[*Marwa*]

لا أدري أيٌّ قدرِ هذا الذي ساقني لرؤية محياكَ ذاك الصـبـاح.. ولكنـي أعرف عميقاً فـي قرارة نفـسـي أنه قدرٌ مبـارك وقـضاءٌ سـماوي مقـدس..

مررتُ بجانبك متأنية متمهلـة فـي مشيتي أتصنـعُ الثقـة واللامبـالاة..بادرتَنـي بنظرةِ انـدهاش ٍ لذيـذ ونقلتَ لـي ذبذبات قلبٍ حلّـت بـه مفاجـأة ســّارة.. وددتٌ لـو تـبدأنـي الكـلام وتفصح عمّـا يخالـج قلـبـك ..ولكنك كنتَ صـامتاً كـما عهدتك دومـاً .. صـمتُ رغـم قسـوته حنـون ورغـم فتوره دافـىء..

آه.. لطـالـما حيَرَتْني نظـراتـك الكـاشفة أسـرار قلـبـك الصـغيـر .. حيَرَتْني لأنـك لـم تصرح يومـاً بعمـيق فـؤادك ..لـم تعتـرف أن بيننـا غـرامٌ سـرمدي سيحيى رغـماً عنـا ورغـم تكبرنا و "مكـابرتنـا".. لا أعلـم لمـاذا إستسلمنـا قبل البدء ..لمـاذا كتبنا لحكـايتنـا النهـاية قبل البداية..

والآن .. أخبرنـي مـا الذي علـّي فعـلـه ؟! ..لقـاء أفئدتنا ذاك اليـوم قلـبَ كيـانـي وهـزمَ إصراري..

كـنتُ قـد وعدتُ قـلـبي ألاّ أسمـح لـكَ أن تدغدغه مجـدداً بسـهام نظـراتك.. ووعدتُ عـينيَّ ألاّ أحرقهما ثانية بعبـرات شـوقي إلـيك .. ولـكن هـا أنتَ قـد بددتَ كـل مـا حـاولتُ أن أبنيه مـن مخططات وأحلام لمسـيرة قلبي المُـنهَك ..

إلـى متـى سأبقـى أسيرة حبٍ كُـتـبَ لـه منـذ الأزل أن يبوء بالفـشل والخسـران؟!

إلـى متـى سأبقـى أسيرة نـارٍ طُـبعَ عـلـى لهـبها ان لا يـخمـد؟!

إن كنتَ لـن تـغادر عجـزكَ المتغطرس وتأتي إلـيّ خـاضعاً معترفـاً .. فأرجو مـن ربِ السـماء أن لا أراكَ بـعـد الـيوم ..
أو أن لا تـرانـي أنت !!

"الله يســعدك ويبـعدك.."