أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02/01/2006   #37
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي شريعة الصلح


قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لَا تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لِأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ سَرِيعاً مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، لِئَلَّا يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَا تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الْأَخِيرَ« (متى 5:21-26).
يقول المسيح هنا: إن الوصية التي تنهَى عن القتل تنهَى أيضاً عن الغضب والنميمة والبُغض. صلاتكم وقرابينكم لا تُقبل بمجرد امتناعكم عن القتل، إذ يجب أن تمتنعوا عن البُغض، فهذا روح الوصية قبل حروفها.
تعلَّمتم أن تتركوا ذبيحة الفصح قدام المذبح وتتوقَّفوا عن تقديمها، لكي ترجعوا وتنزعوا من بيوتكم خميراً غفلتُم عنه. وأنا أعلّمكم أن ترجعوا وتستغفروا الذي أسأتم إليه قبل تقديمكم الصلاة لله.
شريعة الطهارة
»قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لَا تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لِأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلَا يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لِأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلَا يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ« (متى 5:27-30).
كم من أناس يعترفون بخطاياهم الفعلية ولا يحسبون حساباً لخطاياهم الفكرية، ناسين أن النظرة الشهوانية هي الزنى بعينه، لأنها سببه وأصله - إنني أشدد على استئصال جرثومة الخطأ من أسسها، ومن كل ما يؤدي إلى ارتكابها.
لا تنسوا أنه خيرٌ لكم أن تخسروا أثمن ما عندكم ولو كان أحد أعضاء جسدكم، حتى العين أجملها وأعزّها، من أن تخسروا الرضى الإلهي فهو حياتكم وسماؤكم، وأن تجلبوا عليكم الدينونة الإلهية التي هي موتكم وجحيمكم.
شريعة الطلاق
»وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلَاقٍ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلَّا لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِ« (متى 5:31، 32).
أجاز موسى الطلاق بسبب ما كانت حال قومه من البداوة والقساوة، ولم يستحسن الله ذلك، لأنه يكره الطلاق. ولما كان يكرهه يكون ممنوعاً، ولذلك حُرِّم الطلاق في العصر المسيحي.
كان اليهودي يطلق زوجته لأتفه الأسباب، بمجرد صدور كلمة من فمه (تثنية 24:1)، فصعَّب موسى الطلاق وأوصى أن من أراد تطليق إمرأته فليُعطها رغبته في الطلاق مكتوبة.
أما في العهد المسيحي فإني أطهِّر هذه الرابطة الزوجية لتثبت وتدوم. فالمرأة تبقى مرتبطة أمام الله بزوجها الأول

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #38
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي شريعة الحق


أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لَا تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لَا تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لَا بِالسَّمَاءِ لِأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللّهِ، وَلَا بِالْأَرْضِ لِأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلَا بِأُورُشَلِيمَ لِأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وَلَا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لِأَنَّكَ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. بَلْ لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ« (متى 5:23-37).
عندكم الوصية التي توجب عليكم القيام بالقَسَم. أما أنا فأقول لكم: ليس فقط لا تحلفوا كذباً، بل أيضاً لا تحلفوا صدقاً. انزعوا من حديثكم كل يمين مهما كان بسيطاً وصادقاً. الحلف في الحديث لا محل له إلا ليبيّن أن بعض هذا الحديث صادق فيؤيد باليمين، وبعضه غير صادق فيُترك دون يمين. أما الصادق الوقور فيكتفي بقوله: »نعم نعم ولا لا« عالماً أن »ما زاد على ذلك فهو من الشرير«.
شريعة الحقوق
»سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لَا تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الْأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الْآخَرَ أَيْضاً. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ« (متى 5:38-42).
أيضاً تعوّدْتم تحليل الانتقام استناداً على النظام الموسوي الذي يقول: »عين بعين وسن بسن«. لكن هذا القول قاعدة العلاقات الرسمية المدنية لا الشخصية.
أجعل لكم تعليماً جديداً، بأن أنزع روح الانتقام ممن يسيء إليكم. تمنع الأحكام المدنيّة الانتقامات الشخصية، وتوكلُ إلى الحكَّام معاقبة المذنبين لردعهم. فالأحكام الدينية تمنع الانتقام طاعة لقول الإنجيل: »لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الْأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: »لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ« (رومية 12:19) فالتنازل عن حقوقكم الشخصية لمن يقصد أن يسلبها منكم أفضل من خِصامكم لأجلها.
شريعة الحب
»سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الْأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الْأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لِأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ« (متى 5:43-4.
