أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 14/12/2004   #1
صبيّة و ست الصبايا Espaniol
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Espaniol
Espaniol is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
FROM HEART OF FLAMINGO
مشاركات:
1,166

افتراضي هل تنبّأ الكتاب المقدّس عن نبيّ آخر يأتي بعد المسيح؟3


الفصل الخامس
ما المقصود بالأمّة الغبيّة؟


جاء في ( تثنية32/21) قوله " هُمْ أَغَارُونِي بِمَا ليْسَ إِلهاً أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ. فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا ليْسَ شَعْباً بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ ".

وقال هؤلاء الكتاب، أن الأمة الغبية المشار إليها هنا هي أمة العرب التي أرسل منها نبي المسلمين حيث لا يمكن أن تكون أمة اليونان التي أرسل إليها بولس وبقية رسل المسيح لأنّ أمة اليونان لم تكن غبية بل كانت أهل حكمة وعلم، كما أنّ اليهود وبني إسرائيل قد أغاظوا الله بالأباطيل وعبادة آلهة صنعوها لأنفسهم ومن هنا فإن الله قد أراد أن يكسر غرورهم هذا ويغيظهم كما أغاظوه، والله يعرف كيف تكون إغاظتهم مؤلمة فلم يكن من السهل على بني إسرائيل أن يملك عليهم ملك أجنبي ومن هنا كان ترتيب الله لإغاظتهم، بأن يجعل عليهم أمة محتقرة في نظرهم، ونبي ليس منهم يملك عليهم ومعروف عن بني إسرائيل أنهم كانوا يميّزون اليهود عن غيرهم تمييزًا كبيرًا فكانوا يحتقرون كل الأمم غير اليهودية، وحيث أن أمة العرب هي من تلك الأمم التي يحتقرها بني إسرائيل، إضافة إلي جهل العرب وأميتهم تجعلهم هم المعنيّين بقوله أمة غبية. فعليه تكون هيمنة هذه الأمة الغبية من خلال أن يبعث الله منهم هذا النبي لكي يملك عليهم ويهيمن على مملكتهم، حتى يسبّب لهم ذلك الغيظ والألم، فمحمد هو النبي وقريش هي الأمة الغبية "!! وفيما يلي أهم أقوال كتّابهم:

1- قال الشيخ رحمة الله الهندي " المراد بالشعب الجاهل هم العرب لأنّهم كانوا غاية الجهل والظلم ولم يكن عندهم علم من العلوم وما كانوا يعرفون إلا عبادة الأوثان وكانوا محتقرين في نظر اليهود لكونهم من أولاد هاجر فالمقصود من الآية أن بنى إسرائيل أغاروني بعبادة المعبودات الباطلة فلذلك أغيرهم باصطفائي لقوم محتقرين وجاهلين عندهم ولقد أوفي الله بما وعد وبعث من العرب النبي (ص) فهداهم"(1).

2- ويقول د. السقا " لا يوجد في الأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى ( ع ) أية إشارة إلى أمة غبية محددة البلاد والأوصاف يمكن أن يعرف أنها المراد بهذه النبوّة ولا يمكن أن يشتبه إلا في أمة إسماعيل ولا يمكن أن تكون الأمة الغبية أمة اليونان"(2).

3- وقال مؤلف كتاب يوحنا المعمدان ص105 " العرب لم يكونوا شعبًا منظمًا منذ الأزل وحتي رسالة محمد (ص) وكانت أمتهم في غاية الجهل والظلام"!!



ونتعجّب منةهذه الأقوال التي يصف بها هؤلاء الكُتاب الأمة العربية بالأمة الغبية والجاهلة وأن العرب " كانوا غاية فى الجهل والظلام"، و" كانت أمتهم في غاية الجهل والظلام "، وأنّ " جهل العرب وأميتهم تجعلهم هم المعنيّين بقوله أمة غبية "!! فهل هذا الكلام صحيح؟!!!



