أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 30/03/2005   #1
شب و شيخ الشباب الحق احق ان يتبع
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ الحق احق ان يتبع
الحق احق ان يتبع is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
مشاركات:
274

افتراضي السلسلة الصحيحة في المسيح عليه السلام


هذه هدية لكل نصراني، ولعلها طويلة نسبيا، ولكن لعل الله ان ينفع بها.




ربحت محمداً
ولم أخسر المسيح



بسم الله الرحمن الرحيم

الإهداء

إلى الذين أيقظــوا الشمــس , وأنقــذوا الأمل , وجددوا شـباب الإسلام ...
إلى الذين حرروا عقولهـم مـن قيـود الآبـاء , وقلّبوا وجوههم في السماء ...
حتى اسـتجاب الله لهم الدعـاء ...
إلى إيفلين كوبلد , ومريم جميلة , وصبورة أوريبة ، وسلمى بوافير ...
إلى جيفري لانغ , ومراد هوفمان , ومحمد صديق ، ويوسف إسلام ...
إلى آخريـن لا نعلمهــم , ولا ضير , فالله يعلمهــم .

أســأل الله أن يذيقنا الرحمـة التي ذاقوا لحظة نطقوا :
أشــهد أن لا إلــه إلا الله وأن محمداً رســـول الله .



صفحة من القرآن الكريم
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ، وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ،وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ }( ).
{ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }( ).
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }( ).
{ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }( ).
{ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}( ).
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }( ).

صفحة من الحديث الشريف

(( الأنبياء إخوة ..دينهم واحد..وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم , لأنه لم يكن بيني وبينه نبي )) ( ).
(( بشّر هذه الأمة بالسناء , والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض )) ( ).
(( لَيبلغَنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار , ولا يترك الله بيت مَدَر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين , بعز عزيز أو بذل ذليل , عزاً يُعزّ الله به الإسلام , وذلاً يذل به الكفر )) ( ).
(( لا يزال هذا الدين ظاهراً على كل من ناوَأَه حتى يقوم الدين وأهله ظاهرون )) ( ).
(( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها , وإن أمتي سيبلغ ملكُها ما زُوي لي منها )) ( ).
(( من أسلم من أهل الكتاب , فله أجره مرتين , وله ما لنا وعليه ما علينا )) ( ).
(( والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بُعثت به من أن يُشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة نار )) ( ).

صفحة من العهد القديم

"جاء أمر الرب من سيناء , و أشرق من سعير , وتلألأ من جبل فاران –الحجاز- ومعه عشرة آلاف قدّيس , وفي يمينه نار شريعة لهم" .( )
"بعد المسيح يأتي نبي عربي من بلاد فاران , وعلى اليهود أن يتبعوه , فإنه النبي المنتظر ، وعلامته أنه ينجو من القتل , ثم يعود بعد ذلك بعشرة آلاف قدّيس"( ).
"وحيٌ من جهة بلاد العرب , يا سكّان أرض تيماء ، و في سنة يفنى كل مجد قيدار –أي عدنان-"( ).
"هوذا عبدي ومختاري الذي أعضُدُه . وضعتُ روحي عليه ليخرجَ الحق للأمم … لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض ، وتنتظر الممالك شريعته … لِترفع البرية ومدنها صوتها , والديار التي سكنها قيدار لتترنّم , وسكان (( سلع )) -جبل بيثرب- من على رؤوس الجبال ليهتفوا ويمجّدوا الربّ تمجيداً , ولينشروا تسبيحه في الآفاق"( ).
قلت يكاد القارئ يكمل هذا النص مترنماً :
طلَـعَ البـدرُ علينا من ثنيّــاتِ الــوداعِ
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاعِ
"سوف يأتي "حِمَدا لكل الأمم , وفي هذا المكان أُعطي "السلام"( ).

صفحة من الأناجيل

"أقول لكم الحق : إنه خيرٌ لكم أن أنطلق , لأني إن لم أنطلق لم يأتكم الفارقليط –الأكثر حمداً أي الأحمد-فأمّا إن انطلقت أرسلته إليكم..فإذا جاء فهو يعلّمكم جميع الحق ، لأنه ليس ينطق من عنده"( ).
"عزائي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب فيّ , وسيمتد دينه ويعم العالم بأسره , لأنه هكذا وعد الله أبانا إبراهيم , وإن ما يعزيني هو أن لا نهاية لدينه لأن الله سيحفظه صحيحاً"( ).
"أجاب يسوع إن اسمه عجيب , لأن الله نفسه سمّاه لمّا خلقه , وإن اسمه المبارك محمد . حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: يا الله أرسل لنا رسولك , يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم"( ).
"متى جاء رسول الله يحمل خلاصاً ورحمة لأمم الأرض , الذين يقبلون تعليمه , وسيأتي بقوة على الظالمين , ويبيد عبادة الأصنام"( ).
"إن موسى قال للآباء : إنّ نبياً مثلي سيقيم لكم الربُّ إلهكم من إخوتكم –العرب- له تسمعون في كل ما يكلمكم به"( ).

الإســـلام

"كـم من الأجيال ســتكابد الخـوف والشــقاء
قبل أن يبزغ فجر الإسـلام العظيم الذي يبدو
أن التاريخ بأكملــه يتجــه صوبــه ! وســلام
يومئذ يغمـر الدنيا … وسـلام يغمـر القلوب"
- هربرت ويلز -

وافرحتي بكَ فرحة المظلومِ بالعدل الذي أحيــا دِمـاهْ
وافرحتي بك فرحة المأسور لحظةَ أُطلقت فيها يــداهْ
وافرحتي بك فرحــةَ الطفل المشرّد ضائعاً ألفــى أباهْ
وافرحتي بك فرحــة الظمآن لاحت في الهجير له مياهْ
وا فرحتي بك فرحة الحيرانِ بعد الشكّ قد ألفى هداهْ
فلأَنتَ يا دينَ الهدايــةِ والعدالــة خيرُ مــا وهبَ الإلهْ ( )

***
مقدمــة

ربحت محمداً ولم أخسر المسيح :

لن أشرح العنوان ، أخاف على إشراقه أن يُمَس !
لن أُشرِّحَهُ ، أغار على جماله أن يُنتقص ..
وأعترف أني – في نفسي – قد حاولت ، واستنجدت بمفردات اللغة فما نجحت ، فيا عجز القلم ، ويا عجمة البيان !
وإذا ما عجزت عن بلوغ النجم في ذراه ، فلن أعجز عن الإشارة إلى النجم في سُراه ، ورُبَّ كلمة يبارك الله بها فنقرأ فيها فحوى كتاب ، وكم بارك الله بالسطور التي لا تُرى !
أخي الذي تقرأ معي هذه الكلمات ، ألست معي في أن من ربح محمداً ربح كل خير وحق وجمال ؟ وظفر بكون معنوي كامل قائم بهذا الإنسان الأعظم صلى الله عليه وسلم ؟ ومن شك فليدرس حياته كلها – أقول كلها – بقلب منصف ، وعقل مفتوح فلن يبصر فيها إلا ما تهوى العلا ، ولن يجد فيها إلا كرائم المعاني ، وطهر السيرة والسريرة .
أرأيت العطر ! ألا يغنيك استنشاقه في لحظة عن وصفه في كتاب !؟ فإنك ما إن تقرأ كلامه صلى الله عليه وسلم حتى يتصل بك تيار الروح العظيمة التي أودعت بعض عظمتها في أحاديثها ، فإذا بالقلب يزكو والنفس تطيب ، وإذا بأنوار النبوة تمحو عن النفس حجاب الظلمات ! هكذا يخترق كلام النبوة حجب النفس بعد أن اخترق حجب الزمان .
محظوظون أولئك الذين استطاعوا الرقي إلى عالم النبي ، لأنهم سيشعرون في حضرة عظمته أنهم عظماء ، فالحياة في ظلال الرسول حياة … وإذا كانت حياة الجسم في الروح … فإن حياة الروح في قلب الحبيب المصطفى …
لا يمكن الإحاطة بجوانب عظمة النبي محمد إلا إذا أمكن الإحاطة بجميع أطواء الكون ، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عالَماً في فرد ، فكان بهذا فرداً في العالم( )!
النبوة إشراق سماوي على الإنسانية ، ليقوّمها في سيرها ، ويجذبها نحو الكمال .. والنبي من الأنبياء هو الإنسان الكامل ، الذي يبعثه الله تعالى ليبتدي به النور ، ولتهتدي به خطا العقل في التاريخ ..
لقد كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام النور الذي أشرق في تاريخ الإنسان ، ففيهم تحس صدق النور ، وسر الروعة ، ولطف الجمال الظاهر والباطن … في طهر سيرتهم ، ونقاء سريرتهم ، وعطر أفكارهم ، ويقظة أفئدتهم ، وفي كل حركاتهم وسكَناتهم تلمس إعجاز النبوة العجيب! أليس الله قد اصطنعهم على عينه ، واختارهم ليبلغوا رسالته ؟!
لقد كان الأنبياء هم البدء ، ولا بد للبدء من تكملة ، والتكملة بدأت في يوم حراء ، غرة أيام الدهر ، ففيه تنزلت أنوار الوحي على من استحق بزّة الخاتمية فكان خاتم الأنبياء ، ومن ذا يستحق أن يُختم به الوحي الإلهي غير الصادق الأمين ؟!
الصادق الذي ما كذب مرة قط ، لا على نفسه ، ولا على الناس ، ولا على ربه … ومن منا يستطيع أن يكون صادقاً في أقواله وأفعاله ومشاعره ومواقفه مدى الحياة ؟! اللهم لا يطيق هذا سوى الأنبياء … والأمين الذي كان أميناً في كل شيء وكان قبل كل شيء أميناً على عقول الناس ، وأفكار الناس .
كسفت الشمس يوم توفي ولده إبراهيم ، فقالوا : "كُسفت الشمس لموت إبراهيم" لم يستغل رسول الإنسانية الأمين صلى الله عليه وسلم ضعف الناس فيتخذ من هذه الحادثة الاستثنائية دليلاً على صدق نبوته ، فنبوته حق ، والحق قوي بذاته ، والطبيعة لا تتدخل في أحزان الإنسان ، فجاء البيان النبوي الصادق "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تكسفان لموت أحد" وهيهات أن يقبل الرسول لأصحابه أن يكون الجهل سبباً للإيمان …لم يشغله حزنه الكبير على وفاة طفله الصغير ، عن تصحيح مفهوم خاطئ عند الناس .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أميناً في تبليغ الرسالة كلها ، فلم يُخف من القرآن المنزل عليه آيـة ، ولو لم يكن نبيـاً لما وجدنا في القرآن سورة (مريم) و(آل عمران) .. لو لم يكن نبياً لكتم آياتٍ كثيرةً من مثل هذه الآية الكريمة : { وإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلى نِسَاء الْعَالَمِينَ } ( ). "على نساء العالمين" ! هكذا بهذا الإطلاق الذي رفع السيدة مريم إلى أعلى الآفاق ! أي صدق؟! وأية دلالة على مصدر هذا القرآن وصدق النبي الأميــن ؟ إنه يتلقى الحق من ربــه عن مريـم وعن عيسى عليـه الصلاة والســلام فيعلنه للعالمين ، ولو لم يكن رســولاً مــن الله ما أظهر هذا القول في هذا المجال بحال !
يقول الشاعر الهندي طاغور : "لم ينكر الرسول قصص الأنبياء قبله ، بل تركها كما أملاها الوحي ليظل شاهداً على صدقه وأمانته وإخلاصه" .
إن نبوّة محمد هي نبوّة صدق وأمانة وإيمان ، إنها نبوة تدعو إلى فهم ووعي وهداية ، هداية بالتفكر والتأمل والنظر (فالتفكير يوجب الإسلام والإسلام يوجب التفكير)( ) … (فلا يُخشى على الإسلام من حرية الفكر ، بل يخشى عليه من اعتقال الفكر)( ).
إنها نبوة مبشرة منذرة { إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ( )لا إغراء في هذه النبوة ولا مساومة { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ } ، وإن من لا يصدق هذه النبوة فلن يصدق أي خبر عن الإيمان أو الوجود ، ومن لا ينتفع بعقله وضميره للإيمان بهذه النبوة فلن تنفعه كل المعجزات .
لقد كان القرآن معجزة الإسلام الأولى ، وكان الرسول بذاته وأخلاقه وسيرته وانتشار دعوته معجزة الإسلام الثانية ، وحق للذات التي تجمعت فيها نهايات الفضيلة الإنسانية العليا أن تكون معجزة الإنسانية الخالدة .
يقول أسـتاذ الفلسـفة راما كريشنا راو : ( إن إلقاء نظرة على شخصية محمد تسمح لنا بالإطلاع على عدد كبير من المشاهد : فهناك محمد الرسول ، ومحمد المجاهد ، ومحمد الحاكم ، ومحمد الخطيب ، ومحمد المصلح ، ومحمد ملجأ الأيتام ، ومحمد محرر العبيد ، ومحمد حامي المرأة ، ومحمد القاضي ، ومحمد العابد لله .. كل هذه الأدوار الرائعة تجعل منه أسوة للروح الإنسـانية ) ( )، ويقول الأديب أحمد حسن الزيات : "لما بُعث الرسول الكريم بَعث الحرية من قبرها ، وأطلق العقول من أسرها ، وجعل التنافس في الخير ، والتعاون على البر ، ثم وصل بين القلوب بالمؤاخاة ، وعدل بين الحقوق بالمساواة .. حتى شعر الضعيف أن جند الله قـوتـه ، والفقير أن بيت المال ثروتـه !! والوحيد أن المؤمنين جميعـاً إخوتـه .." ( ).

