ديوان زاهي حازر

[Marooshe]

"وبكل حال الدنيا زائلة والأجساد فانية والجمال يصل لحقارته في خلال سنين معدودة ومن ينعم بفرج أمرأة قد يبصق عليه فور الأنتهاء منه فهكذا عمر الأنسان وهكذا طبعه..فأسأل نفسي أحيانا لما هذه الأشعار التي تصف جماله تارة وخبثه تارة آخرى وصورته دائما أشبه بالشيطان فهل أنا اكتب عن والى الشيطان.... وأحيانا أضحك وأسخر من نفسي حين أقرأها... ولكن ما ذنبي أو ما هي جريمتي أن كان هنالك بحرا من المشاعر وأفكار جمة تتخبط بكل جوارحي, ولا أجد صديقا وجدانيا أبوح له بأسرار نفسي التي أعشق الأعلان عنها جل ما حولي حفنة من الأصدقاء يتحدثون عن أغنية فنانة او موديل سيارة أو من يخترعون جملا بذيئة محاولين أظهار فكاهتهم أو من يتباهى بعديد عشاقه بمعاشرته أو بخيانته لهم مبديا جبروته ومهابته وأن حاولت سقايتهم بمكنوني قد أخشى سخريتهم فأصبح كالبركان أريد الأنفجار ولا اجد مكانا اقذف به حممي الا في هذا البيت"






زاهي حازر

[Marooshe]

فأنا الانسان أبن الانسان وبعروقي يجري دم الانسان وأفكاري وميولي وخطواتي من عقل الانسان واحلامي وآمالي وأماني من قلب الانسان وعيوني تنزف دمعه ودمي يسيل من جرحه وقلبي يخفق من خوفه وألمي يشتد من وجعه وأنتمائي للأنسان وديني دين الانسان سني بقدر شيعتي وعمر امامي بقدر علي وسأركع للمسيح كما ركعت لمحمد وسأنظر الى بوذا كآلهة فالمهم هو مصير ومحيط وسلامة الانسان

[Marooshe]

" جلس وما أحاطه لم يحطها .. وما لم يشبع عينيها قد أكفى جوع قلبه وروى ظمأ روحه
وكان يجهل انه طالما لا يجيد التنكر والتمكر فلا قيمة لوفاءه وولائه وكل احترامه وتواضعه ولم يعلم بأن الورد عند البشر هو كالتربة التي تدوسها مئة قدم ..

جلس أبن الدمع وما احاطه الا حلم ووهم اجتاز به حدود الانسان مبصرا ملائكة الخير وأبنائها ولم يدر بأن ما يبحث عنه ليس له في الوجود مكان وما هو صابر الا على الغدر والقهر ,وتلك ببصرها الهزيل أكتنف حولها حدود الانسان

فعانقت مشاعري شجنه لعلي أطمئن او اخفف القليل من وطأة الألم وأخبرته بأوهامه ونصحته بأن يكتفي ويصبر لجزء من حوى فالأجزاء المتبقية أحرقها الانسان والحشمة أنهزمت وتوق الانوثة انتصر وشهدتهم يدخلون بيت الكره والعهر جموعا جموعا

أصبر يا أبا الجمر فالمئة قدم أصحابها كورق الشجر تدرك ضعفهم وعزمهم وقت العاصفة وأنت كالجذع قواك تجوب كل ما حولهم وكل زمن ولكن الجذع تحت الارض لا تراه أعين البشر بل أعين المباركون والملائكة وكل أنقياء الثرى

أصبر يا أبا الطهر فأعينك تجوب القمم وتكاد تتنشق السحب فالمتواضعون هم من سوف يرثون الارض وتلك بضيقها تجلس في أدناها وما حولها الا شياطينها لا ترى الا ظلام يتهافت بين ظلها

فالدعاة وأبناء الخير والقناعة أتقوا ظمأك وجهلك وراودتهم اوهامك واحلامك فرغم اليأس والعثر في أعماقنا ترى الأرض تحتفل وتفرح بوجودنا لأننا من أنقيائها وزينة بشرها واسماهم والسماء تعشقنا تنير لترشدنا وتغيم خشية علينا .. "

[Marooshe]

قيل لأجله بعظمة شعبه واي عظمة تلك في شعب لا يعلم من الارض الا احقادها واى عظمة في قلوب لا تنبض الا لملوك الفتن والعثر وأي عظمة في نفس تأكل مثيلتها في حين تنحني لمثيلتها..

