![]() |
س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 |
مسجّل
-- اخ طازة --
|
![]() • :gem: :gem: :gem: حواء المناضلة والثائرة الأولى
• إن قصة أدم وحواء تعتبر من المرتكزات الأيديولوجية الراسخة في عقولنا لتبرير عدم المساواة بين المرأة والرجل وبالتالي هي الإطار المرجعي لاضطهاد المرأة وخاصة أنها اكتسبت القدسية بسبب مجيئها في الكتب السماوية مما جعل الكثيرين يبتعدون عن مناقشتها بشكل عقلي ومنطقي فمع إرهاصات وهرطقات هذه الأسطورة زجت حواء في زنزانة المحرمات والمكروهات وأصبحت حليفة الشيطان ومجسدة للاثم والخطيئة وللنوازع الشريرة على الأرض (( وطبعاً هذه الأسطورة هي من خيال الرجل ، وذلك بعد تفكير طويل نتج عنه ابتكار القصص والراويات . فسلب حواء قدرتها على الولادة والخلق والخصوبة وأعطى نفسه هذه القدرة قائلاً أنه هو الذي ولد حواء وأنها جاءت من إحدى ضلوعه ولم يستطع أن يخدع الناس ويقول لهم أنها ولدت من رحمه)) ( 35 ) وإذا سلمنا جدلاً بهذه الأسطورة فهي تقبل التفسير التالي إن حواء كانت تريد أن تصل مع أدم إلى شجرة الحياة وهذه الشجرة لن تتكشف لهما إلا بعد أن يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر والتي منعها الرب عنهما . لكن حواء كانت تتمتع بفضول معرفي ورغبة جامحة في الانعتاق من الوصايا الإلهية التي سوف تحرمها المعرفة ووضعت القيود على حركتها وشهوتها ، لذلك قررت أن تعلم آدم فن الثورة و التمرد , أن تعلمه كيف يناضل من أجل من أجل إنسانيته وحريته بدل الخضوع والرضوخ والاستكانة للقيود الإلهية المزعومة. فحواء أدركت منذ آلاف السنين أنه لا يحق لأي كائن أن يقوض عقلها وجسدها و يعتقل حيويتها حتى لو كان الله لأن التفكير هو أعظم جهاز يمتلكه الإنسان . فأدم كسب الحكمة والشجاعة بفضل حواء التي قادت أول الثورة في التاريخ من أجل حرية الرأي والتفكير والكلام ........الخ • ثم تبعها أدم بعد أن كان خائفاً مذعوراً ، يقمع رغباته ويتخاذل مع حقوقه وشهواته خوفاً من الوصايا الإلهية التي انتهكت حريته . إن العمل الذي قامت به حواء لا يستوجب العقاب والنبذ بل هو موضع ثناء وتقدير فمن خلال الفعل الجنسي الذي قامت به أصبحنا نميز بين الحب والكره ، بين الجمال والقبح والخير والشر . • وبذلك تكون حواء قد نالت شرف الثائرة والمناضلة والعاصية الأ0ولى ضد القمع الذكوري ، فنحن مدينين لهما بكل معارفنا وثقافتنا وهذا شرف عظيم للمرأة ففضول حواء المعرفي وشغفها في الحياة الأبدية جعلها تكتسب العقل والذكاء قبل أدم ، لكن الله خشي أن تزيد معرفة حواء فتمتد يدها إلى شجرة الحياة التي يحتكرها الله مثل حكامنا الذين يحتكرون الأموال والثروات والملذات وكل من يحاول أن يكشف مكرهم واستبدادهم تعرض للتصفية الجسدية كأمنا حواء المحاربة الأولى لذلك خشي الرب أن تنافسه حواء في الألوهية ( الأموال ) (النعيم ) ( السعادة ) حيث كانت متشعبة بروح التمرد على الأنظمة والقوانين وكسر المحرم والمحظور الإلهي المزعوم . فحواء بذكائها وحوارها المنطقي والهادئ وليس بدهائها ومكرها ، جعلت أدم يخوض المعارك مسترشداً بفهمها العميق ، فسلب المعرفة من الله بعد أن كانت محصورة به . • كما جعلت أدم يعي لذة الفعل الجنسي وبالتالي يفتح عينيه على الجمال والأنوثة والرجولة من خلال جسدها ، فحري بنا أن ندرك (( أن حواء لم تكن سبب السقوط بل سبب الارتفاع والارتقاء بالإنسان