أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20/06/2005   #1
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي الصلاة والصوم


سنتعرف معا الى موضوع الصلاة. ما معنى الصلاة وكيف نصلي وكيف يمكن ان يستمع الرب الى صلاتنا؟

أليس هناك مواعيد معينة للصلاة وإن فاتنا احد هذه المواعيد سوف نصليها في الآخرة على جمر من نار؟

نحن نصلي لإله محب لا ينتظر تقصيرنا في الصلاة لكي يعاقبنا بأن نصلي على جمر نار، بالاضافة الى ذلك ليس هناك من صلاة في الآخرة لأن الصلاة هي صلة أو علاقة يومية بين روح الخالق وروح المخلوق في هذه الدنيا. فالإنسان على الأرض محتاج لأمور كثيرة بينما في الجنة لن نكون محتاجين لأية طلبة نرفعها في الصلاة لأننا سوف نرى نور ومجد الإله العظيم وجها لوجه وسيكون هذا كفايتنا ومالىء كل احتياجنا‫.

ماذا عن الاشخاص الذين لا يعترفون بوجود الله؟ أليس عليهم ان يصلوا في النار لأنهم لم يصلوا في الدنيا؟

ليست الصلاة فريضة بل هي وسيلة موجودة في الوقت الحاضر فقط لكي يتكلم الإنسان مع الله وليس هناك من صلاة في السماء. إن في طبيعة كل إنسان منذ ولادته غريزة الصلاة حتى لو أختلفت في شكلها وطقوسها مع مرور الزمان. وقد أستخدمت الصلاة في كل زمان ومكان… وحتى لو لم يكن من نتيجة لهذه الصلاة يبقى الميول الفطري في الإنسان الباطن راغبا في ان يصلي ويتكلم مع القوة المسيطرة على هذا الكون وإن لم يدرك ان هذه القوة هي الله تعالى‫.

ألا يوجد في صلاة المسيحيين ركوع وسجود وكلام محفوظ إذ لا نجدهم دوما يسجدون ويركعون بل يرفعون دعاءات فقط؟

كما ذكرنا سابقا ان الصلاة هي اتصال روح الخالق بروح المخلوق. ونقرأ في الكتاب المقدس عن السيد المسيح حين تكلم مع المرأة السامرية في إنجيل يوحنا الأصحاح 4 والأيات 23-24: "ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون لله بالروح والحق. لأن الله طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا‫."

ماذا يعني أننا نسجد بالروح؟ هل يمكن للروح ان تسجد على الأرض؟

المقصود هنا أن يكون السجود من القلب وان تكون الروح منكسرة امام الله… أي انني بالفعل أكلم الله في دعائي أو صلاتي بخشوع واقول كلاما نابعا من داخل قلبي وليس كلاما محفوظا أكرره مرات ومرات وبعد مدة يصبح من دون معنى… إن السجود على الأرض موجود في المسيحية ايضا… ونجد الكثير من الرؤوس المنحنية لكن المهم انحناء القلب والروح قبل انحناء الرأس… فالمهم هو الجوهر وليس المظهر… ليس من المهم أننا نسجد على الأرض لكن المهم أننا نسجد بالروح أي أن تكون نفوسنا في خشوع وانكسار امام الرب وقت صلاتنا… كثير من الناس يسجدون برؤوسهم لكن قلوبهم وفكرهم في مكان آخر غير الصلاة لأن صلاتهم تحولت الى تأدية واجب يومي ليس فيه من حياة وشركة مع الله فأصبح الامر مجرد تقاليد وشعائر‫.

ما هي الأوضاع التي يمكن ان نصلي فيها؟

ليس للصلاة وضع معين، فمن الممكن ان نصلي واقفين او راكعين أو ساجدين أو نائمين أو رافعين أيدينا أو باكين… المهم أن نرفع قلوبنا لله في كل وقت نكون محتاجين أن نشكي له عن حالتنا أو ان نطلب معونته… فوضع الصلاة ليس مهما لكن المهم أننا نصلي وندعي للرب إلهنا‫.

وهل هناك أماكن معينة يجب أن نصلي فيها؟

يمكن للصلاة أن تكون في كل مكان وفي كل زمان… ومن الاماكن الهامة للصلاة والتي قال عنها السيد المسيح هو المخدع. والمخدع لغويا يعني المكان الذي ينام فيه الانسان ويلجأ اليه طالبا السكينة من دون ان يكون معه احد… في المخدع يكون الانسان لوحده فيقدر ان يصرح لله بكل ما في قلبه ونقرأ ذلك في إنجيل متى الأصحاح 6 والأية 6: "واما انت فمتى صلّيت فادخل الى مخدعك واغلق بابك وصلّ الى الله في الخفاء. فالله الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية‫."

هل هذا يعني ان كل من يريد ان يصلي عليه ان يلتزم غرفته ويقفل بابه؟‫!

