![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#163 | ||||||
مشرف
|
![]() غادة السمان: حوار: اسماعيل فقيه (شاعر من لبنان) أنا كاتبة تحاول أن تخترع نفسها كل يوم .. امرأة لا تطاق! أشعر انني تمردت أقل مما ينبغي .. عدم الأمان هو الذي حرضني على الكتابة والانتماء الى الورقة البيضاء غادة السمان امرأة كثيفة الحضور والغياب، حاضرة في الكتاب والكتب والمؤلفات التي تختزن الصور المفتوحة على مختلف الألوان والأحوال والأهوال، وغائبة في أغوار كل من يأنس بقراءتها، غائبة في خياله غائبة متسربة الى شتى اللحظات، كأنها، بكلماتها، تبث عطرا يتغلغل ويستقر دون أن يرى. غادة التي أحبت بيروت بكل ما تملك من حب، غادة التي كتبت الحب والكوابيس والتمرد والسفر والقبيلة والمرافئ والبحر والزمان والمكان، غادة "المتلبسة بالقراءة" عادت الى بيروت بعد غياب عنها دام 15 سنة في اوروبا وأمريكا، عادت وكأنها لم تغادر مدينة القلق الجميلة، حاملة حزمة من الأشواق والوعود الفاتنة. غادة قررت الاستقرار في بيروت والتخلي عن الغربة، لذلك هي اليوم في بيروت.. وقبل ان ترتب شؤون الاستقرار، طرقنا بابها ففتحت لنا ودار بيننا حديث شيق، وهذه وقائعه: * غادة السمان من أنت، من أين تأتين، أين تقيمين الى أين تذهبين، ما أسم ايامك وحياتك، من أي ايقاعات تطلعين وأي جحيم تراقين، ومن أي حب تنبتين.. وهل انت امرأة من حبر وورق؟ - أنا كاتبة تحاول أن تخترع نفسها كل يوم، ولذا فأنا امرأة لا تطاق! أقيم في الزلزال.. أطلع من ايقاعات العواصف أرقب جحيمي العربي كمن يحدق في وجهه داخل المرآة فأنا من بعض خيوط السجادة العربية الكبيرة الممتدة من المحيط الى الخليج. لعلى كاتبة دورتها الدموية من الحبر تسبح فيها أسماك مشعة هي حروف الابجدية العربي. اختمر الشوق لبيروت * عادت غادة الى بيروت بعد غياب وغربة، لماذا العودة الآن، هل اختمرت ظروف العودة اليوم أكثر من قبل؟ - لا... لم تختمر ظروف العودة، لكن الشوق هو الذي اختمر، بيروت مدينة مقلقة وقلقة أكثر من أي وقت مضى، ولكنني مشتاقة الى عالمي العربي أكثر من أي وقت مضى أيضا! * الغياب عن بيروت ماذا غيب عنك وماذا أعطاك؟ - غيب عني أحبائي والذين كنت سأحبهم لو عرفتهم، هذا الغياب أعطاني فرصة عيش دورة دراسية في باريس عمرها خمسة عشر عاما عشتها في ظل الزخم الفكري والثقافي التنويري التعددي الابداعي، في مدينة هي بحق عاصمة من العواصم الثقافية للعالم. لقد عشت في جنيف وفي لندن وفي نيويورك لكن تجربتي مع باريس فكريا وثقافيا كانت الأطول وربما الأكثر ثراء. * ثمة من يقول ان اكتشاف بيروت يتم من خارجها كمن يقف على تلة عالية ويراقبها جيدا، هل عاشت غادة هذا الشعور أو انها ترى الأمور في غير معنى؟ - اكتشاف بيروت يتم من خارجها ومن داخلها في آن .. من الجميل ان نقف على تلة عالية ونرقب الامور من بعيد جدا، شرط أن نكون قبل ذلك قد اندسسنا في أحشاء المدينة وعشنا موتها وحياتها وذعرها وفرحها. وتلك حالي مع كابوسي المفضل بيروت! * أنت الآن في بيروت، بيروت غير التي غادرتها قبل أعوام، ما الذي تغير فيها وماذا تعني لك بيروت التي شهدت وتشهد تحولات متتالية؟ - لا تزال بيروت في نظري ساحة للصراع من أجل حرية الفكر العربي، ولا تزال عاصمة الحرية العربية بالمقياس النسبي، ولا تزال المعارك بين رعايا التنوير وبين أهل الميول الظلامية مندلعة. بهذا المعنى لم تتبدل بيروت كثيرا من حيث الجوهر وان كان اعداء الحرية يزدادون ضراوة ويرتدون أقنعة اكثر حذقا وقربا من نفوسنا للأسف ويتنكرون بوجوه أجداد لنا نحبها ونجلهم عن استعمالات البعض السياسية لهم. * البعد عن بيروت والكتابة عنها هو بمثابة الهروب ما رأيك؟ - ربما كان ذلك بمثابة الهرب منها إليها! بيروت حبيب مناكد يشتهي المرء الهرب منه ولا يفلح كل مرة. * كتبت يوما "لا بحر في بيروت"، واليوم تحقق ظنك بحر بيروت يردم ويردم معه نظرات العشاق الشاخصة الى البعيد، هل سنقرأ لك (لا عشق في بيروت)؟ - لا بحر في بيروت؟ معقول! لا حب في بيروت؟ أستعير عبارة أم كلثوم مع اسلوبها في تنغيمها "آهو دا اللي مش ممكن أبدا ..." عيون العشاق هي البحر الذي يستعصي على جرافات الردم بصخر النسيان أو الفتور.
انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
آخر تعديل butterfly يوم 27/11/2006 في 12:54. |
||||||
![]() |
#164 | ||||||
مشرف
|
![]() منفية الى الحياة * أين كنت أثناء غيابك عن بيروت منفية، هاربة، مغتربة، مهاجرة، مطرودة...؟ - ثمة لحظات أشعر فيها أنني منفية الى الحياة، منفية الى قشرة الجسد، منفية الى كوكبنا وغربتي ليست غربة أوطان بل غربة انسان. وثمة لحظات أستطيع دائما التأكد انه ثمة فارق ما بين الغربة والوطن. ومهما اغتربت – حتى داخل جلدي – فالوطن مكاني الأصلي. * هل كنت أثناء غربتك تتابعين ما ينشر من الانتاج الأدبي والشعري في لبنان؟ - كنت اتابعه قدر الامكان، وبكثير من اللهفة والفضول، ولم يكن الأمر سهلا في باريس وسوها. ولطالما أثقلت على الأصدقاء وكلفتهم بشراء بعض الكتب لي لأظل أتابع، ما يدور. أمتنا لم تصب بالعقم ابداعيا * جيل من الشعراء والكتاب الجدد كتبوا ونشروا وأسسوا لغة شعرية حديثة وملفتة، هل تعرفت على هذه التجارب وما هو رأيك فيها؟ - تعرفت على بعض هذه التجارب وخطف بعضها انتباهي. رأيي فيها ايجابي الى أبعد مدى، لست من المتلذذين بمعزوفة "مات الشعر العربي الأصيل" وأعتقد أن التجديد جزء من أصالتنا كعرب. أمتنا لم تصب العقم ابداعيا وما من مبدع رحل الا وسينبت مكانه شاب جديد في سنبلة العطاء العربي. أنا متحمسة وشبه منحازة للمبدعين الشباب والشابات. * كتابة ما بعد الحرب، ولنقل الجيل الجديد، هل تعتبرين أنها كانت بمستوى ما حدث أي انها كانت الانعكاس الطبيعي لماض ممزق؟ - انها الى حد بعيد الانعكاس الطبيعي الابداعي لماض ملتبس وممزق، لكن المطلوب منها أكثر من ذلك. أعني ينقص بعضها عنصر "الرائي" الذي يتجاوز ما كان. بعد ان يتمثله ليلقي ضوءا على ما قد يكون.. وهو عنصر يندر ان أجده في قاع نبرات بعض المبدعين الشبان، الخروج شعريا من دور "المفعول به" الى درو الشاعر "الفاعل" هو من أهم المطلوب – في نظري. الكتابة مرادفة لاغيتال موتي * الكتابة في حياة غادة تكاد تكون الغذاء اليومي، هل الكتابة عندك هي مرادف للعيش؟ - الكتابة عندي مرادفة احيانا لاغتيال موتي الشخصي، انها اسلوبي في قتل الموت. حينما أكتب، أشبه طفلا يرمي بالحصى تنينا مرعبا يهاجمه وهو يرغي ويزبد وينفخ النار والرعد في وجهه. * هل تعتبرين الغربة مكانا آمنا ومحرضا على الكتابة؟ - ما من مكان آمن في كوكبنا ما دمنا نحمل الشعور بعدم الأمان في أي مكان يحرضنا على الكتابة، كمن يقاوم منافيه المتعددة بالانتماء الى الورقة البيضاء. * يتحدث البعض عن متعة ولذة الكتابة، فيما نجدها عند كنشاط ضروري لاستمرار الحياة وهنا فرق شاسع بين المتعة والنشاط، من أين ينبع، بالضبط، شعور الكتابة عند غادة؟ - هل الكتابة عندي "نشاط" أم "احباط"؟ لا أدري بالضبط. تراك لو استجوبت نحلة، لماذا تصنع عسلها او لو استجوبت نملة صغيرة مهرولة في الحقل او سنجابا يراقص شجرة ما الذي كانوا سيقولونه لك عن دافعهم لذلك؟ أنا اكتب فقط، وهذا كل شيء.. أكتب بعيدا عن الكلمات الكبيرة كلها، ودون أن أقول لك: أنا أكتب اذن أنا موجود. ما زلت مشاغبة .. * غادة الكاتبة اليوم غير غادة الكاتبة في الثمانينات وقبلها، أين أنت اليوم في بحر الموضوع، الى أين وصلت وهل علقت، أم ما زلت تسبحين وتغوصين بمارة المجربة –المحترفة...؟ - ما زلت مشاغبة على العنكبوت والغبار وعبادة الفرد في حياتنا العربية، وتلك معركة بلا وصول وبلا بداية ولا نهاية. * كتابك القديم "الجسد حقيبة سفر" هل ينطبق هذا العنوان على جسدك وسفرك خصوصا وانك اليوم في سفر دائم؟ - ينطبق هذا العنوان على الناس جميعا وأنا منهم. كلنا حقائب سفر ترحل من الولادة الى الموت ولا تملك الا ان تطيع حين ينادى عليها لتستقل طائرتها الاخيرة. الاستقرار الوحيد الحقيقي هو ذلك الذي نعرفه في القبر، بيتنا النهائي. أما الرحم فمسكن مؤقت، لا يتجاوز عقد ايجارنا فيه تسعة أشعر! أليس جسدك حقيبة سفر بهذا المعنى؟ * ما علاقة كتاباتك بالمكان، هل للمكان تأثير على روحية الكتابة خصوصا وانك عشت في أماكن غير متشابهة وربما متناقضة؟ - ما زلت أقيم في الرحيل، مواطنة في جمهورية القلق استقر داخل الحركة، أشعر أحيانا انني أسافر في عدة طائرات معا في وقت واحد. ولهذا الواقع تأثير على "روحية" كتابتي. عشت غالبا في أماكن متناقضة غير متجانسة ولم أكن أنتقل في المكان فحسب بل وفي الزمان أيضا بين أوطان تعيش القرن التاسع وأخرى القرن الحادي والعشرين تلك الأمكنة المرادفة لعصور وأزمنة مختلفة طبعت حرفي بالتأكيد ولعلها وهبته قلقه ونزقه وتوتره. * لا أقول انك كتبت عن كل شيء، ولكن كتبك لامست التفاصيل في حياة الانسان ومكانه وعاداته وطقوسه. وكأنك تحاولين امساك العالم دفعة واحدة؟ - أحاول امساك الخيوط كلها، وتنزلق من بين أصابعي... ولكنني استمر في المحاولة أشبه بهذا المعنى شيخ همنغواي في "الشيخ والبحر" انني مثله فقد لا انتحر لكنني لا أتوقف عن المحاولة وفي هذا التحدي المستمر يكمن انتصاري. |
||||||
![]() |
#165 | ||||||
مشرف
|
![]() ابنة البيت العربي * ثمة عادات تمردت عليها، وهذا التمرد كان الصورة الأجمل لغادة، إذا نظرت اليوم الى هذا التمرد كيف تشعرين، هل تندمين أو تشعرين انك كنت أقل تمردا.. والى أين أوصلك هذا الشعور بالتمرد؟ - أشعر انني تمردت أقل مما كان ينبغي لو تبعت مبادئ العقلانية حتى النهاية. مشكلتي الاساسية تكمن في انني تمردت دائما على ما أحبه لا على ما أكرهه ومن هنا صعوبة الأمر، تمردت على مجتمعي العربي ولكنني لم أقطع نفسي يوما عن اسرتي الكبيرة ولم أغادر عباءة قبيلتي ولم اجز جذوري في بيت جدي خلف الجامع الاموي في دمشق. لقد تمردت على ديكتاتورية الحب التي تطالبنا أحيانا بأن نفقد روحنا ونكون مجرد تكرار باهت لمن سبقنا، لكنني بقيت ابنة البيت العربي بكل سموه وسقطاته. * الى جانب التمرد هناك جرأة في كتاباتك، هل تعتبرين هذه الجرأة هي المكملة للتمرد وتاليا، كانت النافذة التي أضاءت لك ما هو معتم؟ - قد أبدو من الخارج جريئة في كتاباتي أما من الداخل فكل ما أفعله هو انني أخط بلا موارية وليكن ما يكون. لست مصابة بلوثة التنظير * كتبت الرواية والشعر والمقالة وغيرها، لماذا هذا التنوع في الكتابة؟ - حينما أكتب، أحب أن أذهب في كل الاتجاهات وافتح الأبواب الوهمية بين الانواع الفنية الكتابية. * لك تجربة شعرية، ماذا عن هذا التنوع كشكل ومضمون اختارتهما غادة؟ - لست مصابة بلوثة التنظير، أي انني انطلق من الكتابة الحرة التلقائية كضحكة طفل، لا من نظرية اكرس حرفي ليكون تطبيقا لها. الكتابة حريتي الوحيدة المطلقة، وأمارسها كما يحلو لي حين يحلو لي، ولا أطلب مرتبة ولا موقفا ولا تصنيفا ولا حضورا في قائمة أو لائحة او في مسابقة أو اعجاب أو جائرة او تكريم كما يقول هنري ميشو. * في كتابك "حب" تقولين: "... فقد كانت مأساتنا يا حبيبي اننا عشنا حبنا ولم نمثله. وداعا يا غريب.. ووداعا يا انا.." أما زال هذا الحب على حالة في حياة غادة؟ - مازال هذا الحب على حالة داخل الكتاب، ولا تزال البطلة الي قالت هذا الكلام تعينه.. أما حياة غادة الكاتبة فحكاية أخرى. الحب يشبه العداوة * قلت مؤخرا انك تهربين من الحب الى الصداقة، هل تجربتك في الحياة رسخت هذه القناعة لديك؟ - حكايا حبي ملطخة بالحبر ومثقلة بالندم الابجدي ولا أعرف أين تبدأ محبرتي وتنتهي عينا الحبيب. ثم ان الحب يشبه العداوة أكثر مما يشبه المودة، ثمة كر وفر ومشاعر مالحة كاوية، ورغبات مبطنة في احتلال الآخر - الصداقة شمس الأصيل الهادئة التي تضيء دون ان تحرق. ورغم ما تقدم كله، من منا يختار حقا قدره مع الحب؟ وهل يطلب الحب تأشيرة دخول الى القلب؟ لقاح ضد الكهولة * والآن الى أسئلة تقليدية لكن اجوبتك تخرجها من تقليديتها: ماذا يعني لك الرجل؟ - الرجل؟ ليس شرا كله، وأجمل ما فيه انه لا بد منه! * الحب؟ - قشرة موز ليس بيننا من لم ينزلق فوقها. * الندم؟ - طبقة من السكر تكسو بها ذنوبنا بعد اقترافها! * الجمال؟ - في عين الناظر. * الفرح؟ - امبراطور لا يحب العشاق والفقراء والشعراء. * الموت؟ - العشيق الاخير الذي يتقن احتواءنا. * الامومة؟ - لقاح ضد الخوف من الكهولة. * الأولاد؟ - رشوة الطبيعة لنا كي نذهب راضين الى موتنا. واهمين انهم قد يتابعوا مسيرتنا. * ما الجديد الذي ستقرأه قريبا لغادة؟ - كتاب جديد أعمل عليه ولن أقول لك شيئا عنه كي لا نخيب أمل القارئ (وأملي!) إذا فشلت في انجازه. خلف كل كتاب أصدره، ثلاثة كتب فشلت في انجازها.. ولذا أخاف من الحديث عن مواصفات طفلي قبل انجازه! |
