عرض مشاركة واحدة
قديم 28/07/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا whiterose
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ whiterose
whiterose is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
4,570

افتراضي التبرع بالأعضاء" خطوات خجولة "... ومهمة تأمينها على عاتق المريض


7 آلاف مريض ينتظرون القرنيات في مشفى العيون بدمشق
مديرة مشفى الكلية: لم نزرع إلى الآن كليه منقولة من ميت دماغياً
لم يملك والد رامي الوقت الطويل لاتخاذ القرار، فبعد ساعتين من وفاه ابنه حسم أمره، وبدأ فريق الأطباء في مشفى الخوري بلبنان بتحضير غرفة العمليات لقطف قرنيتي ولده ابن الـ17 عام.


رامي كنيهر هو شاب من أصل سوري وعاش بلبنان، "تعرض لجلطة أدت لوفاته العام الفائت، وفي المشفى كان بالانتظار شابين بحاجة إلى من يعيد البصر إليهما" بحسب ما روى عمه يوسف.
وتابع العم"كان قرار أخي سريعاً ومفاجئاً، فقد اتخذه دون أن يستشير أحد، وبالفعل أجريت العمليات ونجحت".

العلاقة ما زالت مستمرة إلى الآن بين العائلات وعن طبيعتها قال العم "استطاع رامي أن يلم شمل الجميع فوالداه ما زالا يشعران بوجوده بينهم، والشابان يكنان الاحترام لأخي الذي ربما استطاع من خلال ما قام به أن يؤكد أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي، ومن يريد أن يقوم بعمل الخير عليه ألا يميز".

بنك العيون بانتظار الانطلاق
دخلت سورية عالم زراعة الأعضاء في العام 2004 و ذلك من خلال افتتاح بنك العيون بتجمع ابن النفيس بدمشق, الذي لم يفعل حتى اليوم.

وعن المعوقات التي ما زالت تعرقل انطلاقته, قال مدير البنك أحمد خبيفاوي لسيريانيوز "لم يتم وضع نظام داخلي للبنك ولائحة تنفيذية، بغية تنظيم عملية زرع القرنيات، إضافة لتوقف استيراد القرنيات منذ وقت طويل وقلة المتبرعين، ويتراوح سعر القرنية عند استيرادها بين 1000 – 1500 دولار من بنك إلى بنك آخر".

من جهتها, قالت مديرة مشفى العيون د.مي أباظة "كانت القرنيات تستورد من بنوك خارجية، مرفقة بشاهدتها، ولكنها توقفت بعد عام 2005، لذا تم الاعتماد على قيام الشخص بشراء قرنية من الخارج على حسابه ثم نقوم بزراعتها".
وأوضحت أباظة أنه يتم الآن استخدام الغشاء الأمنيوسي بوضعه على العين في الحالات الإسعافية كالالتهابات والتقرحات والحروق، مبينة أن "زراعة القرنية من العمليات السهلة حيث أنها لا تحتاج لتطابق أنسجة, ومن الممكن مرور 24 ساعة على الوفاة ثم أخذ القرنية وهي ما زالت حية".

ويبلغ عدد المنتظرين لحين وصول قرنياتهم في مشفى العيون حوالي 7 آلاف شخص ، بحسب بيانات المشفى.
وفيما يتعلق بزرع القرنية, أشارت أباظة إلى أن "ذلك يعتمد على شراء المريض لها أو تأمينها من أي مصدر آخر غير قانوني، عندها يقوم الأطباء بزراعتها"، لافتا إلى أن "ذلك يجعل بعض الأشخاص يقعون كضحايا بالحصول على قرنيات غير مرفقة بشهادة".

زراعة الكلية من حي لحي فقط
بعد صدور القرار الذي حصر زرع الكلية بالقطاع العام دون الخاص, أوضحت مديرة مشفى الكلية رانيا ديراني لسيريانيوز إن "ذلك كان قراراً إيجابياً فقد أظهرت الإحصاءات أنه بعام 2008 ومع تناقص إجمالي الزرع بنسبة 26% ،ارتفع بالمقابل في القطاع العام بنسبة 55% ".

وبينت الإحصاءات أن "عمليات زرع الكلية خارج القطر وصلت إلى 5 مرضى في عام 2008، و8 مرضى بعام 2007، هذا ما اعتبرته ديراني مؤشراً إيجابياً فعدد المرضى الذي قرروا العلاج خارج القطر محدود".

