أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 15/04/2005   #1
sasoki
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ sasoki
sasoki is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
الارض
مشاركات:
180

افتراضي تحريف القرآن2


الشيعة والقرآن

الشيعة والقرآن
من أهم الخلافات التي تقع بين السنة والشيعة هو اعتقاد أهل السنة بأن القرآن المجيد الذي أنزله الله على نبينا صلى الله عليه وسلم هو الكتاب الأخير المنزل من عند الله إلى الناس كافة وأنه لم يتغير ولم يتبدل وليس هذا فحسب بل إنه لن يتغير ولن يتحرف إلى أن تقوم الساعة ، وهو الموجود بين دفتي المصاحف لأن الله ضمن حفظه وصيانته من أي تغيير وتحريف وحذف وزيادة على خلاف الكتب المنزلة القديمة ، السالفة ، من صحف إبراهيم وموسى ، وزبور وإنجيل وغيرها ، فإنها لم تستلم من الزيادة والنقصان بعد وفاة الرسل ، ولكن القرآن أنزله سبحانه وتعالى وقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وقال : ( إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ) وقال : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ).
وإن عدم الإيمان بحفظ القرآن وصيانته يجر إلى إنكار القرآن وتعطيل الشريعة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه حينذاك يحتمل في كل آية من آيات الكتاب الحكيم أنه وقع فيها تبديل وتحريف ، وحين تقع الاحتمالات تبطل الاعتقادات والإيمانيات ، لأن الإيمان لا يكون إلا باليقينيات وأما بالظنيات والمحتملات فلا.
وأما الشيعة فانهم لا يعتقدون بهذا القرآن الكريم الموجود بأيدي الناس ، والمحفوظ من قبل الله العظيم ، مخالفين أهل السنة ، ومنكرين لجميع النصوص الصحيحة الواردة في القرآن والسنة ، ومعارضين كل ما يدل عليه العقل والمشاهدة ، مكابرين للحق وتاركين للصواب .
فهذا هو الاختلاف الحقيقي الأساسي بين أهل السنة والشيعة ، بين المسلمين والشيعة لأنه لا يكون الإنسان مسلما إلا باعتقاده أن القرآن هو الذي بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة بأمر من الله عز وجل ، وإنكار القرآن ليس إلا تكذيبا بالرسول.
ها هي النصوص التي تدل على عقيدة الشيعة بالقرآن ، فيروي المحدث الشيعي الكبير الكليني الذي هو بمنزلة الإمام البخاري عند المسلمين في " الكافي في الأصول " : عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية".
والمعروف أن آيات القرآن لا تتجاوز ستة آلاف آية إلا قليلا ، وقد ذكر المفسر الشيعي أبو علي الطبرسي في تفسيره تحت آية من سورة الدهر " جميع آيات القرآن ستة آلاف آية وست وثلاثون آية ".
ومعنى هذا أن الشيعة فقد عندهم ثلثا القرآن ، وتنص على هذا رواية الكافي أيضا " عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت : جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ، أههنا أحد يسمع كلامي ؟ قال : فرفع أبو عبدالله سترا بينه وبين بيت آخر ، فاطلع فيه ثم قال : سل عما بدا لك ، قال : قلت إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله علّم عليا بابا يفتح منه ألف باب ؟ قال فقال : علّم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا ألف باب يفتح من كل باب ألف بالب، قال قلت : هذا والله العلم ، قال : فنكث ساعة في الأرض ثم قا ل: إنه لعلم وما هو بذاك ، قال : يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة ، وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإملائه من فلق فيه ، وخط عليّ بيمينه ، فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش ، وضرب بيده إلى فقال لي : تأذن يا أبا محمد ؟ قال قلت : جعلت فداك إنما أنا لك فأصنع ما شئت ، قال : فغمرني بيده وقال : حتى أرش هذا ، كأنه مغضب ، قال قلت : هذا والله العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك ، ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا الجفر ، وما يدريهم ما الجفر ؟ قال قلت : وما الجفر؟ قا لوعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قال قلت : إن هذا هو العلم ، قال إنه لعلم وليس بذاك ، ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليهما السلام وما يدريهما ما مصحف فاطمة ؟ قال قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد " إلخ .
فبصرف النظر عما فيها من السخافات والخرافات والأباطيل التي تبتني عليها عقائد الشيعة صرح في هذه الرواية أن ثلاثة ارباع القرآن قد حذف واسقط من المصحف الموجود ، المعتمد عليه عند المسلمين قاطبة سوى الشيعة . فماذا يقول الشيعة المتظاهرون بالإنكار على من قال بالتحريف في القرآن ـ تقية وخداعا للمسلمين ـ ماذا يقولون في هاتين الروايتين اللتين يرويهما محمد بن يعقوب الكليني ، الذي له لقاء مع سفراء صاحب الأمر " المهدي المزعوم " في كتابه " الكافي الذي عرض بوساطة السفراء على " صاحب الأمر " ونال رضاه ، ووجد زمان الغيبوبة الصغرى ؟.
ماذا يقولون في هذا وماذا يقول فيه المنصفون من الناس ؟.
من المجرم أيها السادة العلماء والفضلاء ! ومن صاحب الجريمة ؟؟
الذي يرتكب الجريمة ويكتسب العار ، أم الذي يدل على الجريمة المرتكبة ، وعلى الفضيحة المكتسبة ؟ والرواية ليست واحدة وثنتين بل هناك روايات وأحاديث عن الشيعة تدل وتخبر بأن القرآن عندهم غير محفوظ من التغيير والتبديل ، وليس هذا القرآن الموجود قرآن الشيعة ، بل هذا القرآن عندهم مختلق بعضه ومحرف بعضه ، فأنظر ما يرويه الشيعة عن أبي جعفر فيقول صاحب " بصائر الدرجات " حدثنا على بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داؤد عن يحي بن أديم عن شريك عن جابر قا ل: قال أبو جعفر : دعا رسول الله أصحابه بمنى فقال : يا أيها الناس إني تارك فيكم حرمات الله ، كتاب الله وعترتي والكعبة ، البيت الحرام ، ثم قال أبو جعفر : أما كتاب الله فحرفوا ، وأما الكعبة فهدموا ، وأما العترة فقتلوا ، وكل ودايع الله فقد تبروا".
وهل هناك أكثر من هذا ؟ نعم هناك أكثر من هذا وأصرح وهو ما يرويه الكليني في الكافي " أن أبا الحسين موسى عليه السلام كتب إلى علي بن سويد وهو في السجن : ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، وهل تدري ما خانوا أماناتهم ؟ ائتمنوا على كتاب الله ، فحرفوه وبدلوه ".
ومثل هذه الرواية ، رواية أبي بصير كما رواها الكليني " عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال قلت له : قول الله عز وجل " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " قال فقال : إن الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكن رسول الله هو الناطق بالكتاب قال الله جل ذكره " هذا كتابنا ينطق ( بصيغة المجهول ) عليكم بالحق ، قال : قلت جعلت فداك ، إنا لا نقرأها هكذا ، فقال : هكذا والله نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله ولكنه فيما حرف من كتاب الله ".
ويروي صدوق الشيعة ابن بابويه القمى في كتابه " حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال حدثنا عبدالله بن بشر قال حدثنا الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون ، المصحف ، والمسجد ، والعترة ، يقول المصحف : يا رب حرقوني ومزقوني" إلخ .
وينقل المفسر الشيعي المعروف الشيخ محسن الكاشي عن المفسر الكبير الذي هو من مشائخ المفسرين عند الشيعة " إنه ذكر في تفسيره عن أبي جعفر عليه السلام : لو لا أنه زيد في كتاب الله ونقص ما خفى حقنا على ذي حجى ـ ولو قد قام قائمنا صدقة القرآن ".
مَن حرّف القـرآن وغيـّره ؟