أنتم تظنون أنه جائز لكم أن تبغضوا الذي يبغضكم، وتعادوا الذي يعاديكم. لكن روح الناموس الداخلي هو روح واضع الناموس، الذي يشرق شمسه وينزل مطره على أعدائه كما على أولاده. فإن عاديتُم من عاداكم وأحسنتُم إلى الذين يحسنون إليكم، لا تكونون أفضل من عبدة الأصنام والكفرة. فلا تقابلوا شراً بشر. إن أحسنتم إلى من يسيء إليكم، تخمدون جذوة العداوة، وتطفئون لهيب البغض. اتخذوا الكمالات الإلهية قاعدة لحياتكم فتكونون حقاً (ليس فقط اسماً) أولاد الآب السماوي. ولكن اعلموا أن كل الوصايا تُحفظ حقاً في القلب حفظاً روحياً قبل حفظها حرفياً في الخارج. وإلا فحفظها الخارجي لا يُعتبر عند الله.
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #39
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الصَّدقة والصوم


اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الْأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلَانِيَةً«.
»وَمَتَى صُمْتُمْ فَلَا تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لَا تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً، بَلْ لِأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلَانِيَةً« (متى 6:1-4 ، 16-1.
نظام الملكوت الجديد الذي أدخلتكم فيه لا يلغي الفروض الدينية الموحى بها من الله، كالصدقة المتجهة نحو القريب، والصلاة المتجهة نحو الله، والصوم المتجه نحو الذات. لكن يُشترط في هذه الفرائض أن لا تُحفظ أمام الناس فقط، أو تؤخذ وسيلة لأجل الافتخار والتعظُّم، وربح مدح الآخرين، وآلة للرياء الكريه. فإن كنتم لا تتصدَّقون وتصلّون وتصومون في الخفاء، لا تُحسب صدقاتكم وصلواتكم وأصوامكم الجهارية عند الله، لأنكم إذ ذاك تكونون مرائين. لا تتشبَّهوا بمعلمي الدين ورؤسائه عندكم، لأنهم مراؤون، واصطلاحاتهم في هذه الأمور مثل نواياهم، ومكروهة عند الله. لا تنقادوا إلى ضلالة الأمم كما انقاد رؤساؤكم فيتوهمون أن مجرد تكرار الصلاة تسرُّ الإله الذي يصلُّون إليه.
الصلاة
»وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلَا تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلَانِيَةً. وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لَا تُكَرِّرُوا الْكَلَامَ بَاطِلاً كَالْأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلَامِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. فَلَا تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لِأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ«.
ف»َصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الْأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لِأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُّوَةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الْأَبَدِ. آمِينَ«.
»فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، لَا يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ« (متى 6:5-15
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #40
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


الصلاة هي أهم فرائض الدين، فلكي تعرفوا روح الصلاة المقبولة ومضمونها ونسقها، أعطيكم نموذجاً تقيسون به صلاتكم على الدوام.
إن أمعنتم النظر في هذه الصلاة النموذجية تلاحظون أن روح المصلي يكون روح البنوّة لله، لأنه يخاطب الله كأب، ويعظم المحبة المتبادلة بين هذا الآب السماوي وأولاده، ويعظّم أيضاً الطاعة له، والاتكال عليه لأجل احتياجاته كلها. وهو يعظم العلاقة المتبادلة بين أولاده. حتى أن ما يريده المصلي لنفسه يريده للآخرين أيضاً، لأن روح البنوة لله يستلزم روح الأخوَّة للناس. فيصلي المسيحي لا »أبي« بل »أبانا«. ولا يطلب غفران الآب لنفسه إلا ويقدم لإخوته غفرانه على سيئاتهم نحوه. فأقصد أن أعلّمكم جيداً حقيقة أبوية الله للبشر وأخوَّة البشر لبعضهم البعض، لأن معلمي الدين قد أهملوا هذه الحقيقة الجوهرية ولم يوضحوها في الماضي كما يجب.
ترون في هذه الصلاة روح الدالة البنوية، وروح المحبة الأخوية، كما ترون روح العبادة التقوية، لأن يوم الله وكتابه وبيته ورجاله (خدام الدين) وكنيسته كلها مقدسة، بسبب نسبتها إليه. وقد ذكرت لكم في هذه الصلاة طلب النجاة من الشرير. هذا الطلب هو اعترافٌ بقوة الشيطان العظيمة وسطوته على البشر، وبأن لا نجاة منه لأحد إلا بقوة إلهية تنقذهم. وأعلنت لكم جلياً في خاتمة هذه الصلاة، كما في فاتحتها، أن على المصلي أن يقدّم أمور الله على أموره، لأن الله هو الكل وفي الكل، فله وحده الملك والقوة والمجد.
