هو العالم الباطني فمن أنت بينهما؟ لا أعرّف نفسي لئلا أضيّعها وأنا ما أنا وأنا آخري في ثنائية تتناغم بين الكلام وبين الإشارة ولو كنت أكتب شعرا لقلت: أنا اثنان في واحد كجناحيْ سنونوة إن تأخر فصل الربيع اكتفيت بنقل الإشارة يحب بلادا ويرحل عنها هل المستحيل بعيد؟ يحب الرحيل إلى أي شيء ففي السفر الحر بين الثقافات قد يجد الباحثون عن الجوهر البشري مقاعد جاهزة للجميع هنا هامش يتقدّم أو مركز يتراجع لا الشرق شرق تماماً ولا الغرب غرب تماماً فإن الهوية مفتوحة للتعدد لا صَدَفا أو خنادق كان المجاز ينام على ضفة النهر لولا التلوث لاحتضن الضفة الثانية هل كتبت الرواية؟ حاولت حاولت أن أستعيد بها صورتي في مرايا النساء البعيدات لكنّهن توغلن في ليلهن الحصين وقلنَ: لنا عالم مستقل عن النص لن يكتب الرجل المرأة اللغز والحلم لن تكتب المرأة الرجل الرمز والنجم لا حب يشبه حباً ولا ليل يشبه ليلاً فدعنا نعدد صفات الرجال ونضحك وماذا فعلت؟ ضحكت على عبثي ورميتُ الرواية في سلة المهملات المفكر يكبح سرد الروائي والفيلسوف يشرّح ورد المغني يحب بلاداً ويرحل عنها أنا ما أقول وما سأكون سأصنع نفسي بنفسي وأختار منفاي موسوعة لفضاء الهوية منفاي خلفية المشهد الملحمي أدافع عن حاجة الشعراء إلى الغد والذكريات معاً وأدافع عن شجر ترتديه الطيورُ بلاداً ومنفى وعن قمر لم يزل صالحاً لقصيدة حب أدافع عن فكرة كسرتها هشاشة أصحابها وأدافع عن بلد خطفته الأساطير هل تستطيع الرجوع إلى أي شيْ؟ أمامي يجرّ ورائي ويسرع لا وقت في ساعتي لأخط سطوراً على الرمل لكنني أستطيع زيارة أمس كما يفعل الغرباء إذا استمعوا في المساء الحزين إلى الشاعر الرعوي: فتاة على النبع تملأ جرتها بدموع السحاب وتبكي وتضحك من نحلة لسعت قلبها في مهب الغياب هل الحب ما يوجع الماء أم مرض في الضباب ..إلى آخر الأغنية إذا قد يصيبك داء الحنين حنيني إلى الغد أبعد أعلى وأبعد حلمي يقود خطاي ورؤياي تجلس حلمي على ركبتيّ كقط أليف هو الواقعي الخيالي وابن الإرادة في وسعنا أن نعدّل حتمية الهاوية والحنينُ إلى أمس عاطفة لا تخص المفكرَ إلا ليفهم شوق الغريب إلى أدوات الغياب وأما أنا فحنيني صراع على حاضر يمسك الغد من خصيتيه ألم تتسلل إلى الأمس حين ذهبت إلى البيت بيتك في القدس في حارة الطالبية؟ هيأت نفسي لأن أتمدد في تخت أمي كما يفعل الطفل حين يخاف أباه وحاولت أن أستعيد ولادة نفسي وحاولت أن أتحسس جلد الغياب ورائحة الصيف من ياسمين الحديقة لكنّ ضبع الحقيقة فرّقني عن حنين تلفت كاللص حولي أخفت؟ وماذا أخذت؟ لا أستطيع لقاء الخسارة وجها لوجه وقفت على الباب كالمتسوّل هل أطلب الإذن من غرباء ينامون فوق سريري أنا في زيارة نفسي لخمس دقائق هل أنحني باحترام لسكان حلمي الطفولي هل يسألون: من السائل الأجنبي الفضولي هل أستطيع الكلام عن السلم والحرب بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا بلا كلمات إضافية وبلا جملة اعتراضية هل يقولون لي: لا مكان لحلمين في مخدع واحد لا أنا أو هو ولكنه قارئ يتساءل عما يقول لنا الشعر في زمن الكارثة دم ودم ودم في بلادك باسمي وباسمك في زهرة اللوز في قشرة الموز في لبن الطفل في اللون في الظل في حبة القمح في علبة الملح قناصة بارعون يصيبون أهدافهم بامتياز دما ودما ودما هذه الأرض أصغر من دم أبنائها الواقفين على عتبات القيامة مثل القرابين هل هذه الأرض حقا مباركة أم معمّدة بدم ودم ودم لا تجففه الصلوات ولا الرمل لا عدّ في صفحات الكتاب المقدس يكفي لكي يفرح الشهداء بحرية المشي فوق الغمام دم في النهار دم في الظلام دم في الكلام يقول: القصيدة قد تستضيف الخسارة خيطا من الضوء يلمع في قلب غيتارة أو مسيحا على فرس مثخن بالمجاز الجميل فليس الجمالي إلا حضور الحقيقي في الشكل. في عالم لا سماء له تصبح الأرض هاوية والقصيدة إحدى هِبات العزاء وإحدى صفات الرياح جنوبية أو شمالية لا تصف ما ترى الكاميرا من جروحك واصرخ لتسمع نفسك واصرخ لكي تعلم أن الحياة على هذه الأرض ممكنة فاخترع أملا للكلام ابتكر جهة أو سرابا يطيل الرجاء وغنّ فإن الجمالي حرية أقول: الحياة التي لا تعرّف إلا بضد هو الموت ليست حياة يقول: سنحيا ولو تركتنا الحياة إلى شأننا فلنكن سادة الكلمات التي سوف تجعل قراءها خالدين على حد تعبير صاحبك الفذ ريتسوس وقال: إذا متّ قبلكَ أوصيك بالمستحيل سألت: هل المستحيل بعيدٌ؟ فقال: على بعد جيل سألت: فإن متّ قبلك قال: أعزّي جبال الجليل وأكتب: ليس الجمالي إلا بلوغ الملائم والآن، لا تنس إن متّ قبلكَ أوصيك بالمستحيل عندما زرته في سدومَ الجديدة في عام ألفين واثنين كان يقاوم حرب سدوم على أهل بابل والسرطان معا كان كالبطل الملحمي الأخير يدافع عن حق طروادة في اقتسام الرواية نسر يودع قمته عاريا عاريا فالإقامة فوق الأولمب وفوق القممْ تثير السأم وداعا وداعا وداعا لشعر الألم محمود درويش |
![]() |
![]() |
#29 | ||||||
مشرف متقاعد
|
![]() الله يسلم هالايدين يا ابو الفوارس ...لأنو هالقصيدة ذات تأثير مزدوج ... من جهة القصيدة لمحمود درويش ..و من جهة تانية القصيدة لأدوارد سعيد
thanx ![]()
J.S: Death is the solution to all problems. No man = No problem.
