أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05/07/2005   #1
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي البحث عن اليقين(يسوع نور العالم)!!!!!!!!!


تابعوا هذه القصة وستعرفون أين هو اليقين
اليقين=يسوع المسيح

خدني الحنين لعينيكي حبيتو من وقتها
بحلم سنين ألاقيكي و أنسى الجراح بعدها
وبقيتي من قسمتي عشقي ونور دنيتي
ما شافتش قبلك عيوني وعليكي فتّحتها

المسيح يحمينا

jesus i trust in you

أنا هو القيامة والحياة من يتبعني لايمشي في الظلمة
  رد مع اقتباس
قديم 05/07/2005   #2
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي


طفولتي
. ولدت يوم الجمعة الواقع في 15 يوليو(تموز) سنة 1951 من عائلة إمام مسلم يسمونه في الهند"ملة"، في قرية " شيركونو" وهي ضيعة صغيرة تبعد خمسة أميال عن مدينة "مالابورام" بمقاطعة " كيرالا" بجنوب الهند، وكانت عائلتي محترمة من كل الجيران لما اشتهرت به من نقاوة الحياة، والتقوى، والمحافظة على الطقوس والفرائض الدينية بدقة متناهية. ومن الوجبات الرئيسية التي كان والدي يقوم بها: تعليم بيوت الجيران المسلمين قراءات من القرآن باللغة العربية. ولكن ذلك لم يجعله يهمل تعليم أفراد عائلته
. ولا أزال اذكر كيف كنت أجلس في حضن والدي بعد صلاة العشاء واستمع إليه وهو يتلو القرآن وأتعلم منه. وكانت أعمال عائلتنا يومياً تبدأ مع صلاة الصباح. وهذا النظام الدقيق الذي كان يمارسه والدانا كان يسود جو البيت. وعندما بدأت سن الخامسة أرسلت إلى أقرب مدرسة إسلامية دينية لأتعلم اللغة العربية ولأدرس التعاليم الإسلامية والقرآن، إلى جانب مواد التعاليم الأخرى. وبعد خمس سنوات في هذه الدراسة أرسلت إلى مدرسة نظامية في "كوتاكال"، على بعد ميلين من بيتنا، حيث درست سنه ونصف سنه. لكني لم استطع أن أكمل دراستي لأسباب سأبينها فيما بعد
  رد مع اقتباس
قديم 05/07/2005   #3
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي


يوم مشهود
. وفي يوم سبت، وكان هو يوم السوق في "كوتاكال" ، كنت وبعض أصدقائي راجعين من المدرسة إلى البيت، فرأينا جمهوراً كبيراً من الناس مجتمعين عند باب السوق. وقد جذب هذا الجمهور الكبير عدد من المسيحيين كانوا يكرزون بإيمانهم. وكانوا فقرات من حياة الرب يسوع، يشرحونها على قطعة من قماش الفانلا وكانوا يوزعون بعض النبذ والكتب الصغيرة. وقد ضحنا على هؤلاء المسيحيين واستهزأنا بهم في بادئ الأمر. ولكنهم لما بدأوا يبيعون تلك الكتب اشترينا كتيبين منهم. اشتريت أنا كتيباً عنوانه "قلب باك"، وأخذ صديقي كتيباً آخر عنوانه "طريق الخلاص". وفي طريقنا إلى بيوتنا، بدأنا نتحدث عن هذه الكتيبات وعن هؤلاء المسيحيين. فمزق صديقي كتيبه تمزيقاً، أما أنا فمع أني كنت أكره المسيحيين الذين نسميهم "نصارى" فقد احتفظت بكتيبي
. ولما وصلت إلى البيت أخذت كتاب "قلب باك" إلى مكان هادئ منفرد وبدأت أقرأه. ووجدته يحتوي على حديث بين شخص مسيحي وشاب، ويشتمل على قصة طريفة. وكنت وأنا أقرأ أتساءل ترى هل يسوع الذي يتحدث عنه هذا الكتيب هو نفسه عيسى الذي نعتقد نحن المسلمين أنه نبي أم هو شخص آخر؟ وحسب فكري وجدت يسوع في هذا الكتيب يختلف عن يسوع (عيسى) القرآن والإيمان الإسلامي.لأن هذا الكتيب يصور يسوع كشخص قادر أن يغفر الخطايا. وغفران الخطايا هكذا كما يقدمه يسوع هو الذي يجعل الولد ولداً أفضل، وذلك زاد محبتي ليسوع
. لما تركز الحديث في هذا الكتيب عن حالة قلب الشاب الروحية المحزنة، شعرت كأن المسيح يخاطبني أنا أيضاً. وفي الواقع وجدت قلبي في حالة أسوأ من قلب ذلك الشاب. فكنت أتتساءل كيف استطيع أن أتحرر من هذا المرض الروحي. ومع أن هذا الكتيب يقدم العلاج، رفضته، لأن إيماني الإسلامي يرى أن الله وحده، وليس يسوع النبي، هو الذي يقدر أن يغفر الخطايا
. لكني لم استطع أن أتخلص من قوة البرهان الذي يقدمه الكتيب. وأثار في نفسي حقيقة مزعجة عن خطيتي. ترى ماذا يكون مصيري عند الموت أو في يوم الدينونة ولا مفر منها؟ لذلك صممت أن آخذ دروس بالمراسلة وجدت إعلاناً عنه في هذا الكتيب
دراسة أكثر
. أرسل لي مركز دروس المراسلة المنهاج فوراً. ولكن لسوء الحظ قدم ساعي البريد هذه الدروس إلى عمي ليسلمها لي. وفي اليوم التالي قدمها عمي إلى والدي وأعمامي الآخرين. فكانت النتيجة أنهم قرروا وقف هذه الدراسة قبل أن تبدأ