علَّمتكم في هذه الصلاة اختصار الصلاة وبساطتها، لأن روح النبوَّة والأخوَّة والعبادة فيها تقضي بذلك. وبما أنني لم أدخل بعد على وظيفتي الشفاعية، فلم اضع اسمي فيها، مع أنه بعد صعودي تقدّمون صلاتكم إلى الآب باسمي. ولم أذكر فيها الروح القدس، لأنه لم يُعْطَ بعد للناس على كيفية تستطيعون الآن أن تفهموا ما يُقال فيه.
المؤمن وحب المال
»لَا تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الْأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لَا يُفْسِدُ سُوسٌ وَلَا صَدَأٌ، وَحَيْثُ لَا يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلَا يَسْرِقُونَ، لِأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً. سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلَاماً فَالظَّلَامُ كَمْ يَكُونُ!
لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الْآخَرَ، أَوْ يُلَازِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الْآخَرَ. لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللّهَ وَالْمَالَ« (متى 6:19-24).
أحذركم كل التحذير من حب المال، وأذكركّم أن كنوز العالم فانية، ولن تبقى إلا الكنوز السماوية. وما أسعد من تعلق قلبه بالسماء لا بالأرض، فلذلك يتسهَّل له الصلاح. وأما إن ساد في قلبه حب المال، فيستحيل عليه أن يحب الله كما يجب. والكنز في السماء هو ثمر ما يعمله الإنسان ويبذله في سبيل خير الناس، حباً بالله.
لأنكم نور العالم يستنير بكم غيركم من البشر، كما يستنير بواسطة العين الصحيحة. فإن فقدتم أنتم الصلاح، فكم بالحري يفقده الذين ليس لهم وسائط الصلاح مثلكم؟ ومن الأمور المطلوبة منكم لتنيروا على الآخرين أن تتكلوا تماماً على الآب السماوي في أمر حاجاتكم الزمنية. إن عناية الله بمخلوقاته واضحة في طيور السماء التي ترفرف وتغرد فوق رؤوسكم، وفي الأزهار التي تزهو تحت أقدامكم. فكيف لا يعتني الله بالذين خلقهم على صورته، وهم أولاده؟ فإن كل ما في الجو من فوق، وكل ما على الأرض من أسفل، يشهد فعلاً لعنايته بما قد خلق. وما دام يعتني بأدناها، كيف يمكن أن يهمل أسماها؟ الذي وهب الجسد العجيب لا يبخل بالكساء الزهيد، والذي وهب الحياة الثمينة لا يتأخر عن تقديم القوت الرخيص لأجل حفظها. صحيح أن الإنسان يجب أن يهتم بالحاجيات الجسدية، لكنه يجب أن يفعل ذلك وهو متكل على عناية الآب السماوي، وهكذا لا يكون نهباً للقلق، ويجيء اهتمامه بالماديات بعد اهتمامه بالأمور الروحية - لا قبلها ولا فوقها - فما هي فائدة الإنسان لو لم تساعده العناية الإلهية؟ فإذاً ملجأكم في الدرجة الأولى هو هذه العناية لا اهتمامكم أنتم. وكيف تتفوَّقون على غير المؤمنين إن كنتم تهتمون بالدنيويات كما يهتم الوثنيون؟ أقدِّم لكم أعظم نصيحة عندي وأحلاها: »أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تُزاد لكم«.
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #41
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي لا تدينوا


لاتَدِينُوا لِكَيْ لَا تُدَانُوا، لِأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلَا تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لِأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! لَا تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلَابِ، وَلَا تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلَّا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ« (متى 7:1-6).
ثم أوصيكم أن لا تكونوا من الذين يدينون بعضهم بعضاً، فالحكمة تنهَى عن هذا، لأن الناس يعاملونك كما تعاملهم. فالذي يكشف عيوب الناس تكشف الناس عيوبه وهلم جراً. الميّال إلى دينونة الآخرين يكون مدفوعاً من الافتخار والانتقام، فيُذمُّ افتخاراً أو انتقاماً. والأغلب أنه ظالم في الحالتين، لأنه يرى عيوب الآخرين، لا كما هي، بل مكبّرة. ويرى عيوبه هو لا كما هي، بل مصغَّرة. والمُخطئ لا يقدر أن يصلِح الأقل عيباً منه، فيصحُّ القول: »يا مرائي، أخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى الذي في عين أخيك«.
أسألوا تعطوا
»اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزاً، يُعْطِيهِ حَجَراً؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ. فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ، لِأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالْأَنْبِيَاءُ« (متى 7:7-12).