وأصرح من ذلك كله ما رواه الطبرسي في كتاب " الاحتجاج " المعتمد عليه عند جميع الشيعة ما يدل على إعتقاد الشيعة حول القرآن وما يكنونه من الحقد على عظماء الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم وأرضاهم عنه فيقول المحدث الشيعي : وفي رواية أبي ذر الغفاري أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله ، جمع عليّ القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار ، وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال ك يا علي! ردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه علي عليه السلام وانصرف ، ثم أحضر زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن ، فقال له عمر : إن عليا جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضيحة وهتك المهاجرين والأنصار ، فأجابه زيد إلى ذلك ، ثم قال : فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم ؟ ـ قال عمر : فما الحيلة ؟ قال زيد : أنتم أعلم بالحيلة ، فقال عمر : ما حيلة دون أن نقتله ونستريح منه ، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك ـ فلما استخلف عمر ، سألوا عليا عليه السلام أن يرفع إليهم القرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه ، فقال : هيهات ليس إلى ذلك سبيل ، إنما جءت به على أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولاتقولوا يوم القيامة " إنا كنا عن هذا غافلين " أو تقولوا ما جئتنا به ، إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي ، فقال عمر : فهل وقت لاظهاره معلوم ؟ فقال عليه السلام : نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل فأين المنصفون ؟ وأين العادلون ؟ وأين القائلون بالحق والصدق ؟ فإن كان عمر هكذا كما يزعمه الشيعة ، فمن يكون أمينا ، صادقا ، محافظا على القرآن والسنة من صحابة الرسول عليه السلام.
فماذا يقولون فيه المتشدقون بوحدة الأمة واتحادها ؟ أتكون الوحدة على حساب عمر وأصحاب رسول الله البررة ، الأمناء على تبليغ الرسالة ، رسالة رسول الله ، الأمين ، والناشرين لدعوته ، والرافعين لكلمته ، والمجاهدين في سبيل الله ، والعاملين لأجله ؟
وهل من أهل السنة واحد يعتقد ويظن في علي ـ رضي الله عنه ـ وأولاده مثل ما يعتقده الشيعة في زعماء الملة ، والحنيفية ، البيضاء ، وخلفائه الراشدين الثلاثة ، أبي بكر وعمر وعثمان ـ رضي الله عنهم أجمعين ومن والاهم وتبعهم إلى يوم الدين ـ فأي معنى لهذا الشعار " أيها المسلمون ! ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ".
هل يقصد به أن نترك عقائدنا ونغمض أعيننا على الطعن في أسلافنا من قبل " إخواننا " الشيعة ، وأن لا نئن من جراحات أكلت قلوبنا وأقلقت مضاجعنا.



أتكون دعوة التقريب بين الشيعة وأهل السنة بأن نكرمكم وتهينونا ، ونعظمكم وتذلونا ، ونسكت عنكم وتسبونا ، ونحترم أسلافكم وتحتقروا أسلافنا ، ونحتاط في أكابركم وتخوضوا في أكابرنا ، ونتجنب الكلام في علي وأولاده وتشتموا أبا بكر وعمر وعثمان وأولادهم ؟ فوربك تلك إذا قسمة ضيزى.
ومثل تلك الرواية المكذوبة على الأئمة التي رواها الطبرسي في " الاحتجاج " توجد رواية أخرى في بخاريهم " الكافي " عن أحمد بن محمد بن أبي نضر قال : رفع إلى أبو الحسن عليه السلام مصحفا وقال: لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه " لم يكن الذين كفروا" فوجدت فيها سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إلى ابعث إليّ بالمصحف ".

وذكر كمال الدين ميثم البحراني في شرح نهج البلاغة مطاعن الشيعة على ذي النورين ، عثمان بن عفان ـ رضي الله تعالى عنه ـ وفيها " أنه جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة وأحرق المصاحف ، وأبطل مالا شك أنه من القرآن المنزل".

وقال السيد نعمة الله الحسيني في كتابه " الأنوار " : قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين ".



ويؤيد هذه الرواية ذلك الحديث الشيعي المشهور ، الذي رواه محمد بن يعقوب الكليني عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة بعده".
--------------------------------------------------------------------------------



من عنده المصحف؟



فأين ذلك المصحف الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم والذي جمعه وحفظه علي بن أبي طالب ؟ ـ يجيب على ذلك الحديث الشيعي الذي يرويه أيضا الكليني " عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبدالله عليه السلام وأنا أسمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأه الناس ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأه الناس حتى يقوم القائم ، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده ، وأخرج المصحف الذي كتبه عليّ عليه السلام ، وقال : أخرجه عليّ عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه ، فقال لهم : هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله ، وقد جمعته من اللوحين ، فقالوا : هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن ، لا حاجة لنا فيه ، فقال : أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان عليّ أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه ".



