أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 27/04/2005   #19
شب و شيخ الشباب قصي مجدي سليم
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ قصي مجدي سليم
قصي مجدي سليم is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
169

افتراضي


كتب aboallos:
اقتباس:
قال السيد المسيح:
متى 7:15
احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة.
متى 24:24
لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب
حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا .
لوقا 6:26
ويل لكم اذا قال فيكم جميع الناس حسنا . لانه هكذا كان آباؤهم
يفعلون بالانبياء الكذبة
كورنثوس 11:13
لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيّرون شكلهم الى شبه
رسل المسيح .
يوحنا 4:1
ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله
لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم .
متى 24:4-31
4 فاجاب يسوع وقال لهم انظروا لا يضلكم احد . 5 فان كثيرين سيأتون باسمي قائلين انا هو المسيح ويضلون كثيرين . 6 وسوف تسمعون بحروب واخبار حروب . انظروا لا ترتاعوا . لانه لا بد
ان تكون هذه كلها . ولكن ليس المنتهى بعد . 7 لانه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات واوبئة
وزلازل في اماكن . 8 ولكن هذه كلها مبتدأ الاوجاع . 9 حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم
لاجل اسمي . 10 وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا . 11 ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين . 12 ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين . 13 ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص . 14 ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم .
ثم يأتي المنتهى 15 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في
المكان المقدس . ليفهم القارئ . 16 فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال . 17 والذي على السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا . 18 والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه . 19 وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام . 20 وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت . 21 لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى
الآن ولن يكون . 22 ولو لم تقصّر تلك الايام لم يخلص جسد . ولكن لاجل المختارين تقصّر
تلك الايام . 23 حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدقوا . 24 لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب
حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا . 25 ها انا قد سبقت واخبرتكم . 26 فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا . ها هو في المخادع
فلا تصدقوا . 27 لانه كما ان البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون
ايضا مجيء ابن الانسان . 28 لانه حيثما تكن الجثّة فهناك تجتمع النسور 29 وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضؤه
والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع . 30 وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء . وحينئذ تنوح جميع
قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير
. 31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع
الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها .
هكذا تنبأ السيد المسيح في الكتاب المقدّس بمجيء محمد وغيره حتى حروب الإسلام وعنفهم وارهابهم تم ذكره بالكامل
الكتاب المقدس سيدي الفاضل لم يكن يتحدث عن (محمد، وغيره) حتى حروب الاسلام وعنفهم وارهابهم الخ الخ كما تفضلت (وأولت.. وفسرت).. وإن كان ظاهر النص لا يسمح لك بذلك حتى لأن المسيح عليه السلام كان يتحدث عن مجئ (الكامل) وعن مدعي أنهم (الكامل) وأنهم (هو) وأنهم (الياهو) وانهم (الياهو)..الخ الخ ... وحتى تحذيره من مجيئ أنبياء كذبة لا يعني من قريب ولا من بعيد أنه لا نبي بعد المسيح ولا رسول ، وأن محمد صلى الله عليه وسلم كاذب .. لأن (بولس) رسول فهل هو كاذب . لأن من كتبوا الإنجيل أنبياء ورسل وقد أوحى الرب اليهم فهل هم كاذبون ؟؟؟؟؟ لقد قال المسيح عليه السلام أنك ستعرف الكذبة بثمارهم فماهي ثمار محمد صلى الله عليه وسلم التي بها حددت بأنه كاذب؟؟؟
أتفق معك في أن الارهاب والعنف تم ذكره .. ولكن ليس عنف (مدعي الاسلام فقط)!!!!!؟؟؟ أم ان الاسلام فقط من يحمل ارهابين؟؟؟

حلم العالم ناس تتسالم
والبني آدم صافي النية
(حُمِّيد- شاعر سوداني)
 
قديم 27/04/2005   #20
عبدالله
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ عبدالله
عبدالله is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
234

