استحق جسر ميّو الواقع في مقاطعة أفيرون الفرنسية أن يتفرد من بين أقرانه في العالم ليكون الأعلى هامة على سطح البسيطة بارتفاع 245 متراً ، متجاوزاً ارتفاع برج إيفل بـ23 متراً. واعتبر الرئيس جاك شيراك أن هذا الجسر- الذي يضع حداً لمعاناة المسافرين جنوباً باتجاه إسبانيا مع الزحام في فصل الصيف- سيجعل من فرنسا بلداً آسرا.
آية معمارية
ثلاثة أعوام بالتمام والكمال قضاها ثلاثة آلاف شخص يبنون هذه الآية المعمارية التي يبلغ طولها 2460 متراً وعرضها 32 مترا. وتقول الأرقام التي "تثير الدوار" على حد قول الفرنسيين إن المواد المستخدمة في إنشاء الجسر الجديد بلغ وزنها من الخرسانة المسلحة 205 آلاف طن ومن الصلب 36 ألف طن، و110 أطنان من مواد اللحام المعدني.
وقدمت الشركة المالكة ضماناً بمدة 120 عاما لاستمرار عمل الجسر. أما التكلفة المالية فوصلت حتى الآن إلى 320 مليون يورو. وقد حاولت الحكومة عبثاً في نهاية عقد التسعينيات أن تتكفل بالنفقات، فاصطدمت بخزائنها الناضبة فلجأت إلى تكريس سابقة يعتمد فيها مشروع مخصص للمنفعة العامة على القطاع الخاص بنسبة مائة في المائة.
ويصر الفرنسيون على أن ميّو هو الأعلى في العالم، رغم أن جسر رويال جورج المعلق في ولاية كولورادو الأميركية يبلغ ارتفاعه 321 متراً. ويفسر الفرنسيون هذا التناقض بأن الأخير مخصص فقط للمارة أما ميّو فمخصص للسيارات.
ويقول جان كلود موتل رئيس شركة إيفاج التي تولت طرح عطاء المشروع إن التكلفة الإجمالية والنهائية ستبلغ نحو 400 مليون يورو بعد استكمال بعض الطرق المكملة. وتتمتع الشركة في المقابل بحق الانتفاع بالجسر وخدماته الملحقة حتى نهاية عام 2079.
وتدفع السيارة رسوم عبور تقدر بـ 6.5 يوروات في الصيف و4.9 يوروات في بقية العام. ويعترف الفرنسيون بالفضل في تصميم الجسر المبهر للمهندس البريطاني نورمان فوستر البالغ من العمر 68 عاماً. وقد صمم تحفته على نحو يلزم قائدي السيارات بتحاشي السرعة الفائقة بطريقة تنم عن تقدير هذا العمل وفي الوقت نفسه يستمتعون بالخضرة المحيطة التي تكاد تندمج مع الجسر في مشهد واحد.
وقد سبق لفوستر أن صمم المبنى الجديد للحكومة الألمانية في العاصمة القديمة الجديدة برلين ومترو بيلباو في إسبانيا وجسر الألفية في لندن ومربع الفن في مدينة نيم الفرنسية الذي لا يبعد كثيراً عن جسر ميّو.
ـــــــــــــــــــــ
www.aljazeera.net