. في مساء ذلك اليوم عندما عدت من المدرسة ربطني والدي إلى عمود في شرفة بيتنا وضربني بعصا حتى أعيت قوتي. وفي صباح اليوم التالي دعاني وتكلم معي بلطف ومحبة. وقال: نحن المسلمين يجب أن لا نقرأ هذه الكتب فإنها محرمة، لاسيما كتب المسيحيين. وذلك أنها كتب جذابة جداً، بحيث إذا قرأنها نصبح نحن أيضاً مسيحيين. وماذا يحدث لعائلتنا عندئذ؟ إن ذلك يؤثر على حياتنا كلها، ويرفضنا مجتمعنا، ويصير هذا لعنة على الإسلام. ووعدت والدي أن لا أعود أقرأ هذه الكتب
. مزقت ذلك الكتيب وأحرقته ولعنت نفسي لأني لم أفعل كما فعل صديقي من قبل بكتيبه. وصرت منذ ذلك الوقت مخلصاً جداً في إتمام الصلوات اليومية الفرضية، والأدعية الإضافية التطوعية. مع ذلك بدأت مع مرور الأيام اشعر بفقدان سلام الفكر وراحة القلب كلما تذكرت ذلك الكتيب وتأملت في حالة قلبي
: كيف يمكن أن أنسى اسم "يسوع" وأنا أتلو القرآن دائماً بين صلاة الغروب وصلاة العشاء… هذا شجعني أيضاً أن أدرس عن يسوع في القرآن والكتب الإسلامية الأخرى التي تيسرت لي مثل "قصص الأنبياء". ورغم أن إلمامي باللغة العربية كان محدوداً، فقد ثابرت على ذلك بمساعدة يوسف مولاوي، وهو معلم مسلم في المدرسة العربية القريبة من بيتنا، وصديق حميم لعائلتنا. لقد وجدت أن لعيسى مكانة مهمة جداً في القرآن أكثر حتى من النبي محمد. وسرعان ما اكتشف مولاوي وعائلتي رغبتي الملحة في المزيد في المعرفة عن يسوع فاقترحوا بلطف أن أركز دراستي أكثر عن محمد. مع ذلك ظللت أتأمل في الآيات والفصول القرآنية، عن يسوع وميلاده الفريد وأعماله العجيبة. خذ مثلاً
"إذ قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين. ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين. قالت ربي آنى يكون لي ولد ولم يمسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون. ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل. ورسولاً إلى بني إسرائيل. إني قد جئتكم بآية من ربكم. إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيراً بأذن الله وأبرئ الأكمة والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لأية لكم إن كنتم مؤمنين. ومصدقاً لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بأية من ربكم فاتقوا الله واطيعون" – ( آل عمران 45- 5.)
: لاحظت أيضاً إن القرآن يشير بنوع خاص إلى التوراة وهي جزء من: العهد القديم، والإنجيل أي العهد الجديد، ويدعو الناس إلى الإيمان بهما لأنهما "نور وهدى" ( المائدة 46). وكثيراً ما خطرت ببالي آية أخرى
"فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك. لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين" ( سورة يونس 94)
. لما قرأت هذه الآية تذكرت المسيحيين والكتيب. وقلت في نفسي أن المسيحيين بحسب تعليم الإسلام هم "أهل الكتاب". وإذا كان القرآن قد شجع محمداً أن يسأل المسيحيين عن شكوكه، فلماذا يحرم ذلك علي أنا؟ لكني شعرت بصعوبة في التقرب إلى المسيحيين الذين لم تكن لي معهم سوى صلة قليلة. وأنا أعلم إن عائلتي لا توافق على ذلك
. في مدينة "مالابورام" يوجد مستشفى مسيحي. وقد صممت أن أذهب إليه يوما مع صديقي عبد الله. ولما وصلنا أرشدنا السيد كونيوكونيا صيدلي المستشفى بلطف إلى خادم الرب. وكنا صغاراً وفي حالة عصبية ولا نعرف ماذا ننتظر، لكن خادم الرب حيانا بطريقة ودية وجعلنا نشعر براحة واطمئنان
بعد شئ من الحديث والبحث اقترح علينا خادم الرب أن نحضر أن نحضر صفوف مدرسة الأحد وقادنا إلى غرفة القراءة المسيحية. هناك تقابلنا مع السيد س. ر. جورج المشرف على غرفة القراءة. وقد صار جورج فيما بعد صديقي الحميم جداً وأخي بالمعنى الحقيقي، وقد ساعدوني في متاعب كثيرة متنوعة صادفتني. وقد سجلني في دروس بالمراسلة مؤسسة على إنجيل يوحنا. وقد واظب عبد الله وأنا على مدرسة الأحد عدة أسابيع دون أن يعلم والدانا بذلك. وكان جورج يعاملنا بلطف وأحياناً يدفع أجرة الأتوبيس، وأحياناً كنا نمشي تلك المسافة التي تبلغ خمسة أميال. ومرة ضبطنا بعض جيراننا وسألوا عبدالله وضربوه حتى ألزموه أن يفشي سرنا.
وفي مساء اليوم التالي لما عدت من المدرسة رأيت أمي وأختي الصغرى تبكيان، فقد علما أن أبي قد أعد لي شيئاً. وحالما دخلت البيت ظهر أبي فجأة وهو يصيح، وأمسكني وربطني ووضعني بقرب الحائط وضربني وطلاني بطلاء أخضر غطى وجهي وعيني. وهو يسألني طوال الوقت لماذا أقرأ الكتب المسيحية واختلط مع المسيحيين. وقد أغمى على والدتي. وبعد وقت تعطفت علي إحدى جاراتنا مع زوجة أخي وأخذتاني إلى برميل ماء حيث اغتسلت.