ونجيب ونقول لهم أن هذا الكلام مبالغ فيه لدرجة غير مقبولة بالمرّة:

أولاً: لأن هذه النبوة لا تشير لا إلى نبي ولا إلى رسول بل إلى أن الله سيغيّر الأمّة اليهوديّة بأنْ يدعو لعبادته جميع الأمم الأجنبية من يونان ورومان وعرب ومصريين وبرابرة وسكيثيين وغيرهم، وينضمّون للإيمان المسيحيّ، كقول المسيح " إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ " (متي8/11و12). وكانت تلك الأمم في اعتبار الله أممًا غبية وثنية " حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ "(كولوسي3/11).

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ

(1) " كتاب إظهار الحق" ج2ص208و209.

(2) " نبوّة محمد"، ص57-59.



ثانيًا: لم تقصد النبوة هنا الغباء بمعنى الجهل بالعلوم والثفافة وإنما الجهل الديني!!

1) تقول النبوة " هُمْ أَغَارُونِي بِمَا ليْسَ إِلهاً "، أي بعبادتهم للأصنام كما جاء في نفس الإصحاح (الآيتين16و17) " أَغَارُوهُ بِالأَجَانِبِ وَأَغَاظُوهُ بِالأَرْجَاسِ. ذَبَحُوا لأَوْثَانٍ ليْسَتِ اَللهَ. لآِلِهَةٍ لمْ يَعْرِفُوهَا أَحْدَاثٍ قَدْ جَاءَتْ مِنْ قَرِيبٍ لمْ يَرْهَبْهَا آبَاؤُكُمْ "

2) " أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ " أي لأعمالهم الشريرة.

3) " فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا ليْسَ شَعْباً " أي ليس شعب الله، و" لَكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ " (هوشع1/10).

4) " بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ " ولا يقصد بالغباء هنا الجهل بالعلوم أو الآداب أو الثقافة، إنّما الجهل بمعرفة الله المعرفة الحقيقة " قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: لَيْسَ إِلَهٌ " (مزمور14/1)، والغباء الديني كما قال الله لهم في نفس الفصل (الآية6) " هَل تُكَافِئُونَ اَلرَّبَّ بِهَذَا يَا شَعْباً غَبِيّاً غَيْرَ حَكِيمٍ؟ "، وقال الربّ يسوع المسيح للفريسيّين " يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ اَلَّذِي صَنَعَ اَلْخَارِجَ صَنَعَ اَلدَّاخِلَ أَيْضاً؟ " (لوقا11/40). فالغباوة هنا المقصود بها عدم معرفة الله ووصاياه المعرفة الحقيقية. بل وقد وصف الله شعب إسرائيل بسبب خطيته بالأكثر غباوة من الحمار والثور " اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ. اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيهِ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ. وَيْلٌ لِلأُمَّةِ الْخَاطِئَةِ الشَّعْبِ الثَّقِيلِ الإِثْمِ نَسْلِ فَاعِلِي الشَّرِّ أَوْلاَدِ مُفْسِدِينَ! تَرَكُوا الرَّبَّ اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ " (أشعياء2/1-4).



أي أن المقصود بالأمة الغبية هنا كل الشعوب البعيدة عن عبادة الله والتي تعبد الأوثان، كما يقول المرنم " شَعْبٌ لَمْ أَعْرِفْهُ يَتَعَبَّدُ لِي. مِنْ سَمَاعِ اَلأُذُنِ يَسْمَعُونَ لِي. بَنُو اَلْغُرَبَاءِ يَتَذَلَّلُونَ لِي، بَنُو اَلْغُرَبَاءِ يَبْلُونَ وَيَزْحَفُونَ مِنْ حُصُونِهِمْ " (مزمور18/43و44)، وأيضًا " يُكْتَبُ هَذَا لِلدَّوْرِ الآخِرِ وَشَعْبٌ سَوْفَ يُخْلَقُ يُسَبِّحُ الرَّبَّ " (مزمور102/18).



