أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05/01/2006   #19
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي مكافأة أنقياء القلب


أنقياء القلب يعاينون الله، ويرونه الآن في شخص المسيح الذي قال: «اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» (يوحنا 14: 9). وقد رأى سمعان الشيخ الله في المسيح، لما حمله طفلاً وقال: «الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ» (لوقا 2: 29-31).
وأنقياء القلب يعاينون الله، بمعنى أنهم يختبرون حضوره الدائم معهم، فيرون مجده كما اختبره يعقوب أب الأسباط في الصحراء، عندما رأى سلماً منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء، وملائكة الله صاعدة ونازلة عليها، وسمع الرب يقول له: «أَنَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ.. فَقَالَ: حَقّاً إِنَّ الرَّبَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!.. مَا أَرْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا إِلا بَيْتُ اللهِ وَهَذَا بَابُ السَّمَاءِ!» (تكوين 28: 10-22).. كما اختبره داود النبي أوقات شدَّته فقال: «إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي» (مزمور 23: 4). ولا غرابة فقد قال الله: « تَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ» (إرميا 29: 13).
ويختبر نقي القلب حضور الله الدائم فيه، لأنه هيكل حي متحرك، فيقول الوحي: « أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ» (1كورنثوس 6: 19، 20).
وفي هذا قال المسيح: « اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي.. إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً» (يوحنا 14: 21، 23).
وتساءل المرنم: « مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟». ثم أجاب على سؤاله بقوله: « اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ، وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ، الَّذِي لَمْ يَحْمِلْ نَفْسَهُ إِلَى الْبَاطِلِ، وَلاَ حَلَفَ كَذِباً. يَحْمِلُ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَبِرّاً مِنْ إِلَهِ خَلاَصِهِ» (مزمور 24: 3-5).
ونقي القلب يدرك الله، أما غير النقي فيَصدُق عليه القول: « النُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ» ( يوحنا 1: 5) كما يرى شخصٌ عادي النجوم، أما عالِم الفلك فيدركها. ويرى الإنسان العادي عظمة الله في الكون، أما نقي القلب فيدرك بعقله وقلبه هذه العظمة فيعتمد عليها.
ولا بد أن أنقياء القلب يرون الله عياناً عندما يدخلون مجده، كما قيل: « أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ» (1يوحنا 3: 2).
آية للحفظ
« طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ» (متى 5:
صلاة
« اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ، وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي. عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ أَسْلُكْ فِي حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِخَوْفِ اسْمِكَ

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #20
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي السعيد هو الذي يصنع السلام


طُوبَى لِصَانِعِي السَّلامِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْن» (متى 5: 9) السلام ليس غياب الخصام فقط، بل حصول الإنسان على ما يُسعده ويمتعه بالخير. وصانع السلام يقدِّم لمن هم حوله الخير الأسمى. وهو في هذا يكون حكيماً « الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ، فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ» (يعقوب 3: 17).
(أ) الله صانع السلام:
الذي يرتقي في السلّم الروحي ويصل إلى درجة نقاوة القلب، لا بد أن يجد سعادته في صُنع السلام، متشبِّهاً بربِّه الذي صنع السلام وصالحنا لنفسه، رغم أن تكلفة هذه المصالحة كانت باهظة جداً. والمؤمن الذي يصنع السلام ينهج على مثال سيده، ويتبع خطواته، ويسير في طريقه، لأنه « إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً. وَلَكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ.. لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ» (2كورنثوس 5: 17، 18، 21).
أوقعت الخطية الخصومة بين الإنسان والله، وبددت الأُنس الذي كان بين آدم وخالقه. وسعيد هو الإنسان الذي يتصالح مع الله، بالطريقة التي وضحها الله في الإنجيل، فيقول مع صحبه من المؤمنين: « فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ» (رومية 5: 1، 2).
(ب) المؤمن في سلام مع نفسه:
كل من يصنع السلام ترتقي نفسه في الروحيات، فيكون في صلح مع الله ومع نفسه. إن في داخلنا صراعاً بين طاعة الله وطاعة الشرير، وهذا الصراع يضيِّع سلام الإنسان. ويقول الوحي عن هذه الحرب الروحية: « اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ .. وَلَكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ. إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ فَلْنَسْلُكْ أَيْضاً بِحَسَبِ الرُّوحِ» (غلاطية 5: 16، 17، 24، 25).
(ج) المؤمن في سلام مع الآخرين:
السعيد هو الذي يصنع السلام بينه وبين الآخرين. وقد حذَّرنا سليمان الحكيم من الخصومة فيقول عن الشرير: « فِي قَلْبِهِ أَكَاذِيبُ. يَخْتَرِعُ الشَّرَّ فِي كُلِّ حِينٍ. يَزْرَعُ خُصُومَات.. هَذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ: عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ. لِسَانٌ كَاذِبٌ. أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَماً بَرِيئاً. قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَاراً رَدِيئَةً. أَرْجُلٌ سَرِيعَةُ الْجَرَيَانِ إِلَى السُّوءِ. شَاهِدُ زُورٍ يَفُوهُ بِالأَكَاذِيبِ، وَزَارِعُ خُصُومَاتٍ بَيْنَ إِخْوَةٍ» (أمثال 6: 14، 16-19). ويقول: « رَجُلُ الأَكَاذِيبِ يُطْلِقُ الْخُصُومَةَ، وَالنَّمَّامُ يُفَرِّقُ الأَصْدِقَاءَ.. كَلاَمُ النَّمَّامِ مِثْلُ لُقَمٍ حُلْوَةٍ فَيَنْزِلُ إِلَى مَخَادِعِ الْبَطْنِ» (أمثال 16: 28، 26: 22).
حقاً « لَيْسَ سَلاَمٌ قَالَ إِلَهِي لِلأَشْرَارِ» (إشعياء 57: 21)، أما للمؤمن فتقول الوصية الرسولية: « كُونُوا جَمِيعاً مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ، غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً. لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّاماً صَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِالْمَكْرِ. لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ» (1بطرس 3: 8-11).
ف ما أجمل أن نطيع الوصية « إِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَه» (لوقا 17: 3). « لاَ تُجَازُوا أَحَداً عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ. إِنْ كَانَ مُمْكِناً فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ» (رومية 12: 17، 1.
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #21
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


