![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#199 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 17 أيلول ![]() قال الربّ : إنخرط في الحياة و عِشّها مليّاً و لكن تذكّر , في الوقت نفسه , أنّك في سفّر , أنت في الطريق إلى بيت أبديّ أعددته لك . لقد بدأت تعيش الحياة الأبديّة و لكنّها لم تكتمل فيك حتّى الآن . فهنالك آلام لا تزال تُفرض عليك . و لكن تذكّر أنّ آلام هذا الزمن ليست بشيء في مقابل المجد الذي سوف يتجلّى فيك يوماً . فما رأته عين و لا سمعت به أذن و لا خطر على قلب بشر , ما أعدّه الله من فرح لك لأنّك قرّرت أن تقبل هديّة حبّي لك . و في طريقك إلى بيتنا الأبديّ , تمتّع بالمسيرة . تنعّم بما لديك و افرح به و زد على فرحتك فرحاً جديداً في السعادة التي إليها تصبو . و قل " نعم " بقوّة للحياة و الحبّ في كلّ زمن . سوف تتسلّق قمّتي يوماً و لن تبقى فيك حاجة بعد إلى عدّ الساعات و الأيّام . ستصبح أنت و جميع أولادي لي و أصبح أنا لكم إلى ما لا نهاية . |
||||
![]() |
![]() |
#200 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 18 أيلول ![]() تلك هي , في نظري , الرؤية الأساسيّة التي تطرحها علينا الأناجيل المسيحيّة ( البُشرى ) . إنّها تقدّم لنا نظرة إلى الحياة و إلى الموت - رؤية للوجود . و تجمع تلك الرؤية في طيّاتها بين الطمأنينة و التحدّي . إنّها تُشبع حاجة الإنسان إلى الشعور بالأمان , كما أنّها تقدّم له هدفاً لحياته و معنى . إنّنا نجد فيها مرتكزاً لفهم أنفسنا و لفهم إخوتنا و أخواتنا في العائلة البشريّة , كما أنّها تُرشدنا إلى اكتشاف معنى الحياة و العالم و التعرّف إلى الله كأب محبّ لكلّ منّا . إنّها تطرح على المؤمن نهجاً للتعامل مع الواقع , تقدّم له مجموعة من المعتقدات تتكامل في ما بينها , تمكّنه من شرح الأحداث المحرّكة في حياتنا على تنوّعها . إنّها تأكيد لماهيّة الوجود تأتينا من لدن مبدع الكون بأكمله . رؤية الحياة الدينيّة هذه تبقى , في نظر بعضهم , مجرّد فكرة رائعة , أشبه بنظارتين ورديّتي اللون جميلتين , تخفّفان من وقع قساوة الحياة على أعيننا . أمّا العامل الفاصل فيبقى الاختبار الروحي الشخصي . أثر يد الله في حياتي . على المرء أن يكون منخرطاً بكلّ جدّية في نهج الروح , مصغياً إلى إرشاداته , إذ إنَّ الروح وحده يستطيع أن يجعل من الإنسان شخصاً مؤمناً . فالإيمان ليس احتكاماً إلى المنطق و لا هو يرتكز إلى فكر طبيعيّ . إنّه اختبار لا يحدث إلاّ بإيماءٍ من الروح . نعمة الله وحدها تستطيع أن تعطي الرسالة المسيحيّة أبعاداً تتخطّى كونها مجموعة قوانين يُهتدى بها لتغدو مصدر هناء لأناس أتقياء وطيّعين . |
||||
![]() |
![]() |
