![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#37 | |||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
لا تخلو أيُّ حياةٍ من الألمِ، وهو في الحقيقة مشاركةٌ، مُرسَلٌ من ذاتٍ إلى أخرى! شكرٌ وعرفان لأنّك مررتِ بأيّامي ولياليّ وشعرتِ بعاطفةٍ طيّبة تجاه من كان فيها! الجُمعة 10 حزيران 2005 أمستردام اضطرابي قبل السّفر له مذاقٌ متميّز! يلهبُ قلبي بنيرانِ المعرفة والتجربة المجهولة، فأبقى أحدّقُ بعينين لا تريان شيئاً ممـّا هو آت. كنتُ على موعدٍ هذا المساء مع رحلةٍ تمتدُّ بين روما والعاصمة الهولنديّة على متنِ طائرةٍ من أسطول KLM. بعدَ الغداء زارني أحدُ الأصدقاء ومضى يشكي لي ويبعثُ بهمومِه المطويّة ولواعج قلبِه الكسير في غربةٍ لا شيء يفكّ قيودها سوى الصّبر والاحتمال! حدّثني عن رغبته في زيارة أهلِه وبلدِه إلا أنَّ فقرَ الحال يمنعه عن هذا الحنين. في الرّابعة والنّصف عصراً غادرتُ المنزلَ وعبر الحافلة فمترو الأنفاق فالمحطّة الرئيسيّة تيرميني في روما فالقطار بلغتُ مطار ليوناردو دا فينتشي الدّوليّ. ومن هناك حملتنا ذاتُ الجناحين في الثّامنة لتحلّقَ في جوٍّ مليءٍ بالسّحبِ والآمال! بعدَ ساعةٍ برزتْ من الأرضِ جبالُ الألبِ بشموخِها وأنفتها، ترتدي ثلوجَ الوداع، وترتفعُ رؤوسُها إلى ما فوق الغيوم متوَّجةً بالأبيض وكأنّها ترفضُ استقبالَ الصّيفِ وتعلنُ عن أمدِ الشّتاء الطّويل. كم كانَ مشهداً يأسرُ الألبابَ والأبصار، وما كنتُ أحسبني أحيا لتلقى عينايَ جمالاً يسبحُ بين السُّحبِ ويُحدّثُ بمجدِ الخالقِ وآثارِ ريشته فوق الثّرى. وبعدَ قليلٍ واجهتنا الشّمسُ محمرّةً من شدّة النّعاس، تريد أن تشيح بوجهها لتضعَه على وسادة الغروب. كانت المرّة الأولى في حياتي أن أرى شمساً عندَ المساء! كم تحملُ لنا الحياةُ من أشياء وأشياء! بجانبي جلستْ امرأةٌ جميلةٌ يختلطُ حسنَها بين الشّرقِ والغرب، وطوال الرّحلة مكثنا صامتَين، يغيبُ كلٌّ منّا في أفكارِه وأحلام يقظته، ولا يرضى أن يكسرَ الصّمتَ أو يطأ عتبةَ الآخر بكلمةٍ أو حرفٍ صغير! كنتُ حينها أعبثُ بدفتري هذا وأخطّ فيه سطوراً، آنَ لها اليومَ أن ترى النّورَ، وأقلّب أوراقي وقصاصاتي، ومن بينها جواز سفري الذي يتربّع في وسطِه نسرٌ ذهبيٌّ يقول: "هنا سورية". ما أن لمحته تلك السيّدة حتّى ابتسمت والتفتت إليّ وقالت: أنتَ إذاً تتكلّمُ العربيّة! فقلتُ: نعم... أنا من سورية. وأنتِ؟ قالتْ: والدي حلبيٌّ سوريّ ووالدتي هولنديّة، وأنا متزوّجة من سعوديٍّ ولي منه طفلان. أخذنا الحديثُ فأكلَ بقيّة وقت الرّحلة وعلمتُ منها أنّها تقيمُ مع زوجها وطفليها في الإمارات لأنَّها اشترطتْ قبلَ الزواج أن تعمّدَ أولادها ووافقَ السعوديُّ محبّةً فيها، ولهذا، كما أخبرتني، صعبٌ عليهما أن يبقيا في المملكة. يا لهذه المفارقات... !!! قالتْ لي: إنَّ أخاها سوفَ يأتي لاصطحابِها إلى بلدةٍ قريبة من العاصمة حيث مسكنه، والوقتُ متأخّر، وإنْ أحببتُ مكثتُ عندَهم هذه الليلة، وفي الصّباح ذهبتُ إلى عملي وشؤوني! اعتذرتُ بأدبٍ وشكرتُها كثيراً وأخبرتُها بأنّي راحلٌ إلى بلدةٍ تبعدُ ثلاث ساعات عن أمستردام ومن المفضَّل أن أسافرَ على الفور. وبعدَ هبوطِ الطّائرة وقفتُ أنتظرُ حقيبتي بينما رحلتْ! ومن بعيد ومن خلف الزّجاج الفاصل بين قاعة الحقائب والتفتيش وبين قاعة المسافرين لمحتُها تلوّح بذراعَيها وفي كفّها بطاقةٌ صفراء. اقتربتُ منها فأعطتني تذكرةً للقطار الذي سيحملني إلى تلك البلدة وأخبرتني عن الموعد وكيفَ الوصول إلى المكان! تلك اللحظات أغلقتْ عليَّ الكلماتُ الأبوابَ وأوصدتْ فمي فتركتُ عينيَّ يشكرانها وهذه الطّيبة والسّخاء اللذين أغدقتهما عليّ دون منّةٍ أو حساب! من تحت الزّجاج وعبر الشقّ الصّغير أعطيتها الثّمنَ وعدتُ لأحملَ حقيبتي وأسافرُ من جديد إلى بلدةٍ لا أعرفُ شيئاً عنها ومنها إلا اسمَها ومحلّها! أتركُكم وفيروزي تشدو أنغامَ عاشقٍ أضناهُ الهوى فباحَ بما ليس يبوح: لو كانَ قلبي معي ما اخترتُ غيركمُ ولا رضيتُ سواكم في الهوى بدلا! لـكنّهُ راغـبٌ في مـن يُـعذّبهُ وليسَ يـقبلُ لا لـوماً ولا عذلا. يا مَنْ حوى وردَ الرّياضِ بِخدّهِ وحاكى قضيبَ الخيزرانِ بقَـدِّه دعْ عنكَ ذا السَّيف الذي جرَّدْتَهُ عيناكَ أَمضى من مَضاربِ حَدِّه كلُّ السّيوفِ قـواطعٌ إنْ جُرِّدَتْ وحُسامُ لـحظِكَ قاطعٌ في غِمدِه إِنْ شئتَ تقـتلُني فأنتَ مُـحكَّمٌ من ذا يُطالبُ سـيداً في عَبـدِه.
