أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 30/08/2005   #1
شب و شيخ الشباب الخير للجميع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الخير للجميع
الخير للجميع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
681

افتراضي ملخص عقيدة النصـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــارى........



رجل يحب زوجته كثيراً يعيش معها في منزل واحد متفاهمان متحابان متفقان على كل شيء , ولكن هذا الرجل أمر زوجته أن لا تذهب إلى جارة لهم لسبب هو أعلم به منها وهددها بأن يطردها من منزله بدون عودة إن هي فعلت ما نهاها عنه
ولكن هذه الزوجة بسبب وساوس الشيطان لها و إغراءه عصت زوجها وذهبت إلى تلك الجارة .
فكان لزام على الزوج أن ينفذ تهديده ..... فطردها من منزله
ولكن حب الزوج الشديد لزوجته جعله يفكر في إرجاعها لبيته لتسكن معه من جديد ولكن كبرياءه كرجل منعه من الصفح والمسامحة المباشرة ووضع قاعدة ألأزم نفسه بها

(((بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ))).........
لذلك قرر ليعيد زوجته الحبيبة أن يقتل ابنه المولود حديثاً (بدون خطية) كي يجد مبرراً لأن يعيد حبيبته إليه؟؟؟
فقتل طفله الوحيد وأعاد زوجته الحبيبة إليه.............



ولله المثل الأعلى وتعالى الله عما يصفون........
 
قديم 30/08/2005   #2
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


أنت تشبه المولود بالسيد المسيح والمرأة بالشعب الخاطىء ولكن سنأخذك على قد عقلك ونقول لك :لا تنسى أن السيد المسيح قام منصورا من بين الأموات في اليوم الثالث وهذه كانت مشيئة الآب السماوي أن يقوم منصورا من بين الأموات ويصعد إلى السماء ويجلس إلى يمين الآب بعد أن قام ببذل نفسه عن كل البشر.
أرجو أن يكون الرد مفهوما مع أني أشك بقدراتك على استيعابه.
 
قديم 30/08/2005   #3
شب و شيخ الشباب الخير للجميع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الخير للجميع
الخير للجميع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
681

افتراضي



الأخ دودو
أشكرك اللي أخذتني على أد عئلي وهذا لن أنساه لك ما حييت.......
فقلبك الكبير الذي استوعبني هو من طبعك النبيل.............
بس المشكلة
أن فهمك جعلك تخلط بين بقية تصوراتكم وما تؤمنون به بالنسبة للتجسد والفداء.........
وبالنسبة لطرحي عن أسلوب الفداء............والسيناريو الذي رضيه (إلهكم) لحل مشكلة الخطية........
فالذي وقع أن (إلهكم) قرر وهو بكامل قواه العقلية أن يجعل الفداء للخطية القتل وسفك الدم......
ولا شيء سوى القتل وسفك الدم........
بحسب القاعدة التي أجبر نفسه عليها ((بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ))......
فقتل ابنه الوحيد وسفك دمه على الصليب (على يد البشر الذين جاء لفدائهم)
لتحقيق غفران الخطية....
فما رأيك أخي الكريم.....
هل هناك عاقل يرضى بهذا الطرح الدموي .......

لك احترامي وخاصة إذا فكرت بالموضوع بحيادية......







 
قديم 30/08/2005   #4
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


الرد طويل قليلا أرجو أن تقرأه كله وبتمعن وفهم

أولا:
الخطية الأولى في الجنة

لنعد إلى القصة من بدايتها وندرس بشيء من التفصيل الخطية الأولى، خطية أبوينا الأولين في الجنة.

في سفر التكوين والأصحاح الثاني نقرأ كيف خلق الله الإنسان، وكيف وضعه في جنة وحوله كل مظاهر الجمال وأسباب السعادة. تفكر في روعة جنة من غرس الرب الإله نفسه! تفكر في نسمات الصباح المنعشة في تلك الجنة، وفي هدوء المساء الجليل فيها! لكن ليس هذا فقط، بل لقد اختص الله آدم أيضاً، دون باقي المخلوقات، بنسمة الحياة، التي بها أصبح الإنسان في توافق مع خالقه وفي شركة معه. ما أسعد آدم وهو يسير إلى جوار الرب الإله في الجنة وإلى جواره المرأة التي صنعها الرب ليكمل بها سعادة آدم. وبالإضافة إلى كل ذلك، فقد أعطاه الله السلطان والسيادة على كل الخليقة. ولقد تجلى سلطانه هذا على كل المخلوقات عندما أحضر الله إليه كل الحيوانات وكل الطيور ليدعوها بأسمائها.

لكن الله أعطاه أيضاً وصية واحدة، محظوراً واحداً، امتحاناً له، ليثبت بها تقديره لفضله عليه واعترافه بنعمته. فما الذي حدث؟

لقد جاء الشيطان مستخدماً الحية (تكوين3)، وهمس في أذن حواء بكلام سام مضمونه: أولاً: إن الله كاذب. أ لم يقل لكما إنكما إذا أكلتما من الشجرة ستموتا؟ الحقيقة أنكما «لن تموتا». ثم إنه ليس عادلاً، وإلا فلماذا يسلبكما حرية التصرف ويمنعكما من التسلط على هذه الشجرة مع أنكما رأسا الخليقة؟! ثم هو أيضاً لا يحبكما. لو كان يحبكما حقاً، أ كان يحرمكما من التمتع بشيء؟ «بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه (أي من ثمر هذه الشجرة) تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر» والله لا يريدكما نظيره، بل أن تظلا أقل منه!

هذه هي كلمات الحية للمرأة. وبكل أسف صدّقت المرأة هذا كله، وأكلت، وأعطت رجلها أيضاً فأكل. وعندما أكل الإنسان كان معنى ذلك أنه قال: “آمين” على كل هذه الافتراءات والأكاذيب الشيطانية. وكانت هذه إهانة بالغة لله أمام كل الخليقة. ويا للكارثة!

كان بوسع الله من أول لحظة أن يثبت أنه صادق. فما كان أسهل أن يوقع حكم الموت على آدم وامرأته في الحال، فيتبرهن أمام الجميع أنه صادق. وإذ ذاك كانت الخليقة كلها ستعرف أيضاً أنه عادل وبار، لأن التعدي والمعصية نالا مجازاة عادلة. لكن السؤال الذي كان سيظل إلى أبد الآبدين بدون إجابة: هل الله محبة؟

لذا فقد سلك الرب مسلكاً آخر، وأجَّل الرد على افتراءات الشيطان نحو أربعة آلاف سنة، عندما أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس (1يوحنا3: .

لكن بالنسبة لآدم وحواء، فإننا نقرأ قول الوحي: «فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان». ولقد كانت أولى محاولاتهما بعد أن سقطا في الخطية كما يقول الكتاب أنهما «خاطا أوراق تين، وصنعا لأنفسهما مآزر» لتغطية عريهما. بكلمات أخرى إنهما حاولا إصلاح ما أفسداه، وعلاج ما اقترفته أيديهما، لكن هيهات!

صحيح ربما يكونان قد نجحا إلى حد ما في مداراة نتائج الخطية، أحدهما عن الآخر، لكن علاجهما لم يُجدِ نفعاً أمام الله. فإنهما ما أن سمعا صوت الرب ماشياً في الجنة، حتى اختبئا خلف أشجارها. ولما نادى الرب آدم قائلاً له «أين أنت؟» كانت إجابته الأسيفة «سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت».