#201 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 19 أيلول الإيمان الحيّ لا يمكنه البتّة أن ينمو نتيجة لمهارة بشريّة مكتسبة . نحن لا نكتسب الإيمان مثلاً كما نتعلّم العزف على البيانو . أنا أؤمن عندما يستوقفني روح الربّ . ففعل الروح في مثل هذا الشخص عميقّ حتى إنّه جعل القدّيس بولس يقول فيه إنّه " خليقة جديدة " , إنّه إنسان جديد . أمّا الشخص الذي لم يتجدّد بالروح , فحياته , في نظر بولس , " تبقى حياة بحسب الجسد " . كما أنّ حياة مَن تجدّد بالروح هي " حياة بحسب الروح " . يقول يسوع , إنّ الروح هو الذي يُكسبنا حدساً بأنّ الله يثبّتنا و بعضدنا . و بالروح ندرك أنّنا أبناء الله الأحبّاء . و هذا الروح نفسه هو الذي يصرخ من أعماق نفوسنا : " يا أبانا ! " . فنحن لا نعرف أحداً بعد اليوم معرفةً بشريّة . فإذا كنّا قد عرفنا المسيحة يوماً معرفةً بشريّة , فلسنا نعرفه الآن هذه المعرفة . فإذا كان أحد في المسيح , فإنّه خلق جديد . قد زالت الأشياء القديمة و ها قد جاءت أشياء جديدة , و هذا كلّه من الله الذي صالحنا بالمسيح و أعطانا خدمة المصالحة , ذلك بأنّ الله كان بالمسيح مصالحاً للبشر و غير محاسب لهم على زلاّتهم و مستودعاً إيّاناً كلمة المصالحة " ( 2 قو -5-19/16) كان لهذا التبدّل الكامل أثره العميق في حياة بولس ممّا جعله يقول في اختباره الشخصيّ لعلاقته بالله : " فما أنا أحيا بعد ذلك بل المسيح يحيا فيّ " ( غاطية 20/2 ) . |
||||
![]() |
![]() |
#202 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 20 أيلول إنّ في كلّ منّا حاجة إلى رؤية من خلالها ننظر إلى واقع الحياة . فعندما نحاول أن نفهم ذواتنا و الآخرين , و الحياة و العالم و الله , لا بدّ لنا من أن نقوم ببعض التفسير أو التقويم . و في ذلك كلّه تبقى بعض القواعد و إمكانيّة استباق ما سوف يكون ضرورة . فلا يمكن الإنسان أن ينعم في حياة تعمّها الفوضى , و لمسة الروح هي التي تُكسب الإنسان القدرة على التركيز و الوضوح فتمكّنه من توضيح رؤيته و بلوغ ملء الحياة . و سفر التكوين , أوّل أسفار الكتاب المقدّس , يصف في كلماته الأولى , روح الربّ و هو ينظّم خواء الخليقة الأولى . " في البدء خلق الله السماوات و الأرض و كانت الأرض خاوية خالية و على وجه الغمر ظلام و روح الربّ يرفّ على وجه المياه " ( تكوين 1 /1-2) . روح الربّ يحوّل الخواء و الفوضى إلى جمال في الخليقة . و بعد ثمانية فصول , و في الكلام عن الطوفان , الروح نفسه يجعل مياه الطوفان تنخفض . و هنا أيضاً يعيد تنظيم الخليقة بعد أن عمّتها فوضى المياه . و هو يعد على لسان النبيّ يؤئيل بأنّه : " سيكون هذه أنّي أُفيض روحي على كلّ بشر " ( يوئيل 3/1) . |
||||
![]() |
![]() |
#203 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 21 ايلول ![]() يأتي الروح في يوم العنصرة ليحوّل تلامذة المسيح الجبناء التائهين إلى رسل اتّضحت أفكارهم و ترسّخت معتقداتهم . لقد تحوّل ضياعهم إلى وضوح في هدفيّة الحياة . إنّه روح الله يوجّه المسيحيّين الأوّولين , يثبّت لكنيسته قادة , يشفي المرضى , يُنعش القلوب , يهب الشعوب قدرة على الحبّ تفجّر فيهم قوّة جديدة من شأنها أن تجدّد وجه الأرض إنّ لمسة الروح هذه تبدّل كلّ شيء في الإنسان و في العالم من حوله فإذا بالإنسان خليقة جديدة , و إذا بوحي الله الذي قد يبدو خياليّاً قد أصبح واقعاً : إنّ لمسة الروح تثمر اتزاناً و سلاماً و انتظاماً , فتبدّد الفوضى التي في رؤية الإنسان للواقع . إنّ لمسات الروح تترك دائماً في عواطف الإنسان و نهج سلوكاً آثاراً عميقة . هو يختبر نوعاً جديداً من الوحدة الداخليّة , " وحدة الروح برباط السلام " ( أفسس 3/4 ) . إنّه يصبح خليقة جديدة تسير بقوّة الروح في أرجاء عالم الله الرائع و تنعم بملء الحياة التي دعا الله إليها أبناءه . |