ضيـف حــراء :
في غار شاهق يقع على الطريق ما بين السماء والأرض تم اللقاء بين محمد القادم من الأرض حاملاً ضراعتها ، وبين جبريل القادم من السماء حاملاً رسالتها ودار الحوار :
الملك جبريل : اقرأ .
النبي محمد : ما أنا بقارئ .
الملك جبريل : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } ( ).
هذه الكلمات هي بسملة سعادة الإنسان ، وهي الأشعة الأولى لأنوار القرآن ، يا لها من براعة استهلال لمقاصد الرسالة ..
من تحت ســن القلـم أبصرتُ بعث الأممِ
(اقرأ) تلاها المصطفـى فكان جيل الأرقـمِ( )
ها هنا في قلب الغار اختُصر تاريخ الإنسان ، فيا له من مكان غمر في جوفه الزمان .
ولقد تكون بعض الأحداث في التاريخ أكبر من التاريخ نفسه !! ويوم حراء أكبر وأخلد من التاريخ . وأكرِم بيوم تم فيه اللقاء بين أمين الأرض وأمين السماء !
( كان العالم كله في غفلة عن ذلك الرجل الذي يأوي إلى غار حراء متوحِّداً في سبيل التوحيد .. وكانت ساعات يرتبط بها تاريخ أحقاب ودهور ، فلما انقضت مدتها لم يبق في الأرض المعمورة غافل عن ضيف ذلك الغـار ، ولم يبق جاهـل بآثـار تلك السـاعات التي كان يقضيها فيـه بالليل والنهار..)( ) .
لقد ( خرج محمد من هذا الغار حقيقة نقية كالسماء الصافية .. خرج قانوناً من قوانين الله التي تُسيِّر الشمس والقمر ، وتمسك السماء والأرض .. يمضي قُدماً إلى الغاية المقدورة مُضيّ النجوم في حُبكها والشمس في فلكها .. هبط الرسول من حراء وقد حمل أمانة الرسالة ، فليت شعري أَهَبط ونفسه قريرةٌ كما ينزل النور من الشمس والقمر ؟ أم نزل ونفسه جائشةٌ كما ينزل الغيث بين الرعد والبرق؟! ما هي المشاعر والأفكار التي كانت تجول في قلبه وقد حمل "قولاً ثقيلاً" لينقذ به العالمين من الظلمات إلى النور ؟! لست أدري .. ولكنه نزل ديناً جديداً .. وعصراً وليداً .. وتاريخاً مديداً .. وإصلاحاً شاملاً وهدى كاملاً .. ورحمةً للعالمين .." ( ).
أيها الغار : يا مأوى محمد .. ويا مطلع النبوة .. ويا بوابة السماء ! كم فجّر الله فيك من ينابيع هدى ، ومن شلالات سناء ( )..
مذ قيل (اقرأ) أشــرقت في الكون شمس الدعوةِ
وســـرى الضياءُ على الوجودِ بأسرهِ في لحظةِ
ومحمد الهـادي ابتدا درب الهــدى من مكـةِ( )
وبعد فهذا الكتاب يذكر كلمة مسلمة في المسيح عليه السلام ، ويذكر أقوالاً مختارة لأناس شرح الله صدورهم للإسلام ، وما أطيب أقوالهم وأخصبها ومن أخصب تخيّر ، بل تحيّر ! .
ويذكر أقوالاً لمساكين قد أبصرت عقولهم ، ولكن عميت قلوبهم ، فضلوا الطريق بعد أن قاربوا المنزل ! وهذا ذنب عقوبته فيه !.
ويذكر أخيراً أقوال مفكرين أبصروا عورات الحضارة الغربية ، وشاهدوا نيران الانهيار الروحي والخلقي والفكري تشبّ في رداء هذه الحضارة فصرخوا بقومهم : هبّوا للنجاة .. هبوا للحياة ..

أختتم تقديمي هذا ببطاقات ثلاث :
الأولى يوقعها شاعر الألمان ( يوهان غوته ) :
"انظر إلى ينبوع الجبل يتدفق صافياً كشعاع دري فوق السحب .. أرضعت ملائكة الخير طفولته في مهده .. ساحباً في أثره أخواتٍ من العيون كأنما هو مرشدها الأمين ..
وأما في البوادي فالرياحين تنبثق عند قدميه ، والمـروج تحيـا مـن أنفاسـه لا يثنيه الوادي الظليل ، ولا الرياحين التي تطوّق ساقيه ، وتحاول أن تستهويه بلحاظها الفواتن ..
وها هو العُباب زاخراً يندفع لا يثنيه ثانٍ مخلفاً وراءه المنارات والصروح .. ذلك هو ( محمد بن عبد الله )"( ).

والبطاقة الثانية يوقعها شاعر الشرق ، الدكتور محمد إقبال :
"لا تعجبوا إذا اقتنصتُ النجوم ، فأنا من أتباع ذلك السيد العظيم ، الذي تشرفت بوطأته الحصباء ، فصارت أعلى قدراً من النجوم .. جاءته بنت حاتم أسيرة، سافرة الوجه ، مطرقةً فاستحيا النبي ، وألقى عليها رداءه .. يا رسول الله : نحن أعرى من السيدة الطائية ! نحن عراة ضعاف أمام أمم العالم ..
إنني مع عُبّاد الظلام في صراع شديد .. فمُدَّ سراجي بزيت منك جديد .. ولا تضن عليّ بشعاع من أشعة شمسك المنيرة للعالم ..
إنني وإن كنت قد أتلفت شبابي ، ولكنني أملك شيئاً اسمه ( القلب ) إنني أغار عليه وأستره ، لأنه يحمل أثراً من حافر جوادك الأصيل ..
يا رب : أنت غني عن العالمين . فاقبل معذرتي يوم الدين .. وإن كان لا بد من حسابي ، فأرجوك يا رب أن تحاسبني بعيداً من المصطفى ، فإني أستحي أن أنتسب إليه ، وأكون في أمته ، وأقترف مثل هذه الذنوب"( )..


والبطاقة الثالثة : أبيات كتبتها بقلمي الصغير الذي غمسته بدواة حب كبير :

حــار فكــري لـســـت أدري مــا أقـــولْ
أيُّ طُـهــــر ضمّـــــه قلــبُ الــرســــولْ
أيُّ نورٍ تــهــتــــدي فــيــــه العـقـــــولْ !
أنت مشـكاة الهدى ، أنت نــبراس الوصـولْ
أيُّ مــــدحٍ كان كُــفْـــــواً في المحافـــلْ
يا رســــولاً بــشّـــرتْ فـيــه الرســــائلْ
أي كــــونٍ نــبـــــويٍّ في الشــــــمـائـلْ
أنت نورٌ .. أنت طهرٌ .. أنت حقٌّ هـَدّ باطلْ ( )
التحيات لله والصلوات والطيبات … السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ما يقول الشـعر لو أثنى وما حيلةُ النثـر أمـام الأنبيـاءْ ؟!
قَدْرهم جلَّ عن الشــعر فهل يُكملُ التاريخُ بَدءَ الشعراءْ ؟!

د. عبد المعطي الدالاتي
حمص – عشية نجاة موسى عليه السلام في عاشوراء
10 / محرم / 1424 هجري
13 / آذار / 2003 غربي

التصور الإسلامي للمسيح

"إن أتباع محمد أوفر أدباً في كلامهم عن المسيح"( )
- برناردشو –

ولد المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من غير أب ! وهو حدث عجيب ! ولكنه ليس أعجب من خلق آدم الذي خلق من غير أب { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }( ) ، وفي هذه الآية نقرأ حُجة دامغة شبهت الغريب بما هو أغرب منه ، فلقد شاءت حكمة الله أن تشهد الإنسانية هذه الولادة العجيبة كي تتلفت من خلالها إلى قدرة الله ، إن عز عليها أن تتلفت إلى العجيبة الأولى – خلق آدم – التي لم يشهدها إنسان ، وثمة حكمة ثانية، وهي إعادة التوازن الروحي لبني إسرائيل الذين غرقوا في المادية ، فكانت ولادة المسيح الخارقة إعلاناً لعالم الروح ، ولما كان المسيح عليه السلام جنيناً صغيراً في بطن أمه الطاهرة ، كان الله يرعاه ، وكان يغذوه من دمها الطاهر الزكي ، وطبيعي أن السماوات والأرض كانت مخلوقة بقدرة الله وحده لما كان المسيح يتخلّق في رحم العذراء البتول( ). { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }( ) وقد تفرّد القرآن الكريم بذكر قصة ولادة المسيح بتفصيل مبين ، وبأسلوب معجز جميل وجليل ، يقول الله تعالى في سورة مريم : { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ، فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ، قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا ، قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ، قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ، فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا، فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا، فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ، فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ، فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا، فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ، وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ، ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ، مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }( ).
وإن دارس القرآن يدرك أن القرآن لم يذكر قصة مولد النبي محمد ، لأنه كان مولداً طبيعياً ، وهذا من أظهر الأدلة على أن القرآن ليس من عنده ، وإلا لاهتم بمولده أكثر من اهتمامه بمولد عيسى بمقتضى الطبيعة البشرية ، والعجيبة الثانية التي ذكرتها الآيات الكريمة أن المسيح عليه السلام قد كلم الناس في المهد ليُبرِّئ ساحة أمه الطاهرة التي قال القرآن فيها { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }( ).
وقد أكد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رفعة السيدة مريم فقال "خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة"( ). والعجيب حقاً أن يتكرر الذكر العطر للسيدة مريم كثيراً في القرآن من دون أن يذكر اسم والدة محمد صلى الله عليه وسلم ! والسؤال الذي يطرح نفسه : لو كان القرآن من عند محمد فهل كان سيَفصلَه عن ذاته فيغفل ذكر أمه ثم يثني على أم رسول آخر ؟! ألا تدل هذه الظاهرة على أن القرآن الكريم قد صدر عن أفق أعلى من ذات النبي محمد ؟.
هذه الصورة الرائعة في القرآن للسيدة مريم على خلاف الصورة اليهودية التي رسمها يهود ، إذ طعنوا في عفتها وافتروا عليها بهتاناً عظيماً ، ومن المفارقات العجيبة التي ألمح إليها الدكتور شوقي أبو خليل ( )أن يعمد القائمون على طباعة الأناجيل المتداولة إلى طباعة العهد القديم كتاب اليهود المقدس ونشره مرفقاً مع العهد الجديد ! وكان الأولى بهم أن يطبعوا وينشروا القرآن الكريم أو سورتي (( مريم )) و(( آل عمران )) في أضعف الإيمان . والمسلمون يقولون كلما ذكر المسيح (( عليه الصلاة والسلام )) على حين نرى أن موسى بن ميمون يقول كلما ذكر المسيح : (( ليهلك اسم الشرير )) وذلك في تلمودهم الذي مُلئ خبثاً وحقداً وشراً .( )
ونتساءل هل يمكن أن يكون الصمت خطيئة !! نعم إذا كان هذا الصمت يحجب الإيمان والحقيقة ، ولكن الصمت مهما طال فستمزقه كلمة حق حين تُقال.
شب المسيح في كنف أمه التي كانت تحوطه وترعاه ، فبادلها حباً بحب وبرٍّ ووفاء وقد سجل القرآن هذا { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا }( ).
أما في إنجيل يوحـنــا (2/3) فقد ورد : "ولما فرغت الخمر قالـت أم يسوع لــه : ليس لهم خمر ، قال لها يسوع : مالي ولك يا امرأة" !

المسيح إنسان ورسول :
أكدت الأناجيل المتداولة بشرية المسيح عليه السلام وأنه (( ابن الإنسان )) في عشرات الآيات . ففي إنجيل متى (8/20) "لطيور السماء أوكار وأما ابن الإنسان فليس له أن يسند رأسه" ، وفي إنجيل يوحنا (8/40) "أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله" ، وفي أعمال الرسل (2/22) ورد : "يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده" .
ولقد كان المسيح عليه السلام كغيره ، يجوع فيأكل الطعام { مَّا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ }( ).
وفي إنجيل متى (21/1 "وفي الصبح إذ كان راجعاً إلى المدينة جاع" .
هذا الإنسان العظيم كان ذا شخصية جذابة وذا خلق كريم ، اصطفاه الله ليكون رسولاً إلى بني إسرائيل يحكمهم بشريعة التوراة وهداية الإنجيل فدعاهم إلى الإيمان بالله وحده ، وإلى إخلاص العبادة له ، وذلك بعد أن انحرف بنو إسرائيل فمنهم من عبد العجل ، ومنهم من قال : عزير ابن الله ، ومنهم من قتل الأنبياء أو افترى عليهم عظيم القول ، ورسالة المسيح عليه السلام كانت خاصة ببني إسرائيل يقول الله تعالى : { وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ، وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ }( ) ، وفي إنجيل متى ورد : "لم أُرسَل إلا إلى خراف بني إسـرائيل الضالـة"( ) ، وقد ذُكرت مهمة المسـيح الرسـاليـة في القـرآن الكريم
{ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْـهُ }( )، كما ذكرت هذه المهمة في الأناجيل ، ففي إنجيل يوحنا ( 17/3 ) "أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" ، وفي إنجيل لوقا (24/19) "يسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً" .
وكسائر الأنبياء الكرام فقد أيد الله رسوله المسيح بمعجزات وآيات ، من ذلك أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله .

دعوة المسيح هي توحيد الله :
طاف المسيح عليه السلام في البلاد سائحاً يدعو العباد إلى التوحيد الخالص وإلى عبادة الله وحده( )، وراح يدعو بني إسرائيل بآيات الإنجيل ، وبمواعظ تسحر الألباب ، لقد كان عليه السلام كالحكمة الطائفة ، وكأنفاس الحياة ، يزرع الخير ويغرس شجرة التوحيد والعبودية لله الواحد الأحد { وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ)( ) ، { لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ }( ).
وفي إنجيل لوقا ( 4/8 ) "إنه مكتوبٌ للرب إلهك تسجد ، وإياه وحده تعبد" .
وفي مُرقس (2/7) : "من يَقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده ؟!" ، وفيه (12/9) : "الربُّ إلهُنا ربٌ واحد" .
وقد سبق أن قرأنا هذه الكلمة : "أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته" والتي يمكن أن نقرأها أيضاً هكذا : "لا إله إلا الله ، والمسيح رسول الله" ..
أما القديس (آريوس ) فيقول : "بما أن الرب واحد وغير مولود كالمسيح فهو الإله الوحيد" ، ويقول المستشرق الشهير غوستاف لوبون : "لا شيء يدل على أن الناس عدّوا يسوع إلهاً في القرن الأول من النصرانية"( ) ، أما شاعر الألمان الأكبر يوهان غوته فيقول : "يسوع كان طاهر الشعور ولم يؤمن إلا بالله الواحد الأحد ، ومن جعل منه إلهاً فقد أساء إليه ، وهكذا فإن الحق هو ما نادى به محمد"( ) .
ويتساءل غوته متعجباً : "تريدين أن تُقدمي إلي هذه الصورة البائسة للمصلوب على الخشب على أنه الله ؟!( ).. إذا كان للرب كفواً أحدٌ أيكون بعدها رباً؟" ( )، وفي المؤتمر الذي عقده أساقفة الأنجليكان في إنجلترا عام 1984 وحضره (31) أسقفاً قرر تسعة عشر منهم أنه يكفي اعتبار المسيح رسولاً عظيماً فحسب( ).

بشارة المسيح ببعثة محمد عليهما السلام :
أنزل الله تعالى ( الإنجيل ) على المسيح { وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ }( ) ، وكلمة (الإنجيل) تعني باليونانية ( الخبر الطيب ) أو ( البشارة الطيبة ) ويبدو أنه قد سمي بهذا الاسم لأنه كان آخر كتاب سماوي بشَّر باقتراب موعد نزول الكتاب الإلهي الخالد ( القرآن الكريم ) ، ولأنه بشَّر أيضاً بقرب بعثة الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ، بدليل قول المسيح عليه السلام { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }( ).
أما القرآن فقد اشتُقّ اسمه من ( القراءة ) بمعنى الاستقراء والتحليل والفهم ، وتأكد هذا المعنى بأن أول كلمة نزلت من القرآن هي ( اقرأ ) وأول أداة ذكرت فيه هي ( القلم ) .
وقد تواترت البشارات في الأناجيل المتداولة ، ففي إنجيل برنابا ( )(36/6) : "قد جاء الأنبياء كلهم إلا رسول الله الذي سيأتي بعدي ، لأن الله يريد ذلك حتى أهيئ طريقه" ، وفيه (44/19) : "إن رسول الله مزدان بروح الفهم والمشورة ، روح الحكمة والقوة ، روح الخوف والمحبة ، روح التبصّر والاعتدال ، ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم" .
وبشارة تواترت تقول "اقترب ملكوت السماوات"( ) ، و "ليأت ملكوتك"( )، والذين بشّروا باقتراب ملكوت السماوات هم يحيى وعيسى عليهما السلام ، وتابعهما الحواريون والتلاميذ ، وفي إنجيل متى نقرأ قول المسيح :
"الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية ، لذلك أقول لكم إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمة تعمل أثماره ، ومن سقط على هذا الحجر يترضّض ومن سقط هو عليه يسحقه"( ).
لقد كانت بعثة المسيح عليه السلام إذن هي المقدمة الأخيرة لمجيء الرسول الخاتم الذي صار (( رأس الزاوية )) وقد صور الرسول صلى الله عليه وسلم الرسالات السماوية في جملتها أحسن تصوير حين قال :
"إنما مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً ، فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة ، فجعل الناس يطوفون به ، ويتعجبون ويقولون هلاّ وُضعت هذه اللبنة ؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين"( ).
يقول الدكتور محمد عبد الله الدراز : "كانت الشرائع السماوية خطوات متصاعدة ولبنات متراكمة في بنيان الدين والأخلاق وسياسة المجتمع . وكانت مهمة اللبنة الأخيرة أنها أكملت البنيان ، وملأت ما بقي فيه من فراغ ، وأنها كانت بمثابة حجر الزاوية الذي يمسك أركان البناء إنها إذاً سياسة حكيمة رسمتها يد العناية الإلهية لتربية البشرية تربية تدريجية لا طفرة فيها ولا ثغرة ، ولا تناقض ولا تعارض ، بل تضافُرٌ وتعانقٌ وثباتٌ واستقرارٌ ، ثم نموٌ واكتمالٌ وازدهار"( ).
لقد اكتمل برسول الله بناء النبوة الشامل ، وبهذا الاكتمال انتهى بناء الصرح العظيم فلا محل لزيادة فيه ، يقول الله تعالى : {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ }( ).
ويقول : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَليْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }( ).

نهايـة المسيح عليه السلام :
لم تكن نهاية السيد المسيح على الأرض أقل عجباً من ولادته ! فبعد أن لاقت دعوته الرفض من يهود ، وبعد أن بهتوا أمه البتول ، فاض حقدهم عليه ، فعزموا على قتله وصلبه ، فنجّاه الله منهم ورفعه إليه ، { وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيماً، وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا }، وفي إنجيل برنابا نقرأ : "دخلت الجنود وألقوا أيديهم على يهوذا لأنه كان شبيهاً بيسوع من كل وجه .. فأخذ الجنود يهوذا وأوثقوه .. وقادوه إلى جبل الجمجمة ، وهناك صلبوه ، ولم يفعل يهوذا شيئاً سوى الصراخ : يا الله لماذا تركتني"( )، وفي هذا العصر برّأت الكنيسة اليهود من دم المسيح ، لاقتناعها ضمناً بأن المصلوب لم يكن المسيح ، وإلا فهل يعقل أن تُفرِّط الكنيسة بدم المسيح هذا التفريط مهما كانت الأسباب ؟! . ونتساءل مع الدكتور سامي عصاصة : "هل اسـتغرق اكتـشـاف هــذا الخطأ ألفي عـام قبــل أن يجري تصحيحه؟! " ( ).
ومثلما تفرّد القرآن الكريم بالحديث عن المسيح قبل مولده ، تفرد أيضاً بالحديث عنه يوم القيامة يوم يقوم الأشهاد . ففي موقف مستقبلي مهيب ، يرسم القرآن الكريم مشهداً جليلاً يصور فيه موقف المسيح مع إخوانه الأنبياء بين يدي الله تعالى يوم الحساب : { وَإِذْ قَالَ اللّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } ( ).
إنه استجوابٌ هائل في موقف مرهوب ، وجوابٌ من المسيح كله أدب مع الله ، (( إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ )) فهو لم يقل في جوابه "لا لم أقله" ! وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى ، وحقاً إن التاريخ يغدو قصة فارغة إذا خلا من أدب الأنبياء ، ومن سير الأنبياء ، ومن تعاليم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .

تاريـخ المسـلم :
وثمة كلمة مسلمة نقولها في المسيح عليه السلام ، إن المسلم لا يكون مسلماً أبداً إن لم يؤمن بأنبياء الله كلهم كإيمانه بمحمد عليه السلام ، فإذا كفر بواحد منهم ، أو تناوله بكلمة سوء واحدة ، فقد انسلخ عن الإسلام ، فمن لا يؤمن برسول من الرسل الكرام هو كمن لا يؤمن به كلهم ، وإن تاريخ المسلم هو تاريخ الرسالات السماوية كلها ، فهو يؤمن بإبراهيم وموسى وعيسى ، وبالتوراة والإنجيل كإيمانه بمحمد وبالقرآن سواء بسواء ، قال الله تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } ( ).
والمسلم يسير أبداً في ركب الأنبياء عليهم السلام ، فهو يترسَّم خُطاهم ، ويعتبر تاريخَهم تاريخَه ، ونحن المسلمين ، مذ كنا صغاراً تفتحت قلوبنا على آدم في جنته ، وعلى نوح في سفينته ، وعلى إبراهيم يحطم الأصنام بساعديه ، وعلى موسى إذ يشق البحر بعصاه ، وعلى عيسى بن مريم إذ أتت به قومها تحمله فكلمهم في المهد ، وعلى محمد في غاره يردّد قول الأمين جبريل : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } .. نحن المسلمين : "إذا حاربنا اليهود تحت راية موسى ، حاربناهم تحت رايـة موســى وعيسـى ومحمد عليهم السلام"( ) ، ونحن المسـلمين لا نعيش – بحمد الله – أية عقيدة تجاه أية رسالة سماوية أو أي رسول ، ونحن كما قال نبينا محمد ، "أولى الناس بعيسى بن مريم" إذ يسكن حبه وحب أمه الطاهرة في أعماقنا، وهذا الحب لا يوازيه إلا محبتنا لسائر الأنبياء الكرام .
هذه هي نظرتنا إلى الأنبياء فهل سينظر أتباعهم إلى نبينا النظرة ذاتها ؟ يقول م. كويت "قد شب أغلب الغربيين على كراهية الإسلام ، بينما شب المسلمون على حب المسيح والإنجيل المنزل عليه"( ) . ويقول البريطاني أرسكين تشايلدرز : "إن العلاقة بين المسلمين وغيرهم لم تكن متوازنة من البداية ! فقد اعترف الإسلام بالديانات السماوية واعتبر الإيمان بأنبيائها جزءاً من سلامة اعتقاد المسلم ، في حين أن أهل هذه الأديان لم يعترفوا بالإسلام ولم يهادنوه يوماً"( ).
ويقول رينيه ديكارت في (مقالة الطريقة ): "نحن والمسلمون في هذه الحياة .. ولكنهم يعملون بالرسالتين العيسوية والمحمدية ، ونحن لا نعمل بالثانية، ولو أنصفنا لكنا معهم جنباً إلى جنب لأن رسالتهم فيها ما يتلاءم مع كل زمان" ، ويقول المسلم د. محمد غريب : "لو عرف المسيحيون الإسلام وأسلموا لأكرموا المسيح عليه السلام أكثر" .
نأمل أن يكون البحث عن الحقيقة هو رائد الناس كل الناس ، ونأمل أن يؤدي الصدق مع الذات إلى مراجعة واعية للمواقف والاعتقادات ، ونرجو أن يؤدي التفكر والحوار الموضوعي دورهما في طريق البحث عن الحقيقة .

***

شهادات الذين أسلموا

"أعظم المعارك يتم خوضها داخل الروح ،
ففيها تصنع الانتصارات والهزائم الكبرى"
- د. عبد الكريم بكار -

كانت حياتهم بلا هدف … فأحبوا أن يكون لها معنى .. كانت أرواحهم مسكونة بالظلام ، فابتغوا لها رزق النور .. كانت قلوبهم تتمرغ في أوحال المادة ، فغسلوها بسبحات الطهر ، وغمسوها في عطور الإيمان ..
حكاياتهم متشابهة رحلة طويلة وشاقة في طريق محفوفةٍ بالشك والشوك ، ثم اللحظة العليا التي يجتازون بها المنعطف الأسمى في حياتهم الذي يحولهم بنقلة واحدة إلى القمة السامقة ! حيث الإسلام ، فيخلعون على عتبته رداء الجهل والحيرة والضياع …
هذا المنعطف الذي أعلنوا فيه شهادة التوحيد ، لا تقاس لحظاته بعقارب الزمن ، بل بدقات القلوب الخافقة الساكنة !.
أي مزيج هذا !؟ سكون كله اضطراب !! واضطراب كله سكون !! إنها لحظة مقدسة من زمن الجنة ، هبطت إلى زمنهم وحدهم من دون الناس جميعاً .. إنها لحظة ملهمة أمدّت عقولهم بحيوية هائلة ، وقوة روحية فيّاضة ، فإذا الدنيا وعُبّادها خاضعون لفيض هذه القوة ..
محظوظون أولئك الذين قُدّر لهم أن يبصروا الإنسان المسلم الجديد لحظة نطقه بالشهادتين .. أنا لست أشك أنَّ ملائكة تهبط في ذلك المكان ، وملائكة تصعد لترفع ذلك الإيمان الغض النديّ إلى الله …
أسأل الله الذي أسعدهم في الدنيا بالإسلام ، أن يسعدهم والقارئ والكاتب في الآخرة برضاه …
* المفكر محمد أسد (ليوبولد فايس)