فلأجل ذلك يعتقد الشيعة أن مهديهم المزعوم الذي دخل في السرداب ولم يزل هناك ، دخل ومعه ذلك المصحف ويخرجه عند خروجه من ذلك السرداب الموهوم كما يذكر شيخ الشيعة أبو منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي المتوفى سنة 588هـ في كتابه " الاحتجاج على أهل اللجاج " الذي قال عنه في مقدمته معرفا للروايات التي سرد فيه " ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إما لودود الإجماع عليه أو موافقته لما دلت العقول إليه ، أو لاشتهاره في السير والكتاب بين المخالف والموالف ".



يذكر في هذا الكتاب " أن الغمام المهدي المزعوم حينما يظهر : يكون عنده سلاح رسول الله ، وسيفه ذو الفقار ـ ولا أدري ماذا يفعل بهذا السلاح في زمن الصواريخ والقنابل الذرية ـ بالله خبروا ؟ ـ وتكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة ، ويكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون ذراعا ، فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم ، ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر ، وهو إهاب كبش فيه جميع العلوم حتى أرش الخدش وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ، ويكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام ".



وقد مر ذكره قبل ذلك أيضا حيث قال علي فيما يزعمون " إذا قام القائم من ولدي ".



وورد أيضا في الكافي ما رواه الكليني بسنده " عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلام قال قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم ، فهل نأثم ؟ فقال : لا ، إقرءوها كما تعلمتم فيجيئكم من يعلمكم ".



ومثل هذه الرواية يذكرها السيد نعمت الله الحسيني الجزائري المحدث الشيعي وهو تلميذ علامة الشيخ محسن الكاشي مؤلف التفسير الشيعي المعروف بالصافي ، يذكرها في كتابه " الأنوار النعمانية في بيان معرفة نشأة الإنسانية " الذي أكمل تسويده في شهر رمضان سنة 1089هـ والذي قال عنه في مقدمته " وقد إلتزمنا أن لا نذكر فيه إلا ما أخذنا عن أرباب العصمة الطاهرين عليهم السلام ، وما صح عندنا من كتب الناقلين ، فإن كتب التاريخ أكثرها قد نقلها الجمهور من تواريخ اليهود ولهذا كثر فيها الأكاذيب الفاسدة والحكايات الباردة " .



فيقول المحدث الشيعي الجزائري في هذا الكتاب " قد ورد في الأخبار أنهم ( أي الأئمة ) أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان ، فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين ، فيقرأ ويعمل بأحكامه".



فهذه هي عقيدة الشيعة كاد أن يتفق عليها أسلافهم سوى رجال معدودين لا عبرة بهم ، وهم ما أنكروا هذه العقيدة إلا لأهداف سنذكرها فيما بعد .



وأيضا إنكارهم ليس بقائم على دليل ولا برهان لأنهم لم يستطيعوا أن يردوا هذه الأخبار والأحاديث المستفيضة عند الشيعة كما يذكر العلامة الشيعي حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي في كتابه المشهور " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " ناقلا عن السيد نعمةالله الجزائري "أن الأخبار الدالة على ذلك ( أي التحريف في الكتاب الحكيم ) تزيد على ألفي حديث ، وإدعى إستفاضتها جماعة كالمفيد ، والمحقق الدماد ، والعلامة المجلسي وغيرهم " .



ونقل أيضا عن الجزائري " أن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن "



وذكر مثل هذا المفسر الشيعي المعروف محسن الكاشي حيث قال : المستفاد من مجموع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير ، محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة . . . وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضىعند الله وعند رسوله ".



ويقول علي بن إبراهيم القمي أقدم المفسرين للشيعة ، وقد قال فيه النجاشي ( الرجالي المعروف ) : ثقة في الحديث ثبت ، معتمد ، صحيح المذهب " – وقد قيل في تفسيره " أنه في الحقيقة تفسير الصادقين عليهما السلام " قال هذا المفسر الشيعي في مقدمة تفسيره : فالقرآن منه ناسخ ومنسوخ ، ومنه محكم ومنه متشابه . . . ومنه على خلاف ما أنزل الله ".



وقال عالم شيعي علق على تفسير القمي ذاكرا أقوال العلماء في تحريف القرآن ولكن الظاهر من كلمات غيرهم من العلماء والمحدثين ، المتقدمين منهم والمتأخرين ، القول بالنقيصة كالكليني ، والبرقي ، والعياشي ، والنعماني ، وفرات بن إبراهيم ، وأحمد بن أبي طالب الطبرسي ، والمجلسي ، والسيد الجزائري ، والحر العاملي ، والعلامة الفتوني ، والسيد البحراني ، وقد تمسكوا في إثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الإغماض عليها ".



فتلك بعض الروايات والأحاديث المروية من أئمة الشيعة المنسوبة إلى المعصومين عندهم ، الصحيحة النسبة والرواية حسب قولهم ، المروية في صحاحهم ، المعتمدة عندهم ، وهذه بعض الآراء لأكابرهم في هذه المسألة ، وهناك روايات لا تعد ولا تحصى حتى زادت على ألفي حديث ، ورواية كما ذكره الميرزا نوري الطبرسي ـ وبعد هذا لا يبقى مجال للشك بأن الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن الكريم الذي أنزله الله هدى ورحمة للمؤمنين ، وللتفكر والتدبر للناس كافة ، والذي قال فيه : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) و ( ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) و ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) و ( إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ) و ( أحكمت آياته ثم فصلت من لدنه حكيم خبير) و ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) و ( وما هو على الغيب بضنين ) و ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) و ( إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار) و ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) .

وصدق الله العظيم ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) .




--------------------------------------------------------------------------------



أمثلة التحريف



بعدما أثبتنا من كتب الشيعة المعتمدة عندهم أنهم يعتقدون أن القرآن المبين محرف ، ومخير فيه نسرد للقاريء والباحث أمثلة من كتب الشيعية ، المعتبرة لديهم ، في الحديث ، والتفسير ، والفقه ، والعقائد ، التي تنص على أن التحريف والتغيير قد وقع في القرآن المجيد ، والروايات عن هذا أيضا مروية عن الأئمة المعصومين حسب زعمهم ، الواجب إتباعهم وإطاعتهم على كل شيعي ،والتي لاغبار عليها من حيث الجرح والتعديل ، فمنها ما رواه الشيعي على بن إبراهيم القمي عن أبيه عن الحسين بن خالد في آية الكرسي " إن أبا الحسن موسى الرضا ( أحد الأئمة الإثنى عشر ) قرأ آية الكرسي هكذا : ( الم ، الله لا إله إلا هو ، الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما في السموات وما في الأرض ، وما بينهما وما بين الثرى ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم).