||||||
![]() |
#166 | ||||||
أميـــــــــ
|
![]() شباب اذا ماعندكن مانع حابة استلم الاسبوع الجاي
![]()
ادعـــي علـــي بالموت.. ولا سمني
بس لا تفارقني دخيــل الله و تغيب طاري السفر يا بعد عمري همني شلون اودع في المطار اغلـــى حبيب :cry: تعال قبل تروح عني ضمني اقرب من انفاسي ترى حالي صعيب ابنتثر قدام عينك لمني وابسألك هل نلتقي عما قريب نسيت حتي اسمي دخيلك سمني باللى تسمينى البيلك واجيب مجنون عاقل ما علي من لامني انا مع نفسي واحس اني غريب |
||||||
![]() |
#167 | ||||||
مشرف
|
![]() يوم علمني والدي السفير ست لغات، لم يكن يدري أن ذلك سوف يزيد في مرارتي حين أعي فجأة أنني أتكلم لغات ستة شعوب، وأعجز عن التفاهم الكامل مع إنسان واحد فقط... ويوم أورثني أمواله لم يكن يدري أنني سأنفقها لحظة بين أقطار الأرض مع عشيق أخرس بحثاً عن أقوام نسي أن يعلمني لغتهم ولا أعرف كلامهم ولن يحاولوا بالتالي مد جسر الألغام بيننا... جسر اللغة الذي لم يقدم أحد على لغمه العلني كما يفعل حكام بلادي، أكثرهم يمارس ذلك بنية طيبة وقليلهم يتواطؤ خائن وجميعهم مؤذ، وأنا... يا لرعبي! كنت طيلة عملي في إذاعة ذلك البلد العربي بعض تلك الأداة". جولة فكرية في رحاب الأدب والأدباء والحياة هي حصيلة غادة السمان" في كتابها رحيل المرافئ القديمة. وتحمل هذه الجولة في ثناياها مسحات نقدية ترجم عبرها غادة السمان التخلف وتفضح الزيف وتهدم القواعد غير المستندة على اي أساس متماسك مما يشتهيه كل مفكر حر وقارئ قلق ومتشوق لمعرفة الحقيقة. .
آخر تعديل butterfly يوم 27/11/2006 في 12:56. |
||||||
![]() |
#168 | ||||||
مشرف
|
![]() |
||||||
![]() |
#169 | ||||||
أميـــــــــ
|
![]() |
||||||
![]() |
#170 | ||||||
أميـــــــــ
|
![]() رح يكون الاسبوع اللي رح استلمو عن مي زيادة
بس انت شوفو كيف الترتيب رح يصير وانا جاهزة ![]() |
||||||
![]() |
#171 | ||||||
مشرف
|
![]() |
||||||
![]() |
#172 | |||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
ويمكن ها اتطفل عليكي بطلب بهالخصوص طبعا بس يخلص اسبوعك لانو يمكن تكتبيه من دون ما اطلبو يسلمو للكل ![]() |
|||||
![]() |
#173 | ||||||
مشرف
|
![]() بترككم مع الكتاب ... أعلنت عليك الحب
آخر تعديل butterfly يوم 27/11/2006 في 12:03. |
||||||
![]() |
#174 | ||||||
مشرف
|
![]() غادة السمان:الازدواجية لدى الثوريين العرب هي مأخذي الأول على بعضهم حوار: شاكر نوري- باريس لا يتركك أدب غادة السمّان لا مبالياً حتى لو تقصدت ذلك، فعلى مدى ثلاثة عقود، وأكثر من ثلاثين كتاباً، تمكنت الكاتبة العربية الشهيرة غادة السمان من رسم ملامح سيرة حياتية وأدبية حافلة واستثنائية بكل المقاييس. فقد ترجمت رواياتها إلى 13 لغة عالمية حيّة وتم تدريسها في كبريات الجامعات العالمية·· * هل يمكن الحديث عن والدك، وما علاقتك بالرجل أباً و(زوجاً لأمك)، وبماذا أثر فيك؟ - لم أعرف أبي زوجاً لأمي، على حد تعبيرك الواقعي، حيث لم أعرف أمي التي رحلت عن عالمنا مبكراً، شابة لما تبلغ الثلاثين من العمر، وأديبة لم تتح لها فرصة جمع سطورها في كتاب. قيل لي إنه حين رحلت أمي، أقيم مهرجان تأبيني لها في (مدرج جامعة دمشق)، ورثاها الشاعر (الناشئ) آنذاك قريبي نزار قباني بقصيدة موزونة مقفاة غير منشورة، كما رثاها آخرون من بينهم زكي المحاسني وغيرهم كثير ولا يزال كل من عرفها يذكرها بحب وحنين، ولكنني لسوء الحظ لم أعرفها ولا أذكر شيئاً عنها. ومما جاء في قصيدة نزار قباني في رثائها قوله: ويا روحها قد كنت جبارة العلا ولكن - أيا لهفي- بجسم مضعضع فطيري على الأكوان مثل حمامة ومن فوق دوح في الفراديس فاسجعي فمن بعد تلك الأم يضفر شعرها عناقيد لفّت في بنان وإصبع ومن غيرها يهفو عليها بضمة تكاد من التحنان تمشي بأضلع وهكذا عرفت أبي على أنه الأم والأب في آن، وعرفت عبره قدرة الرجل العربي على الحنان حتى الأمومة، والنبل والتضحية. هذه الصلة الإنسانية النادرة بيني وبين أبي كانت لقاحاً ضد التوهم الخاطئ أن الرجل العربي هو (الجلاد) وهو المسؤول عن تعاسة المرأة وتخلفها ودونيتها في مجتمعاتنا. وما زلت حتى اليوم استمد القوة من ذكرى والدي الرائع الرقيق، وما زلت حتى على ضفاف (السين) أسمع صوته الجميل وهو ينشد على ضفاف (بردى) أغاني عبد الوهاب القديمة الشاعرية وأذكر أنه كان -رحمه الله- حليفي الأول يوم بدأت الكتابة والنشر.. * ما علاقتك بابنك الرجل؟ - أجمل ما حدث لي في حياتي ليس الشهرة ولا ترجمة أعمالي إلى 13 لغة، بل الأمومة. لقد كانت صلتي دائمة بابني منذ طفولته حتى اليوم وقد صار أستاذاً جامعياً في واحدة من جامعات (الآيفي ليغ) (أي الجامعات الخمس الأولى في الولايات المتحدة)، هذه الصلة كانت دائماً فرحة القلب ونبع غبطة وبهجة وتفاؤل. الأمومة رشوة من الطبيعة لكي نتقدم في السن سعداء بذلك، وحين أرى نضارة شباب ابني ووسامته وقامته المنتصبة كرمح وحيويته، أكاد أبارك تجاعيدي وأحتفي بها! مرة سألتني زميلة عن رأيي في ابني فقلت لها: (ابني في عيني غزال!). فأنا أنتمي إلى فئة الأمهات الطريفات اللواتي يجدن أن الابن هو الأجمل والأعظم والأكثر رجولة وذكاء ونجاحاً.. ولا أكتمك أنني أحلم من زمان بأن أصير جدة.. وهي الأمنية الوحيدة التي لا أستطيع تحقيقها بنفسي! باختصار أنا معجبة بابني وفخورة به طفلاً ورجلاً.. إنه رائع حقاً! * هل- بنظرك- سيبقى المجتمع العربي مجتمعاً ذكورياً وإلى متى يبقى الذكر مهيمناً وله مثل (حظ الأنثيين)؟ - دعنا لا نطرح الأمر في هذا الإطار النسوي (المتأمرك)، فالرجل العربي هو المسؤول عن إعالة الأسرة غالباً، وبالتالي (فللذكر مثل حظ الأنثيين) من الشقاء خارج البيت والحروب والقتل والخطف! القضية هي قضية مشاركة لا قضية هيمنة، إنها حكاية تعاون وتضامن لا حروب أجناس، وهي قضية احترام متبادل لا نكايات وكيد متبادل. المجتمع العربي هو بالتأكيد مجتمع ذكوري ولكن لا حل سحرياً آنياً بضغطة زر أو بقانون، ولا مفر من التطور النابع من روح مجتمعاتنا وليس المستورد، بحيث تتحمل المرأة المزيد من المسؤوليات مقابل المزيد من حريات تستحقها بالتأكيد، وهي تستطيع بالتأكيد تحمل تبعات ما يترتب عليها من واجبات جديدة. نغتني بالاستنارة بتجارب الشعوب الأخرى، ولكن نقلها الحرفي الآلي الكاريكاتيري ورطة. * ما مأخذك على الرجل العربي·· ماذا ينقصه؟ وإذا كان مقصراً، فهل بسبب أمه التي رعته؟ - الازدواجية لدى الثوريين خاصة والذكور العرب عامة هي مأخذي الأول على بعض الرجال العرب، فحين تنجح (الثورة) مثلاً بفضل معونة المرأة تتم إعادتها إلى المطبخ لتغلي القهوة للرفاق في (المقهى الثوري) ويتولى الذكور المناصب القيادية! الأستاذ الجامعي يحاضر عن تحرر المرأة في المنتدى الفكري ثم يضرب زوجته حين يعود إلى البيت لأنها غادرته دونما استئذان. ثم إن الازدواجية تطول سلوكه حين يتعامل مع المرأة الغربية.. والعربية أيضاً حين يطالبها بالمستحيل.. فهو يريدها مجربة ولكن بلا تجربة، أي يطلب منها التحليق مثله، بينما يداها مقيدتان بكل المفاهيم العتيقة.. المطلوب إطلاق سراح طاقات المرأة كي تعمل وتتعلم وتستقل وتخطئ أيضاً، والمطلوب إقامة حوار علني حول هذه الأمور للاحتفاظ بما هو إنساني من تقاليدنا، وتجاوز ما يشتت قدرتنا على العطاء.. المطلوب تثقيف الطفل العربي على نحو آخر وتطوير المناهج المدرسية للمساهمة في خلق فرد عربي غير مصاب بازدواج الشخصية وعقدة العظمة والاضطهاد في آن معاً، أي بالشيزوفرينيا والبارانويا والنوستالجيا أيضاً (الحنين لماض غابر مضى). أما عن (رعاية) المرأة طفلها فتتم حالياً على هدى التعاليم الذكورية للمجتمع والذنب ليس ذنب الأب، بل النظرة الاجتماعية العامة المحنطة المقصرة عن التطور مع ضرورات العصر شئنا أم أبينا، ومَنْ يرفض ذلك التطور ينقرض كأي ديناصور آخر. * هل يعتبر التمرد على الرجل إحدى دعائم أدبك؟ - أدبي ليس تمرداً على الرجل بل تمردٌ معه ضد ممارسات وطقوس بعضها متوارث ويزيدنا إذعاناً في زمن الانحطاط العربي. في أدبي تجد تمرد الإنسان العربي، رجلاً وامرأة، ولأن المرأة تتعرض لاضطهاد مركب فإنني أسلط بقعة الضوء عليها كثيراً. وإليك هذه الشهادة من أستاذ جامعي غربي لا يعرفني لكنه طالع أعمالي المترجمة، وكتاباً صدر عني بالإنجليزية، هو البروفيسور جيمس كريتزك إذ يقول: (امرأة عربية هائلة الموهبة تكتب بلا خوف عن جذور وتشعبات القضايا العربية لا مجرد كتابات نسائية (وومنزليب) ــ بالإنكليزية ــ سطحية كما نُعرّف الأدب النسائي في الغرب. إن قدرة السمان على رصد تشابك الأسباب بعيداً عن هستيريا أحادية النظرة هي ظاهرة). هذه الشحنة في روح أعمالي التقطها ذات يوم الناقد المرحوم د· غالي شكري، وأظن أن إعادة قراءة أعمالي لا مفر منها لمن يريد إطلاق الأحكام عليها، فنحن لا نستطيع وضع نتاج (لابسات التنورة) في سلة واحدة، تماماً كما لا نستطيع وضع أعمال نجيب محفوظ وأي ذكر آخر في سلة واحدة لمجرد أنهما من فئة الذكور! |
||||||
![]() |
#175 | ||||||
مشرف
|
![]() * ما أهم التجارب التي جعلتك تكتبين بهذا الشكل المثير؟
- هل أكتب حقاً بشكل مثير؟ هل قول الصدق مثير في مجتمعاتنا مثل تفجير قنبلة في سوق الحواة والمهرجين في استعراض السيرك العربي الكبير؟ هل أضحى قول الصدق فعل إثارة يسبب هياج القبيلة؟ ومن قال إن شهادة الصدق صناعة ذكورية! * مَن مِنَ الكاتبات اللواتي تأثرت بهن سواء في داخل الوطن العربي أم خارجه؟ - تأثرت بعدد كبير من الأدباء الذكور والأديبات، ولا أميز حقاً بين إبداع المرأة والرجل فليست للأدب أعضاء أنوثة وذكورة لأنه صوت الإنسان، والمرأة نصف الإنسانية لا النصف (الناعم) أو (الضعيف) أو غيرها من التسميات الآنية المرحلية. من الكاتبات النساء تأثرت مثلاً بالشاعرة الكبيرة فدوى طوقان التي أهدت مرة كتابها (وحدي مع الأيام) إلى والدي فأعطاه لي وكنت بنتاً صغيرة ووحيدة، ووجدت فيه صدى قلبي، وحتى اليوم مازلت أردد قولها فيه: هناك على شاطئ كم حواك وكم ضم من ذكريات هواك تململ قلبي فوق الرمال يعانق ذراتها في ابتهال ويلثم فيها رسوم خطاك وبعد ذلك بأعوام طويلة، كم شعرت بالفخر يوم تكرمت فدوى طوقان بإهدائي قصيدة في ديوانها (تموز والشيء الآخر) - صفحة 27- دار الشروق! وكم شعرت بالحسرة لأنها رحلت قبل أن نلتقي! أما من الكاتبات الغربيات فقد لفتني مثلاً أسلوب فرجينيا وولف الطليعي-يومها- في كتابة الرواية وكنت طالبة ماجستير في الجامعة الأمريكية في بيروت. لم أتأثر فقط، بل تفاعلت مع خبراتهم، وتعلمت من عطائهم دون أن أخلع جلدي الخاص بي وحدي. * باريس.. ولندن.. وبيروت.. هل هي المدن التي تحولت إلى ذاكرة للكتابة؟ - دمشق أولاً مدينتي الأم ومسقط قلبي.. تزوج الحنان من الحجر. فولدت بيوت تنحني على أهلها كرحم. في أزقة متلاصقة الشفاه.. والذهب الضوئي يسيل من قباب الجامع الأموي و(ستي زينب) ومن جرس كنيسة القديس بولس وآثار أقدامه حتى روما. لا تشهري عليّ سيف الذكريات يا دمشق.. أمطار أوروبا على مدى عصور لن تمحو بصماتك عن أسوار قلبي.. وعبثاً يركض الثلج بممحاته المتوحشة فوق سطور أيامنا. دمشق ليست ذاكرة للكتابة فحسب كما في روايتي (فيسفساء دمشقية)، بل إنها أيضاً قلب العروبة والصمود والشجاعة والاستمرارية، كما بيروت قلب الحرية العربية، وسخاء العطاء لكل من يقرع بابها. بيروت ألهمتني رباعيتي الروائية: بيروت 75 (النبوءة)-كوابيس بيروت (التحقق)- ليلة المليار (كوابيس الغربة)-سهرة تنكرية للموتى (صرخة إنذار). باريس، لندن، جنيف، نيويورك، وسواها من المدن التي عاشرتها طويلاً أو قليلاً تجدها تسبح في الدورة الدموية لأبجديتي فالكاتب لا يستطيع أن يخلع عنه مدناً عايشها كما يخلع معطفه. * هل يمكن أن تعيش الكاتبة بمعزل عن هموم الرجل؟ - ما من كاتبة - حتى الرديئة- يمكن أن يخطر ببالها أن تعيش أو تكتب بمعزل عن هموم الرجل والوطن والإنسانية.. فالهموم جديلة من عشرات العناصر، وما من فن يصير شجرة سنديان من دون أن يمد جذوره في تربتها. *ما أعمالك التي يظهر فيها الرجل بشكل متميز؟ - في أعمالي كلها يظهر الرجل / الإنسان بشكل متميز. وأخص بالذكر قصصي ورواياتي بعد 5 حزيران 1976. فهزيمتنا العربية المروعة (التي سماها البعض نكسة!) انتقلت بي من مرحلة الكتابة على إيقاع (عيناك قدري) كتابي الأول إلى صرخة (رحيل المرافئ القديمة) وهو كتابي الثالث، والأول بعد الهزيمة. حسناً، أعترف بمراحل مررت فيها، ولكنها ليست حقاً نقاط انعطاف وانقطاعاً حاداً بل نقاط تطور متسارع.. تجسدت في (بيروت75) وما بعدها. وعلى وجه الدقة، ليس (الرجل الذكر) هو الذي يظهر في أعمالي وحده، بل (الإنسان) أيضاً وصلته بالمرأة والوطن على شاشة شبكة عنكبوتية من العلاقة الديناميكية بالآخر والتاريخ والمستقبل. أحاول أن يحلق أدبي فوق أرض المرأة والرجل إلى أرض الإنسان.. فالمهم أن يتميز (الأدب) قبل أن يتميز (الذكر) أو (الأنثى)، كل بمفرده. * ما الأشكال التي يتمحور حولها أبطالك الرجال؟ - أبطالي الرجال كبطلاتي النساء.. وكالبشر جميعاً.. عجينة من الخير والشر.. لا أبيض عندي ولا أسود، بل تدرجات اللون الرمادي في الروح. أحاول أن يشبه أبطالي الرجال صورتهم في مرآة الحياة اليومية.. لا في مرآة الخيالات الموروثة الفولكلورية (الحريمية) الرومانسية، وحين أكتب أتعاطف حتى مع الأوغاد منهم، فالبشر المساكين يردّون على التعامل الوغد للحياة معهم بـ (وغدنة) مماثلة! يتغلب الواقع عندي على الموروث النسائي المحلي الأسطوري عن ذكور يركبون الحصان الأبيض ويهرعون بقوى خرافية لإنقاذ السيدات، وأرى ذكور كوكبنا مثلي.. يكدحون ويتألمون، والتعب يغلبهم أحياناً كما الحيرة، كما الإصرار العربي التاريخي على الاستمرارية رغم كل شيء.. وهكذا أرسمهم. |
||||||
![]() |
#176 | ||||||
مشرف
|
![]() أترككم مع بعض كوابيس بيروت
آخر تعديل butterfly يوم 27/11/2006 في 12:12. |
||||||
![]() |
#177 | ||||||
مشرف
|
![]() زمن الحب الأخر
"لولا تلك الذئبة المقيدة في القفص الذهبي... أتجاوز متسللة إلى الحديقة الخلفية حيث الذئبة المقيدة... لا أدري ما الذي يشدني إلى هناك... سمعت عواء طويلاً مريراً خافتاً يعلو ويعلو حتى يستحيل صراخ إنسان يعذبونه بعد أن قطعوا لسانه! وكدت أشهق بدهشة وأنا أرى في الضوء الشاحي أن شارل هو الذي يعوي هكذا. يبكي أو يحتج أو لا أدري بالضبط لماذا... وأنه ملتصق بباب الحديقة الخلفية الصغيرة الذي لا يملك مفتاحها سواه... أسمع صرير الباب، وهو يحني رأسه ليخرج عائداً إلى الدار ويسقط النور على وجهه ويصعقني أن أميز وجهه المغطى بالدموع... وهو يقفل الباب خلفه، يخيل إلي أنه خلف كريستين هنا سجينة في مكان ما... وأسمع صوتها في الريح تكرر العبارة نفسها بحدة لا مثيل لها من قبل. (شارل... أطلق سراح الذئبة... امنحها الحرية... أطلق سراحها... لقد أفسدتها وامتلكتها ودمرتها. ماذا تريد منها بالضبط) حين اختفى شارل دعيت ذاتي بطريقة لم أحسها منذ شهر... وشعرت للمرة الأولى باستعادة أحاسيس الخوف... خفت لماذا أنا هنا، كيف استيقظت هكذا وسط العراء وكأن ما كان مجرداً عمال امرأة منومة مغناطيسياً تسير في نومها وترتكب ما لا تدريه؟... أجل استيقظت فجأة وسط العراء مثل امرأة نامت شهوراً طويلة، كأنني كنت مخدرة في مدينة آكلي اللوتس، حيث لا شيء سوى النسيان والاسترخاء المريح... هذه الذئبة، ماذا قالت؟... وبأية لغة نطقت فحركت الخيط الوحيد الباقي الذي يشدني إلى عالمي العتيق المطغاة؟ وحركت الجنون في أكثر من روح كانت تتوهم أنها ميتة... أنسل إلى الباب دون أن يلحظني أحد وأخرج الدار... وحين تبدو الشمس بالشروق أشعر بالعار والخجل، ويغمرني الماء تدريجياً وبالرمل أدعك وجهي وشعري وثيابي وأفرك بهما يدي جيداً حتى يكاد يسيل الدم منهما وأحس بذهول مخلص لأنني لست خلف طاولتي في مقعد عملي حين شاهدت هناك شروق الشمس أكثر من مرة وحيث مربع خشبي صغير كتب عليه "عيوش". ) في "زمن الحب الآخر" تنطلق غادة السمان متجاوزة حدود المألوف في الفكرة الأنثوية، ومجتازة حقول المعروف عن العطاء الأدبي الأنثوي، لتؤكد وبإصرار على كينونة الأنثى كإنسان متجانس المشاعر وكمخلوق غير مستعبد الجسد والروح. ولكتاباتها غادة السمان معنى آخر... فكرتها مختبئ خلف الرمز حيناً، لا خوفاً ولا رهبة ولا مهابة نقد أو قمع أو إمعان في حجر على الكلمة الأنثوية، بل إصراراً وتأكيداً على مقدرة أدبية في توظيف الرمز وإيصال المعنى في زمن المنع. آخر تعديل butterfly يوم 27/11/2006 في 12:15. |
||||||
![]() |
#178 | ||||||
مشرف
|
![]() إن قصة ((الحياة بدأت للتو)) من مجموعة غادة السمان ((زمن الحب الآخر)).. تعالج مشكلة رجل وامرأة، تجمع بينهما علاقة حب، هي علاقة مثقف بمثقفة.