وأشارت ديراني إلى أن "عام 2007 كان أفضل الأعوام من حيث النشاط في مجال الزرع فأجريت 350 عملية زرع, وبالتالي نسبة الزرع 17 مريض لكل مليون نسمة فكانت أعلى نسبة زرع في المنطقة العربية".
وأوضحت ديراني أن "جميع العمليات التي أجريت كانت تتم بين حي وحي, ولم يجرى إلى الآن عملية نقل كلية من ميت دماغياً إلى حي رغم صدور القرار التنظيمي رقم 12/ ت الذي يحتوي التعليمات الناظمة لزراعة الكلى".
وبينت ديراني أن "هناك استمارات لمن يرغب بالتبرع بكليته بعد الوفاة لكنه لا يستطيع ملأها بسبب عدم وجود مركز لزراعة الأعضاء في سورية ينظم هذه الأمور كبنك العيون".
وقالت ديراني" نحن فقط نريد أن ندخل مرحلة التنفيذ لكي نستطيع القول أننا انطلقنا فهذا يستدعي بالدرجة الأولى خلق الوعي لدى المواطنين بأهمية هذا العمل ومن ثم إيجاد تعاون مع إدارة المرور للتبليغ عن وقوع حوادث و واستنفار طاقم طبي للمحافظة على العلامات الحيوية لدى المتوفى دماغياً في شعب العنايات المشددة".
وأوضحت ديراني أن "ذلك يحتاج لقاعدة بيانات وطنية لإنشاء المركز السوري الوطني لزراعة الأعضاء".

زراعة الأعضاء الأخرى ما زالت تنتظر النور
مازالت عملية زراعة الأعضاء البشرية الأخرى كالقلب والكبد وغيرها نادرة في سورية, حيث جرت منذ أكثر من 10 سنوات عملية في مشفى تشرين العسكري لزراعة قلب على أن يتكرر مثل هذا النوع من العمليات.

وقال الأخصائي بزراعة الكبد في كندا د.عبد الحميد سنان لسيريانيوز إن "زراعة الكبد تتم أما بأخذ الكبد من ميت دماغيا, أو من شخص حي إلى آخر, وذلك بقسم جزء من الكبد الذي يقوم بترميم نفسه فيما بعد، وهذه العملية تجرى الآن في كندا".
ولفت سنان إلى أن "تأسيس مركز لزراعة الكبد يتطلب تأهيل كوادر (فريق قبل الجراحة وأثناء وبعد الجراحة)", لافتا إلى أن "ذلك لا يحتاج إلى إمكانات مادية ضخمة، فكل ما نحتاجه وجود تعاون حقيقي من قبل الدولة مع القطاع الخاص، إضافة لنشر التوعية بأهمية التبرع بالأعضاء".
وكانت دراسة أجراها أحد الأطباء بجامعة دمشق بينت أن كل مليون مواطن سوري يحتاجون 30 كبد سنوياً.

ودعا سنان إلى "إقامة مركز لزراعة الكبد في سورية", وذلك بالاستناد إلى الدراسة التي أجرتها جامعة دمشق".

مخاوف دينية دون مبرر
لا يزال موضوع التبرع بالأعضاء يثير تخوف الكثير من المواطنين السوريين من الناحية الدينية, الأمر الذي يؤثر سلبا على إقدام العديد على التوصية بالتبرع بأعضائهم بعد وفاتهم.
وقال رئيس مركز الدراسات الإسلامية محمد حبش لسيريانيوز إن "التبرع بالأعضاء عمل نبيل, وهو تطبيق عملي لثقافة الإيثار الموجودة في الإسلام، مستشهدًا بقوله تعالى "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".
وأشار إلى أنه "لم يرد في القرآن الكريم أو السنة الشريفة نصوص حول هذا الموضوع نظراً لحداثته"، لافتاً إلى أن "التبرع بالأعضاء إن لم يفته تمام المنفعة جائز، أي لا يصح التبرع بالأعضاء إذا كان يعود بالضرر على الشخص المتبرع ويؤذيه".

أما التبرع في حال الموت السريري, قال رئيس مركز الدراسات الإسلامية إننا "نميل لجواز ذلك, إذا أوصى الإنسان بذلك, لأن للإنسان ولاية على ذاته, وبمقتضى ذلك يجب أن تفتح الهيئات المختصة سجلات تبرع للراغبين, وبذلك تكون هذه الوثائق محفوظة لدى الجهات الوصائية بحيث يتم الاستفادة من الأعضاء في حال الموت السريري".
وعن إمكانية المرء التبرع بما لا يملكه, لفت حبش إلى أن "التبرع يتم بين مخلوق من الله ومخلوق آخر من الله, ولا يتم بين مخلوق من الله ومخلوق من غيره, فلا وجه للقول أن التبرع اعتداء", مستشهدا بالآية الكريمة "ألا له الخلق, والأمر تبارك الله رب العالمين".