أوصيكم أن تكونوا حكماء مميَّزين في أحاديثكم الدينية، لئلا تعرِّضوا كلامكم للهزء والاحتقار بغير فائدة، فتكونون كمن يعطي المقدس للكلاب ويطرح جواهره أمام الخنازير. لكل مقام مقال، فيجب أن يناسب التعليم المقام الذي يُقدَّم فيه وأحوال السامعين. أؤكد لكم أن الآب السماوي مستعد لاستماع صلواتكم واستجابتها. إن كان الأب البشري وهو خاطئ لا يتأخر عن طلب أولاده، إن كان هذا خيراً لهم، ويُخلِص في ما يمنحه، فكيف يمكن أن يتخلَّى الآب السماوي الكامل عن تضرُّعات طالبيه، أو يهبهم شيئاً ليس هو الخير الحقيقي؟ وأول ما يريد أن يهبه هو الروح القدس للذين يطلبونه
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #42
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وأسلمكم أيضاً القاعدة المسمَّاة الذهبية، التي لا يمكن المبالغة في جمالها ومفعولها، فهي تحل المشكلات الأخلاقية للذين يمارسونها، وتُغني عن ألوف الوصايا المفضَّلة لأنها أفضل منها. هذه القاعدة هي: »كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم. لأن هذا هو الناموس والأنبياء«. نعم قد ورد في أقوال القدماء ما يقارب هذا القول، ويظن البعض أن هذه القاعدة تكفي لتحيط بالواجب الديني تماماً. لربما كان زَعْمهم يصحّ لو أنه لا يوجد إله. لكن بما أن اللّه موجود، لا يكون القيام بالواجب نحو الناس إلا القسم الأصغر في الدين، لأن القسم الأعظم هو القيام بالواجب من نحوه تعالى.
باب ضيق وباب واسع
»اُدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ، لِأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلَاكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!
»اِحْتَرِزُوا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلَانِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً، لَا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلَا شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لَا تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.
»لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الْإِثْمِ« (متى 7:13-23).
إني أضع أمامكم طريقين يسير جميع الناس في إحداهما. الأولى ضيقة في بدايتها رحبة في نهايتها، والثانية بالعكس، رحبة في بدايتها ثم ضيقة جداً في نهايتها، فأنصح لكم أن تختاروا الطريق الضيقة في هذه الدنيا والعامرة بالمجد في الآخرة. ولا تقتدوا - بأكثر البشر - لأنهم يفعلون بالعكس، إذ يختارون ما هو راحة حالية غاضين النظر عن العذاب الأبدي.
وأنبّهكم إلى العلاقة بين الشجر والثمر، والتي تستلزم أن يكون الثمر من جنس الشجر، فأعمال الإِنسان لا تكون إلا تابعة لحالة قلبه الداخلية. يجوز أن يدَّعي إنسان أنه نبي مرسَل من اللّه، وأنه يتكلم بكلام الأنبياء، لكن بمرور الأيام لا بد أن تثمر طبيعته في أعماله. ولا بد أيضاً من القَطْع والإِلقاء في النار لكل من يثمر ثمراً رديئاً. ولا يوقف هذا القطع احتجاج الذين يتستّرون تحت ثوب الرياء، متظاهرين بالتديُّن، متكلين على حسناتهم الخارجية، وهم يهملون الوصايا الإِلهية التي لا تروق لهم، أو التي تخالف أغراضهم. قد يكونون من الذين تنبأوا باسمي، وصنعوا معجزات كثيرة حتى إخراج الشياطين باسمي، وهم يعترفون بي بأفواههم، وينادونني: »يا رب، يا رب«. لكنهم لم يفعلوا إرادة أبي الذي في السموات. فسأجيب على استنجادهم في يوم الدين: »إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم«.
العاقل والجاهل
»فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الْأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لِأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلَا يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الْأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً!« (متى 7:24-27
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #43
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وفي الختام أقدم لكم تشبيهاً مفيداً جداً، لأن الذي يعرف مشيئة اللّه ويعملها يشبه الشخص الذي يضع أساس بيته على الصخرة. والذي يعرف ولا يعمل يشبه الذي يبني بيته على أساس رملي بجانب مجرى ماء، فما دام الجو صافياً والرياح ساكنة، يظهر أن الذي بنى على الرمل هو الحكيم، لأنه استراح من متاعب الحفر ونفقاته، فيهنّئ نفسه ويهنّئه الآخرون. ولكن صفاء الجو وسكون الريح لا يدومان إلى الأبد، فمتى جاء النوء يظهر جلياً من كان الحكيم الذي سَلِم بناؤه. الذي يعرف ولا يعمل يتلذذ حالياً بملذات الدنيا، ويجتنب المصاعب في سبيل البر، لكن متى هبّت رياح الدِّين، ونزل مطر الغضب الإِلهي، وجاءت أنهار عذاب الضمير، وحدث سيل إرسال الخطاة إلى مكانهم في الهلاك »وصدم« هذا الشخص، يسقط حالاً، ويكون خرابه عظيماً. بينما الأول لا يسقط ولا يتزعزع لأنه مؤسس على صخر.
»فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذِهِ الْأَقْوَالَ بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، لِأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ« (متى 7:28 ، 29).
كل من يتأمل بدِقة وإخلاص في نظام الملكوت الروحي هذا، وفي قوة المطاليب الإلهية من الإنسان، ييأس من استطاعته أن يطيع هذه الوصايا. هذا اليأس هو الخطوة الأولى في الخلاص، لأنه يُبعد الإِنسان عن الاتكال الباطل على الخلاص بالأعمال، ويقوده إلى المخلّص الوحيد الذي جعل الإِيمان الحي الحقيقي به شرط الخلاص الكافي والوحيد
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #44
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي شفاء خادم قائد المئة


وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ كَفْرَنَاحُومَ، جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: »يَا سَيِّدُ، غُلَامِي مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ مَفْلُوجاً مُتَعَذِّباً جِدّاً«. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: »أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ«. فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ: »يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلَامِي. لِأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ فَيَذْهَبُ، وَلِآخَرَ: اِيتِ فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا فَيَفْعَلُ«. فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ تَعَجَّبَ، وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: »اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ، لَمْ أَجِدْ وَلَا فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هذَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الْأَسْنَانِ«. ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ: »اذْهَبْ، وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ«. فَبَرَأَ غُلَامُهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ« (متى 8:5-13).
قال السيد المسيح إنه جاء ليقدم الخدمة للناس، لا ليُخدَم. وهو الوحيد الذي لم يخالف فعلُه قولَه مطلقاً. قال فيه سامعوه إنه تكلم كمن له سلطان، وفوق السلطان يتبعه فعل السلطان. لم ينتهِ وعظه إلا وتجددت معجزاته. دخل مدينة كفر ناحوم ترافقه جموع كثيرة، فاستقبله وفد من قادة اليهود من أصحاب الوظائف الدينية يطلبون إليه باجتهاد، بالنيابة عن الحاكم العسكري الروماني أن يشفي عبده المريض بالشلل معذباً جداً ومشرفاً على الموت، وهو عزيز عنده. سمّاه »غلامه« وهي كلمة تُستعمل في اليونانية عن الابن أيضاً. من كلامه واهتمامه بعبده عرفنا مزايا هذا الجندي الشريف، لأن في ذلك كان العبد محتقراً مُهاناً إلى أقصى درجة عند أغلب الأسياد
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #45
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ظن هذا القائد الروماني أن المعلم اليهودي سينقاد إلى طلب رؤساء ملَّته في المدينة، فاستنجد بهم، وبذلك ظهر أن علاقة هؤلاء مع المسيح كانت لا تزال حسنة، بخلاف الأمر مع زملائهم في اليهودية. فوافق الرؤساء على طلب هذا القائد، بناءً على حُسْن علاقاتهم معه أيضاً. فتمكن من ملازمة غلامه في أشد ساعات الخطر. لما حضر وفد الرؤساء أمام المسيح قالوا إن القائد بنى لنا المجمع ويحبُّ أمّتنا، ويستحق أن يُفعل له هذا. ولا نلوم هذا القائد الوثني على ظنه بأنه يحتاج إلى شفعاء لدى المسيح ليحقق آماله، فلم يكن يعلم أن المسيح يعرفه أفضل من هؤلاء الشفعاء به، ولم يكن يعلم أن محبة هؤلاء له ليست إلا جزءاً لا يُذكر من محبة المسيح له. ولذلك لم يعلم أن تدخُّل هؤلاء الشفعاء كان فضولاً. وفي يومنا هذا ليس من ملاك أو قديس إنْ كان على الأرض أو في السماء أعْرَف بنا أو أقرب إلينا أو أحنّ علينا، من المسيح ذاته لكي يصلح شفيعاً بدلاً من المسيح، أو لكي يعينه في الشفاعة بنا. ومنزلة السيد المسيح عند الآب السماوي، الذي عيّنه شفيعاً وحيداً وكافياً، لا تترك مجالاً لغيره ليجلس بجانبه أو يشاركه في الشفاعة، فإن شفاعة المسيح مبنيَّة على أساس ما انفرد به عن سائر الناس أو الملائكة في عمله الكفاري، كما يقول الإِنجيل: »لِأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللّهِ وَالنَّاسِ: الْإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ« (1تيموثاوس 2:5).