وقد استشهد القديس بولس بهذه الآية دلالة علي أنّ الله سيدعو للإيمان به الشعوب التي لم تكن تؤمن به قبلاً " لَكِنِّي أَقُولُ: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَمْ؟ أَوَّلاً مُوسَى يَقُولُ: أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً. بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ. ثُمَّ إِشَعْيَاءُ يَتَجَاسَرُ وَيَقُولُ: وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي وَصِرْتُ ظَاهِراً لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّي. مَّا مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُولُ: طُولَ النَّهَارِ بَسَطْتُ يَدَيَّ إِلَى شَعْبٍ مُعَانِدٍ وَمُقَاوِمٍ "(رومية10/19-21).

ويخاطب القديس بطرس المؤمنين بالمسيح قائلاً " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. الَّذِينَ قَبْلاً لَمْ تَكُونُوا شَعْباً، وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ "(1بطرس2/9و10).

وقول القديس بولس:" لِذَلِكَ اذْكُرُوا أَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأُمَمُ قَبْلاً فِي الْجَسَدِ، الْمَدْعُوِّينَ غُرْلَةً مِنَ الْمَدْعُوِّ خِتَاناً مَصْنُوعاً بِالْيَدِ فِي الْجَسَدِ،.أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ وَبِلاَ إِلَهٍ فِي الْعَالَمِ. وَلَكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ. "(أفسس2/11-13).

وأيضًا " لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضاً قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي اَلْخُبْثِ وَاَلْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً. وَلَكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اَللهِ وَإِحْسَانُهُ ـ لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ - خَلَّصَنَا بِغَسْلِ اَلْمِيلاَدِ اَلثَّانِي وَتَجْدِيدِ اَلرُّوحِ اَلْقُدُسِ، اَلَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ اَلْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. "(تيطس3/3-6).

مما سبق نرى أن المقصود بالأمة الغبية هي الأمم وأي شعوب غير يهودية، الذين كانوا يعبدون الأوثان ودعاهم المسيح. كما أنه من المعروف تاريخيًا أن الله قد أدّب بني إسرائيل بأمّة بابل وأشور ثمّ بأمّة سوريا الهلينية، ثمّ أمّة الرومان وبعد صلب الرب يسوع المسيح، وحسب نبوّة الربّ يسوع المسيح دمّر الرومان الأمّة والدولة والهيكل ولم يبقَ فيه حجر على حجر عام 70 ميلاديّة، ولما جددوا الثورة 133م سحقوهم ومنعوا أورشليم عليهم وغيروا حتّي اسمها فصارت إيلياء وصارت بلاد اليهوديّة مسيحيّة قبل الفتح الإسلامي الذي لم يفعل باليهود شيئًا في فلسطين لأنهم كانوا مشرّدين.

اعتراض: ويعترض الدكتور أحمد حجازي السقا قائلاً؛ أن بشارة المسيح كانت محصورة في اليهود فقط بدليل قول الإنجيل: " هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ " (متّي10/5و6)(3).

ونقول لسيادته أنذ دعوة الرب يسوع المسيح في جوهرها هي للعالم أجمع والخليقة كلها. ولكن من خلال اليهود، كما قال الرب يسوع المسيح نفسه:" لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ " (يوحنا4/22).

فلمّا جاء الرب يسوع المسيح أعد تلاميذه، من اليهود، ليكرزوا لليهود، أصحاب العهرد والمواعيد، " الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ، وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ."(رومية9/4و5)، أولاً ثمّ لبقية الأمم، ولكن على أساس جوهري هو أن يكون الروح القدس قد حلّ عليهم حتى يتكلموا بما يقوله الروح علن ألسنتهم وبأفواههم " وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي "(لوقا24/49)، وقبل صعوده إلي السماء مباشرة قال لهم " لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ "(أعمال الرسل1/8)، كما قال لهم أيضًا " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ"(متّي28/19)،وأيضًا" اِذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاَكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. "(مرقس16/15).