والمعلوم أن السطر الأخير لا يوجد في القرآن المجيد غير أن الشيعة يعتقدون أنه جزء من آية الكرسي .



وذكر القمي آية ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) فقال : فإنها قرئت عند أبي عبدالله صلوات الله عليه فقال لقاريها : ألستم عربا ؟ فكيف تكون المعقبات من بين يديه ؟ وإنما المعقب من خلفه ، فقال الرجل : جعلت فداك كيف هذا ؟ فقال : نزلت ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ) .



فها هنا شنع أبو عبدالله جعفر ـ الامام السادس لهم ـ على من يقرأ ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) ( ومن أمر الله ) بدل بأمر الله ، حتى قال : ألستم عربا ؟ ـ وهذا إن دل على شيء دل على أن أبا جعفر لا يعرف لغة العرب حسب رواية القمي ، ومعناه أنه نفسه ليس بعربي حيث لم يفهم أن العرب يستعملون ( المعقب ) في المعنيين " للذي يجيء عقب الآخر " ، و ( للذي يكرر المجيء ) ، ولم يستعمل المعقب ها هنا إلا في المعنى الأخير كما قال لبيد :



حتى تهجر في الرواحي ، وهاجه طلب المعقب حقه المظلوم



أي كرر ورجع ، وكما قال سلامة بن جندل :



إذا لم يصب في أول الغزو عقبا



أي غزا غزوة أخرى .



وأيضا لم يعلم بأن ( من ) في ( من أمر الله ) استعمل بمعنى ( بأمر الله ) حيث أن ( من ) يستعمل في معاني ، منها معنى الباء ، وهذا كثير في لغة العرب .



ونقل القمي أيضا تحت قوله تعالى : وأجعلنا للمتقين إماما : أنه قريء ، عند أبي عبدالله عليه السلام ( وأجعلنا للمتقين إماما ، فقال : قد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين أئمة ، فقيل له : كيف هذا يا بن رسول الله ؟ قال : إنما أنزل الله ( واجعل لنا من المتقين إماما ) .



وزاد الكاشي بعد ذكر هذه الرواية " وفي الجوامع ما يقرب منه" ( تفسير الصافي ) وذكر أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتابه " الإحتجاج " ونقل عنه الكاشي أيضا أن رجلا من الزنادقة سأل عن علي بن أبي طالب أسئلة فقال في جوابه مفسرا بعض الآيات " إنهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله الله ليلبسوا على الخليفة ـ وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره ، ثم قال : وأما ظهورك على تناكر قوله " فإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فإنكحوا ما طاب لكم من النساء . . . فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن ، وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن ".



وذكر الكليني في صحيحه الكافي " عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل ( ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة بعده فقد فاز فوزا عظيما ، هكذا نزلت )



ويعرف الجميع أن ( في ولاية علي والأئمة بعده ) ليس من القرآن .



وذكر الكاشي في تفسيره تحت آية ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ) وفي المجمع في قراءة أهل البيت ـ يا أيها النبي جاهد الكفار بالمنافقين ".



وهناك رواية أغرب من هذه الروايات كلها وهي " عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم فنسي ، هكذا والله نزلت على محمد صلى الله عليه وآله ـ كذب ورب الكعبة ـ.



ويذكر القمي تحت آية ( أن تكون أمة هي أربى من أمة ) قال فقال جعفر بن محمد عليهما السلام ( أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم ) فقيل يا بن رسول الله : نحن نقرأها هي أربى من أمة ، قال : ويحك ما أربى ؟ وأمأ بيده بطرحها ).



وهنالك روايات كثيرة غير تلك في صحاح الشيعة وغيرها من الكتب ، سنذكر بعضها قريبا إن شاء الله في هذا المعنى تحت عنوان آخر .




--------------------------------------------------------------------------------



لم قالوا بالتحريف؟



اعتقد الشيعة التحريف في القرآن لأغراض ، منها :



أهمية الإمامة عندهم



أولا : أن الشيعة يعتقدون أن مسألة الإمامة داخلة في المعتقدات الأساسية يكفر منكرها ويسلم معتقدها ، فتتعلق بالإيمانيات كالإيمان بالله وبالرسول كما يروي الكليني في " الكافي " عن أبي الحسن العطار قال : سمعت أبا عبدالله عليه اسلام يقول : أشرك بين الأوصياء والرسل في الطاعة ".



وأصرح من هذا وأشد ما رواه الكليني أيضا " عن أبي عبدالله عليه السلام سمعته يقول : نحن الذين فرض الله طاعتنا لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا ، من عرفنا كان مؤمنا ، ومن أنكر كان كافرا ، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة".



وروى عن جابر قال : أبا جعفر عليه السلام يقول : إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت ، ومن لم يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت ، فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا ، والله ضلالا".



وجعلوها كالصلاة والزكاة والصوم والحج فهذا محدثهم الكليني يروي في صحيحه " الكافي" عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : بني الإسلام على خمس ، الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والولاية ، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير ".

فأنظر إلى كلمة " ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير " ومعناها أن الولاية أهم من الأربع الأول ، وقد صرح في رواية أخرى عند الكليني أيضا كما ذكر " عن أبي جعفر عليه السلام قال : بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصوم ، والولاية ، قال زرارة قلت وأي شيء من ذلك أفضل ؟ فقال : الولاية أفضل ".



فينشأ هنا سؤال في الذهن إذا كانت الولاية هكذا وبهذه المرتبة فكيف يمكن أن يكون للصلاة والزكاة ذكر في القرآن ولا يكون للولاية أي أثر فيه ، والولاية ليست فقط ركنا من أركان الإسلام وبناء من بناءاته بل هي مدار للإسلام وهي المقصودة من الميثاق الذي أخذ من النبيين كما يروي صاحب البصائر.



" حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن يحي بن أبي زكريا بن عمرو الزيات قال : سمعت من أبي ومحمد بن سماعة عن فيض بن أبي شيبة عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر يقول : إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على ولاية علي وأخذ عهد النبيين بولاية علي".