رُبَّ سارٍ والسُّحْبُ قد لَفَّت النّجم
فحـار السـارونَ عبر القفـارِ

سَـفَرَ الفجـرُ فاسـتبانَ خُـطاه
فـرآها اهتـدتْ بـلا إبصـارِ

- الشاعر عمر الأميري –
نمساوي ينحدر من أبوين يهوديين ، درس الفلسفة والفن في جامعة فيينا ثم اتجه للصحافة فبرع فيها ، وغدا مراسلاً صحفياً في الشرق العربي والإسلامي ، فأقام مدة في القدس ، ثم زار القاهرة فالتقى بالإمام مصطفى المراغي ، فحاوره حول الأديان ، فانتهى إلى الاعتقاد بأن "الروح والجسد في الإسلام هما بمنزلة وجهين توأمين للحياة الإنسانية التي أبدعها الله" ثم بدأ بتعلم اللغة العربية في أروقة الأزهر ، وهو لم يزل بعدُ يهودياً .
قصتــه مع الإســلام
كان ليوبولد فايس رجل التساؤل والبحث عن الحقيقة ، وكان يشعر بالأسى والدهشة لظاهرة الفجوة الكبيرة بين واقع المسلمين المتخلف وبين حقائق دينهم المشعة ، وفي يوم راح يحاور بعض المسلمين منافحاً عن الإسلام ، ومحمّلاً المسلمين تبعة تخلفهم عن الشهود الحضاري ، لأنهم تخلّفوا عن الإسلام ففاجأه أحد المسلمين الطيبين بهذا التعليق "فأنت مسلم ، ولكنك لا تدري !" .
فضحك قائلاً : "لست مسلماً ، ولكنني شاهدت في الإسلام من الجمال ما يجعلني أغضب عندما أرى أتباعه يضيّعونه" .
ولكن هذه الكلمة هزت أعماقه ، ووضعته أمام نفسه التي يهرب منها ، وظلت تلاحقه من بعد حتى أثبت القدر صدق قائلها الطيب ، حين نطق ( محمد أسد ) بالشهادتين( ).
هذه الحادثة تعلّمنا ألا نستهين بخيرية وبطاقات أي إنسان ، فنحن لا ندري من هو الإنسان الذي سيخاطبنا القدر به ، ومن منا لم يُحدث انعطافاً في حياته كلمةٌ أو موقفٌ أو لقاء ؟! من منا يستطيع أن يقاوم في نفسه شجاعة الأخذ من الكرماء ؟!
لقد جاء إسلام محمد أسد رداً حاسماً على اليأس والضياع ، وإعلاناً مقنعاً على قدرة الإسلام على استقطاب الحائرين الذين يبحثون عن الحقيقة وعن المصير … يقول الدكتور عبد الوهاب عزام : "إنه استجابةُ نفس طيبة لمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ، وإعجابُ قلب كبير بالفطرة السليمة ، وإدراك عقل منير للحق والخير والجمال"( ).
قام محمد أسد بعد إسلامه بأداء فريضة الحج ، كما شارك في الجهاد مع عمر المختار ، ثم سافر إلى باكستان فالتقى شاعر الإسلام محمد إقبال ، ثم عمل رئيساً لمعهد الدراسات الإسلامية في لاهور حيث قام بتأليف الكتب التي رفعته إلى مصاف ألمع المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث ، وأشهرها كتابه الفذ (الإسلام على مفترق الطرق) وله كتاب (الطريق إلى مكة) ، كما قام بترجمة معاني القرآن الكريم وصحيح البخاري إلى اللغة الإنجليزية .
لقد كان محمد أسد طرازاً نادراً من الرحالة في عالم الأرض ، وفي عالم الفكر والروح …
يقول محمد أسد :
"جاءني الإسلام متسللاً كالنور إلى قلبي المظلم ، ولكن ليبقى فيه إلى الأبد والذي جذبني إلى الإسلام هو ذلك البناء العظيم المتكامل المتناسق الذي لا يمكن وصفه ، فالإسلام بناء تام الصنعة ، وكل أجزائه قد صيغت ليُتمَّ بعضها بعضاً… ولايزال الإسلام بالرغم من جميع العقبات التي خلّفها تأخر المسلمين أعظم قوة ناهضة بالهمم عرفها البشر ، لذلك تجمّعت رغباتي حول مسألة بعثه من جديد"( ).
"إن الإسلام يحمل الإنسان على توحيد جميع نواحي الحياة … إذ يهتم اهتماماً واحداً بالدنيا والآخرة ، وبالنفس والجسد ، وبالفرد والمجتمع ، ويهدينا إلى أن نستفيد أحسن الاستفادة مما فينا من طاقات ، إنه ليس سبيلاً من السبل ، ولكنه السبيل الوحيد ، وإن الرجل الذي جاء بهذه التعاليم ليس هادياً من الهداة ولكنه الهادي" .
"إن الرجل الذي أُرسل رحمة للعالمين ، إذا أبينا عليه هُداه ‘ فإن هذا لا يعني شيئاً أقل من أننا نأبى رحمة الله !"( ).
"الإسلام ليس فلسفة ولكنه منهاج حياة .. ومن بين سائر الأديان نرى الإسلام وحده ، يعلن أن الكمال الفردي ممكن في الحياة الدنيا ، ولا يؤجَّل هذا الكمال إلى ما بعد إماتة الشهوات الجسدية ، ومن بين سائر الأديان نجد الإسلام وحده يتيح للإنسان أن يتمتع بحياته إلى أقصى حدٍ من غير أن يضيع اتجاهه الروحي دقيقة واحدة ، فالإسلام لا يجعل احتقار الدنيا شرطاً للنجاة في الآخرة .. وفي الإسلام لا يحق لك فحسب ، بل يجب عليك أيضاً أن تفيد من حياتك إلى أقصى حدود الإفادة .. إن من واجب المسلم أن يستخرج من نفسه أحسن ما فيها كيما يُشرّف هذه الحياة التي أنعم الله عليه بها ، وكيما يساعد إخوانه من بني آدم في جهودهم الروحية والاجتماعية والمادية .
الإسلام يؤكد في إعلانه أن الإنسان يستطيع بلوغ الكمال في حياته الدنيا ، وذلك بأن يستفيد استفادة تامة من وجوه الإمكان الدنيوي في حياته هو"( ).
ويصف محمد أسد إفاضته مع الحجيج من عرفات فيقول : "ها نحن أولاء نمضي عجلين ، مستسلمين لغبطة لا حد لها ، والريح تعصف في أذني صيحة الفرح . لن تعود بعدُ غريباً ، لن تعود … إخواني عن اليمين ، وإخواني عن الشمال ، ليس بينهم من أعرفه ، وليس فيهم من غريب ! فنحن في التيار المُصطخِب جسد واحد ، يسير إلى غاية واحدة ، وفي قلوبنا جذوة من الإيمان الذي اتقد في قلوب أصحاب رسول الله … يعلم إخواني أنهم قصّروا ، ولكنهم لا يزالون على العهد ، سينجزون الوعد( )".
"لبيك اللهم لبيك" لم أعد أسمع شيئاً سوى صوت "لبيك" في عقلي ، ودويّ الدم وهديره في أذني … وتقدمت أطوف ، وأصبحت جزءاً من سيل دائري! لقد أصبحت جزءاً من حركة في مدار ! وتلاشت الدقائق .. وهدأ الزمن نفسه .. وكان هذا المكان محور العالم( )".
ويسلط محمد أسد الضوء على سبيل النجاة من واقعنا المتردي فيكتب "ليس لنا للنجاة من عار هذا الانحطاط الذي نحن فيه سوى مخرج واحد ؛ علينا أن نُشعر أنفسنا بهذا العار ، بجعله نصب أعيننا ليل نهار ! وأن نَطعم مرارته … ويجب علينا أن ننفض عن أنفسنا روح الاعتذار الذي هو اسم آخر للانهزام العقلي فينا ، وبدلاً من أن نُخضع الإسلام باستخذاء للمقاييس العقلية الغربية ، يجب أن ننظر إلى الإسلام على أنه المقياس الذي نحكم به على العالم ..
أما الخطوة الثانية فهي أن نعمل بسنة نبينا على وعي وعزيمة…"( ) .
وأخيراً يوصينا محمد أسد بهذه الوصية "يجب على المسلم أن يعيش عالي الرأس ، ويجب عليه أن يتحقق أنه متميز ، وأن يكون عظيم الفخر لأنه كذلك ، وأن يعلن هذا التميز بشجاعة بدلاً من أن يعتذر عنه !"( ).

* الدكتور جيفري لانغ
بروفسور أمريكي في الرياضيات ، أسلم ووضع كتابه (الصراع من أجل الإيمان) الذي ضمّنه قصة إسلامه ، وأصدر مؤخراً كتاب (حتى الملائكة تسأل – رحلة الإسلام إلى أمريكا) .
يحدثنا د. جيفري لانغ عن إسلامه :
"لقد كانت غرفة صغيرة ، ليس فيها أثاث ما عدا سجادة حمراء ، ولم يكن ثمة زينة على جدرانها الرمادية ، وكانت هناك نافذة صغيرة يتسلّل منها النور … كنا جميعاً في صفوف ، وأنا في الصف الثالث ، لم أكن أعرف أحداً منهم ، كنا ننحني على نحو منتظم فتلامس جباهنا الأرض ، وكان الجو هادئاً ، وخيم السكون على المكان ، نظرت إلى الأمام فإذا شخص يؤمّنا واقفاً تحت النافذة ، كان يرتدي عباءة بيضاء … استيقظت من نومي ! رأيت هذا الحلم عدة مرات خلال الأعوام العشرة الماضية ، وكنت أصحو على أثره مرتاحاً .
في جامعة (سان فرانسيسكو) تعرفت على طالب عربي كنت أُدرِّسُهُ ، فتوثقت علاقتي به ، وأهداني نسخة من القرآن ، فلما قرأته لأول مرة شعرت كأن القرآن هو الذي "يقرأني" !.
وفي يوم عزمت على زيارة هذا الطالب في مسجد الجامعة ، هبطت الدرج ووقفت أمام الباب متهيباً الدخول ، فصعدت وأخذت نفساً طويلاً ، وهبطت ثانية لم تكن رجلاي قادرتين على حملي ! مددت يدي إلى قبضة الباب فبدأت ترتجف، ثم هرعت إلى أعلى الدرج ثانية … شعرت بالهزيمة ، وفكرت بالعودة إلى مكتبي .. مرت عدة ثوانٍ كانت هائلة ومليئة بالأسرار اضطرتني أن أنظر خلالها إلى السماء ، لقد مرت عليّ عشر سنوات وأنا أقاوم الدعاء والنظر إلى السماء ! أما الآن فقد انهارت المقاومة وارتفع الدعاء : "اللهم إن كنت تريد لي دخول المسجد فامنحني القوة" ، نزلت الدرج ، دفعت الباب ، كان في الداخل شابان يتحادثان . ردا التحية ، وسألني أحدهما : هل تريد أن تعرف شيئاً عن الإسلام؟ أجبت : نعم ، نعم .. وبعد حوار طويل أبديت رغبتي باعتناق الإسلام فقال لي الإمام : قل أشهد ، قلت : أشهد ، قال : أن لا إله ، قلت : أن لا إله - لقد كنت أؤمن بهذه العبارة طوال حياتي قبل اللحظة – قال : إلا الله ، رددتها ، قال : وأشهد أن محمداً رسول الله ، نطقتها خلفه .
لقد كانت هذه الكلمات كقطرات الماء الصافي تنحدر في الحلق المحترق لرجل قارب الموت من الظمأ … لن أنسى أبداً اللحظة التي نطقت بها بالشهادة لأول مرة ، لقد كانت بالنسبة إليّ اللحظة الأصعب في حياتي ، ولكنها الأكثر قوة وتحرراً . بعد يومين تعلمت أول صلاة جمعة ، كنا في الركعة الثانية ، والإمام يتلو القرآن ، ونحن خلفه مصطفون ، الكتف على الكتف ، كنا نتحرك وكأننا جسد واحد ، كنت أنا في الصف الثالث ، وجباهنا ملامسة للسجادة الحمراء ، وكان الجو هادئاً والسكون مخيماً على المكان !! والإمام تحت النافذة التي يتسلل منها النور يرتدي عباءة بيضاء ! صرخت في نفسي : إنه الحلم ! إنه الحلم ذاته … تساءلت : هل أنا الآن في حلم حقاً ؟! فاضت عيناي بالدموع ، السلام عليكم ورحمة الله ، انفتلتُ من الصلاة ، ورحت أتأمل الجدران الرمادية ! تملكني الخوف والرهبة عندما شعرت لأول مرة بالحب ، الذي لا يُنال إلا بأن نعود إلى الله" ( ).
برفّـة روحـي ، وخفقـة قلبي بســرٍّ سـرى في كياني يـلبّي
سـألتكَ ربّـي لترضـى ، وإنـي لأرجـو رضـاك إلهي بحبــي
وأعذبُ نجوى سرَت في جَناني وهزّتْ كياني "أحبـك ربـي"( )
وطبيعي أن تنهال الأسئلة على الدكتور جيفري لانغ باحثة عن سر إسلامه فكان يجيب :
"في لحظة من اللحظات الخاصة في حياتي ، منّ الله بواسع علمه ورحمته عليّ ، بعد أن وجد فيّ ما أكابد من العذاب والألم ، وبعد أن وجد لدي الاستعداد الكبير إلى مَلء الخواء الروحي في نفسي ، فأصبحت مسلماً … قبل الإسلام لم أكن أعرف في حياتي معنى للحب ، ولكنني عندما قرأت القرآن شعرت بفيض واسع من الرحمة والعطف يغمرني ، وبدأت أشعر بديمومة الحب في قلبي ، فالذي قادني إلى الإسلام هو محبة الله التي لا تقاوَم"( ).
"الإسلام هو الخضوع لإرادة الله ، وطريق يقود إلى ارتقاء لا حدود له ، وإلى درجات لا حدود لها من السلام والطمأنينة .. إنه المحرك للقدرات الإنسانية جميعها ، إنه التزام طوعي للجسد والعقل والقلب والروح"( ) .
"القرآن هذا الكتاب الكريم قد أسرني بقوة ، وتملّك قلبي ، وجعلني أستسلم لله ، والقرآن يدفع قارئه إلى اللحظة القصوى ، حيث يتبدّى للقارئ أنه يقف بمفرده أمام خالقه( )، وإذا ما اتخذت القرآن بجدية فإنه لا يمكنك قراءته ببساطة ، فهو يحمل عليك ، وكأن له حقوقاً عليك ! وهو يجادلك ، وينتقدك ويُخجلك ويتحداك … لقد كنت على الطرف الآخر ، وبدا واضحاً أن مُنزل القرآن كان يعرفني أكثر مما أعرف نفسي … لقد كان القرآن يسبقني دوماً في تفكيري ، وكان يخاطب تساؤلاتي … وفي كل ليلة كنت أضع أسئلتي واعتراضاتي ، ولكنني كنت أكتـشف الإجابــة في اليوم التالي … لقد قابلت نفسي وجهاً لوجه في صفحات القرآن.."( ).
"بعد أن أسلمت كنت أُجهد نفسي في حضور الصلوات كي أسمع صوت القراءة ، على الرغم من أني كنت أجهل العربية ، ولما سُئلت عن ذلك أجبت : لماذا يسكن الطفل الرضيع ويرتاح لصوت أمه ؟ أتمنى أن أعيش تحت حماية ذلك الصوت إلى الأبد"( ).
"الصلاة هي المقياس الرئيس اليومي لدرجة خضوع المؤمن لربه ، ويا لها من مشاعر رائعة الجمال ، فعندما تسجد بثبات على الأرض تشعر فجأة كأنك رُفعت إلى الجنة، تتنفس من هوائها ، وتشتمُّ تربتها ، وتتنشق شذا عبيرها ، وتشعر وكأنك توشك أن ترفع عن الأرض ، وتوضع بين ذراعي الحب الأسمى والأعظم"( ).
"وإن صلاة الفجر هي من أكثر العبادات إثارة ، فثمة دافع ما في النهوض فجراً – بينما الجميع نائمون – لتسمع موسيقا القرآن تملأ سكون الليل ، فتشعر وكأنك تغادر هذا العالم وتسافر مع الملائكة لتمجّد الله عند الفجر"( ).
ونختم الحديث عن د. جيفري لانغ بإحدى نجاواه لله : "يا ربي إذا ما جنحتُ مرة ثانية نحو الكفر بك في حياتي ، اللهم أهلكني قبل ذلك وخلصني من هذه الحياة . اللهم إني لا أطيق العيش ولو ليوم واحد من غير الإيمان بك"( ).