افتراضي


ماهذا الذي اراه ياقصي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اقتباس:
وسلفهم هذه لا اعني بها السلف الصالح .. لان التعامل والمنطق والحوار والفكر الذي صدر من (النبي صلى الله عليه وسلم) ومن (أصحابه) ومن أئمة (الصوفية) أمثال سيدي (الحلاج) و سيدي (إبن عربي) وغيرهما .. كان ما صدر عن كل اولائك هو قمة في التحاور (الحر) الخلاق .. ومعرفة حقة باصول الحوار.. ثم أتى من أتى من بعدهم .. من ائمة (الوهابية) وجماعات الاخوان المسلمين والبلاغ والدعوة والتكفير والهجرة الخ الخ وكلها جماعات (تدعي السلفية) والغريب أن السلف أنفسهم لم يكونوا (سلفيين) ، بل كانوا متجددين منفتحين على الآخر .. فأتوا هم بدين إبتدعوه .. فيه ما فيه من التعصب .. والبدع .. فزاغوا عن روح الحق وأزاغوا...
هل هذا كلامك يامسلم؟؟
اما تتقي الله حين تقدح في المسلمين وتمجد الصوفية من اجل ان ترضي sous ؟؟ امدحه وارضه ولكن بغير ان تقدح في احوانك المسلمين والله لقد بدت البغضاء من فمك واظهرت ماتكنه من حقد وغل على المسلمين هل تفاخر بالحلاج وابن عربي؟؟؟

هل تريد ان اورد هنا نصوصهم ليقرأوها النصارى ويعرفون من تمجد؟؟؟

ولو شئت ان اورد لك بقصاصات من كتبهم مصورة سكنر منهم من يدعي انه هو الله ومنهم من يقول ان الله هو كل شيء هو انت وانا وروايات مخزية لاينطق بها حتى الهندوس والملحدين اما ان تعتذر عن قدحك في المسلمين السلفيه او الوهابية سمهم ماشئت واما انعمن عليك بما تكره من روايات وكفريات لأبن عربي والحلاج وافضح معتقدكم الصوفي البغيض في هذا المنتدى

انا دخلت هنا لكي ااعرف عن الدين النصراني حيث انني قليل العلم به وقد ارى انه الحق ويقنعونني فأتبعه لكن ارى صوفي مثلك يقدح ويذم وتصف الوهابيين وغيرهم انهم اتوا بدين ابتدعوه !(اي انهم ليسوا مسلمين انما ابتدعوا دينا جديدا) فلن اسكت عن ذلك اطلاقا وسأجعل المر بيني وبينك وناقشني ان شئت في معتقدك امام النصارى


لك الخيار :

اما الإعتذار عن الإساءة وتكفير الوهابية وغيرهم

او النقاش بيني وبينك عن معتقدك الصوفي القبوري

هذه هدية مبدئية عن ابن عربي الذي تمجده وتمدحه وتثني عليه ابن عربي يقول يجوز ان تقول سبحاني !! اي انه هو الله عياذا بالله من ذلك اليك الوثيقة :




 
قديم 28/04/2005   #21
شب و شيخ الشباب agha
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ agha
agha is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
647

افتراضي


اقتباس:
اقتباس:
وقولك أن محمد قد كاان شتام لعان لا يحق لك أن تناقضه وانت مؤمنن بالانجيل لأن المسيح في أكثر من موقف كان يقول لليهود (يا ابناء الافاعي) فماذا تسمي هذه

سلام ونعمة
1- أولاد الأفاعى تعنى أتباع الشيطان ، لآن الحية فى العهد القديم (التوراة) هى أبليس الذى أضل و أغوى آدم و حواء .
2- لقد كان اليهود يعرفون هذا الوصف لآنهم يعرفون التوراة جيداً .
3- عندما قال يسوع المسيح لـ الفريسيين لفظة يا أغبياء ، كانت تدل على عدم الفهم ، لآنهم لا يفهموا بأرادتهم، و يحتكمون إلى الأشياء السطحية و يتركون جوهر الأشياء ، و واضح جداً أن السيد المسيح عندما قال هذه الكلمة لم تكن بشتيمة لآن اليهود أستوعبوها و لم تثيرهم ضده ، كذلك إذا تطلعت إلى نهاية الأمر ستجد : "وهم يراقبونه طالبين ان يصطادوا شيئا من فمه لكي يشتكوا عليه" (لوقا 11 : 40) فإذا كانت شتيمة عليهم لكانوا مسكوها عليه .
4- كذلك شرح المسيح لماذا وصفهم بأولاد الأفاعي، فهم يتكلمون بالصالحات وفي الوقت نفسه هم أشرار. هذا يعني أن هذه العبارة تُقال للأشخاص الذين يعلمون الناس تعاليم الله وهم أنفسهم أشرار لا يطبقون وصايا الله .
5- الإنجيل يعلمنا أن الشتامون لا يرثون ملكوت الله ، فلا يمكن أن يكون صاحب الملكوت شتاماً ، و كيف هذا و الإنجيل يخبرنا عن السيد المسيح : "الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر" (1 بط 2 : 22) و هو الذى قال عن نفسه : " من منكم يبكّتني على خطية " (يوحنا 8 : 46) بالتأكيد لو كان خاطئ لكان أعترض تلاميذه على كلامه أو ذكروا خطية واحدة له ، و لكنه كان باراً و أعماله تشهد له .
 
