![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | ||||
مسجّل
لسا يا دوب
|
![]() " عندما نتوقف عاجزين عن الصيد ، و شرب الخمر ، و عشق النساء ، و الركض في المساحات الواسعة ، و تتطهر بمياه البحر ، و لا يوجد أمل لتغيير الواقع ، و ظلام يمتد بين أحشاء الجسد ، من الانحطاط و العزلة و التوحش البربري ..
عندها ما الذي يبقى لك سوى طلقة الرحمة " 23/ 12 / 2000 م الساعة الخامسة صباحاً الهاتف يرن بجنون . . آسفة على الإزعاج بهذا الوقت المبكر .. لا باس بأي وقت تتصلين ، مرحب بك .. خبر مزعج . ما هو ؟ عمار توفي البارحة ليلاً .. كيف ؟ انتحر ، طلقة واحدة كانت كافية لموت صديقك الذي أحببته .. متى الدفن ؟ اليوم الساعة 2 بعد الظهر في فريته .. سأكون من المشاركين سأكون هناك أيضاً الحياة ، الولادة ، الصداقة ، السفر ، البحر ، الحب ، صرخات الليل و نحن سكارى ، فرحه ، و غضبه ، و بكاؤه ، شريط مر في مخيلتي بثواني ..الصدمة كانت مميتة ، ذكرتني بصدمة موت أمي منذ سنوات .. و أنا مستلق على الفراش ، رأيت السقف يتحول إلى توابيت ، توابيت تتطاير في الفضاء من دون قانون يجمعها ، تتطاير و ترتطم ببعض . الساعة الواحدة ظهراً كنت في قريته .. قريته المطلة على البحر من فوق جبل من جبال اللاذقية ، المحاطة بغابات الصنوبر .. لقد بدأت ذاكرتي تعمل ، هنا كنا و هنا حدث ما حدث .. و بنفس الوقت كنت أودعها ، و أدفن ذكرياتي بها .. ما كان شيء يعكر صفو القرية ، و صفو عالمي . ثمة جثة خرجت بلا مراسيم و دفنت في التراب بصمت . جثة رجل قدم إلى هذا العالم في لحظة خطأ . هذا ما كان يردده دائماً . أراك هنا متى وصلت .. الساعة الواحدة .. لم أراك .. تجولت في القرية قليلاً . و أنت متى وصلتي . قبلك بساعة و نصف .. فبعد تحدثي معك هذا الصباح قدمت إلى هنا .. لوحدك نعم .. اهلك ألا يعرفون لم يعد يهمني احد ، الإنسان الذي أحببته ، ذهب و لن يعد .. امسحي دموعك .. البكاء لن يعيده .. لا أعرف ، لا أفهم لماذا فعل هذا ، لماذا انتحر ؟ هل أخطأت في علاقتي معه حتى ينتحر ؟ أم أن هناك أشياء لا أعرفها ؟ كانت وراء هذه المصيبة ؟ أنت الشاهد الوحيد على علاقتنا . نعم ، أعرف تقريباً كل شيء بحياته ، لكنك لست السبب ، و لن تكوني أبداُ أنت السبب .. لقد أحببته ، و إنما عشقته .. أعرف هذا و هو أحبك كثيراً ، كان دائماً يقول أنت نور الله على الأرض ، و قربه منك هي عبادة و تقرب إلى الله ، لقد كان يعبدك .. منذ عشرة أيام كنا نحتفل بعيد ميلاده ، كان يغني و يرقص بجنون ، و يشرب الخمر بجنون ، و يضحك بجنون كل شيء بجنون .. و حتى نهايته كانت فكرة مجنونة .. امسحي دموعك ، و دعينا نرجع بعد ساعات ستغيب الشمس و هي الآن تمطر .. هيا بنا .. كيف يمكنني أن اروي لكم عنه ، و قد دخل في غابات النسيان ، بموته الذي اختاره قبل الأوان ، في موته غدر لي كيف يمكن التقاط تفاصيل صداقتنا العذبة ، صداقتنا كانت ممزوجة بالدم ، و الدمع في أوقات الفرح و الحزن و العزلة ... يتبع أيهم |
||||
![]() |
![]() ![]() |
|
|