أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 12/05/2004   #1
شب و شيخ الشباب Fares
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Fares
Fares is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
1,346

إرسال خطاب MSN إلى Fares
افتراضي إنجيل برنابا (7)


ثانياً- أسطورة الشبه ورفع المسيح عيسى، ابن مريم

يعلّم الانجيل والقرآن أن المسيح، عيسى، ابن مريم، في آخرته على الأرض رُفع حيّاً إلى السماء "رفعه الله إليه" (النساء 157، آل عمران 55).

ولكن يظهر أن بين القرآن والإنجيل اختلافاً في كيفية آخرة المسيح على الأرض. يقول الإنجيل: إن السيد المسيح، عيسى، ابن مريم استشهد، فقتل وصُلِبَ ومات، وقام من الموت، وارتفع حيّاً إلى السماء. وظاهر سورة النساء يقول: "وما قتلوه ، وما صلبوه ولكن شُبّه لهم.. وما قتلوه يقيناً، بل رفعه الله إليه" (156 – 157).
وقد درس الأستاذ الحداد الموضوع في كتابه (الإنجيل في القرآن: 326) وأبان مطولاً التعارض الظاهر بين سورة النساء وسورة مريم وآل عمران والمائدة عن كيفية آخرة المسيح، وأبان أيضاً أنه تعارض ظاهري لأن سورة النساء وإن كان ظاهرها ينفي القتل والصلب، فإن باطنها وحقيقتها لا ينفيان ذلك، لأن القرآن فيها يرمي إلى دحض تبجح اليهود بقتل المسيح عيسى، ابن مريم، وخلاصهم منه نهائياً. فيرد عليهم "وما قتلوه يقيناً، بل رفعه الله إليه" أي أنهم لم يقضوا عليه قضاء مبرماً، بل هو حي عند الله، فكأنه لم يقتل ولم يصلب، إذ هو حي عند الله: "إذ قال الله: يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ" (آل عمران 55). وعلى ذلك تنسجم سورة النساء في باطنها مع القرآن كله، ويأتلف الإنجيل والقرآن في تعليمهما عن آخرة المسيح عيسى، ابن مريم.
ولكن القوم خلقوا من قوله "شبّه لهم" – لاحظ أنه يقول: "لهم" لا "له" – أسطورة الشبه الذي ألقاهُ الله على غير عيسى فقتل هذا المسكين بدلاً عن السيد المسيح. وجاء إنجيل برنابا المنحول فجعل من أسطورة الشبه التعليم الصحيح عن آخرة المسيح.
لمَّا احتجب المسيح، عيسى ابن مريم عن قضاته "ذهب رئيس الكهنة إلى هيرودس وإلى الوالي الروماني متهماً يسوع بأنه رغب في أن يجعل نفسه ملكاً على إسرائيل. وكان عندهم على هذا شهود زور" (210: 12). وتواطأ رئيس الكهنة وهيرودس والوالي الروماني على إهلاك يسوع (210: 29).
"ولمَّا جاء يوم أكل الحمل (الفصحي) أرسل نيقودموس الحمل سراً إلى البستان ليسوع وتلاميذه، مخبراً بكل ما أمر به هيرودس والوالي ورئيس الكهنة" (213: 1). وبعد العشاء الأخير "خرج يسوع من البيت، ومال إلى البستان ليصلي" (214: 1). "ولمَّا دنا الجنود مع يهوذا من المحل الذي كان فيه يسوع، سمع يسوع دنو جم غفير. فلذلك انسحب إلى البيت خائفاً. وكان الأحد عشر نياماً. فلما رأى الله الخطر على عبيده، أمر جبريل وميخائيل ورفائيل وأوريل، سفراءَه، أن يأخذوا يسوع من العالم. فجاء الملائكة وأخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب (أي لاتجاه مكة). فحملوه ووضعوه في السماء الثالثة، في صحبة الملائكة التي تسبح الله إلى الأبد". (215: 1 – 5).