أين إذاً مآزر ورق التين التي كان قد عملها آدم وحواء؟

إن أوراق التين وأشجار الجنة دلّت على شعور أبوينا بالخزي، وحاجتهما للستر، لكنها أثبتت فشل محاولة علاج الخطية وسترها من أمام نظر الله.

على أن محاولة أبوينا في الجنة إنما كانت مقدمة لمحاولات عديدة للإنسان لعلاج الخطية وتغطيتها، كما سنرى فيما يلي، لكنها كلها محاولات باءت بالفشل والخسران!
 
قديم 30/08/2005   #5
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


ثانيا:

العلاج الإلهي والعلاج البشري

لما لم تنجح محاولات آدم أن يستر نفسه، فقد تداخل الله بنفسه لعلاج الأمر. فواضح من قصة سفر التكوين أن ما فشل فيه آدم، عالجه الله بنفسه. فالله هو الذي قام بستر آدم وحواء، إذ لا تُختم قصة السقوط قبل أن نقرأ: «صنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما».

أرجو أن تلاحظ - عزيزي القارئ - أن الكتاب لم يقل إن الله خلق لآدم وامرأته أقمصة الجلد، مع أن ذلك كان في مقدوره طبعاً لو أراد، بل إن الوحي يقول إن الله صنع أقمصة الجلد. فكيف صنعها الله؟ ومن أين أتى الله بالجلد؟

يقيناً كان هناك حيوان ذُبح وسُلخ جلده. ولقد ذُبح ذلك الحيوان البريء الذي لم يفعل الخطية، بينما عفا الله عن آدم وحواء، لقد تعرى ذلك الحيوان من جلده، بينما كسا الله الرجل وامرأته بجلد هذه الذبيحة. ثم تقدم الرب بنفسه من الإنسان الخاطئ العاري لكي يستره بنفسه، ولكي يكسوه بجلد الذبيحة. فيا للنعمة التي تشع من هذه العبارة العجيبة «صنع الرب.. أقمصة... وألبسهما»!!

هذه هي أولى الإرهاصات في الكتاب المقدس عن الكفارة: الله ستر آدم وامرأته. والكفارة كما نعلم تعني الستر. يُقال “كفر الشيء” أي ستره وغطاه. ولم تكن تلك الذبيحة، التي قدمها الله في الجنة لعلاج خطية آدم وستر عريه، إلا رمزاً بسيطاً لعلاج الله العظيم للخطية، وفدائه الذي كان عتيداً أن يجريه لكل البشرية بذبح عظيم، كما سنشرح بعد قليل.

والآن قبل الاسترسال في موضوعنا، دعنا نلخص الدروس التي تعلمناها من خطية الإنسان الأول حسبما ورد في تكوين 3:

أولاً: حاجة الإنسان إلى الستر.

ثانياً: عدم استطاعة الإنسان أن يستر نفسه.

ثالثاً: قيام الرب بنفسه بستر الإنسان.

وكما عبّر الله عن نعمته مع أبوينا بسترهما بهذا العمل: سترهما بجلد الذبيحة، فإن قضاء الله أيضاً عبَّر عن نفسه، فطرد الله الإنسان من الجنة. ثم على باب الجنة وضع الله الكروبيم وسيف لهيب نار متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة. وكان على من يريد الاقتراب إلى الله أن يذهب إلى هذا المكان بذبيحة يقدمها عن نفسه، كما نفهم من الفصل التالي، أعني به الأصحاح الرابع من سفر التكوين، حيث نقرأ عن قصة أول ابنين وُلدا في العالم هما: قايين وهابيل.

يقدم لنا سفر التكوين الأصحاح الرابع أول شيء يحدث خارج الجنة، بعد سقوط الإنسان وطرده منها. وفيه نجد أول الإعلانات الإلهية للإنسان الساقط، عن أهم موضوعات الكتاب المقدس، ألا وهو: كيفية اقتراب الإنسان الخاطئ إلى الله. فهذا الفصل إذاً لا يقدم لنا فقط أول حادثة تاريخياً، بل أيضاً أولاها موضوعياً. ولأن هذا العمل تم بواسطة أخوين، كليهما وُلدا من نفس الأب ونفس الأم، ولأنهما يمثلان أول من اقترب إلى الله في التاريخ، وتقدماتهما تمثل أولى التقدمات التي قُدِّمت إلى الله، ولأن الله قبل قربان أحد الأخوين ورفض قربان الآخر، ورفع وجه أحد الأخوين ولم يرفع وجه الآخر، لهذا كله أصبحت لهذا الأصحاح أهمية كبرى عند كل شخص يريد أن يعرف كيفية الاقتراب إلى الله.

ومن المهم أن نلاحظ أن قايين لم يكن ملحداً أو كافراً لا يؤمن بوجود الله ولا يبالي بالاقتراب إليه، بل إنه، بحسب الكتاب المقدس، كان أول من اقترب إلى الله خارج الجنة. مشكلة قايين أنه رغم إيمانه بوجود الله فإنه لم يعرف الله ولا عرف طبيعته، لذلك فبينما اقترب هابيل إلى الله بالذبيحة، فقد اقترب قايين إلى الله بقربان من أثمار الأرض.

يقول لنا كاتب العبرانيين إن هابيل بالإيمان قدّم لله ذبيحة أفضل من قايين (عبرانيين11: 4). وعندما يقول إن هابيل قدّم ذبيحته بالإيمان، فهذا يدل على أنه كان هناك إعلان من الله، تلقَّاه هابيل، عن الطريق المقبول عند الله. أما قايين فعلى العكس من ذلك اتبع طريق التفكير لا طريق الإعلان، الطريق البشري لا الطريق الإلهي. وواضح أنه كما علت السماء عن الأرض هكذا علت طرق الرب عن طرقنا، وأفكار الرب عن أفكارنا (إشعياء55: 8،9). وقايين، بقربانه الذي قدّمه للرب، كأنه قال: ها أنا عملت أفضل ما بوسعي. ومع أن الثمار التي أتيت بها هي نتاج أرض ملعونة، لكن اللعنة لم آت أنا بها، بل جلبها الله عقاباً على خطية أبي، أما أنا فبعرقي قدّمت إلى الله أفضل ما لديَّ، وفي هذا كل الكفاية.

فماذا كانت النتيجة؟ لقد نظر الله إلى هابيل وقربانه، وأما إلى قايين وقربانه فلم ينظر. لقد تجاهل قايين اللعنة والسقوط، كما احتقر النعمة التي أظهرها الله عندما وعد بالخلاص، ورمز له، ورسم الطريق لإعادة العلاقة بينه وبين الإنسان الخاطئ. لقد اقترب قايين إلى الله على مبدأ الأعمال، بعكس هابيل الذي أقر بخطيته وبحاجته إلى الكفارة، فأتى محتمياً في الذبيحة، فقبله الله بينما رفض قايين، كما نصحه أن يُحْسن الطريق (أي أن يقترب إليه بالذبيحة) كي ما يقبله.

وكما ذكرنا قبلاً عن محاولة آدم وحواء تغطية عريهما بأوراق التين في تكوين3، ثم محاولة قايين هنا الاقتراب إلى الله بأثمار الأرض في تكوين4، كانتا هما أولى محاولات البشر لعلاج الخطية بالأعمال. وكل ممارسات الإنسان الدينية فيما بعد من طقوس متنوعة وفرائض مختلفة، وكل محاولات إرضاء الله بالأعمال، إنما هي إعادة المحاولة لستر العورة بورق التين، والاقتراب إلى الله بأثمار الأرض الملعونة، فمن الجانب الواحد لن تنفع صاحبها، ومن الجانب الآخر لن ترضي الله. وبالتالي فلا قيمة لها ولا جدوى منها على الإطلاق.
 