د) المؤمن يصنع السلام بين الناس: والسعيد الذي يرتقي في السلّم الروحي يصنع السلام بين الناس وبعضهم، فإذا عرف أن اثنين متخاصمان يسعى ليصلح بينهما، مهما كلفه هذا من عناء. إنه الذي يعمل على إنهاء المشاجرات ولا يهنأ باله حتى تصفو القلوب وتسود المحبة.
كان شاب يعمل واعظاً في قرية صغيرة، عندما نشب نزاعٌ بين العائلتين الكبيرتين فيها، وكاد النزاع يؤدي إلى جريمة قتل، فقام ذلك الواعظ بصُنع السلام بين العائلتين بأن كان يستدرج أفراد العائلة الأولى ليذكروا محاسن وأفضال العائلة الثانية، ثم ينقل هذه الكلمات الطيبة إلى العائلة الأخرى، فصبَّ بذلك ماءً على نار الخصام وأطفأها!
(هـ) المؤمن يصنع السلام بين الناس والله:
والارتقاء الأعظم لصانع السلام أن يصنع السلام بين الناس والله «أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ» (2كورنثوس 5: 19، 20). وبهذا ن طيع الوصية الرسولية « أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا» (يعقوب 5: 19، 20). فيتم لنا قول النبي: « وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ (يضيئون) كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ» (دانيال 12: 3).
(و) صانع السلام هو ابن لله:
اعتاد العبرانيون أن يطلقوا على صانع السلام لقب «ابن السلام» وعلى من يشجع غيره لقب «ابن الوعظ» أي ابن التشجيع (أعمال 4: 36).. وصانعو السلام هم أبناء الله، بمعنى أنهم يقومون بصنع السلام كما يفعل الله!
آية للحفظ
« طُوبَى لِصَانِعِي السَّلامِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْن» (متى 5: 9)
صلاة
علِّمني يا رب أن أعود إليك فور ضلالي عنك، وأن أردَّ خاطئاً عن ضلال طريقه، فأضيء كالكواكب إلى أبد الدهور.
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #22
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي السعيد هو الذي يحتمل الألم


طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. 11 طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. 12 افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ» (متى 5: 10-12). الدرجة العليا في سلم الارتقاء الروحي هي أن المؤمن الذي يطيع الوصية ويحب الربَّ من كل قلبه وفكره وقدرته يحب البشر جميعاً، أصدقاء وأعداء، ويحتمل كل افتراءٍ وألمٍ منهم من أجل المسيح الذي قال: « مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا» (متى 10: 37-39).
والسعيد حقاً هو الذي يطيع وصية المسيح: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ» (متى 16: 24-27).
والسعيد حقاً هو من يقبل اضطهاد العالم له بسبب مبادئه الإلهية، لأنه ينتظر المجازاة السماوية من عند الله، تحقيقاً لوعود الله الصادقة والأمينة.
في هذه التطويبة الثامنة يقول المسيح إن المطرودين من أجل البر سعداء لثلاثة أسباب:
1- لأن لهم ملكوت السماوات: (آية 10).
يقرِّب الاضطهاد المؤمنين كأفرادٍ وككنيسة من الله، ويجعلهم يستندون عليه أكثر، وهو يجعل الكنيسة تنمو في التمسك بالشهادة للرب، وقد كانت دماء الشهداء بذار الكنيسة على مرِّ العصور، كما قيل: « وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ فَتَشَتَّتَ الْجَمِيعُ فِي كُوَرِ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ مَا عَدَا الرُّسُلَ.. فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ» (أعمال 8: 1، 4).
ويقف الرب إلى جانب كل مؤمن متألم، كما قيل: « اللهُ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا» (1كورنثوس 10: 13).
وقد اختبر الرسول يعقوب هذه الصُّحبة السماوية وقت الاضطهاد، فكتب لإخوته المضطَهَدين: « اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ.. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» (يعقوب 1: 2، 12).. كما اختبرها الرسول بولس، فقال: «إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ. فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» (رومية 8: 17، 1.
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #23
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لأن هذا يبيِّن صدق إيمانهم: (آية 11). يقع الاضطهاد على المؤمنين «من أجل المسيح» وافتراءً من المُضطهِدين، كما جرى مع استفانوس، الشهيد المسيحي الأول، فيقول الوحي عنه: « فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ.. حِينَئِذٍ دَسُّوا لِرِجَالٍ يَقُولُونَ: إِنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ تَجْدِيفٍ عَلَى مُوسَى وَعَلَى اللهِ.. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَالشُّهُودُ خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي. ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ. وَكَانَ شَاوُلُ رَاضِياً بِقَتْلِهِ» (أعمال 6: 8، 11 و7: 55-8: 1).
وأعلن المسيح أن السعادة من نصيب المضطهَد بشرطين: أن يكون اضطهاده من أجل البر، وأن يكون لأسباب كاذبة. فلم يطوِّب المسيح الذين يقاسون بسبب أخطائهم، بل الذين يعانون بسبب برِّهم. وفي هذا يقول الوحي: « لأَنَّ هَذَا فَضْلٌ إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ يَحْتَمِلُ أَحْزَاناً مُتَأَلِّماً بِالظُّلْمِ، لأَنَّهُ أَيُّ مَجْدٍ هُوَ إِنْ كُنْتُمْ تُلْطَمُونَ مُخْطِئِينَ فَتَصْبِرُونَ؟ بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهَذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ. لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ. الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ، بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ» (1بطرس 2: 19-23).
3- ولأنهم يشاركون أنبياء الله الصادقين: (آية 12).
احتمل أنبياء الله في كل العصور الكثير من الاضطهاد لأجل رسالتهم السماوية، فقالت الرسالة إلى العبرانيين عن آلام الأنبياء: « تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ» (عبرانيين 11: 36-3.
وقال المسيح لتلاميذه: « إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كلاَمَكُمْ. لَكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هَذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي» (يوحنا 15: 18-21).
وقال الله عن الرسول بولس: « هَذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي» (أعمال 9: 15، 16). فكتب بولس لمؤمني فيلبي يقول: « قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» (فيلبي 1: 29).
فلماذا يضطهد عالمنا الأبرار مع أنه يحتاج إليهم وإلى برِّهم؟ والإجابة هي: أنه يضطهدهم لأنه لا يريد أن يكون باراً.. ويضطهدهم لأنهم مختلفون عنه.. ولأنهم يرفضون مبادئه.. ولأنهم يدافعون عن قضايا مكروهة عنده، فقد « أَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ» (يوحنا 3: 19-21
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #24
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