قديم 28/04/2005   #22
شب و شيخ الشباب agha
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ agha
agha is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
647

افتراضي


اقتباس:
أتفق معك في أن الارهاب والعنف تم ذكره .. ولكن ليس عنف (مدعي الاسلام فقط)!!!!!؟؟؟ أم ان الاسلام فقط من يحمل ارهابين؟؟؟
الحق معك لأنو الغزوات التي كان يقوم بها محمد كان المسلمون يحملون الزهور لا السيوف
و الفتوحات الأسلامية كانت رسائل سلام ألى أهل الأرض و لم يحاربوا أحد
 
قديم 28/04/2005   #23
شب و شيخ الشباب قصي مجدي سليم
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ قصي مجدي سليم
قصي مجدي سليم is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
169

افتراضي


كتبagha
اقتباس:
الحق معك لأنو الغزوات التي كان يقوم بها محمد كان المسلمون يحملون الزهور لا السيوف
و الفتوحات الأسلامية كانت رسائل سلام ألى أهل الأرض و لم يحاربوا أحد
انا لم أقل هذا .. ولم أقل بأن الإسلام لم (ينتهج) السيف في بداية أمره وفي ذلك الوقت .. ولم أعطيك التبرير لذلك ..
ولكني قلت:
اقتباس:
ولكن ليس عنف (مدعي الاسلام فقط)!!!!!
وفقط هذه تعني أن المسلمين داخل حظيرة العنف ولكنها لاتستثنيهم دون بقية الخلق...هذا مبتدأ.. ولكني إحقاقا للحق لا اقصد المسلمين الذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ... لأن استعمال السيف في تلك الحقبة كان هناك ما يبرره ولا يبرر الأن .. وهذا مبحث طويل يمكننا أن نتناقش فيه منفردا .. ولكني أحب قبل ان ابرح مقامي هذا أن أقرر حقيقة وهي أن استعمال الاسلام للسيف كان استعمالا (كمبضع الطبيب ، لا كمدية الجزار).. لأن الاسلام عندما جاء .. جاء الى قوم لا يعرفون الا منطق السيف فدعاهم بالإسماح (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ونهى نبيه عن السيطرة فقال(ذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر).. ولكنهم لم يفهموا .. وكادوا أن يفتكوا به كما فعلوا (بعيسى عليه السلام) هنا ثبت علميا ان الاسماح لا يجدي معهم فنسخ الله آيات الإسماح وأقر (الجهاد) على الذين يمنعون انتشار النور...
إن الجهاد وما ترتب عليه من(رق،وجزية، وإكراه) قد كان مرحلة في الاسلام بررتها طبيعة المنطقة التي نزل فيها الدين كما بررها قاطنوا تلك المنطقة ومستوى إدراكهم.. لكنها ليست أصلا في الاسلام بل الاصل في الاسلام هو الاسماح اذا توفرت شروطه(وجود مجتمع ديمقراطي ، وفيه روح الحوار، وفيه القوة للقانون لا للأقوى) بوجود هكذا مجتمع تنتفي الغاية من الجهاد وتلغى الحوجة الى السيف .. ويصبح حق الواطنة مكفول للجميع .
واسمح لي ان انقل لك قول الاستاذ محمود محمد طه في هذا الموضوع من كتابه(الرسالة الثانية من الاسلام) تحت عنوان الجهاد ليس اصلا في الاسلام إذ يقول:
اقتباس:
الجهاد ليس أصلا في الإسلام

الأصل في الإسلام أن كل انسان حر، الى أن يظهر، عمليا، عجزه عن التزام واجب الحرية، ذلك بأن الحرية حق طبيعي، يقابله واجب واجب الأداء، وهو حسن التصرف في الحرية، فإذا ظهر عجز الحر عن التزام واجب الحرية صودرت حريته، عندئذ، بقانون دستوري، والقانون الدستوري، كما سلفت إلى ذلك الإشارة، هو القانون الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، وقد قررنا آنفا أن ذلك هو قانون المعاوضة.