قديم 30/08/2005   #6
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


ثالثا:
التكفير عن الخطايا بالأعمال

مما سبق، فهمنا أن الله لا يقبل طريق قايين مطلقاً، أعني طريق الاقتراب إلى الله بالأعمال. وهذا يقودنا للسؤال التالي: ترى لماذا لا تصلح أعمالنا (الصالحة) للتكفير عن ذنوبنا؟

الواقع أن هناك أربعة أسباب رئيسية لذلك:

1- إن الأعمال الصالحة التي نقوم بها، مهما عظمت، قيمتها محدودة لأنها صادرة من الإنسان المحدود. بينما حق الله، الذي أُسيء إليه بسبب الخطية، لا حد له.

لتوضيح ذلك: هب أن موظفاً صغيراً في وزارة اعتدى على زميل له، فإنه ما لم يبادر بالاعتذار لزميله، فسينال الجزاء حتماً. أما إذا اعتدى نفس هذا الموظف الصغير على الوزير فإن الأمر لن ينتهي بالاعتذار، ولا بتوقيع جزاء عادي، بل ستزداد درجة وشكل العقوبة لأن المُعتَدَى عليه أكبر.

والآن ماذا لو حاول هذا الموظف البسيط علاج المشكلة بطريقته، فقدم في اليوم التالي هدية - في حدود إمكانياته الضعيفة - للوزير لينهي المشكلة؟ إنه بهذا التصرف يكون قد عقَّد مشكلته أكثر.

لكن تذكر أيها القارئ العزيز أن الخطية ليست موجهة ضد شخص عظيم، بل إنها موجهة ضد الله نفسه. ولأن الخطية ضد الله غير المحدود، فإن عقوبتها غير محدودة. فهل نرتكب غلطة ذلك الموظف الساذج؟ هل نقدِّم بعض أعمالنا (التي نظن أنها صالحة)، تلك الأعمال المحدودة والقاصرة جداً لاسترضاء الله على خطايانا ذات الأثر غير المحدود؟ أ يمكن للمحدود أن يغطي غير المحدود؟

2- إن هذه الأعمال الصالحة (إذا كان بوسعنا حقاً أن نعملها) ليست تفضلاً منا على الله، بحيث نستحق الجزاء عليها. بل هي واجب علينا، والتقصير فيه يستوجب العقاب. فمن الكتاب المقدس نعرف أن الله سيدين البشر، ليس فقط على الرديء الذي فعلوه، بل أيضاً على الصالح الذي لم يفعلوه. فيقول مثلاً «من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له» (يعقوب4: 17، انظر أيضاً متى25: 41-43). فإذا كان العمل الصالح أمر مفروض على الإنسان أن يعمله، فإنه لا يكون لهذا الإنسان أي فضل إذا هو عمله (لوقا17: 9)، وبالتالي لا يمكن أن يكون وسيلة للتكفير عن الشر الذي عمله.

3- يقول الكتاب: «لأن أجرة الخطية هي موت» (رومية6: 23)، وليست أعمالاً صالحة. فكيف نستبدل عقوبة الموت ببعض الأعمال الصالحة؟! أ يصلح مثلاً أن يتعهد القاتل أمام المحكمة بأنه تاب ولن يعود إلى القتل مرة أخرى، وأنه يتعهد أمام المحكمة ببناء ملجأ للأيتام، مقابل أن تسامحه المحكمة؟ بكل يقين هذا غير جائز ولا مقبول. هكذا أيضاً لا تصلح الأعمال أن تكون مقابل أجرة الخطية وهي الموت. وفي هذا يقول الوحي: «الأخ لن يفدي الإنسان فداء، ولا يعطي الله كفارة عنه، وكريمة (أي ثمينة وغالية) هي فدية نفوسهم، فغلقت إلى الدهر» (مزمور49: 7،.

4- لأن الأعمال التي نقول نحن عنها إنها صالحة، ليست هي كذلك في نظر الله، بل إنها ملطخة بنقائص وعيوب الطبيعة البشرية الساقطة، كقول إشعياء النبي: «صرنا كلنا كنجس وكثوبِ عِدةٍ (أي خرق نجسه) كل أعمال برنا» (إشعياء64: 6). هذه هي أعمال برنا في ضوء قداسة الله: خرق نجسة. أ تصلح تلك الخرق القذرة أن يَمْثُل فيها الإنسان أمام الله القدوس؟!

وبالأسف الشديد يوجد اليوم الملايين، في كل العالم، الذين يتبعون قايين في طريقه، أعني محاولة إرضاء الله ودرء غضبه، ببعض الأعمال التي يتوهمون أنها أعمال صالحة، والتي يظنون أنها كافية للتكفير عن خطاياهم، وعنهم تقول كلمة الله «ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين» (يهوذا 11).

لا مفر إذاً من الطريق الذي رسمه الله، فالأعمال لا تصلح للتكفير، فهذه طريق قايين المرفوض. والعلاج - أو بتعبير أدق: الكفارة - بالذبيحة.

لكن أي ذبيحة؟ هل تصلح الذبيحة الحيوانية أن تفدي أيّ إنسان؟ الإجابة المؤكدة من كلمة الله هي أن هذا محال، «لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا» (عبرانيين10: 4). وإذا كانت الأعمال الصالحة لا تصلح للتكفير عن الإنسان، فلا يمكن أن تصلح تلك الذبائح الحيوانية للكفارة، فهي من زاوية معينة تعتبر نوعاً من الأعمال التي يمكن للإنسان أن يقوم بها (انظر مزمور50: 7-15؛ 51: 16،17).

لكن هذا يقودنا إلى السؤال التالي الذي قد يطرأ على فكر البعض:

إذا كانت الذبائح الحيوانية لا يمكن أن تفدي البشر، فلماذا رسمها الله في العهد القديم؟ ولماذا كان يقبلها ويرفع وجه مقدميها؟
 
قديم 30/08/2005   #7
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


رابعا:

الناموس وظل الخيرات العتيدة

لم يستطع الناموس - ولا كان القصد منه - أن يبين لنا من هو الله، بل كان القصد منه تعريفنا بمن هو الإنسان، أو بكلمات أكثر تحديداً، كان القصد منه تعريفنا بالخطية التي في الإنسان (رومية3: 20)، فنلجأ إلى المخلص الوحيد الذي كان عتيداً أن يظهر في ملء الزمان. لكن بعد أن كشف لنا الناموس شرنا وخطيتنا، فقد أتى المسيح ليعلن لنا الله ويقدم لنا خلاصه العجيب. وفي هذا يقول الرسول بولس لمؤمني غلاطية «قبلما جاء الإيمان (والمقصود هنا الإيمان المسيحي)، كنا محروسين تحت الناموس (ناموس موسى)، مغلقاً علينا إلى الإيمان العتيد أن يعلن (المسيحية)، إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان» (غلاطية3: 23،24).

