أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى
 
أدوات الموضوع
قديم 22/12/2007   #1
شب و شيخ الشباب kcart1
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ kcart1
kcart1 is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3

افتراضي هدية روحية، الجزء الثالث والاخير


وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب، بالنبي القائل، هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيرهُ الله معنا
(مت22:1)


انهُ وان قال قومٌ ان هذه الاقوال ليست للملاك بل للانجيلي، فقولهم هذا لا يحتمل التصديق بالنظر الى سياق الكلام، لانهُ لو كانت هذه الاقوال من مقولات الانجيلي الذي هو نفسهُ يقول " وهذا كلهُ كان" لكان من لازم الضرورة ان نفهم ان رؤيا الملاك ايضاً التي ظهرت ليوسف قد سبق فتنَّأَ بها النبيُّ والحال اننا لا نرى نبوة كهذه لا في الاقوال النبوية السابقة ولا في موضع آخر، والحاصل ان هذه الاقوال والتي قبلها هي للملاك، فالملاك قد تابع سياق حديثهِ فقال ما معناهُ، اعلم يا يوسف ان هذا كلهُ، اعني الولادة بغير زرع، والحبل من الروح القدس واسم ابن مريم قد كان لكي يتم كلام الله الذي تكلَّم بهِ بفم النبي اما النبي فهو اشعيا، واما كلام الله الذي تكلَّم بهِ فهو هذا "فلذلك يعطيكم الرب نفسهُ آيةً، هوذا العذراءُ تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمهُ عمانوئيل"، (اش14:7)، فاشعيا قد اورد كلام الله على هذا المنوال، واما الملاك فقد فسَّر اسم عمانوئيل قائلاً ان معناهُ "الله معنا" فاذا كان العبراني عن مكر واحتيال يقول، ان اشعيا لم يقل العذراءَ بل الفتاة، وان المسيح لم يُسَمَّ عمانوئيل بل يسوع، فجاوبهُ قائلاً ان السبعين مترجماً الذين ترجموا كلمة اشعيا العبرانية بلفظة عذراءَ كانوا اوسع علماَ من هذا المعترض الماكر، وان اشعيا لكي يوضح ان عذراءَ تلد المسيح قال "فلذلك يعطيكم الرب نفسهُ آيةً" اعني معجزةً واعجوبةً، فالاعجوبة تكون معجزة، ليس عندما تلد امرأَةٌ لان ذلك امرٌ طبيعي، بل عندما تلد عذراءُ، فان هذا امرٌ يفوق الطبيعة، ولم يحدث قط الاَّ في ولادة المسيح، واما من جهة اسم يسوع فجاوبهُ قائلاً، ان الاسم عمانوئيل لهُ نفس الدلالة التي للاسم يسوع، لانهُ عندما يكون الله معنا، فهو يكون حينئذٍ مخلصنا ونحن نكون مخُلَّصين، اما انت فتأَمل بحكمة اقوال الملاك لانهُ ارشد يوسف بالتدريج وهَّيأَهُ، لاقتبال الايمان بالسرّ الغامض، فلم يقل لهُ من اول وهلة ان مريم هي عذراءُ وتلد لئلاَّ يضطرب عند سماعهِ هذه الاقوال، بل قال لهُ اوَّلاً انها حبلت بقوة الروح القدس، ثم اظهر ان الذي سيولد منها هو مخلص العالم، وبعد ذلك علَّمهُ ما يتعلق بالبتولية وبالمولد البتولي مثبتاً اقوالهُ بكلام الله الذي سبق فكرز بهِ النبي اشعيا، واسمع ما فعل يوسف عندما سمع من الملاك هذه الاقوال

فلما نهض يوسف من النوم صنع كما امرهُ ملاك الرب فاخذ امراته، ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع
(مت22:1و25)