أنها النفس التي تجهل اليوم حين تقتل وفيه يقصد راعيها ذويها وينفق بعض الفكة تعويضا لروحها...

أنها النفس التي تجهل أن قضية الطوائف مجرد أوهام تسود في عقول الضعفاء...

أنها النفس التي تجهل ما كان يفعله الراعي وعائلته اثناء كانت مرماة في شوارع الحروب والخوف حيث وحوش الوطن..

أشهد صراخ تلك النفس حين تدعي الفقر وأي فقر تعاني منه في هذا الوطن, فالفقر في مصر حيث ينتحر الناس لشدة الحاجة ,والفقر حيث البشر لا يجدون ما يأكل الا التربة بأرضهم الدكناء في السودان والصومال..والفقر حيث المرض والوباء متفش ومن عبره يموت الملايين في أرض أفريقيا والفقر حيث النساء يبعن أجسادهن وأطفالهن في جنوب شرقنا..

ألا انني أشهد ملوك العالم وأموالهم تتدفق الى تلك النفس الشاذة وأخجل كوني جزءا منها وليتني أستطيع أن أستأصل حصتي من أموالهم لأرسلها الى أهل الفقر, فالبشر باتوا أصناف وفئات والخير بات يجهل الأنسان ومن أين ينحدر..

أعشق لقب الداعية فهو لا يطمح الى زعامة وروح البشر كروحه لا تقدر بكنوز العالم, وموطنه حيث الظلم والقهر ومسكنه حيث الجوع والفقر والداعية لا يميز بين الانسأن والآخر وحين يملك المال ينفقه على المحتاج لا على الشواذ وكم أحلم ان أكون حقا بلقبه..

[باشق مجروح]

جميل جداً ما نقلته .. شكراً جزيلاً

[suzaan]

كتير حلوة الصور ورائعة ومعبرة يسلمن

[Marooshe]

كاتب النص الأصلي : باشق مجروح

جميل جداً ما نقلته .. شكراً جزيلاً

كاتب النص الأصلي : suzaan

كتير حلوة الصور ورائعة ومعبرة يسلمن

صافو وسوزان .. نورتو

[Marooshe]

فصل حياة - الجزء الأول

ربَمَا مَا عانَتْهُ الروحُ في زمن مضى قد أثَّرَ على النفسَ في حياةٍ حلتْ وألقَتْ بجوارِهَا العِبْأَ في كاهِلِ جَسَدٍ جديد فباتَتْ تُستَثارُ لصَغائِرٍ تَخِيسُ أنساناً وتُبْصِرُ قوماً يتلاقسُونَ ويصيبونَ كراماتِهِمْ عِواراً فَرحْت ببطءٍ أرومُ الكَرَى والأَدَدُ بمسْمعِي اتَفَحصُ المَوطِىءَ نَحلةً تليها نَحلةٌ تحاشِياً أنْ تَدوسَ قدمايَ بقاياهُمْ من قذارةٍ وكمين.

