بدايةً أودّ القول أنني احترتُ كثيراً قبل البدء في هذا الموضوع واحترتُ أيضاً أين هو المكان المناسب لوضعه فتعتبر هذه المشاركة هي الأولى لي في أخوية فقد انتسبت إلى أخوية منذ مدّة وقمت بقراءة جزء ليس بيسير من المواضيع كي تتكوّن لديّ فكرةٌ شاملة عن الأعضاء وعن طبيعة المواضيع التي تنشر وأعبّر للأخوة الأعضاء عن إعجابي بمواضيعهم وما تحمله من فائدةٍ في كافة المجالات السياسية والثقافية والعلمية وو...... على كل حال ليس هنا مكان المديح وإظهار الإعجاب.
ثاني أمر أود أن أقوله هو أنني بدأت بكتابة هذا الموضوع في إحدى المنتديات ولم يلقَ قبولاً على ما أعتقد لأنني لم أرَ تفاعلاً مع الموضوع وأعتقد أن عدداً قليلاً جداً من أعضاء ذاك المنتدى _لن أذكر اسمه_ وممن يدعون الثقافة وخب الإطلاع قاموا بقراءة الموضوع لذلك رأيت أن أبدأ معكم مجدداً وكلي أملٌ أن ينال الموضوع إعجابكم ..
هذا الموضوع يتضمّن كتاب جميل وشيّق وهو كتاب يحتوي على أعداد من جريدة الكلب لصدقي اسماعيل(وهي أعداد نادرة أعتقد أنها غير متوفرة على شبكة الانترنت وانما تتوفر منها مقتطفات لا أكثر) سأتحدّث عن هذه الجريدة بعدأن أورد لمحة موجزة عن الكاتب صدقي اسماعيل
* ولد صدقي اسماعيل عام 1924 في حي العفان في مدينة أنطاكية مركز لواء الاسكندرون
* أتم دراسته الابتدائيةفي مدرسة العفان وانتقل عام 1936 الى ثانوية أنطاكية الوحيدة التي تقع في أقصى شمال المدينة وكان على الطالب العربي أن يجتاز حي الأقلية التركية للوصول إليها
* أسهم مع رفاقه الطلاب في الحركة الوطنية اللاهبة التي كان يقودها المناضل العربي الاستاذ زكي الارسوزي ضد مؤامرة اغتصاب لواء اسكندرونة وإلحاقه بتركيا
* أصيب عام 1936 برصاص الأتراك أثناء مظاهرة طلابية ضد الاحتلال وأجريت له عملية جراحية خطيرة
* بعد دخول الجيش التركي اللواء عام 1937 اضطر مع عدد كبير من الطلاب العرب الى الانتقال إلى المحافظات السورية الأخرى لمتابعة دراسته بعد أن بدأت حملة تتريك التعليم
* أكمل دراسته الثانوية مع عدد من رفاقه اللوائيين في ثانويات حماه ودمشق وحلب بعد أن تسلل عبر الحدود الى سوريا مع أخيه أدهم اسماعيل من خلال الرصاص التركي الذي كان يطارد الوطنيين العرب
* حصل على شهادة الدراسة الثانوية ( فرع الفلسفة ) عام 1943 ثم على أهلية التعليم من دار المعلمين وعمل مدرساً في مدارس دمشق الابتدائية حتى عام 1948
* انتسب إلى كلية الآداب - قسم الفلسفة - في جامعة دمشق وتخرج عام 1952 بعد أن حصل على شهادة الاجازة ( الليسانس ) بتفوق وكذلك على دبلوم قي التربية وعمل مدراً للفلسفة في ثانويات دمشق وحلب ودور المعلمين
* كان من أوائل الذين عملوا في حركة ( البعث العربي ) التي تحولت الى حزب البعث العربي الاشتراكي واسهم منذ عام 1946 في تحرير جريدة البعث التي أنشئت في ذلك العام
* كان من أعضاء المؤتمر التأسيسي للحزب ( نيسان 1947 ) أسهم بصورة منتظمة في تحرير جريدة البعث الاسبوعية حتى عام 1958 ثم انتقل إلى الكتابة في جريدة الجماهير اليومية
* نشر دراسته القيمة ( العرب وتجربة المأساة ) عام 1962 ثم نشر روايته المعروفة ( العصاة ) عام 1963 وفي نهاية الستينات كتب عدداً من المسرحيات وفي عام 1970 نشر مجموعته القصصية ( الله والفقر )
* تزوج عام 1957 من السيدة عواطف الحفار له ولدان : ابنته ألمى وابنه أياد
* توفي صباح السادس والعشرين من أيلول عام 1972 وهو في أوج عطائه القومي ونتاجه الادبي والفكري
* صدرت مؤلفاته الكاملة في ستة مجلدات ضخمة في دمشق مابين 1977_ 1983
أما ما نحن في صدده الآن أصدقائي فهو مايلي :
جريدةٌ كان يصدرها صدقي اسماعيل ويكتبها بخط يده نسخة وحيدة في أوائل الخمسينات واسمها جريدة الكلب
وصلتني هذه الجريدة في حلة قشيبة مجموعة في كتاب يضم 600 صفحة تقريباً
وقد طبع لأول مرة عام 1983 في مطابع الادارة السياسية (واعتقد انها الطبعة الوحيدة ) بعد ان قام اصدقاء المؤلف بجمع اعداد الجريدة التي فقد معظمها وضاع
لن أطيل الكلام أصدقائي ففي بداية هذا الكتاب صفحتان بقلم الشاعر سليمان العيسى يتحدث فيهما عن الكلب بشكل واف وسأحاول نقل هذا الكتاب القيم كما هو فتابعوني
الكلب
جريدةٌ نكتبها بالشعر
تصدر في الاسبوع أو في الشهر
تعالج الأمور باتزان
وتخدم الجميع بالمجان
نخطها في البيت أو في المقهى(1)
في نسخة وحيدة فاقرأها
واحرص على أعدادها المخطوطة
فالشام لاتسوى(2) بدون الغوطة
_______________________
(1) من مقاهي دمشق التي كانت الكلب تحرّر فيها : مقهى الهافانا ، مقهى الروضة ، مقهى الكمال ، مقهى الجسر الأبيض ، إلى آخر قاهي الشام الشعبية
(2) لاتسوى : لاتساوي شيئاً .التساهل من مبادىء الكلب