||||
![]() |
![]() |
#204 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() إن ما يجعلني على محور لقاء هو العدد المتزايد للمتابعين نلتقي نصلي نتحاور صامتون شموعنا تضيئ و أبخرتها تتعانق فلولا أعدادكم لشعرت بوحدتي ![]() كونوا بخير ![]() |
||||
![]() |
![]() |
#205 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 22أيلول حقيقة الله كما أجدها في التعاليم اليهوديّة - المسيحيّة و كما أؤمن بها شخصيّاً , هي أنّه يحبّني من دون شروط ,أنّه يقول لي بلسان نبيّه أشعيا : " لقد أحببتك حقّاً , و حبّي لك لن ينضب و إذا نسيت أمّ طفلها , ثمرة أحشائها , فلن أنساك أبداً ... لقد حفرت اسمك على كفّ يدي كي لا أنساك " . يمكننا بالطبع أن نرفض الله و نتنكّر لحبّه . و إذا ما حدث لك أن قدّمت حبّك لشخص فرفضه , يمكنك أن تعرف ماذا تعني ذلك . فالتنكر لحبّ الله يشكّل واقع الخطيئة . و لكنّ الله يبقى هو هو و حبّه لنا لا يتغيّر أبداً . رفضنا له لا يتسبّب بأيّ نقص فيه و ذراعاه أبداً مفتوحتان ترحّبان بنا . |
||||
![]() |
![]() |
#206 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 23 ايلول ![]() إنّ من أهمّ شروط الحبّ أن يكون بلا شروط . لأنّ الحبّ المشروط ليس بحبّ حقيقيّ , إنّه تعاقد : " سوف أستمر في حبّي لك ما دام ...إلى أن ... شرط أن...." . إنّ في أسفل العقد شروطاً كُتبت بأحرف صغيرة جداً , و على الحبّ , قبل ذلك , أن يتقيّد بكلّ تلك الشروط و إلا تمّ فسخ العقد و كأنّه لم يكن . في الحبّ المشروط تهديد للآخر بأنّ الحبّ المشروط يبدو المرء و كأنّه أمام ميزان كفتاه فارغتان و هو يقول للآخر : " إذا وضعت ما لديك أن تقدّم في إحدى كفتي الميزان أضع آنذاك ما لدّي في الكفّة الأخرى . و لكن كن على يقين من أنّني لم أدعك تغلبني , فأنا أراقب ما تعمل . فإذا أبيت أن تلتقيني في منتصف الطريق فلن أترك المكان الذي أنا فيه " . طبعاً مثل هذا الحبّ لن تُكتب له الحياة . ![]() إنّ الكثير من الغضب الذي نلقاه في الدنيا هو من نتائج هذا النوع من الحبّ المشروط . و نحن في النهاية نكره الشخص الذي يقدّم لنا حبّاً مشروطاً لأنّنا نشعر بأنّه يستعملنا , فنقول له : " أنت ما أحببتني قط , بل أحببت وجهي الجميل ما دام جميلاً , و أحببت ثيابي النظيفة و طلبت إليّ أن أحافظ على نظافتها . و أحببت علاماتي العالية و أوضحت لي بأنّ الفشل غير مقبول . لقد أحببت ما فيّ من قدرات و لكنّك ما أحببتني أنا . كنت دائماً أسير و أنا في غاية الحذر , و قد عرفت أنّني إذا فشلت في تلبية متطلّباتك سألقى منك معاملة المدخّن لسيجارته , تأخذ منّي ما طاب لك , ثمّ تلقي بما تبقّى منّي خارجاً " . |
||||
![]() |
![]() |