وأشار استبيان وزعته سيريانيوز على 100 طالب جامعي أن 31% ممن يرفضون التبرع بالأعضاء والذين بلغت نسبتهم الكلية 52%عزوا ذلك لأسباب دينية دون أن يكون لديهم أي اطلاع على الفتاوى الدينية المتعلقة بالموضوع.

بدوره, أوضح الأب إبراهيم السحوم لسيريانيوز إن "التبرع عمل إنساني ونبيل, والكنيسة تؤيده ولكن بشرط عدم الإساءة الجسدية والنفسية في نقل الأعضاء للآخرين".
وأضاف السحوم أنه "يمكن نقل الأعضاء وفقا للشريعة الأخلاقية إذا كانت الأخطار والمجازفات الطبيعية والنفسية الحاصلة للمعطي تتناسب والخير المطلوب للمستفيد، وإعطاء الأعضاء بعد الموت عمل نبيل وجدير بالثواب، ويجب تشجعيه على أنه علامة تضامن سخي".
وأشار الأب السحوم إلى انه "من غير المقبول نقل الأعضاء إذا لم يرض به المعطي، أو من يتولى أمره من أقربائه, حيث لا يمكن القبول من الناحية الأخلاقية بالتسبب المباشر للتشويه المولد للعجز أو بالموت للكائن البشري، حتى في سبيل إحياء أشخاص آخرين".

تقصير إعلامي بالتوعية
من جانبه قال مدير بنك العيون بدمشق أحمد خليفاوي إن "هناك تغييب إعلامي واضح للدور الذي تقوم به الجهات المشرفة على تنظيم التبرع ولا تسهم وسائل الإعلام في نشر ثقافته وهذا ما يجعل عملناً محدوداً".

وأوضح خليفاوي أن "بنك العيون بمجمع ابن النفيس يستقبل جميع من يرغب بالتبرع بعد وفاته بالقرنية أو العين كاملة، وذلك وفق استمارة يملؤها المتبرع ببياناته الشخصية مع وجود شاهدين من ذويه ليقوما بالاتصال في حال وفاة المتبرع، وقد أجريت على الاستمارة بعض التعديلات الشكلية", لافتا إلى أن "الذين قاموا بملء الاستمارات معدودين على أصابع اليد".

وكان 46 % ممن شملهم الاستبيان الذي قمنا به على عينة تضم 100 شخص قد كشفوا عن رغبتهم في زيارة مراكز للتبرع بالأعضاء، إلا أن 80% منهم لا يعرفون تلك الجهات, وهذا ما يعكس النقص الإعلامي الملحوظ من ناحية التوعية.

طبيب نفسي: التبرع دليل على سلامة الصحة النفسية
قال الطبيب النفسي محمد دندل إن "التركيبة النفسية للمجتمع, وغياب ثقافة التبرع، والتقصير في مناهج التعليم من الأسباب التي تعوق دخول سورية في عالم زراعة الأعضاء".
وأوضح دندل أن "التركيبة النفسية الاجتماعية في سورية تلعب دوراً هاماً في موضوع التبرع ، فهناك ترابط قوي بين أفراد العائلة، ما يجعل فكرة أخذ عضو من الشخص الآخر فكرة مشحونة عاطفياً بشكل كبير، وهذا ما يشكل عاملاً يعرقل عملية زراعة الأعضاء".
وأضاف دندل أن "المناهج التعليمية في سورية لا تسهم بخلق ثقافة التبرع بالأعضاء، فعندما يواجه أحدنا موقف ليقرر فيما إذا سيقوم بالتبرع بأعضاء أحد أقربائه فإنه يرفض ذلك إذ أنه لم ينشأ على ثقافة التبرع فيعتبر الأمر حينها غير مألوف"، داعياً إلى "وجوب تهيئة الطفل لهذه الفكرة منذ الصغر من خلال المناهج، الأمر الذي سيسهم في جعل اتخاذ القرار أسهل مع مرور الوقت".

وكانت نتائج الاستبيان الذي أجرته سيريانيوز أشارت إلى أن نحو 50% من العينة يرفضون التبرع بالأعضاء لأسباب تتعلق بالعواطف.

وأشار دندل إلى أن "استمرار الجدل الديني حول هذه المسألة يشكل عاملاً مهم أيضاً في تخوف الناس من التبرع, وذلك بدعوى أن الإنسان لا يحق له التبرع بما لا يملك".
واعتبر الطبيب النفسي أن "الشخص الذي يقوم بالتوصية بالتبرع بأعضائه بعد الوفاة فإن ذلك من أهم المؤشرات على نضوج شخصيته وسلامة صحته النفسية".

المصدر
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06163 seconds with 11 queries