في كل فترة عهد الناموس، ما الذي كان يفعله اليهودي التقي بمجرد أن تحدث منه خطية؟ لقد كان يأتي بذبيحة إلى خيمة الاجتماع، حيث مقادس الله، ثم يضع يده على رأس الذبيحة التي أحضرها، وكأنه بهذا العمل يُتحد نفسه بتلك الذبيحة، فتنتقل الخطية من على الشخص المخطئ إلى الذبيحة. من ثم كانت الذبيحة تُذبح فوراً أمام عينيه (لاويين4: 4،24،29،33).

وكما ذكرنا، كان الله - طوال العهد القديم - يعلِّم شعبه مبادئ ودروساً أولية، إذ كان يتعامل مع شعبه كما لو كانوا أطفالاً لا زالوا يتعلمون الأبجدية الإلهية. وبهذا الرمز (تقديم الذبيحة وذبحها عوضاً عن المذنب)، كان الله يعلِّم شعبه أربعة مبادئ أولية هامة:-

أولاً: كان الله، بهذا الأمر، يستحضر الخطية إلى ذهن وضمير شعبه، ليدركوا كراهية الرب لها. فكانوا بذلك يتعلمون شيئاً عن قداسة الله.

ثانياً: كان الله يعلِّم شعبه أن قضاء الله على الخطية هو الموت، وليس أقل من ذلك. فكانوا بذلك يتعلمون شيئاً عن بِّر الله.

ثالثاً: كان الله يعرِّفهم أن عنده طريقة بالرحمة لرفع الخطية، وأنه سيمكن العفو عن المذنب، بهذه الطريقة الوحيدة. فكانوا بذلك يتعلمون شيئاً عن رحمة الله.

رابعاً: كان الله يعطي شعبه بعض الإدراك لجوانب هذا العمل العظيم: الكفارة، وعن عظمة وكمالات الشخص المجيد صانع الكفارة. حيث لم تكن هذه الذبائح المتنوعة، في كل تفاصيلها الدقيقة، إلا رمزاً لذبيحة المسيح الواحدة والكاملة. وبذلك يمكنهم أن يعرفوا شيئاً عن حكمة الله.

لكن ليس هذا هو كل ما في الناموس ولا هو أهم ما فيه بخصوص الكفارة. فسفر اللاويين، وهو السفر الذي يرد الحديث فيه عن الكفارة أكثر مما يرد في أي مكان آخر في الكتاب المقدس، إذا تُذكر الكلمة فيه 49 مرة (7×7)، يرد في قلبه (أصحاح16) حديث مطوّل عن يوم الكفارة العظيم. ولقد كان هذا اليوم هو أهم أيام السنة العبرية، إذ كان رئيس الكهنة يدخل فيه إلى قدس الأقداس ليكفِّر عن خطايا كل الشعب، بينما يكونون هم متذللين وممتنعين عن كل صور العمل. وبدخول رئيس الكهنة، كل سنة، إلى قدس الأقداس، بدم الثيران والتيوس، كان يجد للشعب فداءً لمدة عام كامل.

صحيح لم يكن لهذه الذبائح أية قيمة تكفيرية في ذاتها. لأنه إذا كانت الأعمال الصالحة - كما أشرنا سابقاً - لا تصلح للتكفير عن الإنسان، لأنها مهما عظمت فهي محدودة، فهكذا أيضاً كانت الذبائح الحيوانية. إذ كيف يمكن للبهائم التي تُباد، والتي ليس لها أرواح خالدة، أن تفدي الإنسان الخالد من الموت الأبدي؟ لهذا ترد كلمات الرسول بولس القاطعة في عبرانيين10: 4 «لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا».

لكن إذا لم يكن لتلك الذبائح الحيوانية - في ذاتها - أية قيمة تكفيرية عن مقدميها، فليس معنى ذلك أنه لم يكن لها أية قيمة على الإطلاق. فهي بررت من قدّمها بالإيمان (عبرانيين11: 4)، وذلك لقيمتها الرمزية، إذ كانت تشير إلى ذبيحة المسيح المعروف سابقاً قبل تأسيس العالم (1بطرس1: 1. ومن هذه الزاوية فإنها كانت تشبه إلى حد ما بطاقات الائتمان التي نتعامل بها اليوم. إن القيمة الحقيقية لهذه البطاقات ليس في قطعة البلاستيك المصنوعة منها، بل لما لها من رصيد نقدي في البنك الذي أصدر تلك البطاقة. هكذا كانت تلك الذبائح مقبولة عند الله لأن لها رصيداً في دم المسيح، الذي وإن لم يكن قد مات بعد، لكن الله ليس عنده ماضٍ وحاضر ومستقبل نظير البشر، فهو يرى ما لم يحدث كأنه حدث، بل يرى النهاية من البداية.

هذا يأتي بنا إلى السؤال الجوهري التالي:

بعد أن عرفنا حاجتنا الماسة للتكفير عنا، وعرفنا عجز الحيوانات عن أن تكفر عن البشر، فما هي الكفارة إذاً؟
 
قديم 30/08/2005   #8
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


خامسا:

شروط الفادي

إننا من كل ما قلناه سابقاً يمكننا أن نتلمس الإجابة على هذا السؤال الخطير: من هو الفادي الذي يصلح ليقوم بفداء الإنسان؟

1- هل تنفع ذبيحة حيوانية؟ إذا كانت الكفارة تعني الستر والغطاء، فلا يصلح أن تكون الذبيحة أقل في قيمتها من قيمة الإنسان ليمكنها أن تكفِّر عنه، أي تغطيه وتستره. وعليه فلا تنفع ذبيحة حيوانية (عبرانيين10: 3).

2- هل ينفع إنسان عادي؟ يجب أن يكون الفادي خالياً من الخطية. فلو كان خاطئاً، لاحتاج هو نفسه لمن يكفِّر عنه وما صَلُح لكي يفدي غيره. ولهذا ففي العهد القديم، عهد الرموز، كان يلزم أن تكون الذبيحة بلا عيب. وعليه فإن الإنسان العادي، نظراً لأنه مليء بالعيوب، لا يصلح لكي يكفِّر عن البشر.

3- هل ينفع إنسان بار؟ مع أن كل البشر خطاة، وليس بار ولا واحد (رومية3: 10). لكن هب أننا وجدنا شخصاً بلا خطية، فهل يصلح ليفدي؟ الواقع إنه نظراً لأن هذا الفادي مطلوب منه أن يفدي لا إنساناً واحداً بل كثيرين، فإنه حتى لو وجدنا الشخص البار، فإنه لن يصلح أن يقوم بفداء الكثيرين، إذ يجب أن تكون قيمته أكبر من هؤلاء جميعهم معاً. وعليه فلا ينفع أن يكون إنساناً على الإطلاق.

4- هل ينفع أن يكون ملاكاً أو مخلوقاً سماوياً عظيماً؟ لنتخلص من المشكلة السابقة، هب أننا وجدنا مخلوقاً سماوياً عظيماً، قيمته أكبر بكثير من قيمة الناس، فهل يصلح هذا المخلوق أن يفدي البشر؟ الواقع إن الفادي لو كان مخلوقاً لا تكون نفسه ملكه هو بل ملك الله خالقها، وبالتالي فلا يحق له أن يقدِّم نفسه لله، إذ أنها هي أساساً ملك الله. وعليه فإن الملائكة ورؤساء الملائكة لا يصلحون أن يفدوا البشر، لأنهم مخلوقون من الله.