في رواية «سياحة المسيحي» تخيَّل كاتبها «يوحنا بنيان» أن السائح المسيحي في طريقه للسماء مرَّ بسوقٍ اسمه «سوق الأباطيل» فيه بضاعة أهل العالم، ولما دعوه ليشتري بضاعتهم رفض، فجرّوه للمحاكمة أمام أربعة قضاة، هم «كاره الحق» و«عديم الصلاح» و«الحقود» و«الخليع» فأصدر القضاة حكمهم بالتخلص منه «لأن وجوده يحرمهم من الراحة».
وهذا ما قاله الملك أخآب للنبي إيليا: «أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟» فأجابه النبي: «لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ، بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ، وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ (وثن) الْبَعْلِيمِ » (1ملوك 18: 17، 1.
وهو عين ما قاله ديمتريوس الصائغ الذي كان يصنع أصنام «أرطاميس» (ديانا) وكان يُكسِب العاملين معه مكسباً كبيراً، فجمع صانعي الأصنام وبائعيها وقال لهم: « أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ سِعَتَنَا إِنَّمَا هِيَ مِنْ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ، وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَتَسْمَعُونَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَفَسُسَ فَقَطْ بَلْ مِنْ جَمِيعِ أَسِيَّا تَقْرِيباً اسْتَمَالَ وَأَزَاغَ بُولُسُ هَذَا جَمْعاً كَثِيراً قَائِلاً: إِنَّ الَّتِي تُصْنَعُ بِالأَيَادِي لَيْسَتْ آلِهَةً. فَلَيْسَ نَصِيبُنَا هَذَا وَحْدَهُ فِي خَطَرٍ مِنْ أَنْ يَحْصُلَ فِي إِهَانَةٍ، بَلْ أَيْضاً هَيْكَلُ أَرْطَامِيسَ الإِلَهَةِ الْعَظِيمَةِ، أَنْ يُحْسَبَ لاَ شَيْءَ، وَأَنْ سَوْفَ تُهْدَمُ عَظَمَتُهَا، هِيَ الَّتِي يَعْبُدُهَا جَمِيعُ أَسِيَّا وَالْمَسْكُونَةِ. فَلَمَّا سَمِعُوا امْتَلأُوا غَضَباً، وَطَفِقُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ الأَفَسُسِيِّينَ! فَامْتَلأَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا اضْطِرَاباً وَانْدَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى الْمَشْهَدِ، خَاطِفِينَ مَعَهُمْ غَايُوسَ وَأَرِسْتَرْخُسَ الْمَكِدُونِيَّيْنِ رَفِيقَيْ بُولُسَ فِي السَّفَرِ» (أعمال 19: 25-29).
طوبى لك إن كنت تتألم من أجل مبادئك المقدسة، فقد سبقك رجال الله الأتقياء، وكافأهم الله بالحياة الأبدية في ملكوت السماوات! احسب آلامك فرحاً، ولا تشتكِ ولا تَرْثِ لنفسك، ولا ترُد إساءة العالم لك بإساءة، بل صلِّ مع استفانوس، الشهيد المسيحي الأول قائلاً: «يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ» (أعمال 7: 60). فقد صلى سيدك لأجل صالبيه: « يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا 23: 34).
آية للحفظ
«طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَات» (متى 5: 10)
صلاة
أشكرك لأنك وقفت معي يوم تألمت بسبب أخطائي، وأشكرك لأنك أسعدتني وقويتني لأحتمل الاضطهاد من أجلك وأنا بريء
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #25
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي تأثير الارتقاء الروحي


عندما يرتقي المؤمن في سلم الحياة الروحية، يحب الله أكثر مما يحب نفسه، ويترك تأثيره الصالح على المحيطين به، فيصبح سعيداً ومصدر سعادة لأهل مجتمعه، ويدعوه المسيح «ملحاً للأرض» و«نوراً للعالم».

وواضح من التشبيهين أن المؤمنين الذين هم «ملح للأرض ونور للعالم» موجودون في الأرض والعالم، لكنهم ليسوا من الأرض ولا من العالم، ففي عالمنا مملكتان: مملكة الله والخير، وهي مملكة الملح والنور؛ ومملكة الشر وهي الأرض والعالم. وعلى مملكة الله أن تضيء الطريق لمملكة العالم ليرى أتباعها نور المسيح.


1- السعيد هو من يملِّح الأرض

قال المسيح للذين ارتقوا درجات سلم التطويبات: «أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لا يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلا لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ» (متى 5: 13).

(أ) الملح نقي: والمؤمن يجب أن يكون نقياً. كان الرومان يعتبرون الملح نقياً لأنه مأخوذ من البحر والشمس، ولأنه أبيض اللون. وقال الله لموسى أن يضع بخوراً عطراً في خيمة الاجتماع « صَنْعَةَ الْعَطَّارِ، مُمَلَّحاً نَقِيّاً مُقَدَّساً » (خروج 30: 35). وبحسب شريعة موسى كان الملح يُضاف إلى القرابين، فتقول الشريعة: « وَكُلُّ قُرْبَانٍ مِنْ تَقَادِمِكَ بِالْمِلْحِ تُمَلِّحُهُ، وَلاَ تُخْلِ تَقْدِمَتَكَ مِنْ مِلْحِ عَهْدِ إِلَهِكَ. عَلَى جَمِيعِ قَرَابِينِكَ تُقَرِّبُ مِلْحاً» (لاويين 2: 13).

(ب) وكان الملح غالي الثمن: والمؤمن عزيز على الرب يقول له: « إِذْ صِرْتَ عَزِيزاً فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّماً، وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ» (إشعياء 43: 3) . كان القدماء يعقدون معاهداتهم ومواثيقهم على الملح لأنه ثمين، فقال الملك أبيا، حفيد الملك داود، لبني إسرائيل: « أَمَا لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ أَعْطَى الْمُلْكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ لِدَاوُدَ إِلَى الأَبَدِ وَلِبَنِيهِ بِعَهْدِ مِلْحٍ؟ » (2أخبار 13: 5). ونحن نقول عن الصداقة والوفاء «أكل عيش وملح» أي المشاركة في الطعام. وكتب سكان عبر النهر إلى الملك أحشويروش يقولون: « وَالآنَ بِمَا إِنَّنَا نَأْكُلُ مِلْحَ دَارِ الْمَلِكِ، وَلاَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نَرَى ضَرَرَ الْمَلِكِ، لِذَلِكَ أَرْسَلْنَا فَأَعْلَمْنَا الْمَلِكَ» (عزرا 4: 14).
(ج) والملح يحفظ الطعام من الفساد: والمؤمن يحفظ العالم من الفساد. جاء في سفر الملوك الثاني أن الشعب لجأ إلى النبي أليشع يقول: «هُوَذَا مَوْقِعُ الْمَدِينَةِ حَسَنٌ كَمَا يَرَى سَيِّدِي، وَأَمَّا الْمِيَاهُ فَرَدِيئَةٌ وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ». فَقَالَ: «ائْتُونِي بِصَحْنٍ جَدِيدٍ وَضَعُوا فِيهِ مِلْحاً». فَأَتُوهُ بِهِ، فَخَرَجَ إِلَى نَبْعِ الْمَاءِ وَطَرَحَ فِيهِ الْمِلْحَ وَقَالَ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ أَبْرَأْتُ هَذِهِ الْمِيَاهَ. لاَ يَكُونُ فِيهَا أَيْضاً مَوْتٌ وَلاَ جَدْبٌ». فَبَرِئَتِ الْمِيَاهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ حَسَبَ قَوْلِ أَلِيشَعَ الَّذِي نَطَقَ بِهِ» (2ملوك 2: 19-22).
فعندما يسمّي المسيح المؤمنين «ملح الأرض» يقصد أنهم يجب أن يكونوا أنقياء، وذوي قيمة، لأنهم كالملح الذي يحفظ الطعام من الفساد.
(د) والملح يعطي الطعام طعماً مقبولاً: وكذلك المؤمن. يتساءل أيوب: « هَلْ يُؤْكَلُ الْمَسِيخُ بِلاَ مِلْحٍ ؟» (أيوب 6: 6). و«المسيخ» هو الطعام الخالي من الطعم والنكهة. فإن الملح يجعل الطعام مقبول الطعم
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #26
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ويقوم الملح بعمله بدون ضوضاء: وهكذا يجب أن يعمل المؤمن، معطياً الفضل كله للرب صاحب الفضل، كما قال المسيح: «احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!» (متى 6: 1، 2). وفي هذا يشبه المؤمن سيده الذي قيل عنه: «لاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَرْفَعُ، وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ» (إشعياء 42: 2).
(و) والملح يذوب في الطعام ويتغلغل فيه: لا بد أن يعيش المؤمن في العالم ليباركه، كما صلى المسيح: « لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ » (يوحنا 17: 15). لا بد للملح من أن يتغلغل في الطعام ويذوب فيه ليحفظه من الفساد، وليعطيه الطعم المقبول. والمؤمن الحقيقي هو الذي يعيش إيمانه وسط مجتمعه، غير منعزلٍ عنه.
(ز) وعلى المؤمن أن يحترس من أن يفقد ملوحته، فلا يجد من يملحه: قال المسيح: « اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلَكِنْ إِذَا صَارَ الْمِلْحُ بِلاَ مُلُوحَةٍ، فَبِمَاذَا تُصْلِحُونَهُ؟ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ مِلْحٌ وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً» (مرقس 9: 50). ويفقد الملح مميزاته إن اختلط بمواد غريبة وبالأقذار. فعلى المؤمن أن يحترس من أن يتلوَّث بالفساد الذي في العالم فيفقد ملوحته، و« لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحاً بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ » (كولوسي 4: 6).
ويلقى الملح الذي يفقد ملوحته نهايتان سيئتان: يطرحه الله خارجاً فيسقط من النعمة (غلاطية 5: 4)، ويدوسه الناس بأرجلهم لأنه فقد قوة تأثيره!
آية للحفظ
«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ» (متى 5: 13)
صلاة
احفظني يا رب من أن تختلط حياتي بأقذار هذا العالم، وساعدني لأحفظ نفسي طاهراً
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #27
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي والسعيد هو من ينير العالم


أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، 15 وَلا يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ، فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16 فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى 5: 14-16). (أ) يستمد المؤمن نوره من المسيح نور العالم: وذلك كما يستمد القمر نوره من الشمس. قال المسيح: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ.. مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ» (يوحنا 8: 12، 9: 5). ونوره هو نور الحق. و« اللهُ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا (نحن المؤمنين)، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ » (2كورنثوس 4: 6). فيجب أن «تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ» (فيلبي 2: 15).
أيها المؤمن، لا تسمح لشيء أن يفصلك عن المسيح فيحدث خسوف في حياتك، كما يحدث للقمر عندما تفصل الأرض بينه وبين الشمس!
(ب) النور لا يمكن أن يختفي: المدينة المبنية على جبل، لا يمكن أن تختفي! ويتطلع العالم دائماً إلى المؤمنين الذين يجب أن يضيئوا للعالم. ويقول الوحي: « صِرْنَا مَنْظَراً لِلْعَالَمِ لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ » (1كورنثوس 4: 9). والمؤمنون سراج العالم بأعمالهم وسيرتهم وشهادتهم، فيجب أن يوضعوا فوق منارة ليضيئوا للجميع. فيجب « أَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرٍّ يُمَجِّدُونَ اللهَ فِي يَوْمِ الاِفْتِقَادِ، مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِكُمُ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُلاَحِظُونَهَا » (1بطرس 2: 12).

(ج) قد يضع المؤمن نوره «تحت مكيال» أو يغطيه « بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ»: ( لوقا 8: 16) فينشغل بتجارته وأعماله ومكاييله، أو يغلبه الكسل والخمول والنوم الروحي، فيحجب نور المسيح الذي فيه عن مجتمعه. « فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!» (متى 6: 23). فليعمل كل مؤمن كل ما بوسعه ليرى الناس أعماله الحسنة، كما كان المعمدان « السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ » (يوحنا 5: 35)، فأرشد الناس للمسيح « حَمَل اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» (يوحنا 1: 29)، وكما كان داود سراج بني إسرائيل (2صموئيل 21: 17).
(د) والنور يعمل في صمت: المصباح الذي يُحدث ضوضاءً مصباحٌ مُشكِل! فلنحافظ على مصباحنا منيراً في صمت، لأن المصباح الصالح لا يصدر ضوضاء، بل يضيء في هدوء، ويقول: « أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي» (يعقوب 2: 1. أما الذي يلفت الأنظار بضوضائه فيحتاج إلى تهذيب!
(هـ) والنور يكلف: فالشمعة تحترق لتضيء لمن هم حولها. فكن مستعداً لأن تدفع تكلفة الإنارة للآخرين، كما قال الرسول بولس لمؤمني مدينة كورنثوس: «فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ» (2كورنثوس 12: 15).
(و) والنور الموضوع على المنارة يضيء الطريق للناس: فعندما يرون أعمال المؤمنين الحسنة، يمجدون أباهم السماوي، ويتبعونه مؤمنين به، لأن نور الفادي المشعّ في المؤمنين يجذبهم إلى رب الفداء.
آية للحفظ
«أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ» (متى 5: 14)
صلاة
هبني أن أكون سراجاً متقداً منيراً فأجتذب الناس إلى معرفة المسيح الطريق والحق والحياة
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #28
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي شريعة جديدة للارتقاء الروحي


المؤمن الذي ارتقى درجات السلم الروحي يتبع دستور شريعة المسيح الجديدة، التي لا تغفل ولا تنقض الشريعة القديمة، بل تكملها، فهي لا تنقض شريعة «لا تقتل» (خروج 20: 13) ولكنها تكملها بأن تنهى عن الغضب الذي قد يؤدي إلى القتل، بل إنها تعتبر الغضب كالقتل (متى 5: 21-26). وهي لا تنقض وصية «لا تزنِ» (خروج 20: 14) ولكنها تكملها بأن تطالب بشريعة طهارة العين واليد (متى 5: 27-30). وهي لا تنقض شريعة «عين بعين» (لاويين 24: 20) ولكنها تكملها بالغفران الكامل للمسيء، وإظهار كل محبة له (متى 5: 38-41).. وهكذا.
1- الشريعة القديمة:
«17 لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. 18 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ» (متى 5: 17، 1.
كان الفريسيون متمسكين بشريعة موسى ونبوات الأنبياء لأنها كلها جاءت مباشرة من عند الله، تعلن إرادته التي لا تتغير، وكانوا يرون في تطبيقها وطاعتها رجاءهم الوحيد.
فلما جاء المسيح بالتطويبات ظنوا أنه ينقض شريعة موسى وتعاليم الأنبياء وينسخها، لأنهم لاحظوا أنه كان يشفي في يوم السبت، كما سمح لتلاميذه أن يقطفوا سنابل القمح في ذلك اليوم، فظنوه يكسر الوصية (مرقس 2: 23-3: 6). وصُدموا وهم يرونه يختار أتباعه من عامة الشعب من الصيادين وجُباة الضرائب، فاتهموه أنه «مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ» (متى 11: 19) فلا بد أن يكون على شاكلتهم. وكان أسلوبه الوعظي مختلفاً عن الأسلوب الذي اعتادوا سماعه، وهو الأسلوب الذي كان يستمد سلطانه من اقتباس أقوال أساتذة الشريعة القدماء، كما أنه لم يكن قد تخرَّج من مدرسة لاهوتية فقهية.
ولهذا أعلن المسيح أنه جاء ليكمل الشريعة وأقوال الأنبياء لا لينقضها. والفعل «يكمِّل» يعني: «يؤكد» و«يثبِّت» و«ينفذ» و«يوضح المعنى». فالإنجيل كامنٌ في العهد القديم، ولكنه معلَنٌ في العهد الجديد «وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ، مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.. لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ» (رومية 3: 21، 10: 4). وقال الأسقف رايل: «العهد القديم هو الإنجيل في البرعم، أما العهد الجديد فهو الإنجيل في الزهرة.. العهد القديم هو الإنجيل في ورقة النبات، أما العهد الجديد فهو الإنجيل في السنبلة الكاملة».
حقاً «اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ» (متى 24: 35). «كَانَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ. وَلَكِنَّ زَوَالَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ» (لوقا 16: 16، 17).
ويقول الوحي عن المؤمنين «مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّ كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ، وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا» (1بطرس 1: 23-25).
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #29
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي كيف أكمل المسيح الناموس؟