. وفي صباح اليوم التالي استدعاني والدي وطلب مني أن أكرر الشهادتين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وقادني هو في هذه التلاوة. ثم حذرني من المسيحية وتعاليمها الفاسدة عن يسوع المسيح، وعن تحريف الإنجيل وحياة المسيحيين الرديئة. وطلب من زوجة أخي أن تحرق كتبي المسيحية وقد فعلت ذلك. وهذا أثر في أشد التأثير فبكيت بحرقة ومرارة. ولم يكن عندي سلام القلب، لأن فرصة تعلمي أكثر عن يسوع وعن الإنجيل من الأصدقاء المسيحيين قد ضاعت
. عندما ذهبت إلى المكان الذي فيه حرق كتيبي "قلب باك" تأسفت جداً لضياع هذا الكتيب. وكلما تذكرت الحديث في هذا الكتيب عاودني الصراع والألم. وعاودني أيضاً اختبار الشاب المبهج بالغفران وزاد حمل الخطية الثقيل على قلبي. وأنا كمسلم قد تعلمت أننا نحن أنفسنا مسؤولون عن خطايانا، ولا يستطيع أحد أخر أن يحمل حمل أي شخص (الأنعام 165). كيف إذا استطاع يسوع أن يغفر لأي شخص؟ مع ذلك ظللت أصلي طالباً مزيداً من الإرشاد
. لم يفارقني قط الشعور بحظيتي. وظل ينهش قلبي باستمرار. وبعد أسبوعين عاودني شوق شديد أن أرى أصدقائي المسيحيين، الذين يمكن أن أشاركهم متاعبي وشكوكي. وشجعني خادم الرب إذ أجاب على أسئلتي عن المعتقدات والتصرفات المسيحية. وقد أقنعتني أجوبته لأنه كان يعرف القرآن والإيمان المسيحي
. عدت إلى البيت ومعي نسخة من الإنجيل كله، أهداها إلي صديقي جورج. ومع إني كنت فرحاً جداً بها، إلا إني كنت أخاف أن يراها أحد من أهل بيتي. لذلك وضعت الإنجيل في كيس من البلاستيك وخبأته تحت حجر في غابة. وكثيراً ما كنت أذهب إلى الغابة وأقرأه هناك خصوصاً إنجيل يوحنا. وقد أعطتني آيه قالها الرب يسوع شيئاً من التعزية " لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب. أنتم تؤمنون بالله فأمنوا بي " (يوحنا 14: 1)
. وقد أثرت في نفسي في ذلك الوقت كلمات الرب يسوع " آمنوا بي ". في وسط قلقي حملت هذه الآية تعزية لقلبي المضطرب
. في يوم الأحد التالي وأنا في طريقي إلى مدرسة الأحد لاحظت عمي بين ركاب الأتوبيس الذي كنت فيه. وارتعبت مما سوف ألاقيه لو أخبر عمي والدي بذلك. لكني حضرت مدرسة الأحد وصرفت وقتاً مع خادم الرب
: قبل أن ألتقي مع أصدقائي المسيحيين الجدد كنت متعصباً جداً ضد المسيحيين لأني سمعت مذمات كثيرة عنهم. لكني لما لاحظت أخلاق خادم الرب وتصرفاته وأسلوب حياته وموقفه تجاه المسلمين وجدت أن كل الانتقادات التي سمعتها عن المسيحية باطلة ولا تنطبق عليه. وهذا جعلني أفكر: هل محبته أعظم من محبة المسلمين؟ هل الرب يسوع المسيح عمل له أكثر مما عمل نبيي لي؟ وهذا جعلني أتحير، لأني كنت أن كل شخص غير مسلم، بما في ذلك النصارى الذين يؤمنون أن الله هو المسيح، كافر يرفضه الله، كما يقول القرآن
. " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إيه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار. لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم" – ( المائدة 72- 73 ). وتذكرت أيضاً ما كنت أفكر فيه من قبل وهو أني كعضو في الأمة الإسلامية، قد أسلمت نفسي لله، فأنا أقدس من المسيحيين. ولكن زاد شعوري بذنوبي وخطاياي، أدركت أن خادم الرب هو الذي أسلم نفسه لله، لأن أخلاقه تدل على ذلك. وصرت أعلم أن محبته تصدر من الرب يسوع المسيح، كما وصفها "قلب باك" وقد جذبتني محبة الرب يسوع المسيح كالمغناطيس. وفكرت أنه لو كان الرب يسوع المسيح سيدي لأحببته حباً فائقاً، ومع ذلك لما كان هذا الفكر يخطر ببالي كنت أرفضه كأنه فكر شرير صادر من الشيطان لأني كنت مسلماً
عدت من "مالابورم" بخوف شديد، وكنت مستعداً أن أقبل أي عقاب يوقعه والدي علي، ولكن مضى يومان دون أن يحدث شئ. وفي اليوم الثالث امسكني والدي بعد المدرسة وألقاني في غابة، وأخذ يضربني بعصا ضرباً قاسياً، وأوقع بي عقاباً يكاد يكون قاتلاً. وضرب أمي أيضاً عندما جاءت لإنقاذي. ولم أنج إلا بنعمة الله. وعدت واعترفت مرة أخرى بإيماني وعقيدتي الإسلامية ووعدت أبي أن لا أعود أتصل بالمسيحيين فيما بعد. ترى هل كان اعترافي مجرد تهرب من عقاب آخر؟
. لأن صديقي عبدالله نشر الأخبار في كل المنطقة، وصارت حياتي كئيبة، وصار الناس يستهزئون بي، وينعتوني بأقذر الأسماء، ويرمونني بالحجارة. وبينما كنت أرجع من المدرسة كنت أسمعهم يقولون: هذا هو الملعون هذا هو المسيحي،النصراني. وصار الأقرباء، والأصدقاء، والمعلمون، يعاملونني بقسوة. وصرت أشعر بحيرة، وتعب، ووحدة، واضطراب. وفي هذه الفترة كان الإنجيل المقدس رفيقي الدائم. تعودت أن أذهب إلى الغابة لأقرأه وأدرسه كلما وجدت الفرصة
