![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
![]() رباط الأنا بالقريب هذا المثل الذي يوجّهه الربّ يسوع يمسُّ أدقّ أمورنا الحياتيّة اليوميّة، أي العلاقة مع القريب، مع كلّ قريب، مع الآخر والجوار. " أفما كان ينبغي لكَ أن ترحم أنت رفيقك كما رحمتك أنا" إن الملك في المثل هو الربّ السيّد، الذي "له وحده سلطان غفران الخطايا"، كما عبّر عن ذلك اليهود عندما غفر يسوع الخطايا للمخلّع. ويبدو أن ملكوت الله فيه عدالة، ودخوله يتمّ بنظام ومعايير، وأن سيّده يحاسب العبيد. غير أن عدالة الله هذه ومعاييره مخالفة لمعاييرنا البشريّة. فإنّ عدالة الله هي حبُّه؛ لذلك يقول داوود في المزامير "استجبْ لي بعدلك"، أي استجبْ لي برحمتك وحبِّك. وهذا ما ظهر في محاسبة السيّد لهذا العبد، الذي لو حاسبه ذلك الملك بالعدل البشريّ لكان عليه أن يُباع هو وامرأته وأولاده وكلّ ما لَه... فأحكام الربّ تبعُد عن أحكامنا كما السماء عن الأرض. وعدله يختلف عن عدلنا كما "الرحمة" عن "الحقوق"، و"المحبّة" عن "المصلحة"؛ و"المسامحة" عن "الانتقام". المشهد الذي حدث بين العبد وسيّده يتكرّر هو ذاته بين هذا العبد والعبد الثاني شريكه في خدمة السيّد الواحد. في المثل يضع المسيح الكلمات نفسها على فمّ العبد الثاني تجاه العبد الأوّل: "فخَرَّ ذلك العبدُ على قدميه يطلب إليه قائلاً: تمهّلْ علي فأوفيك كلّ مالِك"، فأبى وطرحه في السجن! لو كان هذا العبد في حاجة وتحت اضطهاد لربّما كانت الضيقةُ تُفسِّر القساوة. ولكن العبد الأوّل هذا عامل أخاه بهذا المقدار من الجشع والقساوة في لحظة كان قد وُهِبَ فيها من الله رحمة كثيرة، وكان من الطبيعيّ أن يهبه فرح العطيّة جرأةً، ولو بسيطة، على المسامحة والمحبّة. ولكن كما وصفه المثل في الكتاب كان العبد شريراً. الكلمات عينها أمام الله المحبّ اشترت غفراناً عن عشرة آلاف وزنة والكلمات عينها أمام العبد الشرّير قادت الى السجن! لم يكن العبد الأوّل مداناً لله وحسبْ بل كان قد أدان عبداً مثله ولديه علاقات معه مماثلة. في المثل يؤكّد الربّ على حقيقة أن هذا العبد كان له علاقتان، الأولى مع الله والثانية مع القريب، والواحدة مرتبطة بالثانية مباشرة. فالإنسان ليس عبداً لله وحسب بل وقريب للإنسان أيضاً، فهو عبدٌ ورفيق، فهو عامِل ومتعامل في آن واحد. وهذا المثل يتكلّم عن ارتباط العلاقتَين ببعضهما البعض بشكل وثيق. فالله ينظر إلى العبد بالعين التي ينظر فيها هذا الأخير إلى أخيه الإنسان. "وبالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم". الملفت للنظر هي الأرقام التي يذكرها الكتاب. فالعبد كان مداناً لله بعشرة آلاف وزنة. والعبد الآخر كان مداناً للإنسان بمئة دينار. "عشرة الآلاف" كان أعلى رقم يعرفه زمنُ الكتاب المقدّس آنذاك، وهو يعبر عما نسميه اليوم "اللانهاية". وكانت الوزنة تساوي عشرة آلاف دينار أيضاً. ماذا يمكن أن يدين إنسانٌ للإنسان؟ شيء من الإساءة أو شيء من المعروف؛ ولكن كم يدين الإنسان لله؟ بكلّ شيء. الرسول يقول هل لديك شيء صالح لم تأخذْه؟ لو أردنا أن نتذكر مدى تقصيراتنا وخطايانا وضعفاتنا... لعرفنا تماماً أن لا نهاية لها. وإذا ما تأملنا بالهبات الإلهيّة للإنسان لأدركنا شيئاً واحداً أن محبّته لا تدرك وأن ديننا لا يوفى ولو بِعنا ذواتنا وتفانينا حتّى الموت في خدمته ولو بِعنا، كما عبر المثل، كلّ ما نملك والمرأة والأولاد... ما بيّنه المثل بوضوح أن الربّ أدان ليس "المدان" وكلنا مدانون، وإنّما "الشرير". لم يُدَن العبدُ لدَينه الكبير أمام الله، ولكن أُدين لأنه لم يسامح دَيناً صغيراً. خطيئة في نظر الربّ هي "عدم المحبّة" وعدم المسامحة. خطيئتنا إلى الربّ ليس دَيننا تجاهه ولكن في سوء معاملتنا للقريب. خطيئة ليس ما نوجّهه إلى الله من تقصيرات، ولكن خطيئة هي ألا نعامل القريب بمثلِ ما يُعاملنا به الله. "كونوا رحماء، كما أن أباكم السماويّ رحوم"! وفي الصلاة الربانيّة علمنا أن نردّد باستمرار "واتركْ لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه". على الصليب قدّم يسوع نفسه مثلاً للمسامحة: "يا أبتاه، اغفرْ لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون". والتقليد المسيحيّ اقتدى بسيّده، فمنذ البداية ردّد أول شهيد، استفانوس، العبارةَ ذاتها مقابل الذين رجموه بالحجارة. المسامحة هي شرط الغفران وهي أولى دلائل التمثّل بالسيّد. يكره المسيحيّ الخطيئة لكنّه يحبّ الخاطئ، ولذلك يسامح. هكذا يبني الربّ يسوع المسامحة، ليس على أساس الحقوق أو المقايضة وإنّما على أساس "الرحمة" وعلى أساس البنيان. الخطيئة مدانة لكن الخاطئ يستحق المحبّة. بولس يؤكد أنّه إن أخطأ أحدٌ على الروحانيّين أن يصلحوا ذلك بروح الوداعة والمحبّة. الغاية هي البنيان وليس الانتقام. لذلك نحن نشجب الخطيئة عند الإنسان ولكن نحبّ الإنسان وإن أخطأ. يؤكد الربّ يسوع في هذا المثل أنّ طريقة تعامل العبد مع العبد الآخر هي التي تحدّد علاقته مع سيّده. ومن جهة أخرى فالعبد الثاني هو شريك وبالتالي أخ. ولا بدّ إذن أنّه سيحظى بالحبّ السيّديّ ذاته، فمن نحن العبيد لندِينه. لا يستثنى أيّ عبد من ديون كبيرة، تجاه الملك السيّد وتجاه شركائه العبيد "لأنّه لن يتزكّى أمامك أيّ حيّ"، يقول سفر المزامير. وهكذا فالمحاسبة والعلاقة بين عبد وآخر، كما يوصي الإنجيل، يجب أن تقوم على الأساس الذي وضعته المحبّة الإلهيّة وعاملتنا بموجبه. إنّه "المسامحة". المسامحة هي رباط المحبّة، المسامحة هي النور الذي يصل إلينا من الشمس الإلهيّة ليصلنا بالمحيط والجوار. دون المسامحة لا يحيا الناس في تواصل ولكن في تباعد. المسامحة هي رباط الأنا بالقريب.آميــن منقول
كفرت بكل الأديان والرب غير موجود
ومريم ليست بعذراء ومحمد مدعٍ أفاق ونعم للإلحاد ونعم للعقل 3/6/2007 |
||||
![]() |
![]() ![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|