5- من هو الفادي إذاً؟ إن هذا الشخص - بالإضافة إلى كل ما سبق - ينبغي ويتحتم أن يكون إنساناً لكي يمكنه أن يُمثِّل الإنسان أمام الله، وبهذا وحده يمكن أن يكون نائباً عنه، وأن يمثله أمام الله.

فيالها من معضلة!

من أين لنا بمثل هذا الشخص العجيب الذي يجمع كل هذه المواصفات معاً؟! إنسان، خالٍ من الخطية، غير مخلوق، وقيمته أكبر من كل البشر مجتمعين!!

لكن إن لم يكن عندنا نحن البشر حل لتلك المعضلة، أفلا يوجد عند الله حل؟ وإذا كانت قد غلقت على البشر إلى الدهر (مزمور49: ، فهل استغلقت أيضاً على الله (راجع مزمور68: 20). لما تساءل القديسون الأقدمون: كيف يتبرر الإنسان عند الله، وكيف يزكو مولود المرأة؟ (أيوب9: 2،3؛ 25: 4)، ولما لم يعرفوا حلاً لهذه الأحجية، تقدم أليهو - وهو واحد من أصحاب أيوب - بهذا الإعلان العجيب: «إن وُجد عنده (عند الله) مرسل، وسيط، واحد من ألف ليعلن للإنسان استقامته (أي استقامة الله أو بر الله)، يتراءف عليه ويقول: أُطلقه عن الهبوط إلى الحفرة. قد وجدتُ فدية» (أيوب33: 23،24)، وكأن أليهو يريد أن يقول: لو قصد الله أن يرتب للبشر من يفديهم، وأرسله من عنده، عندئذ فقط يمكن حل الأحجية.

فهل وُجد مثل هذا الشخص عند الله؟ نعم، يقول الرسول: «عالمين أنكم أفتديتم»، ثم يذكر لنا من هو الفادي: «المسيح، معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم» (1بطرس1: 19،20).

إذاً فهذه المعضلة، معضلة “من هو الفادي؟” لم يكن حلها عند الناس، بل عند الله. نعم، فمن عنده أتى المرسل، الوسيط، الذي سبق أن تمناه أيوب عندما صرخ قائلاً «ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا» (أيوب9: 33)!

وإذا كان هذا المُصالِح، يمكنه أن يضع يده على الله والناس في آن واحد، فهذا معناه أنه معادل لله ومعادل أيضاً للناس. فمن يا تُرى يكون هذا الشخص؟

إنه شخص فريد ليس له في كل الكون نظير (رؤيا5: 2-5)، إنه الرجل رفيق رب الجنود (زكريا13: 7). إنه ابن الله الأزلي الذي صار ابن الإنسان!!

لو لم يكن هو الإنسان لما أمكنه أن يكون نائباً عن البشر، يحمل خطاياهم ويحتمل دينونتها بالنيابة عنهم. ولو لم يكن هو الله، أو كان هو أقل، ولو قيد شعرة من الآب، لما أمكنه قط أن يوفي الله كل حقوقه.

نعم المسيح هو الفادي، وليس غيره فادياً. لكن هل المسيح بحياته وتعاليمه ومعجزاته أمكنه أن يفدينا، أم كان يلزم شيء آخر؟ هذا يقودنا إلى نقطة هامة جداً.
 
قديم 30/08/2005   #9
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


سادسا:

موت المسيح

لقد أتى المسيح من السماء، لا ليُخدَم، «بل ليَخدُم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مرقس10: 45). وقَبِلَ المسيح الموت نيابة عنا، أو بكلمات أخرى: قَبِلَ أن يموت موتاً كفارياً. وفي هذا قال المسيح، من بداية خدمته على الأرض: «ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان» (يوحنا3: 14).

إن كان الله في البداية قد طرد آدم من الجنة نتيجة لخطيته التي أخطأ بها ضد الله، وإن كان كل نسله قد وُلدوا خارج الجنة في مكان البعد عن الله، فكيف يمكن لله أن يعيد الإنسان ثانية إلى حماه؟ فإنه لو كان الله مستعداً للتنازل عن حقوقه، ما الذي جعله من البداية يطرد آدم، إذا كان سيعود فيقبله ويقبل نسله مرة ثانية إليه، دون الكفارة اللازمة؟

لكن الوحي الإلهي يقدم لنا الإجابة السديدة عندما يقول: «إن المسيح تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله» (1بطرس3: 1. فبالخطية تم طرد الإنسان من محضر الله، وبالكفارة تتم إعادته من جديد.

وفكرة الموت النيابي، أو موت كائن بديلاً عن كائن آخر، هي فكرة محفورة في أعماق التاريخ. ومع أن هذه الكلمة “الموت النيابي” لم ترد بحصر اللفظ على صفحات الوحي المقدس، لكن المعنى واضح فيه كل الوضوح، ولعل أوضح إشارة إليها هي ما ورد في سفر التكوين 22، عندما طلب الله من إبراهيم أن يقدم ابنه الذي يحبه، فنحن نعرف كيف أن ابن إبراهيم لم يمُت، إذ افتداه الله من الموت، وكانت الفدية بذبح عظيم!

ليس أن الكبش في ذاته كان عظيماً، فالعظمة هي صفة من صفات الجلالة دون سواه، بل أعتقد أن الكبش كان عظيماً في المدلول الرائع الذي له، وعظيماً فيمن كان يشير إليه. وحقاً ما أعظم هذا الدرس الذي يتخلل كل صفحات الوحي الإلهي! فالكتاب المقدس دائماً يؤكد أنني إنسان مذنب وخاطئ، واستحق الموت عدلاً، لكن الله كان عنده الحل ليفديني. وما أعظم السؤال الذي سأله إسحاق في هذا الفصل (تكوين22)، موجِّهاً إياه إلى أبيه: «أين الخروف؟». وما أعظم إجابة إبراهيم على هذا السؤال: «الله يرى له الخروف». ولقد ظلت إجابة إبراهيم أبي المؤمنين هذه، محفورة في وجدان الأتقياء عبر عصور العهد القديم، حتى أتى يوحنا المعمدان وأشار إلى المسيح بالقول: «هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يوحنا1: 29).

إن تعبير «حمل الله» الذي نطق به يوحنا، يمكن أن نعتبره الترجمة الإلهية لذلك “الذبح العظيم” الذي كان يتوقعه إبراهيم. ذلك لأن تعبير «حمل الله» يعني - ضمن ما يعني - الحمل الذي يناسب الله، كما يعني أيضاً، الحمل الذي جهزه الله وأعده بما يتناسب مع متطلبات قداسته المطلقة، ومع فيض محبته المتدفقة نحو الإنسان الخاطئ، نحوي أنا ونحوك أنت أيها القارئ العزيز.

عن هذا الموت الفدائي والنيابي تأتي كلمات الوحي الصريحة والمباشرة عن المسيح، إذ يقول الرسول بولس في رومية4: 25 «الذي أُسلم من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا». بل حتى في العهد القديم تأتي كلمات إشعياء النبي عن ذلك الحمل المذبوح «وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا» (إشعياء53: 5). لك المجد يا ربنا، فمن جانبنا كانت المعاصي والآثام، ومن جانبك كانت الجروح والسحق بسببها؛ من جانبنا كانت الخطية، ومن جانبك كان الموت بسببها. ومن خلال السحق والأحزان، أمكننا أن نعرف شيئاً عن محبة الرحمان، تجاه بني الإنسان.