: ثار الصراع القديم في قلبي مرة أخرى وأنا أقرأ الإنجيل سراً. ووجدت خلافاً في النقط الجوهرية بين محتوياته وبين عقائدي الإسلامية. كم حيرتني كمسلم وأثارتني كلمات الرب يسوع في الآيات التالية
" أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14: 6)
وهذه ي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته". (يوحنا 17: 3)
"إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً". (يوحنا 14: 23)
. ولم يكن عندي أحد يوضح هذه الآيات مع ذلك ظللت أقرأ طالباً الإرشاد من الله
مربوط بالمحبة
. لقد زال الألم وشفيت جروح جسمي لكن علامات محبة المسيحيين وآثار الكتب بقيت في نفسي. شعرت بشيء يدفعني لتجديد هذه العلاقة وقررت أن ألتقي مع أصدقائي مرة أخرى. وإذ بدأت المسير رآني الأقرباء والجيران، وخفت من العواقب. في الواقع قررت أن أترك المكان. ولما وصلت إلى بيت خادم الرب ذكرت له مشاكلي وأريته آثار الجروح، وطلبت منه أن يساعدني حتى أذهب إلي "ميسور" حيث توجد أختي المتزوجة. وكانت أختي تحبني، وهي وزوجها سيرحبان بي ويعاملاني بلطف, لكن خادم الرب نصحني أن أعود إلى البيت، وأخبرني أني بعد أن أتقدم في السن أستطيع أن أرحل، ولكن يلزم أن أبقى في البيت إلى ذلك الوقت، وأن أعيش بهدوء، وأنمو في الإيمان والمحبة، راجياً أن يمتد تأثيري إلى عائلتي وأصدقائي. وقال لي أن الله سيبقى مخلصي، وحارسي، وصديقي. وكنت في ذلك الوقت في الصف السابع
. وحيث أن الوقت كان متأخراً في المساء وكنت أخاف، طلبت أن أبيت تلك الليلة في غرفة القراءة. ومكثت يوماً آخر مع صديقي جورج. وقد عرف بعض الناس إني كنت هناك فحضروا من منطقتي مع بعض رجال البوليس ليأخذوني. وطلبوا من جورج أن يسلمني بل اتهموه بخطفي. فأجاب جورج: إن علوي هنا. وقد جاء برغبته، ويمكنكم أن تأخذوه، ولكن لا تضربوه مرة أخرى.ولما جاء بعض المسلمين لمساندة أصدقائهم المسيحيين في غرفة القراءة حدثت مشاجرة بين المسلمين أنفسهم. وفي أثناء انشغال الجميع بالمنازعة هربت من باب خلفي وذهبت إلى حقل، وقفزت إلى ترعة ماء متظاهراً بأني أسبح
. بعد فترة قصيرة جاء بعض المسلمين ووجدوني، وأخذوني إلى غرفة قراءة للمسلمين تدعى " مايلانادوا" وهناك سألوني عدة أسئلة مختلفة، وصاحوا في وجهي، وعاملوني بقسوة. وكانت أمي في ذلك الوقت تبحث عني في مختلف الأماكن حيث كان يسكن أقاربي. وفي هذه اللحظة وجدني شقيق زوج أختي وانقذنيي ممن كانوا قد امسكوني. وحالما وصلنا إلي البيت أرسل والدي أختي الصغري لتدعو أعمامي. وحضرفي ذلك الوقت جمع كبير إحتشدوا أمام منزلنا
. ولما اجتمع كل أعمامي, سأل والدي كل واحد منهم : ماذا نفعل بعلوي ؟ لقد بذلنا كل جهدنا حتي نمنعه من التأثير المسيحي. ماذا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك ؟ أجاب أول واحد من أعمامي وقال : أنه يجب علي والدي أن يقتلني بقطع رقبتي. وقال الثاني نفس الشئ, ولكن بصورة أشد تأكيداً من الأول. وقدم الثالث رأياً يختلف. أقترح تركي أموت جوعاً. لو قتلوني كما قال عمي الأول والثاني, لوضعت العائلة كلها في السجن. وصرخت أمي وقالت : إقتلوني أولاً قبل أن تقتلوا إبني. هذا جعلني أنا أبكي وأصرخ بحرارة. ولا أستطيع أن أعبر عن الألم والخوف الذي كان في قلبي وأنا أفكر تري ماذا سيفعلون بي. وقد قبلت الهيئة كلها رأي عمي الثالث. وقام واحد من أعمامي يضربني بقسوة إلي أن أوقفه والدي. وربط والدي يري وراء ظهري وبقيت علي هذه الحالة ثلاثة أسابيع. وأمر أن يقدم لي الطعام مرة واحدة في اليوم, ولكن كانت أمي في غيابه تقدم لي الطعام في أوقات أخري
: ذات يوم جاء أبي إلي مع أخيه الأصغر يرافقهما حداد. وطلب مني عمي أن أتلو العقيدة الإسلامية أمام أبي. فلم يسطع فمي أن ينطق بالكلام, وصاحت أمي وأخواتي والأخرون في أن أتلو الشهادتين, فلم أستطع. ولا أدري ماذا حدث لي. لماذا لا استطيع أن أتكلم. أخيراً إنصاع الحداد للأمر ووضع قيداً من حديد في رجلي كلتيهما, وأغلق القيد. وظللت بهذه الصورة مدة الأسابيع الستة التالية. وزارني صديقي السابق عبدالله الذي مزق كتيبه, وسألني لماذا فعلت هذا, وكان يعلم أن السبب هو ذلك الكتيب. أما أنا فلم أجبه بكلمة. ولكن فيما كنت مقيداً تذكرت كلمات كتاب آخر, هو الإنجيل المقدس, وهي
"لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب, أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي". (يوحنا 14 : 1)
"... وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يوحنا 8 : 32)