هذا الأصل هو أصل الأصول، وللوفاء به بدئت الدعوة إلى الإسلام بآيات الاسماح، وذلك في مكة، حيث نزلت (ادع الى سبيل ربك بالحكمة، والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين) وأخواتها، وهن كثيرات، وقد ظل أمر الدعوة على ذلك ثلاث عشرة سنة، نزل أثناءها كثير من القرآن المعجز، وتخرج أثناءها من المدرسة الجديدة، كثير من النماذج الصالحة، من الرجال والنساء والصبيان. وكان المسلمون الأولون يكفون أذاهم عن المشركين، ويحتملون الأذى، ويضحون، في صدق ومروءة، في سبيل نشر الدين، بكل أطايب العيش، لا يضعفون ولا يستكينون.. يبينون بالقول البليغ، وبالنموذج الصادق، واجب الناس، في هذه الحياة، نحو ربهم، بإخلاص عبادته، ونحو بعضهم، بصلة الرحم، وإصلاح ذات البين.

والله سبحانه وتعالى يقول (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ولقد أعطانا من نعم العقل، والجسد، وأطايب العيش، ما يمكننا من عبادته وعرفان فضله. ويقول (إن الله يأمر بالعدل، والاحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء، والمنكر، والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون) ويقول (ولا تقتلوا أولادكم من املاق، نحن نرزقكم وإياهم، ولا تقربوا الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ذلكم وصاكم به، لعلكم تعقلون).. كل ذلك جاء به القرآن في الدين الجديد، وبلغه النبي وأصحابه، بالقول، وبالسيرة، وفيه لأمر الناس صلاح وفلاح، فإذا أصر الناس، بعد ذلك، على عبادة الحجر الذي ينحتون، وعلى قطع الرحم، وقتل النفس، ووأد البنت، فقد أساءوا التصرف في حريتهم، وعرضوها للمصادرة، ولم يكن هناك قانون لمصادرتها، فلم يبق إلا السيف، وكذلك صودرت. وبعد أن كان العمل بقوله تعالى (فذكر انما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر) انتقل الى قوله تعالى (الا من تولى وكفر * فيعذبه الله العذاب الأكبر) فكأنه قال أما من تولى وكفر فقد جعلنا لك عليه السيطرة، فيعذبه الله بيدك العذاب الأصغر بالقتال، ثم يعذبه العذاب الأكبر بالنار. (إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم) واعتبرت الآيتان السابقتان منسوختين بالآيتين التاليتين، وكذلك نسخت جميع آيات الاسماح، وهن الأصل، بآية السيف وأخواتها، وهن فرع أملته الملابسة الزمانية، وقصور الطاقة البشرية، يومئذ، عن النهوض بواجب الحرية. ومن ههنا جاء حديث المعصوم حين قال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وأمرهم الى الله).

وقد ظن بعض علماء المسلمين أن حروب الإسلام لم تكن إلا دفاعية، وهذا خطأ قادهم اليه حرصهم على دفع فرية بعض المستشرقين الذين زعموا أن الإسلام إنما استعمل السيف لينتشر. والحق أن السيف إنما استعمل لمصادرة حرية أسئ استعمالها، وقد تلبث بذلك ثلاثة عشر عاما يدعو الى واضحة من أمر الفرد، وأمر الجماعة، فلما لم ينهضوا بأعباء حريتهم، ولما لم يحسنوا التصرف فيها، نزع من أيديهم قيامهم بأمر أنفسهم، وجعل النبي وصيا عليهم، حتى يبلغوا سن الرشد. فإذا دخلوا في الدين الجديد، فحرموا من دمائهم وأموالهم ما حرم، ووصلوا من رحمهم ما أمر به أن يوصل، رفع عنهم السيف، وجعلت مصادرة حرية المسئ إلى القانون الجديد، وكذلك جاء التشريع الإسلامي، ونشأت الحكومة الجديدة.