((أحمد)) رئيس تحرير مجلة ((وعيوش)) كاتبة قصة وصحفية بذات المجلة.. دخل عليها أحمد ذات يوم وهي تنتظره بلهفة وشوق وقد تخلصت من أعباء العمل لتتفرغ له كلياً، وقد تفتحت كل حواسها لاستقباله. فإذا به يعود حاملاً كيساً من الملوخية وحزمة ((الكزبراء)) و ((الثوم)) قائلاً: ((لقد دعوت إلى العشاء بعض الصحفيين العراقيين الضيوف المعجبين بكتاباتك... وداعاً، أنا ذاهب إلى المجلة وسأعود معهم في الثامنة مساء أرجو أن يكون كل شيء جاهزاً)). تجتاح ((عيوش)) موجات غضب ولمَ؟ وقد ظنت نفسها قد تخلصت من أسر الزواج التقليدي، وخرجت تماماً من نسقه. تقوم على المسؤولية المشتركة وعلى الديمقراطية والتشاور واحترام الآخر. فإذا بها، أمام زوج تقليدي يأسرها في المطبخ دون استشارتها ويلزمها بضيوف لا يأخذ رأيها في استضافتهم ويخرج إلى عمله دون اكتراث بعملها أو بمواعيد شغلها، أو بمدى استعدادها لتلك الدعوة. تقول عيوش: ((غضبت لأنه مُصرّ على أن ألعب دور الأنثى كما يتخيله، هو يذهب إلى عمله، أنا أذهب إلى مطبخه وهو أيضاً مُصرّ على إقناع الزملاء بهذه الصورة: ها هي تطبخ لنا، أليس طبخها خيراً من كتاباتها. قالها مساءً على العشاء، وأيده أحدهم بحماس، بينما نظر إليه آخرون بشفقة..)) تظن المرأة في كثير من الأحيان، أن مجرد لقائها بمثقف ,قد مهد لها أرضية من الحوار والديمقراطية والندية والتعامل الكفء، والسلوك الحضاري، وأنها قد رمت عنها آخر قيودها، ولم تعد تابعة خاضعة، بل طرفاً وشريكاً له رأيه وله كيانه ووجوده واستقلاليته، فإذا به يردها إلى أدوارها التقليدية الأولى ويتجرد من أقنعته ليظهر على حقيقته، سيداً متسلطا أنانياً، ذكراً يمارس كل صلاحياته الاجتماعية مستنداً في ذلك إلى نمط السلوك التقليدي السائد عند العامة، وفي خلفية المجتمع. فإذا المثقف رجل عامي، لا يختلف عن الرجل التقليدي إلى في التنظير لخطاب مختلف، أما في السلوك فإنهما يلتقيان. على أرضية واحدة، وربما كان الرجل التقليدي أكثر نزاهة لأن خطابه لا يتناقض مع سلوكه بل هو يطرح نفسه كما هو. نعود إلى القصة: تقول له عيوش، بعد انصراف الضيوف ((لا تكرر هذه المهزلة كي لا تفقدني)).. من واجبك في المرة القادمة، أن تستفسر عن مواعيد عملي ورغبتي في الطبخ أو لا، ورغبتي في لقاء فلان أو لا قبل أن تجرؤ وتحدد لي مخططي ا لحياتي دونما استشارة أو استئذان، قال ضاحكاً: ((لماذا أستشيرك؟ هذا عملك الأساسي، ولماذا العمل في الصحافة ما دمت قد وجدت عريساً ((أحمق)) هو أنا؟ وتقدم مني ليضمني إليه ويخدرني، هربت، قلت له إذا كان الزواج يعني هذا الإذلال السري، فإنني أنسحب من هذا المشروع.. تذكرت كيف كان يمتدح طبخي كلما حاول أحد الضيوف أن يحاورني عن كتاباتي فازداد غضبي التهاباً..)). |
||||||
![]() |
#179 | ||||
مشرف متقاعد
|
![]() شكر ا الك butterfly فاتا من عشاق كتابات غادة السمان
دمت بخير |
||||
![]() |
#180 | ||||||
مشرف
|
![]() صرنا تنين ... اهلا وسهلا فيكي معنا
|
||||||
![]() ![]() |
|
|