#207 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 24ايلول الحبّ في طبيعته غير مشروط . و لكن ما العمل إذا ما أحببت شخصاً لا ألقى منه سوى خيانات متتاليّة ؟ فهل الحبّ غير المشروط يغفر و يستمرّ في الحبّ ؟ إنّ الإجابة عن هذا السؤال المهمّ ليست بسهلة . الحبّ طبعاً لا يطلب إليّ أن أكون ساذجاً . لذا عليّ أن أقرّر ماذا يفرض عليّ الحبّ أن أقول و أن أفعل , و كيف يتطلّب منّي أن أكون . المسألة هنا ليست قضيّة غفران . طبعاً أنا أغفر لك أنّ الحبّ لا يضع حدوداً للغفران . و لكنّ السؤال يبقى : " ما هو الأفضل لك و لي ؟ " و هذا ما يجب عليّ فعله . عليّ أن أحاول خلق شيء من التوازن بين حبّي لك و حبّي لذاتي . لذا يجب أن أسأل : " ما هو السبيل الأفضل للحفاظ على احترامي لذاتي و لمساعدتك في الوقت نفسه ؟ " الحبّ في الحقيقة فنّ و ليس هو علماّ . لذا قد لا نجد لأسئلتنا دائماً أجوبة واضحة . و الحبّ في كلّ حال لا يعدنا دائماً بطريق فُرشت بالورود . فإذا ما تخليّت عنك لأنّك خذلتني , أكون قد مارست نوعاً من الحبّ المشروط . و لكنّني لا أسلك نحوك سلوكاً محبّاً إذا ما أبقيت على ثقتي فيك بعد أن تماديت في عدم أمانتك . و إذا ما فعلت , بقيت أنت في ضعفك , و أخللت أنا في واجب حبّي لذاتي هذا السؤال الصعب : " ما هي الطريقة الفضلى , لك و لي التي يجب أن أتبعها , في الظروف التي نعيش , و ماذا يجب أن أقول و أفعل ؟ و قد يأتي يوم أجد فيه نفسي مضطراً إلى أن أطلب منك أن تختار إمّا أن تكون أميناً فنبقي على صداقتنا و إمّا أن نفترق إذا ما كنت تصرّ على البقاء في عدم أمانتك . |
||||
![]() |
![]() |
#208 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 25 أيلول مهما كانت درجة نموّك و مهما كانت مشاغلك , فالله يُثبتك في الخير الذي أنت فاعله و يلمس بحنانه ضعفك , فحبّه ثابت للأبد . إنّه يحبّك و ليس عليك أن تتغيّر أو تنمو أو تكون صالحاً لكي يحبّك , بل أنت محبوب علّ حبّه يمكّنك من أن تتغيّر و تنمو و تصبح صالحاً .إنّ فهمك لحبّه غير المشروط يرتدي أهميّة قصوى و عليك فقط أن تتذكّر أناساً مثل : بطرس " الصخرة " , الذي غالباً ما كان أشبه " بتلّة الرمل " , يرفع صوته متنكّراً لذاك الذي أغدق عليه حبّاً خاصاً . الله في المسيح أحبّ هؤلاء كلّهم , قوّاهم , غفر لهم ,شجّعهم , و طرح عليهم كما يطرح اليوم على الملايين أمثالهم و أمثالنا , النحدّيات التي من شأنها أن تقود إلى العظمة و السلام و ملء الحياة .و زكّا , ذلك القزم الذي كان يجبي الجزية للرومان و يبتزّ بني قومه . مريم المجدليّة , تلك المرأة " الشبكة " . يعقوب و يوحنّا اللذان كانا يظهران كطفلين أحياناً , و في غاية السخف أحياناً أخرى , كما تراهما في تلك المناسبة التي قصدا فيها خراب بلدة بكاملها لأنّها ما أحسنت استقبالهم " فأكسبهما ذلك , مع السخرية , لقب " بني الرعد " . و أندراوس الذي كان ساذجاً ,فظنّ أنّ خمس خبزات و سمكتين ستّشبع آلاف الناس . و توما الذي أصبح شكّه مضرب المثل . و مرتا , مرتا التي كانت تُقلق الجميع بتذمّرها و همهماتها . و المرأة التي أُخذت في زنى و التي عاشت في قلق رهيب إلى أن أنقذها يسوع من الموت و غفر لها خطيئتها . و اللصّ على الصليب الذي صلّى , ربّما للمرّة الأولى ,فكان من الربّ أن وعده حالاً بالملكوت . الرجل الأعمى , الذي لم يعرف مَن هو يسوع و جلّ ما عرف أنّه كان أعمى و أصبح الآن يبصر ! الصبيّ الكسيح الذي كان في جسده حاجة إلى الشفاء و لكن كان يجب أن تُغفر خطاياه قبل أن يُشفى من مرضه . الابن الضاّل الذي ظهر قاسي القلب في البداية , و لكنه تاب عائداً إلى بيته عندما جاع ليجد و الداً ينتظره بقلب مفتوح و ذراعين مبسوطتين . شاول الطرسوسيّ الذي كان " صدره ينفث تهديداً و تقتيلاً لتلاميذ المسيح " إلى أن التقى المسيح و هو في طريقه إلى دمشق فاكتشف فيه السيّد المحبّ . |
||||
![]() |
![]() |
#209 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 26 أيلول لقد شاء المسيح أن يموت كما عاش : محبّاً بلا شروط . على كلّ صليب يُعلّق عليه المسيح و قلبه مفتوح , و ذراعاه ممدودتان ليضمّ إلى صدره كلّ ضعيف و متألم في هذا العالم , يجب أن تُحفر الكتابة التالية : " هذا ما أعني عندما أقول إنّي أحبّك " ! . إذا كان مثل الابن الضالّ قصّة حبّ غير مشروط , فالمسيح على الصليب هو صورة ذلك الحبّ كما في الحبّ نفسه , ففي شخص المسيح يجتمع الدفء و التحدّي . ففي الدفء اختبار ارتياح و لا أعمق . إنّ سلامه و تفهّمه يرافقاننا دائماً , لا سيما في تلك اللحظات التي نشعر فيها بعمق ضعفنا : " تباعد عنّي يا سيّد " , قال بطرس و كأنّه ينوح , " لأنّني رجل خاطئ " . و لكنّ الحبّ غير المشروط لا يتباعد أبداً . و جلّ ما سأل يسوع بطرس , و ما يسأل كلاً منّا : " أتُحبني ؟ " إنّه لا يسأل عن الضعف فينا , بل عن حبّنا . إنّ هذا في الحقيقة لمريح . و هذا هو التحدّي : " ليحبّ أحدكم الآخر كما أحببتكم أنا !" . |
||||
![]() |
![]() |
#210 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 27 أيلول في سردوقائع ما عُرف " بتجربة المسيح " , ( لوقا 4 /1-13 ) , يوضح يسوع في بداية حياته العلنيّة للناس مبدأ حياته . و بوضوح أكثر , تراه يرفض مبادئ ثلاثة عرضها الشيطان عليه . إنتظر يسوع حتّى سنّ الثلاثين كي يبدأ حياته العلنيّة , كما كان يفعل كلّ معلّم في إسرائيل , في تلك الآونة . و قبل أن يبدأ يسوع حياته العلنيّة قاده الروح إلى الصحراء . التجربة الأول كانت دعوة المسيح ليعتنق اللذّة مبدأ لحياته . كان يسوع قد أقام في البريّة أربعين يوماً , و لم يأكل شيئاً فلمّا انقضت أحسّ بالجوع . وَعْد الشيطان له كان إشباع جوعه الجسدّي , فأتى جواب يسوع : " في الحياة ما هو أهمّ من الخبز بكثير " . فصعد به إبليس إلى مكان مرتفع , " و أراه جميع ممالك الأرض في لحظة من الزمن " و وعده بالسلطان على كلّ تلك الممالك و شعوبها فرفض يسوع مبدأ الحياة هذا أيضاً : " للربّ إلهك تسجد و إيّاه وحده تعبد " . فالمسيح لا يعمل لا في سبيل اللذّة و لا طمعاً بسلطان . فمضى به الشيطان إلى شرفة الهيكل و طلب إليه أن يلقي بنفسه من هناك , لأنّه مكتوب : " يوصي ملائكته بك ليحفظوك " . الشيطان يحاول , أمّا تصميم المسيح فلا يتزعزع , إنّه لن يفرّط بمسؤوليته الشخصيّة عن حياته . فالتجربة الثالثة , في نظري , تعني , في ما تعني , أنّنا لسنا بالحقيقة أحراراً . و فيها محاولة لحملنا على القبول بأنّ هنالك حتميّة تجعلنا نبرّر تهربّنا من المسؤولية , فجواب المسيح واضح : " لا تجرّبَنّ الرب إلهك " . لقد شاء المسيح أن يوضح لنا مبدأ حياته و يعلنه بعزم , و كأنّه يقول : " لن أعيش للسعي إلى اللذّة أو السلطة , و لن أسمح بأن يتحمّل آخر مسؤولية حياتي و أعمالي " . |