إن المقصود من هذه الآية أن يكون المرء فعلا مشغولا في صلاته بربنا فقط أي ان لا يكون في باله أي أمر آخر فلا يفكر في متاعب الحياة أو في مشاغله أو الناس من حوله… قد يكون بالفعل قافلا على نفسه الباب لكن فكره مشغول في الناس الذين لهم دور في حياته… كذلك يمكن ان يكون في روح الصلاة الحقيقية وهناك الكثير من الناس من حوله لكن كل أحاسيسه ومشاعره موجهة نحو الله من دون ان يفكر في الناس من حوله… فالمهم ان يقفل باب عقله عن كل ما يمكن ان يشغله عن الكلام مع ربنا‫.

لكن لماذا يوصي السيد المسيح المؤمنين به أن يصلوا في الخفاء؟ ألا يسمع الرب الصلاة في الجماعة وقدام الناس؟

نقرأ في الآية السابقة للتي ذكرناها من انجيل متى الاصحاح 6: "ومتى صلّيت فلا تكن كالمرائين. فانهم يحبون ان يصلّوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس. الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم.." هنا يعالج المسيح خطية كانت موجودة عند رجال الدين في ذلك الوقت وهي أن بعض رجال الدين كانوا يفتخرون ويتباهون أنهم متدينون قدام الناس فيطيلون في صلواتهم، لذلك قال السيد المسيح أنهم أخذوا أجرهم وليس لهم أجر في السماء. لكن الصلاة في الجماعة مهمة ايضا لأن صلوات أخوتنا الذين هم أقدم منا في الإيمان تبني الكنيسة وتعلم المؤمنين الجدد كيف يصلون وتعلمهم أن يقضوا اوقاتا ثمينة في محضر الله‫.

ما هو الكلام الذي يمكن ان نقوله لله في صلاتنا؟

نحن نؤمن ان الله موجود في كل مكان وفي كل زمان… لذا يمكن ان نتكلم معه كما نتكلم مع بعضنا البعض بكل بساطة ومن غير أي تعقيد… انه تعالى يسمع كل ما نقوله له وبأية لغة ليس فقط لغتنا العربية بل كل لغات العالم لأن ربنا هو رب لكل الأرض والكون وهو خالق كل الشعوب واللغات‫.

لكن كثيرا ما نسمع انهم في الكنيسة يصلون ويمدحون لاسم الله، لماذا يمدح المسيحيون وقت الصلاة؟

المديح لدى المسيحيين يسمى تسبيحا أي انهم لا يصلوا بكلامهم فقط بل ايضا بمديحهم وتسبيحهم بالموسيقى والانشاد للإله العظيم… فبمجرد ان يشعر المؤمن بحضور الله وهو يصلي يحس بسعادة غريبة لا يمكن ان يلاقيها في أي وقت آخر ولذلك يلبي غريزته أن يعبد إلهه بالتسبيح والحمد لأن الإنسان في هذا الوضع يحس بوجود إلهه قريبا منه‫.

ما هي شروط الصلاة؟

هناك شروط مهمة… فعندما نصلي ونطلب من الله يجب ان نصلي بإيمان أي علينا ان نؤمن ان الله قادر أن يعطينا ما طلبناه، فقد وعد المسيح في إنجيل مرقس الأصحاح 9 والآية 23: "إن كنت تقدر أن تؤمن فكل شئ مستطاع لدى المؤمن‫."

ماذا يعني ان اؤمن أن الله قادر أن يعطيني ما اطلبه في صلاتي؟

المقصود من ذلك أن لا يكون عندي شك في قدرة الله وعنايته بي لأن الشك يسبب إرتيابا، ويقول الكتاب المقدس عن الارتياب في رسالة يعقوب الأصحاح الأول والأعداد 6-7: "ولكن ليطلب بايمان غير مرتاب البتة لان المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه. فلا يظن ذلك الانسان انه ينال شيئا من عند الرب‫."

ما هو الشرط الثاني للصلاة؟

الشرط التاني هو أننا نطلب كل طلباتنا من الله في اسم المسيح لأنه هو الباب الذي من خلاله ندخل امام عرش الله ونطلب منه‫.

ماذا يعني أن المسيح هو الباب؟ وما المقصود بأنه يمكننا ان نطلب من عرش الله؟

هذا ما قاله السيد المسيح عن نفسه في كلمة الله المقدسة في إنجيل يوحنا الأصحاح 10 والعدد 9: "انا هو الباب. ان دخل بي احد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى." والباب هنا يعني المنفذ الوحيد الذي عن طريقه نقدر ان نتكلم مع الله لأن الله لا يكلم الخطاة ولكن من خلال المسيح اصبحنا صالحين قدام الله. ونقرأ في إنجيل يوحنا ايضا الأصحاح 14 والأية13: "ومهما سألتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الله بمسيحه." أي ان لاسم المسيح قوة في استجابة الله لصلاتنا لأنه هو الاسم الذي به رضي الله عن البشرية. والشرط الأخير هو أن تكون صلاتي وطلباتي هي نفس مشيئة الله‫.

ماذا يعني أن تكون طلباتي هي نفس مشيئة الله؟

يعني ان لا اطلب أي شيء مخالف لارادته، مثلا يا رب أمرض هذا الشخص الذي ازعجني او ما شابه ذلك لأن مشيئة الله هي لصالح كل البشر والخصام والكراهية من إبليس‫.

