يلخص لينين هذا الموقف الماركسي من الدين بقوله : ( إن الدين مظهر من مظاهر الظلم الروحي الذي تنوء تحته في كل مكان وزمان الطبقات الشعبية الرازحة تحت وطئة العمل الدائم لصالح الغير وتحت عبء الشقاء والعزلة . إن الايمان بحياة أخرى ينشأ بشكل محتوم عن عجز الطبقات المستغلة المجاهدة ضد مستغليها كما ينشأ الايمان بالالهة والشياطين والمعجزات .... الخ ... من عجز الانسان البدائي في صراعه ضد الطبيعة . إن الدين يخدر الذي يتعب كل حياته في الشقاء بأمل مكافئة سماوية فيعلمه الصبر والرضوخ . اما اللذين يعيشون من تعب الغير فانه يعلمهم أن يمارسوا الاحسان في هذه الدنيا , مقدماً لهم تبريراً رخيصاً لكل حياتهم كمستغلين , بائعاً اياهم بأبخس الاثمان بطاقات اشتراك في السعادة السماوية . الدين أفيون الشعب . إنه نوع مبتذل من الفودكا الروحية يغرق بها عبيد الرأسمال كيانهم البشري ومطالبتهم بحياة لائقة نوعاً ما بالانسان ) وأيضاً : ( الله , في التاريخ , وفي الحياة , هو قبل كل شيئ مجموعة أفكار ... تخدر حزب الطبقات )
ولكي يدعم ماركس مفهومه للدين على أنه صورة لواقع اجتماعي على حد قوله : ( العالم الديني هو انعكاس للعالم الواقعي ) وأظهر العلاقة القائمة بين الدين وحضارة البشر الذين يعتنقون هذا الدين , حيث أن الدين يتأثر بالوضع الاجتماعي والاقتصادي . فالدين يتخذ أشكالاً مختلفة , إذا كان الانسان صياداً مزارعاً أو راعياً , وكذلك تختلف المعتقدات تبعاً لاتساع الجماعة البشرية من القبيلة إلى الامة إلى الامبراطورية , وتفسير ماركس لهذا الواقع هو أن الدين وليد الظروف الاجتماعية التي مردهابدورها إلى الظروف الاقتصادية .
إن انجلز توسع في محاولة تطبيق المادية الماركسية على تاريخ الاديان , وحاول أن يبين أن الاعتقاد باله واحد في المسيحية الذي خلف الاعتقاد بتعدد الالهة كان نتيجة توحد الامم المتختلفه في الامبراطورية الرومانية , وأن الكثلكة كانت تعبيراً عن المجتمع الاقطاعي والبروتستانتية عن بروز البرجوازية .... الخ .
وإذا كانالدين في مفهوم ماركس انعكاساً وهمياً لواقع اقتصادي اجتماعي جائر , يكون زواله إذاً رهناً بزوال هذا الواقع . إذا بطل الوضع الجائر فلا حاجة للوهم الديني للخلاص منه . يقول ماركس : ( ( إن تحطيم الدين بصفته سعادة وهمية للشعب انما هو من مقتضيات سعادته الحقيقية . إن المطالبة بتخليه عن اوهامه حول وضعه يعني المطالبه بالتخلي عن وضع يحتاج إلى الوهم . إن نقد الدين هو إذاً مقدمة لنقد وادي الدموع الذي يشكل الدين هالته )) وأيضاً : ( إن الدين فارغ بحد ذاته . انه من الارض يعيش لا من السماء . فاذا انحل الواقع الغاشم الذي يشكل الدين نظريته , سينهار الدين من ذاته ) وأيضاً : ( اننا لا نزعم أن على المواطنين ان يلغو عبوديتهم الدينية ليتحرروا من عبوديتهم العالمية . لكننا نؤكد انهم يلغون عبوديتهم الدينية فور الغائهم عبوديتهم العالمية )
(( إن الجوهر الذي يعبده الانسان ويؤلهه كجوهر غريب هو بالحقيقة جوهره الخاص ))
سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
|