فيا ترى !! كيف يمكن أن لا يذكر هذا الميثاق والعهد في القرآن المجيد والفرقان الحميد ؟ وليس هذا فحسب ـ بل هناك أكاذيب أكثر من هذا ، فيقولون إن الولاية ليست فقط عهد النبيين وميثاقهم بل هي الأمانة التي عرضت على السموات والأرض ، فروى أيضا في البصائر مسندا قال أمير المؤمنين :



إن الله عرض ولايتي على أهل السموات وعلى أهل الأرض ، أقر من أقر ، وأنكرها من أنكر ، ـ وفرية كبيرة ، نسأل الله الاستعاذة منها ـ أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها ".



فهذه هي الأمانة وقد إهتم بها سبحانه وتعالى فما بعث الله نبيناً إلا بها كما يرويه صاحب البصائر أيضا ـ عن محمد بن عبدالرحمن عن أبي عبدالله أنه قال : ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا قط إلا بها ".



وما كان هذا الاهتمام إلا ليؤمن بها كل مؤمن حتى الملائكة في السماء ، فقد آمنوا فعلا كما يدعون ويزعمون قال صاحب البصائر : حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكنانى عن أبي جعفر قال : قال : والله ان في السماء لسبعين صنفا من الملائكة ، لو اجتمع أهل الأرض أن يعدوا عدد صنف منهم ما عدوهم ، وإنهم ليدينون بولايتنا".



فهل من المعقول أن يكون الشيء بهذه الأهمية والمنزلة ولا يذكرها الله في كتابه وخصوصا حين لا يصح شيء من العبادات والاعتقادات إلا بالإعتقاد بها ، فها هو الكليني يروي عن جعفر الصادق أنه قال : اثافي الإسلام " ثلاثة ، والصلاة والزكاة ، والولاية ، لا تصح الواحدة منهن إلا بصاحبتيها ".



وروى أيضا عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن عليه السلام قال : ولاية علي عليه السلام مكتوبة في جميع الصحف ـ الأنبياء ـ فضلا عن القرآن ـ ولن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله ووصية علي عليه السلام ".



فلما وقعت هذه المشكلة لجأوا إلى حلها فزعموا أن القرآن محرف ، مغير فيه ، حذف منه آيات كثيرة ، وأسقطت منه كلمات غير قليلة ، حذفها أجله الصحابة وأكابر الأمة الإسلامية حقدا على علي ، وعناداً لأولاده وضياعا لتراث رسول الله صلى الله عليه وآله.



أمثلة لذلك



فمثلا يروي محمد بن يعقوب الكليني عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : لم سمي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ؟ قال : الله سماه ، وهكذا أنزل في متابه " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين".



ويعلم المسلمون جميعا " أن محمداً رسولي وأن عليا أمير المؤمنين " ليس من كلام رب العالمين ، وقد سوغ الشيعة هذه الفرية كذبا على الله إثباتا لعقيدتهم الزائفة ، والزائغة .



وروى أيضا عن جابر قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد هكذا " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله ".



وروى عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى " سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع ، ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله ".



وروى عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا " فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا ، قال : ونزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا " وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين آل محمد ناراً".



وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال هكذا نزلت هذه الآية " ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيرا لهم".



وعن منخل عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا : يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نورا مبينا".



وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا : بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغيا".



ويذكر على بن إبراهيم القمى في مقدمة تفسيره " إنه طرأ على القرآن تغيير وتحريف ويقول : وأما ما كان خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى " خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فقال أبو عبدالله عليه السلام لقاريء هذه الآية : خير أمة تقتلون أمير المؤمنين والحسين بن علي ؟ فقيل له : فكيف نزلت يا بن رسول الله ؟ فقال: نزلت أنتم خير أئمة أخرجت للناس " . ـ قال ـ : واما هو محذوف منه فهو قوله : لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي" كذا نزلت ، وقوله : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي".



وروى الكاشي في تفسيره الصافي عن العياشي في تفسيره " عن أبي عبدالله عليه السلام لو قريء القرآن كما أنزل الفينا فيه مسمين " .



وروى الكليني عن الحسين بن مياح عمن أخبره قال قرأ رجل عند أبي عبدالله عليه السلام " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ". فقال : ليس هكذا إنما هي والمأمونون ، فنحن المأمنون ".



وروى أيضا عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا " يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي ، فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا بولاية علي فإن لله ما في السموات والأرض ".



فهذه هي الروايات في الولاية ومثلها كثيرة وكثيرة في كتب حديثهم وتفسيرهم وغيرهما.



وأما الرواية في الوصاية فهي كما يرويها الكليني " عن معلى رفعه في قول الله عز وجل فبأي آلاء ربكما تكذبان أبالنبي أم بالوصي ، نزلت في الرحمن ".



وهناك روايات أخرى في هذا المعنى .



فالمقصود أنهم يقولون بالتحريف في القرآن لأغراض منها إثبات مسئلة الإمامة والولاية التي جعلوها أساس الدين وأصله كما نقلوا عن الرضا أنه قام خطيبا وقال : إن الإمامة أس الإسلام النامي وفرعه السامي ، بالإمام تمام الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج".



وهذا لا يستقيم إلا بإدعاء التغيير والتبديل في القرآن حتى يتمكنوا من بناء هذه العقيدة الزائفة عليه .



ثانيا : إن الشيعة اعتقدوا التحريف في القرآن لغرض آخر ألا وهو إنكار فضل أصحاب رسول الله الكريم حيث يشهد القرآن على مقامهم السامي وشأنهم العالي ، ومرتبتهم الراقية ، ودرجاتهم الرفيعة ، إذ ذكر الله عز وجل المهاجرين والأنصار مادحا أخلاقهم الكريمة ، وسيرتهم الطيبة ، وبشرهم بالجنة التي تجري تحتها الأنهار ، وواعدهم وبخاصة خلفاء رسول الله الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ـ رضي الله عنهم ـ بالتمكن في الأرض ، والخلافة الربانية ، الالهية في عباده ، ونشر الدين الإسلامي الصحيح الحنيف على أيديهم المباركة ، الميمونة ، في أقطار الأرض وأطرافها ، ورفع راية الإسلام والمسلمين ، وإعلاء كلمته ، وتشريفه بعضهم بذكره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنزال السكينة على رسوله وعلي أبي بكر في كلامه ، الخالد ، المخلد إلى الأبد ، كما قال الله عز وجل في القرآن المجيد الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعطاه ضمان حفظه إلى يوم الدين ، قال فيه مادحا المهاجرين والأنصار ، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وغيرهم : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم)



وقال : ( لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ، وكلا وعد الله الحسنى ، والله بما تعملون خبير ) .