Mors ultima ratio
. www.tuesillevir.blogspot.com |
|||||
![]() |
![]() |
#38 | ||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() مساء الأحد 27 تموز 2008 (القاهرة)
النيلُ الإفريقيّ قرّرنا الخروجَ هذا المساء ونبذ اعتزالنا المنزليّ، فطرحَ صديقي مشروعَ العشاء على الطاولة وتلقّفته أيادينا وأعملنا فيه المشاورة بين أن نتعشّى هنا ونخرج أم نتاوله خلال الطّريق. رجّحت الأصوات عشاءَ الطّريق، فاستعجلنا الترتيب والتوضيبَ وهرعنا إلى الخارج كطيرٍ أقامَ في قفصٍ أعواماً طوال وبصر البابَ مفتوحاً! بالقربِ من حيّنا الغمراويّ دخلنا مطعم "كوك دور" الذي اشتهرَ في مصر بوجباته السّريعة، وطلبنا صندويتشاً، وكانت حصّتي واحدة محشيّة بصدرِ دجاجٍ مشويّ. حملنا هذا الغداء وبلغنا به كورنيش النّيل حيث اقتربَ منّا أصحابُ المراكب يعرضونها علينا. بعدَ أخذٍ وردٍّ اتّفقنا مع واحدٍ منهم على استئجار مركبه بمئة جنيهٍ لمدّة ساعتين، وهي المدّة المسموح بها لبقاءِ مراكبِ الأجرة في النّيل بشكلٍ متواصل بحسب القوانين السّائدة. لم أشهدْ نهراً عريضاً مخيفاً كما شهدتُه ذاك المساء. كان عريضاً كتنّين فغر فاه لابتلاع الفرسان الذين يسعون إلى امتطاء أذيالِه الطّويلة السوداء الدّاكنة بغير قرار. كان نهراً عميقاً يبعثُ الرّهبةَ في نفوس ركّابه، كغورٍ لا يشبع من ابتلاع الأشياء! هكذا كان نيل مصر العظيم... بدأ المركبُ الطّويلُ يشقُّ العبابَ الخجول لقلّة الرّياح، وأصوات السّامرين فوق الكوبري والأضواء المنبعثة من المراكب أضفتْ على مشهدنا جواً مصرياً بلدياً مليئاً بالرَّوح والرّاحةِ والرّيحان. ريّسُ مطيّتنا رفعَ صوت المسجّل فارتفعَ الصّخبُ ينادي بالأغاني البلديّة وسمعتُ مطرباً لا يُطربُ يقول: "عَمّال تِغلَط في النّاس ليه، خُدلَك كرسيّ واقعد عليه". ولذلك حملتُ وسادة ورميتها عند مقدّم المركب الحديديّ وجلستُ مع البقيّة أتأمّل في كلّ شيءٍ: السّماء والنّيل الدّاكن والأبنية الشّاهقة المضاءة والمراكب الصّاخبة المارّة بالقرب منّا وأحاديث الأصدقاء... نسيتُ في غمرة ذاك الجمال نفسي ومتاعبي ومشاغلي وتمنّيتُ البقاء في ذاك المكان بلا انتهاء! ارتفعت الفنادق الضّخمة تضيء عتمة الأمواج الهادئة، وتحدّث عن السّياحة في العاصمة المصريّة وكثرتها، فهذا هو الهيلتون وذاك الشيراتون فالفصول الأربعة الذي فاجأني بوجوده في هذا المكان، إذ يُعتبر من النّزل القليلة في العالم بنجومه السّبعة التي تزيّن صدره. وعلى بعدٍ منّا برز برجان مرتفعان متّصلان أخبرني صديقي أنّهما يعودان إلى ملكيّة نجيب ساويريوس أغنى أغنياء مصر. كنّا نجتاز الكباري الإسمنتيّة الضّخمة الرابطة بين القاهرة المنفصلة على يدِ الجزّار الإفريقيّ الغارس مديته في قلب ضحيّته المسكونة. انتهت السّاعتان على عجلٍ كأنّهما برقٌ لمع وخفتَ وبقي نورُ شرارتِه منعكساً في عيون النّاظرين. وآلمني أن نعودَ بهذه السّرعة. نزلنا جميعُنا وكنتُ آخر الرّاحلين، نفحتُ الكابتن (الريّس) ما تبقّى من "الفكّة" وتلك السيجارة الوحيدة التي صمدتْ في علبتي حتّى المساءْ. في المنزلِ جلستُ أمام رفيقَ دربي الإلكتروني لأخطَّ هذه السّطور وأحدّث عن النيلِ واهب الحياة والجمال والاستمرار. هذه هي مصر هبة النيل كما وصفها نابليون. عند الواحدة توقّفتُ عن الكتابة وجلستُ أمام التلفاز أرقبُ لميسَ وهي تسمعُ قصّة تيم عبّاس كما هو على حقيقته ![]() |