* الداعية يوسف إسلام (كات ستيفنز)
المغني البريطاني الشهير ، لُقب بمطرب القارتين ، وحاز على 17 أسطوانة ذهبية ، بعد إسلامه أنشأ مدرسة إسلامية للأطفال في لندن ، وأنشأ مؤخراً ثانوية للبنات وأخرى للبنين ، وهي الأولى من نوعها في بريطانية .
كان كات ستيفنز يسبح يوماً في البحر ، فأوشك على الغرق ، فدعا ربه دعاء مضطر غريق : "يا رب إن أنقذتني فسوف أخدم دينك الحق" فجاءته موجة قوية حملته وقذفت به على الشاطئ ، ثم حملته موجة الهداية إلى شاطئ الإسلام ، وذلك بعد أن أصيب بمرض السل ، فأهداه أخوه – وكان في زيارة للقدس – نسخة من معاني القرآن الكريم ، فلما شرع في قراءتها تذكر عهده مع ربه ، وعرف أن الدين الحق الذي خُلق ليخدمه هو الإسلام ، يقول : "لما قرأت القرآن اكتشفت معنى الخلق والحياة ، وأيقنت أنه ليس من كلام البشر ، ووجدت التوحيد فيه يتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، لقد شعرت كأن القرآن يخاطبني ، فكلماته كانت قريبة مني مع كونها مخالفة تماماً لكل ما قرأته من قبل ، لقد أجاب القرآن على تساؤلاتي ، وبذلك شعرت بالسعادة ، سعادة العثور على الحقيقة" .
بعد إشهار إسلامه ، وكما يُتوقع ، تخلّعت صحافة الغرب وتقيأت كالسكير ، وشنّت عليه حملات التشويه ، فلم يكترث (يوسف إسلام) بها ، وتابع خُطاه في الارتقاء ، وهجر اللذات ليمارس الذات .
قالـوا : غريبُ الـدار يحيا وحـدَه وجفــاه صحبُـهْ
قالوا : نفته الأرض مُذ عشــق السـما والذنبُ ذنبـُهْ
لا الشرق قد أضحى له شرقاً ، وليس الغربَ غربُـهْ
هي غربـة الأطهــار في ملكوتهـا يرتــاح قلبـُهْ
يرقى المعارج ، من ذُراه يسـير والأكـوان ركبُــهْ ( )

ثم أسلم شقيقة من بعد ، كما أسلمت والدتهما ، أما والده فقد أدركته رحمة الله فاعتنق الإسلام قبل وفاته بثلاثة أيام .
ثم غدا يوسف من كبار الدعاة إلى الإسلام في أوربة ، وتزوج من مسلمة ، ورزق منها خمسة أولاد .
يقول :
"قبل الإسلام كنت مثل السفينة التي تجري في البحر ، ولكن بدون اتجاه وبعد أن درست القرآن الكريم نطقت بالشهادتين ، فولدت من جديد ، ورحت أدرس سيرة الرسول * فأدركت الثروة الهائلة في حياته وسنته" ( ).
"هزني تعريف القرآن بخالق الكون ، فقد اكتشفت الإسلام عبر القرآن ، وليس من أعمال المسلمين ! أيها المسلمون ! كونوا مسلمين حقاً حتى يتمكن الإسلام من الانتشار في العالم كله ، فالإسلام هو السلام لكل العالم"( ) .
"أدركت وأنا في المدرسة أن هناك فرقاً كبيراً بين دروس الدين ودروس العلوم الأخرى كالحساب ، في حصة الدين تعلمنا أن 3=1 ، وهذا غير صحيح في دروس الرياضيات ! وأخيراً وجدت الواحد واحداً في الإسلام" ( ) .

* الدكتـور مـراد هوفمـان
دكتور في القانون من جامعة هارفرد ، وسفير ألمانية في المغرب ، من مؤلفاته (يوميات مسلم ألماني) ، و(الإسلام عام ألفين) و(الطريق إلى مكة) وكتاب (الإسلام كبديل) الذي أحدث ضجة كبيرة في ألمانية .
قبل إسلامه تعرض لحادث مرور مروّع ، فقال له الجراح بعد أن أنهى إسعافه : "إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد ، وإن الله يدّخر لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جداً"( ).
لما أشهر إسلامه حاربته الصحافة الألمانية محاربة ضارية ، وحتى أمه لما أرسل إليها رسالة أشاحت عنها وقالت "ليبق عند العرب !( ).
قال لي صاحـبي أراك غريبـاً بيـن هــذا الأنام دون خليلِ
قلت : كلا ، بـل الأنـامُ غريبٌ أنا في عالمي وهذي سـبيلي ( )
ولكن هوفمان لم يكترث بكل هذا ، يقول : "عندما تعرضت لحملة طعن وتجريح شرسة في وسائل الإعلام بسبب إسلامي ، لم يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم اكتراثي بهذه الحملة ، وكان يمكن لهم العثور على التفسير في هذه الآية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ( ) .
يتحدث هوفمان عن التوازن الكامل والدقيق بين المادة والروح في الإسلام فيقول : "ما الآخرة إلا جزاء العمل في الدنيا ، ومن هنا جاء الاهتمام في الدنيا ، فالقرآن يلهم المسلم الدعاء للدنيا ، وليس الآخرة فقط { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً } وحتى آداب الطعام والزيارة تجد لها نصيباً في الشرع الإسلامي"( ).
"إن الانتشار العفوي للإسلام هو سمة من سماته على مر التاريخ ، وذلك لأنه دين الفطرة المنزّل على قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم " ( ).
"الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة ، وله تميزه في جعل التعليم فريضة ، والعلم عبادة … وإن صمود الإسلام ورفضه الانسحاب من مسرح الأحداث ، عُدَّ في جانب كثير من الغربيين خروجاً عن سياق الزمن والتاريخ ، بل عدّوه إهانة بالغة للغرب !!( ) ".
"من أكثر ما يُذهل المستشرق في القرآن ، تفصيله الدقيق لحماية الأقليات من أهل الكتاب في المجتمع الإسلامي ، وفي ذلك الدليل الساطع على سعة هذا الدين وتسامحه"( ) .
"في عيد الأضحى ينظر العالم الغربي إلى تضحية المسلمين بحيوان على أنه عمل وحشي ، وذلك على الرغم من أن الغربي ما يزال حتى الآن يسمي صلاته (قرباناً) ! وما يزال يتأمل في يوم الجمعة الحزينة لأن الرب (ضَحَّى) بابنه من أجلنا!!"( ).
"لا تستبعد أن يعاود الشرق قيادة العالم حضارياً ، فما زالت مقولة (( يأتي النور من الشرق )) صالحة( ) … إن الله سيعيننا إذا غيرنا ما بأنفسنا ، ليس بإصلاح الإسلام ، ولكن بإصلاح موقفنا وأفعالنا تجاه الإسلام( )… وإذا ما أراد المسلمون حواراً حقيقياً مع الغرب ، عليهم أن يثبتوا وجودهم وتأثيرهم ، وأن يُحيوا فريضة الاجتهاد ، وأن يكفوا عن الأسلوب الاعتذاري والتبريري عند مخاطبة الغرب ، فالإسلام هو الحل الوحيد للخروج من الهاوية التي تردّى الغرب فيها ، وهو الخيار الوحيد للمجتمعات الغربية في القرن الحادي والعشرين"( ).

* العلامة الدكتور عبد الكريم جرمانوس
عالم مجري ، وصفه العقاد بأنه (( عشرة علماء في واحد )) أتقن ثماني لغات وألف بها ، وهي العربية والفارسية والتركية والأوردية والألمانية والمجرية والإيطالية والإنجليزية ، وكان عضواً في مجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وبغداد والرباط، وله أكثر من مائة وخمسين كتاباً بمختلف اللغات ، منها (( معاني القرآن )) و(( شوامخ الأدب العربي )) و(( الله أكبر )) و(( الحركات الحديثة في الإسلام )) .
يقول الدكتور عبد الكريم جرمانوس : "حَبب لي الإسلام أنه دين الطهر والنظافة : نظافة الجسم والسلوك الاجتماعي والشعور الإنساني ، ولا تستهن بالنظافة الجسمية فهي رمز ولها دلالتها"( ).
"أَلفيت في قلوب المسلمين كنوزاً تفوق في قيمتها الذهب ، فقد منحوني إحساس الحب والتآخي ، ولقنوني عمل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى المسلمين أن يعضوا بالنواجذ على القيم الخلقية التي يمتازون بها ، ولا ينبهروا ببريق الغرب ، لأنه ليس أكثر من بريقٍ خاوٍ زائف" ( ).
"لا يوجد في تعاليم الإسلام كلمة واحدة تعوق تقدم المسلم ، أو تمنع زيادة حظه من الثروة أو القوة أو المعرفة ، وليس في تعاليم الإسلام ما لا يمكن تحقيقه عملياً ، وهي معجزة عظيمة يتميز بها عن سواه ، فالإسلام دين الذهن المستنير ، وسيكون الإسلام معتقد الأحرار" .
"لقد تمنيت أن أعيش مائة عام ، لأحقق كل ما أرجوه لخدمة لغة القرآن الكريم ، فدراسة لغة الضاد تحتاج إلى قرن كامل من الترحال في دروب جمالها وثقافتها"( ) .

* مالكولـم إكـس
زعيم من الملوّنين الأمريكيين ، كان يُلقَّب قبل إسلامه بالشيطان و (( أحمر دويترويت )) إذ كان زعيماً عنصرياً متطرفاً في عداوته للبيض ، ولكنه عدل عن هذا النهج بعد إسلامه ، وبعد رحلته للحج خاصة إذ غمرته أخوّة المسلمين البيض تحت مظلة الإسلام ، فأرسل إلى أتباعه من مكة رسالة يبين فيها انعطاف مساره ، يقول فيها "ما رأيت قط كرماً أصيلاً ، ولا روحاً غامرة من الأخوة كهذه التي تسود هنا بين الناس من كل لون وجنس ، في هذه الأرض المقدسة ، وطن إبراهيم ومحمد … فها هنا عشرات الألوف من الحجاج قدموا من كل أنحاء العالم ، ليؤدّوا المناسك نفسها بروح من الوحدة والأخوة ، ما كنت أظن – بحكم خبراتي في أمريكا – أنها يمكن أن تنشأ بين البيض والسود … وإن أمريكا في حاجة إلى أن تفهم الإسلام ، لأنه هو الدين الوحيد الذي يمكن أن يمحو المشكلة العنصرية في مجتمعها … لقد تقابلت مع مسلمين بيض وتحدثت معهم ، بل تناولت الطعام معهم ! ولكن النزعة العنصرية محاها من أذهانهم دين الإسلام .. إننا هنا نصلي لإله واحد ، مع أخوة مسلمين لهم أعين زرقاء كأصفى ما تكون الزرقة ، ولهم بشرة بيضاء كأنصع ما يكون البياض .." ( ).
قلت : عجباً لأمر الإسلام ! كيف حوّل الحقد الأسود في قلب هذا الزعيم إلى حب أبيض فياض .. لم يستطع أن يعبر عنه إلا بهذه التداعيات التي ختم بها رسالته ؟! … لقد غدت نيته بالإسلام بيضاء ، وأشد بياضاً من لون بشرة أعدائه السابقين ، إنه الإسلام دين الإنسان .
"في مجتمع الإسلام لا يشعر أي إنسان بأي تمييز ، فلا توجد في الإسلام عقدة الاستعلاء ، ولا عقدة النقص" ( ).