||||
![]() |
![]() |
#211 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 28 أيلول ما يعمله الحبّ : الحبّ يقبلك كما أنت , يشجّع ما هو حسن فيك و فريد , يهتمّ بك و يقلق عليك , يدفع بك لتعطي الأفضل , يواكبك في عمق مشاعرك , يشجّعك على الثقة بنفسك . الحبّ حليم في تعامله معك , يحترم السرّ الذي إئتمنته عليه . إنّه مترفّق , و هو يدافع عنك دائماً في الحقّ . يضحك دائماً و لا يضحك أبداً عليك , يبحث عمّا هو حسن فيك و جميل و يجده . الحبّ يجعلك تفرح بما أنت عليه , يغضّ الطرف عن صغائرك و ضعفك , و يُصلي ليلبّي الله حاجاتك , و ينمّيك . يجد الحبّ فيك فضائل لم يكتشفها أحد سواه , يُشركك في أعماق ذاته , و يقف إلى جانبك عندما تكون بك حاجة إلى مَن يدافع عنك . إنّه رفيق حتّى في مجابهته لك , يتحمّل مسؤوليّة سلوكه , و يقول لك الحقّ كلّ حين و يصدق , يهتمّ بك و بما فيك من حاجات . هو يقسو عليك و يلين بحسب الواقع الذي تعيش يقدّرك قويّاً و يقبلك في ضعفك و هو يتفهّمك في " أيّامك الصعبة " . |
||||
![]() |
![]() |
#212 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() عندما قرأت يوم 28 أيلول شعرت برغبة كبيرة بالعودة للإصحاح ال 13 من رسالة مار بولس لأهل كورنتوس ,
و نقلت لكم الإصحاح لما يتضمنه من : غنىً فكري للمحبة , عمقاً روحي للعلاقة بيني و بين الله و توجيهاً جديداً لعلاقتي مع الآخر . الإصحاح الثالث عشر 13: 1 ان كنت اتكلم بالسنة الناس و الملائكة و لكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن 13: 2 و ان كانت لي نبوة و اعلم جميع الاسرار و كل علم و ان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال و لكن ليس لي محبة فلست شيئا 13: 3 و ان اطعمت كل اموالي و ان سلمت جسدي حتى احترق و لكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا 13: 4 المحبة تتانى و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر و لا تنتفخ 13: 5 و لا تقبح و لا تطلب ما لنفسها و لا تحتد و لا تظن السوء 13: 6 و لا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق 13: 7 و تحتمل كل شيء و تصدق كل شيء و ترجو كل شيء و تصبر على كل شيء 13: 8 المحبة لا تسقط ابدا و اما النبوات فستبطل و الالسنة فستنتهي و العلم فسيبطل 13: 9 لاننا نعلم بعض العلم و نتنبا بعض التنبوء 13: 10 و لكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض 13: 11 لما كنت طفلا كطفل كنت اتكلم و كطفل كنت افطن و كطفل كنت افتكر و لكن لما صرت رجلا ابطلت ما للطفل 13: 12 فاننا ننظر الان في مراة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه الان اعرف بعض المعرفة لكن حينئذ ساعرف كما عرفت 13: 13 اما الان فيثبت الايمان و الرجاء و المحبة هذه الثلاثة و لكن اعظمهن المحبة |