ولواهلةِ الأَزْبَةُ يَتَدَلىَّ في مِهواةِ تَضَرُعِي رجاءٌ الى ربَّ الخلقِ أنْ تَدُقَّ المَنَايَا عُنْقِي وتَبْتُرَ أعْظُمِي وتَعْدُمَ جَوارِحِي فأعُودَ لحافِرَتِي حيثُ اللاشيءَ فذلكَ أحْجَى اليَّ مِنْ رؤيةِ مخاطبُ وجوهِهِمْ فمنهم جَهولٌ بحَقِهِ وذغمريٌ نهبَ ضعفاً وحياءاً ورشَقَ أَبْساً ومنهم خبيثُ العِرضِ ودَنِسُ الكساء لم يُحصِنوا فرجاً فأهلكوا نساءًٰ ونزعوا كراماتٍ.
أهيمُ دربَ البرايا وأجِيجُ الأنفاسَ المعذبةِ في قلبي وضَحِكُ الشياطينِ في أذنِي . ولمْ يكفِ وجداني وجعاً فتلاشَ من ألسِنَتِهِمْ جمراً ينْتَكثُ كيانا لَهُ نفساً أُقَدِسُها وأعتاشُ بينَ غِبْطِهَا وسِلْمِهَا فتَرُومُ هواجسٌ وكوابيسٌ أفارقُ بهَا يقْظَتي لكن تَعْلوهَا أنَاملِي.

فأني أرى الحياةَ معهم هدرا وقلقا كلما رَجَوْتُ تهتانةً تافهةٍ تصونُ أملي الصغيرْ وتُعَمِر أحلامي تأخذها أيادِ بغيرِ حقٍ واشتدَّ السَقَمُ بحَلقِي لِشِدةَ معاناة النفس ,وأهداني ٳمروءٌ يعْتَنِقُ التَواضُعَ والحَياءَ ورضِيَ الكونَ هشاً تذروهُ الرياحُ بعيداً عنْ أهواءِ الدُنْيا لا أيماناً بدينٍ, فكَمْ منْ ملحدٍ لم يؤمِنْ بكتابٍ أنزِلْ ورسولٍ أرسِلْ, بل فعَلْها لربٍ موجُودْ وتقَمَّصَها رداء يقيهِ صقيع الشرورِ ومظلةً تظِلُ حرهِ, متوسلا لخالقه أن يبزغ فَجْرَعدالةٍ ينيرُ طَخِيةٍ يحيا عليها بشرٌ ويزيل أطْماعَ النفسِ ويُمَكِنَ أرادةِ العقول ..




يتبع ..

[suryoyo]

جميل جدا جدا ...

رائع الكاتب و الناقلة

[suzaan]

كتير حلو عم أستنى الجزأ التاني

[أإأبو العبد]

كاتب النص الأصلي : Marooshe

فأنا الانسان أبن الانسان وبعروقي يجري دم الانسان وأفكاري وميولي وخطواتي من عقل الانسان واحلامي وآمالي وأماني من قلب الانسان وعيوني تنزف دمعه ودمي يسيل من جرحه وقلبي يخفق من خوفه وألمي يشتد من وجعه وأنتمائي للأنسان وديني دين الانسان سني بقدر شيعتي وعمر امامي بقدر علي وسأركع للمسيح كما ركعت لمحمد وسأنظر الى بوذا كآلهة فالمهم هو مصير ومحيط وسلامة الانسان

رائعة ولكن ......

كاتب النص الأصلي : Marooshe

قيل لأجله بعظمة شعبه واي عظمة تلك في شعب لا يعلم من الارض الا احقادها واى عظمة في قلوب لا تنبض الا لملوك الفتن والعثر وأي عظمة في نفس تأكل مثيلتها في حين تنحني لمثيلتها..

أنها النفس التي تجهل اليوم حين تقتل وفيه يقصد راعيها ذويها وينفق بعض الفكة تعويضا لروحها...

أنها النفس التي تجهل أن قضية الطوائف مجرد أوهام تسود في عقول الضعفاء...

أنها النفس التي تجهل ما كان يفعله الراعي وعائلته اثناء كانت مرماة في شوارع الحروب والخوف حيث وحوش الوطن..

أشهد صراخ تلك النفس حين تدعي الفقر وأي فقر تعاني منه في هذا الوطن, فالفقر في مصر حيث ينتحر الناس لشدة الحاجة ,والفقر حيث البشر لا يجدون ما يأكل الا التربة بأرضهم الدكناء في السودان والصومال..والفقر حيث المرض والوباء متفش ومن عبره يموت الملايين في أرض أفريقيا والفقر حيث النساء يبعن أجسادهن وأطفالهن في جنوب شرقنا..

