عرض مشاركة واحدة
قديم 23/10/2008   #2
شب و شيخ الشباب فسحة أمل
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ فسحة أمل
فسحة أمل is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
فسحة أمل
مشاركات:
1,372

افتراضي


الجمهورية الفرنسية الأولى والتحديات الخارجية والداخلية :

أثبتت الجمهورية الفرنسية كفاية وقوة في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية . ففيما يتعلق بمواجهة الخطر الخارجي , تم اولاً اسناد القيادة العسكرية الفرنسية إلى أحد الضباط المهندسين كارنو , الذي عرف بحنكته وقدرته في تنظيم الجيش , ورسم الخطط الحربية , وفي 3 شباط 1793م اصدر المؤتمر الوطني مرسوماً بتجنيد نصف مليون جندي اجبارياً , وفي آب من العام نفسه أصدر مشروع قانون يقضي بتجنيد كل فرنسي بين الثامنة عشر والخامسة والعشرين من العمر , ومع نهاية عام 1793 أصبح تحت قيادة كارنو 770,000 جندي تحت السلاح , وكان معظمهم من المتحمسين لقضية الثورة , بينما كانت جيوش الدولالأوروبية المعادية لفرنسا صغيرة نسبياً . وفي خلال عدة أسابيع وبعد سلسلة من الحملات العسكرية الناجحة استطاعت القوات الفرنسية اكتساح بلجيكا من جديد , وشملت انتصاراتها غزو الراين , وساخوي , ونيس , وبذلك تكون فرنسا قد استطاعت التغلب على اعدائها في الخارج .
فقد عقدت اسبانيا معاهدة تحالف مع الجمهورية الفرنسية , كما عقدت بروسيا معاهدة بازل مع فرنسا عام 1795 أطلقت بموجبها يد فرنسا في الضفة الغربية من نهر الراين , كما تم خلع وليم الخامس حاكم هولندة العام , وتحولت هولندا إلى جمهورية باتافيا وتحالفت مع فرنسا كما سيطرت فرنسا على الأراضي المنخفضة النمساوية , وبقيت بريطانية والنمسا وسردينيا وحدها حاملة السلاح ضد الجمهورية الفرنسية .
وهكذا استطاع رجال مثل كارنو في وزارة الحربية , وجان بون سان اندريه في وزارة البحرية الذين اعتمدوا العمل العاجل القاطع لا الثرثرة التي لا تنتهي احراز تقدم فرنسا على الصعيد الخارجي .
أما في الداخل : فان اليعاقبة ( اليساريين ) حاولو مواجهة التحديات الداخلية عن طريق حملة من الارهاب المنظم مستخدمين القوة للقضاء على الفتن الداخلية وقبل نهاية سنة 1793م تم القضاء على الفتن الداخلية في اقليم لافاندييه ومدن مرسيليا , وطولون , وليون التي دفعت ثمناً باهظاً لوقوفها ضد حكومة اليعاقبة .
وقد تألفت في نيسان من عام 1793 حكومة اليعاقبة المؤلفة من وزراء قليلي العدد , وعرفت بلجنة الأمن العام لإدارة السياسة العامة وممارسة السلطة التنفيذية العليا في فرنسا . وتألفت من تسعة أشخاص ومن ثم أصبح أعضاؤها فيما بعد اثني عشر شخصاً , وقد ضمت هذه اللجنة بعض كبار زعماء اليعاقبة مثل روبسبير ودانتون وكارنو وغيرهم .
وشكل المؤتمر الوطني أيضاً هيئات أخرى هي ( لجنة الضمان العام ) للاشراف على أعمال البوليس وحفظ الأمن , و ( محكمة الثورة ) وقد منحت المحكمة الثورية سلطة محاكمة وادانة أي شخص يشتبه بعدم ولائه للجمهورية الفرنسية .
وسرعان ماتحولت هذه الاجهزة إلى ادوات إرهاب بيد اليعاقبة , وقد قدر عدد اللذين أعدموا في باريس وحدها بالمقصلة نحو 5000 شخص من بينهم الملكة السابقة ماري أنطوانيت وقادة الجيرونديين .
إن استمرار الارهاب أدى إلى انقسام اليعاقبة على أنفسهم , وتشديد قبضة روبسبير على الحكم , حيث بدأ بتصفية زعماء اليعاقبة أنفسهم فارسل هيبر وشومت إلى المقصلة بتهمة الاباحية والالحاد , كذلك فعل بدانتون وديمولان, وقد حكم روبسبير بعد ذلك فرنسا حكماً دكتاتورياً , إلا انه ما لبث أن واجه مصير ضحاياه نفسه , فقد ازداد الاستياء نم استمراره في سياسة الارهاب التي لم يعد من مبرر لها بعد زوال الاخطار الداخليه التي تهدد الجمهورية .

سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02944 seconds with 11 queries