ان يوسف لم يداخلهُ الريب لما سمع وهو نائِم اموراً كهذه مستغربة ورأَى الملاك في الحلم، لان نعمة الله قد افاضت على قلبهِ طمأْنينةً عظيمةً جداً حتى انهُ لما نهض من النوم لم يخالجهُ ادنى شك وارتياب بكون ملاك الله قد كلَّمهُ بل آمن وايقن وصنع كل ما أَمرهُ واوصاهُ بهِ، اعني انهُ اخذ العذراءَ القديسة معتنياً بها وخادماً اياها بكل اجتهاد وورع، ولما ولدت مخلص العالم فحينئذٍ حسب وصية الملاك سماهُ يسوع، واعلم انهُ كما ان لفظة "حتى" في قولهِ "لم يرجع الغراب الى التابوت حتى نضب الماءُ عن الارض" (تك7:، وفي قولهِ " ها انا معكم كل الايام حتى انقضاءِ الدهر" (مت20:2، وفي قولهِ اجلس عن يميني حتى اضع اعداءَك موطئاً لقدميك" (مز1:10، تدل على الاستمرار والدوام، لان الغراب لم يرجع البتة الى التابوت، ويسوع لم ينفصل قط عن الرسل ولم يسقط قط عن السدَّة التي عن يمين الله ابيهِ، فهكذا قولهُ "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" يدل على ان يوسف لم يعرف البتول القديسة قط، بل استمرت بتولاً قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة وعلى الدوام، وعند سماعك كلمة البكر لا يخطر ببالك ان والدة الاله الفائقة القداسة قد ولدت اولاداً آخرين، لان كلمة البكر في هذا المقام لا تدل على شىءٍ آخر الاَّ على المولود اوَّلاً والوحيد كما يستفاد ذلك ايضاً من قولِه "بكر كل الخليقة" (كول15:1)،

عظة

على انجيل متى البشير الطاهر الذي يتلى في الاحد الواقع قبل عيد ميلاد المسيح
في كيفية تدبير التجسد الخلاصي وفي سقوط وقيام الكثيرين