ألا انني أشهد ملوك العالم وأموالهم تتدفق الى تلك النفس الشاذة وأخجل كوني جزءا منها وليتني أستطيع أن أستأصل حصتي من أموالهم لأرسلها الى أهل الفقر, فالبشر باتوا أصناف وفئات والخير بات يجهل الأنسان ومن أين ينحدر..

أعشق لقب الداعية فهو لا يطمح الى زعامة وروح البشر كروحه لا تقدر بكنوز العالم, وموطنه حيث الظلم والقهر ومسكنه حيث الجوع والفقر والداعية لا يميز بين الانسأن والآخر وحين يملك المال ينفقه على المحتاج لا على الشواذ وكم أحلم ان أكون حقا بلقبه..

اقف كمن يقف فوق صفيح من لهب ولا يدري اين يذهب وان ذهب الى اين سيصل وما سيصلى اهي نهايته من لهب خالدا فيها ام انه الفناء الابدي ام جنة الخلود
ق اكون قد وجدت بعضا تفسيرا لبعض اوهامي ولكن الغموض يجتاحني

اين سنصل

شكرا عالموضوع الراقي

[Marooshe]

كاتب النص الأصلي : suryoyo

جميل جدا جدا ...

رائع الكاتب و الناقلة

اي انا كتير حبيتها لكتاباتو

كاتب النص الأصلي : suzaan

كتير حلو عم أستنى الجزأ التاني

رح نزّل التاني والتالت ... والعاشر

كاتب النص الأصلي : أإأبو العبد

اين سنصل

شكرا عالموضوع الراقي

سنصل الى النقطة المضمحلة في عتمة اللا رجوع ..

يا هلا ابو العبد

[suzaan]

وانا عم أنتظرك

[Marooshe]

فصل حياة - الجزء الثاني


وظللت أردد تعابير محبتي للجميع وأن الناس عندي سواء لكن ذلك لم يقنع الكثيرين لأن بضعة حروف تشاطرتها هوية شخصي كانت كافية لحجب هدير صوتي وكل صدقي ومشاعري...والذين أقتنعوا كانوا من أدرك الناس بما يتوجب علي تأديته وللأسف تعاملوا معي وكأنني آت من الفضاء..لأن البعض يجهل, أن الأنسان لو ولد في حظيرة خراف لتكلم بلغتها, وكم هو فقيه وحكيم حين يصنع كيانه أنطلاقا من عقله وضميره وارادته بعيدا عن بيئته, ويجهل أيضا هذا البعض أن التفريق بين الصواب والخطأ أسهل الاشياء شرط أن يزيل عواطفه العمياء ,ويعجز الكثيرون على التفاهم والأنسجام مع من أتلف هويته وصنع منها عقدا تتراقص فيها حبات كل شريعة وجدت بالصين وتلت حتى هنا.

وبسبب بعض ما ذكرته ,ترى هذه البقعة الحقيرة التي تدوسها قدماي مليئة بالعنف والفوضى ودماء الأبرياء تسيل ,فتارة ترى حمقى يتقاتلون لأجل من لا ترف أجفانهم حين مماتهم, ناسين كيف توجعت امهاتهم بأخراجهم من أحشائها وكيف كدح والدهم بتربيهم. وها نحن كربيض الغنم أصبح الركوع لرعاتنا سبيلا وحيدا لحقوقنا ومصالحنا ومستقبل بنونا. وليت هنالك قوة تغييرية تعي ما يحصل ولكن عبثا أن حاولت بالعقل وعبثا ان حاولت بالفعل, لأن معظم الناس لا يبصرون باطنهم فلا يدركون حقيقة حبهم الفطري للعنف والكراهية فيعجزون عن كبته وأخماده لتحل محلها المحبة والأنفتاح فنشهد السلام فيما بينهم.