||||
![]() |
![]() |
#39 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
![]() عاجل من وزارة السياحة
ضرورى الك مرتب عنا لترويجك للسياحة المصرية عاجل من شركة موبينيل استولينا على مرتبك من وزارة السياحة لانك فتحت عيون الفقراء الحاقدة على ثروات ولىّ النعم سويرس عاجل منى انا قلى كيف بيستولى شخص طيب على كل هذه الروعة ؟ ![]()
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ لتكتمل النشوة الصاعدة |
![]() |
![]() |
#40 | |||||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
لم أفهم المرمى فهلا أعدتِ القول بغير شكلٍ وسبك؟! وأخبريني قبل أن تعرّجي على صياغة تلك الجملة ما الذي دفعك إلى تلك المفاجأة أمام ذاك الحيّ الصّغير في غمرة؟! ![]() تحيّتي ![]() |
|||||||
![]() |
![]() |
#41 | ||||
عضو
-- قبضاي --
|
![]() في هذا الزمن الذي أخصصه لأقرأ ماتكتبه هنا أصيغه بصيغة تشوق وتطلع وسعي للمكان والزمان الذي تبدع فيهما ...
هناك صلة محسوسة لتتفرد في لحظة وجد بكل اندفاعات الروح لتؤطر اللحظة الزمكانية لنستحضر معك الرائحة كما الصوت .. من خلال مفرادتك .. قرصان .. أكيد قرصان اتابعك . |
||||
![]() |
![]() |
#42 | ||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() شكرا على الرحلات الجميلة
بالفعل كلماتك وطريقة سردك جعلتني اشعر بنفسي اجلس بجانبك واسير معك حتى أنني أعطيت الريس من علبة سجائري أيضا أغبط قدرتك في الكتابة وأتمنى لك التوفيق يا صديقي
اذا لم نعش جميعا متآخين كشعب واحد ....
فان كل واحد منا سيموت وحيدا بجيب الريح تتلعب معك www.3tbatt.blogspot.com |
||||
![]() |
![]() |
#43 | |||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
قطعتك الفنية أعلاه دلالة على حسّ قارئٍ مرهف وعلى صفحةٍ من فكرٍ سليم. محبّتي ![]() |
|||||
![]() |
![]() |
#44 | |||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
شكراً لتشجيعك يا صديقي وأتمنى لك بالمقابل كلَّ توفيق وسلام ![]() |
|||||
![]() |
![]() |
#45 | ||||
مسجّل
-- اخ طازة --
|
![]() عزومه مع البدو فى سيناء:
أكلوهم لحم شهى ياريتهم ماأكلوه سألنا قالو لحم جمل ف الدهن حمروه قلب بطونهم والكل ع الخلا جري ياهوه إللى لقا الخلا يابخته والباقى مالحقوه وبعد الصلا كل من صلا معاهم إتهموه حتى الريح ف الصلا ماقدرو يحبسوه تحياتي msabri |
||||
![]() |
![]() |
#46 | |||||||
عضو
-- قبضاي --
|
![]() اقتباس:
فنشعر نفس الفرحة ونحن على المركب ونفس الجمال ونحن ننظر للسماء وأمامنا صفحة النتيل العريض ونحن نسكن أحضانه تشعرنا بفس الألم عند إنتهاء الوقت وحان موعد الرحيل ونفس الأمنيه بأن نعيش تلك السعاده بلا إنتهاء وأن تتوقف كل الساعات عن العمل أسلوبك الرائع جدا أخذنى معك فى رحلتك وأعادنى الى رحلتى مع أصدقائى ليس نفس المكان لكن النيل فى بلدى أعرض وحضنه أرحب وجملا جدا حقا نتابع بخشوع لنستمتع أكثر أختك الربيع ![]()
عش ألقا وأبتكر قصيدة وأمض
زد سعة الأرض (أدونيس) |
|||||||
![]() |
![]() |
#47 | ||||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
![]() اقتباس:
إن التقت الذكرياتُ ففي هذا ملقى القلوب! وإن طافت بنا كلمةٌ وحملتنا معها إلى أيّامٍ مرّت في كتابِ الحياة، فهذا لأنّها وقعتْ على أسماعِنا وأذهاننا مثلما تقعُ الفراشةُ فوق الزّهور... ولا بُدَّ حينها من أن نرشفَ الرّحيق! صرتِ اليومَ عندي ربيعَ مصرَ وجمالَها ![]() |
||||||
![]() |
![]() |
#48 | ||||
مسجّل
-- اخ طازة --
|
![]() الإنسان مخترع عظيم يخترع الأشياء ويعمل لها خط إنتاج فمثلا صناعة الكؤوس يصنعها الإنسان منها الطويل ومنها القصير ويصنعها ملونة الأحمر والأبيض والأصفر والأسود وللأكواب عمرها الإفتراضى تكسر ويعاد تصنيعها بأشكال و ألوان أخرى - والإنسان المخترع يطلب لإختراعه براءة الإختراع فلا يتطاول عليه أحد وينسب لنفسه أحقية الإختراع وقد يطلق المخترع على الإختراع إسمه كحق من حقوقه والناس تؤمن بذلك بل وتؤمنه .
وأعظم المخترعين على الإطلاق هو الله إخترع الإنسان فجعل له خط إنتاج فى قرار مكين وجعل منه الطويل والقصير ولون بشرته فمنه الأحمر والأبيض والأصفر والأسود كذلك جعل له عمر إفتراضى فيموت ويعاد إلى التراب ثم يعاد التصنيع لأشكال وألوان أخرى وبعض البشر ماقدوا الله حق قدره فنسبوا هذا الإختراع العظيم لغيره من الإختراعات الأخرى كالشمس والنجوم والبشر ليتهم يتفكروا ويعطوا كل ذى حق حقه تبارك الله أحسن الخالقين . مع تحيات MSABRI |
||||
![]() |
![]() |
#49 | |||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
![]() |
|||||
![]() |
![]() |
#50 | ||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() السّبت 23 تمّوز 2005 (جويوزا ماريا- صقلّيّة)
الخطيئة! كنتُ هذا الصّباح عبداً من عبيدِ الخطيئة، من فصيلة الزّناة! كنتُ كتلك العروس التي استبدلتْ عروسَها الأمين بزناة الليلِ الفاسقين، متوهّمةً أنّها تحصل على حياةِ زيتٍ وخبزٍ وخمر! لو ما كنتم تعرفون لما كانتْ عليكم خطيئة، لكنّكم تعرفون فخطيئتكم ثابتة. وهكذا مضت هذه الكلمات تطلقُ في فكري سهامها من كنانةٍ فيها من أصنافِ السّهام ما لا يُحصى ويُعدّ.