عرض مشاركة واحدة
قديم 05/09/2009   #179
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


29 آب

غالبا ًما نقارن بين الشعور الصادق مع الآخر من جهة , و الشفقة أو الامبالاة من جهة أخرى ففي الشفقة أشارك الآخر في شعوره و آلامه و لكن مع شيء من نظرة فوقيّة . لذلك نجد أنّ الشفقة موقف مرفوض في غالبيّة الأحيان .

و اللامبالاة أيضاً أشبه بالباب المغلوق , فكأنّك تقول للآخر : " ما أنت عليه لا يهمّني " . و هذا الموقف غالباً ما يكون جارحاً و مؤلماً .

أمّا في الشعور الصادق مع الآخر فإنّني أشاركه في عمق خبرته الشخصيّة و أفكاره و مشاعره و مواقفه , و أحاول أن أضع نفسي في مكانه . فمن خلال قدرتي على التفكير و استعمال المخيّلة , التقي الآخر في أفكاره و تطلّعاته , و أشاطره مشاعره . إنّني أحاول أن أعيش الخبرة التي يمّر هو فيها .

إنّه الولوج إلى عمق كيان الآخر , حيث يصبح لهذا الكيان صدى حقيقيّ في نفسي . و إنّ هذه القدرة , ككلّ تلك القدرات التي تشدّ أوصال التواصل بين الناس , فهي تخضع لسنّة التطوّر و النموّ . و أهمّ ما يحول دون ذلك الشعور الصادق مع الآخر هو اعتقادي بأنّه صورة عنّي , يرى الأمور كما أراها و يفكّر كما أفكّر أنا , و يواجه الحياة تماماً على طريقتي . لذلك وجب عليّ , إذا ما أردت أن أطوّر قدرتي على ذلك الشعور , أن أعي تماماً غيريّة الآخر و فرادة كلّ إنسان , و أن أدع جانباً غرائزي الشخصيّة و المقياس الذي أقيس به الأمور , لأعي ما يدور في فلك الآخر و ما يجول في نفسه . فهذا الشعور الصادق يشكلّ القدرة الأهمّ التي ترتكز إليها عمليّة الإصغاء إلى الآخر .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04707 seconds with 11 queries