||||
![]() |
![]() |
#213 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 29 أيلول ما لا يعمله الحبّ الحبّ لا يستعملك و لا يحتقرك , لا يطلب منك أن تعيش على غير ما تبغي , لا يلومك و لا يحقد عليك , لا يغضب أو يحاول فرض إرادته بالصياح أو الدموع . إنّه لا يقطع الحوار معك , لا يرهقك بنصائح لم تطلبها , و لا يحكم عليك أو ينصّب ذاته طبيباً نفسيّاً لك . لا يكون قبوله لك بمثابة إنعام من لدنه , و لا يتطلّب منك يوماً بعد يوم أن تبرهن عن صدقك و محبّتك . لا يجد في نفسه حاجة إلى أن يكون دائماً على حقّ , و لا يحرد و يمتنع عن مواجهتك . لا يعاقبك بحقد إذا ما أخطأت , و لا يدوّن كلّ ما أسأت به إليه . و لا يبيّن كبره ليجعلك تعي الصغائر التي فيك . لا يُضعف ثقتك بنفسك , و لا يستعملك من أجل تزواته الشخصيّة , ثمّ يميل عنك و يمضي . لا يصبّ عليك غضبه و كأنك " مستوعب مهملات " , و لا يتخلّى عنك لأنّك ما لبيّت مطالبه . ( قد تجد في اللائحة التي تقدّمت ما يوقظ فيك مشاعر جميلة . و لكن قد يكون لديك ما تضيفه إلى هذه اللائحة أو ما تنزعه منها , لا يهمّ فلائحتك هي تلك التي تدوّن فيها ما تراه أنت مهمّاً ) . |
||||
![]() |
![]() |
#214 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 30 أيلول ![]() هذا , في نظري , ما أراد يسوع أن يوضّحه لبطرس و لتلاميذه . فطيلة حياته معهم , و لا سيّما في أثناء العشاء السرّي , في اللحظات الأخيرة من وجوده معهم , أراد أن يشدّد على الحقيقة التالية : إنّّ مملكتي مملكة حبّ ! لا مكان فيها للمنافسة و التسلّط . و لا هي مرتع للذّة و لا ملجأ لمَن يرفض مجابهة الحياة . فالشرط الوحيد لدخول الملكوت إنمّا هو اعتناق الحبّ كمبدأ للحياة . و هنالك علامة واحدة تشير إلى هويّة المسيحيّ : " إذا أحبّ بعضكم بعضاً عرف الناس جميعاً أنّكم تلاميذي " ( يو 13 / 5 ) . هذا ما حاول يسوع تبيانه لبطرس عندما قال له : " إذا لم أغسلك فلا نصيب لك معي " ( يو 13 / 8 ) . فالسلطة الوحيدة في ملكوتي هي سلطة الحبّ ! و على أثر الجدال السخيف بين التلاميذ في مَن هو الأهمّ بينهم , غسل يسوع أرجلهم و قال لهم : الحقّ الحقّ أقول لكم : ما كان العبد أعظم من سيدّه , و لا كان الرسول أعظم من مرسله . أمّا و قد علمتم هذا , فطوبى لكم إذا علمتم به " . ( يو 13 / 12 - 17 ) . عليّ أن أطرح على ذاتي السؤال نفسه مرّة : أتراني أفهم حقّاً ؟ أتراني أؤمن حقّاً أنّ يسوع دعاني لأتّخذ من الحبّ , مبدئه في الحياة , مبدأ لحياتي ؟ أتراني أفهم حقّاً أنّ هذا الالتزام هو الطريق الوحيد إلى السعادة الحقيقية ؟ تلك هي الأسئلة التي تبقى الأجوبة عنها راقدة في عمق ذاتي . و عليّ أن أحاول البحث عنها حيث هي . و هذه , بالنسبة إليّ , قضيّة حياة أو موت . |
||||
![]() |
![]() |