وها انا مجددا في فصل حياة وربيع عمر أرى الحياة معهم هدرا وقلقا وبات مستقبلي مجهولا تروم حوله العثار,حتى سئم الخليل وهجر,وأحلام كل طموح تلاشت, وأصدقاء كانوا دفئا بجوار روحي باتوا يبخون سموما تهين وجودي, والشيوعية التي حلمت بأن أتذوق طعمها على الأرض قد خانها فقراء ألهاهم الجوع عن عقولهم ,وتهاتفوا كحمائم شتاء على فتات خبز يرمى من شرفات القصور, وهجروا من هجر السلطة والجاه لأجلهم وتركوه وحيدا في ميدان ثورة الفقراء, حتى ذبحته الأفاعي وما شملت الدنيا من كلاب وذئاب, فمات وظلت عيناه مفتوحتين, يبذل آخر جهد بأوصال بصره ,فكم من رجل شاء قتال لا يسعى به الى سلطة أو مال, وكم من ملحد شاء قتال لم يقصد شهادة وجنات, فيا عجبا بعد كل هذا ولم يتأثر به البشر بقدر تأثرهم لحرف واحد من ثغر رجل دين مزيف. وبات قلة يحمل راية العلمانية,وقليل من هذه القلة تتأثر بالمذاهب, تأثر سنبلة قمح عند هبهبة الصباح ,وقلة أخرى طائشة لا تتقن سوى شتم خالقها والأشراك بالله ,ناسين أن مبادىء الشيوعية لا تخلو من أسس الشرع الألهي بعدالتها ومساواتها, أما وأخيرا قلة شريفة طيبة في عيونها بصري, وجوارحها شعوري, ولعشقها لرب البرايا نبضات قلبي ,وينسج أيمانها كل أديان الأرض فتصنع رداء دينيا كديني, ولكنها وأسفاه قلة عاجزة عن صنع التغيير الذي يطمح اليه كل مقهور في العالم.

[suzaan]

كتير حلوة ورائعةوأكتر من هيك

بس صحيح الأنسان لمن بيكون عايش بزريبة
وبيطلع وبيصير يحكي ماحد بيفهم عليه

[Marooshe]

كاتب النص الأصلي : suzaan

كتير حلوة ورائعةوأكتر من هيك

بس صحيح الأنسان لمن بيكون عايش بزريبة
وبيطلع وبيصير يحكي ماحد بيفهم عليه

وهيك بيصير بالمتنورين بالبيئات القمعية الرجعية التخلفية ،



شكرا لمتابعتك سوزان

[Marooshe]

فصل حياة - الجزء الثالث
العرب والعروبة




لم تهف هذه الأمة يوما والهيج أكتنفها منذ الخلافة الى قيام صهيون, والخيانة مزقت ردائها فكثرت الرقع وأتسعت فباتت أكثر تأثرا وتعرضا لحرارة الشمس وشدة الصقيع , ربما لأننا أهل العلم والكلام وموطىء الفقهاء والحكماء , فجعلنا للصواب ألف سبيل وسبيل فضاق المكان بها وأنقسم القوم فأصبح يحدوهم ألف شتان وشتان, وتعددت مآسي بأنجاز أوصالهم والقت عبئها على رقابهم ولم تكتف الى أن شاركهم صهيون.

وتنقسم سمات أبنائها فمنهم أهل نخوة وساعون الى عزة وكرامة كصقور جائعة في أرض دكناء ومنهم يسيل وجودهم شواذا كالأنهار ويلقون علينا مواعظا ويؤلفون شعارات وأما والله ان فتات الخبز أحجى اليهم من كل أقوالهم والحقارة تظهر حينما يقوم من لا يتجرأ على حمل بندقية بوجه عدو , أن يرشد الناس الى سبل لا يريد المرور بها ,ويوصد في وجوهم أبواب الحياة التي تطمع أليها نفسه, ويسد أخشامهم من مذاق العندم التي ضجر منها خشمه .