"ودخل يهوذا بعنف إلى الغرفة التي أصعد منها يسوع. وكان التلاميذ كلهم نياماً. فأتى الله العجيب بأمر عجيب: فتغيّر يهوذا في النطق وفي الوجه، فصار شبيهاً بيسوع. حتى إننا اعتقدنا أنه يسوع. أما هو فبعد أن أيقظنا أخذ يفتش لينظر أين كان المعلم. لذلك تعجبنا وأجبنا: أنت يا سيد هو معلمنا‍ أنسيتنا الآن؟ أما هو فقال مبتسماً: هل أنتم أغبياء حتى لا تعرفون يهوذا الاسخريوطي؟ وبينما كان يقول هذا، دخل الجنود وألقوا أيديهم على يهوذا، لأنه كان شبيهاً بيسوع من كل وجه. أما نحن فلما سمعنا قول يهوذا، ورأينا جمهور الجنود، هربنا كالمجانين" (216: 1 – 10).
فأُخِذَ يهوذا وحوكم بدلاً عن يسوع.
"فالذين ثبتوا راسخين في تعليم يسوع حاق بهم الحزن، إذ رأوا مَن يموت شبيهاً بيسوع كل الشبه، حتى أنهم لم يذكروا ما قاله يسوع" (217: 84).
"أما التلاميذ الذين لم يخافوا الله، فذهبوا ليلاً وسرقوا جسد يهوذا، وأشاعوا أن يسوع قام" (218:3).
"وبلغ الخبر الناصرة كيف أن يسوع، أحد أهالي مدينتهم، قام بعد أن مات على الصليب، فضرع الذي يكتب (أي برنابا) إلى أم يسوع أن ترضى فتكف عن البكاء، لأن ابنها قام. فلما سمعت العذراء مريم هذا قالت باكية: لنذهب إلى أورشليم ننشد ابني، فإني إذا رأيته متّ قريرة العين" (218: 7 – 9).
"وصعد الملائكة الذين كانوا حرَّاساً على مريم إلى السماء الثالثة حيث كان يسوع في صحبة الملائكة وقصوا عليه كل شيء. لذلك ضرع يسوع إلى الله أَن يأذن له بأن يرى يرى أمه وتلاميذه. فأمر حينئذٍ الرحمان ملائكته الأربعة المقربين – وهم جبريل وميخائيل وروفائيل وأوريل – أن يحملوا يسوع إلى بيت أُمه. فجاء يسوع محفوفاً بالسناء إلى الغرفة التي أقامت فيها مريم (والرسل).. فخروا من الهلع كأنهم أموات. فأنهض يسوع أمه والآخرين عن الأرض قائلاً: لا تخافوا، إني أنا يسوع لا تبكوا، فإني حي، لا ميت " (219: 5 – 13). ثم أجاب يسوع معانقاً أمه. صدقيني يا أماه، لأني أقول لكِ: بالحق إني لم أمت قط‍ لأن الله قد حفظني إلى قرب انقضاء العالم. ولما قال هذا رغب إلى الملائكة أن يظهروا ويشهدوا كيف كان الأمر.. ثم قص الملائكة الأربعة على العذراء كيف أن الله أرسل إلى يسوع وغيّر (صورة) يهوذا ليكابد العذاب الذي باع له آخر" (220: 10 – 11).
"والتفت يسوع إلى الذي يكتب، وقال: يا برنابا عليك أن تكتب إنجيلي حتماً، وما حدث في شأني مدة وجودي في العالم. واكتب أيضاً ما حلَّ بيهوذا ليزول انخداع المؤمنين، ويصدّق كل أحد الحق (221: 1).
وهذه أيضاً شهادة زور مزدوجة. لا يشهد أثر من آثار المسيحية على الإطلاق أن برنابا كان من تلاميذ المسيح، عيسى، ابن مريم، في حياته على الأرض. بل اهتدى هو وبولس إلى الدين المسيحي بعد رفع يسوع إلى السماء. فليس هو إذن من شهود العيان كما يدَّعي إنجيل برنابا المنحول زوراً وبهتاناً. وبالتالي ليس لشهادته قيمة من هذه الناحية.
والمسيحيون أجمعون قبل الإسلام لم يقل أحد منهم بمقالة الشبه التي يزوّرها عليهم إنجيل برنابا المنحول. وهو يكتب "ما حلّ بيهوذا ليزول انخداع المؤمنين" (221: 1). فإنجيله موضوع حتماً بعد الإسلام، وبعد أن شاعت أسطورة الشبه.
وهو يسند أسطولارة الشبه إلى يهوذا الاسخريوطي. وهي بعد القرآن مقالة من مقالات. قال الرازي، المفسر الكبير، في تفسير آية النساء: "اختلفت مذاهب العلماء في هذا الموضوع، وذكروا طرقاً: (الأول) قال كثير من المتكلمين أن اليهود بما قصدوا قتله، رفعه الله تعالى إلى السماء، فخاف رؤساء اليهود من وقوع الفتنة من عوامهم فأخذوا إنساناً على إنسان آخر، ثم فيه وجوه: 1) دخل طيطاوس اليهودي بيتاً كان المسيح فيه فلم يجده، وألقى الله عليه شبهه، فلما خرج ظُنَّ أنه عيسى فأُخذ وصُلب. 2) وكلوا بعيسى رجلاً يحرسه، فرُفع عيسى إلى السماء، وألقى الله شبهه على ذلك القريب فقتلوه، وهو يقول: لست بعيسى‍ 3) تطوَّع أحد أصحابه فألقى الله شبه عيسى عليه فأُخرج وقُتل، ورُفع عيسى. 4) نافق أحد تابعيه (يهوذا؟) ودلهم على عيسى ليقتلوه. فلما دخل مع اليهود لأخذه، أَلقى الله تعالى شبهه عليه فقتل وصلب. – وهذه الوجوه متعارضة متدافعة، والله أَعلم بحقائق الأمور".
