![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 |
مشرف متقاعد
|
![]() قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
"إن لله في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها ولا تعرضوا عنها". علم الأخلاق إن علم الأخلاق الذي هو فرع الحكمة العملية ينظر إلى البعد الآخر في وجود الإنسان، ويلفته إلى قضية المصير في أبهى صورة قرآنية بقوله عزّ من قائل : {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسّاها}(الشمس/7) والنفس هي الهوية الحقيقية للإنسان الآدمي، ومحتواها الحقيقي هو الذي يحدد وجهة الإنسان نحو السعادة والكمال ويبيّن مصيره المستقبلي قي الشقاء والخيبة أم الفلاح والنعمة. فهذه النفس في نظر أهل السير والسلوك، يمكن أن تتكامل من خلال برنامج التزكية والرياضة فترتفع إلى أعلى عليين وتصبح مظهر "أحسن تقويم"، ويمكن أن تتسافل فتنحط إلى " أسفل سافلين " بعد الإهمال والتضييع من خلال دسها تحت تراب العالم المادي الذي نعيش فيه، سواء في رابطة الحرام والغفلة أم في الإنشغال و العلقة. وما دام الإنسان المادي يقصر النظر على عالم الطبيعة والتعلقات المادية أو يغلب النظر إليها ، فإن نفسه تكون مصداق قوله تعالى: ( قد خاب من دساها ) فالنفس الإنسانية قابلة للتغيير ، مهما علتها طبقات الذنوب أسدلت عليها حجب التربية الفاسدة، وبدون هذا النظر فإن علم الأخلاق وسماع الموعظة والإختلاف إلى مجالس العلماء لا يعد له أية أهمية ويصبح هباءً منثوراً. فقد تبين أن موضوع الأخلاق هو نفس الإنسان التي تتقبل التغيير وترفض الثبات والجمود. إنّ أول خطوة ينبغي أن يخطوها السالك بعد إدراكه لحقيقة وجوده المرتبط بالوجود المجرد عن المادة ، هي فهم قابلية التغيير ، وإدراك حقيقة دعوة الأنبياء التي ختمت بقوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) وإتباعها إنطلاقاً من تعاليم الأولياء العظام والأئمة الأطهار سلام الله عليهم، التي تمكنه من إعتلاق عوالم الغيب والوصول إلى مجاورة الملكوتيين واللحاق بركب الكمّل من الصالحين الذين وصلوا إلى سعادة "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". وهذه الغاية العظيمة، التي يحددها علم السير والسلوك إلى الله، لا بد من الإحاطة بها وفهمها فهماً تاماً، لأن لهذا الأمر مدخلية عظيمة في تحقق السفر وخروج النفس من سجن الطبيعة أو سجن النفس والأنانية. ولذلك لا بد من الإشارة إلى النقاط التالية: أولاً : إن موضوع الغاية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالرؤية الكونية الشاملة ( والعقيدة الصحيحة ) للوجود. وبدون فهم أصل العقيدة الذي هو التوحيد يبقى الأمر الأول متعذراً. ثانياً : إن غاية الله من خلقنا هي غير الغاية التي خلقنا لأجل الوصول إليها. فالله عزّ وجلّ غني مطلق لا يعقل أن يكون فعله لفائدة أو مصلحة تعود إليه. بينما نحن خلقنا على ضوء حكمة الله في الفعل والخلق للوصول إلى كمالنا الذاتي وسعادتنا الحقيقية. ثالثا: إن التهاون في تحديد الغاية والغفلة عن الإحاطة بأبعادها من شأنه أن يضر السالك ويوقعه في مآزق هي أصعب وأشد عليه مما هرب منه عند البدء في السير والسلوك. فغاية دعوة الأنبياء عليهم السلام هي إيصال الإنسان إلى كماله الحقيقي. ولأجل أن يتمكن الإنسان من بلوغ غاية الحق والوصول إلى السعادة الحقيقية يطرح علم الأخلاق برنامجاً سلوكياً، عنوانه الأول الرياضة القلبية من خلال سلسلة الأعمال والعبادات الشريفة، لأن هذه النفس قد تربت في أحضان الطبيعة ورضعت من حليبها فاستأنست بمشتهياتها حتى صار النهوض صعباً والسير مستحيلاً وتحقق اليقظة معجزة.
الاطرميز واحد ...بس الزيتون كتير و متنوع
|
|
|