أمّا قبل حلول الروح القدس فلم يسمح لهم إلا بالبشارة بين اليهود وفي إسرائيل فقط:

" بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ "(متّي10/6)، لكي يكون ذلك شهادة عليهم وعلى رفضهم له، كقول الكتاب " إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ."(يوحنا1/11-13).

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

(3) تعليقه علي هامش كتاب ( هداية الحياري ) ص171.



ثالثًا: لم يكن العرب عند ظهور الإسلام بمثل هذا الغباء الديني الذي وصفهم به هؤلاء الكتاب ولم يكونوا جميعهم يعبدون الأصنام بل كان الكثيرون منهم يعبدون الله مثل النصارى واليهود والحنفاء؛ فقد كان النصارى منتشرين بغزارة في كل أطراف الجزيرة العربية كالعربية الغربية والجنوبية والشرقية وبلاد الشام والعراق واليمن ونجران وقبائل بهراء وغسان وسليح وتنوخ وقوم من كندة وكذلك يثرب ومكة، بل وكان في مكة جالية كبيرة كثيرة العدد من العبيد عُرفوا بالأحابيش وبين هؤلاء عدد كبير من النصارى. وقال اليعقوبي في تأريخه " وأما من تنصر من أحياء العرب، فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزي، منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزيّ، وورقة بن نوفل بن أسد. ومن بني تميم: بنو أمرئ القيس بن زيد مناة،ومن ربيعة: بنو تغلب، ومن اليمن: طئ ومذحج وبهراء وسليح وتنوخ وغسان ولخم"(4).



كانت اليهودية أيضًا منتشرة في الجزيرة العربية مثل يثرب ( المدينة المنورة ) واليمن واليمامة والعروض ومكه ووادى القرى وتيماء وخيبر والكثير من القري ومواضع المياه والعيون...إلخ(5).

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ

(4) تأريخ اليعـقوبي ج1:7، و" المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" للدكتور جواد عـلي ج6ص582-612.

(5) المفصل ص511-522.



كما كان هناك الكثير من الحنفاء أو الأحناف الذين نعتوا بأنّهم كانوا على دين إبراهيم ولم يكونوا يهودًا ولا نصارى، ولم يشركوا بربهم أحدًا، وسفّهوا عبادة الأصنام، وسفّهوا رأى القائلين بها، وحرموا الأضاحي التي تُذبح لها وعدم أكل لحومها، وحرّموا الربا، وحرّموا شرب الخمر ووضعوا حدًا لشاربها، وحرّموا الزنا ووضعوا حد مرتكبيه، وقاموا بالاعتكاف في غار حراء في شهر رمضان، والإكثار من عمل البر وإطعام المسكين، وكذلك قطع يد السارق، وتحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير، والنهي عن وأد البنات وتحمل تكاليف تربيتهن، والصوم، والإختتان، والغُسل من الجنابة، والإيمان بالبعث والنشور والحساب وأن من يعمل صالحًا يدخل الجنة ومن يعمل سوءًا فإلى السعير. أي أنهم آمنوا بالإله الواحد ودعوا إلي عبادته وحده لا شريك له.(6).

وكانت الحنيفية هي المفضّلة عند نبي المسلمين، قبل الإسلام، فقد نُسب إليه قوله " لم أبعث باليهودية ولا يالنصرانية، ولكنّي بُعثت بالحنيفية السمحة "(7). " بُعثت بالحنيفية السمحة السهلة "(8). و " أحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة "(9). وكما يقول د. جواد علي " فقد وردت لفظة ( حنيفًا ) في عشر مواضه فى القرآن الكريم، ووردت لفظة ( حنفاء ) فى موضعين منه "(10).

