عرض مشاركة واحدة
قديم 24/08/2006   #4
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي 2- وإذا أخذ المسؤول على عاتقه أثقال الآخرين فلأنه يحبهم:


المحبة أساس المسؤولية وحجر زاويتها. لقد اتخذنا المسيح لأنه أحبنا. فالمسؤول هو الذي يفتح قلبه على سعته لمن عُهد إليه بقيادتهم، أياً كانوا ومهما كانوا، على مثال الرسول الذي كان يكتب للكورنثيين رغم المتاعب التي سببوها له: "أنكم في قلوبنا للحياة وللموت" (2 كو7: 3). يفتح قلبه لهم جميعاً دون استثناء، دون الإنقياد لمشاعره الخاصة التي ربما جعلته يميل عاطفيًا إلى البعض ويبتعد عن البعض الآخر أو يشمئز منه. المسؤول لا يقيم وزنًا للمقاييس العاطفية sympathies et antipathies ضمن إطار مسؤوليته، تلك المقاييس العاطفية التي تجعله متحيزاً في تصرفه، مثيراً للشقاق عوضًا أن يكون رمزاً للوحدة ومحققاً لها. هذا موقف شاقّ (المحبة المسيحية أمر شاقّ بعيد كل البعد عن الأحاسيس الشعرية الرومنطيقية) يتطلب من المسؤول نكراناً للذات واهتداء حقيقياً، عميقاً، كي يرى وجه يسوع من خلال تلك الوجوه كلها دون استثناء، وسهراً حقيقياً على نفسه كي لا تشوّه الميول العاطفية رسالته بصورة لا شعورية أحياناً. محبة المسؤول، ككل محبة مسيحية، غير مشروطة. لذلك "لا تسقط أبداً" على حد تعبير الرسول. فالمسؤول يحتفظ لمن يُسأل عنهم بمحبته ولو ضعفوا، ولو سقطوا لا بل يضاعف محبته لهم إذا خيبوا آماله، لأن ليس المهم أن تتحقق آماله بل أن يحيا الذين أعطاهم الله له و"لا يهلك منهم أحد"، والمحبة وحدها تحيي. هذا الموقف يتطلب من المسؤول انسلاخاً عن مشاعره الخاصة وقبولاً للآخر على ما هو عليه كما قبلنا المسيح دون قيد أو شرط "لا لأعمال برّ عملناها بل حسب رحمته" وأحبنا مجاناً حتى الموت. بدون هذه المحبة لا يمكن أن يكون للمسؤول تأثير أو فاعلية.
فالبشر لا تنفتح قلوبهم إلا لمن يحبهم وإلا انطووا على أنفسهم وأصبحوا، وإن أطاعوا المسؤول، لا يطيعونه إلا بالأشكال والمظاهر. أما الحب عند المسؤول فهو ينتقل إلى مرؤوسيه كما تنتقل الشعلة من مشعل إلى آخر وكما يستضيء مصباح من مصباح. محبة المسؤول لمرؤوسيه تؤهل هؤلاء للإنفتاح إلى المحبة: للمحبة بكل مقاييسها وليس فقط لمحبة شخصه. فالإنسان يصبح قادراً على الانفتاح والعطاء بقدر ما يشعر نفسه محبوبًا. الطفل يصبح قادراً، إذا شبّ، على المحبة المعطاءة لأنه أخذ من حنان والدته مؤونة كافية من المحبة. يحب لأنه أُحب، والا توقف نموه ودفعه جزعه إلى الإنغلاق والجشع والإستئثار. وكلنا لا نزال إلى حد ما أطفالاً نحتاج إلى مؤونة من الحب لنتحرر من إنطوائيتنا. ولذا كانت التربية الإلهية لنا في العهد الجديد في منتهى الحكمة إذ تدربنا على الحب بإظهار حب الله لنا في يسوع المسيح: "نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً". هذا هو في النهاية دور المسؤول، أن يهب محبته لمن يُسأل عنهم، ليس فقط لتحقيق هذا التداخل القلبي بينه وبينهم الذي لا تأثير حقيقي له بدونه (فقد كان سقراط يقول عن أحد تلامذته: لا يمكنني أن أفيده بشيء لأنه لا يحبني) ولكن لكي يقودهم أيضاً وخاصة بمحبته إلى المحبة حتى إذا ثبتوا فيها ثبتوا في الله والله فيهم، حسب تعليم الرسول.

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03333 seconds with 11 queries