[dajon1976]

مرحبا
من خلال مطالعات سريعة لبعض المواضيع , استنجت أن Viva هو فادي فَ: تحياتي الحارة لأبو الفود , و بحب قول أنه الشخص التاني أو التالت في الأخوية الذين على الرغم من اختلاف الآراء بيننا كان لي معهم تجربة حوار شخصية منطقية جيدة, لهيك 100 وردة لأبو الفود .

الشكر الحقيقي إلك وبرجع بأكد على استمتاعي بالحوار معك

حبيبنا أبو الفود كلك ذوقك و فعلاً على رأي أحد الزملاء أنو ( الحكي مع الفهيم بيريح ) , و عراسي , و بعتذر على التأخير .

لكنهم يبقون شركاء لحزب الله بالوطن ولا يجوز اجبارهم على السير في طريق حزب الله بقوة السلاح...

صديقي :5 أيار لا يرقى لكونه حدثاً سياسياً متكاملاً لأنه قرار باتجاه واحد ,متسرع , غير محسوب النتائج,فالعقول الفذة في الحكومة اللبنانية آنذاك أسقطت (شركاء الوطن ) الآخرين عندما أصدروا تلك القرارات : فإصدار قرار استراتيجي على مستوى وطني (و ليس معيشي كما ذكرت قبلاً) على هذا المستوى يتطلب دراسة مستفيضة و متأنية لمعطيات و نتائج هكذا قرارات , أقل الإيمان حساب أو توقع ردة فعل الطرف الآخر و على كافة المستويات , سيما أن هذا الطرف يعتبر مثل هذه القرارات تهديداً مباشراً لكيانه!!
و لكن الذي حدث هو حرق مراحل حتى أنهم قد اضطروا للسهر فجراً لإصدار هذا القرار في سبيل وضع توصيات أمريكية (إن لم نقل أوامر) قيد التنفيذ , و كان إصرار جنبلاط على التسريع في إصدارها مستغرباً على الرغم من النصائح الأمنية و السياسية و حتى الدينية في عواقب مثل هذا التصرف !و الحقيقة أن تاريخ 5 أيار لا يرتبط في ذهني بأي مناسبة أو رمز تاريخي مهم لدرجة الإصرار عليه و عدم إمكان التأجيل إلى 6 أيار مثلاً سوى أنه كان برقاً يسبق رعوداً .
أما عن مسألة (الإجبار ) فعندي فكرة بسيطة :في كل تصادم عسكري يوجد منتصر و مهزوم ,وكانت صفة الحزب هي المنتصر (أتكلم عموماً و بغض النظر عن الأسباب),و لكن الذي حدث أن الحزب لم يفرض على الآخرين نتائج انتصاره ,و لم يجبر أحداً على اعتناقه حتى يومنا هذا .

لكن يوم اسقاط هذا الاتفاق هو ليس بيوم مجيد بل هو يوم أعيدت فيه الأمور إلى سياقها الطبيعي... ولا يمكن أن يكون اليوم الذي نكتشف به خيانة أحد أبناء الوطن وأنهائها هو يوم مجيد...
فإذاً لا فعل الخيانة ولا رد الفعل على الخيانة يعتبر مجيد... بل بالعكس ردع خيانة الشقيق أشد على النفس ووجعها وجعان...

عزيزي : لا أظن المشكلة تكمن في المصطلح اللغوي ( مجيد ), و أعتقد أن الحوار بيننا يتمحور حول أن 7 أيار يحمل صفة ال (جيد أو سيء ) و إذا اتفقنا أنه في مثنوية الفعل-رد الفعل يحمل أحدهما صفة ما و الآخر يحمل الصفة المعاكسة حكماً , فأنني أعتبر 5 أيار (سيء) و 7 أيار (جيد ) كردة فعل ,و استباقاً أقول لك أنه لا يوجد (جيد) تام و صرف , وإنما يوجد نقطة سوداء في نصف الكرة الطاوية الأبيض .

برجع بقلك هذا رأي فريق وبتصور انت حريص على عدم تبني رأي طرف واحد...
لعلمك كتير سهل عليي أني قول نفس الكلام عن رأيك وقول انو كمان رأيك بيحمل رائحة طائفية والصق رأيك برأي أحد الأطراف بس أبداً مو من طبعي سيئ النية بيلي عم اتحاور معو وتحديداً إذا كان متلك

أبو الفود : تعمدت أن أذكر لك أنني علماني لكي أقول لك أن رأيي ليس تبنياُ لرأي أحد الأطراف و لاسيما إن كان طائفياً ,و أن الأرضية التي أناقشك بها هي حيادية و عقلانية , وفي الحقيقة أنا ضد المجتمعات الدينية و ضد اقحام الدين في السياسة بشكل أحزاب أو حركات ,وأدعو لفصل السياسة عن الدين حتى في سوريا , و لكن توزع القوى في الواقع اللبناني يحتم تغييب الناحية الدينية لقوة سياسية عند دراسة تصرف هذه القوة (إلى حدٍ ما ) أكاديمياً.فالتوزع الديموغرافي الشيعي في جنوب لبنان كان أهم الأسباب التي جعلت حزب الله الأول في مواجهة إسرائيل عسكرياً و سياسياً في مرحلة لاحقة .

أرجو أن تكون الإجابات مباشرة وأن لا ندخل بها في متاهات الحسابات الإستراتيجية والمعادلات وماشاكل لأنه في هذه الحالة فأنت تبرر لحكومة السنيورة حساباتها أيضاً ولكل حساباته ووجهة نظره..

لا يمكن قياس التجربتين بالمثل يا صديق ,و فتح جبهة الجولان غير ممكن سياسياً و عسكرياً (لأسباب لن أذكرها بناءً على طلبك وهي ليست موضوعنا ),و لكن حتى لو تحملت الحكومة السورية مثل هذا القرار فسيكون موجهاً ضد دولة أخرى محتلة وليس ضد (شريك في الوطن) كما ذكرت .و ستكون نتائج هذه (الحسابات ووجهات النظر ) عامةً على كل الشعب السوري و لكن المسبب هو دولة أخرى معتدية, على عكس نتائج 5 أيار والتي استهدفت قسماً من الشعب اللبناني و كان المسبب هو حكومة بلاده .
و بالعودة إلى مفهوم الفعل-رد الفعل الشعبي السياسي على قرارات حكومة أو نظام , فأنا قلت أن رد الفعل على قرار معيشي داخلي يكون بأقسى حالاته تظاهرات أو حتى تخريب . أما القرار الاستراتيجي فيخلف رد الفعل عليه وفقاً لمعطيات كل حالة: فالقرار في 5 أيار هو تهديد وجود و إعلان إذعان و استسلام , الغاية منه تحييد لبنان عن الصراع مع إسرائيل بالفتك بأحد مكونات المجتمع ,و بالمقابل لا يوجد (قرار ) سوري بتجميد الصراع العسكري في الجولان (بغض النظر عن نظرية المؤامرة) ,و إنما يوجد قرار دولي ب(فك الارتباط) , و اعتبر أن سوريا تنجح بالتعامل معه على عكس بعض مطبات (تقديم الذرائع ) التي وقعت فيها للأسف في مواقع أخرى لا داعي لذكرها –كونها خارج الموضوع - .و استباقاً أقول ( و لا أقصد Viva ) : أنا لست مع أو ضد في سوريا .