وقال : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه ، أولئك هم المفلحون ) .



وقال في أصحابه صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه في الحديبية وبايعوه على الموت : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، يد الله فوق أيديهم ) .



وقال مبشرا لهم بالجنة ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم وأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) .



وقال الله في صحابته البرر : ( محمد رسول الله ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ـ إلى أن قال ـ وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما).



وقال : ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، وينصرون الله ورسوله ، أولئك هم الصادقون . والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) .



وقال : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ، وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ، أولئك هم الراشدون ، فضلا من الله ونعمة ، والله عليم حكيم ) .



وقال في الخلفاء الراشدين : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) .



وقال في صاحبه : ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وعذب الذين كفروا ، وذلك جزاء الكافرين ) .



فهذه الآيات الكريمة هي قنابل ذرية على الشيعة ومن والاهم ، ولا يمكن لهم أمام هذه النصوص الدامغة الصريحة أن يكفروا أبا بكر وعمر وعثمان وإخوانهم أصحاب الرسول عليه السلام ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فيخلصون من هذا المأزق بالقول بتحريف القرآن وتغييره ، أو بتأويل الباطل الذي تنفر منه القلوب ، وتشمأز منه العقول ، والمعروف أن عقيدتهم لا تبتني ولا تستقيم إلا على تكفير الصحابة عامة ، والخلفاء الراشدين الثلاثة ومن رافقهم وساعدهم وشاركهم في الحكم خاصة ، ولأجل ذلك يقولون : " كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة ـ قاله أبو جعفر ـ أحد الأئمة الأثنى عشر ـ وذكره كبير مؤرخي الشيعة الكشي في رجاله " .



وروى الكشي أيضا عن حمدويه قال : أيوب بن نوح عن محمد بن الفضل وصفوان عن أبي خالد القماط عن حمران قال : قلت لأبي جعفر ( ع) ما اقلنا لو اجتمعنا على شاة ما افنيناها ؟ قال : فقال : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ قال . فقلت بلى . قال : المهاجرون والأنصار ذهبوا . . . إلا ثلاثة ".



وغير ذلك من الأكاذيب والافتراءات والأباطيل .



فأين هذا من ذاك ؟ فما كان لهم جواب ذلك إلا الإنكار والتأويل ، فقالوا : إن هؤلاء الناس زادوا في كلام الله في مدحهم ما ليس منه ، كما أنهم أسقطوا ما أنزل في مذمتهم وتكفيرهم وإنذارهم بالنار ، كما يروى الكليني عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : دفع إلي أبو الحسن عليه السلام مصحفا فقال : لا تنظر فيه ففتحته وقرأت فيه " لم يكن الذين كفروا " فوجدت اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم " .



وقد مر سالفا عن رواية شيعية " أن عليا عرض القرآن على المهاجرين والأنصار ، ولما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح المهاجرين والأنصار فردوه إلى علي وقالوا لا حاجة لنا فيه ".



ويكتب أحد اعلام الشيعة الذي يلقبونه بشيخ الإسلام وخاتمة المجتهدين الملا محمد باقر المجلسي " إن المنافقين غصبوا خلافة علي ، وفعلوا بالخليفة هكذا ، والخليفة الثاني أي كتاب الله فمزقوه" .

ويصرح في كتاب آخر " أن عثمان حذف من هذا القرآن ثلاثة أشياء ، مناقب أمير المؤمنين علي ، وأهل البيت ، وذم قريش والخلفاء الثلاثة مثل آية " يا ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلا " .



ثالثا : لما أراد الشيعة أن ينكروا مقام أصحاب الرسول عليه السلام الذين مدحهم الله تبارك وتعالى في كلامه المجيد كان عليهم أن لا يقبلوا ذلك الكلام المبين لشيء آخر وهو كونه محفوظا بمجهودات الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وبخاصة أبي بكر وعمر وعثمان حيث لم يجمع بين الدفتين ألا بأمر من الصديق وإشارة الفاروق وما كانت نهايته إلا في العهد العثماني ، الميمون ، المبارك ، فقد اكتسبوا بهذا فضلا عظيما ، وأسأل الله أن يجازيهم عليه أحسن الجزاء ، فلما رأى الشيعة أن الله حفظ القرآن الكريم بأيدي الخلفاء الراشدين الثلاثة ـ ويقول عالم شيعي ملا محمد تقي الكاشاني في كتابه الفارسي " هداية الطالبين " ما ترجمته حرفيا " أن عثمان أمر زيد بن ثابت الذي كان من أصدقائه هو وعدوا لعلي ، أن يجمع القرآن ويحذف منه مناقب آل البيت وذم أعدائهم ، والقرآن الموجود حاليا في أيدي الناس المعروف بمصحف عثمان هو نفس القرآن الذي جمعه بأمر عثمان " رضوان الله عليهم ـ وهو الأساس الحقيقي للإسلام ، والله قد خصهم بهذا الفضل نقموا عليهم وجرهم الحقد الذي أكل قلوبهم والبغض الذي أقلق مضاجعهم إلى هدم ذلك الأساس والأصل ، فقالوا بالتغيير والتحريف ، وقد ذكر الميثم البحراني في المطاعن العشرة على ذي النورين التي يطعن بها الشيعة في ذلك الخليفة الراشد : السابع من المطاعن ـ أنه جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة وأحرق المصاحف ، وأبطل ما لا شك أنه من القرآن المنزل ".



وأيضا كان المقصود من هذا تشنيعا عليهم وتعريضا " بأن مثل هؤلاء الذين اغتصبوا حق علي وأولاده في الخلافة والإمامة لما وجدوا نصوصا صريحة في القرآن تطعن حقهم أسقطوها من القرآن وحذفوها لأن الآيات الكثيرة كانت تدل على حق علي وأولاده في الخلافة ـ كما زعموا ـ لأنهم ما كانوا يريدون أن يبقى في القرآن آية تنبيء عن شنيعتهم ، ومثلوا لذلك بآيات اختلقوها من عند أنفسهم ، فروى الكليني في الكافي " عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا " إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا " .



وروى أيضا " عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا "فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ".



وذكر القمي تحت قوله " ولو ترى إذ الظالمون آل محمد حقهم في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم ، أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون " فقال : عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : نزلت هذه الآية في معاوية وبني أمية وشركائهم وأئمتهم ".