وها أنا في فصل وربيع عمر أتذوق الشواذ من تلك الفئة الثانية, وحينما أكون صادقا تشتد الشتائم حولي, وأقولها مجددا امام الأشهاد لو خيرت بين المقاومة وعيش الواقع لأخترت عيش الواقع خوفا على سلامتي وحرصي على البقاء لرعاية عترتي,وما أتمناه لنفسي أتمناه لغيري لذا أنا لا أتمنى المقاومة لأحد لكنني أرفض الكون طعنا بها وأقول ربي أنصرها..هذه شجاعتي وقدرتي على تفهم جوارحي ,وفي فصل هذه الحياة أراها رخيصة بجسم بعوضة, فبضعتنا يتقبلون من القريب المجازر ويرفضون من الغريب قتل نفسا واحدة, تذكرنا وبكينا مقتل بضعة الاف بأيد صهيونية لكننا نسينا مقتل مئات الألاف بأيد عربية,أنما أنا لم أنسى, لأن النظرة العادلة للأنسان مطبوعة في كياني وأمواجها تتمايل بعواطفي وتسكب حرارتها على ضميري, لأنها نتاج تفكير دنيوي وليس ماورائي...وهذا الورم السرطاني في أمتنا لن يزول لأنني أرى عقولا نعسانة يشتد نعاسها حين تنفخ الخطب الرنانة عطر الفتن والشتات.

[Marooshe]

فصل حياة - الجزء الرابع
شتان الأرواح


هجرت حافرتي وتراءى القوم مع وجودي ورحت برغبة من نفسي أترقب أثارهم ثم أرسمها بمخيلتي وأصنع قوانين يخطها العقل والأرادة, كان هنالك جميل الوجه وقبيحه, وطليق اللسان وقصيره, قوي الجسد وضعيفه. كان هنالك القادر على تعبير ما يختلج الاجواف,وصنع العدل لما يراه, والأنتقام لمن أذاه, وأذيه من رآه, وتملك من هواه,ووطىء من أشتهاه...وأيضا كان هنالك المنبوذ في دنيته, والهالك في أمره, والبعيد عن شهوته,والغريب عن قومه, والصغير في حاله.


لا أعلم عن الجاذبية التي دفعتني الى ضعفاء النفس والحال, ربما لأنها ولدت في شكل اعجزها عن تلبية شهوتها ورغبة نفسها فباتت فئة طاهرة يحلو الحديث معها ويأنس القلب لصراحتها...وللأسف يخجل الأعلون التقرب أليهم أو يآبونهم طمعا بزبرج الدنيا. ربما كانوا على حق, ولكنني أيضا على حق حين أقول أن الأعلون كربيض الغنم لا يرون في نعم الله الا النبات ولا يجيدون الا خضمها, وبمجرد تلك الأفكار الحقيرة كانوا يزيدون الأرض فسادا ومقتا..فأضرب مثلا لفتاة بشعة الوجه وحقيرة الجسد ,لم تجد سبيلا لدفء روحها ولخطف أنظار الناس الا عبر أهدائهم جسدها...فيا أخوتي ألم تلحظوا أن الاعلون في نفوسهم يخجلون من التحدث لأنسان هزيل ولكنهم لا يخجلوا من مضاجعة جسد كجسد الحيوان.


وها أنا في فصل حياة وربيع عمر أرى المبادىء معهم هدرا فالفتاة التي أشتهيتها, رؤية ربانية قالت هذا جسد أمك واختك ما لم تأخذه بشرعي,مؤمنا أن العفاف صلاة النفس والعبادة صلاة الرب, والرب أحوج الى صلاة نفسي, وما أن سرت بالأعتقاد حتى أجتاحها الغنم وراحوا يخضمون بها كحال ألف نحلة تمتص رحيق زهرة زابلة, حتى أحسست بظلمة عرضي وشرفي والبعد بيني وبينها كشتان الارض والقمر...وفي فصل هذه الحياة أرى عدالة النفس رخيصة فدنياي لا تعترف بتواضع الانسان والمتعاطف مع الضعفاء وتبقيه في تلك الأودية حيث لا طموح ولا تقدم..حيث النقاء والصفاء دائما يكون نسيا منسيا وشيئا مجهولا فلا يبقى منه الا الشتات والضياع...