يدعي بعض الهراطقة أن المسيح من فوق الصليب لم يمت، بل كل ما حدث له هو إغماءة فقط، سرعان ما أفاق منها بعد وضعه في القبر الرطب. لكننا نعلم تماماً أن إغماءة المسيح ما كانت لتكفِّر عنا، لأن أجرة الخطية، ليست إغماءة، بل موتاً (رومية6: 23). لقد كان ينبغي أن يموت المسيح لأجلنا. فإن الإنجيل الذي قبلناه والذي به نخلص هو: «أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب» (1كورنثوس15: 1-3). ويفتكر البعض الآخر أن أحد تلاميذ المسيح مات مكان المسيح، لكن الكتاب المقدس يقرر بكل وضوح أن المسيح هو الذي مات نيابة عن التلاميذ، بل ونيابة عن الملايين من المؤمنين به. وليس فقط لم يمت أحد التلاميذ مكان المسيح، بل إن أحداً منهم لم يكن معه في ساعة الصليب، إذ تركه الجميع وهربوا (متي26: 56). لقد قال المسيح لبطرس: «حيث أذهب، لا تقدر الآن أن تتبعني، ولكنك ستتبعني أخيراً» (يوحنا13: 36). وإذا افترضنا جدلاً أن البشر كانوا عرضة لأن يختلط الأمر عليهم، ولا يميزوا بين المسيح وتلاميذه، فإنه يقيناً ما كان ممكناً أن يختلط الأمر على الله. اسمع كلمات النبي إشعياء عنه «أما الرب فسُرّ بأن يسحقه بالحزن، إن جعل نفسه ذبيحة إثم... من أجل أنه سكب للموت نفسه» (إشعياء53: 10-12).

نعم عزيزي القارئ، لقد مات المسيح، هذه حقيقة تاريخية مؤكدة. لكني أضيف أنه مات من أجلك، وهذا جوهر الإنجيل: الخبر السار، الذي أقدّمه لك. فهل ترفضه؟ ليت روح الله يفتح قلبك وذهنك لتعرف أنه

أن تمضي دُونَ نِعمة الإيمانْ


وكيفَ تراهُ في يَومِ العِقَابْ؟
بِغَيْرِ المَسِيحِ، بِغَيْرِ الرِّدَاءْ
وَليْسَ بِنَفْعٍ، وَليْسَ رَجَاءْ

صَعبٌ عليكَ أيُها الإنسانْ


فَمَاذَا سَتَفْعَلْ فِي يَوْمْ الحِسَابْ
بِدُوُنِ الصَّلِيِبِ، بِدُوُنِ الفِدَاءْ
لَسَوْفَ تَصِيحُ، وَيَعْلُوُ البُكَاءْ
 
قديم 30/08/2005   #10
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


سابعا:

الــدم

لكلمة “الدم” في الكتاب المقدس - سواء في العهد القديم أو العهد الجديد - مكان بارز. وتتفق شهادة الكتاب كله، بعهديه القديم والجديد، في أنه لا كفارة بدون الدم. ليس الدم الجاري في الشرايين، بل الدم مسفوكاً «لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عبرانيين9: 22).

إذا ذهبنا إلى العهد القديم، عهد الرموز والظلال، فأين كان مكان التقاء الله مع الإنسان؟ الإجابة من سفر الخروج25: 22 «وأنا أجتمع بك هناك، وأتكلم معك من على الغطاء من بين الكروبيم اللذين على تابوت الشهادة». ولماذا اختار الله هذا المكان كنقطة التقاء الإنسان الخاطئ مع الله القدوس؟ الإجابة التي نفهمها من سفر اللاويين16 أنه إلى هذا المكان كان يدخل رئيس الكهنة كل سنة، كممثل لكل الشعب، في يوم الكفارة العظيم، ومعه الدم الذي يرشه على وجه الغطاء. فعلى أساس الدم أصبح للإنسان الخاطئ إمكانية الاقتراب إلى الله من جديد.

ونفس الأمر نجده أيضاً في العهد الجديد. ففي رسالة رومية3: 25 نقرأ أيضاً عن كرسي الرحمة المرشوش بالدم. في هذا المكان يتقابل الآن الله البار مع الإنسان الخاطئ. فعلى أساس الدم أمكن لنا الاقتراب من الله، وإلا لكان هذا الكرسي لا كرسي رحمة، بل عرش قضاء ودينونة، وما أرهب المصير! (مزمور143: 2).

ومن أهم الفصول التي تتحدث عن أهمية الدم كأساس العلاقة مع الله، هو سفر الخروج أصحاح12 الذي يتحدث عن الليلة التي فيها خرج شعب الله من بيت العبودية في أرض مصر، بعد ذبح خروف الفصح. ماذا طلب الرب منهم في تلك الليلة كي ينجو الأبكار من ضربة المهلك؟ لقد قال: «يأخذون لهم كل واحد شاة.. صحيحة.. يذبحه كل جمهور الجماعة، ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم وأعبر عنكم».

إذاً الذي كان يحميهم في تلك الليلة من ضربة الهلاك هو «الـدم». الله لم يطلب منهم أن يثبتوا على أبواب بيوتهم تسلسلهم من إبراهيم، فليس هذا أساس نجاتهم من الدينونة. ولا طلب الله منهم أن يعملوا حصراً بأعمالهم الصالحة، وبممارساتهم الدينية، وبأيام أصوامهم، وبكمية صدقاتهم، ويعلقوها على أبواب بيوتهم، فالخلاص أيضاً ليس في هذه الأشياء. بل إن كلام الرب الصريح والواضح هو «أرى الدم وأعبر عنكم».

في العهد القديم أكد المرنم أن فدية نفوسنا كريمة، وبالتالي فقد غلقت إلى الدهر (مزمور49: ، لكن حمداً لله، فإننا في العهد الجديد وجدنا من قام بالفداء، رغم فداحة الثمن المدفوع. إذ قام المسيح، الحمل المعروف سابقاً قبل تأسيس العالم بفدائنا: «عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو بذهب... بل بدم كريم». نعم لقد تحققت الفدية الكريمة بدم كريم! وهذا الدم كريم في عيني الآب، لأنه دم وحيده (راجع أعمال20: 2. وكريم في عيني المسيح لأنه يمثل حياته الغالية التي بذلها لأجلنا، و«ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» (يوحنا15: 13). ثم إنه كريم في نظر المفديين، فهو الثمن الكريم الذي قدَّرنا المسيح به (1كورنثوس6: 25؛ وكم نخجل عندما نقارن ذلك الثمن، بالثمن الذي قدرنا نحن المسيح به! راجع زكريا11: 13 مع متى27: 9). وأخيراً هو كريم في ذاته، كما أنه كريم في نتائجه الأبدية التي حصَّلها لنا.

فهو وسيلة الفداء (أفسس1: 7؛ عبرانيين9: 12؛ 1بطرس1: 1،

وبه تمت الكفارة (رومية3: 25)،

وبه غفرت خطايانا (متى26: 28؛ أفسس1: 7 ؛ عبرانيين9: 22)،

وتطهرنا من خطايانا، وغُسلنا منها (1يوحنا1: 7؛ رؤيا1: 5)،

وتطهرت ضمائرنا من أعمال ميتة (عبرانيين9: 14)،

وبيضنا ثيابنا (رؤيا7: 14)،

وبه تقدسنا (عبرانيين13: 12؛ 10: 29)،

وبه تبررنا (رومية5: 9)،

وبه حصلنا على الحياة (يوحنا6: 54)،

وبه تتم المصالحة (كولوسي1: 20)،

وبه لنا الاقتراب إلى الله (أفسس2: 13)،

وبه لنا الشركة المسيحية (1كورنثوس10: 16)،

وبه لنا ثقة الدخول للأقداس (عبرانيين10: 19).