الذين يستشفعون ملائكة أو قديسين لا ينتبهون إلى أن ما في أقدس القديسين وأعظمهم، من اللطف والإِشفاق وحب الإِنسانية والعطف على البؤساء، ليس إلا قطرة فقط مما في المسيح من هذه العواطف الشريفة. فهم كالذين يطلبون أن يستضيئوا بسراج في رابعة النهار. إنهم لا ينتبهون إلى أن ليس قديس من القديسين قد أعطي برهاناً لحبه إياهم أو سؤاله عنهم، بينما المسيح قد جاء من السماء وتأنَّس وعلَّم وخدم وتألم واحتمل ومات وقام وصعد إلى السماء وجلس عن يمين اللّه ليشفع في المؤمنين. وكل ذلك حباً لهم. إنهم كالولد الذي في الشدائد والمخاطر يحيد عن أمٍ جمعتْ في شخصها كل الكمالات، واحتملت في تربيته أعظم المشقات، ليتمسك بخادمة البيت بدلاً عنها. ويجوز لنا أن نستشهد برفْض المسيح لتداخُل والدته وقت عرس قانا الجليل شاهداً مؤثراً لهذه الحقيقة المتعلّقة باستشفاع القديسين في أمور الدين. وبذلك علَّم المسيح الناس في كل الأجيال أن لا محل ولا حاجة إلى هذا الاستشفاع
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #46
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


كان المرضى يُحمَلون اعتيادياً إلى محل وجود المسيح. أما في هذا الحادث فقد وافق المسيح الناس على عادتهم في تمييز كبار القوم، فرضي أن يعامل هذا القائد معاملة ممتازة، ولا سيما لأنه أجنبي، وتوجه إلى بيت المريض. ولما عرف قائد المئة أن المسيح آتٍ، كلَّف بعض أصدقائه ليلاقوه ويظهروا له احتراماته القلبية وإيمانه بمقدرته، وأن ينوبوا عنه بالقول: »يا سيد لا تتعب، لأني لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي. لذلك لم أحسب ذاتي أهلاً أن آتي إليك. لكن قُلْ كلمة فقط فيبرأ غلامي«. وقوله بتواضع وإخلاص: »لستُ أحسب نفسي أهلاً« هو أفضل برهان لأهليّته، لأن الشعور بعدم الاستحقاق الذاتي هو المقدمة الضرورية لكل من يطلب معونة المسيح وخلاصه.
يظهر أن هذا الرجل ظن أن المسيح يفعل معه كما فعل مع مواطنه خادم الملك منذ نحو سنة ونصف، فيشفي غلامه عن بُعْد، بكلمة. وكان مؤمناً أن للمسيح ذات السلطة على الطبيعة والأمراض التي له هو على أنفار الجند والخدم الذين تحت أمره، والتي لرؤسائه عليه أيضاً، فاستعار هذا التشبيه الجميل الدال على حُسْن تقييمه للموقف. فتعجب المسيح من عظمة الإِيمان والحكمة والتواضع واللياقة في هذا الوثني، والتفت إلى الجمع الذي يتبعه وقال: »الحق أقول لكم: لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا«. ولم يبال بما قد يُحدثه هذا من استياء في سامعيه من اليهود. ثم صرح بأن القبول عند اللّه لا يتوقف على الأصل. قال: »أقول لكم إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات. وأما بنو الملكوت فيُطرحون خارجاً إلى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان«.
في هذه المرة أيضاً أعطى المسيح برهاناً واضحاً على أنه ليس مولود عصره، ولا ثمر الجنس البشري المجرد، لأن أفكاره مستقلةٌ تماماً عن الآراء السائدة بين قومه وفي زمانه، بل مضادة لها على خط مستقيم. وها هو ينفي كفاءة الأصل اليهودي حُجَّةً للقبول عند اللّه
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #47
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ثم أرسل المسيح جوابه للقائد أن يدخل بيته، قائلاً: »كما آمنتَ ليكن لك«. فبرأ غلامه في تلك الساعة. ورجع المرسَلون إلى البيت فوجدوا العبد المريض قد صحّ. فرح المسيح عندما رأى في هذا الجندي الروماني باكورة الوثنيين الذين سوف يؤمنون به بعد أن رفضْتهُ أمته الخاصة - وليس أنها رفضته فقط زمان ظهوره في أراضيها، بل لا تزال مُصِرَّة إلى الآن!
هل تشعر بعدم استحقاقك للحصول على غفران اللّه؟ طوبى لك. هذا بداية الطريق للحصول على الغفران. اُطلب الغفران من اللّه، على أساس ما فعله المسيح لأجلك على الصليب. ولتكن مؤمناً بسلطان المسيح الكامل على الغفران والشفاء
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #48
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي المسيح يقيم شاباً من الموت


وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ، وَذَهَبَ مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ. فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ ابْنٌ وَحِيدٌ لِأُمِّهِ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: »لَا تَبْكِي«. ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ، فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: »أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ قُمْ«. فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اللّهَ قَائِلِينَ: »قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللّهُ شَعْبَهُ«. وَخَرَجَ هذَا الْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ« (لوقا 7:11-17).