أكمل المسيح الناموس بأن أوضح معناه الحقيقي، وهو المحبة لله من كل القلب، ومحبة الآخرين كالنفس، ف أكمله برفعه من مرتبة الحرفيات إلى الروحيات. وقد أوجز القديس أغسطينوس شريعة المسيح الجديدة بقوله «أحبَّ الله وافعل ما شئت!». وأوجزها المسيح بقوله: « كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ، لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ» (متى 7: 12). و عندما جاءه أحد معلمي الشريعة يسأل المسيح: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» أجابه: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ» (مرقس 12: 29-31).
وبروح المسيح قال الرسول: « لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ، لأَنَّ «لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُل.ْ لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَشْتَهِ» وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: «أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرّاً لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ » (رومية 13: 8-10).
واعتبر المسيح الدافع على العمل يسبق العمل نفسه، فعلَّم بضرورة فعل الصواب وليس فقط الامتناع عن الخطأ.. وعلَّم أن روح الشريعة يسمو على طقوسها، فهو يريد «رَحْمَةً لا ذَبِيحَةً» (متى 9: 13، 12: 7).
(ب) وأكمل المسيح أقوال الناموس والأنبياء بأن أطاعها شخصياً بالتمام والكمال، فأكمل كل بر (متى 3: 10) حتى تحدى أعداءه أن يبكتوه على خطية (يوحنا 8: 46) فهو حمل الله الذي بلا عيب ولا دنس (1بطرس 1: 19) « الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ » (1بطرس 2: 22).
(ج) وأكمل المسيح شريعة موسى وأقوال الأنبياء، عندما تحققت كل نبواتها في شخصه، فقد تنبأ موسى أن الله سيقيم لبني إسرائيل نبياً مثله (تثنية 18: 15، 1 فجاء المسيح مثل موسى في أنه «عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ» وفي أنه أجرى معجزات كثيرة (تثنية 34: 10-12). وتمت في المسيح أكثر من 300 نبوَّة توراتية، كما تحققت فيه رموز ذبائح الشريعة الموسوية لأنه «حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يوحنا 1: 29).
(د) وأكمل المسيح الناموس للبشر، فكتبه على القلوب وليس فقط على لوحين من حجر، كما قال الله: « أُعْطِيكُمْ قَلْباً جَدِيداً، وَأَجْعَلُ رُوحاً جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ » (حزقيال 36: 26).
(هـ) وأكَّد المسيح أن كلمة الله باقية بنصِّها لا يتغير منها حرف واحد، لأن الله الذي أوحى بها وعد أن يحفظها، فلا يستطيع إنسان أن يعبث بما أعلنه الله ووعد أن يضمن سلامته، فلا مبدِّل لكلماته. قال المسيح: «زَوَالُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ» (لوقا 16: 17). ويقول الوحي: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هَذَا يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هَذِهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هَذَا الْكِتَابِ» (رؤيا 22: 18، 19).
وأكد المسيح أن وعوده باقية ثابتة لا تتغيَّر، كما قال يشوع لبني إسرائيل: « وَتَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ. الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ » (يشوع 23: 14). وكما قال الملك سليمان لشعبه: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي أَعْطَى رَاحَةً لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ، وَلَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ كُلِّ كَلاَمِهِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِهِ » (1ملوك 8: 56
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #30
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


الشريعة الجديدة: «19 فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 20 فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ» (متى 5: 19، 20) .
قسَّم اليهود الوصايا إلى كبرى وصغرى، وقالوا إن أصغر الوصايا الصغرى هي القائلة: «إِذَا اتَّفَقَ قُدَّامَكَ عُشُّ طَائِرٍ فِي الطَّرِيقِ فِي شَجَرَةٍ مَا أَوْ عَلى الأَرْضِ فِيهِ فِرَاخٌ أَوْ بَيْضٌ، وَالأُمُّ حَاضِنَةٌ الفِرَاخَ أَوِ البَيْضَ، فَلا تَأْخُذِ الأُمَّ مَعَ الأَوْلادِ » (تثنية 22: 6).
وقد نقض الكتبة والفريسيون الوصايا الكبرى والصغرى بأن حفظوها وتفرَّغوا لطاعتها وتلقينها كطقوس وفرائض، دون أن تكون لهم علاقة أُنسٍ حميمة بالرب، حتى وبَّخهم المسيح بالقول: «أَنْتُمُ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ! وَلَكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ. إِنَّ الْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رِجْسٌ قُدَّامَ اللهِ» (لوقا 16: 15) .
و نقضوا شريعة موسى بأن أضافوا إليها من عندهم ما ليس فيها، فدفنوا الحق الإلهي بأكوام تعاليمهم البشرية.
ونقضوها بأن افتخروا بأنفسهم واحتقروا الآخرين، ونسوا الحق والرحمة، فقال المسيح لهم: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ، لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ» (متى 23: 23).
وقد طالب المسيح أتباعه أن يزيد برهم عن بر الكتبة والفريسيين، بمعنى أن يكون البر من القلب، لا مجرد مظاهر عبادة خارجية مفروضة « لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ» (1صموئيل 16: 7).
والقلب الذي يطلب الله برَّه هو القلب الجديد الذي تنبأ النبي إرميا أنه آتٍ بالمسيح، فقد قال الله على فم نبيِّه إرميا: « هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً» (إرميا 31: 33).
وبهذا أوصت الشريعة الجديدة بحفظ جميع وصايا الشريعة القديمة، حرفياً وروحياً، فيحفظ المؤمن القانون وروح القانون. فعلى المؤمنين بالمسيح أن يطيعوا كل الوصايا ويعلِّموا بها، حتى إن كانت غير متساوية في السمو، لأنها كلها أوامر إلهية. والأصغر في نظر الله هو الذي ينقض أية وصية، صغيرة كانت أم كبيرة.
وواضحٌ للمسيحي الحقيقي أن « مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ » (يعقوب 2: 10)، فإن أصغر ثقب في السفينة يغرقها، وأصغر ذرة رمل في الساعة توقفها، والنار الصغيرة تحرق وقوداً كثيراً، واللسان وهو عضو صغير يفتخر متعظماً (يعقوب 3: 5).
آية للحفظ
«إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ» (متى 5: 20)
صلاة
علِّمني يا رب أن أطيعك من كل قلبي، وأن أحبك بكل قدرتي، فتكون طاعتي لك طاعة الحب والاتباع، لا طاعة الطقس والفروض
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #31
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في المصالحة



