عرض مشاركة واحدة
قديم 02/02/2008   #1
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي مبادئ أولية في الفكر القومي


في بحثي عن تعريف محدد أو صريح للقومية وجدت أن القومية لها تعاريف مختلفة قد تختلف حسب فكر "المعرّف" و انتمائه السياسي. و قد كانت حيرتي في اختيار تعريف أحد أسباب التأخر في إعداد هذا الموضوع البسيط, لكنني في النهاية قررت عرض التعريف الذي وضعه أحد "فاعلي الخير" في موقع ويكيبيديا باللغة الاسبانية و الذي يقول:" القومية هي التيار الفكري أو الفلسفة السياسية التي تنادي بالحفاظ على: الهوية الانتمائية, الاستقلالية, الكرامة, السمو و الرفاهية لما يصطلح على تسميته بالدولة القومية أو الأمة".

الأمة هي الدولة القومية, أي أنها الدولة القائمة على أسس قومية. قد يبدو هذا التعريف غير دقيق إذ أن مصطلح الأمة يطلق كذلك على كيان ديني ما مثل القول بالأمة الإسلامية. لكن انعدام الدقة قد ينتفي إذا سلّمنا بأن الأخذ بالدين كعنصر انتمائي ليس إلا نوعا من أنواع القومية كما سنرى لاحقا.

إن الدولة القومية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار نقطتين أو فكرتين أساسيتين, الفكرة الأولى هي فكرة السيادة القومية, و هذه الفكرة تعتبر القومية كقاعدة أساسية و وحيدة لكيان الدولة. الفكرة الثانية هي فكرة الانتماء أو الهوية القومية, التي تعتبر أن كل قومية يجب أن تعمل على بناء أمتها أو دولتها القومية, و حدود هذه الدولة هي حدود الفكرة القومية (حسب الأساس القومي), أي أن حدود الدولة يجب أن تشمل العناصر القومية المحددة في فكرة الأساس القومي و تنتهي عندها.

كمدخل تاريخي بسيط لفكرة القومية فيمكننا القول بأن الفكرة كعقيدة فلسفية سياسية قد ظهرت في القرن الثامن عشر في أوربا و بعض المؤرخين يعتبر الثورة الفرنسية هي نقطة البداية للمفهوم القومي رغم أنها لم تكن ثورة قومية بحتة. لكنها فعلا أول حركة اجتماعية ألغت شخصية الملك من القاموس الانتمائي و وضعت الدولة أو الانتماء للوطن كمفهوم أساسي, و رأيي المتواضع هو أنها كانت ثورة أو حركة وطنية و ليست ثورية قومية لكن هذا الأمر لا يتعارض مع أنها كانت شرارة إنهاء الانتماء لدولة الملك و بداية التفكير في هويات انتمائية أخرى. يمكننا كذلك التفكير بدولة الإسلام الأولى (الخلافة الراشدية) لأنها أخذت كأساس قومي الانتماء للعقيدة الإسلامية. لكنها لم تضع أسس انتمائية لهذه الدولة لأنها كانت دولة نشر العقيدة الإسلامية و سرعان ما تبدّل الوضع عند مجئ الأمويين.

اعتبارا من القرن التاسع عشر أخذ الفكر القومي بالازدهار و التوسّع في جميع أرجاء العالم بشكل فعّال. فقد كانت الحرب العالمية الأولى تكريسا لسيطرة السياسة القومية و محطة هامة لانهيار و تفكك بعض كبريات الدول في دول أصغر ذات طابع قومي مثل إمبراطورية النمسا-هنغاريا و الدولة العثمانية. و ما زالت الفلسفة القومية مسيطرة على الفكر السياسي المعاصر و لو أنها أخذت أشكالا و مسميات مختلفة و "تصالحت" نوعا ما مع النشاط السياسي "ما فوق الأممي", و قد عادت إلى الواجهة الفكرية في نهاية القرن العشرين مع ظهور مصطلح العولمة الرأسمالية و انهيار الاتحاد السوفييتي و تقسيمه على أسس قومية.

لو بحثنا في كتب علم الاجتماع و السياسة لوجدنا تصنيفين أساسيين للفكر القومي. التصنيف الأول منهما يتحدث عن قومية تقسيمية و قومية وحدوية. القومية التقسيمية نجدها في الفكر الانفصالي في بعض الجماعات في الدول الأوربية المختلفة, و هي فكرة قائمة على فصل جزء من كيان دولي أكبر لاعتبار أن هذا الجزء من الكيان يحمل مقومات الأمة و يحق له حسب الأفكار الأساسية للقومية تأسيس كيانه القومي الخاص به (أمته). من محيطنا يمكننا الحديث عن الفكر التقسيمي للعراق على أسس دينية- أثنية كمثال على هذا النوع. أما القومية التوحيدية فتقوم على المبدأ العكسي تماما, تنادي أيضا "بتفكيك" عدة كيانات موجودة و توحيدها ضمن كيان يضم المقومات القومية التي كانت متفرقة بين هذه الكيانات. الفكر الوحدوي العربي و الكوري هي أمثلة جيدة على هذا النوع من الفكر القومي.