سافر المسيح من الناصرة إلى قرية نايين، وهي رحلة يوم كامل سيراً على الأقدام. والتقى رب الحياة والجمهور الذي يتبعه بملاك الموت يقود جمهوراً يحمل على أكتافه جثة شاب وحيد لأمه، وهي أرملة.. وما أعظم حزن الأم! لذلك تحرك لحزنها كلُّ سكان المدينة وخرجوا معها ليدفنوا وحيدها على رجاء القيامة. فالتقوا بالمسيح الذي هو القيامة والحياة، والذي من أمامه يهرب ليس الموت فقط، بل أيضاً الذي له سلطان الموت، أي إبليس.
يمكن أن نتخيل إبليس راكباً على النعش، وهو غير منظور، مفتخراً بانتصاره في افتراسه هذا الشاب، وأن نتصور حمقه عند رؤيته من بعيد قدوم جمهور عظيم، يتبع عدّوه المسيح، الذي انتصر عليه في كل عراك حتى الآن. ألم يصرَّ بأسنانه بغيظٍ عقيم في الماضي كلما طرد المسيح شيطاناً من مصاب؟ ولربما طمأن إبليس ذاته في هذا الموقف بالوهم أن المسيح لم يخطف منه إلى الآن فريسة الموت، فهو لا يزال منتصراً في هذا الميدان.
كانت المؤاساة في المآتم من أقدس الواجبات عند اليهود، وتُثيب من يمارسها. وحسب اصطلاح ذلك الوقت كان على المسيح والجمهور الذي معه أن يفسحوا الطريق لمرور موكب الدفن، ثم ينضمّون إليه. وكانت العادة في الجليل أن النساء يمشين قدام النعش، لأن المرأة هي التي أدخلت إلى العالم الخطيئة التي نتيجتها الموت. لكن المسيح واجه الموكب وأوقفه. وبما أننا نعلم أن بكاء أهل الميت ومن معهم يتجدد ويقوى كلما التقوا بأشخاص آخرين، فبمُلتقى هذين الجمهورين يزيد الحزن ويعلو البكاء. فلما رأى المسيح الأرملة المسكينة تحنن عليها وقال لها: »لا تبكي«. لم يطلب منها الكفَّ عن البكاء كأمر ممنوع، لأن الدموع من العطايا الإِلهية، وقد تكون بركة عظيمة لأنها تفرج ألم الأحزان وتخمد نيرانها. وأي شيء أشرف من الدموع التي تسيل حباً للغير، وأيُّ شيء أفضل من العَبَرات التي يذرفها الإِنسان على معاصيه وذنوبه وزلاته. والحق أننا نبكي على الذي لا يبكي بكاء رزيناً معتدلاً عند وقوع ما يوجب البكاء. ولكن المسيح قصد أن يوقف بكاء هذه الأرملة، وأعطاها سبباً كافياً لذلك. فتقدم ولمس النعش فوقف الحاملون. وامتلكت هيبة المسيح كبار هؤلاء القوم مع صغارهم، فخضعوا له، وأوقفوا الموكب بانتظار ما يريد هو
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #49
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


كان صوت البوق قد أعلن موت هذا الشاب في نايين. أما الآن وعلى هذا الطريق سيُسمع صوت الذي قال على مسمع من الرؤساء والجمهور في أورشليم: »الحق الحق أقول لكم إنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن اللّه والسامعون يحيون« (يوحنا 5:25). الآن يُثبِت قوله الغريب بفعله العجيب، فنادى الميت بقوله: »أيها الشاب، لك أقول قم«. ووقع هذا الصوت على السامعين كالصاعقة. نعم قد سمعوا هذا المعلم ينتهر الأرواح النجسة فتخضع لصوته، ورأوه عندما أمر الأمراض أن تولّي فولَّت، وسمعه تلاميذه ينتهر النوء فأطاع. لكنهم لم يتصوروا ولم يحلموا أن هذا الصوت يأمر أرواحاً انتقلت إلى الأبدية، فترجع إلى قيودها الجسدية بعد تحريرها منها، ويأمر جثة هامدة فتعود إلى الحياة. لقد قرأوا في التوراة عن أنبياء عظماء أقاموا موتى، ولكنهم فعلوا ذلك بعد مصارعة قوية بالصلاة للّه، واستعمال وسائط دلَّت على صعوبة الأمر، وكانوا يُجْرُون ذلك في السر، كأنهم يخشون الفشل. ثم أن تسعمائة سنة قد مرَّت دون حدوث قيامة ميت، فلا يخطر مطلقاً على بال الجمهور أن ذلك يُعاد أمام عيونهم. ولكن هنا إنسان يكلم الموت بصوت سلطان، ولا يستعطف كالأنبياء بصوت يستغيث، فأي تجاسر هذا؟
لكن الحكم يكون للنتيجة، فقد جلس الشاب وابتدأ يتكلم. ما أعظم دهشة هذا الشاب لما فتح عينيه ورأى ذاته على محمل، مُحاطاً بجمهور من النائحين، ورأى كآبة أمه التي هو وحيدها، ولما طرق أذنيه صوتُ الرثاء والنحيب واسمه موضوع ذلك. ثم زاد عجبه لما رأى رجلاً غريباً واقفاً بجانبه يلمس نعشه، على مُحيَّاه إمارات الذكاء المفرط، والرزانة النادرة، مع الطهارة السماوية، واللطف المتدفِّق.