وليس ذلك فقط بل لم كن بقية العرب بعيدين عن عبادة الله فقد كانوا جميعهم يعبدون الله الواحد وإن كانوا يضعون معه الأصنام كشفعاء ولكنهم آمنوا أنّها كانت ملك لله وتحت تصرّفه، فهو وحده الخالق الذى لا شريك له، ومن ثمّ كانوا يقولون في تلبيتهم " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك". وكان تلبة كندة وحضرموت: " لبيك لا شريك لك، تملكه، أو تهلكه، أنت حكيم فأتركه ". وكان يحجون لله كقول الشاعر " نحج للرحمان عجبًا مستترًا مضببًا محجبًا"(11). ويقول د. جواد على " والتلبية هى من الشعائر التي أبقاها الإسلام، غير أنه غيّر صيغتها القديمة بما يتفق مع عقيدة التوحيد. فصارت على هذا النحو:" لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد لك والنعمة لك والملك لا شريك لك"(12).

بل وكان هؤلاء العرب يعظمون البيت الحرام ( الكعبة ) والبلد الحرام، وكذلك الحج والعمرة، وكما يقول خليل عبد الكريم " وجاء الإسلام وورث من العرب ( قبله ) هذه الفريضة بذات المناسك ونفس التسميات ولكنه طهّرها من مظاهر الشرك"(13).

وكذ´لك تقديس شهر رمضان وتحريم الأشهر الحرم، وتعظيم إبراهيم وإسماعيل، والاجتماع العام يوم الجمعة....ألخ.

فكيف يقولون بعد ذلك أنّ العرب كانوا يعيشون في ظلام وجهل وهم الذين كانوا يعبدون الله سواء كيهود أو مسيحيّين أو حنفاء أو حتى كمشركين يقرّون بالله الواحد خالق كل شيء في السموات والأرض وإن كانوا قد أشركوا به أصنام اعتبروها ملك له وحده يبقيها أو يهلكها فهو وحده الذي بيده أمر كلّ شيء.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

(6) الجذور التاريخية ص 23- 26 .

(7) مسند ابن حنبل؛ ج 4 : 16 ا وج 6: 33.

(8) اللسان؛ ج 9 : 56 وما بعدها.

(9) مجمع البيان للطبرسي ج1 : 215 .

(10) المفصّل؛ ج6 ص450و451. أنظر علي سبيل المثال: " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (آل عمران67)، " قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "( آل عمران95)،" إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (الأنعام79)، " قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (الأنعام161)، " وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (يونس105)، " حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ" ( الحج31).

(11) اليعقوبي ج1: 225 وما بعدها.

(12) صحيح البخاري، كتاب الحج، الحديث 31 وما بعده، " المفصل...." ج6 ص 379 وص 375-378.

(13) الجذور التاريخية... خليل عبد الكريم، ص17.






الفصل السادس
أرض فاران وتيمان بين سيناء والحجاز


1- مجيء الرب من سيناء وإشراقه من سعير وتلألوه من فاران:

قبل موت موسى النبي مباشرة أخذ يبارك أسباط إسرائيل الإثنى عشر ويذكّرهم بأعمال الله العظيمة التي عملها معهم طوال رحلة الخروج من مصر، ويعرّفهم بماهيّة الرب ( يهوه יְהוָה ) مانح البركة ثم يقدم لهم في الإصحاح الـ 33 بركة فردية خاصة لكل سبط من أسباط إسرائيل الإثنى عشر، ويبدأ الإصحاح بقوله " وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ، فَقَال: " جَاءَ الرَّبُّ ( يهوه יְהוָה ) مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ( يهوه יְהוָה ) لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ( يهوه יְהוָה ) مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ ( מֵרִבְבת קדֶשׁ - مربيبوت قودش ) وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. " (تثنية33/1و2).

