![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 |
مشرف متقاعد
|
![]() تُظهر حياة هذه البارة حقيقةً عميقة في الكيان البشري. كيف، وكما يقول قنداق يوم الأحد، "أنكِ كنت أولاً متوحّلة في الأدناس... لكنك ضارعت بعدها سيرة الملائكة...". نعم هذه طبيعة الكائن البشري، وذلك بفضل حريته. أنه يمكن أن يصير ملاكاً أو أن ينتهي إلى كائن حيواني متوحش. وكما يقول المغبوط أوغسطين يمكن للإنسان أن يصير جسدانياً حتى روحه أو روحياً حتى بشرته. حياة القديسة مريم المصرية تعطي مثلاً عن هذين المشهدين في إنسان واحد.
يرفض الكتاب المقدس الصراع الاندلوجي الفلسفي بين الروح والجسد. ولا يقبل نظرية الفلسفة، أن الجسد سجنٌ ومؤّدب للنفس. إن الصراع بين الروح والجسد هو تضاد أخلاقي، إنه التضاد الموجود بين أن "نشتهي الخليقة" أو أن "نشتهي الخالق". والإنسان مجرب بهذا الصراع، قلبه معرض لعشق الخالق كما لعشق الخليقة. فاختيار الخالق عشيقاً للقلب يجعل الإنسان روحانياً، يستخدم الخليقة بعفة، ولا ينقصه حب لأنه ملآن من حب الخالق. واختيار الخليقة معشوقة للقلب هو زنى روحي، يردي بالإنسان إلى مستوى الكائنات الحيوانية. "لأنه حيث كنزك هناك قلبك" (متى21:6). إن قيمة الإنسان تساوي قيمة الرغبات التي في قلبه. وكرامته هي بمقدار كرامة المواضيع التي يحبها. الإنسان كائن ديناميكي متطور يصير إلى ما في قلبه من مُثلٍ ورغبات، فإذا ما اختار لذاته ثمار الروح رغباتٍ يجعل حتى جسده روحانياً، وإذا ما اختار الدنيويات "يطفىء الروح" (1تسالونيك19:5). أهم مافي الحياة الروحية المسيحية أنها تحدّد علة الخطيئة في الُخلق وليس في الخَلقِ، أي في الحرية وليس في الطبيعة. تبدأ الخطيئة من الروح وليس من الجسد. السقوط الأول تمّ في عالم الملائكة حيث لا جسد لهم. تبدأ الخطيئة من الذهن وتعمل في الجسد وليس العكس. الجسد هو من المنفعلات وليس من الفاعلات، في رأي القديس يوحنا فم الذهب. الخطيئة هي إساءة من الروح تجاه الجسد، وليس العكس. لم يخطئ آدم لأن جسده أرغمه، بل لأن روحه تكاسلت تجاه الحب الإلهي، عندما اشتهتْ العالمَ بدل خالقه. الجسد هو خادم كما للخيار الروحي الخاطئ كذلك لخياره الصحيح. لذلك بداية الحياة الروحية الحقيقية هي "اعرف ذاتك"، أي تعّرف على مافي قلبك من أشواق، وحدّد لهذا القلب ماعليه أن يحب أو أن يرفض. إيماننا أن العشق الحقيقي الأصلي للقلب البشري هو الإلهيات وليس الدنيويات. وتعلق الإنسان بماهو "دوني" هو دليل على تضليل للقلب مسبق. بحسب القديس غريغوريوس النيصصي، إن القلب مياّل بالأصل إلى أصله، أي إلى الله. لذلك هناك حالات نادرة عدل فيها بعض الروحانين عن العشق الإلهي إلى الدنيا، وبدرجات عادية. لكن حالات كالمصرية مريم هي كثيرة في التاريخ البشري، التي رمى فيها بشريون كل متطلبات البشرة ورغباتها بعد انغماس رهيب حتى الأوحال فيها، ومن ثم "تطايروا بالعشق الإلهي" دون عودة. وماهذا إلا الدليل على أن القلب الذي يتصرف على حقيقته يجد فعلاً شوقه وراحته. بينما حالات العشق الساقطة التي تستوطن القلب تعني حالة "خدعة" فيه، تدوم ما دامت "الظلمة" والغشاوة التي لا تزيلها إلا "المعرفة" والنعمة. من هنا نفهم لماذا يوجد عند القديسين رجاءٌ لا يتزعزع حتى في أكبر خاطئ! ويرافقه أيضاً احترام كبير ومحبة مدهشة! سبب هذا التفاؤل، حتى في حالات تبدو معدومة، هو أن الخطيئة