«21 قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لا تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.
23 فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ، 24 فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.
25 كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ سَرِيعاً مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ لِئَلا يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ. 26 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لا تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ!» (متى 5: 21-26).
في هذه الآيات نرى ثلاث حقائق:
1 - الوصيتان القديمة والجديدة: (آيتا 21، 22).
كانت الوصية السادسة تقول «لا تَقْتُلْ» (خروج 20: 13). وقال الله: « سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ» (تكوين 9: 6). ولكن المسيح تعمَّق بنا إلى الدافع على القتل، وهو الغضب، ويعني به الغضب العميق في القلب الذي غذّاه الغضوب فترة طويلة. فعالج المسيح في وصيته الجديدة المشكلة من جذورها، ودخل بالإنسان إلى مخادع قلبه الداخلية، ليفحص اتجاهاته وميوله الفكرية. كما عالج عداوة الفكر والقول، ف لم يقُل إن الغضب يؤدي إلى القتل، إنما قال إنه هو القتل!
وتقول الوصية الرسولية: « وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ انْتُمْ أَيْضاً الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ» (كولوسي 3: .
« مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً » فيجب أن نحذر من الغضب الباطل الذي لا مبرِّر له، على أخٍ لنا في الإنسانية، لئلا نصبح مثل قايين الذي قتل أخاه هابيل، و« كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ» (1يوحنا 3: 15) . وكل من يغضب على أخيه باطلاً يستوجب الحكم من محكمة القرية التي كان عدد قضاتها سبعة. ولكن إن قال أحدٌ لأخيه «رَقَا» (أي: يا فارغ العقل) يكون مستوجب حكم المجمع الذي عدد قضاته سبعون، لأنه سخر من ذكاء إنسان آخر! أما إن قال له «يَا أَحْمَقُ» (أي: يا غبي، يا جاهل) يكون مستوجب الحكم من الله في نار جهنم.
وقد حذَّرنا المسيح من «الغضب باطلاً» لأن معظم الغضب يكون لأسباب تافهة، لكنها تتجمَّع في فكر الإنسان حتى يتَّهم أخاه بأنه فارغ العقل، وأحمق! فيفقد الشخص الغضوب سلامه الشخصي، ويهدم أخاه أيضاً. فما أشد خطورة الغضب الباطل على الغضوب وعلى غيره، وما أشد خطورة احتقار الآخرين لأنها كبرياء من المحتقِر وضياع لقيمة المحتقَر! ولنا في قصص الوحي أمثلة للنتيجة السيئة للغضب الباطل، نذكر منها أربعة أمثلة:
* مَثَلٌ من غضب هارون وأخته مريم على أخيهما موسى الكليم، يوم تزوج موسى من سيدة زنجية كوشية، فغضب الرب على مريم وهارون، وضرب مريم بالبرص (سفر العدد 12)..
* ومَثلٌ ثانٍ من غضب ميكال زوجة الملك داود على زوجها الذي كان يرقص أمام تابوت عهد الرب، فأُصيبت بالعُقم (2صموئيل 6: 20-23)..
* ومثل ثالث من غضب نعمان السرياني (قائد الجيش السوري الأبرص) على نبي الله أليشع، لأن النبي أرسل له رَسُولاً يَقُولُ: «اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الأُرْدُنِّ فَيَرْجِعَ لَحْمُكَ إِلَيْكَ وَتَطْهُرَ». فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: «هُوَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَيَّ وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِهِ وَيُرَدِّدُ يَدَهُ فَوْقَ الْمَوْضِعِ فَيَشْفِي الأَبْرَصَ! أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ نَهْرَا دِمَشْقَ أَحْسَنَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَمَا كُنْتُ أَغْتَسِلُ بِهِمَا فَأَطْهُرَ؟». وَرَجَعَ وَمَضَى بِغَيْظٍ. فَتَقَدَّمَ عَبِيدُهُ وَقَالُوا: «يَا أَبَانَا، لَوْ قَالَ لَكَ النَّبِيُّ أَمْراً عَظِيماً أَمَا كُنْتَ تَعْمَلُهُ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذْ قَالَ لَكَ: اغْتَسِلْ وَاطْهُرْ؟». فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَسَبَ قَوْلِ رَجُلِ اللَّهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ» (2ملوك 5: 10-14)..
* ومثل رابع من غضب الملك هيرودس على المجوس الذين لم يرجعوا إليه ليخبروه بمكان ميلاد المسيح، فأمر بقتل كل صبيان بيت لحم من عمر سنتين وأقل (متى 2: 16).
قد يقول قائل: أنا لم أقتل أحداً، فيوجِّه الروح القدس إليه سؤالاً: ألم تغضب على شخص لم يقف ليحييك؟ لقد قتلته في قلبك!
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #32
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


فلنستمع إلى نصائح الوحي:
«بَطِيءُ الْغَضَبِ كَثِيرُ الْفَهْمِ، وَقَصِيرُ الرُّوحِ مُعَلِّي الْحَمَقِ» (أمثال 14: 29)
«اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَمُ الْمُوجِعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ» (أمثال 15: 1)
«اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً» (أمثال 16: 32)
«لاَ تُسْرِعْ بِرُوحِكَ إِلَى الْغَضَبِ، لأَنَّ الْغَضَبَ يَسْتَقِرُّ فِي حِضْنِ الْجُهَّالِ» (جامعة 7: 9)
«إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ» (يعقوب 1: 19، 20)
2- واجب المؤمن نحو أخيه: (آيتا 23، 24).
صوَّر المسيح عابداً ذهب إلى الهيكل يحمل قرباناً، فمرَّ برواق الأمم، ومنه إلى دار النساء، ثم دار الرجال، إلى أن وصل إلى دار الكهنة، وهناك وقف أمام الكاهن، ووضع يده على رأس ذبيحته. وفجأة تذكر أنه أساء لأخٍ له، وكان قد نسي الإساءة، غالباً بسبب تفاهتها.. لمثل هذا العابد قال المسيح إنه يجب أن يترك ذبيحته أمام المذبح، ويذهب أولاً ليصطلح مع أخيه. وبعد أن يعتذر عن خطئه يعود إلى الهيكل ليقدم قربانه. وفي هذا يقول المسيح إن المصالحة تسبق العبادة.
يجب أن نحذر من كل فكر أو كلمة أو نظرة أو عمل عدائي، لأن هذا يقود إلى نهايات مؤسفة. « لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَاناً» (أفسس 4: 26، 27).
على المؤمن الذي ارتقى روحياً أن يعترف بالخطأ عندما يحتقر أخاه ويشتمه، وعليه أن يغفر للآخر الذي احتقره وشتمه. لا عليك إن كان هو عدوَّك، لكن لا تكن أنت عدواً لأحد.
3- واجب المؤمن نحو خصمه: (آيتا 25، 26).
في هاتين الآيتين أوصانا المسيح أن نبادر بحل مشاكلنا بعيداً عن المحاكم والقضاء، وقبل ضياع الفرصة. فإن كان عليك دَيْنٌ لأحد، سدِّده وعالج المشكلة من بدايتها قبل أن تقع في مشاكل أكبر. « لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ» (رومية 13: .
افعل كل ما تستطيعه لتحيا في سلام، وصفِّ حساباتك قبل أن تتعقد، ويقع فيها أولادك وأحفادك! لا تترك الديون تتراكم والمشاكل تتعمق فتقودك إلى العنف الذي يولِّد مزيداً من العنف، وقد يصبح ثأراً لا ينتهي «لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ» (متى 26: 52).
آية للحفظ
«اذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ» (متى 5: 24)
صلاة
ساعدني يا رب أن ألاحظ مشاعري، فأحترس من الغضب وأكون طويل الأناة، كما أنك طويل الأناة عليَّ
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #33
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في الطهارة


قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29 فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30 وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. «31 وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ. 32 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي».

في هذه الآيات نجد ثلاثة أفكار رئيسية:
1- تكميل الشريعة القديمة: (آيتا 27، 2.
كل من يرتقي في السلَّم الروحي يطيع الوصيتين السادسة والسابعة «لا تقْتُلْ.. لا تَزْنِ» (خروج 20: 13، 14) بأن يستأصل من داخله ما يدفعه إلى القتل والزنا، فيُطوَّب بالقول: «طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ».
وليس المقصود بهذا التعليم إدانة الجنس، فالجنس داخل إطار الزواج بركة من الله، فقد رأى الله أنه «لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نَظِيرَهُ» (تكوين 2: 1 وعندنا الوصية الرسولية: «لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ» (عبرانيين 13: 4). لكن المقصود منه أن يتحكم المؤمن في نظرات عينيه ولمسات يده، فكل ما يسعد الإنسان بغير مشيئة الله عبودية، وكل ما يسعد الإنسان في مرضاة الله يُغني الحياة.
نبَّرت شريعة موسى على الفعل، أما الشريعة المسيحية فتنبِّر على ما يسبِّب الفعل ويدفع إليه، فأوصانا المسيح أن نمتنع عن النظر بقصد الشهوة، فيصبح الفكر عملاً. قال القديس أغسطينوس إن الخطية تبدأ بنظرة، تقود إلى تكوين صورة، تتبعها الشهوة، يتلوها السقوط. وهذا ما حدث مع أمنا حواء يوم أغرتها الحية بالأكل من الشجرة الممنوعة «فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ» (تكوين 3: 6).
وشرح عخان ما جعله يعصى الوصية، بقوله: «رَأَيْتُ فِي الْغَنِيمَةِ.. فَاشْتَهَيْتُهَا، وَأَخَذْتُهَا. وَهَا هِيَ مَطْمُورَةٌ فِي الأَرْضِ فِي وَسَطِ خَيْمَتِي» (يشوع 7: 21).
وهذا ما حدث مع نبي الله داود «فِي وَقْتِ الْمَسَاء.. قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ، وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ.. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا» (2صموئيل 11: 2-4).
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #34
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


طريق الارتقاء الروحي: (آيتا 29، 30). لا يمكن أن يكون المسيح قد قصد حرفياً قلع العين اليمنى أو بتر اليد اليمنى، فإن هذا يُبقي عيناً يسرى ويداً يسرى يمكنهما أن يؤديا إلى الشهوة! وقد خلق الله الجفون لتغلق العيون، لكن العيون تتخيَّل من وراء الجفون المغلقة!
لم يقصد المسيح إذاً إجراء جراحة في الجسد، إنما قصد إجراء جراحة في القلب والميول والاتجاهات، وقصد أن نبتعد عن مثيرات الشهوة، من صُور إباحية، أو كتب سوقية، أو أماكن مشبوهة، أو أصدقاء فاسدين. وقصد أن يهرب الإنسان من أفكار الشر، كما نصح الحكيم: «بَاعِدْ رِجْلَكَ عَنِ الشَّرِّ» (أمثال 4: 27) وكما قال يوسف لزوجة فوطيفار: «كَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟».. فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: «اضْطَجِعْ مَعِي». فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ» (تكوين 39: 9-12).
فليكن يوسف لنا مثالاً ونحن نطيع الوصية الرسولية: «أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ.. لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ» (2تيموثاوس 2: 22 وتيطس 2: 11، 12).
ولا شك أن إمام الصابرين أيوب تدرج في سلم الارتقاء الروحي، فقال: «عَهْداً قَطَعْتُ لِعَيْنَيَّ فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ!.. إِنْ حَادَتْ خَطَوَاتِي عَنِ الطَّرِيقِ وَذَهَبَ قَلْبِي وَرَاءَ عَيْنَيَّ، أَوْ لَصِقَ عَيْبٌ بِكَفِّي، أَزْرَعْ وَغَيْرِي يَأْكُلْ وَفُرُوعِي تُسْتَأْصَلْ. إِنْ غَوِيَ قَلْبِي عَلَى امْرَأَةٍ أَوْ كَمَنْتُ عَلَى بَابِ قَرِيبِي، فَلْتَطْحَنِ امْرَأَتِي لآخَرَ وَلْيَنْحَنِ عَلَيْهَا آخَرُونَ، لأَنَّ هَذِهِ رَذِيلَةٌ وَهِيَ إِثْمٌ يُعْرَضُ لِلْقُضَاةِ» (أيوب 31: 1، 7-11).
3- الارتقاء مع شريك الحياة: (آيتا 31، 32).
من البدء خلق الله آدم واحداً وخلق له زوجة واحدة هي حواء لتكون معيناً نظيره. وأوردت التوراة قصة الزواج الأول بالقول: «أَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْماً. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ» (تكوين 2: 21، 22).
ومن هنا نرى شريعة الزوجة الواحدة، ونرى التعبير عن الحب بين الزوجين في أول قصيدة نُظمت في التاريخ، أنشدها آدم حالما رأى زوجته، فقال: «هَذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». كما يعبر المؤرخ المقدس عن هذا الحب في تعليقه على خلق حواء بقوله: «يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً». وهو تعليق ورد في التكوين 2: 24، وفي كلام المسيح (متى 19: 5، ومرقس 10: 7) وفي كتابة بولس الرسول (أفسس 5: 31).
ونلاحظ أن الله خلق حواء من أحد أضلاع آدم، لتكون قريبة من قلبه ليحبها، ومن تحت ذراعه ليحميها. ولم يخلقها من رأسه حتى لا تتسلط عليه، ولا خلقها من قدمه حتى لا يدوسها، فقد أراد الله للزواج أن يكون شركة مقدسة بين شخصين متحابين، مدى الحياة، بحسب الوصية الرسولية: «وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ» (1كورنثوس 7: 10، 11).
وقد ذكرت التوراة سبباً واحداً للطلاق في القول: «إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا، فَإِنْ لمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ ، وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا، وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ» (تثنية 24: 1). أما «عيب شيء» فهو الزنا حسب تفسير «الفقيه اليهودي شمعي»، ولو أن الفقيه اليهودي «هلّيل» قال إن «عيب شيء» هو عدم رضا الزوج على زوجته في أي أمر. وعلَّم المسيح أن «عيب شيء» هو الزنا، وكانت مناسبة هذا التعليم أنه قال: «يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». فسأله الفريسيون: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟» فأجابهم: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ، وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي» (متى 19: 5-9).
إذاً فقساوة القلب تُنتج طلاقاً، لذلك قال الله: «فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ، وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِامْرَأَةِ شَبَابِهِ، لأَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلاَق» (ملاخي 2: 15، 16).
وكان قصد شريعة موسى أن تليِّن القلب القاسي وتحدّ من الطلاق العشوائي، فأمرت الرجل أن يعطي زوجته «كتاب طلاق» وهذا يستغرق وقتاً يمكن أن يراجع الزوج فيه نفسه، كما أن «كتاب الطلاق» يحتاج إلى قاضٍ ومحكمة، وهذا يحد من حرية الزوج المطلقة في أمر التطليق.
وسبب تعليم المسيح في الزواج، أن الزوج والزوجة جسد واحد جمعه الله، لا يفرق بينهما إنسان، ولكن يفرق بينهما الزنا. فإذا حدث طلاق لغير علّة الزنا يكون الطلاق أمام الله باطلاً، ويكون الزواج أمام الله قائماً. فإذا ارتبط أحدهما بزواج آخر يكون أمام الله بمرتبة الزنا. وكلما ارتقى المؤمن في درجات السلّم الروحي استطاع أن ينفِّذ شريعة الطهارة ويطيعها. وما أجمل ما قال القديس يوحنا فم الذهب: «كيف يمكن للمسكين بالروح، الوديع، الرحيم أن يطرد زوجته؟ وكيف يمكن أن الذي يصنع سلاماً يخاصم شريك حياته؟».
آية للحفظ
«فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ» (متى 5: 29)
صلاة
يا رب، قدِّس عينيَّ ويديَّ فيكون نظري بحسب مشيئتك، ولا تلمس يداي سوى ما يرض
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #35
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الارتقاء في الصدق


أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ، 35 وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36 وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37 بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ».
1- الشريعة القديمة: (آية 33).
علَّمت الشريعة القديمة بضرورة الوفاء بالقسَم، فقالت: «لاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ» (لاويين 19: 12). وقالت: «إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْراً لِلرَّبِّ أَوْ أَقْسَمَ قَسَماً، أَنْ يُلزِمَ نَفْسَهُ بِلازِمٍ، فَلا يَنْقُضْ كَلامَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ» (عدد 30: 2).
ولكن فقهاء الدين اليهودي في عصر المسيح أساءوا تفسير الوصية، وقالوا إن القسَم باسم الله مُلزم، أما القسَم الذي لا يُذكر فيه اسم الله فغير ملزم! فكانوا يحلفون بغير اسم الله ليهربوا من الوفاء بوعودهم وأقسامهم، كأن يحلفوا بالسماء أو الأرض أو أورشليم أو رؤوسهم، فدعاهم المسيح «القادة العميان الجُهال» ووبَّخهم بالقول: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ! أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ، أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ! أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ، أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ، وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ، وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللَّهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ!» (متى 23: 16-22).
2- الشريعة الجديدة: (آيات 34-37).
نهى المسيح عن القسم بالله وبأي شخص أو شيء آخر، لأن الله موجود في كل مكان وزمان يشهد على كل ما نقول، سواء حلفنا باسمه أم بغيره، فالسماء كرسيه، والأرض موطئ قدميه، وأورشليم وكل ما فيها مدينته، ورأس الحالف خليقته، لا يقدر الإنسان أن يتحكَّم في لون شعرها! فمن الحكمة أن نطيع الوصية الرسولية «قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي لاَ تَحْلِفُوا لاَ بِالسَّمَاءِ وَلاَ بِالأَرْضِ وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ» (يعقوب 5: 12).
إن كل ما نقوله هو أمام الله، كما قال الرسول بولس: «أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ لاَ أَكْذِبُ، وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ» (رومية 9: 1). وكما أوصى: «اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ» (أفسس 4: 25). فليكن كلامنا واضحاً صادقاً «نعم نعم، لا لا».
وبالرغم من هذه الوصية الواضحة لا زال البشر يتكلمون كثيراً، لأن للكلام قوة وتأثيراً كبيراً على سامعه، فإن نافذة الفكر هي الأذن، ونحن نؤثر في الآخرين بما نقوله. وكل من يشعر أنه يقول الحق لا يحتاج لأن يسند كلامه بالقسَم. وأنت لا تحتاج إلى القسَم في حياتك اليومية، وسيظل الناس يصدقونك إلى أن تكذب عليهم، فتضيع ثقتهم فيك مهما أقسمت! ولذلك فإن الذي يعرف أن الناس لن يصدقوه يُكثر من الأقسام! وما أحسن أن نطيع نصيحة القديس أكليمندس الإسكندري الذي قال إن على المؤمن أن يحيا حياة تجعل الناس يصدقونه، فلا يطلبون منه أن يوثِّق كلامة بقسَم.
إن القسَم يُضعف الحق، فالحق لا يحتاج أن يستند على عكازة القسم، أما الذي يعرف أنه يكذب فيُقسم ليصدِّقه الناس
  رد مع اقتباس
قديم 05/01/2006   #36
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي القسَم في المحكمة


لم يقصد المسيح أن يمنع القسَم في المحكمة، فإن الوحي يقول: «الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ» (تثنية 6: 13). ويقول: «فَإِنَّ النَّاسَ يُقْسِمُونَ بِالأَعْظَمِ، وَنِهَايَةُ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ عِنْدَهُمْ لأَجْلِ التَّثْبِيتِ هِيَ الْقَسَمُ. فَلِذَلِكَ إِذْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ أَكْثَرَ كَثِيراً لِوَرَثَةِ الْمَوْعِدِ عَدَمَ تَغَيُّرِ قَضَائِهِ، تَوَسَّطَ بِقَسَمٍ» (عبرانيين 6: 16، 17). وعند محاكمة المسيح قال له رئيس الكهنة: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» أجابه: «أَنْتَ قُلْتَ!» (متى 26: 63، 64).
آية للحفظ
«لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ» (متى 5: 37)
صلاة
سامحني على استخدام اسمك الكريم بالباطل وبدون داعٍ، وعلمني أن أوقِّر اسمك أكثر مما أوقر اسم أبي الأرضي أو اسم عائلتي
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 09:14 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.54201 seconds with 12 queries