وموسى النبي، في هذه الآيات، يذكّر بني إسرائيل بتجلّي الله لهم في رحلة الخروج من مصر إلى أرض كنعان في هذه المناطق الثلاث التي تقع جميعها في طريق هذه الرحلة، أي فيما بين مصر وفلسطين. ومن ثمّ فهي لا تمثّل نبوّة مستقبلية ولا تشكّل بركة قادمة، وإنما تذكّر بعمل الله معهم طوال رحلة الخروج التي استمرت 40سنة!! وهذا أسلوب مُعْتاد في الكتاب المقدّس يذكّر الله به شعبه مُؤَكدًا أنّه إله حيّ يتدخّل في التاريخ ويُظهر نفسه لهم، وعلى سبيل المثال يقول المرنّم " لأَنَّهُ هُوَ إِلَهُنَا وَنَحْنُ شَعْبُ مَرْعَاهُ وَغَنَمُ يَدِهِ. الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ كَمَا فِي مَرِيبَةَ مِثْلَ يَوْمِ مَسَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي. أَبْصَرُوا أَيْضاً فِعْلِي " (مزمور95/7-9). ومريبة في سيناء هي المكان الذي تمرّد فيه الشعب على موسى وهارون وأظهر الله مجده بأنْ أخرج لهم من الصخرة ماء " هَذَا مَاءُ مَرِيبَةَ حَيْثُ خَاصَمَ بَنُو إِسْرَائِيل الرَّبَّ فَتَقَدَّسَ فِيهِمْ "(عدد20/13).

(1) ويقول الكتاب عن تجلّى الربّ لهم فى سيناء " وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدّاً. فَكَانَ صَوْتُ الْبُوقِ يَزْدَادُ اشْتِدَاداً جِدّاً وَمُوسَى يَتَكَلَّمُ وَاللهُ يُجِيبُهُ بِصَوْتٍ. وَنَزَلَ الرَّبُّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ وَدَعَا اللهُ مُوسَى إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ. فَصَعِدَ مُوسَى. " (خروج19/18-20).

(2) وعن تجلّيه من سعير تقول دبّورة النبيّة فى سفر القضاة " يَا رَبُّ بِخُرُوجِكَ مِنْ سَعِيرَ, بِصُعُودِكَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ, الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضاً قَطَرَتْ. كَذَلِكَ السُّحُبُ قَطَرَتْ مَاءً. تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ, وَسِينَاءُ هَذَا مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ " (قضاة5/4و5).



2- أين هو الموقع الحقيقي لفاران؟

وبالرغم من وضوح المعنى والقصد في الآيات السابقة إلا أن بعض الكتاب من الأخوة المسلمين قالوا أن " مجيئه من سيناء يعني إعطاؤه التوراة لموسى، وإشراقه من سعير يعني إعطاؤه الإنجيل لعيسي، وتلكؤه من فاران يعني إنزاله القرآن على نبي المسلمين، لأن فاران من جبال مكّة "(1)!! وقال أحد هؤلاء الكتاب " لكن تذكر التوراة أيضًا أنّ إسماعيل قد نشأ في بريّة فاران (تكوين21/21) ومن المعلوم تاريخيًا أنه نشأ في مكة المكرمة في الحجاز"(2)!! وقد إختلف هؤلاء الكتاب في تحديد موقع فاران ولم يتفقوا على شيء:

1- فقال الشيخ رحمة الله الهندي فاران جبل بمكة؛ " استعلانه من جبل فاران تعنى إنزاله القرآن لأن فاران جبل من جبال مكة "(3)!! هكذا دون توثيق!!

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

(1) أنظر كتاب " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " لابن تيمية ج3 ص300، و " الكنز المرصود في قواعد التلمود " تقدم د. أحمد حجازي السقا ص86-89. وذلك إلى جانب بقية الكتب والمواقع الموضوعة على الإتنرنت التي سبق الإشارة إليها في الفصول السابقة!!

(2) د. منقذ بن محمود السقار، بنوءة موسى عن البركأ الموعودة في أرض فاران.

http/saaid.net/Doat/mongiz/noor/5-11.htm

(3) إظهار الحق ص517.



2- وقال محمد الشرقاوى أنها بلاد الحجاز نفسها؛ " فاران هي بلاد الحجاز التي هاجر إليها إبراهيم وولد فيها النبى "(4)!! ولم يذكر لنا خريطة تدل على ذلك!!