كم مرة يجب ان أصلي كل يوم؟

لم يحدد الكتاب المقدس عدد المرات أو ساعات معينة للصلاة، وبذلك يمكننا ان نصلي في أي وقت. لكن هناك في الكتاب المقدس اكثر من مثل على اوقات الصلاة… فمثلا نجد داود النبي يقول في الزبور: "سبع مرات في النهار سبحتك على احكام عدلك." ونجد دانيال ايضا يقول عنه الكتاب المقدس: "فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلّى وحمد قدام الهه كما كان يفعل قبل ذلك‫."

هل هذا يعني انه من الممكن ان أصلي مرات واقوم بأعمالي مرات اخرى، أي ساعة لي وساعة لربي؟

إن حياة المؤمن تختلف عن أية حياة اخرى، لأن روح الله يسكن في كل من يؤمن بالسيد المسيح وروح الله يحثنا أن نصلي كل حين من دون ملل. وهذا ما قاله السيد المسيح في إنجيل لوقا الأصحاح 18 والآية1: "ينبغي ان يصلّى كل حين ولا يمل." أي ان نطلب دائما ولا نتعب او نيأس او نمل حتى إن لم ننال استجابة من الرب في وقت الصلاة أو بعدها بوقت قصير‫.

هل هذا يعني ان نصلي كل اليوم أي 24 ساعة؟ ولماذا لا يستجب الرب في الحال؟ ألم يعد السيد المسيح في إنجيل يوحنا قائلا: "الحق الحق اقول لكم ان كل ما طلبتم من الله باسمي يعطيكم"؟

إن المسيحيين لا يصلون 24 ساعة لكن الروح الموجود فيهم هو الذي يجعلهم دوما في روح الصلاة ويتشفع في كل أعمالهم ويرشدهم… اما بالنسبة الى قولك ان الرب لا يستجيب دوما في الحال فالحقيقة ان رد ربنا على صلواتنا في بعض الأحيان هو ان ننتظر لأن لكل شيء تحت السماء وقت وعلينا ان ننتظر دائما الوقت الذي يحدده الرب لأننا نؤمن أن الله يحدد الاوقات بحكمته وبمعرفته للغيب الذي لا يعلمه الا هو تعالى… واشهد عن اختبار وتجربة أن الوقت الذي يحدده الرب هو فوق ما نتوقع وعندنا أمثلة كثيرة عن ذلك … ففي قصة يوسف الصديق سمح الرب أن يسجن يوسف ظلما لمدة طويلة في مصر لغاية الوقت الذي حدده الرب لكي يجعل من يوسف الرجل الثاني في كل أرض مصر… وكان يوسف في هذا الوقت يصلي أن يخلصه الرب من سجنه لكن رد الله عليه كان أن ينتظر لأنه كان يعدّه لعمل اعظم ويعطيه حكمة ويعلمه الصبر‫.

يقول الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا الأصحاح 6 والآية8: "إن الله يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه." فما دام الرب يعلم كل شيء عن احتياجاتنا لماذا اذا يجب ان نسأله ونصلي؟

يحب الرب أن يعطي كل الناس عطايا جيدة لأنه تعالى هو الصلاح بطبيعته ويقول الوحي المقدس في إنجيل متى الأصحاح 5 والآية 45: "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين." لكن إذا كان شخص غير مبال او محتاج لعطايا الرب فإن الله لن يفرضها عليه… فخلف كل إحتياج صلاة وتضرع صادق‫.

لكن الله يعلم كل شيء، فالصلاة التي سيصلونها اذا غير ضرورية ولا معنى لها؟‫!

هذا غير صحيح لأن الصلاة تغير من شخصية المؤمن وتجعله اقوى واشد تعلقا بالرب وادراكا لعلاقته المقدسة به. كما اننا نرفع صلاتنا لله عن حب أي عن إشتياق لمقابلة ربنا والتكلم اليه عن كل ما في قلوبنا… وهنا اتذكر مثلا قاله احد الرعاة لكنيسته… لو كان هناك زوجا مسافرا بعيدا عن زوجته وهو يعلم تماما انها ستقابله بكل شوق عند عودته، فهل معرفته هذه تقلل من قوة وبهجة لقائهم ببعض؟

هل هناك من أسباب تجعل الصلاة غير مقبولة عند الله؟

هناك أسباب كثيرة تجعل صلاتنا غير مقبولة عند ربنا ومنها وجود اية خطية أو ذنب في حياة المؤمن من دون ان يعترف بها ويتوب عنها أو أنه لا يسلك بحسب تعاليم ربنا أو أن صلاته مجرد كلام لا اصل له في قلبه أو أنه يصلي لكي تمدحه الناس أو إذا كان هذا الإنسان يشك في قدرة ربنا على تنفيذ ما يطلبه أو إذا طلب اشياء فيها معصية لله‫.

