أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 08/05/2005   #1
lovelylovely1111111
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ lovelylovely1111111
lovelylovely1111111 is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
80

افتراضي اعتراف عالم


## مسترر. ل. ملما(هولندا) ##

## Mr. R. L. Mellema ##

## عالم في تاريخ الأجناس البشرية وكاتب وأديب ##







ما هو أجمل ما راقني في الإسلام؟ وما الذي اجتذبني للإيمان به؟


بدأت بدراسة اللغات الشرقية في جامعة ليدن عام 1919م، وحضرت محاضرات البروفسور س. سنوك هير جرونج C. Snouck Hurgronjeعالم اللغة العربية المعروف. فتعلمت العربية، وقرأت وترجمت تفسير البيضاوي للقرآن، وخواطر الغزالي عن الشريعة؛ ثم قرأت عن تاريخ الإسلام ومذاهبه في الكتب الصغيرة المتداولة في أوروبا، وكان ذلك هو الشيء الممكن العادي في ذلك الوقت.

وفي سنة 1921م أقمت في القاهرة شهراً زرت أثناءه "الأزهر ".

وإلى جانب اللغة العربية تعلمت اللغة السنسكريتية ولغتي الملايو وجاوة، وفي سنة 1927م سافرت إلى جزر الهند الهولاندية (وهكذا كان اسمها في ذلك الوقت ) لتدريس اللغة الجاوية وتاريخ الثقافة الهندية في إحدى المدارس الثانوية الخاصة بالدراسات العليا في جوجاكارتا.

تخصصت مدة خمسة عشر عاماً في دراسة اللغة والثقافة الجاوية قديماً وحديثاً، وفي هذه الفترة كان اتصالي بالإسلام قليلاً، وكنت منقطعاً تماماً عن اللغة العربية.

قضيت بعد ذلك فترة عصيبة، كنت فيها أسير حرب عند اليابانيين وعدت بعدها إلى هولاندا سنة 1946م، حيث التحقت بعمل جديد في المعهد الاستوائي الملكي في أمستردام؛ وهنا أتيحت لي الفرصة لمعاودة دراسة الإسلام، بمناسبة تكليفي بكتابة دليل موجز عن الإسلام في جاوة.

شرعت في دراسة عن دولة باكستان الإسلامية الجديدة، واختتمت دراستي برحلة إلى باكستان في شتاء سنة 1954م ، 1955م، ولما كانت دراساتي السابقة عن الإسلام محصورة فيما كتبه الأوروبيون وحدهم، فإنني عندما وصلت إلى لاهور، وجدتني فجأة أمام واجهة أخرى جديدة عن الإسلام فطلبت من أصدقائي المسلمين أن أصحبهم إلى صلاة الجمعة في المساجد، ومن تلك اللحظة بدأت أكتشف القيم الكبرى في دين الإسلام، وبدأت أشعر في قرارة نفسي أنني مسلم منذ طلب إليّ أن أخطب الناس في أحد مساجد لاهور، وصاحبت بعدها من الإخوة والأصدقاء الجدد من لا أحصيهم عدداً، وكتبت في تلك المناسبة مقالاً نشر في مجلة "باكستان كوارترلي " في المجلد الخامس رقم 4 سنة 1955م وضمنته السطور التالية:

ثم زرنا بعد ذلك مسجداً أصغر كثيراً، وخطيب الجمعة عالم يتكلم الإنجليزية بانطلاق، له مركز مرموق في جامعة البنجاب، قال لجموع المصلين إنه تعمد تطعيم خطبته باللغة الأردية بكلمات إنجليزية أكثر من المعتاد، حتى ييسر بذلك فهمها على أخيهم الذي جاء من بلاده البعيدة في هولاندا، وبعد الخطبة صلى الحاضرون ركعتين خلف الإمام، وبعدها صلى من شاء ركعات أخرى.

كنت على وشك الانصراف، حين التفت إليَّ "علامة صاحب " (الإمام ) وأشار إليَّ أن الجموع تنتظر مني أن أُلقي فيهم كلمة؛ وكان عليه هو أن يترجمها إلى الأردية. فتوجهت إلى مكان الميكرفون وبدأت الحديث في هدوء، وذكرت أنني أتيت من بلاد بعيدة ليس فيها من المسلمين إلا القليل، وأنني أحمل تحياتهم إلى إخوانهم الحاضرين في المسجد الذين كان من حسن طالعهم أن أقاموا دولتهم الإسلامية منذ سبع سنوات تمكنت فيها -مع قصر المدة - من تدعيم مكانتها، وأنها رغم المشاكل والعقبات التي صادفت نشأتها لتنظر في اطمئنان إلى مستقبل مزدهر.

