حوار الأديان، الحواروالقيمة المهدرة(أغتنم خمس قبل خمس)

[قصي مجدي سليم]

السادة الأماجد:
قالوا بأن أحد الحكماء قد قال :
إغتنم خمس قبل خمس ...
لا أذكر الخمس جيدا ولكني سأحاول أن أسرد ما أذكر منهن..
إغتنم صحتك قبل مرضك، وشبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك،وحياتك قبل مماتك...،.!!!!
ولا أذكر الخامسة .. ولكني كنت سلفا أريد أن أضيف..
إغتنموا الحوار قبل الفتنة..
فلتكن نيتكم في الحوار هي الحق .. لا حظوظ أنفسكم ، ولا شرف دنيا زائل وزائلة..
وإن كان أهمية حوار الأديان هو البحث حول العقائد والمقارنة بينها ، فهي مهمة من الجلال بحيث لا يجوز أن يخوض فيها أي شخص وبأي طريق وكيفما إتفق.. بل يجب على من يريد الخوض في هذا الموضوع أن يتحلى بالعلم اللازم وبالإطلاع الواسع وبالحياد الكبير وبالفكر الثاقب ، لكي يخطو بالحوار الى مدارج علياء الفكر ولا يهبط به الى جحيم الجهل فيكفر هذا ، ويكذب ذاك، بلا تدبر ولا روية ، فقط حمية (جاهلة) وسخائم نفس اثقلها الران والوسخ فيخرج قوله قيحا (مثله مثل الجليس السوء) ومثل الجليس السوء كما قال محمد صلى الله عليه وسلم (كنافخ الكير ) فهو اما ان يحرق ثيابك ، وان لم يفعل فأدناه أن تجد منه ريحا منتنة.
الحق الحق أقول لكم.. ما كان ليسوع ومحمد أن يتركاكما وأنتم في هذه الحالة من الجدال الأعمى الا ولأنهما لا يقفان مع أيا منكما
الحق الحق اقول لكما .. ما كان محمد ليمدح ماي فعله (عامة المسلمين) فلقد أنذر هو بمجيئ مثلهم حين قال صلى الله عليه وسلم(توشك أن تداعى عليكم الأمم كتداعي الأكلة على القصعة.. قالوا : أومن قلة نحن بومئذ يا رسول الله؟ قال :لا. ولكنكم غثاء كغثاء السيل.. لا يبالي الله بكم). فهو حقا لا يلقي بالا لأحد الآن .. ولا يفعل يسوع حين يرى أن وصاياه بأن (تبارك لاعنيك) وبأن (تصلي لمن يسيئون اليكم) تتحول الى ضيق صبر ونفاد حيلة..
إخوتي :
ما هكذا الحوار، ولا هذا أسلوب للحوار بين ديانتين تمثلا ثلث العالم، وضم تاريخهما الكثير من المفكرين والعلماء والمبدعين . بل يجب أن نرتقي بأسلوب الحوار ليصبح علميا ، فلا يجادل مسلم في المسيحية وهو لها جاهل، ولا يقول مسيحي عن الإسلام قولة لا يقرها .
ولن يستقيم (لا للمسلم ولا للمسيحي) هذا الأمر الا إذا تحصنا بالعلم وأخلصا النية للرب وزودا نفسيهما بالتقوة.. عندها سيكون الخلاف إثراء، وسيكون التناقض إبداعا، وسيكون الجدال مفيدا .. فنحن نعلم أن الله لو شاء لخلقنا أمة واحدة ذات طريق واحد وشريعة واحدة .. ولكنه لحكمة (يعلمها كل مبصر) إختار لنا الاختلاف عنوانا، والتعدد ثمة..
فأرجو أن لا تهدروا قيمة الحوار وأن تشكروا نعمة الرب إذ قيض لنا مثل هذه الشبكة (الانترنت) فأحسنوا التصرف فيها ولا تسيئوا التصرف فتثقلوا (التحميل) في اللغو والكلام المعاد (بلا فائدة، وبلا عبرة) وبالجري وراء الإنتصار اللغوي ، واللفظي .
الحوار في الأصل هو عمل العلماء والعباقرة.. لا عمل المتعطلين والعاطبين .. الحوار في الأصل هو فن وذوق، لا جرح لخواطر الآخرين وتسفيه لمعتقداتهم.. الحوار في الأصل هو علم له أصوله وقواعده، لا فعل جاهل يحكي بدخوله الحوار وخروجه منه قول الشاعر:
دخلوا فقراء على الدنيا
وكما دخلوا منها خرجوا
أو كما يقول المثل السوري: ( تيتي تيتي .. رحتي متل ما جيتي).
فيدور في الفراغ، والى الفراغ يعود ، وللفراغ حاصد.. فلا أفاد .. ولا إستفاد شئ.
أعيذكم جميعا أن تكونوا كما كتبت.
لكم محبتي

[yass]

كلام جميل جدا