وقال في آخر سورة الشعراء : " ثم ذكر آل محمد عليهم السلام وشيعتهم المهتدين فقال : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا " ثم ذكر أعداءهم ومن ظلمهم فقال : وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون " هكذا والله نزلت ".



ومما لا شك فيه أن ( آل محمد حقهم ) في هذه الروايات ليس إلا بهتانا عظيما وفرية من فريات الشيعة على الخالق المتعال.



وأخيرا نذكر رواية طويلة ذكرها الطبرسي في " الاحتجاج " تبين هذه الوجوه كلها حسب زعم الشيعة ، فيذكر الطبرسي أن رجلا من الزنادقة سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أسئلة فقال في جوابه : ولم يكن عن أسماء الأنبياء تجردا وتعززا بل تعريضا لأهل الاستبصار ان الكناية فيه عن أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليس من فعله تعالى وانها من فعل المغييرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين ، واعتاضوا الدنيا من الدين ، وقد بين الله قصص المغييرين بقوله : الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ، وبقوله : وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب ، وبقوله : إذ يبيتون ما لا يرضى من القول بعد فقد الرسول مما يقيمون به باطلهم حسب ما فعلته اليهود والنصارى بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة والإنجيل وتحريف الكلم عن مواضعه ، وبقوله : يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ، يعني أنهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله الله ليلبسوا على الخليفة فأعمى الله قلوبهم حتى تركوا فيه ما دل على ما أحدثوا فيه وحرفوا فيه ، وبين إفكهم وتلبيسهم وكتمان ما علموه منه ولذلك قال لهم : لم تلبسون الحق بالباطل " وضرب مثلهم بقوله : فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن فهو يضمحل ويبطل ويتلاشى عند التحصيل والذي ينفع الناس منه التنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والقلوب تقبله ، والأرض في هذا الموضع هي محل العلم وقراره ، ولا يجوز مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل والملل المنحرفة عن قبلتنا.



وأما ظهورك على تناكر قوله ( فإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء ولا كل النساء أيتاما فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن بين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن ، وهذا وما أشبهه مما ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النظر والتأمل ، ووجد المعطلون وأهل الملل المخالفة للإسلام مساغا إلى القدح في القرآن ، ولو شرحت لك كل ما اسقط وحرف وبدل مما يجري هذا المجرى لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء . وأما ما ذكر له من الخطاب الدال على تهجين النبي صلى الله عليه وآله والإزراء به والتأنيب له مع ما أظهره الله تعالى من تفضيله إياه على سائر أنبيائه فان الله عز وجل جعل لكل نبي عدوا من المشركين كما قال في كتابه ، وبحسب جلالة نبينا صلى الله عليه وآله عند ربه كذلك محنته بعدوه الذي عاد منه إليه في شقاقه ونفاقه كل أذى ومشقة لدفع نبوته وتكذيبه إياه وسعيه في مكارهه وقصده لنقض كل ما أبرمه واجتهاده ومن والاه على كفره وعناده ونفاقه والحاده في إبطال دعواه وتغيير ملته ومخالفة سنته ، ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم عن موالاة وصية وإيحاشهم منه ، وصدهم عنه ، وإغرائهم بعداوته ، والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به ، وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل ، وكفر ذوي الكفر منه ، وممن وافقه على ظلمه وبغيه وشركه ، ولقد علم الله ذلك منهم فقال : إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا " وقال : يريدون أن يبدلوا كلام الله " فلما وقفوا على ما بينه الله من أسماء أهل الحق والباطل وأن ذلك يظهر نقض ما عقدوه قالوا : لا حاجة لنا فيه ، نحن مستغنون عنه بما عندنا وكذلك قال : فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ، ثم دفعهم الاضطرار لورود المسائل عليهم مما لا يعلمون تأويله إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقاءهم ما يقيمون دعائم كفرهم ، فصرخ مناديهم من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به ، ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله عليهم السلام ، فألفه على اختيارهم ، وما يدل على اختلال تميزهم وافترائهم أنهم تركوا منه ما قدر رأوا أنه لهم وهو عليهم ، وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره ، وعلم الله أن ذلك يظهر ويبين فقال : ذلك مبلغهم من العلم " وانكشف لأهل الاستبصار عوارهم وافترائهم ، والذي بدأ في الكتاب من الإزاء على النبي صلى الله عليه وآله من فرية الملحدين ـ ولذلك قال : يقولون منكرا من القول وزورا " .



رابعا: اعتقد الشيعة التحريف في القرآن للأعراض المذكورة ولغرض آخر وهو الإباحية وعدم التقيد بأحكامه وعدم العمل بحدود الله حيث إنه مادام ثبت في القرآن التحريف والتغيير فكيف يمكن العمل به ، والتقيد بأحكامه ، والتمسك بأوامره ، والإجتناب عن نواهيه ، فكل آية من آياته ، وكلمة من كلماته ، وحرف من حروفه ، يحتمل أن يكون محرفا ـ مغيرا . وبهذا يسهل الخروج من حدو ـ الشرع ، ولأجل ذلك يعتقد أكثر من الشيعة أنهم لا يعاقبون بالمعاصي والفسوق والفجور ما داموا داخلين في مذهب الشيعة ويقيمون المآتم على الحسين بن علي ـ رضي الله عنهماـ ويسبون أصحاب جده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليس الدين عندهم إلا حب لعلي وأولاده فقد وضعوا لذلك روايات وأحاديث .



منها ما رواها الكليني في " الكافي " عن يزيد بن معاوية قال: قال: أبو جعفر عليه السلام : وهل الدين إلا الحب ، وقال : إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله أحب المصلين ولا أصلي ، وأحب الصوامين ولا أصوم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله أنت مع من أحببت ".



فهذه هي الأسباب التي جرتهم إلى القول بمثل هذه الأباطيل. . .



أدلة عدم التحريف وايرادات الشيعة عليها

ومما لا شك فيه أن كل هذا ليس إلا فرية افتروها وأكذوبة تفوهوا بها بهتانا اخترعوه لأن المسلمين قاطبة سوى الشيعة يعتقدون أن حرفا من حروف القرآن لم يتغير ، وأن كلمة من كلماته لم تتبدل ، وأن نقطة من نقاطه لم تحذف ، وأن حركة من حركاته لم تسقط والذي ينكر هذا ما ينكر إلا الشمس وهي طالعة ، فعليه أن يعالج عينيه وقلبه ، لأن أدلة الحفظ والصيانة للقرآن الكريم من أي تغيير وتحريف ، ومن أي حذف وزيادة ، أدلة عقلية ونقلية تضافرت وتواترت حتى لا يمكن الطعن فيها .