حسنا… هذا ما يجعل صلاتنا غير مقبولة عند الله لكن ما هي الأسباب التي تجعل الرب يقبل الصلاة؟

أولا أن تكون الصلاة نابعة من القلب ليست كلاما فقط، وان يكون فيها إحترام لشخص الله… علينا ان نكون متواضعين وهذا الشعور نابع من ضميرنا وادراكنا أننا غير مستحقين واننا تراب أمام الخالق لذا نسلم أي موضوع نصلي من اجله بالكامل لارادة الله وحكمته وصلاحه… كذلك علينا أن نصلي بإيمان واثقين أن الله موجود وقادر أن يسمعنا ويحب ان يستجيب لصلواتنا طالما كانت صلاتنا بحسب مشيئته… وأخيرا علينا أن نرفع طلباتنا وتضرعاتنا الى الله باسم السيد المسيح‫.

هناك سؤال آخر وهو هل هناك أتجاها معينا يجب ان نصلي نحوه؟

ان موضوع جهة الصلاة موجود ايضا في المسيحية لكننا نتجه نحو السماء وليس الى مكان معين على الأرض لأن رجاءنا ومعونتنا تأتي من السماء من عند الله خالق السماء والأرض‫.

المقصود في السؤال هو وجود إتجاه هنا على الأرض‫!!!

إن الله موجود في كل مكان وليس هناك من مبنى أو حجارة قد إختارها لكي نتجه نحوها او نعبده فيها أو ناحيتها… لذلك نحن نصلي في أي جهة لأن الله روح وهو موجود في كل مكان مالىء هذا الكون ونلاقيه في كل جزء منه صغيرا كان أو كبيرا‫.
والاهم من كل ذلك هو أن صلاة المسيحيين لا تكون بحسب عقولهم ولكن بحسب روح الله الساكن فيهم، ونقرأ في رسالة بولس الرسول لأهل رومية الأصحاح 8 والأيات 26-27: "وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا. لاننا لسنا نعلم ما نصلّي لاجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنّات لا ينطق بها. ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح. لانه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين‫."

ماذا يعني أن الروح يشفع فينا بآنات لا ينطق بها وايضا ان الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح؟

المقصود في ان الروح يشفع فينا اي انه يساعدنا أن نتكلم بكلام يوافق مشيئة الله ويتشفع لضعفنا أمام حكمة العلي والتي تكون في معظم الأحيان بعيدة عن عقولنا المحدودة... وبما ان ربنا قادر أن يفحص القلوب بقدرته الإلهيه فهو يعرف ما يحتاجه كل شخص يؤمن به ويلبي طلبه بحسب مشيئته.... والخبر السار هو ان المسيح الآن يتشفع لنا امام عرش الله‫.

كيف يتشفع فينا امام عرش الله؟

هذا ما نفرأه في الكتاب المقدس في رسالة بولس الرسول للعبرانيين الأصحاح 7 و الأية 25: "فمن ثم يقدر ان ينقذ ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله اذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم." اي ان كل الذين يرفعون الى الله صلاتهم ودعاهم باسم المسيح فالمسيح يتشفع فيهم وربنا يستجيب لهم بحسب مشيئته‫.
لذلك نؤكد لك إن كنت تؤمن بالمسيح مخلصا شخصيا لك انه يمكنك ان تصلي فالأمر سهل جدا، ولا تهتم فيما يجب ان تقوله لأن روح الله القدوس يرشدك كيف تصلي ويتشفع فيك بحسب مشيئة الله... وإن كنت لا تعرف كيف تصلي درب نفسك وارفع صلاتك لله باسم المسيح وبقوة الروح القدس‫:
‮"‬يا رب أنا واثق في محبتك وفي أنك سامع لكل كلمة عبدك يقولها.... يا رب أنا مؤمن أنك قادر على كل شئ ولا يعسر عليك أمر... فأنت تعطيني كل ما اطلبه وأحتاجه بحسب مشيئتك الصالحة لي... اشكرك لأنك غفرت خطاياي حينما اعترفت بها وكفرت عنها جميعها بموتك على الصليب واشكرك لأنك جعلتني هيكلا لروحك القدوس... يا رب اقبلني مع كل الذين رضيت عنهم عن طريق السيد المسيح... ارفع طلبتي هذه باسم يسوع المسيح.... آمين‫."
إن كنت لم تقبل بعد السيد المسيح منقذا لحياتك من الهلاك الابدي وبه تقف امام عرش الله، يمكنك ان تصلي اليه الآن فهو سامع لك وقريب جدا اليك وقادر ان يستجيب لصلاتك ويغفر خطاياك... قل له‫:
‮"‬يا سيدي المسيح اشكرك لأنك قدمت نفسك لله تكفيرا عن كل خطية عملتها في حياتي... لست مستحقا لكل ما عملته من اجلي لكن رحمتك ونعمتك جعلتني اقف باسمك وبشخصك امام عرش الله واصبح لي كل الحق ان اصلي موقنا ان صلاتي مقبولة... اقبلك مخلصا وسيدا على حياتي باسم يسوع المسيح... آمين‫."

سنتعرف معا الى معنى الصوم واوقاته وأيامه وكيف يصوم المسيحيون‫.