إلى الفضائل الإلهية كونها شاركتهم بطعامهم وان الجنس لم يكن سبب الموت بل كان سبب الحياة واستمرار البشرية . ومن هنا تتغير النظرة إلى كل من المرأة والجنس . فترتفع مكانة المرأة وتصبح رمزاً للثورة والكرامة الإنسانية ويتخلص الجنس من فكرة التأثيم والخطيئة والذنب ويصبح مصدراً للسعادة البشرية ))( 36 ) فالفعل الجنسي لحظة تصالح مع الطبيعة ، نتعرف من خلاله على أجسادنا المأزومة المكبوتة والمقموعة جنسياً باسم الأخلاق الفاسدة والدين المتخلف الذي يهدر دم المثقفين ويشق البطون ويقطع الرقاب ويفقئ العيون.... إن ذنب حواء أنها جعلت أدم يعي ذاته وأنسنته ، فهل طلب العلم ومكافحة الجهل يعتبر ذنباً ويعتبر صاحبه عاصياً وغاوياً وشيطاناً ؟ • وأغتنم الفرصة لأشير إلى معلومة يجهلها الكثيرون ، وهي أنه في القرآن لم يذكر أسم حواء ولا مرة واحدة ، كما أنه لم يشير إلى كيفية خلق حواء من ضلع آدم فقد جاء فيه ( خلقهم من نفس واحدة ) و لم تأكل حواء أولاً من الشجرة ( أكلا منها فبدت لهما سو أتهما ) أما تفاصيل هذه الأسطورة العجيبة واسم حواء جاء فقط في التوراة لكن كثيراً من المتبجحين التكفيريين يستخفون بعقول الناس ويدعون أنها موجودة في القرآن ، فهل إله موسى يختلف عن إله محمد ؟ . • إن أسطورة أدم وحواء تعود بنا إلى ملحمة جلجامش البابلية وتحديداً إلى أنكيدو صديق جلجامش ( فأنكيدو كان متوحشاً يعيش في الغابة ....... فمكثت له كاهنة الحب عند عين الماء , فلما جاء أنكيدو مع نصفه الحيواني ليشرب ، ظهرت له حلت أزرارها ، مزقت ثيابها ، أظهرت مفاتن جسدها وتعرت ) ( 37 ) وتصرف الكاهنة هذا ليس غواية وفتنة كما يظن البعض بل كان دعوى إلى الحب والجمال والوداعة والوجد ، فعاشرها ستة أيام وسبع ليال و حين ارتوى ، خسر أنكيدو القوة الحيوانية وكسب الفهم العميق والمعرفة ، ودخل عالم الإنسان فخرج من عالم الفطرة والانسجام ودخل عالم الوعي وبذلك أغرت الكاهنة المتوحش على أن يحبها ويشتهي تمازجها الأنثوي الفريد ويعشق الحياة الكامنة فيها بدون أن تستحي منه " لكن عندما ارتوى رجع إلى الوحوش البرية ، وعندها انطلقت الغزلان هاربة حالمة ....... • بعدها قالت له الكاهنة : لما تتوق لأن تهيم على وجهك ثانية مع الوحوش في التلال ؟ • فمزقت ثوبها نصفين وأخذته بين أحضانها وقالت له : أنكيدو ادخل العالم من أوسع أبوابه . • وهكذا صنعت المرأة من أنكيدو إنساناً . فأنكيدو لكي ينتقل من الوحش إلى الإنسان كان في حاجة إلى امرأة " ( (38 كان يحتاج لكي يقتل الوحش في داخله ويتعلم ما هو فن الجمال والحب واللذة الجنسية ، وأدم كان بحاجة إلى حواء لكي يتحول من مغمض العينين إلى كاشف البصيرة عارف , وعندما نعلم أن أنكيدو ومن بعده أدم قد كسبوا المعرفة والفهم العميق وأدركوا الحرية من خلال القيام بفعل جنسي ، نفهم بسهولة سبب وجود هذا العدد الكبير من القوانين التي وضعتها الحكومات الطاغية لمنع الإشباع والارتواء الجنسي ، أي منعنا من كسب الوعي والتصالح مع ذاتنا وأجسادنا وإدراك انسايتننا المسحوقة فالقهر الجنسي للشعوب يتبعه حصراً قهر اقتصادي وسياسي واستسلام وخنوع و هذا ما تريده الأنظمة الديكتاتورية . وهكذا تؤكد الأساطير والأديان أن الفعل الجنسي كان له دوراً ريادياً في ارتقاء فكر الإنسان وأنسنته
إذا كان الدين مخالفاً للعقل فلسنا بحاجة له و إذا كان موافقاً للعقل فلا حاجة لنا به
|
أدوات الموضوع | |
|
|