وبه نغلب الشيطان (رؤيا12: 11).

ولهذا فإن الدم سيظل إلى أبد الآبدين موضوع سبح المفديين في المجد، إذ سيترنمون «ترنيمة جديدة قائلين: مستحق أنت أن تأخذ السِفر وتفتح ختومه، لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة» (رؤيا5: 9،10).
 
قديم 30/08/2005   #11
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


ثامنا:

ماذا تم في الكفارة؟

لقد فهمنا، ونحن نتحدث عن قداسة الله وغضبه، أن أخطر ما في الخطية ليس نتيجتها على المخطئ ولا المخطأ في حقه، بل إن أخطر ما في الخطية حقاً أنك تفعلها في عيني الله البار القدوس. هذا ما فهمه يوسف الصدّيق فقال لامرأة فوطيفار: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله» (تكوين39: 9). نعم ما أخطر أن تفعل الخطية أمام عينيّ ذاك الذي عيناه «أطهر من أن تنظرا الشر ولا تستطيع النظر إلى الجور» (حبقوق1: 13)! وإن كانت الخطية بشعة في ما عملته معنا وفينا، فإنها أبشع بما لا يقاس في عينيّ الله وفي نور قداسته. ولهذا فقد كان يلزم تغطيتها من أمام عيني الله القدوس، وتقديم الترضية لله البار بسبب نتائجها.

لقد وردت كلمة الكفارة في كل من العهدين القديم والجديد. وردت مرات عديدة في العهد القديم (119 مرة)، كما وردت في العهد الجديد نحو 5 مرات. الكلمة العبرية التي وردت في العهد القديم والتي تُرجمت كفارة، تعني “تغطية”، وأما الكلمة اليونانية التي وردت في العهد الجديد والتي تُرجمت أيضاً كفارة تعني حرفياً “ترضية”. ولهذا المعنى المزدوج مدلول جميل في الموضوع الذي نحن بصدده. إن قداسة الله تعتبر الخطية نجاسة يجب تغطيتها من أمام عيني الله. كما أن بر الله يعتبر الخطية تعدياً، وكل تعد يجب أن ينال مجازاة عادلة (عبرانيين2: 2)، وبهذا يجب أن تتم ترضية عن التعدي الذي حدث. وهذا هو المدلول المزدوج للكفارة كما ذكرنا: “تغطية وترضية”؛ تغطية من أمام عيني الله نظراً لقداسة طبيعته، وترضية لغضبه العادل نظراً لبره.

أو يمكن القول إن التغطية تمت للأشياء المطلوب سترها أو إبعادها عن نظر الله، أعني بها الخطية. وأما الترضية فإنها متجهة للشخص المطلوب إزالة غضبه والحصول على رضاه، أعني الله.

ولعله من المتوقع أن يسأل أحدهم: لماذا ترد كلمة الكفارة في العهد القديم أكثر مما ترد في العهد الجديد، مع أننا كنا نتوقع العكس؟ ثم لماذا وردت في العهد القديم كلمة مختلفة عن تلك التي وردت في العهد الجديد؟

وأبدأ بإجابة السؤال الثاني فأقول: إن العهد القديم كان مشغولاً بالإنسان، من هو؛ وبالناموس كانت معرفة الخطية. ولذلك فقد حدثنا العهد القديم عن التغطية التي - كما فهمنا الآن - متجهة لا إلى الشخص المُساء في حقه، بل إلى الخطية بقصد إبعادها عن النظر.

ومن الجانب الآخر فإن الذبائح الحيوانية في العهد القديم، ما كانت لتستطيع البتة أن ترضي الله: «بذبيحة وتقدمة لم تسر»، «بمحرقة لا ترضى» (مزمور40: 6؛ 51: 16). لكن كل ما استطاعت تلك الذبائح الرمزية أن تفعله هو أن تغطي تلك الخطايا (مؤقتاً) عن عيني الله. لكن لما قدّم المسيح نفسه على الصليب، فقد أمكنه أن يُسكت عجيج عدل الله إلى الأبد. فجاءت كلمة الترضية في العهد الجديد.

أما لماذا وردت كلمة الكفارة في العهد القديم أكثر منها في العهد الجديد، فذلك لأن كلمة الكفارة هي كلمة عامة، تتضمن العديد من البركات التي جاءت نتيجة ذلك العمل الكريم: مثل غفران الخطايا، والتبرير، والمصالحة، والقرب إلى الله، ...، وهذه الكلمات كلها وردت كثيراً في العهد الجديد وليس في العهد القديم. وكأن الفكرة المركزة وردت في العهد القديم، ولكن شرح البركات بالتفصيل اختص به العهد الجديد.

في كلمات موجزة نقول إنه نتيجة سقوط الإنسان وشره كان الإنسان متجنباً عن الله بسبب الخطية، والله متجنباً عن الإنسان بسبب الغضب. وموت المسيح الكفاري والنيابي رفع الخطايا وسكَّن الغضب، فأصبح يمكن أن لله ينظر إلى الإنسان بدون غضب، وأن الإنسان ينظر إلى الله بدون خوف. أي أن الخطية تغطت، والله ترضى. أيوجد خبر أروع من هذا، أيها القارئ العزيز؟

وأخيراً نقول إن العهد الجديد يوضح أن كفارة المسيح غير محدودة البتة في نتائجها، وذلك لأن شخص المسيح - كما ذكرنا - هو شخص غير محدود، وبالتالي فإن قيمة عمله بلا حدود. ولو أن كل البشر أتوا للاستفادة من كفارة المسيح، فلن يبلغوا مداها، فإنها أعظم من كل البشر مجتمعين معاً. عن هذا يقول الرسول يوحنا إن المسيح «كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً» (1يوحنا2: 2)، وهذا يؤكد عدم محدودية كفارة المسيح واتساعها العجيب لتشمل العالم أجمع.

وهي حقيقة مؤكدة، أنك أنت أيضاً أيها القارئ العزيز جزء من هذا العالم. وبالتالي فإنك لن تكون مُحقاً إذا خدعك قلبك بأن الرب مات لأجل الرسول بطرس، أو لأجل الرسول بولس، ولكن ليس لأجلك أنت. كلا، فإن الرسول بولس أيضاً يقول «وهو مات لأجل الجميع» (2كورنثوس5: 14،15). والرسول بطرس يؤكد أنه حتى المعلمين الكذبة الأردياء الذين ينكرون الرب فإنهم «ينكرون الرب الذي اشتراهم» (2بطرس2: 1). وهذا كله يؤكد أنه لأجلك أنت قد مات المسيح أيها الصديق العزيز، فهلا أخذت من الرحمة حصة؟

في كلمات قليلة نلخص موضوع الكفارة الكبير في هذه الأسئلة الخماسية: لماذا؟ وكيف؟ ولمن؟ وبم؟ وماذا؟

ونجاوب على هذه الأسئلة بالقول:

الحاجة للكفارة : غضب الله.

أساس الكفارة : ذبيحة المسيح.

اتساع الكفارة : العالم كله.

شرط الكفارة : الإيمان

نتيجة الكفارة : الغفران، والتبرير، والصلح، والفداء، وكل البركات التي يُسرّ الله أن يغدقها على أولاده.
 
