عرض مشاركة واحدة
قديم 11/09/2009   #79
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي


«تزريك» وهوس بمتابعته حتى خارج المنزل مقابل انتقادات وخجل من الفكرة

«باب الحارة4» ضيف الشاشات العملاقة في مقاه بيروتية.. لأن «الزبون عايز كده»



دعو سارة صديقها إلى الإسراع في تحضير نفسه للخروج قبل االعاشرة مساء. يرتاد الاثنان أحد مقاهي بيروت في منطقة الروشة مباشرة بعد الإفطار، حيث السهر يمتد حتى موعد السحور. لم يكن صديق سارة يعرف السبب الذي يدفعها إلى الإصرار على التوقيت «قبل العاشرة أو بينفكس المشروع»، لكنه سرعان ما استطاع أن يفك «اللغز» بعدما طلبت الجلوس داخل المطعم حيث نصبت شاشة كبيرة لمتابعة مسلسل «باب الحارة « في جزئه الرابع.
ليس جديداً القول ان المسلسل تحول إلى ظاهرة منذ موسمه الثاني، وبرغم كل النقد الذي طال الموسم الثالث لا تزال المتابعة واضحة لا بل وصلت ذيول تأثيرها الى المطاعم والمقاهي البيروتية، التي ربما، ومن باب التجارة، نصبت شاشات عملاقة تجذب الزبائن الى المكان. ولماذا عرض هذا المسلسل تحديدا؟ يجيب معظم أصحاب تلك المقاهي أنهم ينزلون عند رغبة الزبائن الذين يطلبونه بالإسم، مؤكدين انها ليست السنة الاولى التي تحتضن فيها مقاهيهم شاشات تعرض المسلسل. علماً انه لم يسبق لتلك المقاهي ان نصبت شاشات كبيرة لمتابعة مسلسلات او برامج، سوى في بطولة كأس العالم وأوروبا لكرة القدم. لكن يبدو ان «باب الحارة» نجح للسنة الرابعة على التوالي بالحفاظ على شريحة كبيرة من جماهيره ربما تنافس متابعي كرة القدم في الحماسة والاندفاع لابطال المسلسل.



شاشة عملاقة في فردان

يخصّص صاحب أحد المقاهي القسم الداخلي المغلق لمتابعة المسلسل، بينما يترك القسم الخارجي لمن لا تهمه الفكرة. في الداخل، لا نسمع سوى «كركرة» النرجيلة التي يعبّق دخانها في أرجاء القسم الداخلي، وهي تتداخل مع صدى اللكنة السورية المليئة بالتحدي. يدخل شاب ويجلس على طاولة الأصدقاء. يتم استقباله على طريقة أبطال المسلسل «أهلين بوليد، هلا والله، حيا الله ، أي والله...». العبارة مستمدة من شخصية «النمس» في المسلسل، وهو بديل لشخصية «أبو غالب» الذي كان يردد العبارة الشهيرة «بليلة بلبلوكي». يركز الجميع على الشاشة. نسمع رنين هاتف جوّال، لكن صاحبه يرد على المكالمة بصوت منخفض. يقترب النادل من إحدى الطاولات. يدوّن طلبات جالسيها، وينصرف بسرعة كي لا يقاطع المشاهدين الآخرين. تحضر شابة متأخرة الى المكان. تنادي على النادل وتطلب منه تغيير قناة «أم.بي.سي» حيث يعرض المسلسل العاشرة مساء الى قناة «المنار» التي تعرضه عند العاشرة والنصف، لأنها لم تلحق بداية المسلسل على القناة الاولى. يعترض آخرون مؤكدين أنها المسؤولة عن تأخيرها «شو الله جابرنا نرجع نحضر من الأول». تمتعض للحظات ثم تقرر مشاهدة إعادة المسلسل في اليوم الثاني. تمازحها صديقتها «ما تخافي ما بفوتك شي بهالكم دقيقة».
حكي الناس
في المشهد نفسه، تستهزئ مجموعة من الشباب اختاروا الجلوس خارجاً من الوضع. يسأل أحدهم كيف يمكن لمسلسل أن يسمّر مئات أمام الشاشة وهو يحمل معه «كل معاني التخلف». يقاطعه صديقه «يا خيي بيتسلوا مش أحسن ما يحضروا سياسة». بينما تؤكد شابة أخرى ترتاد المطعم أنها تتابع المسلسل لكنها تشعر بالخجل من مشاهدته في المطاعم «شو بدك الناس تقول عني هبلة»(!).
بطبيعة الحال تتوزع الشاشات العملاقة على الكثير من المقاهي في العاصمة سواء في منطقة الروشة أو فردان والحمرا. في فردان «يلعلع» صوت ممثلي «باب الحارة» في الهواء الطلق، ومن المارة شبان يقفون أمام المطعم لمتابعة المسلسل خصوصا «اذا ما في عنا كهرباء»، كما يقول أحدهم، فتكون الفرجة على الواقف من دون أية تكاليف إضافية سوى بعض النظرات التي يصبها أصحاب المقاهي من حين إلى آخر على الجموع. ومن اللافت انه فور انتهاء حلقة «باب الحارة» يعود القيمون على المطاعم فوراً إلى قنوات أخرى تبث الموسيقى، رغم انه شهر المسلسلات التي تكتظ بها الشاشات المحلية والعربية، لكن يبدو ان جمهور «باب الحارة» بات يقصد المقاهي ليستمتع بنرجيلة ومشاهدة حلقة تلفزيونية من الحارة القديمة وأصحاب المطاعم لا يمانعون على قاعدة «الزبون عايز كده».

زينة برجاوي - جريدة السفير


http://www.assafir.com/Article.aspx?...hannelId=30860

ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03576 seconds with 11 queries