الموضوع: علي بن أبي طالب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/08/2008   #81
صبيّة و ست الصبايا MaTyA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MaTyA
MaTyA is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
2,055

افتراضي


تـــــــــابـــــع :وصيَّة الامام علي بن ابي طالب لـ ابنه الامام الحسن عليهما السلام
.
.
.

يا بنيّ ، العافية عشرة أجزاء ، تسعةٌ منها في الصّمت إلا بذكر الله تعالى ، وواحدٌ في ترك مجالسة السفهاء ، ومن تزيّن بمعاصي الله في المجالس اورثه الله ذلاًّ ، من طلب العلم عـَـلـِـم .

يا بنيّ ، رأس العلم الرّفق ، وآفته الخـُـرْقُ ، ومن كنوز الإيمان الصّبر على المصائب ، والعفاف زينة الفقر ، والشّكر زينة الغنى .

يا بنيّ ، كثرة الزّيارة تورث الملالة وَ الطُّمأنينة قبل الخبر ضدُّ الحزم وَ إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله .

يا بنيّ ، كم من نظرة جلبت حسرة ، وكم من كلمة سلبت نعمة ، لا شرف أعلى من شرف الإسلام ، ولا كرم أعزّ من التّقوى ، ولا معقِل أعزّ من الورع ، ولا شفيع أنجح من التّوبة ، ولا لباس أجمل من العافية ، ولا مال أذهب للفاقة من الرّضى ، ومن اقتصد على بـُـلغة الكفاف فقد تعجّل الراحة ، وتبوّأ أحسن الدّعَةِ ، والحسن مفتاح التّعب ومطيّة النّصب ، وداعٍ إلى التّقحّم في الذنوب ، والشّره داع إلى مساوئ العيوب ، وكفاك أدبًا لنفسك ما كرهته لغيرك ، لأخيك المؤمن عليه مثل الذي لك عليه ، ومن تعرّض في أمور من غير نظر العواقب فقد تعرّض لفادحات النّوائب ، التدبير قبل العمل يؤمنك الندم ، ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ ، الصبر جُنة من الفاقة ، والبخل جلباب المسكنة ، و الحرص علامة الفقر ، و وصول مـُـعدمٌ خيرٌ من جافٍّ مكثر ، ولكل شي قوت ، وابن آدم قوت الموت .

يا بنيّ ، لا تـُـؤِيسْ مذنبًا ، فكم من عاكفٍ على ذنبه خـُتم له بالخير ، وكم من مـُـقبلٍ على عمله مـُـفسدٌ له في آخر عمره ، ومن تحرّى القصد خفّت عليه الامور ، في خلاف النّفس رشدها ، السّاعات تنقص الاعمار ، و ربُّك للباغين من أحكم الحاكمين ، وعالِمٌ بضمائر المضمرين ، بئس الزّاد إلى المعاد ، العدوان على العباد ، في كلِّ جرعة شرق ، وفي كلِّ لقمة غصص ، لا تـُـنال نعمةٌ إلا بفراق اُخرى ، ما أقرب الرّاحة من التّعب ، والبؤس من النعيم ، والموت من الحياة ، فـ طوبى (هنيئًا ) لمن أخلص لله علمه وعمله ، وحبه وبغضه ، وكلامه وصمته ، وبَخٍ لعالم علِمَ فكفّ ، وعمل فجدّ ، وخاف البيان فأعدّ واستعدّ ، إن سـُـئـِـلَ أفصح ، وإن تـُـركَ صمتَ ، كلامه صوابٌ ، وسكوته غير عيٍّ عن الجواب ،والويل كل الويل لم بُلي بحرمان ، وخذلان وعصيان ، واستحسن لنفسه ما يكرهه الناس له ، ويزري على الناس بمثل ما يأتي ، من لانت كلمته ووجبت محبّته ، من لم يكن له سخاءٌ ولا حياءٌ ؛ فالموت أولى به من الحياة ، و لا تتمُّ مروءة الرّجل حتى لا يبالي أيَّ ثوبيه لبس ، ولا أيَّ طعام أكل .




دائمًا في امل .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05892 seconds with 11 queries