أما التقسيمات الأخرى التي وثّقها باحثو علم السياسة و الاجتماع فيمكننا اختصارها بالأشكال التالية:


·الاقتصاد القومي: وهي فكرة ليست انتمائية انما هي خطوة قومية لكن يتم الحديث عنها كشكل من أشكال القومية لأنها قد تكون أساسا قوميا متسترا بأسس أخرى. الاقتصاد القومي ظهر في بداية القرن العشرين مع اجراءات الدولة القومية للحفاظ على الموارد الاقتصادية تحت السيطرة القومية التامة (التأميم هو جزء منها). و قد عادت هذه الفكرة بقوة مع ظهور العولمة الاقتصادية. إن فكرة الاقتصاد القومي تختلف تماما عن فكرة الاقتصاد الوطني الذي يقوم على فرض الحدود و القوانين اللازمة للحفاظ على الاستقلالية الاقتصادية للدولة و لضمان العوامل الوطنية الأساسية و اللازمة لتحقيق المستوى المعيشي الملائم لمواطني الدولة, بينما يقوم الاقتصاد القومي على أساس "الاقتصاد في خدمة السياسة القومية", أي استخدام الاقتصاد كوسيلة أو كسلاح في خدمة السياسة القومية للأمة.

·القومية العرقية و التاريخية: إن الفكر القومي العرقي قائم على اعتبار أبناء العرق الواحد شركاء في قومية أو أنهم أمة ذات كيان محدد و من حقهم القيام بالدولة العرقية الصرفة. أو اعتبار أبناء منطقة ما الذين يحملون مواصفات محددة هم أحفاد حضارة أو دولة أو امبراطورية تاريخية زائلة و أن عليهم بناء هذه الدولة مجددا و العودة بعز و جلالة هذه القوة القومية. كأمثلة نجد ألمانيا النازية و ايطاليا الفاشية في فترة ما بين الحربين العالميتين و الحرب العالمية الثانية.

·القومية الدينية: و هي اعتبارالدين كطابع انتمائي قومي و العمل من أجل الدولة الدينية أو الأمة الدينية.

·أشكال أخرى: القومية الشاعرية أو الرومانسية, و هو نوع من الشعور بالانتماء القومي قد لا يكون مدعما بحجج مادية أو فكرية واضحة انما هو شعور انتمائي عاطفي ليس الا. شخصيا لا اعتبره قوميا انما وطنيا و ادعوه للسهولة "قومية نحنا غير". القومية اللغوية (من اللغو) الذي وصفه الفيلسوف السياسي مايكل بيلينغ بأنه استعمال رموز أو شعارات أو اصطلاحات قومية في حالات نقطية و بدون قصد قومي مثل الأحداث الثقافية و الرياضية أو في العلامات التجارية و الصناعية.



العوامل الأساسية في تشكّل و انتشار الفكر القومي:

لا يمكن انكار غريزة الانتماء عند الانسان كما لا يمكن انكار أن الفكر القومي هو فكر مريح انتمائيا اذ أنه يقدّم خيارا انتمائيا واضحا و محددا و يؤمن شعورا بالتعاون و التضامن بين أفراد الأمة يؤدي للشعور بالأمان و الطمأنينة.
ان الشعور القومي ينمو و يقوى عند شعور الجماعة المتوحدة فكريا بالخطر اذ أن الشعور بالاستهداف أو الخطر يقوّي الرابط القومي عند أفراد هذه الجماعة و هو وتر يضرب عليه المفكرون القوميون بشدة مستخدمين في حالات كثيرة نظريات مؤامرة مبتكرة خصيصا لتنمية هذا الشعور, و في أحيان كثيرة ينمو الفكر القومي ردا على فكر قومي آخر يسبقه لذلك يقال أن أغلب الاتجاهات القومية هي نتيجة لاتجاهات قومية أخرى.


أهم الانتقادات للفكر القومي:

من أهم الانتقادات التي يمكن وضعها للفكر القومي أنه فكر اقصائي و مقولَب حتى في الحالات التي يتم فيها استخدام فكر قومي مخفف أو واقعي.انه فكر اقصائي لأنه يفترض نمطا فكريا أو عقائديا موحدا الى حد ما لدى جميع أفراد هذه القومية, مما يؤدي الى اقصاء الأفراد الذين لا يحملون النمط المفترض ان كان بشكل كامل أم جزئي, و هذا الاقصاء غالبا يؤدي الى شعور قومي آخر كرد على الشعور القومي الأول و قد ينتهي الصدام بشكل عنيف مثل حروب البلقان و الشيشان و مشاكل الأكراد. و الفكر القومي مقولب لأنه يفترض هويات انتمائية قد لا تكون حقيقية لأفراد دولة ما.




Yass

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04407 seconds with 11 queries