- وهذه الوجوه المتعارضة المتدافعة في التفسير الإسلامي ذاته تجعل مقالة (إنجيل برنابا المنحول) المقتول بدل المسيح، يهوذا الاسخريوطي، شهادة زور، ومقالة من المقالات المتعارضة المتدافعة.
ثم ينقض الرازي، المفسر الكبير، في تفسير آل عمان أسطورة الشبه نقضا مبرماً: "فكيفما كان، ففي إلقاء شبهه على الغير إشكالات:
(الإشكال الأول) إنه إن جاز أن يقال أن الله تعالى يلقي شبه إنسان على إنسان آخر، فهذا يفتح باب السفسطة. وأيضاً يفضي إلى القدح في التواتر: ففتح هذا الباب أوله سفسطة، وآخره إبطال النبوآت بالكلية.
(والإشكال الثاني) إن الله أَيده بروح القدس جبريل: فهل عجز هنا عن تأييده؟‍ وهو كان قادراً على إحياء الموتى: فهل عجز عن حماية نفسه؟
(والإشكال الثالث) إنه تعالى كان قادراً على تخليصه برفعه إلى السماء: فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره؟ وهل فيه إلاّ إلقاء مسكين في القتل عن غير فائدة إليه؟
(والإشكال الرابع) بإلقاء الشبه على غيره اعتقدوا (اليهود) أن هذا الغير هو عيسى – مع أنه ما كان عيسى – فهذا كان إلقاءً لهم في الجهل والتلبيس، وهذا لا يليق بحكمة الله.
(والإشكال الخامس) إن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح، وغلوّهم في أَمره، أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً: فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر. والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد وعيسى وسائر الأنبياء.
(والإشكال السادس) ألا يقدر المشبوه به أن يدافع عن نفسه أنه ليس بعيسى. والمتواتر أنه فعل. ولو ذُكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى. فلما لم يوجد شيء من ذلك، علمنا أن الأمر ليس على ما ذكرتم..
وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها، أمور تتطرّق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه".
-بناءً عليه فإن قصة الشبه أسطورة يجب إهمالها والإقلاع عنها نهائياً. وبما أن إنجيل برنابا المنحول يجعل منها التاريخ الصحيح لآخرة المسيح. فهو شهادة زور على القرآن والإنجيل، وعلى عقيدة المسيحيين والمسلمين.
وبنوع عام أيضاً فهناك خلاف بين مفسري القرآن: أُقتل أحد بدل المسيح أم لم يقتل؟ – قال البيضاوي. "ولكن وقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول، أو وقع لهم التشبيه في الأمر على قول مَن قال (لم يقتل أَحد) بل أَرجف بقتله فشاع بين الناس". بناءً عليه لا يصح التأكيد بأن أحداً قُتل بدل المسيح – وتاريخ برنابا المنحول خرافة تتحدّى اليهود والنصارى والمسلمين. يا قوم، أَلا رحمة بعقولكم وعقولنا..
 
قديم 06/08/2005   #2
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


نكوشة مفيدة

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 11:21 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.05202 seconds with 13 queries