ان اوصاف يسوع المسيح التي اعلنها الملاك ليوسف هي بهية، وابهى منها اوصافهُ التي اعلنها رئيس الملائكة جبرئيل الى مريم البتول القديسة، فاذا قابلت ما قالهُ الملاك ليوسف مع الاقوال التي اعلنها رئيس الملائكة الى البتول ترى ان بشائر رئيس الملائكة قد اوضحت لاهوت يسوع المسيح باجلى بيان، ولعمري ان هذا ليس بالامر المستغرب، لانهُ بمقدار ما كانت قداسة والدة الاله تسمو على فضيلة يوسف، بهذا المقدار كانت البشائر الموجَّهة اليها تفوق ما بُشّر بهِ ذاك، فالملاك قد تراءَى ليوسف في الحلم ونفى عنهُ خوف الخطيئَة قائلاً "يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأَتك" (مت20:1)، واما رئيس الملائكة فوقف امام البتول فيما كانت مستيقظة وجلا عن نفسها خوف الخديعة بقولهِ "لا تخافي يا مريم" (لو30:1)، ثم اخبرها ايضاً بالنعمة التي وجدتها امام الله، "لانك قد وجدتِ نعمةً عند الله" فنفى عنها الخوف بل نفى الحزن ايضاً وجلب لها الفرح قائلاً "افرحي يا ممتلئَة نعمةً" (لو28:1)، وكرز باتحاد الله مع البشر اذ قال "الرب معكِ" وبشر بالبركة قائلاً "مباركة انتِ في النساءِ"، ثم تأَمل كيف ان حَّواءَ الام الاولى الجسدية لاجل خطيئَتها قد سمعت قولهُ "ملعونة الارض باعمالك"، واما مريم الام الروحية فلاجل فضيلتها السامية تقبَّلت ترياق الحزن وهو الفرح وبلسم اللعنة وهو البركة اذ قال لها الملاك "افرحي يا ممتلئة نعمةً، الرب معكِ، مباركة انتِ في النساءِ"، ان الملاك قال ليوسف بايجاز، انهُ بقوة الروح القدس قد حُبل بالمسيح في بطن امهِ "فان المولود فيها هو من الروح القدس" (مت2:1)، واما رئيس الملائكة فقد اوضح للبتول باسهاب عمل التجسُّد الالهي قائلاً، ان السرَّ العظيم سرَّ تجسد الكلمة قد اكمل ليس بحلول الروح القدس فقط بل بقوة الله الآب ايضاً فقط قال "الروح القدس يحلُّ عليكِ وقوة العلي تظللك" (لو35:1)، وقد نطق الملاك باسم المسيح قائلاً "وستلد ابناً فتدعو اسمهُ يسوع" (مت21:1)، وهذا ما قالهُ رئيس الملائكة لكَّنهُ اضاف اليهِ هذا "هذا يكون عظيما وابن العلي يُدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيهِ، ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكهِ نهاية" (لو32:1و33)، واخيراً قال ان هذا هو القدوس، وهذا هو ابن الله "فلذلك القدوس المولود منكِ يدعى ابن الله" (لو35:1)،
فالمولود اذاً من البتول هو الداحض الخطيئة، والطارد الحزن، والمانح الفرح، والموزع البركة, والمعطي النعمة هو يسوع مخلُص العالم، الذي بحلول الروح القدس وبقوة الله الاب حُبل بهِ في بطن امّهِ وولد متخذاً منها جسداً، هذا هو العظيم ابن العلي ملك الدهور ذو الملك الذي لا نهاية لهُ، هذا هو القديس، هذا هو ابن الله، هذا هو الاله والانسان، فهذه هي صفات يسوع المسيح البهَّية التي صورها الملائكة القديسون، هذه هي شهادات القوات السماوية، التي بها شُهد بلاهوت يسوع المسيح قبل ان يولد، الشهادات التي تفرح القلب وتملا نفوس البشر من رجاءِ الخلاص، فاذا كان ابن الله الوحيد قد نزل من اوج مجدهِ الالهي الى حضيض المسكنة البشرية وهو الهٌ حقيقي " افرغ ذاتهُ متخذاً صورة عبدٍ" (فيل7:2و9)، فقد اتخذ الاسم " الذي يفوق كل اسمٍ" اي يسوع الذي معناهُ مخلَّص، وقد اتي "الى العالم لا ليدين العالم بل ليخلص بهِ العالم" (يو17:3)، وقد حاءَ الى العالم "ليخلّص الخطأَة" فافرحوا