إيجار
كان يجب تأمين ثمن إيجار المنزل الذي يسكناه؛
زوجان بلا أولاد، بلا وظيفة، بلا أحلام كبيرة.
حاول جاهداً، لكنّه كالعادة. لا يوفّر من عمله المؤقت.
وأحياناً لا يستطيع توفير الطّعام.
وكل يوم تسأله الزوجة بلهفة وخوف، إذا كان قد استطاع توفير
ما يكفي، لكنّه يهزّ رأسه نافياً بأسى، ثم لا يلبث أن يبتسم، ويحكّ رأسه، فتبتسم خائفة.
يضحك ليزرع الأمل في عروقها، فتضحك.
يضحكان، ثم يتضاجعان، وينامان حين يعدها أنّ غداً سيكون أفضل.
مرّ اليوم قبل الأخير بسرعة. كان قد أخفق في ادخار ما يلزم ثمناً للإيجار. كان يطوي عينيه بائساً، وكانت تشرد عن ثغاء الأخيلة التي تطير حول رأسها النّابض.
مساء اليوم التّالي. عاد إلى البيت خائباً.
كان ثمن إيجار البيت فوق الطّاولة الصغيرة بجوار فنجان قهوة فارغ..
ناما باكراً. لم يتحدثا. لم يضحكا. لم يتضاجعا. فقد كانت صفراء
منهكة، وكانت قد ضمّت ساقيها، وشفتيها، ويديها، وأزرار عينيها بقوّة…!!
طائر واحد يكفي لكي لا تسقط السماء
فرج بيرقدار
آخر تعديل Nay يوم 25/08/2009 في 17:48.
|