والدليل القطعي الذي لا يرد ولا ينكر هو قوله تعالى : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) وقوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) هاتان الآيتان صريحتان لا غموض فيهما ولا إشكال ولا احتمال ، ولكنك تجد الشيعة يروون هذه النصوص ويؤولونها تأويلا باطلا واضح البطلان فيقول عالم شيعي :

وأما الأدلة التي تبين عدم وقوع التحريف والنقصان فقوله تعالى : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) فانه دلالة على ما ادعوا ـ قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)

لا يدل على عدم التغيير في القرآن الذي هو بأيدينا ، والمحفوظ هو القرآن عند الأئمة مع احتمال كون " الحافظون " بمعنى " العالمون " وما قيل إن القرآن الذي هو بأيدينا أيضا محفوظ من أن يتطرق إليه نقص أو زيادة فهو ليس مصداق الآية كما لا يخفى ".



وبهذا الكلام نفسه تكلم عالم إيراني شيعي " علي أصغر البرجردي" في كتابه الذي ألفه في عهد محمد شاه القاجار بطلب من الشيعة ليبين مهمات عقائد الشيعة فقال فيه :



والواجب أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فيه تغيير وتبديل مع أنه وقع التحريف والحذف في القرآن الذي ألفه بعض المنافقين ، والقرآن الأصلي الحقيقي موجود عند إمام العصر ( المهدي المزعوم ) عجل الله فرجه ".

وقال عالم شيعي هندي آخر " إن معنى حفظ القرآن في قوله ليس إلا حفظه في اللوح المحفوظ كما قال في كلامه ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )



وهناك نصوص كثيرة في هذا المعنى.



ويعرف ركاكة هذه التأويلات الفاسدة والأجوبة الكاسدة كل من له أدنى إلمام بالقرآن المجيد.



أولا : لو أن المحفوظ هو ما عند الإمام ، فما الفائدة من حفظه وصيانته لأن عدم وجود الإمام يجعل القرآن غير محفوظ من التغيير والتحريف ، ومثل هذا لا يكون هاديا وذكرا للمؤمنين ، فلا يعتمد عليه في الاعتقادات ، والعبادات ، والمعاملات ، والأحكام الأخرى ، وأيضا هو أساس الإسلام وبناؤه فيبقى الإسلام بلا أساس يقوم عليه ، ويبقى الناس غير مسئولين عما يعملون لعدم وجود ما يهديهم إلى سبيل الرشاد ، وتبقى الشريعة معطلة مادام لا يوجد دستورها ، ولا يكون القرآن ذكرا للعاملين بعد بعثه محمد صلى الله عليه وسلم بل يكون ذكرا بعد خروج المهدي المزعوم الذي لا يعرف خروجه وظهوره أين يكون ومتى يكون ؟ .



ثانياً: هذا هو الجواب لمن قال إنه محفوظ في اللوح المحفوظ .

وأيضا فأي ميزة تبقى حينئذ فيه حيث إن التوراة والإنجيل وغيرهما من الصحف محفوظة عند الله وفي اللوح المحفوظ.



ثالثا : إن الآية تصرح بأن الحفظ لا يكون إلا بعد النزول حيث قال عز وجل : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ولا يقع التحريف إلا في المنزل لا قبل النزول وهذا من البديهيات ، ولكن الشيعة لحقدهم على الإسلام وأئمته والمسلمين لا يبالون بالأدلة الصريحة الصحيحة ويلجئون إلى أقاويل يمجها العقل ويزدريها الفهم.

وكما أن هنالك أدلة نقلية كثيرة من القرآن والسنة تدل على عدم وجود أي تغيير وتحريف في القرآن فهناك أدلة عقلية متوافرة متظافرة تفرض على الإنسان ذي العقل السليم والفهم المستقيم أن لا يقول بالتحريف في القرآن ، لأنه قد نقله جيل عن جيل من السطور والصدور ، ففي مثل هذا الزمان زمان الفساد والإلحاد ملايين من البشر يحملون القرآن الكريم بكامله في صدورهم ويحفظونه عن ظهر قلب ، وتشاهد في رمضان في التراويح حفظة القرآن وقراءة يصلون بالناس ويقرءون القرآن ولا يخطئون بكلمة أو بحرف أو نقطة أو شكله فإن أخطأ أحدهم وجد من يرشده ، وقال الشاطبي : وأما القرآن الكريم فقد قيض الله له حفظه بحيث لو زيد فيه حرف واحد لأخرجه آلاف من الأطفال الأصاغر فضلا عن القراء الأكابر ".

ومن الجدير بالذكر أن في مقاطعة بنجاب باكستان الويتان "كجرات" و "جهلم" لا يوجد في بعض قراها ومدنها شخص من الرجال والنساء إلا ويحفظ القرآن عن ظهر قلب ، وهذا في هذا الزمان فكيف في ذاك الزمان المشهود بالخير.




--------------------------------------------------------------------------------
 
قديم 15/04/2005   #2
sasoki
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ sasoki
sasoki is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
الارض
مشاركات:
180

افتراضي


شومافي تعليق
 
قديم 16/04/2005   #3
yvision
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ yvision
yvision is offline
 
نورنا ب:
Jan 2005
مشاركات:
290

افتراضي


المشكلة المقال تبعك قصير كتير كنت بضفلك كمان 2000 سطر بصير محرز أكتر
إنت مالك تعبان فيه وبدك الناس تجاوبك على شي لم تبذل فيه أي مجهود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

yvision
 
قديم 18/04/2005   #4
sasoki
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ sasoki
sasoki is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
الارض
مشاركات:
180

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : yvision
المشكلة المقال تبعك قصير كتير كنت بضفلك كمان 2000 سطر بصير محرز أكتر
إنت مالك تعبان فيه وبدك الناس تجاوبك على شي لم تبذل فيه أي مجهود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هادا هو ردك يعني ماعندك ردود فقلت لحالك نهاجمني شو هادا
يلي هكلان همو ازا انا تعبان بالمقال ولا لا ومابيهم الحقيقة يلي فيه او تاقش فيها
ياسيدي قبلان ترد بس على العنوان ههههههههههههههههههههه
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 17:24 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.07542 seconds with 13 queries