. تري وأنا أتطلع إلي قيودي, هل كنت أضحك علي نفسي وأنا أذكر كلمات الرب يسوع هذه ؟ ربما تحت مثل هذا الضيق يختبر الإنسان تعزيات يسوع اكثر من أي وقت آخر. وقد كان قريباً جداً مني حتي أكثر مما كان وأنا أقرأ هذه الكلمات من الإنجيل سراً في الغاية
. بعد ستة أسابيع هربت بمساعدة خالي. ذات يوم حين لم يكن أحد في البيت كسر خالي القيود. وسمح لي بعد ذلك أن أكون حراً, إذ لم يكن أحد يريد أن يقيدني مرة أخري. وصارت عائلتي وأقاربي يعاملونني بلطف. ومكثت أسبوعين في البيت. ولكني بدأت أتساءل لماذا أعيش في بيت ووسط يخلقان في قلبي خوفاً لا سلاماً ؟ عند ذلك قررت أن أرحل
. في يوم من الأيام بعد تناول طعام الغداء نظرت إلي وجه أمي فامتلأت عيناي بالدموع, لأن امي لم تكن تعلم خطتي. وهذا كان وداعي لبيتنا. وقلت لأمي أني ذاهب لأخذ حماماً في حمام السباحة, وتركت البيت (أطلب من الله أن يسامحني عن هذه الكذبة وعن مرات الكذب الأخري التي لم يكن واجباً علي أن أرتكبها). ومشيت نحو عشرة أميال إلي محطة السكة الحديدية, حيث أخذت القطار إلي مدينة "كاليكوت", علي بعد 3. ميلاً. وهناك صرت أطوف باحثاً عن عمل. وأخيراً وجدت عملاً في مطعم بسيط يقدم الشاي. لكن حياتي ظلت غير مستقرة
. وقد علمت فيما بعد أن أصدقائي المسيحيين كانوا أثناء سجني يهتمون بي, ويشاركونني آلامي. وكانوا يصلون لأجلي, ويحاولون أن يجدوا طريقة بها يساعدونني, ولم يوفقوا. وفي ذلك الوقت كانت الأصوات تذاع علي مكبرات الصوت تهاجم أصدقائي بأسمائهم. وقد أمر قادة المسلمين الناس أن يبتعدوا عن مركز الإرسالية المسيحية, وأمن يسحبوا أطفالهم من مدرسة الحضانة المسيحية. وقد وضع حراس علي أبواب مركز الإرسالية لضمان تنفيذ هذه الأوامر. وسمح للمسلمين أن يدخلوا فقط لأخذ العلاج في المستوصف المسيحي. ولكن سرعان ما عادت الأمور إلي مجراها الطبيعي. وبدأت مكبرات الصوت تذيع نغمة أخري – دعونا نكف عن إيذاء المسيحيين, ونوجه إلتفاتنا إلي أعمال الله – وبعد بضعة أسابيع إنتهي الإزعاج
. ومع أن صاحب محل الشاي المسلم الذي كنت أعمل عنده, لم يرغب ذلك, لكني إندمجت في دروس الكتاب المقدس بالمراسلة, وظللت في العمل مدة خمسة شهور. ثم تركت "كاليكوت" وذهبت إلي بيت أختي في "ميسور". وهناك كتبت خطاباً إلي جورج وهو أخبر أصدقائي الآخرين. وهذه كانت أول أخبار سمعوها بأن الله قد أنقذني من قيودي. وقد ختمت خطابي بهذه العبارة : "أنا الآن بخير, وأني دائماً أصلي الصلاة الربانية"
. وبعد أن قضيت سنة في "ميسور" مع زوج أختي, و 18 شهراً أخري في سفينة تجارية في "كاليكوت". عدت إلي "مالابورام". وهناك إلتقيت مرة أخري مع جورج وتمتعت بالشركة مع القس شلابان وزوجته, وكانوا مسرورين جداً أن يروني ورحبوا بي ترحيباً قلبياً حاراً. ولم أستطع أن أقابل خادم الرب لأنه كان قد عاد إلي بلاده. ومن هناك رجعت إلي "ميسور" حيث إستخدمني زوج أختي مرة أخري لمساعدته في فندقه. وبتوصية منه حصلت علي وظيفة في مصلحة التلغراف. ولكن لغرض يعلمه الله أضطرني مرض في أعلي فخذي أن أترك العمل
. قررت أن أعود إلي "ملايار" للعلاج. وكان جورج يعمل في ذلك الوقت في مستشفي الإرسالية. وقد ساعد علي فحصي طبياً. وعاد خادم الرب وقتئذ إلي الهند, وقد فرح جداً إذ رآني, وسأل عن كل ما حدث لي وأنا مقيد بالحديد. وفي تنقلاتي. وأخبرني عن الناس الكثيرين الذين كانوا يصلون لأجلي. ثم قدم لي توصية إلي خادم آخر للرب يستطيع أن يساعدني في علاج مرضي. وسررت جداً بمقابلة هذا الصديق الجديد, وصار فيما بعد واحداً من آبائي الروحيين كما صارت زوجته أما روحية لي. وبمعونة هذا الخادم وأحد الأطباء إستطعت أن أذهب إلي مستشفي الإرسالية (س. م. س.) في "فيلور" للعلاج
. ولما عدت من المستشفي إلتحقت بحملة "الهند بكل بيت" ومقرها "ميسور" لمدة ثلاثة شهور. وبهذه الطريقة أستطعت أن أوزع بعض النبذ وأن أشارك الناس في أخبار المسيح السارة. فلما علمت أختي وزوجها بذلك غضبا جداً ومنعاني من الذهاب إلي بيتهما. وساعدني خادم الرب في السكن في بيت راع مسيحي يدعي القس بارامسواران وكان يقيم مع عائلته في مدينة "غندليبت". وكان إختباراً عظيماً لي أن أكون معهم وأن تتاح لي الفرصة لدرس التعليم المسيحي مدة أربع شهور. وبعد ذلك إلتحقت بمشروع تقوم به الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالهند لتوزيع الكتب بالسيارة, وظللت سنة كاملة أقوم بتوزيع المطبوعات المسيحية في جنوب الهند. وكان الله يقودني بذلك إلي خدمته
. وإذ كنت اتوق إلي درس الكتاب المقدس بشكل اعمق, إلتحقت بمدرسة كونكورديا اللاهوتية في "نيغركويل" لمدة سنة واحدة وذلك في حزيران (يونيو) سنة 197. . وما كان أعظم فرحي بفرصة دراسة الكتاب المقدس. وفي مكتبة مدرسة اللاهوت وجدت عدداً كبيراً من الكتب الحسنة عن الإسلام, إستطعت عن طريقها أن أتخلص من الكثير من شكوكي
