عرض مشاركة واحدة
قديم 20/08/2008   #59
شب و شيخ الشباب رجل من ورق
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ رجل من ورق
رجل من ورق is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
ببحر بعيد
مشاركات:
1,989

إرسال خطاب MSN إلى رجل من ورق
افتراضي


بناء ملف



بناء ملف
خبر من هنا. معلومة من هناك. عنوان في صحيفة. دراسة في مجلة. ندوة في مركز أبحاث. تحقيق على قناة تلفزيونية. يكفي المرء أن يفتح عينيه بعض الشيء حتى ينتبه إلى أن الولايات المتحدة ماضية في بناء ملف خاص ب»حزب الله«. ليس الحديث، هنا، عن المواقف الأميركية المعروفة من الحزب ولا عن القوانين التي تعامله كعدو على قاعدة أنه »تنظيم إرهابي ذو بُعد عالمي«. نحن أمام شيء آخر. أمام استعداد تدريجي لصدور »أمر عمليات«.
إن إعلام الحزب موضع رصد. لا لجهة ما يبث بل لجهة الهيئات والشركات والمصارف التي تتعامل معه. ما كُتب في هذا المجال »دسم« وهو سيتعرّض إلى توسيع. المكاتب التي أعلن عنها في واشنطن والموكل إليها تنظيم الحرب النفسية، وتعميم المعطيات بغض النظر عن دقتها »شغالة«. والواضح، هذه الأيام، أنها تركز على »الصلات المتعاظمة« بين الحزب وتنظيم »القاعدة« باعتبار ذلك يحدث نقلة في التعاطي الأميركي معه. ويتم، في هذا الإطار، التركيز على وجود عناصر قيادية من جماعة ابن لادن في إيران من أجل تمرير الفكرة القائلة بأن »فريق الدرجة الأولى في الإرهاب العالمي« (على حد وصف ريتشارد أرميتاج للحزب) آخذ في وراثة »القاعدة«، ولملمة شتاتها، وتسخيرها للعمل في خدمته.
ويحتل مقال جيسيكا سترن في »فورين أفيرز« مكاناً مميّزاً في هذا الجهد الأميركي لناحية المطبوعة التي نشرته، ووزنها، ولناحية أن صحيفة مثل »نيويورك تايمز« اعتبرت من واجبها المشاركة في نشره.
يكاد المقال يصف امتداداً أخطبوطياً للحزب بشكل يتماهى وجوده مع »الانتشار اللبناني« ويتجاوزه. وحيث لا يتم التصريح يجري الاكتفاء بالإيحاء على أساس أن كل امتداد ل»القاعدة« هو، عملياً، بيئة لعمل جنود السيد حسن نصر الله.
»إن المفاجئ تقول سترن والمقلق هو تنامي الدليل على أن التنظيم السنّي، »القاعدة«، بات يتعاون مع التنظيم الشيعي، »حزب الله«، المعتبر الأكثر تعقيداً بين المنظمات الإرهابية في العالم«. وتستعيد الكاتبة تحذير جورج تينيت، مدير الاستخبارات المركزية، من أن الحزب »صعّد مراقبته لأهداف أميركية« في شتى أرجاء المعمورة.
تزعم الكاتبة أن العلاقة بين التنظيمين تطوّرت بعد إبعاد »القاعدة« من أفغانستان وأن »اجتماعات عُقدت أخيراً بين الطرفين في لبنان وباراغواي وبلد أفريقي«. وتستعيد »معلومة« قيام عماد مغنية بالتنسيق مع »حماس« و»الجهاد« تاركة لوسيلة إعلام أخرى أن تتولى دور الرجل في العلاقة المباشرة مع »القاعدة« في إيران.
»الجنة الإرهابية«، حسب سترن، أو »ليبيا الجديدة«، كما تسميها، هي منطقة المثلث بين الباراغواي والبرازيل والأرجنتين. فهناك يلتقي للتنسيق، والتدريب، والتحضير لشن عمليات ماركسيون كولومبيون، و»حماس«، و»حزب الله«، وفاشيون من أقصى اليمين الأميركي. والإشارة إلى الأخيرين ذات دلالات لأنها توحي بأن الحزب أوجد سنداً داخلياً لنفسه فوق الأرض الأميركية وأصبح بالتالي خطراً داخلياً لا يتورّع عن ازدراء الحواجز الإيديولوجية كلها في حربه المقدسة على الولايات المتحدة.
وإذا كان اللبنانيون لم يسمعوا بجزيرة مارغاريتا فإن المقال يعلمهم أنها جزيرة وضعها الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في تصرف هذه »الأممية الإرهابية« إضافة إلى فتحه بلاده أمام الأنشطة التخريبية.
لا يقل حضور الحزب في إسرائيل نفسها وفي إيران وأميركا الجنوبية والولايات المتحدة نفسها، لا يقل حضوره عن حضوره في آسيا. فهو على صلة بحركات الجهاد الباكستانية والبنغالية والأوزبكية والهندية والفيليبينية حيث توصل معها إلى توحيد التدريب، ودمج العمليات، واستخدام تسهيلات مشتركة.
ويبدو أن للحزب »قاعدة تجنيد« في العراق طالما أن صحافياً حميد مير كاتب سيرة ابن لادن أسرّ إلى جيسيكا أنه التقى عناصر من الحزب هناك فأخذوه إلى المركز العسكري!
ليست الحال في أفريقيا مختلفة. فالصاروخان اللذان
أطلقتهما »القاعدة« على طائرة إسرائيلية في تشرين الثاني 2002 صاروخان أدخلهما »حزب الله« شخصياً من الصومال إلى كينيا.
وتأتي الخاتمة كما هو متوقع: للحزب دور في تجنيد علماء ذوي خبرة بالأسلحة البيولوجية و... النووية.
هذا نموذج عمّا يُكتَب في إعلام أميركي رصين. عند الانتقال إلى غيره يصبح مستحيلاً وضع حد لخيالات جامحة. والمشكلة في الموضوع أن الجناح النافذ في الإدارة الأميركية طوّر »عقيدة بوش«، الكارثية أصلاً، ليعطي نفسه الحق في الضرب حتى بناء على »معلومات غامضة«... أو لمجرد »اعتبارات بيروقراطية« ناجمة عن توفر إجماع، ولو معدوم الأساس، في واشنطن.
العمل الأميركي على »بناء ملف« ل»حزب الله« سيتكثف. وتقضي الأمانة القول إنه يحقق نجاحات إعلامية وحتى سياسية. ومن الواجب إدراك ذلك وأخذه في الحساب خاصة إذا بدا بوش متجهاً نحو ولاية جديدة. غير أن هناك إدراكاً وإدراكاً. فالبعض، مثلاً، يعتبر أن خير وسيلة لتجنّب الغضب الأميركي هو إزالة أسباب هذا الغضب وهكذا يصبح اختفاء المقاومة ضربة ناجحة موجهة إلى مَن يعلن رغبته في اختفائها!.

14/8/2003

قم واضرب المستحيل بقبضتك اليسرى
انت تستطيع ذلك
http://themanofpapers.wordpress.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05555 seconds with 11 queries