* المهندس اللورد هيدلي
من أغنى البريطانيين ، ومن أرفعهم حسباً ، درس الهندسة في كامبردج ، أسلم وأصدر مجلة ( The Islamic Reneu ) وأصدر كتاب (إيقاظ العرب للإسلام) و(رجل غربي يصحو فيعتنق الإسلام) ، وقد كان لإسلامه صدى كبير في إنكلترا .
"لا ريب إن أسعد أيام حياتي هو اليوم الذي جاهرت فيه على رؤوس الأشهاد بأنني اتخذت الاسلام ديناً ( )، فإذا كنت قد ولدت مسيحياً ، فهذا لا يحتم عليّ أن أبقى كذلك طوال حياتي ، فقد كنت لا أعرف كيف أستطيع أن أؤمن بالمبدأ القائل : إذا لم تأكل جسد المسيح ، وتشرب دمه ، فلن تنجو من عذاب جهنم الأبدي ! إنني بإسلامي أعتبر نفسي أقرب إلى النصرانية الحقة مما كنت من قبل ، ومن يعادي النصرانية الحقة فلا أمل فيه … لم أولد في الخطيئة ، ولست مولود سخط وغضب ، ولا أحب أن أكون مع الخاطئين( ).. لقد تملك الإسلام لبي حقاً ، وأقنعني نقاؤه ، فأصبح حقيقة راسخة في عقلي وفؤادي ، اذ التقيت بسعادة وطمأنينة ما رأيتهما قط من قبل( )" .
"بما أننا نحتاج إلى نموذج كامل ليفي بحاجاتنا في خطوات الحياة ، فحياة النبي تسد تلك الحاجة ، فهي كمرآة نقية تعكس علينا الأخلاق التي تكون الإنسانية، ونرى ذلك فيها بألوان وضاءة( ).. خذ أي وجه من وجوه الآداب ، تتأكد بأنك تجده موضحاً في إحدى حوادث حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ".
"الإسلام هو الدين الذي يجعل الإنسان يعبد الله حقيقة مدى الحياة ! لا في أيام الآحاد فقط … أصبحت كرجل فر من سرداب مظلم إلى فسيح من الأرض تنيره شمس النهار ، وأخذ يستنشق هواء البحر النقي الخالص"( ).
وكـم ذا شردتُ ، وهـا إنني هجرتُ إليكَ جميـع الدروبْ
وأثبتُّ قلبي بـدرب الهـوى مناراً يَلُمُّ شـتـاتَ القلـوبْ
أيُرضيك عني فـؤادٌ غــدا بحبك – ربي – غريق الطيوبْ( )

* الفنان الفرنسي ناصر الدين دينيه
ألفونس إيتان دينيه ، من كبار الفنانين والرسامين العالميين ، دُونت أعماله في معجم (لاروس) ، وتزدان جدران المعارض الفنية في فرنسة بلوحاته الثمينة ، وفيها لوحته الشهيرة (غادة رمضان) وقد أبدع في رسم الصحراء . كما ألّف بعد إسلامه العديد من الكتب القيمة ، منها كتابه الفذ (أشعة خاصة بنور الإسلام) وله (ربيع القلوب) و(الشرق كما يراه الغرب) و(محمد رسول الله) و(الحج إلى بيت الله الحرام) وقد أحدثت كتبه دوياً في دوائر المستشرقين . يقول دينيه :
"لقد أكد الإســلام من الساعة الأولى لظهوره أنه دينٌ صالحٌ لكل زمان ومكان ، إذ هو دين الفطرة ، والفطرة لا تختلف في إنسان عن آخر ، وهو لهذا صالح لكل درجة من درجة الحضارة( )… لقد كان النبي يُعنى بنفسه عناية تامة ، وقد عُرف له نمط من التأنق على غاية من البساطة ، ولكن على جانب كبير من الذوق والجمال" .
"إن حركات الصلاة منتظمة تفيد الجسم والروح معاً ، وذات بساطة ولطافة وغير مسبوقة في صلاة غيرها"( ).
"إن تعدد الزوجات عند المسلمين أقل انتشاراً منه عند الغربيين الذين يجدون لذة الثمرة المحرمة عند خروجهم عن مبدأ الزوجة الواحدة ، وهل حقاً إن المسيحية قد منعت تعدد الزوجات ؟! وهل يستطيع شخص أن يقول ذلك دون أن يأخذ منه الضحك مأخذه ؟! إن تعدد الزوجات قانون طبيعي ، وسيبقى ما بقي العالم ، إن نظرية الزوجة الواحدة أظهرت ثلاث نتائج خطيرة : العوانس ، والبغايا، والأبناء غير الشرعيين".( )

* الداعية عبد الله كوليام
أول مسلم إنجليزي دعا إلى الإسلام ، أسلم على يديه اللورد هيدلي ، واللورد ستانلي أولدرلي ، وأصدر كتاب (العقيدة الإسلامية) ، وقد لقي عبد الله بعد إسلامه من الأذى الكثير الكثير ! وهذه صورة يرسمها لنا :
"ومما أوذينا به أن أولئك الأشرار كانوا يلقون الأقذار على المصلين في أثناء الصلاة ، وينثرون الزجاج المكسور على السجاد ليجرحوا جباهنا ! ولقد دخلت المسجد مرة أنا وأخواني لأُلقي عليهم محاضرة ، فرأيت في المسجد وجوهاً غريبة سبقتنا ، فلم أبال بهم وشرعت في تلاوة وتفسير آيات من القرآن ، فلما انتهيت من المحاضرة قام أحد أولئك المريبين وأخرج من جيبه حجارة وألقاها على الأرض ، وقال لأصحابه : من كان منكم يريد أن يرجم المسلمين بالحجارة فليرجمني معهم فأنا مسلم ، فألقوا حجارتهم وأعلنوا إسلامهم !
وهذا الرجل الذي كان رئيساً لهم ، ما لبث أن صار عضدي الأيمن وتسمى بـ (جمال الدين )( ).

* الحاج إبراهيم أحمد
(القـس إبراهيم فيلـوبـوس) ، ماجستير في اللاهوت من جامعــة برنسـتون الأمريكية ، من كتبه (محمد في التوراة والإنجيل والقرآن) و(المسيح إنسان لا إله) و(الإسلام في الكتب السماوية) و(اعرف عدوك اسرائيل) و(الاستشراق والتبشير وصلتهما بالإمبريالية العالمية) و(المبشرون والمستشرقون في العالم العربي الإسلامي) وقد كان راعياً للكنيسة الإنجيلية ، وأستاذاً للاهوت ، أسلم على يديه عدد كبير من الناس .

ردّه العقل الحر :
يحدثنا الحاج إبراهيم عن رحلته إلى الإسلام ، فيقول :
"في مؤتمر تبشيري دعيت للكلام ، فأطلت الكلام في ترديد كل المطاعن المحفوظة ضد الإسلام ، وبعد أن انتهيت من حديثي بدأت أسأل نفسي : لماذا أقول هذا وأنا أعلم أنني كاذب ؟! واستأذنت قبل انتهاء المؤتمر ، خرجت وحدي متجهاً إلى بيتي ، كنت مهزوزاً من أعماقي ، متأزماً للغاية ، وفي البيت قضيت الليل كله وحدي في المكتبة أقرأ القرآن ، ووقفت طويــلاً عنـد الآية الكريمة : (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )( ) .. وفي تلك الليلة اتخذت قرار حياتي فأسلمت، ثم انضم إلي جميع أولادي ، وكان أكثرهم حماساً ابني الأكبر (أسامة) وهو دكتور في الفلسفة ويعمل أستاذاً لعلم النفس في جامعة السوربون"( ).
وبإسلامهم زادت بيوت الإسلام بيتاً .
أتيتك – ربـي – بفلْذات قلبي وفدنا عليكَ بشــوقٍ وحـبِّ
أتينا جميعاً كبـاراً صغـاراً نصلي ، نصوم ، نزكّي ، نلبّي( )

* البروفسور خالد ميلاسنتوس
(آرثر ميلاسنتوس) دكتوراه في اللاهوت ، وكان الرجل الثالث في مجمع كنائس قارة آسية .
في أثناء عمله بالتنصير عام 1983 قال لنفسه : أي ضير في قراءة القرآن من أجل الرد على المسلمين ؟ فتوجه إلى أحد المسلمين سائلاً إياه أن يعيره كتاب المقدس ، فوافق المسلم مشترطاً عليه أن يتوضأ قبل كل قراءة ، ثم شرع آرثر يقرأ القرآن خفية ، ولنستمع إليه يحدثنا عن تجربته الأولى مع القرآن :
"عندما قرأت القرآن أول مرة ، شعرت بصراع عنيف في أعماقي ، فثمة صوت يناديني ويحثني على اعتناق هذا الدين ، الذي يجعل علاقة الإنسان بربه علاقة مباشرة ، لا تحتاج إلى وساطات القسس ، ولا تباع فيها صكوك الغفران !! وفي يوم توضأت ، ثم أمسكت بالقرآن فقرأت : { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ علَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }( ) فأحسستُ بقشعريرة ، ثم قرأت : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} فحلت السكينة في الروح الحيرى ، وشعرت أني قد خُلقت من جديد" .
في تلك الليلة لم يصبر آرثر حتى تطلع الشمس ، بل اتجه حالاً إلى منزل صديقه المسلم ليسأله عن كيفية الدخول في الإسلام ، وبين حيرة الصديق ودهشته نطق آرثر بالشهادتين( ).

* البروفسور عبد الأحد داود
(بنجامين كلداني) أستاذ في علم اللاهوت ، وقسيس الروم الكاثوليك لطائفة الكلدانيين الموحدة ، يتكلم عدة لغات .
اعتزل الدنيا في منزله شهراً كاملاً ، يعيد قراءة الكتب المقدسة بلغاتها القديمة وبنصوصها الأصلية مرة بعد مرة ، ويدرسها دراسة متعمقة مقارنة ضمّن بعضها في كتابه الفذ (محمد في الكتاب المقدس) وأخيراً اعتنق الإسلام في مدينة استانبول ومن مؤلفاته (الإنجيل والصليب) . يقول عبد الأحد داود :
"في اللحظة التي آمنت فيها بوحدانية الله ،وبنبيه الكريم صلوات الله عليه ، بدأت نقطة تحولي نحو السلوك النموذجي المؤمن"( ).
(( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) هذه العقيدة سوف تظل عقيدة كل مؤمن حقيقي بالله حتى يوم الدين … وأنا مقتنع بأن السبيل الوحيد لفهم معنى الكتاب المقدس وروحه ، هو دراسته من وجهة النظر الإسلامية"( ) .

* القس والباحث محمد فؤاد الهاشمي
ألّف كتاب (الأديان في كفة الميزان) يقول فيه : "لقد كان قصدي من البحث في الإسلام استخراج العيوب التي أوحى إلي بها أساتذتي ، لكن وجدت أن ما زعموه في الإسلام عيوباً هو في الحقيقة مزايا ! فأخذ الإسلام بلبي ، فانقدت إليه ، وآمنت به عن تفكّر ودراسة وتمحيص ، وبها كلها رجحت كفة الإسلام ، وشالت كفة سواه"( ).

* الشهيدة المفكرة صَبورة أُوريبة
(ماريا ألاسترا) ولدت في الأندلس عام 1949م ، حصلت على إجازة في الفلسفة وعلم النفس من جامعة مدريد ، واعتنقت الإسلام عام 1978م ، وكانت تدير مركز التوثيق والنشر في المجلس الإسلامي ، استشهدت في غرناطة عام 1998م على يد متطرف إسباني بعد لحظات من إنجاز مقالها (مسلمة في القرية العالمية) .

ومما كتبت في هذا المقال الأخير :
"إنني أؤمن بالله الواحد ، وأؤمن بمحمد نبياً ورسولاً ، وبنهجه نهج السلام والخير … وفي الإسلام يولد الإنسان نقياً وحراً دون خطيئة موروثة ليقبل موقعه وقَدره ودوره في العالم"
"إن الأمة العربية ينتمي بعض الناس إليها ، أما اللغة العربية فننتمي إليها جميعاً ، وتحتل لدينا مكاناً خاصاً ، فالقرآن قد نزل بحروفها ، وهي أداة التبليغ التي استخدمها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " .
" تُعد التربية اليوم أكثر من أي وقت آخر ، شرطاً ضرورياً ضد الغرق في المحيط الإعلامي ، فصحافتنا موبوءة بأخبار رهيبة ، لأن المواطن المذعور سيكون أسلس قياداً ، وسيعتقد خاشعاً بما يُمليه العَقَديّون ! ( ).
رحمها الله وأدخلها في عباده الصالحين .

* الكاتبــة مريــم جميلــة
(مارغريت ماركوس) أمريكية من أصل يهودي ، وضعت كتباً منها (الإسلام في مواجهة الغرب) ، و(رحلتي من الكفر إلى الإيمان) و(الإسلام والتجدد) و(الإسلام في النظرية والتطبيق) . تقول :
"لقد وضع الإسلام حلولاً لكل مشكلاتي وتساؤلاتي الحائرة حول الموت والحياة وأعتقد أن الإسلام هو السبيل الوحيد للصدق ، وهو أنجع علاج للنفس الإنسانية".
"منذ بدأت أقرأ القرآن عرفت أن الدين ليس ضرورياً للحياة فحسب ، بل هو الحياة بعينها ، وكنت كلما تعمقت في دراسته ازددت يقيناً أن الإسلام وحده هو الذي جعل من العرب أمة عظيمة متحضرة قد سادت العالم"( ).
"كيف يمكن الدخول إلى القرآن الكريم إلا من خلال السنة النبوية ؟! فمن يكفر بالسنة لا بد أنه سيكفر بالقرآن" .
"على النساء المسلمات أن يعرفن نعمة الله عليهن بهذا الدين الذي جاءت أحكامه صائنة لحرماتهن ، راعية لكرامتهن ، محافظة على عفافهن وحياتهن من الانتهاك ومن ضياع الأسرة"( ).