لم يقصد المسيح إزالة الموت في العالم، فهذا الحكم الإِلهي لا يُلغَى ولو توقَّف أحياناً. ولا قصد المسيح إدهاش القوم بإظهار سلطانه، بل دفعه حنانه على الأرملة المسكينة ليصنع هذه المعجزة. إن من أعمال إبليس العدائية إسقاط البشر تحت حكم الموت، ومن أعماله أيضاً تنشيف الحنان والإِشفاق. فكانت رأفة المسيح نحو هذه المسكينة نقْضاً لأعمال إبليس. وحالما عاد ابنها إلى الحياة دفعه إلى أمه، كأنه يقول لها بهذا الفعل: »ترين الآن لماذا نهيتُك عن البكاء«. فاللطف والإِشفاق لا ينفصلان عند كل تلميذ حقيقي للمسيح، يقصد أن يسلك في خطواته، عملاً بالوصية: »فَرَحاً مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ« (رومية 12:15).
لا بد أن أرملة نايين وابنها آمنا بالمسيح المخلص، بل نتصور أنهما أصبحا شاهديْن أمينين له، وخميرة الإِيمان في مدينة نايين، التي على رغم حقارتها قد أصبحت شهيرة بسببهما. وضاعف هذا الحادث الخطير صيت المسيح الطائر في البلاد. فكانت النتيجة حسب قول البشير أن »أخذ الجميعَ خوفٌ ومجدّوا اللّه قائلين: قد قام فينا نبيٌّ عظيم وافتقد اللّه شعبه، وخرج هذا الخبر في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #50
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي ترى ماذا كان منظر المسيح لما رآه ابن أرملة نايين؟


خاض الكتبة الأقدمون في موضوع هيئة المسيح الخارجية، الذي لا سبيل للجزم القطعي فيه، واختلفوا في: هل كان ذا جمال جسدي؟ أما في النبوّات فتُوجد بعض آيات اتّخذها قومٌ دليلاً على أن المسيح اتّخذ لنفسه هيئة خارجية حقيرة تسبّب ازدراء الناس به، منها قول إشعياء: »كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ، وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ« (إشعياء 52:14). على أن هناك آيات أخرى تفيد عكس ذلك، منها قول صاحب المزامير: »أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي الْبَشَرِ« (مزمور 45:2) وقول سليمان: »حَبِيبِي... مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ. ...كُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ« (نشيد 5:10 ، 16).
أما نحن فنستصوب الشعار الموضوع في بعض الحوانيت والبيوت: »إن اللّه جميل يحب الجمال« وهذا يتفق مع قول داود النبي: »وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ« (مزمور 27:4) ولا ريب مطلقاً في أن جمال الهيئة هو الوضع الإلهي في الخَلْق، وأن ما يخالف الجمال هو نتيجة الخطيئة ويُعدُّ خللاً. والاهتمام بجمال الهيئة هو من الواجبات، وكل من يخدم الجمال في أعماله يقدم لجنسه خدمة تُذكر فتُشكر.
نعم قد تطرَّف الأقدمون وأخصُّهم اليونان في تمجيد الجمال الخارجي، فتوصلوا إلى عبادته عبادة دينية، وأدّى ذلك طبعاً إلى الفساد، نظير كل عبادة باطلة. لكن اهتمامهم بالجمال رقّاهم كثيراً وخلّد ذكرهم بين أفضل الأقوام التي قامت في التاريخ البشري.
فيحق لنا أن ننسب جمالاً في القامة والمُحيّا إلى الذي حُبل به من الروح القدس في رحم عذراء طاهرة، اختارها اللّه من بين ألوف العذارى في إسرائيل، لتلد الهيكل الجسدي المعيَّن منه ليتحد به اللاهوتُ المقدس. ويقوّي هذا الظن ما نعلمه عن الصِّلة بين النفس والجسد التي تجعلنا نتوقع ظهور جمال خارجي يقابل الجمال الداخلي في هذا الإِنسان البريء من كل خطيئة، وهيبته الشخصية التي أثَّرت في حوادث عديدة على الناس، حتى على أعدائه أيضاً. هذه تعضد الرأي بأن المسيح كان ذا جمالٍ جسدي
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 19:30 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.17931 seconds with 14 queries