هل يلتزم المسيحيون بصيام شهور او ايام محددة؟

لا يلتزم المسيحيون بصيام شهور أو أيام معينة لأن الكتاب المقدس يحذر من انواع الصوم هذه‫.

كيف ذلك؟ أليس الصوم فريضة لله والصوم بالذات ليس للإنسان بل لله؟

ربنا غني عن أن ينتظر العباد تلتزم بفرض أو سنة لكنه فقط يعطينا بعض الطرق التي من خلالها نعرف كيف نوصل صوتنا لجلاله‫.

ما هي الطرق التي يمكن عن طريقها ان يسمع لصوتنا؟

احد هذه الطرق الكثيرة هو الصوم. لكن هناك أصوام كثيرة لا علاقة لها بالله، نجد أمثالا منها في الكتاب المقدس? وهناك أصوام مرتبطة بالتعبد لله ومن خلال هذه الاصوام غيّر كثير من رجال الله مصائر أمم وأحداث والله قبل إسترحامهم‫.

هل يمكن ان يكون هناك اصوام ليست لعبادة ربنا؟ ما هي الأصوام التي لا علاقة لها بالتعبد لله؟

مثلا نجد في قصة صموئيل النبي في الكتاب المقدس عندما كانت فننة ضرة حنة أمه تغيظها لأنها كانت عاقرا، كانت حنة تبكي ولم تأكل? وايضا قصة الملك آخاب ملك إسرائيل في السامرة لما نابوت رفض ان يعطيه كرمته يقول عنه الكتاب المقدس: "أنه رجع مغموما ومكتئبا ولم يأكل خبزا"? كل هذه الاصوام وما شابهها كانت لمجرد الاكتئاب، التوتر، الغيرة، الغضب أو الحيرة‫.

إذا كان هذا هو الصوم غير المرتبط بالعبادة، فما هو الصوم الذي يرتبط بعبادة ربنا وكيف يغير الصوم تاريخ أمم؟

هناك قصص كثيرة من الكتاب المقدس تخبرنا كيف كان للصوم دور في ان يرفع الله غضبه عن شعبه وان يغفر لهم في احيان اخرى. فمن هذه القصص أن النبي داود مرة أخطأ وأرتكب فعل زنى مع امرأة أسمها بتشبع وكانت نتيجة ذلك أنها انجبت ولدا، ولكن الرب بعث لداود برسول اسمه ناثان قائلا له أن عمله كان خطأ وأن الولد الذي انجبه سيموت. لذلك بدأ داود النبي يصوم وبات ينام على الأرض ولا يتكلم مع احد. لكن كانت النتيجة ان الولد مات وبعدما مات قام الملك داود وأكل? ونقرأ هذه القصة من الكتاب المقدس في سفر صموئيل النبي والأيات من 13ـ18: "فقال داود لناثان قد اخطأت الى الرب. فقال ناثان لداود: الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك. لا تموت. غير انه من اجل انك قد جعلت بهذا الامر اعداء الرب يشمتون فالابن المولود لك يموت. وذهب ناثان الى بيته وضرب الرب الولد الذي ولدته امرأة اوريا لداود فثقل. فسأل داود الله من اجل الصبي وصام داود صوما ودخل وبات مضطجعا على الارض. فقام شيوخ بيته عليه ليقيموه عن الارض فلم يشأ ولم ياكل معهم خبزا. وكان في اليوم السابع ان الولد مات." نلاحظ ان داود النبي اعترف بخطيته فقال له ناثان النبي: "الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك.لا تموت" ولكن داود النبي اراد ان يتواضع قدام الله لكي يستجيب له الرب ولا يموت الولد‫.

لكن الولد مات؟؟‫!

لأن الأمر ليس وفق مشيئة الله الصالحة ولأن الولد سيكون مصدر عار لداود وشماتة لأعداء الله لذلك لم يقبل الرب صوم داود الذي دام سبعة ايام‫.

لكن ما معنى كلام ناثان النبي أن الرب نقل عنه خطيته وأنه لن يموت؟

إن ما قصده ناثان هنا بروح النبوة أن عقوبة خطيته رفعت عنه بواسطة المسيح المصلوب الذي اخذ الله عدالته منه عندما صلب فداء لجميع أولاد آدم‫.