#215 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 1 تشرين الأول من الحقائق الأساسية في الحياة توق عميق إلى الكمال في الإنسانيّة , إلى عيش ملء الحياة . و أعظم رهبة تنتاب الإنسان هي رهبة من ضياع فرحة الحياة . إنّ صلاتي تختلف باختلاف اختبار حياتي اليومي و حاجاتها , و أنا لا أنفكّ أردّده كلّ يوم : " يا إلهي , و يا أبي , لا تدعني أموت قبل أن أعيش ملء الحياة و أعرف عمق الحبّ " . و هذه صلاتي من أجلك أيضاً . إنّي أضع هذه الأفكار بين يديك , تدفع بي رغبة عميقة إلى أن أراك تعيش ملء الحياة . لقد عثرت على ما أظنّه شيئاً حسناً , منشّطاً , ينعش الحياة , و أودّ أن أشركك في اكتشافي هذا . في سياق حياتي , و أنا أبحث جاداً عمّا يحقّق ملء الحياة فيّ , تعلمّت أنّ أهمّ لحظات وجودي و ابعادها أثراً في حياتي هي تلك التي أحسست فيها أنني " أبصرت " جديداً . و نفاذ البصيرة هذا , الذي يعطي عالمي أبعاداً جديدة و يعمّق مشاركتي في الحياة , و يفاجئني كفرحة عيد قد نسيتها . و هو يطل أحيانا , متسللاً كالفجر , و في جعبته هدية من نور و حياة . لقد شعرت بفرح كبير و تناغم عميق مع روح العالم النفسيّ كارل ينغ Carl Jung عندما اكتشفت كونه أضاف إلى الفضائل الثلاث : الإيمان و الرجاء و المحبّة , فضيلة جديدة هي فضيلة " التبصّر " . من الضروري , طبعاً , أن يمتحن " التبصّر " في مختبرات الحياة . فكلّ معرفة لا تبدل في نوعية الحياة عميقة , و في قيمتها شك . و كل مرة يحصل تبديل عميق في نمط الحياة , يمكن , بالمقابل , العودة بهذا التبديل إلى " تبصّر " جديد أو أدراك جديد . تلك كانت مسيرتي في الحياة و مما لا شك فيه أن ذلك يشكل نمطاً في صلب مسيرة كل إنسان . |
||||
![]() |
![]() |
#216 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() 2 تشرين الأول نحن نصغي غالباً بعقلنا فقط , فنتفحص ما يقدم لنا من معطيات و نحاول أن ندرك منطق الأمور , فتتحول مشاعر الآخر عندنا إلى مشكلات , و كأن ما ينتج عن المعطيات من شعور يبقى خارج سياق الحوار الذي نحن فيه . إننا عندما نصغي إلى الوقائع فقط ندرك جزءاً مما يجول في نفس الآخر , أما الحقيقة الكاملة فتبقى محجوبة عنا ... لذلك نحن مدعوون , عندما تطرح علينا الأسئلة , لا إلى أن نجيب فقط عن السؤال , بل إلى أن نرد أيضاً على السائل , أن نتفاعل مع الحال النفسية التي تكمن وراء الأفكار التي تطرح . إن ما يحول دون ولوجي إلى عمق مشاعر الآخر , و هو يكلمني , هو انشغالي بالأمور الأخرى من حولي . و أهم من ذلك انشغالي بما يجول في نفسي من ردات فعل على كلامه , أو ما ينتظرني من مشاغل . و انشغالي هذا لا بد و أن يظهر بشكل من الأشكال في تحركاتي أو على قسمات وجهي ... و الرسالة التي يتبلغها الآخر , في مثل هذه الحال , بسيطة جداً : " أنا آسف و لكنك لا تتمتع لدي الآن بكثير من الأهمية " . و قد علمتني خبرتي أنني عندما أخرج من ذاتي إلى لقاء شخص آخر , لا بد و أن أعود ببعض الجديد الذي يُغنيني . عندما أعيش , و لو لفترة قصيرة , في عالم إنسان آخر , لا بد و أن أحمل من تلك الذات بعضاً مما هو فريد لديها . إنها خبرة تزيد من غنى الذي يعطي و الذي يأخذ في آن . |
||||
![]() |
![]() ![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|