كيف وجدت النور
. لقد كرست نفسي عندئذ لدراسة شخص المسيح وعمله. فعلت ذلك باستعادة الآيات والفصول القرآنية التي تشير إلي الرب يسوع ومعرفتي المتزايدة في الكتاب المقدس
كنت أبحث عن إيضاح أكثر لعصمة الرب يسوع وسلطانه أن يغفر خطايا الآخرين, وهذا كان من شكوكي. وكان من الصعب تجنب المقارنة بين عصمة الرب يسوع وبين الفصول القرآنية التي تشير إلي خطايا الأنبياء الآخرين. خذ مثلاُ بنوع خاص قول القرآن مخاطباً محمداً :
- "فاصبر أن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والأبكار" – (سورة غافر 55)
وحيث أنه لا يمكن لأي نفس مثقلة أن تحمل وزر نفس أخري (سورة فاطر) فكيف يمكن لأي نبي أن يحمل ثقل أوزار شخص آخر ؟
لكن القرآن يذكر أن الملاك جبرائيل قال لمريم :
- "قل إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً" (سورة مريم 19)
. وهذه الحقيقة يؤيدها الحديث بقوله "ما من بني آدم مولود إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها". (مشكاه المصابيح 1 : 27)
. والإنجيل يذكر أن النقاوة والعصمة للرب يسوع وحده. ويضيف إلي ذلك أن الرب يسوع هو الذي يرفع خطايانا
. "كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً. والخطية هي التعدي. وتعلمون أن ذاك (أي الرب يسوع) أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية" (يوحنا الأولي 3 : 4, 5)
. هل كان من الضروري أن يكون الرب يسوع لا خطية لكي يستطيع أن يحمل أثقال الآخرين وخطاياهم ؟ مع أن القرآن يذكر أن الرب يسوع كان نقياً معصوماً, لكنه لا يقدم مفتاحاً لقصد الله في خلع العصمة علي ابن مريم
: ثم ينسب القرآن أيضاً إلي الرب يسوع صفات لا ينسبها لأي نبي أو رسول آخر. إذ يذكر أنه كلمة الله وروح منه
. - "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا علي الله إلا الحق إنما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلي مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة إنتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفي بالله وكيلاً" (سورة النساء 171)
: - ثم نري الملاك جبرائيل يخاطب مريم بقوله
. - "قالت أني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا. قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً (سورة مريم 21 وسورة الأنبياء 91)
. وفي كل ما قاله القرآن عن الرب يسوع, أثبت بكل يقين أنه شخص فذ فريد. وأعلن علاقته بالله بإعتباره كلمة الله وروح منه كما أشاد بنشاطه الخلاق, ومعجزات شفائه, وإقامته الموتي (سورة آل عمران 4.) وصعوده إلي السماء, ووجوده في السماء اليوم
. وإذ واصلت الدراسة بدأت أدرك أهمية اللقب "ابن الله" بحسب الكتاب المقدس, واختلافها عن مفاهيم اللقب "ابن الله" بحسب القرآن. فإن القرآن ينكر ويرفض أن الله يلد أو يولد أي بالمعني الطبيعي "لم يلد ولم يولد". والكتاب المقدس يرفض ذلك لو كان الأمر بالمعني الطبيعي. لكني بالتدريج قبلت أن الرب يسوع يمكن أن يسمي ابن الله بالمعني الروحي كما يفسره الكتاب المقدس. وبهذه الكيفية عينها يسمي الرب يسوع كلمة الله. وهنا شكرت القرآن مرة أخري لأنه أعانني علي فهم أكمل لمعني اللقب "ابن الله" بحسب الكتاب المقدس. إذ يطبق علي الرب يسوع بصورة فريدة
. ولا شك أنه علي أساس سورة النساء يرفض المسلمون رواية الكتاب المقدس عن موت الرب يسوع وقيامته وصعوده
. "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وأن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا أتباع الظن وما قتلوه يقيناً. بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً" (سورة النساء 157 – 159)
: وفي مواضع أخري يشير القرآن إلي موت الرب يسوع, لكن المفسرين المسلمين يقدمون آراء متناقضة عن هذه الآيات, مثلاً خذ الآية المشهورة
: "والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً" (سورة مريم 33). وكذلك قوله
: "إذ قال الله يا عيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين إتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون" (سورة آل عمران 55). وأيضاً قوله
. ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت علي كل شئ شهيد" (سورة المائدة 17)
. تري هلي تفسير كلمة "متوفيك" (سورة آل عمران 55), و "توفيتني" (سورة المائدة 117) كما يقدمه بخت الله صحيح ؟ بعض التفاسير الإسلامية المحترمة تترجم الفعل توفي بمعني "سبب أن يموت" مما يدل علي أن موت الرب يسوع قد سبق صعوده إلي السماء