ما الأمثلة الاخرى التي قبل فيها الله استرحام عباده؟

كان هناك شخص اسمه نابوت من منطقة اسمها يزراعيل في السامرة وكان عنده كرمة للعنب، واراد ملك السامرة آخاب ان ياخذ من نابوت هذه الكرمة لكي يوسع قصره لكن نابوت رفض لأن الكرمة كانت ميراثا له من عائلته. حزن آخاب من هذا الرفض ولما رأته امرأته ايزابل حزينا وعرفت سبب حزنه قالت له أنها هي ستجعله ياخذ هذه الكرمة. فأتت بشهود زور على أن نابوت كفر وقال كلام مهينا عن بيت الله وعن الملك وعندما شهد الناس عليه بالكذب حكموا عليه بالموت ورجموه? ولما مات وعلمت ايزابل قالت لآخاب قم لترث كرمة نابوت. لكن ربنا ارسل اليه النبي ايليا ليقول له انه في نفس المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت ستلحس دمه ايضا. فلما سمع آخاب هذا الكلام لبس خيشا وصام وبدأ يتواضع امام ربنا، يمكن ان نقرأ هذه القصة وتتمتها من الكتاب المقدس في سفر ملوك الأول الأصحاح 21 والأيات 27-29: "ولما سمع آخاب هذا الكلام شقّ ثيابه وجعل مسحا على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت. فكان كلام الرب الى ايليا التشبي قائلا: هل رأيت كيف اتضع آخاب امامي؟ فمن اجل انه قد اتضع امامي لا اجلب الشر في ايامه بل في ايام ابنه اجلب الشر على بيته." من هذه الآيات نجد كيف ان صوم آخاب غيّر الأمر تماما ورفع غضب ربنا عنه? ووعده الرب قائلا‮: "‬فمن اجل انه قد اتضع امامي لا اجلب الشر في ايامه‫."

لكن ما السر في ذلك؟

السر هو الاتضاع...الاتضاع الذي نتّسم به خلال صيامنا، لأن الصيام هو اذلال للنفس وليس مجرد امتناع عن الأكل والشرب. فالصيام الحقيقى هو اقماع النفس واخضاعها لارادة الله لذلك ليست كل الأصوام هي تعبد لله. قال احد الواعظين أن الصوم الذي لله هو أن يقول الإنسان بقلبه ونفسه أنه تائب ونادم من دون تعالٍ ولا تكبر بل يطلب منه الاسترحام كما رأينا في قصة داود النبي أو يكون في صومه تعبير عن التواضع كما رأينا في قصة آخاب‫.

لكن هل هناك أوقات معينة للصوم يعني شهر معين أو أيام معينة من الأسبوع؟

قبل مجيء السيد المسيح على الأرض كانت الشريعة السائدة هي شريعة موسى أي التوراة? وفي التوراة لم يكن هناك الا يوما واحدا فقط للصيام وهو يوم الكفارة. وكان الشعب في هذا اليوم يذلون انفسهم طالبين التكفير عن خطاياهم. وكان الصيام في هذا اليوم هو الامتناع عن الاكل والشرب والاستحمام ولبس الاحذية ومعاشرة نسائهم‫.

اذا فالصيام هو يوم واحد فقط؟

لا، ففي أوقات اخرى كان الشعب يصوم ايضا مثل أيام الحرب أو التهديد بالحرب ونقرأ عن ذلك في سفر القضاة الأصحاح 20 والآية 26‮: "‬فصعد جميع بني اسرائيل وكل الشعب وجاءوا الى بيت ايل وبكوا وجلسوا هناك امام الرب وصاموا ذلك اليوم الى المساء واصعدوا محرقات وذبائح سلامة امام الرب." كذلك نقرأ في سفر المزامير أن النبي داود كان يصوم عندما يمرض أعداؤه وذلك في المزمور35 والآية 13‮: "‬اما انا ففي مرضهم كان لباسي مسحا. اذللت بالصوم نفسي‫."
كذلك هناك امثلة كثيرة عن الصوم في الكتاب المقدس? صوم من اجل الكوارث أو من اجل معرفة مشيئة الرب في أمر معين أو في وقت الخطر أو النوح أو الشدة. عن طريق الصوم كان الرب ينجي شعبه وكل المؤمنين به من كل المحن والضيقات ويغفر لهم كل خطاياهم عندما يتواضعون ويعترفون بندم عن كل خطية قاموا بها‫.

ما هي المدة التي يجب ان يصومها المؤمن؟

كانت المدة يوما واحدا من شروق الشمس الى مغربها، واحيانا كانت ليلة واحدة، واحيانا كان الصوم يستمر ثلاثة أيام كما فعلت أستير، كذلك صام شعب بلد جلعاد سبعة أيام عندما مات شاول الملك، وصام داود سبعة أيام لما مرض أبنه‫.

هل تعني أن الكتاب المقدس لم يحدد أياما معينة يقدر ان يصوم المؤمن فيها؟

هذا صحيح? فالصوم كما ذكرنا سابقا هو طريقة وجد فيها الإنسان كيفية التعبير عن إذلال نفسه امام الله لكي يعبر عن توبته وبالتالي يختلف الوقت بين حالة واخرى فمثلا لقد صام دانيال ثلاثة أسابيع أيام وليال وصام موسى قبل ان ياخذ الشريعة من الله على الجبل أربعين يوما‫.

حسنا انما كيف يمكن ان اصوم أي هل امتنع نهائيا عن الاكل والشرب او هناك انواع خاصة من الطعام يمكن ان آكلها لأن الصوم كما فهمنا هو اقماع النفس يعني الموضوع يخص النفس وليس الجسد؟؟

يعرف علماء الدين الصوم بأنه هو الامتناع عن الطعام لمدة من الزمن، لكن الكتاب المقدس لم يحدد هذا الامر بشكل محدد? انما نكرر ان الصوم لا يتوقف عند الامتناع عن الأكل والشرب ولكن للصوم معنى أعمق من ذلك? فكما ذكرنا ان الانسان في صيامه يذل نفسه امام الله لكي يعبر عن توبته عن خطأ عمله أو لطلب مراحم الله وغيرها لكن المعنى المهم هو أننا نصوم عن العالم أي نكسر نفوسنا وأجسادنا معا في نفس الوقت امام ربنا لكي نقترب بنفوسنا من روح الله وألا سيكون الصيام غير مقبول عند الله ولن يستمع الله لنا ولتضرعنا له‫.