قديم 30/08/2005   #12
dodo2005
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ dodo2005
dodo2005 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
56

افتراضي


أرجو أن أكون قد أجبت على سؤالك !
 
قديم 30/08/2005   #13
صبيّة و ست الصبايا Espaniol
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Espaniol
Espaniol is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
FROM HEART OF FLAMINGO
مشاركات:
1,166

افتراضي


هذه هي ملخص العقيدة المسيحية
هكذا يتكلم الله بأمثال لان الذين يرون لا يبصرون والذين يسمعون لا يفهمون
كان لملك بنت وحيدة وكانت امها قبل أن تموت قد أوصت الملك بابنتها وان يهتم بها وقطع وعدا لها على فراش الموت برعاية البنت وان يكرس حياته لها
وأخذ الملك يرعى ابنته رعاية كاملة ويكرس أغلب اوقاته لها ليجهزها لتصبح الملكة على المملكة من بعده
حتى كبرت الفتاة واصبحت شابة ,وكلما كبرت الفتاة زاد اهتمام الملك ليملكها على كل شيء ويضع مفاتيح المملكة بين يديها
وحدث ان كان للمملكة مملكة اخرى عدوة لدودة وكانت الحرب دائرة من سنين طويلة
وكانت الخسائر تتوالى على المملكة في المدة الاخيرة والسبب في ذلك ان الاميرة قد وقعت في حب امير المملكة المعادية وقد خدعها لينال كل المعلومات الخاصة بمملكتها ويستولي على كل شيء
ولكن الملك لم يكن يعرف بذلك فقط الوزير وقائد الجيش كشفوا الامر
وكان الملك قد شعر بان هناك خائن في الدولة وكان القانون يعاقب الخائن بالسير عاريا على الزجاج المكسور
وبالجلد وذلك امام كل المملكة سيرا حافي القدمين وعاري بكل شوارع البلدة
ومن ثم بالموت
وعندما علم الملك ان ابنته هي الخائنة حيث كانت ترسل رسائل لامير الاعداء عبر الحمام الزاجل
الذي اغواها
وماذا يفعل الملك القانون يجب ان يطبق
ولا فرق بالخائن بين ابنة الملك وغيرها
فان كان الخائن هو احد ابناء المملكة سينفذ به الحكم ولا يستطيع ان يتراجع امام شعبه
وماذا يفعل بوحيدته التي يحبها وقدم لها كل شيء
وجهزها للملك
وقد اوصت امها برعايتها قبل موته
فاي الوعود يطبق
لكنه اصدر الحكم طبقا للقوانين وسينفذ الحكم صباحا
وفي الصباح قبل تنفيذ الحكم بالفتاة
لانه لن يستحمل من محبته لابنته ان يراها عريانة امام الجميع والعار يحيط بها والزجاج يجرحها
وقد قطع وعدا ليضعها نصب عينيه
فاصدر امرا ان يحاكم هو بدل ابنته


هذه هي العقيدة المسيحية عقيدة الله المخلص
الله المحبة

jesus i trust in u

فإذا يأس الإنسان من الله ...سقط في بحر الإلحاد
و إذا يأس الإنسان من الناس ..سقط في بحر العداوة و البغضة..
و إذا يأس الإنسان من نفسه ..انتهت المعركة بالاستسلام
 
قديم 30/08/2005   #14
شب و شيخ الشباب الخير للجميع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الخير للجميع
الخير للجميع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
681

افتراضي Re: ملخص عقيدة النصـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــارى....


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : الخير للجميع
رجل يحب زوجته كثيراً يعيش معها في منزل واحد متفاهمان متحابان متفقان على كل شيء , ولكن هذا الرجل أمر زوجته أن لا تذهب إلى جارة لهم لسبب هو أعلم به منها وهددها بأن يطردها من منزله بدون عودة إن هي فعلت ما نهاها عنه
ولكن هذه الزوجة بسبب وساوس الشيطان لها و إغراءه عصت زوجها وذهبت إلى تلك الجارة .
فكان لزام على الزوج أن ينفذ تهديده ..... فطردها من منزله
ولكن حب الزوج الشديد لزوجته جعله يفكر في إرجاعها لبيته لتسكن معه من جديد ولكن كبرياءه كرجل منعه من الصفح والمسامحة المباشرة ووضع قاعدة ألأزم نفسه بها

(((بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ))).........
لذلك قرر ليعيد زوجته الحبيبة أن يقتل ابنه المولود حديثاً (بدون خطية) كي يجد مبرراً لأن يعيد حبيبته إليه؟؟؟
فقتل طفله الوحيد وأعاد زوجته الحبيبة إليه.............
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : الخير للجميع


ولله المثل الأعلى وتعالى الله عما يصفون........


هذا مثالي عن عقيدتكم باختصار وما في داعي كل هالكلام......
لأني أنا بعرف عقيدتكم وبعرف ماتؤمنون به..........
وأخاطب عقولكم عن طريق مثالي.........
هل يعقل هذا الحل لكي تعود الزوجة إلى دار الزوجية بعد رجوع الزوج عن قراره.........
هل يعقل أن يقتل ولده الرضيع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يعقل إن يلزم نفسه ما لا يلزم (((بدون سفك دم لا تحصل مغفرة )))......... ؟؟؟؟؟
ألا تعتقدون أن هذا الحل هو افتراء بشري على الله؟؟؟؟؟؟؟



 
قديم 31/08/2005   #15
شب و شيخ الشباب الخير للجميع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الخير للجميع
الخير للجميع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
681

افتراضي


الخلاصة

أن العقيدة المتمثلة في :
آدم..حواء..إبليس..خطية..طرد من الجنة..شحططة ومرمطة.. مشكلة.. تفكير ..كيف الفداء.. ملايين السنين..وجدتها..التجسد ..الحبل بلا دنس..المخاض..دم..أوساخ..ولادة ..طفل ..بامبرس..طفولة.. رضاعة.. فتوة..شباب.. يهود..بيلاطس..فتنة.. مطاردة..كمشتك..تعذيب..إهانة.. بصق على الوجه.. تاج الشوك..صلب.. قبر 3أيام.. صعود.. جلوس على اليمين.. هيييييييييه................فداء...! !!!

هي عقيدة من عاشر المستحيلات أن تكون عقيدة ربانية
بل هي عقيدة بشرية خالصة 100%



 
قديم 31/08/2005   #16
شب و شيخ الشباب ma7aba
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ma7aba
ma7aba is offline
 
نورنا ب:
Jun 2004
المطرح:
سوريا دمشق
مشاركات:
3,316

إرسال خطاب MSN إلى ma7aba إرسال خطاب Yahoo إلى ma7aba بعات رسالي عبر Skype™ ل  ma7aba
افتراضي


الخلاصة
يأخي الخير للجميع انك تطرح وتحلل كما تريد
إن عقيدة التجسد والفداء مرتبطة وغير منشقة عن القيامة باليوم الثالث اي ان مثالك لا يصلح لهذه العقيدة لأن الاب الذي يميت ابنه لا يستطيع ان يعود ويحييه اما عقيدتنا قائمة على الفداء والقيامة وليس على الفداء فقط
سلام

واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.

فماذا نقول لهذا.ان كان الله معنا فمن علينا.

ياأبتي أغفر لهم فإنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
 
 


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 23:11 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.15962 seconds with 13 queries