عرض مشاركة واحدة
قديم 05/11/2008   #1
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي أوباما... و ماذا بعد؟


خبر اليوم, بل خبر العام, رغم كونه متوقعا جدا نظرا للاستطلاعات و الاستبيانات المكثّفة التي جرت في الأسابيع الأخيرة, يملأ افتتاحيات نشرات الأخبار, و عناوين الصحف..

أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأميركية..

لا شك أن وصول شخص كأوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة هو شيء, مثير للاهتمام على أقل تقدير, و أعتقد أنه لم يمكن أن يكون ممكنا منذ عامين, بل و هناك من يقول, منذ شهور. فهو يمثّل عكس ما هو موجود تماما على الصعيدين الداخلي و الخارجي, و عدا عن ذلك, و رغم عدم اهتمامي الشخصي بذلك, فإنني لا أستطيع ألا أذكر أن أصوله و نشأته ليستا المعتادتين لنزيل البيت الأبيض.

يوجد متّسع كبير نوعا ما من الوقت, حتى استلام السلطة فعليا في الثلث الأخير من شهر كانون الثاني العام المقبل, و حتى تسليم الحقائب و تعيين المسؤولين الذين يملك صلاحية تعيينهم, كي تتضح الأمور بعض الشيء, فالآن من المتهوّر جدا محاولة توقّع ما يمكن أن يحدث.

أعتقد أنه أمام أوباما مهمة ليست سهلة بتاتا, و هناك صعوبات كثيرة تعترض طريقه, بعضها خارجي الأصل, لكن هناك جزء هام جدا نابع من الطريقة التي وصل فيها إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

الصعوبة الأولى التي عليه الوقوف بوجهها, هي الأزمة الاقتصادية الخانقة, الناتجة عن مزيج من الوحشية الرأسمالية و سوء التصرّف الحكومي, إنه أمام معضلة كبيرة جدا يمكن أن تكون منعطفا تاريخيا شبيها بأزمة بدايات القرن الماضي, و التي نشأت عنها متغيرات دولية شديدة جدا لم تنته إلا بحرب عالمية. قد لا نواجه خطر حرب عالمية من الطراز القديم, كونها طريقة لحل الأمور قد تم استبدالها, لكن لا شك أنه يستلم مسؤولية لا يحسد عليها بقيادة الدولة في هكذا ظروف.

الأزمة الاقتصادية, الآنفة الذكر, أعتقد أنها الصعوبة الأهم, و بالتالي هي التي سوف تستحوذ على كم هائل من مجهود ادارته, و هنا تبدأ مشاكله التي تنبع من فلسفة "ظاهرة أوباما"..

باراك أوباما وصل إلى البيت الأبيض عن طريق الاستفادة من أصوات شرائح اجتماعية مهمشة سياسيا, أو غير مهتمة سياسيا, و حرّك طبقات شعبيه ضخمة لم تكن لتقضي الساعات الطوال للتصويت لو لم يكن هناك عامل تحريك نفسي كبير جدا... ألا و هو الأمل. فخطاباته النارية, و وعوده الثورية (ثورية بالنسبة للخطاب السياسي الأمريكي الداخلي) دغدغت الرغبة بالتغيير لدى قطاعات شعبية ضخمة, تعاني من التجاهل من قبل النظام السياسو- اقتصادي الأمريكي الحالي.

هذا الأمل نفسه, هذه الرغبة بالتغيير ذاتها, التي أوصلته إلى البيت الأبيض, قد تكون من ألد أعدائه, فهو الآن يمثّل رغبة عليه تحويلها إلى واقع في فترة صعبة جدا, أو على الأقل إعطاء إسقاطات واقعية ملموسة لهذه الرغبة خلال فترة وجيزة, و إلا فإن هذا الأمل و "الثورية" الذي كان حليفه, قد يتحوّل إلى عدو لدود.. و تكون النتيجة عودة شخص كجورج بوش أو أسوء حتى, بعد أربع أعوام, فخيبة الأمل الشعبية دائما, و في كل الشعوب, تتجسد في السفر نحو النقيض لما هو موجود.

أما بما يخص السياسة الخارجية, فأعتقد أنها لن تكون أولوية بأي شكل من الأشكال لدى الإدارة الجديدة, غالبا ستكون التهدئة و المهادنة و تأجيل العوالق هي السمة الغالبة, بغية التفرّغ للشؤون الداخلية الهامة, و لذلك أرى من الخطأ أن تتأمل أي دولة لها قضايا عالقة مع الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر, حلولا جذرية أو اهتماما بحل هذه القضايا, بل سيكون هناك مجهود للتنويم و التأجيل.

كل هذا الكلام لا يعني التقليل من أهمية التغيير الذي يبدأ بالتجسّد على أرض الواقع, فالعارفون بالتركيبة السياسية و الاجتماعية للشعب الأميركي يؤكدون أن ما جرى ليس قليلا, و له قراءات إستراتيجية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار و تُدرس بشكل ملائم. لكن أعتقد أن من يجب أن يتأمل أشياءا ملموسة على المدى المنظور, ليس نحن, إنما الشرائح الاجتماعية الأميركية التي صوتت له, و التي يواجه التحدي الكبير المتمثل بعدم تخييب أملها, فنحن لسنا ناخبيه, رغم أننا ننسى ذلك أحيانا.

و ختاما, لا أستطيع تجاهل إعجابي, رغم كل شيء, بالرغبة التغييرية و الأمل الذي استطعنا رؤيته في وجود الكثيرين من الذين كانوا حتى يوم أمس.. مهمشين في وطنهم.. عسى أن تكون بداية موفقة, لكي يحتذى بذلك في جميع أقطار الأرض...


و ليس سهلا... ذلك




Yass

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04142 seconds with 11 queries