وكل ما يقال عن تبرير استعمال الإسلام للسيف هو أنه لم يستعمله كمدية الجزار، وإنما استعمله كمبضع الطبيب. وكانت عنده الحكمة الكافية، والرحمة الكافية، والمعرفة الكافية، التي تجعله طبيبا لأدواء القلوب. ولقد قال تعالى في ذلك (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات، وأنزلنا معهم الكتاب، والميزان، ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد، ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، إن الله قوي عزيز) قوله (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات) يعني بالدلائل القواطع على صدق دعواهم، (وأنزلنا معهم الكتاب) يعني (لا إله إلا الله) و (الميزان) يعني الشريعة لوزن ما بين العبد والرب، وما بين العبد والعبد، و (ليقوم الناس بالقسط) يعني ليعدلوا في المعاملة، وقوله (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد، ومنافع للناس) يعني وشرعنا القتال بالسيف في مصادرة حرية من لا يحسن التصرف في الحرية، حتى يرده بأس السيف إلى صوابه، فيحرز يومئذ حريته، وينتفع بحياته.. هذا بالطبع إلى ما للحديد من منافع أخرى لا تحتاج منا الى إشارة. وقوله (وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب) يعلم علم تجربة لكم، لأن القتال كره للنفوس.. ليعلم من يحتمل مكروه الحرب في سبيل نصرة المستضعفين، بإقامة القسط بين كل فرد وبين نفسه، وبينه وبين الآخرين، وقوله (إن الله قوي عزيز) يعني بالقوي الذي لا يحتاج لنصرة ناصر، و (عزيز) يعني لا ينال ما عنده إلا به، وما عنده في هذا المقام هو النصر، فكأنه يشير إشارة لطيفة إلى قوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم، ويثبت أقدامكم) إن تنصروا الله بنصرة أنبيائه لإقامة القسط، ينصركم الله على أنفسكم، وهذا يعني، بعبارة أخرى، إن تنصروا الله في الجهاد الأصغر، ينصركم في الجهاد الأكبر، حيث لا قوة لكم إلا به، ولا ناصر لكم إلا هو. (ويثبت أقدامكم) يعني يطمئن قلوبكم. وتثبيت الأقدام الحسية غير مجحود في مقام النصرة.

ومن الحكمة في طب أدواء القلوب أن تبدأ الدعوة باللين، وألا يلجأ الى الشدة إلا حين لا يكون منها بد، فإن الكي آخر الدواء. وما العذاب بالقتل بالسيف في الدنيا إلا طرف من عذاب الآخرة بالنار، وليس لعذاب الآخرة موجب إلا الكفر، وكذلك الأمر في القتال.. فإن هو أضاف الى الكفر دعوة إلى الكفر، وصداً عن سبيل الله، فقد أصبح قتاله وقتله أوجب، وإلا فهو مقاتل بكفره لا محالة، قال تعالى (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها، ثم تكون عليهم حسرة، ثم يغلبون، والذين كفروا الى جهنم يحشرون * ليميز الله الخبيث من الطيب، ويجعل الخبيث بعضه على بعض، فيركمه جميعا، فيجعله في جهنم، أولئك هم الخاسرون * قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف، وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، فإن انتهوا فان الله بما يعملون بصير) تأمل قوله تعالى (والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب) تجد أن موجب العذاب هو الكفر (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم؟ وكان الله شاكرا عليما). وقوله (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) يعني حتى لا يكون شرك، ودعوة إلى الشرك، وصد عن سبيل الإيمان. وقوله (ويكون الدين كله لله) هو غرض القتال الأصلي (وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه) ذلك أمر الله. والله بالغ أمره ولو كره الكافرون.

وقال تعالى في موضع آخر (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين لله، فإن انتهوا فلا عدوا إلا على الظالمين) والظالمون على مستويين: مستوى من يجعل الدين لغير الله، ويصر على ذلك، ومستوى من يذعن لله بالطاعة ولكنه يتعدى على حقوق الناس، ويحيف عليهم. وفي الآية أمر بمصادرة حرية من يسئ التصرف في الحرية، وإنما تكون المصادرة على مستوى الاساءة. فللجاحدين قانون الحرب، وبأس الحديد. وللمعتدين على حقوق الناس قانون السلام، وفصل الحقوق. وهذا معنى قوله تعالى (فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين).

والنزول من المعنى الأصلي الى المعنى الفرعي يعني النزول من مستوى الإسلام الى مستوى الإيمان، ومن ههنا يجب أن يفهم قوله تعالى (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون) قوله (وأنزلنا اليك الذكر) يعني القرآن كله، مشتملا على الأصل - الإسلام- والفرع - الإيمان. وقوله (لتبين للناس ما نزل إليهم) يعني لتفصل بالتشريع، وألوان التبيين، للمؤمنين ما نزل إلى مستواهم. قوله (ولعلهم يتفكرون) يعني لعل الفكر، أثناء العمل بالفروع، يقودهم الى الأصل الذي لم يطيقوه أول أمرهم. وفي ذلك إشارة بالغة اللطف إلى السير في مراقي الإسلام المختلفة، مبتدئا بالإسلام الأول، صاعدا بوسائل الفكر الصافي، والقول المسدد، والعمل المخلص. فإنه (إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه).

نخلص مما تقدم الى تقرير أمر هام جدا، وهو أن كثيرا من صور التشريع الذي بين أيدينا الآن ليست مراد الإسلام بالأصالة. وإنما هي تنزل لملابسة الوقت والطاقة البشرية.
ولك محبتي
 
 


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 16:00 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.10141 seconds with 11 queries