اعذرني اذا لم يقتلني الفرح حين اعترفت لي بحبك .
اعذرني اذا لم يغم ّ علي ، ولم أفقد توازني حين حققت لي أحلى أحلامي . فمشكلتي يا حبيبي انني أخاف الفرح الكبير . وأشكّك في صدق وجوده . مشكلتي اني اخاف أن أظهر كل سعادتي ، وأعرضها للريح والناس كي لا تهرب مني ، وتترك الفراغ في أعماقي بعدها .
سامحني اذا تركت لديك انطباعا ً بأني لم أكن أريد حبك ، ولم أكن أتمنى اعترافك ، فقد كنت أصلي ّ كل ليلة لتقذفك الريح إلى دربي ، لترى في ّ المرأة التي تتمنى وتحب ، لتختارني من بين كل النساء .
كنت انتظر كلماتك كل يوم ، ويظلم قلبي حين ينتهي اليوم من دون ان تنطق بها ، لكنك حين اعترفت بحبك لم أجد الا السكوت ردا ً ، والخوف شعورا ً ، فأنا رغم كل العواطف التي تتفجر في أعماقي ، ما زالت لدي ردات فعل متأخرة ، وما زلت أتردد أمام المواقف . أخاف ان أظهر كل الفرح أو كل الحزن .. أخاف أن اعترف بما يدور في فكري ، فأندم بعدها على سكوتي .
انظر في عينيك فأجد خيبة الأمل كبيرة ، لكنك لو تفهمني .. لو تعرفني ، لعرفت أني أحببتك كما لم أعرف الحب من قبل ، لكني أود أن أحزن لحظة انفجار الفرح .. أود أن أشرب سعادتي نقطة نقطة كي لا يغرقني طوفانها ، وأفقد توازني .
انا أمرأة يا حبيبي تدعي التعقل والرؤية الواضحة والواقعية ، وتعرف في أعماقها أنها ضعيفة أمام الحب والعواطف ، لذلك أقف عاجزة أمام الفرح الكبير الذي يبحث عن مخرج ليتدفق من أعماقي . أخاف أن أظهر ضعفي . أخاف أن اترك لعواطفي مداها كي لا أبدو لك مراهقة أمام عطاء الحب ، وأفقد دوري الموزون وكل ادعاءاتي .
اعذرني اذا خيبت أملك بردة فعلي على عرض حبك ، فأنا ما زلت أعاني من صدمة تحقيق حلمي ، ومن خوفي ان اظهرت كل فرحي ، فالفرح الكبير مثل الحزن الكبير ، يختبئان في اعماقي حتى آخر لحظة .