الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 16/03/2009   #344
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي




حوار مع الكاتبة الكندية أليس مونرو
-أبطال قصصي يعيشون خارج النص-

بمناسبة صدور كتابها «هروب» أجرى محرر ريدنغ غروب سنتر مع الكاتبة الكندية أليس مونرو حواراً حول تجربتها في كتابة القصة القصيرة (الطويلة) وتقنياتها الإبداعية ومحاولاتها التجديدية إضافة إلى الأسئلة التي تحوم حول أهمية ما تقدمه بالنسبة للقصة المعاصرة عموماً.


ـ ما الذي يثير اهتمامك في القصة القصيرة ولا تجدينه بالمقابل في الرواية؟
ـ يبدو أنني أكتب قصصاً تخرق ما جرت عليه تقاليد كتابة القصة القصيرة كما لا تلتزم بما تنص عليه قوانين التطور بالنسبة للرواية.
الواقع أنني لا أفكر في شكل معين، وإنما أفكر في الإبداع القصصي، ولنقل القليل من الإبداع. ما الذي أنوي القيام به؟ هل أسعى إلى سرد قصة، حسب المفهوم التقليدي السائد، هل أريد التحدث عما يجري لأحدهم، ولكنني أرغب في أن يسرد «ذلك الذي يحدث له» بنوع من التدخل، و الاختلاف، والغرابة.
أرغب في أن يشعر القارئ بأن هنالك ما هو مثير للدهشة، غير أن ذلك لا يعني « ما يحدث» وإنما الطريقة التي يحدث بها أي شيء. إن هذه القصص القصيرة الطويلة هي التي تحقق لي ذلك، على نحو أفضل.


ـ من أين تأتيك فكرة القصة أو فكرة الكتابة عن شخصية معينة؟
ـ على الرغم من أن فكرة القصة تبدأ أحياناً من الذاكرة، حكاية معينة في الذاكرة، إلا أن ذلك غالباً ما يتلاشى ويتحول إلى شيء لا يمكن إدراكه في النهاية.
لنفترض أنك تختزل في ذاكرتك حكاية عن،امرأة شابة تهبط من أحد القطارات مرتدية فستان زفاف في منتهى الأناقة وأن عائلتها مكرهة على النزول بها إلى موقف مذل مثلما حدث لي ذات مرة، ثم تصبح هذه الحكاية بشكل أو بآخر حكاية زوجة تتعافى من انهيار عقلي، يستقبلها زوجها وأمه وممرضة الأم التي لا علم للزوج بعد أنه يحبها.
كيف حدث ذلك؟ لا أدري؟


ـ ما هي طقوسك الكتابية، هل تستخدمين الكمبيوتر؟ هل تكتبين يوميا ؟ صباحاً أم مساءً؟ كم من الوقت تحتاجين لكي تكملي القصة؟
ـ رغم أنني استخدم الكمبيوتر منذ عام واحد فقط، الحقيقة أنني متعاملة بطيئة مع التكنولوجيا الحديثة، حتى أنه لا يوجد لدي ميكروويف في المنزل، إلا أنني أقوم بكتابة نسخة أو نسختين من أي عمل باليد قبل طباعته بالكمبيوتر. وعلى الرغم من أن كتابة القصة قد تستغرق شهرين، إلا أن هذا نادر الحدوث بالنسبة لي.
إن كتابة القصة تستغرق ما بين ستة وثمانية أشهر، تحدث خلالها الكثير من التغييرات، و القلق واليأس. إنني اكتب يومياً إلا إذا كان هنالك ما تستحيل معه الكتابة كما أنني اكتب فور استيقاظي واحتسائي القهوة قبل انشغالي بأمور الحياة اليومية.


ـ ما هي النصيحة التي تقدمينها للكتاب الشباب؟
ـ ليس من السهل أن تقدم النصيحة لكاتب شاب حيث كل واحد من هؤلاء يختلف عن غيره. أن تقول له «اقرأ» بإمكانه أن يقرأ كثيراً حتى يشل تفكيره. أو «لا تقرأ، لا تفكر، ما عليك إلا أن تكتب»، وتكون النتيجة المزيد من الهراء.
لو أردت أن تكون كاتباً فإن من المحتمل أن تتعثر لكي تصل إلى غايتك في النهاية، وتستمر محاولاتك لتطوير نفسك لأنك تريد ذلك، حتى عندما تكبر وتقول لنفسك «لا بد من أن يتكون هنالك أشياء أخرى يسعى الناس إلى تحقيقها» لن تتوقف أبداً.


ـ من هم الكتاب الذين تأثرت بهم ومن هم كتابك المفضلون؟
ـ في سن مبكرة كنت أقرأ لإيدورا ولتي، كاثرين آن بورتر، فلاني أوكونور.
بعد ذلك قرأت لجون أبدايك، جويس كارول أوتيس، ثم استمرت قراءتي لوليم ماكسويل.
قرأت كذلك أيدنا أوبراين، و ريتشارد فورد. أما اكتشافي الأخير فهو كاتب ألماني يدعى نوتبوم.
الواقع أنني لا أميل إلى سرد قائمة من الأسماء خشية أن أكون قد نسيت واحداً من هؤلاء الكتاب الرائعين.
ولهذا تجدني آتي على ذكر هؤلاء الذين تأثرت بهم وليس أولئك الذين أمتعتني قراءتهم.


ـ لقد أطلقت عليك سنثيا أوزيك لقب «تشيخوفنا» كيف تشعرين تجاه هذه المقارنة؟
ـ لقد أعدت قراءة معظم ما كتبه تشيخوف مؤخراً وكانت تجربة متواضعة.
غير أنني لا أقول حتى أنني تأثرت بتشيخوف لأنه أثر فينا كلنا. تماماً كما هو شكسبير الذي تصل كتابته إلى حد الكمال، حيث لا تكلف ولا ذاتية.حقيقة، وبكل تأكيد، ألا يسعدني أن افعل هذا الشيء!


ـ لقد أشاد بك الكثير من النقاد نظراً لقدرتك على جعل الحياة تسري في كل ما تكتبينه. كيف تعملين على تحقيق مثل هذا الإنجاز الفذ؟
ـ الواقع أنني أعرف شخوصي معرفة عميقة باستمرار.. ما الذي يفضلون ارتداءه ما هي الصورة التي كانوا عليها في مرحلة الدراسة،الخ... كما أعرف ما حدث لهم من قبل وما سيحدث لهم لاحقاً، إنني لا أراهم محصورين فقط في تلك اللحظة التي أكتب فيها عنهم.

بقلم: مريم جمعه فرج
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04502 seconds with 11 queries