|
||||||
![]() |
![]() |
#30 |
مشرف متقاعد
|
![]() هاي القصيدة نال عليها محمود درويش جائزة بقيمة 100 ألف يورو وهي قصيدة رائعة جدا" مشكور أبو الفوارس
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#31 | |
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
|
|
![]() |
![]() |
#32 | |
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
![]() |
|
![]() |
![]() |
#33 | |
مشرف متقاعد
|
![]() اقتباس:
ومن يمعن ما بين السطور يرى ذلك واضحا" نوعا" ما في مقطع القصيدة الذي يقول وأعد أضلاعي فيهرب من يدي بردى وتتركني ضفاف النيل مبتعدا" .. وأبحث عن حدود أصابعي فأرى العواصم كلها زبدا" .. |
|
![]() |
![]() |
#34 |
مشرف متقاعد
|
![]() على أربعة أحرف يقوم اسمكَ واسمي، لا على خمسة. لأن حرف الميم الثاني قطعة غيار قد نحتاج إليها أثناء السير على الطرق الوعرة. في عام واحد وُلدنا، مع فارق طفيف في الساعات وفي الجهات. وُلدنا لنتدرّب على اللعب البريء بالكلمات. ولم نكترث للموت الذي تدقه النساء الجميلات، كحبة جوز، بكعوب أحذيتهن العالية. عالياً، عالياً كان كل شيء... عالياً كالأزرق على جبال الساحل السوري. وكما يتسلق العشب الانتهازي أسوار السلطان، تسلقنا أقواس قزح، لنكتب بألوانها أسماء ما نحب من الأشياء الصغيرة والكبيرة: يداً تحلب ثدي الغزالة، مجداً لزارعي الخس في الأحواض، شغف الإسكافيّ بلمس قدَم الأميرة، ومصائر أخرى لجمهور مطرود من المسرح. لم ننكسر بدويّ هائل كما يحدث في التراجيديات الكبرى، بل كأشعة شمس على صخور مدببة لم يُسفك عليها دم من قبل، لكنها أخذت لون النبيذ الفاسد. ولم نصرخ، هناك، لأن لا أحد، هناك، ليسمع، أو يشهد. دلّتني عليك تلك الضوضاء التي أحدثتها نملة بين الخليج والمحيط، حين نجت من المذلة، واعتلت مئذنة لتؤذن في الناس بالأمل، ودلّتكَ عليّ سخرية مماثلة! ولما التقينا عرفتُكَ من سُعالك، إذ سبق لي أن حفظته من إيقاع شعرك الأول، يُفزع القطط النائمة في أزقة دمشق العتيقة، ويبعثر رائحة الياسمين. لم يكن لنا ماض ذهبي على أهبة العودة، كما يدعي رواد المقهى الخائفون من القبض على قرون الحاضر الهائج كالكبش، ولا غد أكيد، خلفنا، كما يدّعي رواد الشعر الخالي من الملح، المتخم بفراغ المطلق. لم نبحث إلا عن الحاضر. ولكننا، من فرط ما أهنّا، بشّرنا بالقيامة بصوت مرتفع، أثار علينا غضب الملائكة المنذورين لصيانة اللغة الصافية من غبار الأرض، والباحثين عن الشعر الصافي في جناح بعوضة.ودُعينا، في غرف التشريح معقّمة الهواء والكلام، إلى بتر المفردات كثيرة الاستعمال. وسرعان سرعان ما علاها الصدأ من قلة الاستعمال، وفي أولها: الحياة... ومشتقاتها. لكننا آثرنا أن نخاصم الملائكة. ممدوح لا أطيق سماع اسمك الآن، لأنه يذكّرني بما ينقصني من رغبة في الضحك معك على عورة بردى المكشوفة كأسرارنا القومية. ولأنه يذكّرني بمدى حاجتي إلى استراحة من الركض آناء النوم، بحثاً عن حلم مسروق، أراه واضحاً وأحاور السارق. ويذكّرني اسمك بما أنا فيه من طقطقة كأني حبة بلوط في موقد الفقير ليلة العيد. لهذا، أكتب اسمك ولا ألفظه، ففي الكتابة يتموّج اسمك على ماء الحضور. وفي الكلام أسمع وحش الغياب يطاردني من حرف إلى حرف، ليفترس الشلو الأخير من قلبي الجائع إلى هجائك المادح. ممدوح! ماذا فعلتَ بك وبنا؟ فلم نعد نحزن من تساقط شعرك المبلل بالزيت، فإنك تستعيده الآن من عشب الأرض. ولكن، في أية ريح أخفيت عنا سعالك، فلم يعد في غيابك مُتسع لغياب آخر. لا لأن حروف اسمك هي حروف اسمي، لا أتبيّن مَن منا هوالغائب، بل لأن الحياة التي ألفت بين ثعلبين ماكرين لم تمنحنا الوقت الكافي لنقول لها كم أحببناها، وكم أحببنا فجورها وتقواها.. فتركت ثعلباً منا بلا صاحب. لا جلجامش ولا أنكيدو. لا الخلود هو المبتغى ولا قوة الثور. فنحن الخفيفان الهشان، كواقعنا هذا، لم نطلب أكثر من وقت إضافي لنلعب بالكلمات لعباً غير بريء، هذه المرة، أو لنورث ما لم نقله بعد مَن لم يقل بعد. ولنجعل من الشعر مزاحاً مستحباً مع العدم. لكن حرف الميم الثاني في اسمك واسمي ظل قطعة غيار لا تنفع. ممدوح! هذا هو وقت الزفاف الفاحش بين الرعد والصحراء، شرق الشمال، لإنجاب الكمأ إعجازي التكوين. صِف لي ولادة الكمأة أصف لك عجزي عن وصف سر القصيدة، فانظر شرق الشمال! هي حسرة التعريف. أنين الرمل على الشاطئ حين يرفع القمر، بأصابعه الفضية، سروال البحر وقت الجزر، ويرش علينا قصيدة حب إباحية التصوّف. فاغضُضْ من صوتك، لا من بصرك، وانظر. فمنذ ولادة اللغز الكوني، والشعر مختبئ في أشد المواقع انكشافاً. ويظهر جلياً جلياً في اللامرئي من سماء مسقوفة بكفاءة الغيب. كل الأزهار شريفة حيث تُترك لحالها، ما عدا القرنفلات الحمر التي يضعها الجنرالات، ما بين وسام ونجمة، على بزة سوداء أو كحلية... لخداع أرامل الشهداء. وكل اليمامات نظيفة، حتى لو بالت على شرفاتنا والوسائد، ما عدا اليمامات التي يدرّبها الغزاة والطغاة معاً، وعلى حدة، على الطيران الرسمي في أعياد ميلادهم، وفي مناسبات وطنية أقل أهمية. الآن، لا أتذكّر شيئا منك. فالذكرى تلي الحرب والموت والزلزال. وأنت، ما زلت معي تكتب هذه المرثية، على هذه الورقة البيضاء، في هذا الليل البارد... أو نكتبها معاً لشاعر محبط. فلعلها لا تعجبه فيتوقف عن اغتيال نفسه، إلى أن يقوم غيرنا بكتابة مرثية أفضل، لا تعجبه هي أيضاً، فينتظر غيرها ويحيا أكثر، كما لو نُودي بشاعر أن انهض من هذا الألم. وأنسى الآن، لتبقى معي، أكثر من غلسٍ لم يُدركْنا ولم ندركه قبل أن تُفرغ آخر كرم عنب مقطّر في كأسك التي لا تخلو أبداً إلا لتنكسر، أيها العاصر الماهر! ليس هذا مجازاً، بل هو أسلوب ليل لا يصلح إلا ضيفاً، وأنت المضيف الباذخ. وإن افتأت عليك، كصديق حامض القلب، عاملته بالحسنى وأرقت عليه حليب الفجر. لكني لا أنسى ضحكتك التي تشبه شجرة زنزلخت مبحوحة الأغصان، عالية وعريضة، لا تاريخ لها منذ صار التاريخ قهقهة عابثة. ومنذ عادت الجرار إلى حفظ الصدى، كالزيت، خوفاً عليه من آثار الشمس الجانبية. كم حيّرني فيك انشقاق طاقاتك الإبداعية عن مسار التخصص، كعازف يحتار في أية آلة موسيقية