* السيدة سلمى بوافير (صوفي بوافير)
ماجستير في تعليم الفرنسية والرياضيات .
تمثل قصة إسلام السيدة (سلمى بوافير) نموذجاً للرحلة الفكرية الشاقة التي مر بها سـائر الذين اعتنقوا الإسـلام ، وتمثل نموذجاً للإرادة القوية ، والشـجاعة الفكرية -وشجاعة الفكر أعظم شجاعة – اللتين اتسم بهما المسلمون الجدد ، نساءً ورجالاً.
تروي السيدة سلمى (( أم صفوان )) قصة اهتدائها إلى الإسلام فتقول باعتزاز :
"ولدت في مونتريال بكندا عام 1971 في عائلة كاثوليكية متدينة ، فاعتدت الذهاب إلى الكنيسة ، إلى أن بلغت الرابعة عشرة من عمري ، حيث بدأت تراودني تساؤلات كثيرة حول الخالق وحول الأديان ، كانت هذه التساؤلات منطقية ولكنها سهلة ، ومن عجبٍ أن تصعب على الذين كنت أسألهم ! من هذه الأســئلة : إذا كان الله هــو الذي يضــر وينفع ، وهو الذي يعطي ويمنع ، فلماذا لا نسأله مباشرة ؟! ولماذا يتحتم علينا الذهاب إلى الكاهن كي يتوسط بيننا وبين من خلقنا ؟! أليس القادر على كل شيء هو الأولى بالسؤال ؟ أسئلة كثيرة كهذه كانت تُلحُّ علي ، فلمّا لم أتلق الأجوبة المقنعة عنها توقفت عن الذهاب إلى الكنيسة ، ولم أعد للاستماع لقصص الرهبان غير المقنعة ، والتي لا طائل منها .
لقد كنت أؤمن بالله وبعظمته وبقدرته ، لذلك رحت أدرس أدياناً أخرى ، دون أن أجد فيها أجوبة تشفي تساؤلاتي في الحياة ، وبقيت أعيش الحيرة الفكرية حتى بدأت دراستي الجامعية ، وفي الجامعة لفت انتباهي زي إحدى الطالبات اليهوديات المحتشمات ، فتقربت منها وصادقتها ، وبدأت أعتني بدراسة اليهودية ، وسرعان ما اكتشفت عورات هذا الدين ، وليس أقلها أني لا أستطيع اعتناقه لأني لم أولد يهودية ! وكان السؤال الكبير : إذا كان الله يقبل عباده فكيف يرفض أن أعتنق دينه ؟ وكيف يرفض الدين الحق الراغبين باعتناقه ؟ وعرفت أخيراً أن اليهودية ليست هي ضالتي ، ولا عندها الري لظمأ أسئلتي .
شرعت بدراسة الإسلام ، فتعرفت على شاب مسلم جعلت منه عوناً لي على فهم هذا الدين ، فأدهشني ما وجدت فيه من أجوبة مقنعة عن تساؤلاتي الكبرى ! وبقيت سنة كاملة وأنا غارقة في دراسة هذا الدين الفذ ، حتى استولى حبه على قلبي ، والمنظر الأجمل الذي جذبني إلى الإسلام هو منظر خشوع المسلم بين يدي الله في الصلاة ، كانت تبهرني تلك الحركات المعبرة عن السكينة والأدب وكمال العبودية لله تعالى .
فبدأت أرتاد المسجد ، فوجدت بعض الأخوات الكنديات اللواتي سبقنني إلى الإسلام الأمر الذي شجعني على المضي في الطريق إلى الإسلام ، فارتديت الحجاب أولاً لأختبر إرادتي ، وبقيت أسبوعين حتى كانت لحظة الانعطاف الكبير في حياتي ، حين شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
إن الإسلام الذي جمعني مع هذا الصديق المسلم ، هو نفسه الذي جمعنا من بعد لنكون زوجين مسلمين ، لقد شاء الله أن يكون رفيقي في رحلة الإيمان هو رفيقي في رحلة الحياة" .

* الكاتبة البريطانية إيفلين كوبلد
شاعرة وكاتبة ، من كتبها (البحث عن الله) و(الأخلاق) . تقول :
"يصعب عليَّ تحديد الوقت الذي سطعت فيه حقيقة الإسلام أمامي فارتضيته ديناً ، ويغلب على ظني أني مسلمة منذ نشأتي الأولى ، فالإسلام دين الطبيعة الذي يتقبله المرء فيما لو تُرك لنفسه"( ).
"لما دخلت المسجد النبوي تولّتني رعدة عظيمة ، وخلعت نعلي ، ثم أخذت لنفسي مكاناً قصّياً صليت فيه صلاة الفجر ، وأنا غارقة في عالم هو أقرب إلى الأحلام … رحمتك اللهم ، أي إنسان بعثت به أمة كاملة ، وأرسلت على يديه ألوان الخير إلى الإنسانية !"( ).
وقـلـت أسـارعُ ألقـى النبـيّ تعطّرت ، لكن بعطرِ المدينــهْ
وغامـت رؤايَ وعـدتُ سـوايَ وأطلقتُ روحاً بجسمي سجينهْ
سجدتُ ، سموتُ ، عبرتُ السماء وغادرتُ جسمي الكثيف وطينهْ
مدينـةُ حِبّـي مـراحٌ لقلـبـي سـناءٌ ، صفاءٌ ، نقاءٌ ، سـكينهْ( )

"لم نُخلق خاطئين ، ولسنا في حاجة إلى أي خلاص من المسيح عليه السلام ، ولسنا بحاجة إلى أحد ليتوسط بيننا وبين الله الذي نستطيع أن نُقبل عليه بأي وقت وحال" ( ).

* الشاعرة الأوكرانية أكسانتا ترافنيكوفا
أتقنت اللغة العربية ، وتذوقَتها إلى حد الإبداع الشعري الجميل ، وها هي تقول :
خذ قصوري والمراعي .. وبحوري ويراعي .. وكتابي والمدادْ
واهدني قولةُ حقٍ تنجني يوم التنادْ
دع جدالاً يا صديقي وتعالْ .. كي نقول الحق حقاً لا نُبالْ
ونرى النور جلياً رغم آلات الضلالْ
نحن ما جئنا لنطغى .. بل بعثنا لحياةٍ وثراءْ
وصلاةٍ ودعاءْ .. عند أبواب الرجاءْ .. يومها عرسُ السماءْ .

* الدكتورة لورا فينشيا فاليري
أستاذة اللغة العربية في جامعة نابولي بإيطالية . لها كتاب (محاسن الإسلام) و(تقدم الإسلام السريع) . تقول فاليري :
"أية قوة عجيبة تكمن في هذا الدين ؟! أية قوة داخلية من قوى الإقناع تنصهر به؟ ومن أي غور سحيق من أغوار النفس الإنسانية ينتزع نداؤه استجابة مزلزلة؟!( ).
"تفجر ينبوع ماء عذب في وادٍ غير ذي زرع ، ذلك الينبوع هو الإسلام الذي تدفق بغزارة واتخذ سبيله في الأرض سرباً ، لم يشهد التاريخ حدثاً مماثلاً لهذا الحادث الخطير( ).
"سيعود المسلمون ثانية إلى الارتواء من منهلهم العذب الصافي وهو القرآن"( ) .

* الفيلسوف الفرنسي عبد الواحد يحيى
(رينيه جينو) عالم وفيلسوف وحكيم ، درس الأديان عامة ، ثم اعتنق الإسلام ، فأحدث إسلامه ضجة كبرى في أوربة وأمريكا ، وكان سبباً في دخول الكثيرين إلى الإسـلام ، ألف الكثير من الكتب منها (أزمة العالم الحديث) و(الشرق والغرب) و(الثقافة الإسلامية وأثرها في الغرب) ، كما أصدر مجلة سماها (المعرفة) وقد ترجمت كتبه إلى كثير من اللغات الحية ، وقد حرَّمت الكنيسة قراءة كتبه ! ولكنها انتشرت في جميع أرجاء العالم ، وممن تأثر بكتاباته الكاتب الفرنسي المشهور أندريه جيد الذي كتب يقول : "لقد علمتني كتب جينو الكثير ، وإن آراءه لا تُنقَض" . يقول عبد الواحد يحيى :
"أردت أن أعتصم بنص لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فلم أجد بعد دراسة عميقة ، سوى القرآن"( ).
"لقد ابتعدت أوربة عن طريق الله فغرقت في الانحلال والدمار الخلقي والإلحاد، ولولا علماء الإسلام لظل الغربيون يتخبطون في دياجير الجهل والظلام" .

* الفيلسوف روجيه جارودي
دكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون ، ودكتوراه في العلوم من موسكو، ولد في مرسيليا عام 1913م ودرس الفلسفة والحضارات العالمية لعشرات السنين ، كما تعمق في دراسة الأديان حتى استوت سفينة فكره على شاطئ الإسلام ، بعد مسيرة نصف قرن من البحث عن الحقيقة ، فأعلن إسلامه في جنيف عام 1982م .
شردتُ طويلاً وعُــدتُ الحمـى شَـغوفاً أُلبيّك مسـتـسـلمـا
شـردتُ فـذقتُ الضـنا والعمى وضاقـت عليّ رحـاب الســما
أتيتُ الحمى بعد طول شـرودي ولولاك – ربي – أضعتُ الحمى( )
من كتبه (حوارات الحضارات) و(الإسلام دين المستقبل) و(ما يَعد به الإسلام) و(الإسلام وأزمة الغرب) و(جُلت وحيداً حول القرن) و(الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل) وقد استعدى عليه بهذا الكتاب الأخير سفهاء الصهاينة وأذنابهم .
يحدثنا جارودي عن معرفته الأولى بالإسلام :
"اعتقلت في أثناء الحرب العالمية الثانية في معسكر بالصحراء الجزائرية ، وفي المعتقل تزعمت تمرداً ، فأصدر قائد المعسكر حكماً عاجلاً بإعدامي ، وأعطى أوامره للجنود الجزائريين المسلمين ، وكانت المفاجأة عندما رفضوا إطلاق النار ، ولما بحثت عن السبب ، علمت أن شرف المحارب المسلم يمنعه من أن يطلق النار على إنسان أعزل ، وكانت هذه أول مرة أتعرف فيها على الإسلام ، هذا الحادث المهم في حياتي ، علمني أكثر من دراسة عشر سنوات في السوربون!"
"إن انتمائي للإسلام لم يأتِ بمحض المصادفة ، بل جاء بعد رحلة عناء وبحث ، تخللتها منعطفات كثيرة ، حتى وصلت إلى العقيدة التي تمثل الاستقرار ، والإسلام في نظري هو الاستقرار"( ).

والذي دفع جارودي إلى اعتناق الإسلام ينحصر في هذه الأسباب :
1 – احترام الإسلام للديانات السماوية السابقة ، وتوقيره لرسلها .
2 – إخضاع الإسلام العلوم والفنون للمبادئ الدينية السماوية ، وجعلها وسائل لسمو الإنسان وارتقائه ، لا لانحطاطه وتدميره .
3 – شمول الإسلام جوانب الحياة كافة ، بما في ذلك السياسة( ).
"لقد وجدت في الإسلام نظاماً اجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً شاملاً للحياة ، يصلح لإخراج البشرية من ورطتها الحاضرة ، حيث فشلت الرأسمالية والماركسية كنظم وضعية في إنقاذ الإنسان المعاصر من مشكلاته( ).. وما كان يشغلني هو البحث عن النقطة التي يلتقي فيها الوجدان بالعقل ، أو الإبداع الفني بالحياة ، وقد مكّنني الإسلام بحمد الله من بلوغ هذه النقطة"( ).

* روجيه دوبا سكويه
كاتب وصحفي سويسري ، اعتنق الإسلام مع زوجته الهولندية ، من أهم كتبه (تحدي العصر) و(إظهار الإسلام) ، يقول فيه :
"تقتضي شهادة (( أن لا إله إلا الله )) الامتثال الضروري والتسليم لمشيئته عز وجل، ثم تأتي الخطوة الثانية (( محمد رسول الله )) فتُقرّر أنه لتحقيق الامتثال والتسليم لله ، لا توجد وسائل أفضل من اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد عاش الرسول وأنجز مهمته بالاعتبار الكامل للدنيا والآخرة ، وأعطى المثل الأعلى في إمكانية تحقيق الحال
 
قديم 30/03/2005   #2
شب و شيخ الشباب ARAM
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ ARAM
ARAM is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
105

إرسال خطاب MSN إلى ARAM إرسال خطاب Yahoo إلى ARAM
افتراضي


يا صديقي كنت بتمنى إنوا لما تفتح متل هيك موضوع كبير عليك إنو تاني مرة تكتب من وين جايب هل الكلام
لأنو كبير عليك شوي
ومشان الناس إلي ذكرتن بأول هل الحكي بحب قلك إذا بتحب إنك لو بتابع قناة الحياة على القمر hotbired وتشوف الفضايح
وإذا ما بتعرفا قلي لحتى ابعتلك التردد
حاول تاني مرة إنو ما اتناقش موضوع أكبر منك
أما أنا فأقول : الحق الحق أن تبلع
على ما يبدو إنك هيك بتفهم.