. علي أي حال لا تترك قصص الكتاب المقدس عن وقت موت الرب يسوع أو مكانه, أو ظروفه, أي مجال للتفاسير والتأويلات المختلفة, بل واضح أنه صلب, ومات, ودفن. وقد تم صلبه خارج أسوار أورشليم, وحدث في عهد بيلاطس حاكم اليهودية. وهذه حقائق تاريخية. والكتاب المقدس يشير إلي موت الرب يسوع مراراً بلغة صريحة لا غموض فيها ولا إبهام. وواضح أيضاً في الكتاب المقدس الصلة التامة بين موت الرب يسوع وبين قيامته من الأموات وصعوده, والقصد من وراء هذه الحوادث الثلاثة العظمي في حياته
. بذلك أصبحت هذه الآيات وغيرها من القرآن واضحة لي في ضوء تأملي في تصوير العهد الجديد للمسيح فهذه الآيات لا تبين فقط علاقة الرب يسوع الخاصة بالله بل تشير أيضاً بكل تأكيد إلي غرض الله الخاص في إرسال يسوع, كلمته, وخادمه, إلي هذا العالم الخاطئ. تذكرت مرة أخري ذلك الكتيب "قلب باك". واستخلصت من كل هذا أن الله قد تكلم بكلمة الغفران لجميع الخطاة بواسطة الرب يسوع وحده, وذلك بموته علي الصليب وقيامته من الأموات. وكلما استزدت من قراءة الكتاب المقدس, تكلم الكتاب لي, وبدد شكوكي واحداً بعد الآخر
مع ذلك ظل هذا السؤال يحير عقلي : ماذا عن مجئ محمد الذي يقول القرآن أن الرب يسوع قد تنبأ عنه ؟
. "وإذ قال عيسي ابن مريم يا بني إسرائيل أني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول آتي من بعدي إسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين" (سورة الصف 6)
. والإسم "أحمد" مشتق في اللغة العربية من ذات الأصل الذي منه يشتق الإسم "محمد" هل هذا يعني أن الرب يسوع قد تنبأ عن مجئ محمد ؟ هذا ما تعلمته وكنت أعتقد به
: وقد بحثت الكتاب المقدس لأري هل جاء فيه شئ عن محمد. فلم أجد شيئاً. وسألت أساتذتي نفس السؤال فأجابوا هم أيضاً أنهم لم يجدوا شيئاً. ولكن لما رجعت وتأملت في تفسير للقرآن وجدته يقتبس عدة فصول من الكتاب المقدس ليؤيد مفهومه لسورة الصف آية 6, والفصل الرئيسي هو
. "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلي الأبد" (يوحنا 14 : 16)
. والكلمة اليونانية المترجمة في الإنجيل "المعزي" هي في الأصل "بركلوتوس" ومعناها "أحمد" وقد حرفها المسيحيون إلي "باراكليتوس" لينفوا الإشارة إلي النبي محمد
. وحيث أن معرفتي بهذه الكلمة كانت محدودة وقاصرة, وحيث أنه كان من الصعب علي جداً أن أهجر إيماني بمحمد كنبي فقد وجدت نفسي أعاني مشقة كبري إذ كان محمد لا يزال يشغل مكانة عظمي في قلبي, وكنت أشعر أنه أيسر لي أن أهجر أي شئ آخر إلا ذلك فسألت استاذ اللغة اليونانية عن معني هذه الكلمات, فأجابني بأنه لم ترد كلمة "بركلوتوس" قط في النسخة اليونانية لإنجيل يوحنا. ثم فسر لي بكل وضوح معني الكلمة الأصلية "باراكليتوس" وهي وعد الرب يسوع (يوحنا 14 : 16) الذي تم بمجئ الروح القدس (أعمال 2 : 1 – 11). الذي يسكن مع شعب الله إلي الأبد كالمعزي والمرشد لهم
: وضعت مشكلتي أمام الله وطلبت منه أن يمنحني فهماً واضحاً. وذات ليلة صليت وآويت إلي فراشي ولكني لم أستطع أن أنام. وسمعت صوتاً أو شعرت كأني سمعته يقول لي "قم وأقرأ". ظننت أن ذلك كان وهماً أو خيالاً, لكني سمعت الصوت يتكرر مرة أخري ثم تكرر أيضاً. فقمت وفتحت كتابي المقدس, وقرأت عدة مرات هذا الفصل
. "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلي الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" (يوحنا 14 : 15 – 17)
. وإذ كنت أقرأ هذا الفصل خطرت ببالي أسئلة كثيرة سألتها لنفسي : هل قرأت في القرآن أو الحديث أن محمد هو روح الحق الذي يمكث معك إلي الأبد ؟ هل هو المرشد الذي يمكث فيك ؟ حينئذ أدركت أن هذه الكلمات لا تحتوي أية نبوة عن أي نبي آت, ولا يمكن أن تنطبق علي أي مخلوق بشري. فضلاً عن ذلك تذكرت إتمام هذه النبوة (أعمال 2 : 1 – 11) في أثناء حياة المؤمنين الأولين بالمسيح. وملأت عقلي هذه الحقيقة العظمي, وتاكدت أن المرشد الذي وعد به الرب يسوع هو الروح القدس, (روح الله الأزلي وليس جبرايل الملاك ولا محمد)
. بعد ذلك إختبرت قوة الروح القدس في حياتي الخاصة. وبه أتيت إلي المسيح. مجداً لله ... آمين
. داومت علي قراءة الكتاب المقدس باجتهاد فوجدت فيه غني من البركات لم أكن أحلم بها. فإن له قوة بها يتكلم للذين يطلبون حقاً أن يحصلوا علي إعلان الله وإرشاده. لقد كشف لي حقيقة نفسي وأراني قلبي الخاطئ المذنب. وعماي الروحي. وأخبرني أن أقدم كل خطاياي وأحمالي إلي الله باسم الرب يسوع المسيح. فهو الذي جاء إلي العالم يبحث عني, وهو الذي مات لأجل خطاياي, وقام, وهو الذي صعد إلي السماء وسيأتي ثانية. وصرت مقتنعاً أن الكتاب المقدس هو كلمة الله