يتلألأ. لم أقل لك إن واحداً منك يكفي لتكون عشيرة نحل تمنح العسل السوري مذاق المتعة الحارق. بحثت عن الفريد في العديد، دون أن تعلم أن الفريد هو أنت. وأنت أمامك بين يديك. ألا ترى إليك، أم وجدت نفسك أصفى في تعدّدها، يا صديقي المفرط في التشظي ككوكب يتكوّن. فصصت الثوم للقصيدة لتحمي شرايينها من التصلب. فالشعر، كالجسد، في حاجة هو أيضاً إلى عناية طبية، وإلى فصاد كلما أصيب الدم بالتلوث. آه، من التلوث الذي جعل الإيقاع نشازاً، واستبدل حفيف الشجر بموسيقى الحجر، واعتبر الحياة عبئا على الاستعارة! لكن هذا لم يهمَّك. لأن الحياة لا تُوهبُ لتُعرَّف أو تُعرَض للنقاش، بل لتُعاش... وتعاش بكاملها، وتُلتهم كقطعة حلوى إلهية، أو شفتين ناضجتي الكرز. وقد عشتها كما شئت أنت، لا كما هي شاءت. أحببتها فأحبّتك. وشاكست ما يجعلها أحد أسماء الموت، في عصر القتل المعولم الذي يمنح القتلى قسطاً من الحياة لا لشيء... إلا لينجبوا قتلى. يا ابن الحياة الحر، أيها المدافع عن جمال الوردة العفوي، وحرية العشاق في العناق على مرأى من كهّان الطهارة اللوطيين! مَن بعدكَ سيسخر ممّن يتقنون تسمية الآلهة، ولا يقدرون على تسمية الضحايا؟ يأنفون من الانتباه إلى دم مسفوك على طريق المعراج، ويُسرفون في التحديق إلى غيمة عابرة في سماء طروادة، لأن الدم قد يلطخ نقاء الحداثة المتخيلة، ولأن الغيم سرمدي الدلالات. لعلهم على حق، ما دامت هزائمنا تستدعي تطوير النقد إلى هذا الحد! لكن هذا أيضا لا يهمك، أيها المتعالي على التعالي، أيها العالي من فرط ما انحنيت بانضباط جندي أمام سنبلة، ونظرت، حزيناً غاضباً، إلى أحذية الفقراء المثقوبة، فانحزتَ إلى طريقها الممتلئ بغبار الشرف. الشرف؟ يسألك المترجم: ما معنى هذه الكلمة؟ فلم أجدها في الطبعات الجديدة من المعاجم. ممدوح، يا صديقي، لماذا كما يفعل الطرخون خانك وخاننا قلبك؟ لماذا لم تعلم كم نحبك؟ لماذا تمضي وتتركني ناقصاً؟ لماذا... لماذا؟ |
![]() |
![]() |
#35 |
مشرف متقاعد
|
![]() عاشق من فلسطين عيونِك شوكةٌ في القلب توجعني... وأعبدُها وأحميها من الريحِ وأُغمدها وراء الليل والأوجاع... أغمدها فيشعل جُرحُها ضوءَ المصابيحِ ويجعل حاضري غدُها أعزَّ عليَّ من روحي وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعينِ بأنّا مرة كنّا، وراءَ الباب، إثنينِ! كلامُكِ... كان أغنيهْ وكنت أُحاول الإنشاد ولكنَّ الشقاء أحاط بالشفة الربيعيَّة كلامك، كالسنونو، طار من بيتي فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيَّه وراءك، حيث شاء الشوقُ... وانكسرت مرايانا فصار الحزن ألفينِ ولملمنا شظايا الصوت... لم نتقن سوى مرثيَّة الوطنِ! سنزرعها معاً في صدر جيتارِ وفق سطوح نكبتنا، سنعرفها لأقمارٍ مشوَّهةٍٍ...وأحجارِ ولكنّي نسيتُ... نسيتُ... يا مجهولةَ الصوتِ: رحيلك أصدأ الجيتار... أم صمتي؟! رأيتُك أمسِ في الميناءْ مسافرة بلا أهل... بلا زادِ ركضتُ إليكِ كالأيتامُ، أسأل حكمة الأجداد: لماذا تُسحبُ البيَّارة الخضراءْ إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناءْ وتبقى، رغم رحلتها ورغم روائح الأملاح والأشواق، تبقى دائماً خضراء؟ وأكتب في مفكرتي: أُحبُّ البرتقال. وأكرهُ الميناء وأَردف في مفكرتي: على الميناء وقفتُ. وكانت الدنيا عيونَ شتاءْ وقشر البرتقال لنا. وخلفي كانت الصحراء! رأيتُكِ في جبال الشوك راعيةً بلا أغنام مطارَدةً، وفي الأطلال... وكنت حديقتي، وأنا غريب الدّار أدقُّ الباب يا قلبي على قلبي... يقرم الباب والشبّاك والإسمنت والأحجار! رأيتكِ في خوابي الماء والقمحِ محطَّمةً. رأيتك في مقاهي الليل خادمةً رأيتك في شعاع الدمع والجرحِ. وأنتِ الرئة الأخرى بصدري... أنتِ أنتِ الصوتُ في شفتي... وأنتِ الماء، أنتِ النار! رأيتكِ عند باب الكهف... عند النار مُعَلَّقَةً على حبل الغسيل ثيابَ أيتامك رأيتك في المواقد... في الشوارع... في الزرائب... في دمِ الشمسِ رأيتك في أغاني اليُتم والبؤسِ! رأيتك ملء ملح البحر والرملِ وكنتِ جميلة كالأرض... كالأطفال... كالفلِّ وأُقسم: من رموش العين سوف أُخيط منديلا وأنقش فوقه شعراً لعينيكِ وإسماً حين أسقيه فؤاداً ذاب ترتيلا... يمدُّ عرائش الأيكِ... سأكتب جملة أغلى من الشُهَدَاء والقُبَلِ: "فلسطينيةً كانتِ. ولم تزلِ!" فتحتُ الباب والشباك في ليل الأعاصيرِ على قمرٍ تصلَّب في ليالينا وقلتُ لليلتي: دوري! وراء الليل والسورِ... فلي وعد مع الكلمات والنورِ. وأنتِ حديقتي العذراءُ... ما دامت أغانينا سيوفاً حين نشرعها وأنتِ وفيَّة كالقمح... ما دامت أغانينا سماداً حين نزرعها وأنت كنخلة في البال، ما انكسرتْ لعاصفةٍ وحطّابِ وما جزَّت ضفائرَها وحوشُ البيد والغابِ... ولكني أنا المنفيُّ خلف السور والبابِ خُذينيَ تحت عينيكِ خذيني، أينما كنتِ خذيني، كيفما كنتِ أردِّ إليَّ لون الوجه والبدنِ وضوء القلب والعينِ وملح الخبز واللحنِ وطعم الأرض والوطنِ! خُذيني تحت عينيكِ خذيني لوحة زيتيَّةً في كوخ حسراتِ خذيني آيةً من سفر مأساتي خذيني لعبة... حجراً من البيت ليذكر جيلُنا الآتي مساربه إلى البيتِ! فلسطينيةَ العينين والوشمِ فلسطينية الإسمِ فلسطينية الأحلام والهمِّ فلسطينية المنديل والقدمَين والجسمِ فلسطينية الكلمات والصمتِ فلسنينية الصوتِ فلسطينية الميلاد والموتِ حملتُك في دفاتريَ القديمةِ نار أشعاري حملتُك زادَ أسفاري وباسمك، صحتُ في الوديانْ: خيولُ الروم!... أعرفها وإن يتبدَّل الميدان! خُذُوا حَذَراً... من البرق الذي صكَّته أُغنيتي على الصوَّانْ أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسانْ أنا. ومحطِّم الأوثانْ. حدود الشام أزرعها قصائد تطلق العقبان! وباسمك، صحت بالأعداءْ: كلي لحمي إذا نمت ياديدانْ فبيض النمل لا يلد النسور وبيضةُُ الأفعى... يخبىء قشرُها ثعبانْ! خيول الروم... أعرفها وأعرف قبلها أني أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسان! محمود درويش |
![]() |
![]() |
#36 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() مشكور كتير حلو
![]()
يسوع ما بقيلي غيرك ...... ما تتركني
|
![]() |
![]() ![]() |
|
|