ايها الشعوب وابتهجوا فقط اشرق فرحٌ وابتهاجٌ وخلاصٌ لجميع البشر الذين في العالم، قد انمحت الخطيئة وبطل الحزن وانحلَّت اللعنة وازهرت البركة، قد أُغلق باب الجحيم وفتح باب فردوس النعيم، فجميعنا مُخلَّصون وجميعنا للملكوت السماوي وارثون، على انهُ وانا في وسط هذا الفرح قد طرق مسمعي صوت رجلٍ صدّيق ومتوشح بالروح اعني بهِ سمعان الشيخ الذي أُعلن لهُ من الروح القدس "انهُ لا يُعاين الموت قبل ان ينظر مسيح الرب" (لو26:2)، فهذا لما ابصرهُ كظفل وتقبلَّهُ على ذراعيهِ وقال " الآن تطلق عبدك ايها السَّيد حسب قولك بسلام" (لو29:2)، التفت اذ ذاك نحو مريم امُهِ وقال هذه الاقوال المستحقة الذكر "هوذا هذا قد جُعل لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامةٍ تُقاوم" (لو34:2)، وقد قال "لعلامةٍ تُقَاوم" لان مقاومة او بالاحرى مخالفة هذه العلامة هي واضحة جلياً، فان يسوع في السماءِ تعبدهُ الملائكة بما انهُ ضابط الكل، وهو نفسهُ على الارض مدرج بالاقماط كطفل، هو حاضر في كل مكان بما انهُ غير محدود، وهو في الهيكل محمول على ذراعي سمعان كمحدود، هو في احضان الآب فوق، وعلى ذراعي الامم اسفل، هو ازليٌّ وفي زمن، فازليٌّ بما انهُ مساوٍ في الازلَّية للآب الازلي، وفي زمن بما انهُ قد وُلد من أُمٍ "لما حان كمال الزمان" (غلا4:4)، هو غير منظور بما انهُ روح، ومنظور بما انهُ جسد، هو غير ملموس وملموس، غير مقترب اليهِ ومقترب اليهِ، وهو نفسهُ الهٌ وانسانٌ معاً، فهذه العلامة المُخاَلفة التي هي مقُاوَمة بالنظر الى قوة الانسان ومعرفتهِ وميلهِ، ولا مقاومة فيها البَّتة بالنسبة الى قدرة الله الكلَّية وحكمتهِ وصلاحهِ،
لكن كيف هو نفسهُ قد وضع لسقوط ولقيام كثيرين، اعني كيف هو نفسهُ يكون علةً للسقوط وللقيام، الجواب انهُ جلَّ شانهُ ليس عَّلةً للعثار، وليس من شانهِ ان يعرقل احداً، بل بما انما هو نور العالم فهو يُنير الجميع لكي ينهضوا من ظلمة الالحاد ومن وهدة الخطيئة، فالشمس عندما تشرق تنشر اشعتها في كل مكان، فالذين يغمضون اعينهم لا يبصرون النور بل يلبثون في ظلام، فما هي يا ترى علَّة ظلامهم، أَالشمس التي تسطع وتنير الجميع على السواءِ، ام هم انفسهم الذين اغمضوا اعينهم لكي لا يبصوا النور، فمن الواضح ان علَّة ظلامهم ليست الشمس بل هم انفسهم لا يريدون ان يبصروا اشعة النور، الشمس عندما تشرق ترسل نورها الى كل مكان لكنَّ الذين في اعينهم مرضٌ اذا تفرَّسوا في النور ينالهم ضرر، فما هي علَّة الضرر يا ترى أَالنور او مرض الاعين، انهُ لواضح ان العلَّة هي مرض الاعين لا النور،
لقد اشرق في بيت لحم نور نعمة يسوع المسيح، فالولادة من امٍّ بتول والكوكب الساطع الضياءِ والغير العادي الذي ظهر فوق المغارة، ومجد الرب الذي اضاءَ حول الرعاة، والملاك الذي بشرهم بفرح عظيم واعلن لهم علامة المولود قائلاً " وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مُقمطاً مضجعاً في المذود" (لو12:2)، وجوق جند الملائكة القديسين السماوي المسبحين الله والقائلين "المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسَّرة" (لو14:2)، والملوك الذين في المشارق وقد اتوا وسجدوا لهُ وقدموا لهُ الهدايا الكريمة اي الذهب كانهُ الى ملك الكل، واللبان كانهُ الى اله غير مائت، والمرّ كانهُ الى انسان مائت، فهذه جميعها كانت انواراً اشدَّ بهاءً من النور الشمسي بما لا