أفهم من ذلك أنه لو صمنا فقط بالامتناع عن الأكل لن يستمع الرب لنا؟

في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة على ذلك فمثلا نقرأ في سفر أشعياء الأصحاح 58 والأيات 3-7‮: "‬يقولون لماذا صمنا ولم تنظر. ذللنا انفسنا ولم تلاحظ.‎ ها انكم في يوم صومكم توجدون مسرة وبكل اشغالكم تسخرون. ها انكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره؟ يوما يذلل الانسان فيه نفسه يحني كالاسلة راسه ويفرش تحته مسحا ورمادا. هل تسمي هذا صوما ويوما مقبولا للرب؟ أليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر. فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير؟ أليس ان تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين الى بيت ك. اذا رأيت عريانا ان تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك؟" نفهم من هذه الآيات أن هناك أناسا صاموا ظانين أنهم فعلا أذلوا أنفسهم وتابوا امام ربنا لكن الحقيقة هي أنهم لم يتوبوا بل كانوا مشغولين بأعمالهم بالاضافة الى ذلك كان عندهم خصام وعناد ويتبادلون الكلام السيء ويهينون بعضهم ورغم كل ذلك كانوا ظانين انهم في صوم حقيقي وان الرب يسمع صلاتهم في هذا الصيام? لكن الحقيقة هي أنهم صائمون بجسدهم أي حارمون أنفسهم من الأكل وسامحون لأنفسهم ان يعملوا الذنوب أو يفكروا بالشر ويقولون "اللهم أني صائم" ولكن فكرهم ما زال مشغولا بالأفكار البطالة التي ينميها ابليس في داخلهم‫.

لكن ما هو الحل لأولئك الناس؟

الحل موجود في نفس الآيات في الجزء الذي يقول̷: "‬أليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر. فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير. أليس ان تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين الى بيتك. اذا رأيت عريانا ان تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك." فالصيام الذي يخلو من توبة صادقة امام الرب لا فائدة منه? لنتخيل أن هناك اياما معينة يصوم فيها كل الناس المستعد للتوبة وغير المستعد لها فبالطبع سيكون هناك اناسا صايمين وغير تائبين‫.

هل يمكن ان يكون هناك اناسا صائمين وغير تائبين؟

طبعا هناك كثيرون يصومون عن الاكل فقط وقد يصوموا عن خجل واضطرار? منهم من يملك الكثير من المال لكنه هامل قريبه أو أي شخص من معارفه جائعا او محتاجا أو عريانا? لكن كما قرأنا في الآيات السابقة أن الصيام الحقيقي هو أن ترجع الناس عن طرقها وتسعى للخير فلا يكون هناك من شر بينهم وبين احد ولا يتركون غريبا او تائها من دون ان يهتموا به او يستضيفوه في بيوتهم‫.

اذًا فالصيام هو أننا نحس بغيرنا؟

الاحساس بغيرنا هو مجرد نتيجة للصوم الحقيقي وهو ان يمتنع الانسان عن كل شروره مع كل الناس من حوله وأن يكون أمينا مع ربنا فتكون علاقته مع الرب صحيحة اثناء صيامه وبعده اذ يكون نادما عن ذنوبه ومعترفا بخطيته فتكون النتيجة ان يحس بغيره‫.

لكن هل معاشرة الزوجين تبطل الصوم او تكون ضده؟

ان الكتاب المقدس مليء بكل الارشادات لحياتنا فهو كلمة الحياة، والرد عن هذا السؤال نجده في رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس الأصحاح 7 والأية 5‮: "‬لا يسلب احدكم الآخر الا ان يكون على موافقة الى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا ايضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم‫."

لكن ما المقصود بهذه الآية؟

يجب ان تكون المعاشرات الزوجية بالاتفاق من دون ان يغصب احد الزوجين الآخر على المعاشرة الزوجية لكي يستطيع هذا الاخير ان يصوم? لكن بعد الصيام يمكن للزوج ان يجتمع بزوجته لكي لا يكونوا عرضة لتجربة الشيطان لهم‫.

هل من شروط لكي يكون الصوم مقبولا؟

قال السيد المسيح أهم شرط لقبول الصوم ونقرأه في انجيل متى الأصحاح 6 والآيات من16-18: "ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين. فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم. واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لله الذي في الخفاء. فالله الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية." نتعلم من هذه الآيات أهم شرط من شروط الصوم وهو أن يكون الصوم صوما لله فقط وليس صوما للتباهي باني شخص متدين وصائم وكلما كلمني احدهم ارد عليه قائلا: "اللهم إني صائم‫."