: لقد قدم الكتاب المقدس الحل لكل المشكلات التي حيرت قلبي. ولقد أروت مياهه الحية نفسي الظامئة. ووجدت فيه ما لم أجده من قبل في كل أختباراتي الدينية وقد اقتنعت تمام الإقتناع أن الكتاب القدس يسجل بكل أمانة وبكل دقة أعمال المسيا الرب يسوع المسيح وتعاليمه, وسر كلمة الله الأزلي الآتي إلي العالم في صورة إنسان, كما يسجل موته وقيامته وصعوده ومجيئه الثاني وسائر التعاليم الأخري التي لم أكن أفهمها من قبل, بل كنت أيضاً أبغضها. وهو يحوي أيضاً رسالة محبة الله القوية المخلصة لي ولجميع الناس, والتي تقدم لنا السلام. إن محبة الله هذه تتركز في الرب يسوع المسيح وموته, وقيامته لأجل الخطاة كما يكتب بولس وسائر الرسل في الإنجيل المقدس
. "فإنني سملت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب". (كورنثوس الأولي 15 : 3 – 4)
  رد مع اقتباس
قديم 05/07/2005   #4
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي


قرار خطير
. في يوم 19 تموز (يوليو) سنة 197. سلمت حياتي للرب يسوع المسيح, واعترفت بكل خطاياي, وكل شكوكي. وإرتبطت به وبمحبته الغافرة عن طريق المعمودية المقدسة. كان كل جسمي يرتعش, وكنت أشعر بقوة إلهية تسري في. وكنت راكعاً علي ركبتي وقمت من حثوي إنساناً جديداً متغيراً يملأني سلام في نفسي وفرح في قلبي ويقين في عقلي. (وإلي اليوم أشهد بأنه يغمرني نفس هذا السلام والفرح والرجاء واليقين). ومع أني لا أملك المعرفة الكاملة, لكني أؤمن في قلبي بأن خطاياي قد غفرت ومحيت بدم الرب يسوع المسيح الثمين, وبأني قد نلت قوة لحياة جديدة, حياة تغمرها المحبة, وبأن الرب يسوع نفسه يملك في قلبي "إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتني لمدح مجده". (أفسس 1 : 13 – 14)
  رد مع اقتباس
قديم 05/07/2005   #5
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي


في خدمته
. وسرعان ما أتيحت لي الفرصة أن ألتحق بفريق يسمي "الدعوة العملية". وذلك هيأ لي مجالاً أن أذهب إلي أنحاء كثيرة في بلاد الهند أنادي بالأخبار السارة. وظللت أقوم بهذا العمل نحو سنتين. وفيما كنت أقوم بهذه الخدمة تعلمت أكثر عن معني التلمذة للرب يسوع. وأني أشكر الرب, وأشكر شعب "الدعوة العملية" الذين منحوني فرصة للعمل معهم, والذين ساعدوني خلال وقت ضيقي. وعدت فيما بعد إلي مدرسة "كونكورديا" اللاهوتية أكملت دراساتي اللاهوتية عام 1975. والثقل الذي علي قلبي الآن هو أن أقدم الأخبار السارة عن نور الله لشعبي الخاص حيثما يكونون, لاسيما في المكان الذي أنا فيه, لعلهم يقبلون دعوة الرب يسوع المسيح التي يقدمها للجميع حتي يعرفوا خلاص الله العظيم
"أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلي الآب إلا بي". (يوحنا 14 : 6)
. "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته". (يوحنا 17 : 3)
. "أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة". (يوحنا 8 : 12)
  رد مع اقتباس
قديم 05/07/2005   #6
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي


الخاتمة
: إني قبلت الرب يسوع المسيح مخلصاً شخصياً لي لأنه استطاع أن يغير حياتي إلي حياة مملؤة بالسعادة, والسلام, والرجاء. لقد استطاع أن يمنحني قوة في ضعفي. وهو الرب الحي الذي يعطيني نعمة حتي أحيا حياة النصرة في هذا العالم, ويمنحني رعوية أبدية في السماء. ولو أني فقدت عائلتي وممتلكاتي الأرضية, فلي يقين أني أصبحت عضواً في عائلة الله السماوية, وأؤمن بما قاله داود النبي والملك العظيم
. "إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني". (مزمور 27 : 1.)
وفي كل متاعبي, واضطراباتي, وتجاربي, يكفيني أن أتطلع إلي وجهه. وفي ساعات الوحدة, والتعب, وخيبة الأمل أحمده لأجل نعمته, فقد قال الرب يسوع :
. "ليس انتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم" (يوحنا 15 : 16)
. إنني لم أختره, لكن هو إختارني. به صارت "قصة باك" تاريخ ك. ك. علوي. لله المجد إلي أبد الآبدين . آمين
  رد مع اقتباس
قديم 05/07/2005   #7
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي


يجب أن نسير على طريق السيد المسيح
(من آمن بي وان مات فسيحيا)
ويجب أن نتبعه في كل شئ
"أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة".
سلام المسيح
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 13:47 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.13473 seconds with 14 queries