[ملك الهكرز]

إن كان زياد الرحباني قد قال يوما "الله يرحم ترابك يا كارل ماركس شو كان مخك كبير"، فها أن أقول "الله يرحم ترابك يا الاتحاد السوفيتي" كمان ودون ربط بين ماركس والسوفياتية، لكن من وجوب الرحمة على الميت عندما يتسبب موته بفضيحة أننا مقلدون ولسنا إلا متلقين لأية "بعبصة" أو تغيير في العالم وأننا لا نعرف "الثورة" أو "التحرر" إن تُركنا دون مثال إلا على طريقة بن لادن أو الزرقاوي. . "يا هيك بكون النضال يا بلا".

***
يا فرحتنا، يا سعادتنا حين ينقسم العالم بين البابا وووووووووو القرضاوي مثلا، وووووووو عمرو خالد وصوته المشحوذ جيدا لنراه يلعب كرة القدم بعد الإفطار وقد "ابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله".
وقد انقسم. .

***
هناك عبقري جديد تبادر إلى ذهنه الفذ أن يجعل من خطاب بوش خطابا موجها إلى الشعوب لا الأنظمة، عبقرية لم يستطع بوش إخفاء إعجابه بها وهو يلقي كلمته وموعظته في مبنى الأمم المتحدة، حين كانت تطفو ابتسامته البلهاء بعد الانتهاء من كل مقطع من هذا القبيل.

***
الأبناء، جاء الأبناء، ومنهم من في طريقه، أبناء يدفعونك للترحم على الآباء. . تخيلوا.

***
نوبل القطري يقرع الباب وفي جعبته 3 ملايين دولار تمسح الأرض بنوبل السويدي التافه وباروده.
نوبل القطري يقرع باب كل روائي، ليكون مسحراتي عالمي لا يعرف إلا أن يهب دون أن يقبض مقابلها إلا رواية واحدة لروائي واحد في كل عام، يا للحكمة، يا للعراقة، يا للمنجز الثقافي الفذ.

***
سيف الله المسلول من الشاشة، والأمين والمأمون، وسكة الهلالي التي خرج عنها القطار وفاتها، وعبد الحليم الملاك المايسترو منذ الصغر والفذ على شيء من إيمان خالد بن الوليد وحكمة المأمون، وعدد هائل ممن يخرجون علينا كالملائكة في كل رمضان نحن الشياطين، وكلّه حنين لزمن رائع مضى ولن يعود وقد خرَّب ما خَّرب، وأكبر دليل على ذلك أننا نستعيدهم هكذا دون أن يرفّ لنا جفن من نقد، من نبش، من حقيقة، أبسط حقيقة قد تقينا سخافة موعظة الزمن الماضي الذي كان وما زال الأجمل، متوقفا عنده كل شيء.

***
تأملوا كل شيء، ألقوا بنظرة، مجرد نظرة عابرة على كل جانب من جوانب حياتنا، وتأكدوا من أن عبارة واحدة فقط لها أن تتردد بثقة وسطوع ودقة، إنها عبارة لزياد الرحباني أيضا: "أنجح أنواع الفشل".
*****