لكن أنا اكون فعلا صائما وهذا الرد لا يعني سوى اني صائم‫!!

الصيام الحقيقي يكون بيني وبين الله لذلك كان السيد المسيح له المجد عارفا طبيعتنا وما سيحصل وحذرنا منه قائلا أننا لو صمنا يجب ان نغسل وجوهنا ولا نظهر للناس أننا صائمون لأن الله الذي يرى في السر هو الذي سيجازينا وليس الناس الذين نبدو لهم أننا صائمون‫.

لكن نعلم أن هناك ايام نعاني فيها من مرض او نكون في سفر او هناك ايام معينة عند السيدات لا يقدرن ان يصمن فيها، فهل من الضرورة بعد فوات مدة السفر مثلا او غيرها ان يرجع الصائم ويعوض الايام الفائتة؟

إن الصوم وسيلة وليس فريضة لذا لسنا نلتزم بأيام أو شهور لكن بأوقات معينة لا يعرفها الا الصائم والرب? ففي الصيام هناك إنكسار للنفس امام الرب من دون ان يعرف احد ويمكن ان يكون هذا يوما واحدا من الصبح لغاية الليل ويمكن ان يكون لمدة اطول حسب القدرة? اما بالنسبة للسيدات في ايام معينة حين تكون احداهن "غير طاهرة" فعلى العكس ان الصيام هو الذي يجعلها تأخذ الطهارة الحقيقية من المسيح لأنها بصيامها هذا تقترب نفسها من روح الله القدوس وهذا يطهر نفسها من الداخل‫.

هل من الضرورة ان نصلي ايضا اثناء الصوم؟

ان الهدف من الصوم هو الاقتراب من الله لذا ترافق الصلاة الصوم حتما فنتكلم مع الله بصلاتنا نسأله ويسمع لنا، فإن لم نصلِّ لا فائدة لصومنا بل يكون صومنا مجرد حرمان جسمنا من الأكل فقط وليس له أية فائدة روحية? يكون تذللا للنفس ومجرد اثبات اني قادر أن أمنع نفسي عن الأكل مدة من الوقت وافرح وافتخر بنفسي إني صمت هذه المدة أو أحس أني اتممت ما هو مفروض عليّ? ونقرأ في إنجيل لوقا أن حنة النبية كانت دائما تتعبد في بيت الله بأصوام وطلبات ليلا ونهارا‫.

هل من اهداف اخرى للصوم؟

الصيام كما قلنا هو وسيلة قوية جدا تجعل المؤمن قادرا على معرفة مشيئة الله في كل المراحل المهمة من حياته. فعلى سبيل المثال كان النبي موسى، قبل ان يعطيه الله التوراة أو الوصايا العشرة التي هي عهده مع بني آدم، صائما لمدة أربعين يوما وليلة? كذلك نحن كمؤمنين بعمل المسيح وقبل كل خطوة مهمة مثل شغل جديد أو زواج أو معرفة مشيئة الرب في حياتنا من ناحية أي أمر بمجرد أننا نصوم بقلوبنا ونفرغ انفسنا من أفكار العالم وشهواته نتقرب من ربنا ونحس بوجوده في حياتنا ونكون حساسين لصوت الروح القدس الذي يتكلم في نفوسنا وضمائرنا ويعلن داخلنا عن مشيئة الله الصالحة في حياتنا‫.
لذلك إن كنت بحاجة أن تسمع صوت الرب داخل ضميرك ونفسك صلِّ معنا والتزم بصوم من كل قلبك‫:
‮"ياسيدي الإله أنا نادم يا رب أني دائما غير مطيع لك ودائما في صيامي انشغل بمشاغل الدنيا وأهتماماتها. لذا يا رب اسألك أن تعطيني القوة لكي أصوم لك أنت وحدك من كل قلبي... اجعلني يا رب في صيامي أركز نظري عليك أنت وحدك وأكون حساسا لسماع صوت روحك القدوس في ضميري... كلمني يا رب فعبدك سامع... اقبل يا رب توبتي... قويني أن أكون دائما في خطتك التي رسمتها لي واجعلني مطيعا لك ولمشيئتك... اسألك اليوم باسم المنقذ يسوع المسيح...آمين‫."

خدني الحنين لعينيكي حبيتو من وقتها
بحلم سنين ألاقيكي و أنسى الجراح بعدها
وبقيتي من قسمتي عشقي ونور دنيتي
ما شافتش قبلك عيوني وعليكي فتّحتها

المسيح يحمينا

jesus i trust in you

أنا هو القيامة والحياة من يتبعني لايمشي في الظلمة
  رد مع اقتباس
قديم 20/06/2005   #2
BLAK_MAN
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ BLAK_MAN
BLAK_MAN is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
سوريا
مشاركات:
14

إرسال خطاب MSN إلى BLAK_MAN إرسال خطاب Yahoo إلى BLAK_MAN
افتراضي


بشكرك يا اخ وليد لأنو فعلاً الصلاة والصوم أحلى شي
تحياتي

أنا الشاكي
أنا الباكي
أنا الحساس
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:05 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.10161 seconds with 14 queries