ليش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
قديم 30/03/2005   #3
شب و شيخ الشباب zen
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ zen
zen is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
جريدة الدليل والوسيلة عمدور ع شغل
مشاركات:
7,229

إرسال خطاب ICQ إلى zen إرسال خطاب AIM إلى zen إرسال خطاب MSN إلى zen إرسال خطاب Yahoo إلى zen بعات رسالي عبر Skype™ ل  zen
افتراضي


اقتباس:
يا صديقي كنت بتمنى إنوا لما تفتح متل هيك موضوع كبير عليك إنو تاني مرة تكتب من وين جايب هل الكلام
لأنو كبير عليك شوي
ومشان الناس إلي ذكرتن بأول هل الحكي بحب قلك إذا بتحب إنك لو بتابع قناة الحياة على القمر hotbired وتشوف الفضايح
وإذا ما بتعرفا قلي لحتى ابعتلك التردد
حاول تاني مرة إنو ما اتناقش موضوع أكبر منك
أما أنا فأقول : الحق الحق أن تبلع
على ما يبدو إنك هيك بتفهم.
للاسف هوي حكي بكل حضارة
وباسمى معنى للحوار
وانت نزلت لاسفف مستوى بالحوار


اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان عيسى و موسى وادام ونوح ومحمد وكل الانبياءرسل الله

SYRIA

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

"حسام*عاشق من فلسطين*ناطرك"
We Ask The Syrian Government to STOP Banning Akhawia"

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

 
قديم 30/03/2005   #4
شب و شيخ الشباب بشارة
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ بشارة
بشارة is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
الجليل
مشاركات:
418

افتراضي الله (و) اكبر


العزيز الحق احق ان يتبع

تحياتي ... باي

بشارة

من له يسوع له الحياة
 
قديم 30/03/2005   #5
شب و شيخ الشباب ARAM
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ ARAM
ARAM is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
105

إرسال خطاب MSN إلى ARAM إرسال خطاب Yahoo إلى ARAM
افتراضي


اقتباس:
للاسف هوي حكي بكل حضارة
وباسمى معنى للحوار
وانت نزلت لاسفف مستوى بالحوار


اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان عيسى و موسى وادام ونوح ومحمد وكل الانبياءرسل الله
للأسف يا صديقي
لحتى وضحلك شوي
الحكي بكل حضارة ما بيكون بتجريح الآخر
ومتل هيك أشخاص لازم تنزل شوي لعندون وتحكي معون
فلا تزعل إذا نزلت شوي لعندكم
ريحة خنق ولو؟؟؟؟؟؟؟؟
 
قديم 30/03/2005   #6
شب و شيخ الشباب ARAM
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ ARAM
ARAM is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
105

إرسال خطاب MSN إلى ARAM إرسال خطاب Yahoo إلى ARAM
افتراضي


ليس كل من قال يا رب يا رب يدخل الجنة
 
قديم 30/03/2005   #7
شب و شيخ الشباب الأخ نيقولاوس
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ الأخ نيقولاوس
الأخ نيقولاوس is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
Homs
مشاركات:
49

إرسال خطاب MSN إلى الأخ نيقولاوس إرسال خطاب Yahoo إلى الأخ نيقولاوس
افتراضي


إذا بتحب تقرى كتب كتير أخ فيك تفوت عكام موقع بيعجبوك

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



/www.servant13.net

وانشالله يعجبوك
ما كنت حابب وصل لهاد الحد بس انتي اضطريتني

الرب يرعاني فلا يعوزني أي شيء
 
قديم 30/03/2005   #8
شب و شيخ الشباب zen
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ zen
zen is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
جريدة الدليل والوسيلة عمدور ع شغل
مشاركات:
7,229

إرسال خطاب ICQ إلى zen إرسال خطاب AIM إلى zen إرسال خطاب MSN إلى zen إرسال خطاب Yahoo إلى zen بعات رسالي عبر Skype™ ل  zen
افتراضي


اقتباس:
للأسف يا صديقي
لحتى وضحلك شوي
الحكي بكل حضارة ما بيكون بتجريح الآخر
ومتل هيك أشخاص لازم تنزل شوي لعندون وتحكي معون
فلا تزعل إذا نزلت شوي لعندكم
ريحة خنق ولو؟؟؟؟؟؟؟؟
اقتباس:
ليس كل من قال يا رب يا رب يدخل الجنة
صح مو كل مين قال يارب دخل الجنة
واذا بتريد لا تقول لعندكون ولا تجمل الكل
لاني بعتبر حالي اشرف من راسك فهمت
بس الحقيقة ظهرت
انا اولا مسيحى
وما بتمنى انك كنت تحكي هيك
هو حكي معك بكل حضارة بس انت كنت كتير بمستوى منحط من الحوار للاسف
 
قديم 30/03/2005   #9
شب و شيخ الشباب ARAM
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ ARAM
ARAM is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
105

إرسال خطاب MSN إلى ARAM إرسال خطاب Yahoo إلى ARAM
افتراضي


شكراً لأدبك المسيحي يا زين
مو قبل شوي كنت عم تحكي بحضارة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما بظن إنو مسيحيتك بتسمحلك تحكي بهل ألفاظ النابية
وعلى ما يبدو إنك ما عم تقرا بموقع الناقد إلا عن الشي إلي بدك ياه
الموقعين إلي حطيتون كتير حلوين بس حاول يا سيد زين إنك ما تسكت عن واحد بحاول جرحك بدينك
ويحكي عن إخواتك بإنون تركو دينون
لإنو هيك إنت بتكون خاين لمسيحيتك وللمسيح إلهك
وما خرج إنك تكون أخ مسيحي ولا تنسى الكلمة العظيمة
القداسة لا تعطى للكلاب
بما إنك مسيحي مفتخر بذاتك كون أول شي على ثقة بمسيحيتك
لأنو المسيح بجوز ينكرك قدام أبوه مشان الحضارة تبعيتك اللامبالية
 
قديم 30/03/2005   #10
شب و شيخ الشباب zen
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ zen
zen is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
جريدة الدليل والوسيلة عمدور ع شغل
مشاركات:
7,229

إرسال خطاب ICQ إلى zen إرسال خطاب AIM إلى zen إرسال خطاب MSN إلى zen إرسال خطاب Yahoo إلى zen بعات رسالي عبر Skype™ ل  zen
افتراضي


اقتباس:
شكراً لأدبك المسيحي يا زين
مو قبل شوي كنت عم تحكي بحضارة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما بظن إنو مسيحيتك بتسمحلك تحكي بهل ألفاظ النابية
وعلى ما يبدو إنك ما عم تقرا بموقع الناقد إلا عن الشي إلي بدك ياه
الموقعين إلي حطيتون كتير حلوين بس حاول يا سيد زين إنك ما تسكت عن واحد بحاول جرحك بدينك
ويحكي عن إخواتك بإنون تركو دينون
لإنو هيك إنت بتكون خاين لمسيحيتك وللمسيح إلهك
وما خرج إنك تكون أخ مسيحي ولا تنسى الكلمة العظيمة
القداسة لا تعطى للكلاب
بما إنك مسيحي مفتخر بذاتك كون أول شي على ثقة بمسيحيتك
لأنو المسيح بجوز ينكرك قدام أبوه مشان الحضارة تبعيتك اللامبالية




اول شي انا مسيحى بالطريقة الي بتريحني نفسيا
وتاني شي لو بترجع للحكي اليحكى الزلمة بتلاقي انو ما جرحك بالكلام وبالعكس حكي كلشي منيح
ولو في شي انت مو مقتنع فيه لازم ترد بنفس الطريقة الي حكي معك فيها
مو بتقلوا مو مستواي ونحنا بالاخواية مسماين القسم حوار حوار حوارالاديان مو سب الاديان
انا من جهتى ماقصدي عنك انو منحط مشان ما تفكر هيك انا قصدي على الطريقة
مع كل الحب
 
قديم 30/03/2005   #11
شب و شيخ الشباب بشارة
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ بشارة
بشارة is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
الجليل
مشاركات:
418

افتراضي لحظة


الى جميع الاخوة

انا بفكر انو الاستاذ الحق احق انو يتبعوا كان لازم يقسم المواد اللي ناسخها الى موضوعات

وهيك بيكون اسهل انو نرد
وكمان شي بطلب منو على القليلة يكتب مصادر الايات المقتبسة من الكتاب المقدس

بشارة من الجليل
 
قديم 30/03/2005   #12
شب و شيخ الشباب ARAM
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ ARAM
ARAM is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
105

إرسال خطاب MSN إلى ARAM إرسال خطاب Yahoo إلى ARAM
افتراضي


شكراً زين هيك مشي الحال
 
قديم 30/03/2005   #13
شب و شيخ الشباب ARAM
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ ARAM
ARAM is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
105

إرسال خطاب MSN إلى ARAM إرسال خطاب Yahoo إلى ARAM
افتراضي Re: لحظة


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : بشارة
الى جميع الاخوة

انا بفكر انو الاستاذ الحق احق انو يتبعوا كان لازم يقسم المواد اللي ناسخها الى موضوعات

وهيك بيكون اسهل انو نرد
وكمان شي بطلب منو على القليلة يكتب مصادر الايات المقتبسة من الكتاب المقدس

بشارة من الجليل
هيك كان قصدي يا بشارة المشكلة إني ضغري بعصب
أنا بعتذر منك ومن زين
 
قديم 30/03/2005   #14
شب و شيخ الشباب ma7aba
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ma7aba
ma7aba is offline
 
نورنا ب:
Jun 2004
المطرح:
سوريا دمشق
مشاركات:
3,316

إرسال خطاب MSN إلى ma7aba إرسال خطاب Yahoo إلى ma7aba بعات رسالي عبر Skype™ ل  ma7aba
افتراضي


اقتباس:
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان عيسى و موسى وادام ونوح ومحمد وكل الانبياءرسل الله
اسمح لي ليس كل من قال انه مسيحي عهو مسيحي اولآص هذه الجملة لا يقولها حتى المسيحي الملحد ولا تقل لي مسيحي على طريقتي الخاصة فانت كاليهود الذين اسلموا ودخلوا الحكومة العثمانية ودمروها لأنهم اسلام على طريقتهم الخاصة
فلا يوجد مسيحي إن كان مسيحي ينكر كلام المسيح فكل من ينكره ليس مسيحي ولذلك لا يوجد مسيحي على طريقتي الخاصة

واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.

فماذا نقول لهذا.ان كان الله معنا فمن علينا.

ياأبتي أغفر لهم فإنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
 
قديم 30/03/2005   #15
شب و شيخ الشباب ma7aba
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ma7aba
ma7aba is offline
 
نورنا ب:
Jun 2004
المطرح:
سوريا دمشق
مشاركات:
3,316

إرسال خطاب MSN إلى ma7aba إرسال خطاب Yahoo إلى ma7aba بعات رسالي عبر Skype™ ل  ma7aba
افتراضي


الحق احق ان يتبع قبل ماتتهمنا بالجهل وعدم تقدير الحقيقة والضلال رد على اسألتي لأنو عدم إجابتك هو دليل عجز واضح فيك
هذا هو الرابط

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

 
قديم 31/03/2005   #16
to live is to die
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ to live is to die
to live is to die is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
برشلونة اسبانيا
مشاركات:
1,483

إرسال خطاب MSN إلى to live is to die إرسال خطاب Yahoo إلى to live is to die
افتراضي


اقتباس:
ربحت محمداً
ولم أخسر المسيح
شو عم تلعب قمار
لأ عفوا هدول التنين رفقاتك وهني اعداء وانت مع هالشي ضللو رفقاتك
او ممكن كتير انك بتعرف المسيح من زمان وتعرفت على محمد عن جديد
على كل حال ولا واحد منون بيعترف بيللي بفكرو متلك

الحياة سيجارة طبعاً سيجارة
HASHiiIIIIIIIIIIIIIIIIIiiiiiiiSH
مو غلط الواحد يسمع جاد شويري
الحياة سيجارة
ممكن أكتر
يعني تقريباً كروز
أو أكتر.......
يعني تقريباً هيك شي
بس السيجارة هي الأساس
يا أخي الحياة سيجارة
فعلاً......الحياة سيجارة
 
قديم 31/03/2005   #17
شب و شيخ الشباب نكتاريوس
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ نكتاريوس
نكتاريوس is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
اليونان
مشاركات:
108

افتراضي سلام


ايها الأخ الحبيب
من الجميل أن يتكلم الإنسان ويبدي رأيه في المواضيع المطروحة اليوم في عالمنا المعاصر
ولكن ألا ترى معي أن موضوعك ينقصه بعض الجدية في العمل.فاسمح لي ببعض الملاحظات من باب التنويه فقط
ففي بداية الموضوع وتحت عنوان "من الإنجيل" ذكرت كلمة "الفارقليط" وهي تعني الأكثر حمداً. وإلى هنا كلامك لا غلط فيه. ولكن الخطأ هو أن الكلمة الواردة في اللغة اليونانية هي الباركيط. أي المعزي. أي الروح القدس. الذي قال عنه الرب يسوع روح الحق الذي من عند الآب ينبثق. ولم يقل الفارقليط كما تدعي أنت.
فإذا كنت لا تعرف اللغة اليونانية فالأفضل الصمت وعدم الكلام من باب الكلام فقط.
اقتضى التنويه
بكل المحبة
 
قديم 31/03/2005   #18
شب و شيخ الشباب ma7aba
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ma7aba
ma7aba is offline
 
نورنا ب:
Jun 2004
المطرح:
سوريا دمشق
مشاركات:
3,316

إرسال خطاب MSN إلى ma7aba إرسال خطاب Yahoo إلى ma7aba بعات رسالي عبر Skype™ ل  ma7aba
افتراضي


اقتباس:
ففي بداية الموضوع وتحت عنوان "من الإنجيل" ذكرت كلمة "الفارقليط" وهي تعني الأكثر حمداً. وإلى هنا كلامك لا غلط فيه. ولكن الخطأ هو أن الكلمة الواردة في اللغة اليونانية هي الباركيط. أي المعزي. أي الروح القدس. الذي قال عنه الرب يسوع روح الحق الذي من عند الآب ينبثق. ولم يقل الفارقليط كما تدعي أنت.
فإذا كنت لا تعرف اللغة اليونانية فالأفضل الصمت وعدم الكلام من باب الكلام فقط.
خيوا شكراً لمشاركتك هذه ولكن اسأل الحق احق ان يتبع هل يرضى المسلمون ان يكون المسيح من بعث4 بمحمد ليشهد له
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 20:49 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.30478 seconds with 13 queries