3- ولما وجد إبراهيم خليل أحمد أنه لا يوجد لا جبل ولا بلد في بلاد الحجاز تُسمّي باسم فاران قال أنها مجرد مجاز " فاران مجاز عن الأرض التي سكن فيها جد الرسول الكريم سيدنا إسماعيل"(5)!!

4- وقال بشري زخارى أنها بريّة من جبال مكة " فاران برية بين ثلاث جبال بمكة هي أبو قيس وقيعان وجبل حراء وفيها سكن إسماعيل"(6)!! وليلته يدلّنا على خريطة واحدة أو مرجع واحد يثبت صحة مزاعمه!!

5- وعندما وجد د. السقا أن هذه الاستنتاحات غير مجدية فقد حاول تأويلها بقوله أنّ فاران سُكنى بنى إسماعيل وحيث أنّ إسماعيل له بركة وقد ظهر في بني إسماعيل نبي في مكان سّكناه وانتشر دينه شرقًا وغربًا فيكون المعنى بالتلألؤ من جبل فاران يُشير إلى بدء بركته (7)!!

6- وقال أبو عبيد الله القضاعي في كتابه تخطيط مصر أنّ فاران، والطور كورتان من كور مصر القبلية، وفاران من قرى صفد سمرقند ويُنسب إليها أبو منصور الفاراني. [ تخطيط مصر للقضاعي ]. ولم يقلْ أنّ فاران جبل في مكة إلا ياقوت في كتابه [ المشترك وضعًا والمختلف صقعًا ] " فاران اسم جبال مكة. وقيل اسم جبال الحجاز. وقال أبو عببيد القضاعي في كتاب [ خطط مصر ]: وفاران

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

(4) محمد الشرقاوى؛ كتاب " محمد في بشارات الأنبياء " ص24.

(5) كتاب " محمد في بشارات الأنبياء ص 38.

(6) كناب " محمد رسول الله " هامش ص 63.

(7) كتاب " نبوه محمد " ص 63-64. والغريب أنه ينقل عن ابن تيمية قوله " وليس بين المسلمين وأهل الكتاب خلاف في أن " فاران " هي مكة"!! " الكنز المرصود في قواعد التلمود "، ص87 و" معركة هرمجدون ونزول عيسي والمهدي المنتظر" ص32. و" الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " لابن تيمية، ج 3ص300. وهنا نسأل الناقل والمنقول عنه: متى وأين وفي أي مرجع قال أهل الكتاب أن فاران هي مكة؟!! ليتهما يدلونا على ذلك!



والطور كورتان من كور مصر القبلية. وفاران أيضًا من قري صفد سمرقند، يُنسب إليها أبو منصور الفارابي " ومع ذلك لم يحدد يقينًا ذلك، إذ أنه قال: أن فاران موجودة في أربعة محلات وهي مكة والحجاز ومصر وبلاد فارس!! ومع ذلك تؤكد الآيات الكتابية التي وردت فيها كلمة فاران أنّها تقع فيما بين مصر وفلسطين بالقرب من ايلات الحالية وتبعد عن مكة بحوالي 500 كيلو متر(8)!!

7- بل وقد جاء في كتاب معجم البلدان أنّ اسم ( فيران، فيرن، فارايان،فاران ) كلها أسماء مختلفة لجبل واحد يقع في المنطقة ما بين مصر والشام وعلى الأرجح في فلسطين(9).



3- موقع فاران حسب المراجع الجفرافية والكتاب المقدس:

وعن موقع فاران يقول الكتاب أنها تقع على الطريق بين مصر وفلسطين، بالقرب من سعير وبجوار مصر " فَارْتَحَل بَنُو إِسْرَائِيل فِي رِحْلاتِهِمْ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فَحَلتِ السَّحَابَةُ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ " (عدد10/12)، " وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ. وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ." (تكوين21/21)، " وَبَعْدَ ذَلِكَ ارْتَحَل الشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ " (عدد12/16)، أي في رحلتهم من مصر إلى كنعان،" فَأَرْسَلهُمْ مُوسَى مِنْ بَرِّيَّةِ فَارَانَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. كُلُّهُمْ رِجَالٌ هُمْ رُؤَسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيل "(عدد13/3)، " فَسَارُوا حَتَّى أَتُوا إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل إِلى بَرِّيَّةِ فَارَانَ إِلى قَادِشَ " (عدد13/26)، " هَذَا هُوَ الكَلامُ الذِي كَلمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيل فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ فِي البَرِّيَّةِ فِي العَرَبَةِ قُبَالةَ سُوفٍَ بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَل وَلابَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ " (تثنية1/1)، " وَمَاتَ صَمُوئِيلُ فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. وَقَامَ دَاوُدُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ "(2صموئيل25/1)، " وَقَامُوا مِنْ مِدْيَانَ وَأَتُوا إِلَى فَارَانَ وَأَخَذُوا مَعَهُمْ رِجَالاً مِنْ فَارَانَ وَأَتُوا إِلَى مِصْرَ "(1ملوك11/18).

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

(8) كتاب " مدخل إلى الحوار الإسلامي المسيحي " الأب يوسف الدرة حداد، ص348.

(9) " معجم شبه جزيرة العرب" أبو الفدا، في المؤرخ ج5 ص98.



وجاء فى قاموس الكتاب المقدس أن فاران هى " برية واقعة إلى جنوب يهوذا (1صموئيل25/1-5) وشرق برية بئر سبع وشور (تكوين21/14و21 وقابل 25/9و12-18و28/9) بين جبل سيناء (والأصح بين حضيروت الواقعة على مسيرة أيام من سيناء) وكنعان (عدد10/12و12/16). وكانت فيها قادس (عدد 13/26) وبطمة فاران أو أيْلة (إيلات اليوم) على البحر الأحمر التي تقع غربي العقبة (تكوين14/6). كما كانت تشمل برية صين أو كانت مندمجة فيها دون حد معين يفصل بينهما (قابل عدد13/26 مع20/1). وجميع هذه المعلومات تشير إلى السهل المرتفع أو الأرض الجبلية (تثنية23/2 وحب3/3) الواقعة إلى جنوب كنعان تحيط بها من الجهات الأخرى برية شور وسلسلة الجبال المعروفة بجبل التيه ووادي العربة. وفي هذه البرية تنقل بنو إسرائيل 38 سنة. ومعظمها على ارتفاع يتراوح بين 2000 و 2500 قدم عن سطح البحر.(10)
وجاء في دائرة المعارف الكتابية(11) " فاران"، ومعناها " موضع المغاير"، وهي بريّة شاسعة في أقصى جنوبي فسطين، بالقرب من قادش برنيع. ويرجّح كثيرون من العلماء أنّها كانت تقع في الشمال الشرقي من شبه جزيرة سيناء. ويقول آخرون إنها هي " برّية التيه " في وسط هضبة سيناء. ويقول " بينو روتنبرج " (Rothenberg Beno) في كتابه " برّيّة الله "، إنّ " برّيّة فاران " كان الإسم القديم لكلّ شبه جزيرة سيناء في العصور الكتابية ".

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

(10) أنظر قاموس الكتاب المقدس والموسوعة المسيحية العريبة الإليكترونية، كلمة " فاران".

(11) دائره المعارف الكتايبة ج 6ص1و2.

jesus i trust in u

فإذا يأس الإنسان من الله ...سقط في بحر الإلحاد
و إذا يأس الإنسان من الناس ..سقط في بحر العداوة و البغضة..
و إذا يأس الإنسان من نفسه ..انتهت المعركة بالاستسلام
 
قديم 06/08/2005   #2
شب و شيخ الشباب الأسمر
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الأسمر
الأسمر is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
حمص العدية
مشاركات:
995

إرسال خطاب MSN إلى الأسمر
افتراضي


لـــــــــــــــــــــع

ما مهم
 
 


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 07:05 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.04190 seconds with 13 queries