كنتُ أعلمُ أينَ الحقيقة وفي أيّ دربٍ تكون، لكنّي مضيتُ مصراً في دربِ الخيانةِ دون كللٍ أو ملل. ماذا أقولُ بعدُ وبأيّ لسانٍ أمدحُك يا ربَّ الأكوانِ وعروسَ البشرِ الأبديّ. صرتُ مثل شعبِ إسرائيلَ الزّاني الباحثِ عن الحقيقة خارجاً عنكَ، السّاعي في أثرِ حروفِ الموتِ، بينما يغفل عن رؤيتك أنت الحقيقة في ذاتها. لا يسعُ المكانَ حزني ولا ينفعُ فيه أسفي، فليتمزّق إذاً قلبي الصّغير هذا المملوء من أوهام العالم المنجذب إلى الأباطيل، وليذهب إلى الجحيم. أعدني إليكَ يا ختنَ الأزلِ والأبدِ، أدخلني خدرَك الدّافئ، وأعنّي كي لا أدنّسه من جديد. اطبع في قلبي ختمَ حبّك ختماً أبدياً لا يُمحى، واجعل من العابرين المُبصرين يعرفونَك فيَّ، ويعرفون أنّني لك وحدَك دون شريك. انحت في صخرِ فكري اسمَك، ونمّي في تربةِ قلبي بذورَك، واستأصل منها زؤان الخطايا التي استعبدتني. ساعدني على التأمّل في كلمتِك، لأنّها الوحيدة القادرة بسلطانٍ على تغييرِ القلوب. هي ذي أمثالُك ورموزُك تكلّمني بلغةٍ يعرفها الحاذقون، هو ذا صليبُك مزروعاً أمام ناظريَّ يقصُّ عليَّ رواية خلاصٍ معدٍّ منذ أقدم الأزمان، ها أنتَ تبسطُ على دفّتيه جناحيك محلّقاً في عالم الأموات باعثاً الإنسانَ من أرضِ الرّقاد. ها أنتَ تحملُه كسيفٍ بتّارٍ ذي نصلٍ لا يخيب، تقطعُ به رأسَ الموتِ وتهدُّ مدامك مملكته وتجعلُ منها غباراً تذرّه رياحُ البعثِ والغَلَبة. قدني يا ربُّ إلى حدائقك، وعلّمني أن أحطّ على أزهارها مثلَ فراشةٍ مستنيرةٍ، لا مثل تلك الكسولة التي أفاقتْ بعدَ الغروب فضلّتِ الطّريقَ وحلَّ الظلامُ وبحثتْ عبثاً عن حدائقِ الحقِّ ولم تجد غير أنوار الأباطيل، فدارت حولَها وبقيتْ تدورُ حتى سقطتْ صريعةَ الوهمِ عندَ الصّباح. بل قدني بنفسِك وضعني براحتيك على زهرِ ملكوتِك لأرشفَ منه بقربِك رحيقاً حلواً عذباً لا يفنى ولا يزول. فأمّا شركائي الذين خنتُ فهبهم قلوباً حليمة تسعفني في لحظاتِ ضعفي بغفرانٍ يعزّز من رجائي ويُبعد عني أشباحَ اليأسِ؛ وأفض عليهم مزيداً من الحبِّ ليملأوا فراغَ ما أنقصتُه بخيانتي، ودلّهم إلى بابِ الرّحمةِ بين أبوابِ الفضائل، واجعل منّي ومنهم شجرةً تسكنُها الوحدة والأمانة ولا تثمر إلا الخير والصّلاح. |
||||
![]() |
![]() |
#51 | ||||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() تسمح لي يا سيدي اكون منديل صغير تضعني في أي زاوية من حقيبتك لأكون معك في اسفارك...
![]() ![]()
لستُ بجسدٍ تسكنه روح.
بل ثلاثة أرواحٍ و عقولٍ و قلوب جزئها المرئيُّ الصغيرُ جسدْ. http://evandarraji.blogspot.com/ |
||||||
![]() |
![]() |
#52 | |||||||
عضو
-- قبضاي --
|
![]() اقتباس:
كم كان صباحي يفتقد شيئًا كهذا لست أقول يفتقد كلماتٍ كتلك التي سَرت موضعَ المزج ِفي الفم فتعالي وقع الكلمة يكسبها ما يقلب البصيرة ولا يأسر البصر كم اغتنيتُ ... ![]()
أنا لست ابنة للمجتمع ولا هو أبي أنا غريبة ..
|
|||||||
![]() |
![]() |
#53 | |||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() اقتباس:
![]() |
|||||
![]() |
![]() |
#54 | ||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() كما اغتنيتِ اغتنيتُ بندى حروفِك ذاك الصّباح... ولطالما يسرّني وقعُها في كلّ مكان! عودي فعودتك لا حدَّ لأنوارها حينَ يشتدُّ ليلُ هذا القفر! وردٌ وبسمات.
|
||||
![]() |
![]() ![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|