الموضوع: نبي ضال
عرض مشاركة واحدة
قديم 15/11/2008   #5
صبيّة و ست الصبايا personita
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ personita
personita is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
بلاد الغُرب أوطاني
مشاركات:
932

افتراضي


قل لها : إنكِ جزئي ، وأنا جزْؤُكِ أنتِ ، قل لها : هاكِ وجودي ، أرجِعي كلِّي إليَّ*قل لها : كونُكِ كَوْني ، قل لها : إنكِ كَوْني ، وأنا كَوْنُكِ أنتِ ، هاكِ أكوانكِ أنتِ، رُدِّي أكواني عليَّ *قل لها : إنكِ كُلِّي ، وأنا كُلُّكِ أنتِ ، فاعطني كُلِّي إليكِ وخُذي كُلِّي إليَّ*قل لها : إنكِ إني ، وأنا إنكِ أنتِ فخُذي إني لإنّكْ ، وامنحي إنكِ إنيّ ، هاتِ ما بين يديكِ ، وخُذي ما في يدَيَّ*...................
قل لها : - حين تراها – كلَّ هذي الكلماتْ * قلتَ لي : واصبر سنوافيكَ بباقي الصالحاتْ *قل لها عند لقاها حينما تلفي شذاها ، عندما تلقى جواها ، كلَّ تلك الأغنياتْ *كلَّ ما للعشقِ ـ للفكرِ وللروحِ ، وللقدْسِ من أسمى السماتْ *قلتَ لي ابحثُ عنها في الفضاءْ *بين أفلاكِ السماءْ، في الهواء ْ*بين كلِّ النَسَماتْ *بين كلِّ الفَجَواتْ ، فوقَ كلِّ الفلواتْ*قلتَ لي ، أنت اليك الغانياتْ *الطاهرات الصائمات العابداتْ *السائحات الراكعات الساجداتْ *سبحان من أسرى بعبدٍ بين أفلاكِ النجوم بين كلِّ الراقصاتْ * من سديمِ الحبِّ للفكرِ ، من العشقِ ، وللطُهْرِ موطنِ النُهى والصالحاتْ *صاعداً فيهِ ومن ثم دنى * فتدلّى قاب صمّامِ قلوبِ الزاكياتْ *قلتَ لي : أنتَ وليٌّ فاستقمْ ، ثم لتذهبْ* قد جعلناكَ وليَّاً للغرامِ كيْ تُهذِّبْ*فاهدِها نحو ودادٍ فيكَ مذهبْ* واهدِها جنةَ عشقٍ وودادٍ ، وهيامٍ ، فيكَ إنْ شاءتْ لتَذْهبْ* قلتَ لي : قد خلقناها قديماً منكَ لكْ * كوكبينِ دائمينِ دائرينِ في فَلَكْ* قلتَ لي : أنتما كلٌّ لبعضٍ قد مَلَكْ *قد جعلناكمُ بأمرنا مَلَكْ * لبيكَ ، إني سوف أدعوها لحبي *بعد أن أغسلَ قلبي*كلَّ سوء يجثو قربي * بعد أن أفرشَ دربي*بعد أن أرنو بنورٍ من كتابٍ فيه من نورِكَ بي* وأرَنٌّ ارْنَوى يقتادُ كالنسمةِ حبي *حينها يعدو أمامي كالبشيرْ *حينها ادعوها لحبي ، إنْ لها أسرِ أنا فهي تسير * أو تسارعْ نحو قلبي ، فأنا مثل خفوفٍ نحوها ، روحٌ تطير *سوف تأتيني إذا حان المسير * كشعاعٍ ، كسناءٍ ، كالسراجِ المستنيرْ *إنها ترنو ودادي جنةَ الخُلدِ الأخيرْ *سوف ألقاها بدربي ،سوف تنحازُ لقلبي* عندما تَلقى بقلبي معجزة *لا تدَعْني دون دينٍ أو كعاجزْ *سوف لن تؤمنَ لي .. دون أنْ تبغي معاجزْ *سترى فيَّ شكوكاً،إنْ تجدْ ريباً تناجزْ *حينها تمنعُ شوقي ، فأرى منها حواجزْ*لا تدَعْني كنبيٍّ دون وحيٍ * قلتَ لي ، عند الطفولة * سوف نؤتيكَ المقولةْ* سوف نؤتيكَ المعاجزْ* قبل أيامِ الكهولةْ* قلتَ لي هذا بأيامِ صباي*لكنِ الدنيا عجولةْ * والردى دقَّ طبولةْ * وثبتي صارتْ خجولةْ *أُمّتي ضيَّعتْ دربي سرقتْ فنّي وقلبي ، قتلتْ عندي الفحولةْ *صادرتْ ديني وفكري ، كمّمتْ فمّي وشِعْري، حبستْ مني الرجولةْ *هَدَرَتْ دَمي وخُبزي ، شرَّدَتْني عند عَجْزي ، بَرَّرَتْ ذاكَ بطولةْ*فانْتَشِلْ شيئاً تبقى من قوايْ *إنني أذكرُ ، عندما كنتُ أصلي ذات يومٍ ، أسجدُ السجدةَ دهراً ، وأناجي في الدعاء *كنتُ لا أدري مصيري ، خالطاً صبحي مسايْ*كنتُ برداً في شتاءاتِ شعوري، إنني أدري بأني كنتُ مخلوقاً مريباً ، بيد أني كنتُ من طينٍ ومايْ* لم أكنْ يوماً شتاءّ !!! لم أكنْ يوماً جليداً ، يجمدُ الحبُّ بقلبي ، يجمدُ الفكرُ بعقلي* يجمدُ العزُّ وأمجادُ السماءْ ، يجمدُ التاريخُ من دون عطاءْ * يجمدُ الإيمانُ من غيرِ بناءْ * تحت انِّيَّةِ ذاتي ودَنايْ*يفجرُ العشقُ بروحي برذيلِ مُدَّعايْ*لم أكنْ يوماً كذلك ، إنما الثلجُ عَدايْ * غير أني لم أجدْ خِلاًّ وقلباً يفهمُ العشقَ سوايْ* يلهمُ العشقَ كروحٍ ، يسْتَذيبُ في هوايْ*يحتسي الحبَّ رحيقاً للوجودِ ، وصلاةً للكمال، في غيابي ، و شهودي ، ووفاءً وسلاماً ، في سؤالاتي اذا حان التلاقي وردودي ، ذوباناً في حدودي ، واتصالاً في ركوعي وسجودي ، ونبياً ينثر الحقَ ليمتصَ جحودي ، وفي كلِّ مداي * ونبيذاً من طهورٍ في حضوري و شرودي ، وعيوناً في ينابيع عيوني ، ونهوداً بنهودي ، وبريقاً أو كبرقٍ في رعودي ، والتحاماً بوجودي ، يرتمي في محتوايْ*نورَ عشقٍ تختلطْ *روحَ طيرينِ على بعضٍ تحطْ* ونسيمينِ إذا ما يمتزجْ *ومياهينِ فراتينِ لكبْدينِ بفاهٍ واحدٍ حين تلِجْ *وفؤاداً عمقَ صدرينِ إذا ما يختلجْ*لم أجدْ روحاً سوايْ *لم أجدْ صنواً شبيهي هذا ما كان شتايْ *ضعتُ في التيهِ قديماً ، في القُرى وِتْراً وحيداً لم أجدْ ( موسى ) معايْ *إنني آمنتُ توّاً أنَّ ربي في قُرايْ *ونداءٌ هزَّني : ارقبْ عُلايْ*هاكَ قرآن هُدايْ *هاكَ انجيلي و توراةَ هوايْ *

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05718 seconds with 11 queries