يا ريت أنت وأنا بالبيت

[f_fattal]

كانا معاً منذ ثماني سنوات... هو موظف بسيط وهي أيضاً. بعد قصة حب دامت أربع سنوات في الجامعة قررا أن يرتبطا رسمياً.
في السنة الدراسية الأخيرة كانت الخطوبة، ثم بعدها بدأت الحياة العملية والتخطيط لمستقبلهما.
مرّت أربع سنوات أُخَر وهما على حالهما... وكان يلزمهما كثيرٌ من الأشياء لتحقيق الحلم المنشود، الشقة.. (وإن وجدا شقة مناسبة) الفرش.. غرفة نوم، ستائر، سجاد، غرفة جلوس، تلفزيون، المطبخ... من براد وغاز وصحون وأواني وغسالة... غرفة للضيوف.. لا، لا داعي لها... ولكن كل هذا من أين؟ أَمن هذا الراتب؟ هذا الراتب كان يكفي كل واحد منهما بعد اقتصاد مضني جداً حتى آواخر الشهر.
هو تخلى عن التبغ وعن السهر وعن أشياء كثيرة وهي تخلّت عن الماكياج والإكسسوارات والملابس الغالية الثمن وأشياء أخرى ولكن على ما يبدو لا أمل من كل هذا التقشف... أخيراً توصلا إلى نتيجة نهائية وهي أن الحل صعب جداً بل من رابع المستحيلات فلن تهبط عليهما ثروة من السماء... قررا الإنفصال... وافترقا.
هي تزوجت من رجل أعمال كبير وأكبر منها بأربعين سنة... وهو تزوج من سيدة أرملة ذات ثروة كبيرة وأكبر منه بخمسةٍ وثلاثين سنة...
هي ملكت بيتاً فخماً وسيارة من أحدث طراز ومجوهرات وملابس و... هو أيضاً ملك منزلاً فخماً وسيارة فخمة ومكتب في وسط المدينة... ولكنهما خسرا حبهما...
مرت الأعوام... وها إنهما يلتقيان عند الإشارة الضوئية، هي بسيارتها الفخمة وهو بسيارة فخمة أيضاً... نظرا إلى بعضهما نظرة (ما باليد حيلة) ثم انطلقت السيارتين بسرعة على أغينة فيروز يا ريت أنت وأنا بالبيت شي بيت أبعد بيت يا ريت...


فاروق و داليدا
دمشق 12/10/2001