ووعدت المستمعين أن أكون لسان صدق عند عودتي إلى بلادي لما لقيته من عطف وكرم من جميع قطاعات شعب باكستان المسلم.

وما كاد الجميع يستمع إلى الترجمة الأردية لهذه الكلمات، حتى سرت آثارها فيهم بقوة عجيبة أذهلتني، وقبل أن أعرف ماذا جرى بينهم رأيت مئات المصلين يسارعون إليَّ شباباً وشيوخاً، يشدون على يديَّ مهنئين، وعلى وجوههم مشاعر المحبة العميقة. غير أن أشد ما أسر قلبي وخلب لبي، كان ذلك البريق الهادئ العميق الذي كان يشع من عيون الحاضرين، وفي هذه اللحظة شعرت أنني أصبحت أحد أفراد الأسرة الإسلامية العظيمة، التي تمتد في أرجاء الدنيا، وعندئذ أحسست بسعادة ليس في مقدوري وصفها.

وهكذا علمني شعب باكستان أن الإسلام ليس مجرد علم بتفاصيل الشريعة، وأن الإيمان بالقيم الروحية الإسلامية يأتي في المقدمة، وأن العلم واجب للوصول إلى ذلك الإيمان.

والآن نأتي إلى السؤال: ما هو أجمل ما راقني في الإسلام؟ وما هو -على التحديد - ذلك الشيء الذي اجتذبني إلى الإيمان به؟

سأحاول الإجابة في إيجاز عن هذين السؤالين في ست نقاط:

1.الإيمان بوجود إله واحد له السلطان المطلق فكرة تقتنع بها كل العقول المفكرة، وأنه الله الذي يحتاج إليه الخلق جميعاً ، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأنه متصف بأكمل الكمال في الحكمة والقوة والجمال؛ ليس لبره ورحمته حدود.

2.الصلة بين خالق الكون ومخلوقاته التي ميز الله الإنسان عليها صلة مباشرة، فلا يحتاج المؤمن إلى وساطة، كما لا يحتاج الإسلام إلى كهنوت. ومن تعاليم الإسلام أن الصلة بالله ترجع إلى الإنسان نفسه، وأن على الإنسان أن يعمل في حياته الدنيا لحياته الأخرى، وأنه مسئول عن عمله ولن تكفر ذنوبه تضحية نفس أخرى بريئة؛ وأنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

3.مبدأ التسامح في الإسلام، كما يبدو في هذه الكلمات الخالدة {لا إكراه في الدين } [البقرة: 256]. وأن المسلم مطالب بالبحث عن الحق حيثما وجده، ومطالب كذلك باحترام ما في الأديان الأخرى من خير.

4.مبدأ الأخوة في الإسلام الذي يمتد ليشمل البشرية عامة، بغير اعتبار للون أو جنس أو عقيدة، وينفرد الإسلام بين كل الأديان في أنه الوحيد الذي طبق هذا المبدأ عملياً؛ والمسلمون أينما كانوا على سطح هذه المعمورة، ينظر الواحد منهم إلى الآخر نظرة الأخ لأخيه.

والمساواة بين الناس جميعاً أمام الله، تتمثل واضحة في لباس الإحرام في الحج.

5.تقدير الإسلام للعقل والمادة ولقيمة كل منهما، باعتبارهما حقائق قائمة، وأن النمو العقلي في الإنسان يسير جنباً إلى جنب مع احتياجاته الجسدية، وأن على الإنسان أن يسلك في الحياة سبيلاً يهيمن فيه بالعقل على المادة، ويخضع فيه المادة لحكم العقل.

6. تحريم الخمور والمواد المخدرة، وهذا على الأخص أمر يمكن أن يقال فيه: إن الإسلام سبق به زمانه سبقاً كبيراً.



تعريف الدكتور ر. ل. ملما:
الدكتور ر. ل. ملما رئيس القسم الإسلامي في المتحف الاستوائي في أمستردام Tropical Museum ، وهو مؤلف كتب Wayang Puppets Grondwet van Pakistn, and Een Interpretatie van de Islam وغيرها من الكتب.
 
 


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 14:11 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.04237 seconds with 11 queries