يقاس، ولما اشرق هو في اورشليم سطع نور تعليمهِ السماوي بهذا المقدار حتى ان نفس الذين أُرسلوا ليمسكوهُ تعجبوا قائلين "لم يتكلم انسانٌ هكذا مثل هذا االانسان" (يو46:7), وقد تلأْلأَ نور كثرة عجائبهِ المدهشة حتى تعجب الجموع قائلين "لم يظهر قط مثل هذا في اسرائيل" (مت33:9)، إِلاَّ ان الذين لاجل تهاونهم ورداءَة اطوارهم اغمضوا اعينهم ولم يشاؤُا ان يبصروا هذه الانوار الالهية لم يؤْمنوا بل لبثوا في ظلمة الإِلحاد ولذلك قد دينوا لان "من لا يؤْمن قد دين" (يو18:3)، وامَّا الذين قد تفرسوا فابصروا النور ولكنَّ بصائرهم كانت مظلمة من الكبرياءِ والحسد وسائر الاهواءِ الوبيلة، فقد اضروا بذواتهم ضرراً بليغاً وابدياً، لانهم فضلاً عن عدم ايمانهم قد اضطهدوا يسوع المانح النور وقضوا عليهِ بالموت، ولذلك ففي يوم الدينونة "سينظرون الى الذي طعنوهُ" (يو37:19)، فمن الواضح ان الذي اضَّر بهم انما هو نواياهم الرديئَة واهواؤُهم المهلكة وليس نور التجسد الفائق البهاءِ،
فمن هذا نعلم من هم الذين ينظرون هذا النور السماوي فينهضون ومن هم الذين يسقطون، اعني لمن يكون هذا النور للقيام ولمن يكون للسقوط، فلا غرو انه يكون قياماً للذين يؤْمنون وسقوطاً للذين لا يؤْمنون، قياماً للذين يحفظون وصايا المسيح الذي ولد من اجلنا، وسقوطاً للذين يحتقرون اوامرهُ الالهية، قياماً للتائبين وسقوطاً لغير التائبين،
نحن نؤْمن ونعترف بسر التجسد الالهي، فماذا عساهُ ان يكون لنا، أَسقوطاً ام قياماً نسقط يا ترى او ننهض اترانا مزمعين ان نعذَّب نحن ايضاً كالملحدين الذين لا يؤْمنون بل يحتفرون تجسُّد الكلمة، ان هذا الامر يتعلق بنعمة الله وباراداتنا، وبما ان النعمة تعطى بسخاءٍ على الدوام لجميع الذين يريدون خلاصهم، فمتى اردنا توازرنا النعمة فننهض ونخلص، فمتى فتحنا اعيننا نحن الحقيرين والاذلاءَ نحن الطين والتراب نحن ماكل الدود ونتانة الهواءِ وشاهدنا مبدع الخليقة وسيد كل المنظورات وغير المنظورات موضوعاً في مغارة حقيرة ومضجعاً في مذود البهائِم ومدرجاً بالاقمطة كطفل، وميزنا تنازله الالهي وتواضعهُ الفائق فمقتنا خطيئة الكبرياءِ وسلكنا دائماً بالتواضع مع الجميع ومتى تفرسنا بهِ ونظرنا انهُ حباًّ بنا نحن الخطأَة اعداءَهُ صار انساناً وكابد الصليب والموت، فاحببنا نحن ايضاً بعضنا بعضاً كما احَّبنا هو ومتى تفرسنا فيهِ وشاهدنا نور الفضائل الالهية التي فيهِ، واهتممنا بكل طريقة بان نقتفي اثارهُ فحينئذٍ يكون تدبير تجسدهِ قياماً لنفوسنا،
فيا ايها الرب المخلص المحب البشر جداًّ واله الرحمة، ان الجميع يتوقون الى الفضيلة، ان جميع الذين يؤْمنون بك يريدون ان يكونوا حافظين لاوامرك الالهية، لانهُ من هو الانسان الذي لا يريد الكرامة والمجد والملكوت التي تسببها الفضيلة، على ان ارادتنا ضعيفة فتغلبها اهواءُ الجسد وتفسدها اباطيل العالم وتغويها تجارب الشيطان "فانت يا رب العامل فينا بان نريد" (فيل13:2)، انت الذي احبنا محبة عظيمة وتواضع لاجلنا بهذا المقدار قوة ضعف ارادتنا وشددها في العمل وفي اتمام وصاياك الالهية، ولا يسمح بان تدبير تجسدك يصير لنا نحن المؤْمنين بك للسقوط في العذاب بل ارتضِ بان يكون لنا لقيام الحياة الابدية امين،
 
إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:55 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.07602 seconds with 13 queries