هي حالة انحراف للقلب وليست طبيعية. الخطيئة دليل العنف الممارس على القلب، الذي سيبقى يشتهي حريته التي لن يجدها إلا بالتقاط الحب الإلهي عشقاً له. لا يحيا القلب الإنساني على "الخبز" فقط بل يحتاج بالأكثر إلى "كلمة الله". ليس الإنسان مجرد مستهلك للعالم بل خالق ثانٍ بمعنى "الخلاّق". وفنه هذا هو روحنة العالم. فالقلب الطاهر يطِّهر العالم. العالم كله هو مكان لممارسة روحانية الإنسان، "خطيئته" الأساسية هي الحوار مع الدنيا دنيوياً، و"حياته" هي الحوار مع الله من خلال العالم روحياً. هذه خي الرغبة الحقيقية للقلب البشري. لذلك علينا أن نتوقع في أية حالة استخدام خاطئ- خطيئة عودةً- توبة قوية. لم تتعاطى المصرية مريم مع الدنيا فقط دنيوياً، بل ومع المقدسات أيضاً هكذا، لقد بلغت فيها قوة الفجور أن تقصد اللذة في رحلة حج روحية في عيد الصليب. ولكن ما هي قوة ظلمة الفجور أمام شعاع الروح؟ قدرها أن تتبدّد! لقد جاءت مع الحجاج في رحلة دعارة، لكن قلبها جمد أمام باب الهيكل. بينما كانت هي تخدع قلبها تمسّك هو بعشقه الحقيقي أمام خشبة الصليب. مهما ضغطنا على قلبنا لن نقدر أن نقتل فيه طبيعته وعشقه للإلهيات. عندها تحولت قوة الفجور إلى طاقات توبة. لقد قضت المصرية عشر سنوات تضلل قلبها بلذات لا ترويه، لكنها أروت عطشه في سبعة وأربعين سنة من النسك، بالأصوام والصلوات. "يا لاستحالتك الشريفة وانتقالك إلى ماهو أفضل أيتها الموقّرة ويالشوقك الإلهي الماقت اللذات الجسدية، ويا لإيمانك الحار الإلهي ياكلية المديح مريم..." تقول الترانيم (من الأودية الثامنة، سحر الأحد). لنحرر قلبنا ولنعطه مايحبه فعلاً. "إعرف ذاتك" يقول القديس باسيليوس الكبير. أعطها طعامها الحقيقي. ليست التوبة نقلة من راحة إلى أتعاب؛ بالعكس التوبة تحرّر. قد تكون لحظة التوبة قاسية وذلك بمقدار عمق الأوحال، لكنها استراحة لقاء العاشق بالمعشوق. القلب البشري يمكنه أن يكون مسرحاً لعشاقٍ عديدين، تختارهم الحرية البشرية. ولقد جال في قلب هذه المصرية معشوقان، الدنيا والله. لكن القلب لم يرتح إلا في خالقه ومبدعه ومعشوقه الحقيقي. التوبة هي عيش الحب الحقيقي للإنسان. آمين |
![]() |
![]() |
#2 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
![]() كتير حلو الموضوع وكتير صعب هل شي يلي عملتو يعني هل قلبة مو سهلة الله يقوينا جميعا
يسوع ما بقيلي غيرك ...... ما تتركني
|
![]() |
![]() |
#3 |
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
![]() الله يقوينا لحتى نترك الوحول ونتجه للرب متل مريم المصرية بصلواتكن انشاالله وهي أيقونة القديسة مريم المصرية
الرب يرعاني فلا يعوزني أي شيء
|
![]() |
![]() |
#4 | ||||||
عضو
-- قبضاي --
|
![]() بسيطة حبيبي بسيطة ...طول بالك...
كاسة مي يا شباب.....أو ليمونادة....
نحوك عيني ...فامنحني القوة .... واعطني الايمان...
|
||||||
![]() |
![]() |
#5 |
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
![]() بتمنى منك أخ (االحق أحق أن يتبع) تعرف على شو عم نحكي قبل ما ترد
|
![]() |
![]() |
#6 |
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
![]() مريم هون مريم اللي بالك هي قديسة عاشت أواخر القرن الرابع للميلاد وأوائل القرن الخامس
انتبهت ؟ |
![]() |
![]() ![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|