الكوفة أو جذور الموهبة الشعرية :
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي. ولد في كندة بالكوفة سنة 303 هـ=915 م. ويعود أصل نسبه إلى قبيلة يمنية استقرت في العراق زمن الفتح الإسلامي وكانت عائلته تنتمي إلى المذهب الشيعي.
سماه والده أحمد وكناه بأبي الطيب وكان وحيد أبويه عرف المتنبي الكثير من العسر في صباه رغم اعتناء والده به إذ توفيت أمه وهو طفل فربته جدته لأمه وتعلق بها وكان منعزلا عن أترابه مظهرا اهتماما بالتحصيل
خاصة للعلوم الدنيوية.
قضى طفولته في الكوفة (304-308 هـ= 916-920م) متعلما أصول النحو وكان من أكثر الصبيان اجتهادا مجتهدا وذو ذاكرة قوية لفتت إليه أنظار معلميه فخصوه برعايتهم.
وظهرت موهبته الشعرية باكراً، فقال الشعر صبياً، وهو في حوالي العاشرة، وكان شعره مقلدا ومتكلفا ولكنه حسن التركيب.
من شعره في صباه:
أَبلى الهَوى أَسَفاً يَومَ النَوى بَدَني -- وَفَرَّقَ الهَجرُ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَنِ
روحٌ تَرَدَّدُ في مِثلِ الخِلالِ إِذا -- أَطارَتِ الريحُ عَنهُ الثَوبَ لَم يَبِنِ
كَفى بِجِسمي نُحولاً أَنَّني رَجُلٌ -- لَولا مُخاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَرَني
اعتنى بدراسة وحفظ شعر ابن الرومي وأبي نواس وابن المعتز وخاصة شعر أبي تمام والبحتري وحاول تقليدهما في صباه ثم بقيت بصماتهما على شعره طوال حياته.
|